المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المؤلف يشق للأمة طريقا فى الحياة عمليا - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - المقدمة

[السبكي، محمود خطاب]

الفصل: ‌المؤلف يشق للأمة طريقا فى الحياة عمليا

التي من ورائها الرواتب والمناصب، إذ أن نفسه الطاهرة لها اتجاه غير هذا. ولكن أحد تلامذته أشار عليه أن يتقدم إلى الامتحان، ونيته تعليم أبناء الأزهر ومن سواهم بعد نيله الشهادة كيما يساير الناس وهم يعتقدون أن العلم لا يؤخذ إلا ممن لديه هذه الشهادة، فأنشرح صدره ووضع الرسالة وقدمها وبعد البحث اتضح أن اسمه غير مدرج في سلك الطلاب، ولم تكن له مدة معلومة فلا يقبل طلبه ولكن الله القدير يسر له الصعاب! ! وفي الأربعاء اليوم التاسع والعشرين من شهر رجب سنه ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف (سنه 1313 هـ) 15 يناير سنه 1896 م أدى المؤلف الامتحان أمام اللجنة المكونة من حضرات أصحاب الفضيلة الأساتذة الأجلاء الشيخ حسونة النواوى شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية. والشيخ بكرى عاشور الصدفى والشيخ عمر الرافعى الحنفيين. والشيخ أحمد الرفاعى والسيد على الببلاوى المالكين. والشيخ محمد حسين الابريرى. والشيخ سليمان العبد الشافعيين. ولقد كان أعجاب اللجنة به عظيما وسرورها فائقا وجاوز المؤلف الميدان ظافرا منصورا! !

وتصادف أن المؤلف قبل أن يؤدى الامتحان ألف كتابا أسماه (الرسالة البديعة الرفعية. فى الرد على من طغى فخالف الشريعة) وخطبته ملأى بإشارات التصوف فطلب منه الأستاذ الشيخ عمر الرافعى قبل أن يغادر اللجنة أن يروح أفئدتهم بطرفه من التصوف، واستعان بالشيخ حسونة ليجاب الطلب. فقال المؤلف: " أن القلوب ممتلئة بحب الدنيا فلا تقبل شيئا من التصوف، ولازال مصرا على هذا الامتناع بعد إلحاح الشيخ النواوى. فتألم جد الألم الشيخ الرافعى ظانا أن المؤلف شامخ بأنفه متكبر، غير أن السيد الببلاوى أفهمه وأفهم الأعضاء أن الأستاذ محمودا صريح غير متكبر، وهو رجل جاهد نفسه، وتعلق بربه تبارك وتعالى!

‌المؤلف يشق للأمة طريقا فى الحياة عمليا

(وبعض الشيوخ يكيد له)

بعد نيله إجازة التدريس عنى جد العناية فى دروسه التى كان يلقيها فى الأزهر

ص: 10

المعمور وغيره على مئات الطلاب، ببيان البدع الفاشية والخرا فات المضلة، محذرا الناس وبخاصة ذوى العلم من ارتكابها والسير فى طريقها المعوجة، مرشدا إلى العمل بهدى الرسول الأمين. وصحبه الطيبين الطاهرين. وبهذا تبين لكثير من أهل العلم أن ما يرونه محيطا بهم من البدع والمنكرات فى المساجد وسواها، لا يتفق ومبادئ الدين الحنيف، وأنهم لابد مسئولون أمام الله تعالى بتفريطهم وسيرهم فى طرقاتها، والعامة من ورائهم يعملون ويقدسون كما عملوا وقدسوا. ولما رأى فريق من شيوخ الأزهر أن دعوة المؤلف كل يوم تزداد. وأنهم لا يسلمون منه أخذوا يصطادون فى الماء العكر، ويؤلبون عليه ويبيتون ما الله به عليم! !

وأيم الله لقد عملوا كل ما فى وسعهم من تقديم شكاوى إلى أمير البلاد الخديو السابق فوضعت فى زوايا الإهمال، وعادوا بخفى حنبن! ! وياليتهم اكتفوا بهذا بل عمدوا إلى دار الحماية البريطانية يشكون. وماذا كانت شكايتهم؟ أن السبكى قائد جيش عرمرم من التلاميذ والأتباع وهذا الجيش خطر على الأمن العام فى البلاد. ولكن بعد التحرى وبث العيون والأرصاد، تبين أن الرجل برئ، وأنه يدعو إلى الله تعالى والى العمل بدنيه، والاعتصام بسنة حبيبة السيد الهادى الأمين " صلوات الله تعالى وسلامة عليه وعلى آله " وأن من حوله من هذه الجموع المحتشدة قوم أخيار يعملون لدينهم قبل دنياهم.

ولما فشل هذا الفريق فى مسعاه السياسي لجأ إلى شيخ الأزهر إذ ذاك المغفور له الإمام الوقور الشيخ سليم البشرى طالبا تشكيلي مجلس علمى يناظر المؤلف ويبحث معه فيما يدعيه من البدع الفاشية، والسنن المتروكة، فأرسل شيخ الأزهر إليه يدعوه فلبى مسرعا. وكانت المناظرة فى إدارة الأزهر فقارعهم بالحجة والدليل فهزمهم وولوا مدبرين! !

ولبث المؤلف يجاهد بقلمه كما جاهد بلسانه فتراه ينشر بين الناس المؤلفات القيمة تدعوهم إلى ما كان عليه النبى وأصحابه والسلف الصالح والأئمة المجتهدون، والعلماء العاملون. وهذه المؤلفات ليست فى حاجة إلى إطراء وتقريظ. عرفها

ص: 11

من اطلع عليها، وسيعرفها من يطلع عليها بعد إن شاء الله تعالى. ويبلغ ما علمنا به منها ثمانية وعشرين مؤلفا. وفيما يلى أسماؤها:

1 -

أعذب المسالك المحمودية: فى التصوف والأحكام الفقهية. أربعة أجزاء.

2 -

حكمة البصير: على مجموع الأمير " فى فقه الإمام مالك ". أربعة أجزاء.

3 -

هداية الأمة المحمدية: فى الحكم المحمودية السنية. وهو ديوان خطب منبريه.

4 -

إصابة السهام: فى فؤاد من حاد عن سنة خير الأيام.

5 -

تحفة الأبصار والبصائر: فى بيان كيفية السير مع الجنازة إلى المقابر.

6 -

الرسالة البديعة الرفيعة: فى الرد على من طغى فخالف الشريعة.

7 -

حاشية ديباجة الرسالة البديعة.

8 -

المقالة الشرعية للرآسة الإسلامية.

9 -

غاية التبيان: لما به ثبوت الصيام والإفطار فى شهر رمضان.

10 -

العهد الوثيق: لمن أراد سلوك أحسن طريق.

11 -

النصيحة النونية 0 فى الحث على العمل بالشريعة المحمدية.

12 -

تعجيل القضاء المبرم: لمحق من سعى سنة الرسول الأعظم.

13 -

فتاوى أئمة المسلمين 0 بقطع لسان المبتدعين.

14 -

سيوف إزالة الجهالة 0 عن طريق سنة صاحب الرسالة.

15 -

فصل القضية 0 فى المرافعات وصور التوثيقات والدعاوى الشرعية.

16 -

المقامات العلية 0 فى النشأة الفخيمة النبوية.

17 -

السم الفعال 0 لأي أمعاء فرق الضلال.

18 -

الصارم الرنان 0 من كلام سيد ولد عدنان.

19 -

العضب المنظوم 0 للذب عن سنة المعصوم.

20 -

الرياض القرآنية 0 فى الخطب المنبرية.

21 -

خلاصة الزاد 0 لمن أراد سلوك سبيل الرشاد.

22 -

رسالة البسملة 0

ص: 12