المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبيات شعرية تدل على فصاحة العرب - القطوف الدانية - جـ ٣

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ التقديم والتأخير في كلام العلي الكبير

- ‌تمهيد يبين أغراض التقديم والتأخير في القرآن

- ‌التقديم والتأخير بين الجن والإنس

- ‌أبيات شعرية تدل على فصاحة العرب

- ‌فائدة في الترخيم

- ‌الحكمة من تقديم الجن على الإنس في بعض الآيات والعكس في بعضها

- ‌دخول مؤمني الجن الجنة

- ‌الحقوق المتعلقة بتركة الميت

- ‌التقديم بين الابن والأخ في المعارج وعبس

- ‌السجع لا يكون سبباً للتقديم والتأخير

- ‌سبب تقديم الوصية على الدين في القرآن

- ‌تثنية المشرق والمغرب في القرآن

- ‌معنى النظر إلى السماء كيف رفعت

- ‌أعظم الوصايا

- ‌النسخ في القرآن

- ‌توجيه لمن أراد قراءة تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب

- ‌معنى تعليق الخلود بالمشيئة في سورة هود

- ‌من الوصايا السياسية

- ‌حكم إنظار المدين الذي لا يجد ما يسدد به دينه

- ‌تقديم الإناث على الذكور في قوله الله: (يهب لمن يشاء إناثاً)

- ‌سبب تقديم الإناث على الذكور

- ‌الابتلاء بالعقم

- ‌إكرام المرأة في الإسلام

- ‌تقديم الضحك على البكاء في سورة النجم

- ‌الفرح الشرعي بالعيد

الفصل: ‌أبيات شعرية تدل على فصاحة العرب

‌أبيات شعرية تدل على فصاحة العرب

المقدم: عندما رجحت تقديم الإنس على الجن في بعض الآيات أشرت إلى أن الإنس ولا سيما العرب هم أهل الفصاحة وأهل البيان، فلعلنا نلطف اللقاء بشيء من الأبيات الشعرية أو بشيء من المقطوعات الأدبية؟ الشيخ: العرب أمة ذات بيان، ومن قرأ تاريخهم وأدبهم وشعرهم الذي وصل إلينا عرف ذلك وتبين له علو كعبهم في الفصاحة والبلاغة.

ولذلك تعجب ممن يطلب علماً ولا يكون له حظ من الاطلاع على ما ذكره العرب السابقون من شعر ونثر؛ لأن ذلك معين على الوصول إلى الحقائق، وبما أن القرآن والسنة عربيان والنبي عليه الصلاة والسلام أفصح من نطق بالضاد، والقرآن أنزل بلسان عربي مبين؛ فإن الإنسان إذا كان له حظ من المعرفة بلغة العرب كانت له قدرة على الوصول إليها، مثلاً يقول لبيد في معلقته التي مطلعها: عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها وهي من أمتع المعلقات وأعظمها صعوبةً، فهي تتميز بصعوبة الألفاظ وغرابتها؛ لكن فيها متعة في سلاسة الجرس الشعري: شاقتك ظعن الحي حين تحملوا فتكنسوا قطنا تصر خيامها زجلاً كأن نعاج توضح فوقها وظباء وجرة عطفاً آرامها حفزت وزاولها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها بل ما تذكر من نوار وقد نأت وتقطعت أسبابها ورمامها مرية حلت بفيد وجاورت أهل الحجاز فأين منك مرامها كم معشر سنت لهم أقوامهم ولكل قوم سنة وإمامها وهم العشيرة أن يبطئ حاسد أو أن يميل مع العدو لئامها وقال عنترة: هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم تكلم فيها عن مناقبه وعن فروسيته محاولاً نيل قلب من يعشقها: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي ووددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم (يدعون عنتر) عنتر بالفتح وتأتي بالضم.

يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم إلى أن قال يصور الذباب الذي له ذراعان يحك بعضهما ببعض، والعرب تقول: لم يصف أحد الذباب كما وصفه عنترة قال: هزجاً يحك ذارعه بذراعه قدح المكب على الزناد الأجذم غرداً: أي فرحاً بالجيف.

وهذا البيت فرت منه العرب أن تقاربه، وهذا قول النقاد، وهذا كله يدل على أن العرب كانوا أهل فصاحة، فإذا كانوا أهل فصاحة وبلغوا فيها منزلاً عظيماً، ومع ذلك تحداهم الله أن يأتوا بآية من مثل كتابه فعجزوا، فهذه قرينة لا تقبل المزايدة على أن القرآن من عند الله وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم كما كانوا يزعمون:{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان:5 - 6].

ص: 4