الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ كَلَامِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه
25 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَيْهَا قَالَ: وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَنْفِرَ مَنْ مَرَّ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: وَكَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي يَفْخَرُ بِهَا أَهْلُ الشَّامِ فَيَقُولُونَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: فَمَرُّوا بِنَا فَاسْتَنْفَرْنَا مَعَهُمْ قَالَ: فَقُلْتُ: لَأَخْتَارَنَّ لِنَفْسِي رَجُلًا أَصْحَبُهُ قَالَ: فَتَخَيَّرْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَكَانَ عَلَيْهِ كِسَاءٌ فَدَكِيٌّ يُخِلُّهُ إِذَا رَكِبَ، وَأَلْبَسُهُ أَنَا إِذَا هُوَ نَزَلَ، وَهُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي عَيَّرَتْهُ هَوَازِنُ فَقَالُوا: ذَا الْخِلَالِ يُسْتَخْلَفُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَخَرَجْنَا فِي غَزَاتِنَا ثُمَّ رَجَعْنَا
⦗ص: 48⦘
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرِ إِنِّي قَدْ صُحْبَتُكَ، وَلِلصَّحَابَةِ حَقٌّ، وَلَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّمَا شِئْتُ، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ: نَعَمْ، وَلَوْ لَمْ تَقُلْ لَفَعَلْتُ. اعْبُدِ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَأعْبُدِ اتَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ. فَقُلْتُ: أَمَّا اعْبُدِ اللَّهَ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِكَ: وَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ؟ وَإِنَّمَا يُصِيبُ النَّاسَ الشُّرَفُ وَالْخَيْرُ بِالْإِمَارَاتِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ اسْتَخْبَرْتَنِي فَجَهَدْتُ لَكَ، وَإِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَهُمْ عُوَّادُ اللَّهِ، وَجُوَارُ اللَّهِ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ، وَمَنْ يُخْفِرْ مِنْكُمْ أَحَدًا فَإِنَّمَا يُخْفِرُ اللَّهَ عز وجل، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُؤْخَذُ بِشُوَيْهَةِ جَارِهِ ، أَوْ بَعِيرِهِ، فَيَظَلُّ نَاتِئًا عَضَلَهُ غَضَبًا لِجَارِهِ، وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ. قَالَ: فَانْصَرَفْنَا إِلَى دِيَارِنَا، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتُخْلِفَ، فَقُلْتُ: صَاحِبِي الَّذِي نَهَانِي عَنِ الْإِمَارَةِ ثُمَّ تَأَمَّرَ عَلَى النَّاسِ، لَآتِيَنَّهُ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَتَعَرَّضْتُ لَهُ حَتَّى لَقِيتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرِ نَهَيْتَنِي عَنِ الْإِمَارَةِ، ثُمَّ تَأَمَّرْتَ عَلَى النَّاسِ؟
⦗ص: 49⦘
فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ، وَالنَّاسُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، وَلَمْ يَدَعْنِي أَصْحَابِي، فَلَمْ يَزَلْ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ حَتَّى عَذَرْتُهُ ". حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ رَافِعٍ هُوَ ابْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ السَّلَاسِلِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا أَسْرِقُ النَّعَمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَدْفِنُ الْمَاءَ فِي أُدْحِيُّ النَّعَمِ حَتَّى أَمُرَّ بِالْفَلَاةِ فَأَسْتَتِرُهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: لَأَخْتَارَنَّ لِنَفْسِي رَجُلًا فَلَأَصْحَبَنَّهُ قَالَ: فَاخْتَرْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَكَانَ لَهُ كِسَاءٌ فَدَكِيٌّ ،
⦗ص: 50⦘
قَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: طَوْعًا وَكَرْهًا، فَأَجَارَهُمُ اللَّهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَهُمْ عُوَّادُ اللَّهِ، وَجِيرَانُ اللَّهِ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ، وَسَاقَ نَحْوَهُ. زَادَ: قَالَ رَافِعٌ: فَمَا زَالَ بِي الْأَمْرُ حَتَّى صِرْتُ عَرِيفًا فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ
26 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، وَسَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَا: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ يَحْمَدَ، قَالَ: " فِي خِطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رحمه الله: وَتَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَجَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَنْقَضِيَ الْأَجَلُ وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللَّهِ فَافْعَلُوا، وَلَنْ تَنَالُوا ذَلِكَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَإِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا آجَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ فَنَهَاكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَقَالَ: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ،
⦗ص: 51⦘
أَيْنَ مَنْ تَعْرِفُونَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ؟ قَدْ قَدِمُوا عَلَى مَا قَدَّمُوا فِي أَيَّامِ سَلَفِهِمْ، فَخَلُّوا فِيهِ بِالشَّقَاوَةِ أَوِ السَّعَادَةِ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ الْأَوَّلُونَ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بِالْحَوَائِطِ؟ قَدْ صَارُوا تَحْتَ الصَّخْرِ وَالْآكَامِ، هَذَا كِتَابُ اللَّهِ لَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ، فَاسْتَضِيؤَا مِنْهُ لِيَوْمِ الظُّلْمَةِ، وَانْتَصِحُوا كِتَابَهُ وَتِبْيَانَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّاءَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَقَالَ:{كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا، وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90] ، لَا خَيْرَ فِي قَوْلٍ لَا يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ، وَلَا خَيْرَ فِي مَالٍ لَا يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ يَغْلِبَ جَهْلُهُ حِلْمَهُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ يَخَافُ في اللَّهَ لَوْمَةَ لَائِمٍ "
27 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ، قَالَ: نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كَثِيرٍ، قَالَ:" كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَا يَدَعُ هَذَا الْكَلَامَ أَنْ يَقُولَهُ كُلَّ جُمُعَةٍ فِي خُطْبَتِهِ: أَيْنَ الْوَضَّآةُ الْحَسَنَةُ وُجُوهَهُمْ، وَالْمُعْجَبُونَ بِشَبَابِهِمْ؟ أَيْنَ الَّذِينَ بَنَوُا الْبُنْيَانَ فَحَصَّنُوهَا بِالْحِيطَانِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُعْطَوْنَ الْغَلَبَةَ مِنْ مَوَاطِنَ الْحَرْبِ؟ قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ، فَأَصْبَحُوا كَلَا شَيْءٍ ، وَأَصْبَحُوا قَدْ فُقِدُوا وَأَصْبَحُوا فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ، الْوَحَا الْوَحَا ثُمَّ النَّجَا النَّجَا ".
28 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ يَسْتَخْلِفُهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ أَنْ تَحْفَظَهَا: إِنَّ لِلَّهَ حَقًّا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ، وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي النَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ، وَاللَّهُ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ، وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ - أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلُ فِي الدُّنْيَا وخِفَتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا. أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَصَالِحَ مَا عَمِلُوا وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ: لَا أَبْلَغُ هَؤُلَاءِ، وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ وَسَيِّئ مَا عَمِلُوا، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ مَا عَمِلُوا، فَيَقُولُ الْقَائِلُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ، وَآيَةَ الْعَذَابِ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا وَرَاهِبًا، وَلَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ، وَلَا يُلْقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة،
⦗ص: 54⦘
فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ قُولِي هَذَا فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَا بُدَّ مِنْهُ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ قُولِي فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَنْ تُعْجِزَهُ "
29 -
قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ: أَوْصَى الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
30 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
⦗ص: 55⦘
رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رحمه الله آخِذًا بِطَرَفِ لِسَانِهِ، فَقَالَ: هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوْارِدَ.
31 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ أَبُو مَعْمَرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وُلِّيتُ أَمَرَكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وَإِنْ أَنَا أَسَأْتُ فَسَدِّدُونِي، فَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِيلَا أذَا رَأَيْتُمُونِي غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي، َلَا أُؤْثَرُ فِي أَجْسَادِكُمْ وَلَا أَبْشَارِكُمْ
32 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، فِي قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ: وُلِّيتُكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ " قَالَ سُفْيَانُ: بَلَغَنَا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: «بَلَى وَاللَّهِ إِنَّهُ لَخَيْرُهُمْ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ يَهْضِمُ نَفْسَهُ»
33 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ قَيْسٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو لَكُمْ أَنْ يُتِمَّ اللَّهُ لَكُمُ هَذَا الْأَمْرَ مَعْشَرَ الْعُرَيْبِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْعُو بِخُبْزَتِهِ مِنَ الْحِنْطَةِ، فَإِنْ شَاءَ قَالَ لِأَهْلِهِ: ائْدُمُوهُ بِسَمْنٍ، وَإِنْ شَاءَ قَالَ: ائْدُمُوهُ بِزَيْتٍ.
34 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:" دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا فَلَا تَأْخُذُنَّ مِنْهَا إِلَّا بَلَاغًا ".
35 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَسْلَمَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ عُرْوَةُ: فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: تُوفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَتْرُكْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، ضَرَبَ اللَّهُ سَكَنَهُ "
36 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:«ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكُوا» .
37 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أنا غَالِبٌ الْقَطَّانُ، قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَفْضُلِ النَّاسَ بِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ صَلَاةً وَصَوْمًا، وَإِنَّمَا فَضَلَهُمْ بِشَيْءٍ كَانَ فِي قَلْبِهِ.
38 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: أنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أنا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] فَلَمْ يَلْتَفِتُوا
⦗ص: 60⦘
إِلَى إِلَهٍ غَيْرِهِ، وَ:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ قَالَ: بِشِرْكٍ.
39 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ نِمْرَانَ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا.
40 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي لَمَّا حَشْرَجَ، قُلْتُ: يَأْبَهُ هَذَا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ. قَالَ: لَا بَلْ هَذِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] .
41 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا حَمَّادٌ، قَالَ: أنا ثَابِتٌ، عَنْ سُمَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَهِشَامٌ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ،
⦗ص: 62⦘
أَنَّهَا قَالَتْ وَأَبُو بَكْرٍ يُفْضِي: مَنْ لَمْ يَزَلْ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَلَا أَدْرِي قَالَ مُوسَى مَرَّةً، أَمْ: لَا بُدَّ مَدْفُوقٌ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ {جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]
42 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ني سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ يَعْنِي إِلَى الشَّامِ فَأَتَى أَبَا عُبَيْدَةَ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ سَلَّامَ اللَّهِ، وَجْهُكَ هَذَا الَّذِي خَرَجْتَ لَهُ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الدُّنْيَا، إِنْ ظَفَرْتَ بِهِ تَنْظُرُ إِلَى الْآخِرَةِ وَتَنْظُرُ إِلَيْكَ، لَا إِيَابَ لَكَ مِنْهُ وَلَا تَرَانِي بَعْدَهَا إِلَّا فِيهِ، إِنْ أَقَمْتَ زَوَّدْتُكَ، وَإِنْ
⦗ص: 63⦘
تَقَدَّمْتَ لَحِقْتُكَ، هُوَ وَاللَّهِ مَقَامٌ على علية قَدْ مَلَأْتَ يَدَيْكَ دُنْيًا، فَأَثْوَبُهَا مَنِ اسْتَأْثَرَهَا وَآثَرَهَا، وَلَا تَحْبِسُكَ عَنْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا، اتَّقُوا اللَّهَ فِي خُلَفَائِكُمْ، دَعُوهُمْ وَرَبِّهِمْ، فَإِنْ ظَفَرَ بِكَ كَانَ أَسْرَعَ بِوِرْدِكَ وَأَجْهَزَ لِصَدْرِكَ، وَلَنْ يَخْلُفَ لِلنَّاسِ بَعْدَكَ إِلَّا مَا أَنْتَ فِيهِ خَيْرٌ مِنْهُ، إِنَّكَ عَيْنِي عَلَى نَفْسِكَ، وَعَيْنِي عَلَى غَيْرِكَ