الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة، وهذا هو مذهب أهل السنة " (1) .
وقال الشيخ أحمد شاكر: " نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان مما لم يختلف فيه المسلمون لورود الأخبار الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. . . وهذا معلوم من الدين بالضرورة لا يؤمن من أنكره "(2) .
وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: " اعلم أن أحاديث الدجال، ونزول عيسى عليه السلام متواترة، يجب الإيمان بها، ولا تغتر بمن يدعي فيها أنها أحاديث آحاد، فإنهم جهال بهذا العلم، وليس فيهم من تتبع طرقها ولو فعل لوجدها متواترة كما شهد بذلك أئمة هذا العلم كالحافظ ابن حجر وغيره، ومن المؤسف حقا أن يتجرأ البعض على الكلام فيما ليس من اختصاصهم لا سيما والأمر دين وعقيدة "(3) .
[المسألة الخامسة الحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره]
المسألة الخامسة: الحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره ذكر بعض العلماء - رحمهم الله تعالى - الحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره، ومن أقوالهم في ذلك:
1 -
الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا عيسى عليه السلام، فبين الله تعالى كذبهم، وأنه الذي يقتلهم ويقتل رئيسهم الدجال، ورجح الحافظ ابن حجر هذا القول على غيره (4) .
2 -
أن عيسى عليه السلام وجد في الإنجيل فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح: 29](5) فدعا الله أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل
(1) عون المعبود 11 / 457.
(2)
من حاشية تفسير الطبري 6 / 460 تخريج الشيخ أحمد محمد شاكر، وتحقيق محمود محمد شاكر، مطبعة دار المعارف مصر.
(3)
انظر: حاشية العقيدة الطحاوية تخريج الألباني ص 565.
(4)
فتح الباري 6 / 493.
(5)
سورة الفتح، الآية:29.
آخر الزمان مجددا لما درس من دين الإسلام دين محمد عليه الصلاة والسلام، فتوافق خروج الدجال فيقتله (1) .
3 -
أن نزول عيسى عليه السلام من السماء لدنو أجله ليدفن في الأرض؛ إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها، فيوافق نزوله خروج الدجال فيقتله عيسى عليه السلام (2) .
4 -
أنه ينزل مكذبا للنصارى فيظهر زيفهم في دعواهم الأباطيل، ويهلك الله الملل كلها في زمنه إلا الإسلام فإنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية.
5 -
أن خصوصيته بهذه الأمور المذكورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، ليس بيني وبينه نبي» (3) فرسول الله صلى الله عليه وسلم أخص الناس وأقربهم إليه، فإن عيسى مبشر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي من بعده ودعا الخلق إلى تصديقه والإيمان به (4) . كما في قوله تعالى:{وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6](5) وفي الحديث: «قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك، قال: " نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى» (6) .
(1) التذكرة للقرطبي (2 / 794) .
(2)
التذكرة للقرطبي (2 / 795) .
(3)
صحيح البخاري في صحيحه: 6 / 477 - 478، كتاب أحاديث الأنبياء (6 / 477)، ومسلم في صحيحه: كتاب الفضائل (4 / 1837) .
(4)
انظر هذه الأقوال في المنهاج في شعب الإيمان (1 / 424 - 425) للحليمي، والتذكرة للقرطبي (2 / 679) ، وفتح الباري لابن حجر (6 / 493) ، وكتاب التصريح بما تواتر في نزول المسيح ص (94) .
(5)
سورة الصف، الآية:6.
(6)
رواه الإمام أحمد في مسنده (4 / 127)، قال ابن كثير عن إسناده:" هذا إسناد جيد "، وروى له شواهد من وجوه أخر، تفسير ابن كثير:(4 / 324) .