الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الفصل الثاني أقسام أشراط الساعة]
الفصل الثاني: أقسام أشراط الساعة لقد تكلم العلماء رحمهم الله تعالى عن أشراط الساعة وقسموها إلى عدة أقسام:
1 -
فبعضهم اعتبر خروج الأشراط وزمانها فقسمهما إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول من الأشراط: ظهر وانقضى وفق ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: بعثته عليه الصلاة والسلام وموته، وفتح بيت المقدس، وظهور نار الحجاز، وغيرها من الأشراط التي وقعت وانقضت.
القسم الثاني: أشراط ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار وهي كثيرة منها: كثرة الزلازل، وتضييع الأمانة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، واتخاذ المساجد طرقا، ورفع العلم، وكثرة الجهل، وغيرها من الأشراط الكثيرة.
القسم الثالث: العلامات العظام والأشراط الجسام التي لم تظهر بعد والتي يعقبها قيام الساعة، ومنها: خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، والدابة، وخروج الشمس من مغربها، ونحو ذلك.
وممن سار على هذا التقسيم الحافظ ابن حجر حيث قال: " ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع قبل أن تقوم الساعة على أقسام:
أولها: ما وقع على وفق ما قال.
الثاني: ما وقعت مباديه ولم يستحكم.
والثالث: ما لم يقع منه شيء ولكنه سيقع " (1) .
(1) فتح الباري لابن حجر (13 / 85) .
وعلى هذا التقسيم درج البرزنجي (1) في الإشاعة (2) والسفاريني (3) في لوامع الأنوار (4) والشيخ صالح الفوزان في الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد (5) .
وهناك من العلماء من اعتبر مكان وقوع الأشراط فقسمها إلى أشراط سماوية وأشراط أرضية. فمن الأشراط السماوية:
انشقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وانتفاخ الأهلة بحيث يرى الهلال لليلة فيقال هو ابن ليلتين، ومنها طلوع الشمس من مغربها.
أما الأشراط الأرضية فهي كثيرة جدا ومنها: خروج المسيح الدجال، والدابة، وخروج النار، والريح التي تقبض أرواح المؤمنين وغيرها.
وقد أشار إلى هذا التقسيم الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - حيث قال: " فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتها الناس، ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر، فأمر خارج عن مجاري العادات وذلك أول الآيات الأرضية ".
" كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية "(6) كما أشار إلى هذا الحافظ ابن حجر أيضا في كتابه الفتح (7) .
(1) هو محمد بن رسول بن عبد السيد الحسيني البرزنجي، من فقهاء الشافعية، له علم بالتفسير والأدب، رحل إلى دمشق وبغداد واليمن ومصر، واستقر في المدينة ودرس بها، وكان من المكثرين في التصنيف، ومنها: الإشاعة لأشراط الساعة، النواقض على الروافض. توفي بالمدينة سنة 1103 هـ. انظر: هدية العارفين (2 / 302)، معجم المؤلفين:(9 / 308) .
(2)
انظر: الإشاعة لأشراط الساعة (29، 153، 191) .
(3)
هو العلامة محمد بن سالم السفاريني، كان عالما بالحديث والأدب، ولد في سفارين، له عدة مؤلفات ومنها: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية المضيئة لشرح الدرة المضيئة في عقد الفرقة الناجية، توفي في نابلس سنة 1188 هـ. انظر: الأعلام للزركلي (6 / 14) .
(4)
انظر: لوامع الأنوار (2 / 66) .
(5)
انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد (197) .
(6)
النهاية في الفن والملاحم (1 / 214) .
(7)
انظر: فتح الباري (11 / 353) .
والبعض الآخر اعتبر الأشراط نفسها فقسمها إلى قسمين:
1 -
أشراط صغرى: وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة كقبض العلم وظهور الجهل والتطاول في البنيان وغيرها من الأشراط الصغرى.
2 -
أشراط كبرى: وهي العلامات الكبيرة التي تظهر قرب قيام الساعة مثل: خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وغير ذلك من العلامات الكبرى التي سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى في المباحث القادمة.
وقد درج على هذا التقسيم الحافظ البيهقي رحمه الله حيث قال: " وبهذه الأشراط صغار وكبار، فأما صغارها فقد وجد أكثرها، وأما كبارها فقد بدت آثارها، ونحن نفرد بعضها بالذكر مفصلا في أبواب، ليكون أقرب إلى الإدراك "(1) .
وعلى هذا التقسيم درج كثير من الذين تكلموا عن أشراط الساعة، وهو التقسيم الذي سرت عليه في هذا البحث. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
(1) البعث والنشور للبيهقي (128) .