الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: مقارنة بين كتب السيرة النبوية وكتب التفسير
مدخل:
بعد استعراض تناول كتب التفسير، وكتب السير والمغازي للسيرة النبوية، يحسن أن نقوم بالمقارنة بينهما، حتى نقف على مقدار خدمة كلٍّ من النوعين للسيرة النبوية، ونتوصَّل إلى مجالٍ جديد للاستفادة منهما، بالنظر إلى اختصاص كلٍّ في مجاله.
فإذا كانت كتب التفسير تخدم السيرة النبوية في تفسير الآيات، وتوثيق بعض الروايات، وتكميل الناقص منها، فإن كتب المغازي والسير تضيف أحداثاً لا توجد في كتب التفسير، وربما أسهمت في إيضاح معنى الآية القرآنية.
المطلب الأول: الناحية التوثيقية:
الفرع الأول: كتب السيرة:
نلاحظ من خلال استقراء كتب السيرة الأصلية أنها تعتمد على المراسيل في رواياتها، كما يلي:
أولاً: عروة بن الزبير في مغازيه لا يسند الأخبار، وإنما يرويها هو، وبالتالي روايته مرسلة؛ لأنه تابعي لم يدرك الوقائع.
ولكن ليس بالضرورة أن روايته ضعيفة؛ وذلك لما قدَّمتُ من أن المرسل يتقوَّى بغيره (1) .
(1) راجع الحديث عن مغازي عروة وابن إسحاق وقيمتهما العلمية. في ص 23-24 و27-29.
ثانياً: محمد بن إسحاق في سيرته: يروي أكثر أخباره مقطوعة دون إسناد، فيحكي الأحداث بصياغته الخاصة، ويؤلفها مما سمعه وعلمه من شيوخه، وأحياناً يروي عن مجاهيل، كبعض أهل العلم (1) ، وبعض أهل عمر (2) ، أو بعض أهل عباس بن عبد الله (3) ، أو بعض أهل عامر بن عبد الله بن الزبير (4) ، أو رجال من قوم عاصم بن عمر بن قتادة (5) ، أو شيخ من قريظة (6) ، أو نفر من الأنصار (7) ، أو من لا أتَّهم (8) ، أو رجل من أسلم (9)، أو يقول: حدِّثتُ (10) ، أو ذُكِر لي (11) .
وأحياناً يروي عن التابعين كالزهري (12) ، وعروة (13) ، وعطاء، ومجاهد (14) ، وخالد بن معدان (15) ، ومحمد بن علي بن الحسين (16) ، ومحمد بن كعب
(1)(1/154، 192، 217، 227، 229، 299) .
(2)
(1/299) .
(3)
(1/156) .
(4)
(1/278) .
(5)
(1/195) .
(6)
(1/196) .
(7)
(1/191) .
(8)
(1/194) .
(9)
(1/260) .
(10)
(1/181، 271، 2/3) .
(11)
(2/4، 6) .
(12)
(1/275) .
(13)
(1/275) .
(14)
(1/297) .
(15)
(1/153) .
(16)
(1/206، 224، 293) .
القرظي (1) ، وعبيد بن عمير (2) ، وعباد بن عبد الله بن الزبير (3) ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (4) .
وأحياناً يروي عن الصحابة رضي الله عنهم كأم المؤمنين عائشة (5) ، وأم سلمة (6) ، وابن عباس (7) ، وابن عمر (8) ، وابن عمرو بن العاص (9) ، وأسماء (10) ، وجبير بن مطعم (11) ، وسلمة بن سلامة بن وقش (12) ، وسلمان الفارسي (13) رضي الله عنهم.
ثالثاً: الواقدي في مغازيه: لا يختلف الواقدي عن سابقيه في روايته للسيرة؛ ذلك أنه يروي مغازيه عمن دون التابعين، فقال – مثلاً – في أول كتابه " حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي، وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن عبد الله بن مسلم، وموسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة، وعبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن
(1)(1/261) .
(2)
(1/218) .
(3)
(1/164) .
(4)
(1/155) .
(5)
(1/227) .
(6)
(1/289) .
(7)
(1/279) .
(8)
(1/298) .
(9)
(1/259) .
(10)
(1/208) .
(11)
(1/188) .
(12)
(1/196) .
(13)
(1/198) .
المسوَر بن مخرَمة، وأبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، وسعيد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله التيمي، ويونس بن محمد الظفري، وعائذ بن يحيى، ومحمد بن عمرو، ومعاذ بن محمد الأنصاري، ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف، وابن أبي حبيبة، ومحمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، وعبد الحميد بن جعفر، ومحمد ابن صالح بن دينار، وعبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، ويعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وأبو معشر، ومالك بن أبي الرجال، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وعبد الحميد بن عمران بن أبي أنس، وعبد الحميد بن أبي عبس، فكلٌّ قد حدَّثني من هذا بطائفة، وبعضهم أوعى لحديثه من بعض، وغيرهم قد حدَّثني أيضاً (1) ، فكتبتُ كل الذي حدَّثوني، قالوا
…
إلخ" (2) .
ثم يسير في الكتاب كله في الرواية عن هؤلاء، فيقول في بداية فقرات الكتاب " قالوا:.. كذا "
وواضحٌ أن هؤلاء الذين تلقى عنهم الواقدي ليسوا من التابعين، وإنما ممن تلقى عن التابعين، فالرواية مقطوعة.
ولكنه يضمِّن الرواية الكلِّية المسترسلة عمّن سبق، روايات بإسناده إلى التابعين رحمهم الله، كما روى عن سعيد بن المسيب (3) ، والزهري (4) ،
(1) هنا مجاهيل لم يذكرهم.
(2)
المغازي (1/1، 2) .
(3)
(1/10، 11، 46، 60، 103) .
(4)
(1/15، 91) .
وعروة (1) ، وزيد بن علي (2) ، ومحمد بن كعب القرظي (3) ، وعاصم بن عمر بن قتادة، ويزيد بن رومان (4) .
ويسند كذلك عن الصحابة رضي الله عنهم، كما روى عن سعد بن أبي وقاص (5) ، والمقداد بن عمرو (6) ، وأبي بردة بن نيار (7) ، ورفاعة بن رافع (8) ، وحكيم بن حزام (9) ، ومخرمة بن نوفل (10) ، وعمرو بن عوف المزني (11) ، والمسور ابن مخرمة (12) ، وابن عباس (13) ، وخفاف بن إيماء (14) ، وجابر (15) ، وعبد الرحمن بن عوف (16) ، والربيع بنت معوِّذ (17) رضي الله عنهم.
وتشترك هذه الكتب الثلاث في الحرص على توثيق الروايات عن
(1)(1/18، 56، 63) .
(2)
(1/72) .
(3)
(1/73) .
(4)
(1/58، 59، 63) .
(5)
(1/11، 16، 26، 49، 105) .
(6)
(1/15، 27) .
(7)
(1/18) .
(8)
(1/25، 75، 84) .
(9)
(1/34، 65، 80) .
(10)
(1/28) .
(11)
(1/40) .
(12)
(1/42) .
(13)
(1/54، 70) .
(14)
(1/60) .
(15)
(1/87) .
(16)
(1/88) .
(17)
(1/89) .
الصحابة والتابعين ومن دونهم، خصوصاً ممن شهد الحادثة، أو سمع ممن شهدها، وقد تختلف فيما بينها في بعض التفاصيل، ولكن إذا اتفقت أعطاها ذلك قوَّةً وثقة.
فإذا أضيف إلى ذلك مكانة أولئك المؤلفين في علم السيرة، وإحاطتهم بها، يتحصل لدينا أن كتاباتهم لها قيمة كبيرة في توثيق روايات السيرة النبوية.
الفرع الثاني: كتب التفسير:
يلاحظ أن كتب التفسير الأصلية تعتمد على الإسناد في رواياتها، سواء فيما يتعلق بآيات السيرة النبوية، أو غيرها.
وبذلك فإن جميع روايات كتابي ابن جرير وابن أبي حاتم مسندة عن الصحابة والتابعين، على التفصيل التالي:
أولاً: تفسير الطبري:
إذا أخذنا مثالاً من تفسير الطبري في آيات سورة الأنفال المتحدثة عن غزوة بدر، وآيات سورة التوبة المتحدثة عن غزوة تبوك، نجد أغلب مروياته عن ابن عباس رضي الله عنهما (1) ، ويروي كذلك عن سعد بن أبي وقاص (2) ، وأبي أسيد (3) ، وأبي أيوب الأنصاري (4) ، وعمر (5) ، وعلي (6) ، وابن مسعود (7) ،
(1)(13/367، 368، 378، 394، 395، 403، 410، 423، 424، 425، 14/59، 63، 73، 74، 76، 363، 400، 404، 426، 470، 541، 542) .
(2)
(13/372، 373) .
(3)
(13/374) .
(4)
(13/405، 406) .
(5)
(13/409) .
(6)
(13/417، 422) .
(7)
(13/572، 14/61) .
وكعب بن مالك (1) رضي الله عنهم.
ويروي كذلك عن التابعين كيزيد بن رومان، والزهري، وعاصم بن عمر ابن قتادة، وعروة مجتمعين (2) ، وعن عروة وحده (3) ، والسُّدِّي (4) ، وعبد الرحمن ابن زيد (5) ، وسعيد بن المسيب (6) ، والضحاك (7) ، ومجاهد (8) ، ومحمد بن كعب القرظي (9) ، وقتادة (10) ، وابن إسحاق (11) .
ومنهجه في تفسير الآيات المتحدثة عن السيرة في السور الأخرى مثل ذلك.
ثانياً: تفسير ابن أبي حاتم الرازي:
يتفق ابن أبي حاتم مع الطبري في أن أغلب مروياته في سورتي الأنفال، والتوبة – كمثال - عن ابن عباس رضي الله عنهما (12) ، ويروي
(1)(14/427، 547) .
(2)
(13/394، 399، 579، 14/468) .
(3)
(13/398، 561، 578، 14/468) .
(4)
(13/402، 411، 424، 573) .
(5)
(13/405، 14/473) .
(6)
(13/423) .
(7)
(13/426، 581) .
(8)
(13/564) .
(9)
(13/581، 14/335، 400، 423) .
(10)
(13/580، 14/76، 334، 364، 473، 541، 546) .
(11)
(13/395، 397، 411، 426، 579، 14/362، 400) .
(12)
(5/1649، 1660، 1667، 1673، 1706، 1732، 1734، 1737، 6/1843، 1850، 1853، 1863، 1872، 1878، 1879، 1880) .
كذلك عن سعد بن أبي وقاص (1) ، وعمر (2) ، وأبي أيوب (3) ، وحكيم بن حزام (4) ، وابن مسعود (5) ، وأبي هريرة (6) ، وعبادة بن الصامت (7) ،وابن عمر (8) ، وكعب بن مالك (9) ، وأنس (10) رضي الله عنهم.
ومن التابعين عن مكحول (11) ، وقتادة (12) ، والزهري (13) ، وسعيد بن المسيب (14) ، وعروة (15) ، ومجاهد (16) ، والربيع (17) ، وابن إسحاق (18) ، وهشام بن عروة (19) ، وعباد بن عبد الله بن الزبير (20) ، وعبد الرحمن بن زيد (21) ،
(1)(5/1649، 1650) .
(2)
(5/1662، 1663، 1730) .
(3)
(5/1659، 1660، 1661) .
(4)
(5/1672) .
(5)
(5/1710، 1731) .
(6)
(5/1736) .
(7)
(5/1653) .
(8)
(6/1829، 1830) .
(9)
(6/1829، 1899) .
(10)
(6/1850) .
(11)
(5/1654) .
(12)
(5/1661، 1665، 1667، 6/1830، 1843، 1899، 1904) .
(13)
(5/1664، 1667) .
(14)
(5/1665، 1673) .
(15)
(5/1665، 1666، 6/1844، 1846، 1880) .
(16)
(5/1665، 6/1845، 1850) .
(17)
(5/1668) .
(18)
(5/1707، 1710) .
(19)
(5/1708) .
(20)
(5/1707، 1708، 1710) .
(21)
(5/1735، 6/1852) .