الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشعب - وليس باسم الله - وعلى حرية التدين بدلاً من الكثلكة1 وعلى الحرية الشخصية بدلاً من التقيد بالأخلاق الدينية، وعلى دستور وضعي بدلاً من قرارات الكنيسة.
وقامت الثورة بأعمال غريبة على عصرها فقد حلت الجمعيات الدينية، وسرحت الرهبان والراهبات، وصادرت أموال الكنيسة، وألغت كل امتيازاتها، وحوربت العقائد الدينية هذه المرة علناً وبشدة
…
2
وقد سرت الثورة إلى كل الغرب3؛ لأنه لا يدين بالإسلام دين العلم والحق والعدل.
1 انظر: الموجز في الأديان ص76، وكواشف زيوف ص29، والمعجم الوسيط 2/778.
2 انظر: العلمانية لسفر ص169.
3 المقصود بالغرب أوربا وأمريكا.
المطلب الرابع: نظرية التطور
…
رابعاً: نظرية التطور:
في سنة 1859م نشرالباحث الإنجليزي "تشارلزداروين"1كتابه "أصل الأنواع" الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب، وقد جعلت نظريته كون الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها
1 الكثلكة: هي اتَّباع الكنيسة الكاثوليكية العامة، وهي أعرق وأكبر الطوائف النصرانية ومركزها روما وجمهورها في أوروبا عموماً وهم يعتقدون -بزعمهم- أن الله الابن مساو في خصائص الألوهية لله الأب، وروح القدس منبثق عنهما.
1 داروين (1809-1882م) هو تشارلز داروين صاحب نظرية التطور العضوي المعروفة، ولد بويانر في بريطانيا، وألف كتابه "أصل الأنواع" بعد رحلة طويلة وقد أحدثت نظريته انقلاباً فكرياً في معظم حقول المعرفة الأوروبية، نظراً للاستغلال العظيم الذي قام به المغرضون والهدامون، ولاسيما اليهود. انظر: موقف الإسلام من نظرية ماركس ص 608.
فاحدث ذلك ضجة لم يحدثها أي مؤلف آخر في التاريخ الأوروبي قاطبة، وكان له من الآثار في المجالات الفكرية والعملية مالم يكن في الحسبان.
وهذه النظرية أدت إلى انهيار العقيدة الدينية، ونشر الإلحاد في أوروبا، وقد استغلها اليهود استغلالاً بشعاً1.
والنظرية في جوهرها فرضية بيولوجية2 أبعد شيء عن أن تكون نظرية فلسفية عامة، كما أنها بعيدة عن أن تكون حقيقة علمية ثابتة، وقد قال أحد العلماء الغربيين في النظرية الداروينية3: بـ "بإنَّها أبوها الكفر وأمها القذارة"4.
والنظرية الداروينية باطلة بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وباطلة بجميع الكتب السماوية، وباطلة بإجماع المسلمين في كل زمان ومكان، وباطلة بالعقل الصحيح، وبالفطرة السليمة من الشذوذ والانحراف.
فبنو آدم وجميع الحيوانات والطيور، وجميع مافي البراري والبحار، من آلاف السنين وهي على ما هي عليه لم تتغير أشكالها ولا أسماؤها.
ومذهب داروين باطل؛ لعدم مشاهدة أي ارتقاء من أي نوع من مخلوقات الله، فمن الذي عاش آلاف السنين حتى شاهد تغير الإنسان من خلية إلى حشرة إلى حيوان إلى قرد كما يزعم داروين، وهو الذي لم يعش سوى أقل من 75 سنة.
1 انظر الموسوعة الميسرة ص 368.
2 بيولوجيا: علم الاحياء ويقسم إلى علم النبات وعلم الحيوان.
3 الدارونية نسبة لصاحب النظرية تشارلز داروين، وقد سبق التعريف به في الصفحة السابقة.
4 انظر: عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين (1/149) .