المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاحتجاج ضد السياسة - العلمانية والمذهب المالكي

[مصطفى باحو]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌العلمانية والمذهب المالكي

- ‌المذهب المالكي عبادة وشريعة

- ‌إنكار المالكية للحرية بمفهومها العلماني:

- ‌السياسة إذا لم تتقيد بالشريعة فهي مرفوضة:

- ‌توقيف العمل بأحكام الشريعة في المغرب

- ‌الحفاظ على الأحكام الشرعية أهم واجب على السلطان

- ‌تحريم المالكية التحاكم إلى غير الكتاب والسنة:

- ‌إنكار المالكية لتبديل الزكاة بالضريبة:

- ‌أول من بدل الزكاة الشرعية بضريبة الترتيب

- ‌تطبيق الحدود الشرعية في عهد الدولة العلوية

- ‌الخمر

- ‌الدعارة

- ‌عناية الدولة العلوية بجمع الجزية من اليهود

- ‌مناهضة المالكية للبنوك الربوية

- ‌أحكام أخرى:

- ‌الظهير البربري أهم مظاهر العلمنة في المغربوموقف المغاربة منه

- ‌علمنة القانون

- ‌1 - فرنسة البربر أحد أهم أهداف السياسة البربرية

- ‌2 - الإخراج من الإسلام والقضاء على القرآن:

- ‌3 - تنصير البربر:

- ‌الاحتجاج ضد السياسة

- ‌عود على بدء

- ‌ماذا يعني تطبيق الشريعة في المذهب المالكي

- ‌من الناحية السياسية:

- ‌ومن الناحية الإعلامية:

- ‌ومن الناحية الاجتماعية:

- ‌ومن الناحية القانونية:

- ‌ومن الناحية الاقتصادية:

- ‌ملحق:

- ‌قرار رقم: 146 (4/ 16)بشأنالقراءة الجديدة للقرآن وللنصوص الدينية

- ‌المراجع

الفصل: ‌الاحتجاج ضد السياسة

‌الاحتجاج ضد السياسة

البربرية:

لما صدر الظهير البربري في الجريدة الرسمية موقعا من قبل السلطان المولى يوسف سنة 16/ 05/1930 كان أول احتجاج رسمي من المغاربة قاده الشيخ عبد الرحمن بن القرشي أحد علماء القرويين وقاضي الجماعة بفاس (1).

ولما كان وزيرا للعدل سنة 1923 رفض أن يكتب لقضاة النواحي الأمازيغية بالسماح للسكان أن يتحاكموا أمام المحاكم العرفية (إِزْرَف) وليس أمام القاضي الشرعي فأجاب: {يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء60]، فأقيل من مهامه (2).

وتتابعت الوفود العربية والبربرية للسلطان المولى يوسف لدفعه على إلغاء الظهير البربري ومطالبته بتحكيم الشريعة على الجميع (3).

«لقد انطلقت حركة الاحتجاج في فاس وسلا، وانتقلت إلى طنجة وتطوان وجميع مناطق الاحتلال الإسباني، وإلى أقاصي بلاد البربر» كما قال ألبير عياش في المغرب والاستعمار (390).

فلم تقتصر معارضة الظهير البربري على العرب، بل كانت عامة في البربر، فقد ثارت العديد من القبائل الأمازيغية، وخاض بعضها حربا مسلحة ضد فرنسا وثار الطلبة البربر ضد السياسة التعليمية الاستعمارية منادين بوجوب اعتماد اللغة العربية والمبادئ الإسلامية في مجال التربية والتعليم، وأرسلت بعض

(1) فرنسا وسياستها البربرية (57).

(2)

مقدمة الأستاذ إدريس كرم لإظهار الحقيقة (67).

(3)

فرنسا وسياستها البربرية (90 - 91).

ص: 128

القبائل وفودا إلى الإقامة العامة مطالبين إياها بإرجاع قضاة الشرع إلى محاكمهم، فقابلتهم بالحبس، وارتفع عدد المعتقلين من بين الأمازيغ المحتجين إلى أربعة آلاف رجل (1).

وكتب أوجين يونغ السفير الفرنسي وأحد المؤلفين السياسيين والمسرحيين في كتابه العرب والإسلام أمام الحروب الصليبية الجديدة وفلسطين اليهودية (ص 54 - 55): فأصبحت الحال خطيرة في الواقع، ولا تزال هكذا إلى الآن، أما البرابرة فلم يطلبوا الابتعاد عن الإسلام، بل إنهم انضموا إلى العرب معلنين احتجاجهم على الظهير وسخطهم عليه (2).

وأكد الكاتب الفرنسي دانييل جوران أن البربر كانوا أول من احتج على ذلك الإصلاح الذي وضع على ما يقال طبقا لرغباتهم، وقد أرسلت قبائل مختلفة عدة وفود للسلطان في الرباط للاحتجاج على القرار الذي اتخذ، وقد أجابتهم الحكومة بالقوة، وقبض على ثلاثين من آيت يوسي وعشرين من آيت شغروشن عند عودتهم من الرباط إلى مكناس (3).

وقال علال الفاسي في دفاع عن الشريعة الإسلامية (32): سرى الخبر في القبائل البربرية وأخذت الوفود من زمور وزايان وآيت يوسي وغيرها من المناطق التي كان يهمها الأمر تتوارد على الرباط للاحتجاج وإعلان استنكارها

(1) انظر تفصيل ذلك ونحوه في الوطنية في النثر المغربي الحديث (277).

(2)

الحركة الوطنية (561).

(3)

الحركة الوطنية (331). وأكد دانيال جوران أنه في وسط شهر غشت أرسل البربر وفودا إلى الصدر الأعظم للاحتجاج، فسجن بعضهم. الحركة الوطنية (365).

ص: 129