الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحاجة إلى جزء من الغفلة عن الموت
ومعرفة الإنسان بأنه لن يموت قبل أجله يدفعه إلى أن يبني لنفسه مجداً، يقول المتنبي: إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم والإنسان إذا كان يتوقع الحوادث ويخافها ويهابها فلن يصل إلى مقصوده، فسيموت قبل أوانه، فإذا كان يتوقع الموت فإنه يصيبه الهلع والفزع، فيموت قبل أن يموت حقاً، يموت كل يوم حتى يأتي اليوم الذي يموت فيه.
ودع التوقع للحوادث إنها في الحي من قبل الممات ممات واجعل رجاءك دون يأسك جنة حتى تزول بيأسك الأوقات لولا مغالطة النفوس عقولها لم تصف للمتيقظين حياة فالإنسان أحياناً لابد له من أن يتغافل في أشياء تقع، قيل للإمام أحمد: إن فلاناً يقول: تسعة أعشار العقل في التغافل، فقال: أخطأ، بل العقل كله في التغافل.
فثمة أشياء لو دقق فيها الإنسان فلن يمشي خطوتين في الحياة، ولكن الإنسان يأخذ بالأسباب الظاهرة ويتوكل على العلي الكبير ويمضي، ولن يقع إلا ما قدر الله، وما كان لك سيأتيك على ضعفك، وما لم يكن لك لن تناله بقوتك.