المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

السُّؤَال الَّذِي شرع الله هُوَ السُّؤَال عَن الْحجَّة الشَّرْعِيَّة وطلبها - القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

[الشوكاني]

الفصل: السُّؤَال الَّذِي شرع الله هُوَ السُّؤَال عَن الْحجَّة الشَّرْعِيَّة وطلبها

السُّؤَال الَّذِي شرع الله هُوَ السُّؤَال عَن الْحجَّة الشَّرْعِيَّة وطلبها من الْعَالم فَيكون رَاوِيا وَهَذَا السَّائِل مسترويا والمقلد يقر على نَفسه بِأَنَّهُ يقبل قَول الْعَالم وَلَا يُطَالِبهُ بِالْحجَّةِ

فالآية هِيَ دَلِيل الإتباع لَا دَلِيل التَّقْلِيد وَقد أوضحنا الْفرق بَينهمَا فِيمَا سلف هَذَا على فرض أَن المُرَاد بهَا السُّؤَال الْعَام وَقد قدمنَا أَن السِّيَاق يُفِيد أَن المُرَاد بهَا السُّؤَال الْخَاص لِأَن الله يَقُول {وَمَا أرسلنَا قبلك إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم فاسألوا أهل الذّكر إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ} وَقد قدمنَا طرقا من تَفْسِير أهل الْعلم لهَذِهِ الْآيَة وَبِهَذَا يظْهر لَك أَن هَذِه الْحجَّة الَّتِي احْتج بهَا الْمُقَلّد هِيَ حجَّة داحضة على فرض أَن المُرَاد الْمَعْنى الْخَاص وَهِي عَلَيْهِ لَا لَهُ على أَن المُرَاد الْمَعْنى الْعَام

‌أسئلة للمقلدين

ثمَّ نقُول للمقلد أَيْضا أَنْت فِي تقليدك الْعَالم فِي مسَائِل الْعِبَادَات والمعاملات إِمَّا أَن تكون فِي أصل مَسْأَلَة جَوَاز التَّقْلِيد مقلد أَو مُجْتَهد إِن كنت مقلد فقد قلدت فِي مَسْأَلَة لَا يُجِيز إمامك التَّقْلِيد فِيهَا لِأَنَّهَا مَسْأَلَة أصولية والتقليد إِنَّمَا هُوَ فِي مسَائِل الْفُرُوع فَمَاذَا صنعت فِي نَفسك يَا مِسْكين وَكَيف وَقعت فِي هَذِه الهوة الْمظْلمَة وَأَنت تَجِد عَنْهَا فرجا

ص: 89

ومخرجا وَإِن كنت فِي أصل هَذِه الْمَسْأَلَة مُجْتَهدا فَلَا يجوز لَك التَّقْلِيد لِأَنَّك لَا تقدر على الِاجْتِهَاد فِي مثل هَذِه الْأُصُولِيَّة المتشعبة المشكلة إِلَّا وَأَنت مِمَّن علمه علما نَافِعًا تخرج بِهِ من الظُّلُمَات إِلَى النُّور فَمَا بالك توقع نَفسك فِيمَا لَا يجوز تقلد الرِّجَال فِي دين الله بعد أَن أراحك الله مِنْهُ وأقدرك على الْخُرُوج مِنْهُ هَذَا على مَا هُوَ الْحق من أَن الِاجْتِهَاد لَا يَتَبَعَّض وَأَنه لَا يقدر على الِاجْتِهَاد فِي بعض الْمسَائِل إِلَّا من قدر على الِاجْتِهَاد فِي جَمِيعهَا لِأَن الِاجْتِهَاد هُوَ ملكة تحصل للنَّفس عِنْد الاحاطة بمعارفها الْمُعْتَبرَة وملكة لمن لم يعرف إِلَّا الْوَعْظ من ذَلِك

فَإِن استروحت إِلَى أَن الِاجْتِهَاد يَتَبَعَّض أعدنا عَلَيْك السُّؤَال فَنَقُول هَل عرفت أَن الِاجْتِهَاد يَتَبَعَّض بِالِاجْتِهَادِ أم بالتقليد فَإِن كنت عرفت ذَلِك بالتقليد فَالْمَسْأَلَة أصولية لَا يجوز التَّقْلِيد فِيهَا باعترافك واعتراف إمامك وَإِن كنت عرفت ذَلِك بِالِاجْتِهَادِ فَهَذِهِ أَيْضا مَسْأَلَة أُخْرَى من مسَائِل الْأُصُول أقدرك الله على الِاجْتِهَاد فِيهَا فَهَلا صنعت هَذَا الصنع فِي مسَائِل الْفُرُوع فَإنَّك على الِاجْتِهَاد فِيهَا أقدر مِنْك على الِاجْتِهَاد فِي مسَائِل الْأُصُول فَاصْنَعْ فِي مسَائِل الْفُرُوع هَكَذَا واستكثر من عُلُوم الِاجْتِهَاد حَتَّى تصير من أَهله ويفرج الله عَنْك هَذِه الْغُمَّة ويكشف الله

ص: 90

عَنْك بِمَا علمك هَذِه الظلمَة فَإنَّك إِذا رفعت نَفسك إِلَى الِاجْتِهَاد الْأَكْبَر فالمسافة قريبَة وَمن قدر على الْبَعْض قدر على الْكل وَمن عرف الْحق فِي المدارك الْأُصُولِيَّة عرفه فِي الْمسَائِل الفروعية وستعرف بعد أَن تعرف عُلُوم الِاجْتِهَاد كَمَا يَنْبَغِي بطلَان مَا تظنه الْآن من جَوَاز التَّقْلِيد وَمن تبعض الِاجْتِهَاد بل لَو طرحت عَنْك العصبية وجردت نَفسك لفهم مَا حررته لَك فِي هَذِه الورقات من أَوله إِلَى آخِره لقادك عقلك وفهمك إِلَى أَنه الصَّوَاب قبل أَن تجمع معارف الِاجْتِهَاد فالفهم قد تفضل الله بِهِ على غَالب عباده وَالْحق لَا يحتجب عَن أهل التَّوْفِيق والإنصاف شَاهد صدق على وجدان الْحق وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم أعلم النَّاس أبصرهم بِالْحَقِّ إِذا اخْتلف النَّاس وَهُوَ حَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَصَححهُ وَأخرجه أَيْضا غَيره فَإِن طَال بك اللجاج وسلكت من جهالتك فِي فجاج وتوقحت غيرمحتشم وأقدمت غير محجم فَقلت أَن مَسْأَلَة جَوَاز التَّقْلِيد هِيَ وَأَن كَانَت مَسْأَلَة أصولية وَقد أطبق النَّاس على أَنه لَا يجوز التَّقْلِيد فِي مسَائِل الْأُصُول وَصَارَ هَذَا مَعْرُوفا عِنْد أبنائي جنس من المقلدين لكني أَقُول بِأَن التَّقْلِيد فِيهَا وَفِي سَائِر مسَائِل الْأُصُول جَائِز

فَنَقُول وَمن أَيْن عرفت جَوَاز التَّقْلِيد فِي مسَائِل الْأُصُول هَل كَانَ هَذَا مِنْك تقليدا أَو اجْتِهَادًا فَإِن قلت تقليدا

ص: 91

فَنَقُول وَمن ذَاك الَّذِي قلدته فَإنَّا قد حكينا لَك فِيمَا سبق أَن أَئِمَّة الْمذَاهب يمْنَعُونَ التَّقْلِيد كَمَا يمنعهُ غَيرهم فِي مسَائِل الْفُرُوع فضلا عَن مسَائِل الْأُصُول فَإِن قلت قلدتهم أَو قلدت وَاحِدًا مِنْهُم وَهُوَ الَّذِي التزمت مذْهبه فِي جَمِيع مَا قَالَه من دون أَن تطالبه بِحجَّة فقد كذبت عَلَيْهِ وعللت نَفسك بالأباطيل فَإِن غَيْرك مِمَّن هُوَ أعلم مِنْك بمذهبه واعرف بنصوصه قد نقل عَنهُ أَنه يمْنَع التَّقْلِيد وَإِن قلت قلدت غَيره فَمن هُوَ ثمَّ كَيفَ سمحت لنَفسك فِي هَذِه الْمَسْأَلَة بخصوصها بِالْخرُوجِ عَن مذْهبه وتقليد غَيره وَبِالْجُمْلَةِ فَمن تلاعب بِدِينِهِ وبنفسه إِلَى هَذَا الْحَد فَهُوَ بالبهيمة أشبه وليت أَن هَؤُلَاءِ المقلدة قلدوا أئمتهم فِي جَمِيع مَا تقولوه فَإِنَّهُم لَو فعلوا ذَلِك لَزِمَهُم أَن يقلدوهم فِي مَسْأَلَة التَّقْلِيد وهم يَقُولُونَ بِعَدَمِ جَوَازه كَمَا عرفت سَابِقًا وَحِينَئِذٍ يقتدون بهم فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَلَا يتم لَهُم ذَلِك إِلَّا بترك التَّقْلِيد فِي جَمِيع الْمسَائِل فيريحون أنفسهم ويخلصونها من هَذِه الشبكة بالوقوع فِي حَبل من حبالها

ثمَّ نقُول لهَذَا الْمُقَلّد أَيْضا من أَيْن عرفت أَنه جَامع لعلوم الِاجْتِهَاد فَنَقُول لَهُ وَمن أَيْن لَك هَذِه الْمعرفَة يَا مِسْكين فَأَنت تقر على نَفسك بِالْجَهْلِ وتكذبها فِي هَذِه الدَّعْوَى وَلَوْلَا جهلك لم تقلد غَيْرك وَإِن قَالَ عرفتها بأخبار أهل الْعلم إِن إمامي قد جمع عُلُوم الِاجْتِهَاد

ص: 92

فَنَقُول هَذَا الَّذِي أخْبرك هَل هُوَ مقلد أَو مُجْتَهد فَإِن قلت هُوَ مقلد فَمن أَيْن للمقلد هَذِه الْمعرفَة وَهُوَ مقرّ على نَفسه بِمَا أَقرَرت بِهِ على نَفسك من الْجَهْل وَإِن قلت أخْبرك بذلك رجل مُجْتَهد فَنَقُول لَك من أَيْن عرفت أَنه مُجْتَهد وَأَنت مقرّ على نَفسك بِالْجَهْلِ ثمَّ نعود عَلَيْك بالسؤال الأول إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ ثمَّ نقُول للمقلد من أَيْن عرفت أَن الْحق بيد الإِمَام الَّذِي قلدته وَأَنت تعلم أَن غَيره من الْعلمَاء قد خَالفه فِي كل مَسْأَلَة من مسَائِل الْخلاف إِن قلت عرفت ذَلِك تقليدا فَمن أَيْن للمقلد معرفَة الْحق والمحقين وَهُوَ مقرّ على نَفسه بِأَنَّهُ لَا يُطَالب بِالْحجَّةِ وَلَا يَعْقِلهَا إِذا جَاءَتْهُ فمالك يَا مِسْكين وَالْكذب على نَفسك بِمَا يشْهد عَلَيْك بِبُطْلَانِهِ لسَانك بل يشْهد عَلَيْك كل مقلد ومجتهد بِخِلَاف دعوتك وَإِن قلت عرفت ذَلِك بِالِاجْتِهَادِ فلست حِينَئِذٍ مُقَلدًا وَلَا من أهل التَّقْلِيد بل التَّقْلِيد عَلَيْك حرَام فمالك تغمط نعْمَة الله عَلَيْك وتنكرها وَالله يَقُول {وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث} وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِن الله يحب أَن يرى أثر نعْمَته على عَبده وَأثر نعْمَة الْعلم أَن يعْمل الْعَالم بِعِلْمِهِ وَيَأْخُذ مَا تعبده الله بِهِ من الْجِهَة الَّتِي أمره الله بِالْأَخْذِ مِنْهَا فِي مُحكم كِتَابه وعَلى لِسَان رَسُوله صلى الله عليه وسلم وَتلك الْجِهَة هِيَ الْكتاب وَالسّنة كَمَا تقدم سرد أَدِلَّة ذَلِك وَهُوَ أَمر مُتَّفق عَلَيْهِ لَا خلاف فِيهِ وعَلى كل حَال فَأَنت بتقليدك مَعَ كونك قاصرا عَمَّن عمل فِي دين الله بِغَيْر بَصِيرَة وَترك مَا لاشك فِيهِ إِلَى مَا فِيهِ الشَّك وتستبدل

ص: 93

الْحق شَيْئا لَا تَدْرِي مَا هُوَ وَإِن كنت مُجْتَهدا فَأَنت مِمَّن أضلّهُ الله على علم وَختم على سَمعه وَقَلبه وَجعل على بَصَره غشاوة فَلم يَنْفَعهُ علمه وَصَارَ مَا علمه حجَّة عَلَيْهِ وَرجع من النُّور إِلَى الظُّلُمَات وَمن الْيَقِين إِلَى الشَّك وَمن الثريا إِلَى الثرى بل لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ هَذَا وَإِن كَانَ ذَلِك الْمُقَلّد يَدعِي إِن إِمَامه على حق فِي جَمِيع مَا قَالَه وَإِن كَانَ يقر أَن فِي قَوْله الْحق وَالْبَاطِل وَإنَّهُ بشر يُخطئ ويصيب وَلَا سِيمَا فِي مَحْض الرَّأْي الَّذِي هُوَ على شفا جرف هار فَنَقُول لَهُ إِن كنت قَائِلا بِهَذَا فقد أصبت وَهُوَ الَّذِي يَقُوله إمامك لَو سَأَلَهُ سَائل عَن مذْهبه وَجمع مَا دونه من مسَائِله وَلَكِن أخبرنَا مَا حملك أَن تجْعَل مَا هُوَ مُشْتَمل على الْحق وَالْبَاطِل قلادة فِي عُنُقك تلتزمه وَتَدين بِهِ غير تَارِك لشَيْء مِنْهُ فَإِن الْخَطَأ من إمامك قد عذره الله فِيهِ بل جعل لَهُ أجرا فِي مُقَابلَته كَمَا تقدم تَقْرِيره لِأَنَّهُ مُجْتَهد وللمجتهد أَن أَخطَأ أجر كَمَا صرح بذلك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأَنت من أخْبرك بأنك مَعْذُور من إتباع الْخَطَأ وَأي حجَّة قَامَت لَك على ذَلِك فَإِن قلت إِنَّك لَو تركت التَّقْلِيد وَسَأَلت أهل الْعلم عَن النُّصُوص لَكُنْت غير قَاطع بِالصَّوَابِ بِأَن يحْتَمل أَن الَّذِي أخذت بِهِ وَسَأَلت عَنهُ هُوَ حق وَيحْتَمل أَنه بَاطِل والمفروض أَنَّك

ص: 94

ستسأل عَن دينك فِي عباداتك ومعاملاتك عُلَمَاء الْكتاب وَالسّنة وهم أتقى لله من أَن يفتوك بِغَيْر مَا سَأَلت عَنهُ فَإنَّك إِنَّمَا سَأَلتهمْ من كتاب الله وَسنة رَسُوله صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِك الحكم الَّذِي أردْت الْعَمَل بِهِ وهم بل جَمِيع الْمُسلمين يعلمُونَ أَن كتاب الله وَسنة رَسُوله حق لَا بَاطِل وَهَذَا الْفَاصِل لَهُ وَلَو فَرضنَا أَن المسؤول قصر فِي الْبَحْث فأفتاك مثلا بِحَدِيث ضَعِيف وَترك الصَّحِيح أَو بِآيَة مَنْسُوخَة وَترك المحكمة لم يكن عَلَيْك فِي ذَلِك بَأْس فَإنَّك قد فعلت مَا هُوَ فرضك واسترويت أهل الْعلم عَن الشَّرِيعَة المطهرة لَا عَن آراء الرِّجَال وَلَيْسَ للمقلد أَن يَقُول كمقالك هَذَا فيزعم أَن إِمَامه أتقى لله من أَن يَقُول بقول بَاطِل لأَنا نقُول هُوَ معترف أَن بعض رَأْيه خطأ وَلم يَأْمُرك بِأَن تتبعه فِي خطئه بل نهاك عَن تَقْلِيده ومنعك عَن ذَلِك كَمَا تقدم تحريره عَن أَئِمَّة الْمذَاهب وَعَن سَائِر الْمُسلمين بِخِلَاف من سَأَلته عَن الْكتاب وَالسّنة فأفتاك بذلك فَإِنَّهُ يعلم أَن جَمِيع مَا فِي الْكتاب وَالسّنة حق وَصدق وَهدى وَنور وَأَنت لم تسْأَل إِلَّا عَن ذَلِك ثمَّ نقُول لَك أَيهَا الْمُقَلّد مَا بالك تعترف فِي كل مَسْأَلَة من مسَائِل الْفُرُوع الَّتِي أَنْت مقلد فِيهَا بأنك لَا تَدْرِي مَا هُوَ الْحق فِيهَا ثمَّ لما أرشدناك إِلَى أَن مَا أَنْت عَلَيْهِ من التَّقْلِيد غير جَائِز فِي دين الله أَقمت نَفسك مقَاما لَا تستحقه ونصبت نَفسك فِي منصب لم

ص: 95

تتأهل لَهُ فَأخذت فِي الْمُخَاصمَة وَالِاسْتِدْلَال بِجَوَاز التَّقْلِيد وَجئْت بِالشُّبْهَةِ الساقطة الَّتِي قدمنَا دَفعهَا فِي هَذَا الْمُؤلف فَهَلا نزلت نَفسك فِي هَذِه الْمَسْأَلَة الْأُصُولِيَّة الْعَظِيمَة المتشعبة تِلْكَ الْمنزلَة الَّتِي كنت تنزلها فِي مسَائِل الْفُرُوع فَمَا لَك وللنزول فِي منَازِل الفحول والسلوك فِي مسالك أهل الْأَيْدِي المتبالغة فِي الطول فَمَا هلك أمرؤ عرف قدر نَفسه فَقل هَهُنَا لَا أَدْرِي إِنَّمَا سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته فَنَقُول هَكَذَا سَيكون جوابك لمنكر وَنَكِير بعد أَن تقبر وَيُقَال لَك لَا دَريت وَلَا تليت كَمَا ثَبت بذلك النَّص الصَّحِيح وَإِذا كنت معترفا بأنك لَا تَدْرِي فشفاء العي السُّؤَال فسل من تثق بِدِينِهِ وَعلمه وإنصافه فِي مَسْأَلَة التَّقْلِيد حَتَّى تكون على بَصِيرَة وَلَو كَانَ إمامك الَّذِي تقلده حَيا لأرشدناك إِلَيْهِ وأمرناك بالتعويل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أول ناه لَك عَن التَّقْلِيد كَمَا عرفناك فِيمَا سبق وَلكنه قد صَار رهين البلى وَتَحْت أطباق الثرى فاسأل غَيره من الْعلمَاء الْمَوْجُودين وهم بِحَمْد الله فِي كل صقع من بِلَاد الْإِسْلَام فَالله سُبْحَانَهُ حَافظ دينه بهم وحجته قَائِمَة على عباده بوجودهم وَإِن

ص: 96