المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح أركان الإسلام - الطريق إلى الإسلام

[محمد بن إبراهيم الحمد]

الفصل: ‌شرح أركان الإسلام

‌شرح أركان الإسلام

أركان الإسلام هي أسُسه التي يبنى عليها، وهي خمسة أركان:

1 -

شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

2 -

إقام الصلاة.

3 -

إيتاء الزكاة.

4 -

صيام رمضان.

5 -

حج بيت الله الحرام.

هذه هي أركان الإسلام على سبيل الإجمال وإليك شرحها بإيجاز:

1 -

شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله: معنى هذه الشهادة الاعتقاد الجازم المُعَبِّر عنه باللسان بأن الله هو المعبود الحق وحده لا شريك له، وأن محمداً هو الرسول المبلِّغ عن الله.

وجُعِلت هاتان الشهادتان ركناً واحداً مع تعدد المشهود به؛ لأن هاتين الشهادتين أساس صحة الأعمال؛ فلا يقبل إسلام، ولا عمل إلا بالإخلاص لله، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

ومعنى ذلك ألا يُعْبَدَ إلا الله وحده، ولا يُعْبَدَ إلا بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

فبالإخلاص تتحقق شهادة أن لا إله إلا الله، وبالمتابعة تتحقق شهادة أن محمداً رسول الله.

ومما يمكن أن يتضح به معنى الشهادتين أن يقال: إن معنى [لا إله إلا الله] :

ص: 47

هو أن ينطق بها الإنسان معتقداً أن الله هو المعبود الحق وحده؛ ولا يكفي مجرد النطق بها، بل لابد من العمل بمقتضاها من القبول، والانقياد، والصدق، والإخلاص، والمحبة.

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.

هذا وللشهادتين ثمرات عظيمة منها: تحرير القلب والنفس من الرق للمخلوقين، والإتباع لغير المرسلين.

2 -

إقام الصلاة: وهو التعبد لله بفعل الصلاة على وجه الاستقامة والتمام في أوقاتها وهيئاتها.

والصلوات المفروضة في الإسلام خمس في اليوم والليلة، وهي: صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء.

ومن ثمرات الصلاة: أنها سبب لانشراح الصدر، وقرة العين، وقوة العقل، وحصول النشاط، وطرد الكسل، والانزجار عن الفحشاء والمنكر، وحصول الترابط بين المسلمين.

3 -

إيتاء الزكاة: وهو التعبد لله ببذل القدر الواجب من الأموال الزكوية لمستحقيها، بحيث يُخْرج المسلم قدراً يسيراً محدداً من ماله، ويدفعه إلى مستحقيه من الفقراء، والمساكين، ونحوهم.

ومن ثمرات الزكاة: تطهير النفس من البخل، وزيادة المال، ونماؤه، وسد حاجة المسلمين، وشيوع المحبة بينهم، والتخلص من الأثرة والاستبداد،

ص: 48

والسلامة من الحسد، وحصول التواضع والرحمة، والشعور بالآخرين.

4 -

صوم رمضان: وهو التعبد لله بالإمساك عن المفطرات نهار رمضان.

وذلك بأن يدع المسلم الطعام، والشراب، والجماع، ونحوها من المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس طيلة شهر رمضان؛ تعبداً لله عز وجل.

ومن ثمرات الصيام: تزكيةُ الروح، وتهذيب النفس، وترفعها عن الدنايا، وترويضها على ترك المحبوبات طلباً لمرضاة الله، وتعويدها على الصبر وتحمُّل المصاعب.

ومن ثمراته - أيضاً -: تنمية الإخلاص ومراقبة الله، ورعايةُ الأمانة، والشعور بالآخرين، وطرد الفردية، وحصول الصحة العامة للبدن.

5 -

حج البيت: وهو التعبد لله بقصد البيت الحرام للقيام بشعائر الحج ولو مرة واحدة في العمر لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً.

ومن ثمرات الحج: تذكر الآخرة، وترويض النفس على بذل الجهد المالي والبدني؛ تقرباً لله.

ومن ثمراته: حصول التعارف، والتوادد بين المسلمين.

هذه هي أركان الإسلام، وهذه ثمراتها على سبيل الإجمال، وإلا فتفاصيل ثمراتها لا تُعد ولا تحصى.

فهذه الأركان تجعل من الأمة أمة إسلامية طاهرة، نقية، تدين بدين الحق، وتعامل الخلق بالعدل والصدق، لأن ما سوى ذلك من شرائع الإسلام يصلح بصلاح هذه الأسس، والأمة تصلح بصلاح أمر دينها، ويفوتها من صلاح أحوالها بقدر ما فاتها من صلاح أمور دينها.

ص: 49