المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أ- مفهوم الشرك عند الإمامية: - الفاضح لمذهب الشيعة الإمامية

[حامد الإدريسي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌متى ظهر التشيع:

- ‌فرق الشيعة:

- ‌المبحث الأول: عقائد الشيعة الإمامية:

- ‌ عقيدة الإمامة ومكانتها عند الشيعة:

- ‌من هم الأئمة الاثنا عشر:

- ‌صفات الأئمة:

- ‌أولا: عصمة الأئمة:

- ‌ثانيا: علمهم الغيب:

- ‌ثالثا: معجزات الأئمة:

- ‌المهدي:

- ‌عقيدة الرجعة:

- ‌عقيدة البداء:

- ‌عقيدة التقية:

- ‌المبحث الثاني: الإمامية وموقفهم من مصدري التشريع:

- ‌أولا: موقفهم من القرآن الكريم:

- ‌ثانيا: موقفهم من السنة النبوية:

- ‌المبحث الثالث: مظاهر الانحراف في المجتمعات الشيعية:

- ‌أولا: الشرك في مذهب الشيعة الاثني عشرية:

- ‌أ- مفهوم الشرك عند الإمامية:

- ‌ب- مظاهر الشرك في المجتمع الشيعي:

- ‌ثانيا: زواج المتعة في العقيدة الشيعية:

- ‌المبحث الرابع: موقف الشيعة الاثني عشرية من المسلمين:

- ‌أولا: موقفهم من الصحابة عموما:

- ‌ثانيا: موقفهم من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:

- ‌ثالثا: موقفهم من عائشة أم المؤمنين وحفصة، رضي الله عنهما:

- ‌رابعا: الإمامية وموقفهم من أهل السنة:

- ‌أ- تكفيرهم لأهل السنة واستحلال دمهم:

- ‌ب- استباحة أموالهم:

- ‌ج- حكم مناكحتهم:

- ‌د- الصلاة خلفهم:

- ‌هـ- الصلاة عليهم:

- ‌و- نجاستهم:

- ‌ز- الحكم عليهم بالخلود في النار:

- ‌خامسا: شهادات تاريخية:

- ‌الخاتمة:

- ‌أهم المصادر

الفصل: ‌أ- مفهوم الشرك عند الإمامية:

‌المبحث الثالث: مظاهر الانحراف في المجتمعات الشيعية:

‌أولا: الشرك في مذهب الشيعة الاثني عشرية:

‌أ- مفهوم الشرك عند الإمامية:

إن عبادة الله والخضوع له متصل في البشر منذ بدء الخلق إلى اليوم، إلا أنه يخف في بعض الأزمنة، وقد يصل إلى حد الندور في بعضها، وأحيانا تأخذ هذه العبادة صورا خاطئة، وتلتصق بها مفاهيم منحرفة، وأحيانا يضيف الناس عددا من المعبودين، ويعطونهم ضروبا من العبادة والتعظيم، كما حصل قبيل بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما يصطلح عليه شرعا باسم الشرك، وهو في مقابلة التوحيد، الذي يجعل العبادة منحصرة في إله واحد، لا شريك له في عبوديته، لذا كان عماد دعوة الرسل «أن لا اله إلا أنا فاعبدون» و «أن لا تعبدوا إلا الله» و «مالكم من إله غيره» و «ولا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين»

وقد استجمعت الآيات القرآنية، كل أنواع التهديد والوعيد، وكل أساليب التهويل والتخويف، وصبتها في التحذير من الشرك والوقوع فيه،

ص: 83

فمرة تحرم الجنة على الواقع فيه، ومرة يخبر الله عز وجل بأنه يغفر كل الذنوب إلا الشرك، ومرة يحذر الأنبياء وخيار الخلق لتحبطن أعمالهم وليكونُن من الخاسرين إن وقعوا فيه، ومرات تضرب أبشع الأمثلة لمن أشرك بالله فكأنه خر من السماء فتخطفه الطير، أو تهوي به الريح في مكان سحيق.

فكان الشرك مفتاح النيران، والتوحيد مفتاح الجنان، وكانت النار دار الشرك والمشركين، والجنة دار التوحيد والموحدين.

لكن الشيعة تخالف في هذا المفهوم للشرك، وتصرف شتى أنواع العبادة، كالدعاء والطواف والذبح والنذر والخضوع والتذلل، للأئمة الذين أعطاهم الله هذا الحق، وأعطاهم هذه القدرة في التصرف وإجابة السائلين، وتلبية طلباتهم، وقضاء حوائجهم.

فعقيدة الشيعة التي تثبتها في هذا المقام، أن صرف العبادة للشخص لا يكون شركا إلا إذا قصد بهذه العبادة أن المتوجه إليه إله.

أما إذا لم يقصد أنه إله، فإن هذا لا يعد في نظرهم شركا.

يقول الشيخ جعفر السبحاني من مشايخ حوزة قم: «دعاء الأولياء يقع على وجهين: الأول: دعاء الولي ونداؤه بما أنه عبد صالح تستجاب دعوته عند الله إذا طلب منه تعالى شيئا

كما أنه ليس دخيلا في مفهوم التوحيد والشرك، ما دام الداعي يؤمن بالله الواحد ويعتبره الرب الخالق والمدبر المستقل دون سواه» (1).

(1) الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - ص 109 - 110

ص: 84

ثم قال: «الثاني: لا شك أن دعاء النبي أو الصالح ونداءهما والتوسل بهما باعتقاد أنه إله أو رب أو خالق أو مستقل في التأثير أو مالك للشفاعة والمغفرة، شرك وكفر، ولكنه لا يقوم به أي مسلم في أقطار الأرض» . (1) وفاته أن هذا لا يقول به حتى مشركوا قريش الذين جاء الرسول لدعوتهم، فهم لم يقولوا أن شركاءهم مستقلون في التأثير، بل قالوا:«إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى» ، واعترفوا بأن الخالق هو الله، والرازق هو الله، ومنزل المطر هو الله، وإنما هؤلاء وسائط تقربنا إليه.

إذاً فأهل السنة يعتبرون التوجه بالدعاء إلى غير الله شرك، والإمامية لا يعتبرونه شركا إلا إذا قصد أن هذا المدعو إله، فصورة الشرك والإيمان واحدة، لكن الفرق في النية والقصد، فهذا مشرك ضال، وهذا مؤمن مهتد، وإن كان كلاهما يدعوا غير الله.

كذلك فإن واسطتهم هذه مأذون بها بزعمهم، بخلاف واسطة المشركين التي لم يأذن بها الله، فلا فرق بين المشركين والمؤمنين في دعائهم غير الله، فالكل يدعوا الوسائط ويجعلهم شفعاء، ويسألهم أن ينفعوه عند الله، لكن هؤلاء مأذون لهم بدعائهم والتوجه إليهم، وأولئك لم يؤذن لهم

(1) نفس المصدر ص 111

ص: 85

يقولون: «الفرق بين المؤمنين والمشركين في كل الأديان: أن المشركين جعلوا لله شركاء وشفعاء لم يأذن بهم، فأشركوهم معه بأنواع من التشريك الذي زعموه. أما المؤمنون فوحدوا الله وأطاعوه، وهو الذي أمرهم باتخاذ الوسيلة إليه والتوجه إليه بهم وتقديمهم بين يدي دعائهم وأعمالهم .. فالأنبياء والأوصياء وسيلة مشروعة وشفعاء بإذنه. وبذلك يكون الحد الفاصل بين الشرك والتوحيد في نوع الواسطة لا في أصلها: فالواسطة التي أذن بها الله الواحد الأحد سبحانه لا تنافي التوحيد بل تؤكده، والواسطة التي لم يأذن بها شرك يخرج صاحبه عن التوحيد» (1).

ويقولون: «العقل لا يرى مانعا في أن يربط الله تعالى أفعاله بطلب ملائكته أو أوليائه، فيجعلهم أدوات رحمته، ووسائط فيضه، ووسائل عطائه، وذلك لا يعني تشريكهم في ألوهيته، بل هم عباده المكرمون المطيعون، ووسائله وأدواته التي يرحم بها عباده، هذا من ناحية نظرية، وأما من ناحية الوقوع والثبوت، فقد دل الدليل على أن أنظمة الفعل الإلهي وقوانينه واسعة ومعقدة، ودل على أنه تعالى جعل كثيرا من عطائه إن لم يكن كله، عن طريق خيرة عباده من الملائكة والأنبياء والأوصياء» (2)

(1) العقائد الإسلامية - مركز المصطفى «ص» - ج 4 - ص 254

(2)

العقائد الإسلامية - مركز المصطفى «ص» - ج 3 - ص 14 - 15

ص: 86

فرحمة الله وعطاءه لا ينال إلا بواسطتهم، فلندعهم ولنتوسل إليهم، بدل أن ندعوا الله ونتوسل إليه، هذا ما تأمر به الشيعة أتباعها، وتجعله عين التوحيد وهو عين الشرك.

وقد دار بيني وبين أحد علمائهم حوار في هذه المسألة، وأكد لي بأن النية هي الفرق بين الشرك والتوحيد، فمن نوى أن هذا المتجه إليه بالعبادة إله، فهو مشرك، وإلا فلا.

وما دام المشركون والشيعة، كل منهم لا يعتقد أن المتوجه إليه مستقل بالتأثير في الكون، فلا يبقى إذاً إلا فرق واحد، وهو الإذن في عبادة هؤلاء، وعدم الأذن في عبادة أولائك، فآلهة الشيعة مأذون لهم في عبادتهم، بخلاف آلهة المشركين، وتصبح قضية الشرك والتوحيد، والجنة والنار، والفرق بين المشركين الضالين أصحاب الجحيم، والمؤمنين الأبرار أصحاب النعيم، هي هذا الإذن المزعوم فقط، فيمكن القول بأن الرسول لم يبعث إلا ليبين لنا المأذون في عبادته، ممن لم يؤذن بعبادته، ولا أدري لم أذن الله لأئمة الشيعة، ولم يأذن لأئمة قوم نوح، ود وسواع والبقية، مع أنهم قوم صالحون!؟

ولست أدري كيف يصر الشيعي على هذا الاعتقاد وهو يقرأ قوله تعالى «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا» وهو يقول بلى، أدعوا مع الله اثنا عشر إماما، ولا أدري كيف يمر على قوله «ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه» ، فلعل عنده على آلهته برهانا.

ص: 87