المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌آثار الجمعية (الوعاظ ، إنشاء المساجد. شركة المنسوجات الوطنية) فى مقدمة آثار - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - المقدمة

[السبكي، محمود خطاب]

الفصل: ‌ ‌آثار الجمعية (الوعاظ ، إنشاء المساجد. شركة المنسوجات الوطنية) فى مقدمة آثار

‌آثار الجمعية

(الوعاظ ، إنشاء المساجد. شركة المنسوجات الوطنية)

فى مقدمة آثار هذه الجمعية الناهضة وعاظها الذين يبلغ عددهم أكثر من مائتى واعظ اختارتهم من بين أفرادها المثقفين المدربين للقيام بتعليم العامة أصول الدين وفروعه فى دروسهم ومحاضراتهم. لا يفترون عن غرس مبادئ الدين الصحيحة فى نفوس اخوتهم المؤمنين واللين رائدهم. والرفق حليفهم والموعظة الحسنة ديدنهم. والحكمة وسداد الرأى قبلتهم. سمحاء حنفاء، لا مشددين ولا معسرين ولا متنطعين ولا رجعيين.

ولقد وضعت لهم الجمعية منشورا عاما يسيرون على ضوئه. لا يلى أحدهم هذا المنصب الإسلامي الرفيع إلا بعد أن يتعهد كتابيا بالسير على مقتضاه. والمنشور كله خير مما يدل على أن الجمعية جد حريصة على المحافظة على الوحدة الإسلامية، بعيدة كل البعد عما يوجب تفريقا وانشقاقا وصدعا وانثلاما. واليكم هذا المنشور العام بنصه. وهو والجمعية الشرعية توءمان ولدا عام التكوين (سنة 1331 هـ).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد من وعظ نفسه قبل أن يعظ سواه، والصلاة والسلام الدائمان الأتمان على كوكب الإرشاد ومنار الهداة، وعلى آله وأصحابه الذين بذلوا نفوسهم وأموالهم ابتغاء مرضاة الله.

(أما بعد) فقد رأت الجمعية الشرعية فى حضرة الأستاذ الفاضل ................ من المكانة الأخلاقية والعلمية ما يؤهله لأن يجوب فدافد (1) الأرض شرقا وغربا وجنوبا وشمالا يعظ المسلمين، ويرشد الحائرين، ويذب عن دين الله شبه الضالين والمارقين. لذلك أسندت إليه هذا المنصب السامى مع علمها بخطورته

(1) جمع فدفد بوزن مكتب وهو الفلاة والمكان الصلب الغليظ والارض المستوية.

ص: 15

ووعورة مسالكه. والجمعية ترجو منك أيها الأستاذ أن تتقى الله فيها وفى نفسك وفى المسلمين. فانك قد أصبحت أمينا على دين الله، مالكا زمام من ترشدهم تقودهم إلى حيث تريد. فجنتهم ونارهم بين لحييك (1). فيجب إذا أن تجعل مركزك فوق مركز ذلك الطبيب الحاذق الذى يعطى من الأدوية لكل مريض ما يناسبه بمقادير خاصة لا ينقص ولا يزيد عليها شيئا. يعرف أن التباب فى طرفى الإفراط والتفريط. وان الجمعية تبيح لك أن تغدو وتروح فى تعليمك، واضعا نصب عينيك إفادة المسلمين، متدليا فى ذلك من أهم إلى مهم فتبتدئ بغرس العقائد فى نفوس من تباشر تعليمهم، مراعيا مذهب أهل السنة والجماعة، بعيدا عن المشاغبات الكلامية والبراهين المنطقية لصعوبتها على أفكار العامة من الناس. وتردف ذلك بتعليم ما لابد منه أحكام الصلاة والصيام والزكاة والحج، وتتبع هذا نهيهم عما هو فاش فى البلاد من المنكرات كترك أركان الإسلام وكالربا والزنا وشرب الخمر والقتل وتعاطى كل مسكر من الأنبذة والحشيش والمنازيل. وتنهاهم أيضا عن السرقة والغش والإيمان الفاجرة والنميمة والغيبة وسم البهائم وشق بطونها وحرق المزروعات وتقليعها، والحسد والحقد والكبر والعجب والرياء والمراء.

وتنهاهم أيضا عن لعب الكاب المعروف والسيجة والطاولة والكتشينة وغير ذلك من كل فعلى باطنى أو ظاهرى قبيح. ثم تعرج بهم إلى رياض الآداب النبوية والأخلاق المحمدية كالحلم والصبر والتوضع والكرم والرغبة عن الدنيا وفى الآخرة وحب الخير للمسلمين والسعى فيما يزيل الأحقاد من نفوسهم، والتزاور فى الله، وإفشاء السلام، والتعاون على البر والتقوى، وتعلمهم لباس النبى صلى الله وعلى آله وسلم وآكله وشر به وغير ذلك من كل خلق نبوى يتعلق بعادة أو عبادة تمنحهم منه ما يطيقون. ثم تنحدر إلى ما يخالف ذلك من البدع فتنبه عليه حاثا على اجتنابهم إياها، اقتداء بنبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم

(1)(اللحى) عظم الحنك وهو الذى عليه الاسنان. وهو من الانسان حيث ينبت الشعر. وهو أعلى وأسفل. ويجمع على الح ولحى مثل فلس وأفلس وفلوس.

ص: 16