الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبادة في الإسلام
تعريفها: العبادة في الإسلام هي: التقرب إلى الله عز وجل بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.
وهي شاملة لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
وروح العبادة، ولبها، وحقيقتها تحقيق الحب والخضوع لله - تعالى -.
شروط العبادة: لا تقبل العبادة إلا إذا اجتمع فيها شرطان:
1 -
الإخلاص لله.
2 -
المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
ومعنى ذلك: أنه لابد من أن تكون العبادة خالصة لله، وأن تكون موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعبد إلا الله، ولا يعبد إلا بما شرع.
فالصلاة على سبيل المثال عبادة لا تصرف إلا لله، أي لا تُصلَّى إلا لله، وبهذا يتحقق الإخلاص.
ولا يصلى إلا كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كيفية الصلاة، وبهذا تتحقق الموافقة والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
ولسائل أن يسأل: ما الحكمة من اشتراط هذين الشرطين لصحة العبادة؟.
والجواب عن ذلك من عدة وجوه:
1 -
أن الله أمر بإخلاص العبادة له وحده؛ فعبادة غيره معه شرك به، قال - تعالى -:{وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [الأعراف: 29] .
2 -
أن الله - تعالى - اختص نفسه بالتشريع؛ فهو حقه وحده، ومن تعبد بغير ما شرع الله فقد شارك الله في تشريعه.
3 -
أن الله أكمل لنا الدين، فالذي يخترع عبادة من عنده يكون مستدركاً على الدين، متهماً له بالنقص.
4 -
أنه لو جاز للناس أن يتعبدوا بما شاءوا كيفما شاءوا - لأصبح لكل إنسان طريقته الخاصة بالعبادة، ولأصبح - ت حياة الناس جحيماً لا يُطاق؛ إذ يسود التناحر والتنافر؛ لاختلاف الأذواق، والدين إنما يأمر بالاتفاق والائتلاف.
أنواع العبادة: أنواع العبادة كثيرة كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإماطة الأذى عن الطريق، والإحسان إلى الأيتام والمساكين وابن السبيل والحيوان، وغير ذلك.
ومن أنواع العبادة: الذكر، والدعاء، والاستعاذة بالله، والاستعانة به، والتوكل عليه، والتوبة، والاستغفار.
ومنها: الصبر، والشكر، والرضا، والخوف، والمحبة، والرجاء، والحياء.
فضائل العبادة: العبادة في الإسلام هي الغاية المحبوبة لله، والمرضية له، التي خلق لأجلها الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وهي التي مدح القائمين بها، وذم المستكبرين عنها.
والعبادة في الإسلام لم تشرع للتضييق على الناس، ولا لإيقاعهم في الحرج،
وإنما شرعت لحِكَمٍ عظيمة، ومصالح كثيرة، لا يحاط بعدّها وحصرها.
فمن فضائل العبادة: أنها تزكي النفوس، وتطهرها، وتسمو بها إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.
ومن فضائلها: أن الإنسان محتاج إليها أعظم الحاجة، بل هو مضطر لها أشد الضرورة؛ فالإنسان بطبعه ضعيف، فقير إلى الله، وكما أن جسده بحاجة إلى الطعام والشراب - فكذلك قلبه وروحه بحاجة إلى العبادة والتوجه إلى الله، بل إن حاجة قلبه وروحه إلى العبادة أعظم بكثير من حاجة جسده إلى الطعام والشراب؛ فإن حقيقة العبد قلبه وروحه، ولا صلاح لهما إلا بالتوجه إلى الله بالعبادة؛ فلا تطمئن النفوس في الدنيا إلا بذكر الله وعبادته، ولو حصل للعبد لذَّات أو سرور بغير الله فلا يدوم، وقد يكون ذلك الذي يتلذذ به لا لذة فيه ولا سرور أصلاً.
أما السرور بالله والأُنس به عز وجل فهو سرور لا ينقطع ولا يزول؛ فهو الكمال، والجمال، والسرور الحقيقي؛ فمن أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية لله وحده؛ ولهذا فإن أهل العبادة الحقة هم أسعد الناس، وأشرحهم صدراً.
ولا يوجد ما يسكن إليه العبد ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه حقاً إلا الله.
ومن فضائل العبادة: أنها تسهل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات، وتسليه عند المصائب، وتخفف عليه المكاره، وتهون الآلام، فيتلقاها بصدر منشرح، ونفسٍ مطمئنة.
ومن فضائلها: أن العبد يتحرر بعبوديته لربه من رق المخلوقين، والتعلق بهم، وخوفهم، ورجائهم؛ وبهذا يكون عزيز الجانب، مرفوع الرأس، عالي القدر.
وأعظم فضائلها: أنها هي السبب الأعظم لنيل رضا الله، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.