الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نوعاً من العبارة التخيلية دون رؤية مصاحبة. والاصطلاح الثالث يلمّح إلى ملك من الملائكة، لكن دون إشارة إلى اسم جبريل (1) .
(1) انظر ما سبق، ص 25 وما بعدها.
خامساً: بث بذور الشك في أهم الأسس التي يمكن للقارئ أن يقيم عليها تصورا فكرياً محدداً عن الإسلام
.
ومن ذلك:
(1)
- التشكيك في أصالة الركن الركين للإسلام وهو التوحيد، والافتراء بأنه لم يظهر في آيات القرآن إلا في الفترة المدنية، وذلك لكي ينسب الكاتب إلى اليهود أنهم هم أصحاب الفضل في ظهوره بعد الهجرة إلى المدينة.
يقول: "ومن العجيب أنه ليست هناك إشارة إلى وحدانية الله في هذه السور المبكرة ونقول: وأين سورة الإخلاص التي يجعل صاحبكم نولدكه ترتيبها في الفترة الأولى من الوحي المكي؟ (1) وأين سائر السور المكية المشتملة على التوحيد الخالص لله تعالى، ومنها: الليل والجن، والكهف وغيرها، ولم ناصب كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم العداء؟ ألم يكن ذلك بسبب دعوته إلى التوحيد؟!
(2)
- التشكيك في سلامة جمع القرآن في عهد الخلفاء الراشدين، فبعد أن يشير الكاتب إلى أنه تقرر جمع الوحي من كل المصادر المكتوبة المتاحة
(1) انظر: ترتيب النزول عند المستشرقين في كتاب دفاع عن القرآن، لعبد الرحمن بدوي، ص 104.
يحاول زعزعة ثقة قارئه في أحد أهم مصادر الجمع وأكثرها ضبطاً وهي"الحفظ" فيقرنه عامداً باصطلاح "الذاكرة والتذكر" وما يمكن أن يشوبه من خطأ ونسيان وفق مذاهب الاتصال الحديثة.
(3)
- يحاول التشكيك في أن يكون القرآن الذي بين أيدي الناس الآن هو الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يستخدم الكاتب مصطلحاً غريباً، ويكرره أكثر من مرة وهو The Present Quran أي القرآن الحالي، وحين راجعت مزاعم للمستشرق وجدت لـ "بوهل" في مادة القرآن التي كتبها ونشرها في الطبعة الأولى من دائرة المعارف الإسلامية كلاماً سخيفاً لا يجوز في عقل أحد يعبر عن هذا المصطلح الغريب الذي استخدمته الموسوعة البريطانية، إذ يؤكد أن الوحي الذي كان الرسول يقرأه ليس هو القرآن الحالي الذي نقرأه الآن، فقد أعيدت صياغة الوحي بحيث أخذ الشكل الحالي المسجوع (1) .
(4)
- يدس في أقواله عن القرآن أن بعض الحروف فيه ذات مغزىً سحري: فبعد أن يشير الكاتب إلى حروف المقطعات التي بلغت حيرة المستشرقين في تفسيرها كل مبلغ (2) ، حتى سلموا بما قاله علماء المسلمين من أن القرآن مركب من جنس هذه الحروف، والتي هي في متناول المخاطبين بها من العرب ولكنهم لا يملكون أن يصوغوا من
(1) انظر: ملحق الدائرة المذكورة، طبع لندن 1938، مادة "القرآن" وانظر رد الدكتور إبراهيم عوض على هذا الكلام في كتابه: دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية، ص 7 وما بعدها.
(2)
انظر مادة"القرآن" بالطبعة الثانية من دائرة المعارف الإسلامية، الفصل الخاص بـ الحروف الغامضة.
تلك الحروف مثله. يطرح الكاتب مجموعة احتمالات لتفسير هذه الحروف بقوله: ولم تفسّر معانيها تفسيراً مرضياً، ويظن أنها ربما كانت تدل على كلمة مختصرة، أو تشتمل على مجموعات معينة من السور، ثم يفتري الكاتب فرية كبرى بذكر احتمال آخر بقوله: " أو هي ذات مغزى سحري (magical significance) .
وبرغم هذا كله فما زالت في هذه المادة حول "القرآن" في دائرة المعارف البريطانية شبهات ومغالطات ينبغي التوقف عندها والرد عليها، ولكن حسبنا ما قدمنا من بيان يدل على فساد الآراء وبطلان الأحكام.