الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الخاتمة]
الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فقد انتهيت - بعون الله تعالى وتوفيقه - من إتمام هذا البحث وإكماله، وقد بحثت فيه جهدي وطاقتي، واستفدت منه فوائد كثيرة، وخرجت بنتائج طيبة، وذلك من خلال قراءتي لكثير من كتب العقيدة والتفسير والحديث والتراجم وغيرها من مختلف العلوم المتعلقة بهذا البحث.
هذا ويمكن أن أجمل أهم النتائج والفوائد التي توصلت إليها في الأمور التالية:
1 -
أن بحث أشراط الساعة ودراستها وتعلمها وتعليمها من أهم الأمور في الوقت الحاضر؛ لإقبال الناس على الدنيا والجري وراءها، مما جعل الكثير منهم ينسى الحياة الآخرة، والاستعداد لها، فالبحث في أشراط الساعة ودراستها وعرضها على الناس يقوي الإيمان في القلوب ويحثهم على الإكثار من الأعمال الصالحة، والاستعداد للقدوم على الدار الآخرة.
2 -
أهمية الإيمان بالغيب ومكانته في الإسلام، فهو صفة المؤمنين المتقين، وكل من يدعي علما بشيء من الغيب من تلقاء نفسه يكون ضالا مكذبا لخبر الله تعالى، ونصوص الكتاب والسنة التي تبين أن علم الغيب من خصائص الله تبارك وتعالى.
3 -
يجب على كل مسلم طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباعه واقتفاء أثره والسير على هديه، وعدم مخالفة أمره ونهيه، فعبادة الله سبحانه وتعالى لم تترك للأهواء والأفكار، بل هي مقيدة باتباعه صلى الله عليه وسلم، فيما شرعه لأمته.
4 -
من خلال النظر في بعض المؤلفات المستقلة في أشراط الساعة يتبين أن التأليف في هذا الموضوع على وجه الاستقلال بدأ في وقت مبكر مع بداية حركة التأليف.
5 -
أن أشراط الساعة الصغرى ظهر كثير منها ولم يبق منها إلا القليل.
6 -
أنه يجب الإيمان بكل الأحاديث والأخبار التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة سواء كانت متواترة أم آحادا.
7 -
أن المراد بأشراط الساعة هي العلامات التي تسبقها، ولا دليل في ذلك على كون شيء منها محرما أو ممنوعا، إنما وقوعه دليل على قرب الساعة ودنو قيامها، ومنها بعثته صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة الصغرى، وهي كذلك نور وخير للبشرية.
8 -
أن النار التي ظهرت في الحجاز وأضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، من أشراط الساعة الصغرى، وقد ظهرت وانتهت، أما النار التي تحشر الناس وتقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، فهي من أشراط الساعة الكبرى التي لم تأت بعد.
9 -
أن أشراط الساعة وعلاماتها التي ظهرت ووقعت هي من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث إنها وقعت كما أخبر بها صلى الله عليه وسلم.
10 -
أن كثيرا من الدجالين الكذابين المدعين للنبوة والمثيرين للفتنة قد ظهروا قديما وحديثا، ولا يزال هذا الظهور حتى يكون آخرهم المسيح الدجال الأعور الكذاب.
11 -
أن أشراط الساعة الكبرى إذا خرجت تتابعت كتتابع الخرز في النظام.
12 -
أن الراجح في أمر ابن صياد أنه دجال من الدجاجلة، وليس هو الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان.
13 -
أن عيسى ابن مريم عليه السلام عندما ينزل يقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقضي بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
14 -
أن طلوع الشمس من مغربها هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وأنه بطلوعها يقفل باب التوبة.
15 -
أن آخر أشراط الساعة الكبرى هو خروج النار التي تحشر الناس إلى أرض المحشر، والذي يكون بعده قيام الساعة.
وأخيرا أحمد الله تعالى وأشكره أن أعانني على إتمام هذا البحث وإخراجه بهذه الصورة التي أرجو أن أكون قد وفقت بها في عرضه، وبيان أهم جوانبه على الوجه المطلوب، ولا شك أن الإنسان معرض للخطأ في عمله والكمال لله وحده.
وإنني أعترف هنا بالتقصير، فإن كان ما ذكرته في بحثي هذا وما عرضته فيه حقا وصوابا فهذا فضل الله وحده وله الحمد والشكر أولا وآخرا، وما كان فيه من خطأ وزلل فهو مني ومن الشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه من ذلك.
وفي الختام أسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل واتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اتباعا نقيا خاليا من البدع والأهواء، كما كان عليه سلف هذه الأمة، وأن يجنبنا الزلل ومزالق الأهواء، وأن يأخذ بنواصينا لما فيه رضاه وسعادتنا في الدارين، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه به، وأن يغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.