الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المبحث الأول أشراط الساعة الصغرى]
[المطلب الأول بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم]
المبحث الأول: أشراط الساعة الصغرى وفيه المطالب الآتية:
المطلب الأول: بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
المطلب الثاني: انشقاق القمر
المطلب الثالث: نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى لها
المطلب الرابع: الفتن
المطلب الخامس: خروج الدجالين الكذابين أدعياء النبوة
المطلب السادس: ولادة الأمة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان
المطلب السابع: قبض العلم وظهور الجهل
المطلب الثامن: تكليم السباع والجماد للإنس
المطلب التاسع: قطع الأرحام وسوء الجوار وظهور الفساد
المطلب العاشر: كثرة الزلازل وظهور الخسف والقذف والمسخ الذي يعاقب الله به بعض هذه الأمة
المطلب الأول: بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعثته علامة من علامات الساعة ودليل على قرب قيامها، حيث إنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ولا نبي بعده.
وقد دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة الواردة عنه عليه الصلاة والسلام.
منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت أنا والساعة كهاتين - يعني أصبعين -» (1) .
ومنها حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى» (2) .
ومنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين، كفضل أحدهما على الأخرى "، وضم السبابة والوسطى» (3) .
فهذه الأحاديث وغيرها مما هو في معناها تدل على أن بعثته صلى الله عليه وسلم أول أشراط الساعة، فهو خاتم النبيين وآخر المرسلين ولا نبي بعده، وإنما يليه قيام الساعة، كما يلي في الأصابع السبابة الوسطى، كما ورد هذا التشبيه في الأحاديث الماضية.
قال القرطبي رحمه الله وهو يتحدث عن أشراط الساعة أولها النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه نبي آخر الزمان وقد بعث وليس بينه وبين القيامة نبي (4) .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله وقد فسر قوله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين» فقرن بين السبابة والوسطى، بقرب زمانه من الساعة كقرب السبابة من الوسطى، وبأن زمن بعثته تعقبه الساعة من غير تخلل نبي آخر بينه وبين
(1) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق. (8 / 190) .
(2)
المصدر السابق.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن (4 / 227) .
(4)
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص (733) .
الساعة كما قال في الحديث الصحيح: «أنا الحاشر يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب. . .» (1) .
فالحاشر الذي يحشر الناس يوم القيامة على قدمه، يعني أن بعثهم وحشرهم يكون عقب رسالته، فهو مبعوث بالرسالة وعقيبه يجمع الناس لحشرهم، والعاقب الذي جاء عقيب الأنبياء كلهم وليس بعده نبي، فكان إرساله صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة (2) .
(1) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب (4 / 162) . ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل (4 / 1828) .
(2)
فتح الباري لابن رجب (3 / 147، 148) .