المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إكرام المرأة في الإسلام - القطوف الدانية - جـ ٣

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ التقديم والتأخير في كلام العلي الكبير

- ‌تمهيد يبين أغراض التقديم والتأخير في القرآن

- ‌التقديم والتأخير بين الجن والإنس

- ‌أبيات شعرية تدل على فصاحة العرب

- ‌فائدة في الترخيم

- ‌الحكمة من تقديم الجن على الإنس في بعض الآيات والعكس في بعضها

- ‌دخول مؤمني الجن الجنة

- ‌الحقوق المتعلقة بتركة الميت

- ‌التقديم بين الابن والأخ في المعارج وعبس

- ‌السجع لا يكون سبباً للتقديم والتأخير

- ‌سبب تقديم الوصية على الدين في القرآن

- ‌تثنية المشرق والمغرب في القرآن

- ‌معنى النظر إلى السماء كيف رفعت

- ‌أعظم الوصايا

- ‌النسخ في القرآن

- ‌توجيه لمن أراد قراءة تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب

- ‌معنى تعليق الخلود بالمشيئة في سورة هود

- ‌من الوصايا السياسية

- ‌حكم إنظار المدين الذي لا يجد ما يسدد به دينه

- ‌تقديم الإناث على الذكور في قوله الله: (يهب لمن يشاء إناثاً)

- ‌سبب تقديم الإناث على الذكور

- ‌الابتلاء بالعقم

- ‌إكرام المرأة في الإسلام

- ‌تقديم الضحك على البكاء في سورة النجم

- ‌الفرح الشرعي بالعيد

الفصل: ‌إكرام المرأة في الإسلام

‌إكرام المرأة في الإسلام

المقدم: قبل أن أخرج من هذا النموذج إلى نموذج آخر لعلنا نقف سريعاً مع ما يتعلق بإكرام القرآن والسنة للمرأة، من أجل إسكات الأصوات النشاز التي تنادي بما هو إذلال للمرأة وليس إكراماً لها؟ الشيخ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يكرمهن إلا كريم، ولا يهينهن إلا لئيم) والرجل لا تظهر رجولته حقاً إلا إذا تعامل مع أنثى، فإذا تعامل مع أنثى في قضية أنها مخلوق ضعيف، فإذا كان ذئباً بشرياً يجعل من منصبه أو قدرته أو ماله سبيلاً للسيطرة عليها، أو استدراجها إلى ما حرم الله، أو حتى إذا كانت زوجة يضطهدها، أو كانت أختاً يمنعها حقها، أو أماً يعقها، فهذا يدل على نقص الرجولة كثيراً عنده؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:(إنهن عوان عندكم) ووصى صلى الله عليه وسلم بهن فقال: (النساء وما ملكت أيمانكم)، فأوصى صلى الله عليه وسلم بالإحسان إليهن؛ لأن هذا الأمر يظهر رجولة الرجل.

الرجل العظيم حقاً في نفسه لا يبحث عن عظمته عند الضعفاء، وإنما يحسن إليهم؛ لأن الإنسان إذا اضطهد من دونه كأنه يقول: أنا لا أجد أحداً أقدر عليه إلا هذا الضعيف، فهو يظهر نقصه وعجزه، والمرأة ضعيفة، فالإحسان إليها أمر محمود يدل على حسن المعدن وكرامة الأصل وسلامة المنبت.

والإنسان يتقي فيها إن كانت زوجة أن يؤتيها حقوقها مع إكرامها، خاصة أمام بنيها وبناتها، وأن لا يهينها أمامهم، وإن كان ثمة شيء يكون بينه وبينها، ويكرمها أعظم إكرام إن كانت أماً، ولا يكرم أحداً من الخلق أعظم من أمه، إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو غير حي حتى يكرم إكراماً حسياً.

ثم إكرامها إن كانت خالة أو عمة، أو إحدى محارمه، بأن يتقي الله جل وعلا فيها ويبرها، ويكرمها إن كانت جارة، ويكرمها إن كانت مؤمنة فلا يرضى لها إلا ما يرضاه لنفسه الرضا الشرعي.

وهذه منازل يتفاوت الناس فيها تفاوتاً عظيماً.

ص: 23