الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة المؤلف
الصِّفَات للدَّارقطني:
هو الإمام شيخ الإسلام الحافظ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بن مهدي البغدادي الحافظ الشهير صاحب السنن.
مولده:
وُلد سنة ست وثلاثمائة.
طلبه العلم:
اتجه إلى طلب العلم وتحصيله في صباه في بلده فقد حضر مجلس الصفار في حداثة سنه.
رحلته في طلب العلم:
وقد سار الدَّارقطني على سنة المحدثين قبله فرحل إلى أشهر المحدثين فزار البصرة والكوفة وواسط، والشام.
شيوخه:
وقد سمع من عددٌ كبير من الأعلام منهم أبو القاسم البغوي وابن صاعد وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وغيرهم.
تلاميذه:
من أشهرهم: الحاكم، وأبو حامد الإسفرائيني وتمام الرازي، والحافظ عبد الغني، وخلق سواهم.
صفاته:
قال الحاكم: صار الدَّارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، قال: وقد أقمتُ سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكَثُرَ اجتماعنا فصادفته فوق ما وُصِفَ لي، وسألته عن العِلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها.
وقال الخطيب: كان فريد عصره وإمام وقته، وانتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعِلل وأسماء الرجال مع الصدق والأمانة والعدالة وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها: القراءات ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن أعتنى بالفقه، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام. وكان يُبْغِض علم الكلام، قال السليمي:
سمعت الدارقطني يقول: ما شيء أبغض إليّ من علم الكلام.
ومما يذكر عن حافظته قول الخطيب: وحدّثني الأزهري قال: بلغني أن الدَّارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار وقعد ينسخ جزءًا والصفار يُملي فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت تنسخ؟ فقال: فهمي للإملاء خلاف فهمك، أتحفظ كم أملى الشيخ؟ قال: لا أدري. قال: أملى ثمانية عشر حديثًا الحديث الأول: عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا وكذا. والثاني: عن فلان، عن فلان، ومتنه كذا وكذا، ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء حتى أتى على آخرها، فتعجب الناس منه. وكان عبد الغني إذا ذكر الدَّارقطني قال: أستاذي.
وقال الخطيب في ترجمة الدَّارقطني أيضًا: سألتُ البرقاني: هل كان أبو الحسن يُملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، وأنا الذي جمعتها وقرأها الناس من نسختي.
وإذا شئت أن تتبين براعة هذا الإمام الفرد فطالع العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك1.
ثناء العلماء عليه:
قال الخطيب: سمعتُ القاضي أبا الطيب الطبري، يقول: الدَّارقطني أمير المؤمنين في الحديث. وما رأيت حافظًا ورد بغداد إلا مضى إليه وسلّم له، يعني فسلّم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة
1 تذكرة الحفاظ 991/3-995 الطبعة الثالثة دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن 1376 هـ/ 1957م. تاريخ بغداد 34/12 -40.
في العلم، قال الخطيب: حدَّثني الصوري قال: سمعتُ عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر يقول: أحسن الناس كلامًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: على بن المدينيي في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدَّارقطني في وقته. أخبرنا البرقاني قال: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرًا إذا حكى عن أبي الحسن الدَّارقطني شيئًا يقول: قال أستاذي وسمعتُ أستاذي، فقلت له في ذلك فقال: وهل تعملنا هذين الحرفين من العلم إلا من أبي الحسن الدَّارقطني؟ 1.
مؤلفاته:
منها: السنن، كتاب العلل خ، المجتبى من السُّنن المأثورة خ.
المختلف والمؤتلف، الضعفاء، خ. ذكرت هذه المؤلفات في الأعلام للزركلي2.
وهناك مؤلفات أخرى، منها كتاب الرؤية3.
والالتزامات على الصحيحين، والاستدراكات والتتبع والصفات والنزول وغيرها من المؤلفات.
1 تاريخ بغداد 36/12.
2 الأعلام للزركلي 130/5 الطبعة الثالثة.
3 يحقق رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية.
وفاته:
تُوفِّي رحمه الله سنة خمس وثمانين وثلاثمائه، وقد بلغ ثمانين عامًا قضاها في طاعة ربه، وخدمة السُّنة. والذَّب عنها، كما خلَّف مؤلفات جليلة سينال بها إن شاء الله الأجر الجزيل والثواب المستمر الموعود به من خلف علمًا يُنْتَفع به، كما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن مؤلفاته هذه كتاب الصفات، وكتاب النزول هذا الذي نقدمه للقراء، للاطلاع على ما خلَّفه علماء سلف هذه الأمة في مجال العقيدة الصحيحة المأخوذة من كتاب الله تعالى، وما صح من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
نسبة كتاب الصفات وكتاب النزول للدَّارقطني:
وجدت هذه النسخة ضمن مجموع رقم 5/510 ريغان كوشك ذكرها فؤاد سزكين تأريخ التراث ص 529، وقد صورت المجموع من مكتبة المتحف بتركيا استامبول حينما كنت أبحث عن مؤلفات الحافظ ابن منده، وتقع نسخة الصفات في خمس ورقات نُسخت عام 1084 هـ، وكان هذا المجموع يشمل عددًا من الرسائل في العقائد. ومن ضمنها أحاديث النزول للمؤلف، ويقع في تسع ورقات وصفحة، في الصفحة ثلاثة وثلاثون سطرًا.
الصفات:
أما كتاب الصفات فقد اشتمل على ثمانية وستين حديثًا وأثرًا، معظم أحاديثه في الصحيحين.