الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ زُهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه وَأَخْبَارِهِ
43 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: وَنا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: نا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَهَذَا حَدِيثُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: " أَنَا آخِرِكُمُ عَهْدًا بِعُمَرَ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ، فَقَالَ: هَلْ فَخِذِي وَالْأَرْضُ إِلَّا سَوَاءٌ؟ قَالَ: ضَعْ خَدِّي بِالْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ فِي الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَةِ ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَيْلِي وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ.
44 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ، يُحَدِّثُنَا: " أَنَّ رَأْسَ عُمَرَ كَانَ فِي حِجْرِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: ضَعْ رَأْسِي عَلَى الْأَرْضِ ، قَالَ: مَا يَضِيرُكَ عَلَى الْأَرْضِ كَانَ أَوْ هَاهُنَا؟ فَقَالَ: ضَعْهُ عَلَى الْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ، فَوَضَعَهُ عَلَى الْأَرْضِ.
⦗ص: 66⦘
فَقَالَ عُمَرُ: وَيْلٌ لِي وَلِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرْ لِي رَبِّي.
45 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُسَدَّدٌ، قَالَ: نا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: ني عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: " وَيْلٌ لِي، وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَضَى. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَا بَيْنَهُمَا كَلَامٌ.
46 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
⦗ص: 67⦘
" كَانَ رَأْسُ عُمَرَ فِي حِجْرِي، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ ضَعْ رَأْسِي بِالْأَرْضِ قَالَ: فَجَمَعْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَقَالَ: ضَعْ رَأْسِي بِالْأَرْضِ لَا أُمَّ لَكَ، ثُمَّ قَالَ: وَيْلُ عُمَرَ وَوَيْلُ أُمِّهِ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ.
47 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ني أَيْضًا يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ يَقُولُ لِأَهْلِهِ: اتَّقُوا هَذِهِ الْأَوْضَامَ، فَإِنَّ لَهَا ضَرَاوَةٌ كَضَرَاوَةِ الْخَمْرِ.
⦗ص: 68⦘
الْأَوْضَامُ: الْمَوَائِدُ الَّتِي يُبَاعُ عَلَيْهَا اللَّحْمُ.
48 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: أَفْلَحَ مِنْكُمْ مَنْ حُفِظَ مِنَ الْهَوَى وَالطَّمِعِ وَالْغَضَبِ، لَيْسَ فِي مَا دُونَ الصِّدِقِ مِنَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ ، مَنْ يَكْذِبْ يَفْجُرْ، وَمَنْ يَفْجُرْ يَهْلِكْ، إِيَّاكُمْ وَالْفُجُورِ، وَمَا فُجُورُ عَبْدٍ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ، وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ، وَهُوَ الْيَوْمَ حَيُّ، وَغَدَا مَيِّتٌ؟ اعْمَلُوا يَوْمًا بِيَوْمٍ، وَاجْتَنِبُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى.
⦗ص: 69⦘
نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ بِمَعْنَى إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ: الْفُجُورُ مِثْلُهُ سَوَاءٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَقُولُ مُبَشِّرٌ: الْفُجُورُ، وَمَا فُجُورُ عَبْدٍ. نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُبَشِّرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
⦗ص: 70⦘
خَطَبَ عُمَرُ فَذَكَرَ مَعْنَى إِبْرَاهِيمَ قَالَ فِيهِ: الْفُجُورُ، وَمَا فُجُورُ؟ وَلَمْ يَقُلْ: مَنْ يَكْذِبْ يَفْجُرْ، وَالْيَوْمَ حَيُّ، وَغَدَا مَيِّتٌ
49 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ قَالَ: لَوْ أَنَّ لِيَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ أَرَى. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ أَتَّقِ عَذَابَ اللَّهِ كَمَا أُحِبُّ.
50 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ:
⦗ص: 71⦘
" لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِيَ طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُرَاهُ
51 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ني سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنَ عَبَّاسٍ: " لَمَّا طَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ يَعْنِي عُمَرَ فَذَكَرَ كَلَامًا قَالَ عُمَرُ: وَإِنَّ لِلْأَحِبَّاءِ نَصِيبًا مِنَ الْقَلْبِ، وَمَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُهُ حِينَ نَزَلَ، وَلَقَدْ تَرَكْتُ زَهْرَتَكُمْ كَمَا هِيَ مَا لَبِسْتُهَا فَأَخْلَقْتُهَا، وَلَمْ تَكُنْ يَانِعَةً فِي أَكْمَامِهَا أَكَلْتُهَا وَمَا جَنَيْتُ مَا حَمَيْتُ مِنْهَا إِلَّا لَكُمْ، وََلَا أَخْرَجْتُهَا فِي
⦗ص: 72⦘
سِوَاكُمْ، وَلَا فِي غَيْرِ مَصْلَحَتِكُمْ. وَمَا تَرَكْتُ وَرَائِي دِرْهَمًا مَا عَدَا اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، وَلَوَدِدْتُ أَنَّهَا فِي. . فِي حَرْثِكُمْ هَذَا.
52 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ني سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ، قَالَ: " لَمَّا بَلَغَ عُمَرَ دُخُولُ سَعْدٍ مَدَائِنَ كِسْرَى، كَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي بِتَقْوَاهُ سَعِدَ مَنْ سَعِدَ، وَبِتَرْكِهَا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ، ثُمَّ قَدْ عَرَفْتَ بَلَاءَ اللَّهِ عِنْدَنَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِذا اسْتَنْقَذَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ، وَأَخْرَجَنَا مِنْ عِبَادَةِ أَصْنَامِهِمْ، وَهَدَانَا مِنْ ضَلَالَتِهِمْ، وَعَرَفْتَ مَخْرَجَنَا مِنْ عِنْدِهِمْ، وَخَرَجْنَا زَادَ الرَّهْطِ عَلَى بَعِيرٍ، مَنْ بَلَغَ مِنَّا مَأْمَنَهُ بَلَغَ مَجْهُودًا، وَمَنْ أَقَامَ بِأَرْضِهِ أَقَامَ مَفْتُونًا فِي دِينِهِ مُعَذَّبًا فِي بَدَنِهِ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَظْهُرِنَا عَلَى تِلْكَ مِنْ حَالِنَا يُقْسِمُ:«لَتَأْخُذُنَّ كُنُوزَ قَيْصَرَ وَكِسْرَى» ، فَنَافَقَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ مُنَافِقُونَ، فَأَبْقَاكَ اللَّهُ حَتَّى رَأَيْتَ ذَلِكَ بِعَيْنِكَ وَوَلِيتَهُ بِنَفْسِكَ، وَأَرَانَاهُ مَعَكَ،
⦗ص: 73⦘
فَأَعْرِضْ عَنْ زَهْرَةِ مَا أَنْتَ فِيهِ حَتَّى تَلْقَى الْحُمَّاضَ الْمَاضِيِينَ الَّذِينَ دَفَقُوا فِي شِمَالِهِمْ، لَاصِقَةٌ بُطُونُهُمْ بِظُهُورِهِمْ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ، لَمْ تَفْتِنْهُمُ الدُّنْيَا وَلَمْ يَفْتَتِنُوا بِهَا، أَسْرَعُوا فَلَمْ يَنْشُبُوا أَنْ لَحِقُوا
53 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمًا وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى دَخَلْتُ حَائِطًا فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارٌ، وَهُوَ فِي جَوْفِ الْحَائِطِ: عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَاللَّهِ لَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ أَوْ لَيُعَذِّبَنَّكَ.
54 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ، قَالَ:
⦗ص: 74⦘
" أُتِيَ عُمَرُ بِشَابٍّ قَدْ سَرَقَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَرَقْتُ قَبْلَهَا قَطُّ: فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ، مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسْلِمَ عَبْدًا عِنْدَ أَوَّلِ ذَنْبٍ.
55 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْعَوَّامُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عُمَرَ إِزَارًا فِيهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ رُقْعَةً بَعْضُهَا مِنْ أَدَمٍ.
56 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
⦗ص: 75⦘
" رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ رَقَّعَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ أُرَاهُ أَرْبَعَ رِقَاعٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ.
57 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَبُو تَوْبَةَ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ، فَمَسَحَ عَلَى بَطْنِهِ، وَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَتُمَرَّرَنَّ أَيُّهَا الْبَطْنُ عَلَى الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ مَا دَامَ السَّمْنُ يُبَاعُ بِالْأَوَاقِ.
58 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ
⦗ص: 76⦘
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَنعْجَةِ أَرْنَبٍ.
59 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " سَمِعْتُ عُمَرَ، قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]
⦗ص: 77⦘
قَالَ: يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ ثُمَّ لَا يَعُودُ لَهُ.
60 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ:{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] قَالَ: الرَّجُلَانِ يَعْمَلَانِ الْعَمَلَ يَدْخُلَانِ بِهِ الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ.
61 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ لِلنَّاسِ: مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] ؟ فَسَكَتُوا قَالَ: لَكِنِّي أَعْلَمُ، هُوَ الرَّجُلُ يُزَوِّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {احْشُرُوا
⦗ص: 78⦘
الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمُ} [الصافات: 22] الْآيَةَ.
62 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " لَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَعِي لَحْمٌ اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اشْتَرَيْتُهُ لِلصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا يَشْتَهِي أَحَدُكُمْ شَيْئًا إِلَّا وَقَعَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ لَا يَطْوِي أَحَدُكُمْ بَطْنَهُ لِجَارِهِ وَابْنِ عَمِّهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا
⦗ص: 79⦘
وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20] ؟
63 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى مَالِهِ بِثَمْغٍ فَاتَتْهُ الْعَصْرُ فَقَدَّمَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا فَصَلَّى بِهِمْ، وَأَقْبَلَ عُمَرُ يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَتَلَقَّاهُ النَّاسُ رَاجِعِينَ فَسَأَلَهُمْ. . . . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: شَغَلَتْنِي ثَمْغٌ شَغَلَتْنِي، لَا تَكُونُ لِي فِي مَالٍ أَبَدًا، أُشْهِدُكُمْ أَنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ
64 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا زُهَيْرٌ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ. ونَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: وَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: أَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دِلَافٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: لَا تَغُرَّنَّكُمْ صَلَاةُ امْرِئٍ وَلَا صَوْمُهُ، وَلَكِنِ انْظُرُوا مَنْ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى، وَإِذَا أَشْفَى وَرِعَ. قَالَ زُهَيْرٌ: الْإِشْفَاءُ: الْإِشْرَافُ عَلَى الشَّيْءِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ زُهَيْرٍ. . حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ، أَخْبَرَكُمُ ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دِلَافٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، بِمَعْنَاهُ.
65 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: ني هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِمَالٍ فَوَضَعَ فِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ يَتَصَفَّحُهُ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ، ثُمَّ هَمَلَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يُبْكِيكَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لِمِنْ مَوَاطِنِ الشُّكْرِ قَالَ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ مَا أَعْطَيَهُ قَوْمٌ يَوْمًا إِلَّا أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ.
66 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَبُو صَالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ أُتِيَ بِبِرْذُونٍ فَرَكِبَهُ، فَهَزَّهُ فَنَزَلَ عَنْهُ، فَعَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ فَنَزَلَ عَنْ بَعِيرِهِ، وَأَخَذَ بِخِطَامِهِ وَنَزَعَ مَوْقَيْهِ فَأَخَذَهُمَا بِيَدَيْهِ وَخَاضَ الْمَاءَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: صَنَعْتُ الْيَوْمَ صَنِيعًا عَظِيمًا عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَصَكَّ عُمَرُ فِي صَدْرِهِ فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا، إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَقَلَّ النَّاسِ وَأَذَلَّ النَّاسِ وَأَضْعَفَهُ، فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ، فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلُّكُمْ.
67 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ، فَمَا رَأَيْتُهُ ضَرَبَ فُسْطَاطًا حَتَّى رَجَعَ، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالنَّطْعِ وَالْكِسَاءِ.
68 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُسَدَّدٌ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: " سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأَخَذَ تِبْنَةً، فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ، وَوَدِدْتُ أَنَّ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
69 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي الْعَاصِي، قَالَ: " كُنَّا نَتَغَدَّى عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِخُبْزِ جَشْبٍ، وَكَانَ يَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَنْخُلُوا الدَّقِيقَ وَيَقُولُ: هُوَ طَعَامٌ، فَنَتَغَدَّا ثَرِيدًا بِلَبَنٍ، أَوْ ثَرِيدًا بِلَحْمٍ غَلِيظٍ، فَلَا يَأْكُلُ الْقَوْمُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى طَعَامٍ هُوَ أَلْيَنُ مِنْهُ. فَقَالَ: أَوَ مَا كُنْتَ تَرَانِي أُحْسِنُ أَعْمَدُ إِلَى صَاعٍ أَوْ صَاعَيْ زَبِيبٍ فَيُرَشُّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ يُصَفَّى كَأَنَّهُ دَمُ الْغَزَّالِ، وَأَعْمَدُ إِلَى صَاعٍ أَوْ صَاعَيْ دَقِيقٍ فَيُحَوَّرُ لِي، وَأَعْمَدُ إِلَى عَنَاقٍ فَتُذْبَحُ وَيُلْقَى عَنْهَا شَعْرُهَا، ثُمَّ تُخْرَجُ مِنَ التَّنُّورِ كَأَنَّهُ صَنًّا؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَرَاكَ عَالِمًا بِطَيِّبِ الطَّعَامِ؟ قَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَلَكِنِّي لَا أَتَعَجَّلُ طَيِّبَاتِي وَقَدْ سَمِعْتُ اللَّهَ ذَكَرَ قَوْمًا فَقَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا
⦗ص: 85⦘
وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} [الأحقاف: 20] .
70 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ بْنُ شَبْوَا، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْمَعْنَى وَاحِدٌ قَالُوا: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ مَعْمَرِ ابْنِ أَبِي حُيَيَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَ اللَّهُ حِكْمَتَهُ وَقَالَ: انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ أَوْ فَقِيرٌ وَفِي أَنْفُسِ
⦗ص: 86⦘
النَّاسِ كَبِيرٌ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَكَبِّرَ وعَدَا طَوْرَهُ وَضَعَهُ اللَّهُ عَلَى الْأَرْضِ، وَقَالَ: اخْسَأْ خَسَأَكَ اللَّهُ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرٌ، حَتَّى أَنَّهُ أَحْقَرُ وَأَصْغَرُ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ مِنَ الْخِنْزِيرِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو بَكْرٍ أَمْرَ التَّوَاضُعِ، وَزَادَ عِيسَى فِي حَدِيثِهِ: " ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لَا تُبَغِّضُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ: وَكَيْفَ ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِمَامًا فَيُطَوِّلُ عَلَى النَّاسِ فَيُبَغِّضُ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ فِيهِ، وَيَقْعُدُ قَاصًّا
71 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمَ، وَهُوَ يَقُولُ لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ:
⦗ص: 87⦘
" يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عِنْدَنَا حِلْيَةٌ مِنْ حِلْيَةِ جَلَوْلَاءَ، وَآنِيَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، فَانْظُرْ أَنْ تَأْمُرَ فِيهَا بِأَمْرِكَ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَنِي فَارِغًا فَآذِنِّي، فَرَآهُ يَوْمًا، فَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ الْيَوْمَ فَارِغًا، فَقَالَ: ابْسُطْ لِي نَطْعًا في الْحَشِّ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: يُرِيدُ النَّخْلَ - فَأَمَرَ بِنِطْعٍ فَبُسِطَ لَهُ، فَأَتَى بِذَلِكَ الْمَالِ فَصَبَّ عَلَيْهِ ثُمَّ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ ذَكَرْتَ هَذَا الْمَالَ وَقُلْتَ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} [آل عمران: 14] وَقُلْتَ: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمُ} [الحديد: 23] اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِلَّا أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَ لَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ نُنْفِقَهُ فِي حَقِّهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، قَالَ: فَأُتِيَ بِابْنٍ لَهُ يُحْمَلُ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُهَيَّةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَتَاهُ هَبْ لِي خَاتَمًا
⦗ص: 88⦘
قَالَ: اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ تَسْقِيكَ سَوِيقًا، فَمَا أَعْطَاهُ مِنْهُ شَيْئًا
72 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، قَالَ: ني أَبِي، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَرْسَلَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِجَارِيَةٍ تَخْبِزُ الْحَوَّارِيَّ، فَأَمَرَ لَهَا بِأَرْبَعَةِ آصُعٍ، فَقَالَ: لَا تَحُولُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ شَيْءٍ تُرِيدُهُ. قَالَ: لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ نَهَى عَنِ الْمَنْخَلِ فَقَدَّسَتْهُ ثُمَّ طَحَنَتْهُ، ثُمَّ عَزَلُوا نِخَالَتَهُ
⦗ص: 89⦘
وَمَا خَرَجَ، ثُمَّ خَبَزَتْهُ فَجَاءَتْ بِهِ وَقَدْ أَجَادَتْ عَمَلَهُ كَأَنَّهُ الْبَيْضُ، وَقَدْ كَانَ أَمَرَنَا أَنْ نَجْمَعَ مَا خَرَجَ مِنْهُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: أَفْسَدْتِ عَلَيْنَا طَعَامَنَا، لَا تَخْبِزِي لِي أَبَدًا.
73 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ عُمَرُ يَنْهَانَا أَنْ نَتَّخِذَ الْمَنْخَلَ وَيَقُولُ: إِنَّمَا عَهْدُنَا بِالشَّعِيرِ حَدِيثٌ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَأْكُلُوا سَمْرَاءَ الشَّامِ حَتَّى تَنْخِلُوهُ؟ .
74 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَيَّاطُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَا: نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ عُثْمَانُ: قَالَ نا، وَقَالَ ابْنُ جَابِرٍ: قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كُنَّا بِأَدْنَى الرِّيفِ، وَدَنَوْنَا مِنْهَا نَزَلَ عُمَرُ فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فَجَاءَ وَقَدْ أَقْلَب الرَّحُلِ فرْوَتِي وَأَلْقَيْتُهَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّجُلِ فَرَكِبَ بَعِيرِي وَرَكِبْتُ بَعِيرَهُ فَاطَّلَعَ أُنَاسٌ فَقَالُوا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟
⦗ص: 90⦘
قُلْتُ: هَذَا، فَجَعَلُوا يَتَرَاطَنُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يعليهم فرَوْنَ عَلَيْنَا بَزَّةَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ فِيهَا، فَأَعْيُنُهُمْ تَزْدَرِينَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ. فَقَالَ عَمْرُو: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ حَدِيثِ عَهْدٍ بِكُفْرٍ قَالَ: فَمَهْ؟ قَالَ: تُؤْتَى بِدَابَّةٍ فَتَرْكَبُهَا. قَالَ: مَا شِئْتُمْ، فَأُتِيَ بِبِرْذُونٍ فَرَكِبَهُ فَجَعَلَ الْبِرْذَوْنُ يُحَرِّكُهُ وَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُ وَيسَائِسِ اْهَهُ وَلَا يَزِيدُهُ إِلَّا مَشْيًا، فَقَالَ لِسَائِسِ الدَّابَّةِ: مَا يَنْقِمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ؟ ثُمَّ نَزَلَ. فَقَالَ: مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ، وَمَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي، قَرِّبُوا بَعِيرِي، فَرَكِبَهُ ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسَ. ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ عَلَى بَعِيرٍ قَدِ اخْتَطَمَهُ بِحَبْلٍ أَسْوَدَ
⦗ص: 91⦘
فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ تَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَخِي، لَعَمْرِي لَمْ تُغَيِّرْكَ الدُّنْيَا بَعْدِي وَدَخَلَا. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ فِيهِ: قُلْتُ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَكَأَنَّمَا ضَرَبْتُ وُجُوهَهُمْ، فَقَالَ: هَلْ تَرَى مَا أَرَى يَا خَالِدُ؟ قُلْتُ: أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: لَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى صَاحِبِكَ ثِيَابَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ فِي قِصَّةِ أَبِي عُبَيْدَةَ: فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: هَذَا أَخِي مَرْحَبًا، هَذَا رَجُلٌ لَمْ تَغَيِّرْهُ الدُّنْيَا، فَمَا زَالَ يَقُولُ مَرْحَبًا حَتَّى دَخَلَا، فَلَمَّا نَزَلَ جَاءَهُ صَاحِبُ الْأَرْضِ، فَأَعْطَاهُ عُمَرُ قَمِيصَهُ لِيَغْسِلَهُ وَيُرَقِّعَهُ، وَقَطَعَ قَمِيصًا جَدِيدًا آخَرَ فَآتَاهُ بِهِ وَقَدْ أَعَدَّ قَمِيصَهُ فَأَعْطَاهُ
⦗ص: 92⦘
الْجَدِيدَ، فَرَدَّهُ إِلَيْهِ وَقَالَ: ائْتِنِي بِقَمِيصِي، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ
75 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ، حِينَ طُعِنَ قَالَ: لَوْ كَانَ لِي مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ لَافْتَدَيْتُ بِهِ من كَرْبَ سَاعَتِي، يَعْنِي بِذَلِكَ كَرْبَ الْمَوْتِ، فَكَيْفَ بِي وَلَمْ أَرَ النَّارَ؟
76 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَبُو تَوْبَةَ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ، حُصِرَ بِالشَّامِ، وَتَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْعَدُوُّ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: سَلَامٌ أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ مَا تَنْزِلُ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِنْ شِدَّةٍ يَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَهَا مَخْرَجًا، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَي اللَّهِ، وَقَرَأَ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} [آل عمران: 200] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
⦗ص: 93⦘
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [الحديد: 20] إِلَى قَوْلِهِ: {مَتَاعُ الْغُرُورِ} [الحديد: 20]، قَالَ: فَخَرَجَ عُمَرُ بِكِتَابِهِ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَرَأَهُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَنِ ارْغَبُوا فِي الْجِهَادِ
77 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَيْقَظَ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ ،
⦗ص: 94⦘
يَقُولُ لَهُمُ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَيَتْلُوا هَذِهِ الْآيَةَ:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]
78 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَسْلَمَ، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الشَّامِ نَزَلَ عُمَرُ لِحَاجَتِهِ، فَنَزَلْتُ فَأَلْقَيْتُ فَرْوَتِي عَلَى رَاحِلَتِي وَرَكِبْتُ رَاحِلَتَهُ فَتَلَقَّاهُ الدَّهَّاقينُ وَعُظَمَاءُ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ، وَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِمْ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَازْدَرُوهُ، وَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا لَهُمْ تَطْمُحُ أَعْيُنَهُمْ إِلَى مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ.
79 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ. وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَخَلْتُ لِعُمَرَ دَقِيقًا قَطُّ إِلَّا وَأَنَا لَهُ عَاصٍ.
80 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِشِعْبِ ضَجْنَانَ التَفَتَ عُمَرُ وَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي بِهَذِهِ الشِّعَابِ فِي أَجْمَالٍ لِلْخَطَّابِ وَكَانَ فَظًّا غَلِيظًا،
⦗ص: 96⦘
أَحْتَطِبُ عَلَيْهَا مَرَّةً وَأَخْتَبِطُ أُخْرَى، فَأَصْبَحْتُ الْيَوْمَ وَيَضْرِبُ النَّاسُ بِجَنَابِي لَيْسَ فَوْقِي أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ:
[البحر البسيط]
لَا شَيْءَ فِيمَا تَرَى إِلَّا بَشَاشَتُهُ
…
يَبْقَى الْإِلَهُ وَيُوَدى الْمَالُ وَالْوَلَدُ
81 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يُخْبِرُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فِيمَا تَرَوْنَ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} [البقرة: 266] ؟ فَقَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَغَضِبَ عُمَرُ،
⦗ص: 97⦘
فقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: قُلْ يَا ابْنَ أَخِي وَلَا تَحْقِرْ نَفْسَكَ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلْعَمَلِ. فَقَالَ عُمَرُ: لِأَيِّ عَمَلٍ؟ . فَقَالَ عُمَرُ: لِأَيِّ عَمَلٍ؟ قَالَ: لِعَمَلٍ. قَالَ عُمَرُ: لِرَجُلٍ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ الشَّيْطَانَ فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ كُلَّهَا. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ، قَالَ: نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَهُ مِنْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
⦗ص: 98⦘
سَأَلَهُمْ عُمَرُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ} [البقرة: 266] نَحْوَهُ
82 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيصَةَ يَعْنِي ابْنَ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يَرْحَمُ، وَلَا يُغْفَرُ لِمَنْ لَا يَغْفِرُ، وَلَا يُتَبْ عَلَى مَنْ لَا يَتُوبُ، وَلَا يُوقَ مَنْ لَا يَتَوَقَّ.
83 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُقْرِئِ، قَالَ: نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهْمَةِ فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدِهِ، وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ مِنْهُ مَا يَغْلِبُكَ، وَمَا كَافَأْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ مِثْلَ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ، وَعَلَيْكَ بِصَالِحِ
⦗ص: 99⦘
الْإِخْوَانِ، أَكْثِرِ اكْتِسَابَهُمْ فَإِنَّهُمْ زَيْنٌ فِي الرَّخَاءِ، وَعِدَّةٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ، وَلَا تَسَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ حَتَّى يَكُونَ، فَإِنَّ فِي مَا كَانَ شُغْلًا عَنْ مَا لَمْ يَكُنْ، وَلَا يَكُنْ كَلَامُكَ بَدْلَةً إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَشْتَهِيهِ وَيَتَّخِذُهُ غَنِيمَةً، وَلَا تَسْتَعِنْ عَلَى حَاجَتِكَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ نَجَاحَهَا، وَلَا تَسْتَشِرْ إِلَّا الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ، وَلَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ فَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِ، وَتَخَشَّعْ عِنْدَ الْقُبُورِ.
84 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا إِسْحَاقُ بْنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ يَنَاقٍ صَاحِبَ رِحَابٍ يَقُولُ:
⦗ص: 100⦘
لَقَدْ أُنْزِلَ فِي هَذَا الْأَنْدَرِ مُلُوكٌ ثَلَاثَةٌ: كِسْرَى وَقَيْصَرُ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ مُشْتَغِلٌ فِي طَعَامِ النَّاسِ أَوْ قَالَ: الْجَيْشِ وَمَا يُصْلِحُهُمْ وَقَدْ هَيَّأْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَوْضِعًا كَمَا كُنْتُ هَيَّأْتُ لِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَعَاهَدُهُ لَا يَنْزِلُهُ أَحَدٌ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ رَأَيْتُ فُسَيْطِيطَ يُضْرَبُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، فَقُلْتُ: رَحِمَكُمُ اللَّهُ هَذَا مَكَانٌ هَيَّأْتُهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتَنَحُّوا عَنْهُ، فَقَالُوا: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي يَأْخُذُ بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ كرباس وَسِخٌ قَدْ كَادَ أَنْ يَتَقَطَّعَ مِنَ الْوَسَخِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ هَذَا حَتَّى أَغْسِلَهُ فَيَخِفَّ عَنْكَ وَيَذْهَبَ عَنْهُ الْوَسَخُ قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ فَأَمَرْتُ قَمِيصَ قِبْطِيٍّ فَجِيئَ بِهِ، فَلَمَّا لَبِسَهُ فَوَجَدَ لِينُهُ وَقَعْقَعَتَهُ ، قَالَ: وَيْحَكَ، عَلَيَّ بِقَمِيصِي ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ وَلَمَّا يَجِفَّ، فَلَبِسَهُ وَخَلَعَ ذَلِكَ الْقَمِيصَ، وَذَهَبْتُ أُدْخِلُهُ بَيْتًا فِيهِ نَقْشٌ أَوْ قَالَ صُوَرٌ فَأَبَى أَنْ يَدْخُلَهُ.
85 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُرَّةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ: أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالْهَاجِرَةِ يُرِيدُ أَرْضًا لَهُ بِالْجُرْفِ فَاتَّبَعْتُهُ فَتَمَاشَيْنَا فَلَقِيَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَحْمِلُ عِيدَانًا مِنْ عِنَبٍ. فَقَالَ لِعَلِيٍّ: مَا بَقِيَ مِنْ شِرْكٍ. فَأَلْقَى الَّذِي كَانَ يَحْمِلُ ثُمَّ اشْتَدَّ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي لَأَرَاهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ شِرْكٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَمَضَيْنَا فَلَقِينَا حِمَارًا لِعُمَرَ يَحْمِلُ بَقْلًا يَسُوقُهُ غُلَامٌ لَهُ. فَقَالَ لِغُلَامِهِ: عَجِّلْ عَلَيَّ بِالْحِمَارِ، فَجَاءَهُ بِلَا رَسَنٍ وَحِلْسٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَجْعَلَ رِدَائِي تَحْتَهُ فَقَالَ: أَعِنْ عَنِّي رِدَاءَكَ، فَرَكِبَهُ بِغَيْرِ رَسَنٍ وَلَا حِلْسٍ.
86 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ:
⦗ص: 102⦘
إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَهْلَكُوا فِيهِ ثَلَاثُ خِلَالٍ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَهَوًى مُتَّبِعٌ.
87 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا الْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: نا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: كَانَ لَا يُعْرَفُ الْبِرُّ فِي عُمَرَ وَابْنِهِ حَتَّى يَقُولَا أَوْ يَعْمَلَا. وَهَذَا حَدِيثُ الْقَعْنَبِيِّ.
88 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ، قَالَ:
⦗ص: 103⦘
نا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِشَرْبَةِ عَسَلٍ فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ ثُمَّ قَالَ: شَرْبَةُ عَسَلٍ مَكَانَ شَرْبَةٍ، وَلَمْ يَشْرَبْهَا. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، أُرَاهُ عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ: أَتَى مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ بِطَبَقٍ فِيهِ مَاءٌ وَعَسَلٌ فَلَمَّا وَضَعَهُ فِي فِيهِ دَفَعَهُ إِلَى بَعْضِ مَنْ عِنْدَهُ فَلَمَّا شَرِبَهُ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَشْرَبَ، فَمَا شَرِبْتُ شَرْبَةً أَطْيَبَ وَلَا أَحْلَى مِنْهُ؟ قَالَ: كَرِهْتُ مِنْهُ الَّذِي أَعْجَبَكَ، إِنَّنِي سَمِعْتُ اللَّهَ عَيَّرَ قَوْمًا فَقَالَ:{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] الْآيَةَ.
89 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ لِرَجُلٍ: عَلَيْكَ بِالْعَلَانِيَةِ وَإِيَّاكَ السِّرِّ، وَإِيَّاكَ وَكُلِّ شَيْءٍ يُسْتَحْيَا مِنْهُ.
90 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، قَالَ: نا جَعْفَرٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَا أَدَّهَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى قُتِلَ إِلَّا بِسَمْنٍ أَوْ إِهَالَةٍ أَوْ زَيْتٍ مُقَتَّتٍ.
91 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا خُبِزَ فِي بَيْتِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَّا خُبْزٌ يُعَلَّثُ بِالشَّعِيرِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
92 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: أَنَّ عُمَرَ لَمْ يَدَّهِنْ حَتَّى قُتِلَ إِلَّا بِالزَّيْتِ الْمُقَتَّتِ، أَوِ السَّمْنِ الْمُقَتَّتِ أَوْ بِالْوَدَكِ الْمُقَتَّتِ
93 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: نا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ: ني هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ:
⦗ص: 106⦘
كَانَ مَنْزِلُ أَبِي الدَّرْدَاءٍ. . . . . . . . وَكَانَ قَدْ تَثَلَّمَ، فَسَدَّ تِلْكَ الثُّلَمَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا الدَّابَّةُ، فَمَرَّ بِهِ بَرِيدٌ لِعُمَرَ وَهُوَ يُعَالِجُ ذَلِكَ بِيَدِهِ. قَالَ: فَأَتَى عُمَرُ، فَسَأَلَهُ حَتَّى قَالَ: عُوَيْمِرُ لَكَ بِهِ عِلْمٌ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ عُمَرُ، وَقَالَ: مَا اكْتَفَى بِبُنْيَانِ كِسْرَى وَقَيْصَرٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَرتْحَلَ عَنْ حِمْصَ إِلَى دِمَشْقَ وَيُعَجِّلَ ذَلِكَ. فَخَرَجَ، وَخَرَجَ بِهَا يَعْنِي بِأُمِّ الدَّرْدَاءِ لَيْسَ مَعَهَا ثَالِثٌ مِنْ أَهْلِهَا.
94 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ الزَّيَّاتُ، قَالَ: نا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ كَاشِفًا عَنْ بَطْنِهِ، فَرَأَى
⦗ص: 107⦘
جَلْدَةً رُقَيْقَةً بَيْضَاءَ، فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ وَقَالَ: جَلْدَةُ كَافِرٍ؟ .
95 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ني سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فَذَكَرَ كَلَامًا، وَقَالَ: فَغَمِّضْ عَنِ الدُّنْيَا عَيْنَكَ وَوَلِّ عَنْهَا قَلْبَكَ وَإِيَّاكَ أَنْ تُهْلِكَكَ كَمَا أَهْلَكَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، فَقَدْ رَأَيْتُ مَصَارِعَهَا وَأُخْبِرْتُ بِسُوءِ أَثَرِهَا عَلَى أَهْلِهَا، كَيْفَ عَرَى مَنْ كَسَتْ، وَجَاعَ مَنْ أَطْعَمَتْ، وَمَاتَ مَنْ أَحْيَتْ، إِنَّهَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ
⦗ص: 108⦘
الْآخِرَةِ سِتْرٌ مِثْلَ الْخِمَارِ تُبْصِرُ مَا. . . . . . إِلَيْهَا سَلَفُكَ وَأَنْتَ غَائِبٌ مُنْتَظِرٌ مَتَى سَفَرُهُ فِي غَيْرِ دَارِ مُقَامٍ قَدْ نَضَبَ مَاؤُهَا وَهَاجَتْ ثَمَرَتُهَا، فَأَحْزَمُ النَّاسِ الرَّاحِلُ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا بِزَادِ بَلَاغٍ.
96 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أُخْتِ ابْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ عَلَى مَا أُحِبُّ، أَمْ عَلَى مَا أَكْرَهُ، ذَلِكَ بِأَنِّي لَا أَدْرِي الْخِيَرَةَ فِيمَا أُحِبُّ أَمْ فِيمَا أَكْرَهُ؟ .
97 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ ابْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَا تَعْتَرِضُ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْتَفِظْ مِنْ خَلِيلِكَ إِلَّا الْأَمِينَ فَإِنَّ الْأَمِينَ مِنَ الْقَوْمِ لَا يُعَادِلُهُ شَيْءٌ، وَلَا تُصَاحِبِ الْفُجْرَ فَيُعَلِّمُكَ مِنْ فُجُورِهِ، وَلَا تُفْشِ إِلَيْهِ سَرَّكَ، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ.
98 -
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا أَبُو تَوْبَةَ، قَالَ: نا سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، وَبَقِيَّةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْخُراَسَانِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
⦗ص: 110⦘
مَنْ خَافَ اللَّهَ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ، وَمَنِ اتْقَى اللَّهَ لَمْ يَصْنَعْ مَا يُرِيدُ، وَلَوْلَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَكَانَ غَيْرُ مَا تَرَوْنَ