الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الخامسة
الحمد لله رب العالمين الذي ألهم الذاكرين ذكره والشاكرين شكره والحامدين حمده وأثابهم من فضله واستخدمهم في طاعته وتقبل أعمالهم بنعمته. يرفع من يشاء إلى رفيع الدرجات باتباع سيد الكائنات. والصلاة والسلام على الهادي إلى الحق وإلى طريق مستقيم صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.
أما بعد:
فقد دعت الضرورة إلى إعادة طبع كتاب الدين الخالص الجزء الأول وذلك لتصحيح ما وقع في الطبعة الرابعة من أخطاء لا تخفى.
وقد من الله سبحانه وتعالى علينا بالاطلاع على الطبعة الرابعة قبل أن تصل إلى أيدي الناس فصوبت الأخطاء الظاهرة في ملزمة ألحقت بالطبعة المشار إليها وذلك مداركة لما ليس منه بد مع إبداء الأسف لما حدث.
وقد مكن الله سبحانه وتعالى أسرة الإمام من السيطرة على المقاليد وانتهى إليهم بحمد الله الإشراف على هذه المطبوعات فكان لزامًا عليهم أن يعيدوا الطبع على نحو ما كان يجب أن يتم. فجرى تصوير الطبعة الثالثة التي طبعت في مطبعة السعادة في سنة 1384 هـ ضمانا للدقة وأمانة البحث فالحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات.
أما المقدمة الأولى التي كتبها فضيلة الأستاذ الشيخ أبو القاسم ابراهيم أبو القاسم رحمه الله تعالى وجزاه خيرا والتي حررت في حياة الاستاذ الإمام أمين محمود خطاب صارت الآن في حاجة إلى تعديل. فقد تغيرت الأمور فرأى بمعنى النابهين استبقاء المقدمة ونصحوا بتحرير مقدمة لهذه الطبعة الخامسة، تصوب فيها بعض المعلومات التي طرأت على الترجمة المحررة من الإمام المؤلف رحمه الله تعالى. وطلبوا مني تحرير مقدمة إضافية. جزاهم الله خيرًا ولهذا أشير إلى:
إن أول معالم التغيير هو وفاة الإمام الشيخ أمين محمود خطاب نجل المؤلف وخليفته في إمامة جماهير أهل السنة. ذلك الإمام الذي شب مع الدعوة وساير مراحلها
وقد ذكرت بعض ترجمته في آخر الجزء الثامن من هذا الكتاب فذكرت أنه ولد بسبك الأحد مركز أشمون منوفية في 1304 هـ / 1887 م والتحق بالأزهر فحضر على شيوخه وحصل على العالمية في رجب سنة 1329 هـ / يونية سنة 1916 م فعين مدرسًا بالمعاهد الدينية الأزهرية بالوجهين القبلي والبحري والقاهرة ثم عين أستاذًا بكلية الشريعة ثم بكلية أصول الدين وتتلمذ على يديه الدعاة والوعاظ والعلماء.
وقد شارك في الدعوة إلى الكتاب والسنة فكان وكيلا للجمعية الشرعية ثم تولى الإمامة عقب وفاة والده وعنى بالبحث العلمي والتأليف فحقق وعلق وشرح أجزاء الدين الخالص ثم أضاف مؤلفه الذي نشره من قبل تحت عنوان إرشاد الناسك إلى أعمال المناسك في حجم الربع ليكون بيد الحاج يحمله معه في سفره ولكنه أعاد طبعه بحجم كتاب الدين الخالص وجعله جزءًا تاسعًا وسماه الدين الخالص أو إرشاد الناسك إلى أعمال المناسك بالإضافة إلى تخريج الأحاديث الواردة في مؤلفات والده.
كما شرع في تكملة كتاب المنهل العذب المورود في أربعة أجزاء كبار.
وقد خطت الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية في عهده خطوات واسعة. ونمت فروعها وازدهرت مؤسساتها وصارت أكبر الجمعيات العاملة في الحقل الإسلامي في مصر بل وفي الشرق العربي كله، وذلك بفضل دأبه وسهره وانتقالاته إلى أنحاء البلاد معلمًا وواعظًا وداعيًا. كما كان يرعى مشروعات الفروع ومنشآتها وجاهد في سبيل الدعوة ونشر السنة بالحكمة والموعظة الحسنة حتى ترك لنا تراثا دينيا عظيما.
فلما أثقلت كاهله السنون والشيخوخة والمرض لم ينقطع عن تلاوة القرآن الكريم وهو على الفراش حتى توقف القلب الكبير وارتحلت الروح الطاهرة إلى الرفيق الأعلى عصر يوم الإثنين 27 من ذي القعدة سنة 1378 الموافق 26 من شهر فبراير سنة 1968. توفي يوم الإثنين وغسل وكفن وصلى عليه يوم الثلاثاء كما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم رحمه الله وطيب تراه ودفن مع أخوته بالمقبرة رقم 9 لأن مقبرة الوالد كانت لحدًا وقد منع أن يدفن معه أحد.
وقد طار حبر وفاته إلى سائر محافظات الجمهورية فتوافد الجميع لتشييعه إلى مقره الأخير بعد أن صلى عليه أبنه وخليفته الإمام الشيخ يوسف أمين خطاب ثم أسرع الناس إلى مبايعة إمامًا لأهل السنة في مكان والده وجدَّه والتفوا
حوله وجاء رؤساء الفروع من كل مكان ليظهروا له الطاعة والرضا بإمامته لأهل السنة.
وقد ذكرت ترجمة مختصرة له في نهاية إتحاف الكائنات الطبعة الثانية وأنه ولد في 24 محرم سنة 1323 هـ / 7 إبريل سنة 1905 والتحق بالأزهر الشريف في سنة 1338/ 1919 ثم تخرج في مدرسة دار العلوم 1350 هـ / 1931 واشتغل بالتربية والتعليم. ولما توفي والده تسلم الأمانة فكان إماما لأهل السنة ورئيسًا للجمعية الشرعية يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1378 ثم دعا إلى حفل ديني في سبك الأحد في دوار آل خطاب وهناك في الحادي عشر من ذي الحجة سنة 1378 تمت بيعة ثانية له.
وواصل الإمام يوسف المسيرة ورأس معهد الإمامه للدراسات الإسلامية وألقى فيه محاضرات في اللغة العربية والحديث النبوي وهذا المعهد أعد لتخريج الدعاة إلى الله من وعاظ الجمعية، ومقره مسجد الإمام محمود خطاب السبكي 19 شارع الجلاء بالقاهرة وقاد الجمعية الشرعية ونشر كتاب الفتاوي الأمينية 1392 هـ / 1972 وقد تولى رياسة جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية وكان يكتب بابا ثابتا في المجلة التي تصدرها الجمعية، ثم كانت وفاته يوم الإثنين 30 من صفر سنة 1369 الموافق أول مارس سنة 1976.
وكان قد بنى مقبرة جديدة شرعية إلى جوار مقبرة جده في المجاورين تضم 43 قبرًا وخصص لنفسه وعلى نفقته لحدًا على مثال ما فعل جده الإمام مؤسس الجمعية ورقمه بنفس رقمه رحمهما الله وأجزل مثوبتهما.
وبقي استدراك على ما كتب الشيخ أبو القاسم ابراهيم في ترجمة الإمام مؤلف الدين الخالص في ص 31 أن الأستاذ عبد الحكيم محمود خطاب النجل الأصغر أحيل للتقاعد في سنة 1962 ونضيف إلى ما ذكر أنه عكف على تلاوة القرآن وبذل المال في سبيل الله وصلة الرحم حتى انتقل إلى جوار الله عز وجل في السابع من ربيع الأول سنة 1391 الموافق سنة 1971 م رحمه الله رحمة واسعة ودفن إلى جوار أخوته في المقبرة التي تضم أولاد الإمام رحمه الله وجعلهم الله في أعلى عليين ونسأله تعالى أن يوفق ذرية الإمام بفضله ويعينهم على مرضاته ويرزقهم تمام القبول والحمد لله أولا وأخرًا والصلاة والسلام على خاتم المرسلين والنبيين وآله وصحبه أجمعين.
شهر ذي القعدة سنة 1411 الموافق مايو سنة 1991
د. عبد العظيم حامد خطاب وكيل الجمعية الشرعية الرئيسية