المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النسخ المعتمدة في هذه النشرة - أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم - المقدمة

[ابن القيم]

الفصل: ‌النسخ المعتمدة في هذه النشرة

‌النسخ المعتمدة في هذه النشرة

اعتمدنا في إخراج هذه النشرة على سبع نسخ قديمة من القرنين الثامن والتاسع، لم يسبق الرجوع إليها في طبعة أخرى من قبل. وقد راجعنا أحيانا نسختين متأخرتين أيضًا للاستئناس. وإليكم وصفها فيما يأتي:

1 -

نسخة المكتبة المحمودية (ح):

لم يصل إلينا من هذه النسخة القديمة الجيدة إلا المجلد الأول، وهو محفوظ في المكتبة المحمودية ضمن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، برقم 1452. عدد أوراقه 352، وفي كل صفحة 19 سطرا، وهو مكتوب بخط النسخ. وقد وقع اضطراب في ترتيب الأوراق في موضع واحد، وذلك أن الورقتين (4، 5) موضعهما الصحيح بعد الورقة (278) حسب الترقيم الموجود.

بداية النسخة بعد صفحة العنوان هكذا: «بسم الله الرحمن الرحيم. ربِّ يسِّر وأعن. الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارًا

». وانتهت بقول المؤلف بعد ما تمّ شرح كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري في القضاء: «فهذا بعض ما يتعلق بكتاب أمير المؤمنين رضي الله عنه من الحكم والفوائد، والحمد لله رب العالمين» . هذه النهاية توافق 2/ 165 من طبعة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله، فالظاهر أن النسخة الكاملة كانت في ثلاثة مجلدات.

لم يذكر الناسخ اسمه، ولكن قيّد تاريخ النسخ بقوله:«آخر المجلد الأول من كتاب «معالم الموقعين عن رب العالمين» . يتلوه إن شاء الله في

ص: 102

الثاني ذكر تحريم الإفتاء في دين الله بغير علم وذكر الإجماع على ذلك. وكان تكملته (في الأصل: «تكمتله» سبق قلم) بكرة نهار السبت تاسع عشر شهر جمادى الأولى من سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، والحمد لله أولا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، وصلواته على محمد وآله. وحسبنا الله وكفى». وهنا تنبيهان:

- الأول: أن لفظ «معالم» في هذه الخاتمة غيّره بعضهم ــ ولعله أحد أمناء المكتبة المحمودية في القرن الماضي ــ إلى «اعلام» ، وقد فعل ذلك في صفحة العنوان أيضا. وذلك أمر غير مقبول بلا شك، غير أنه يشكر في كلا الموضعين على أنه إذ حاول تغيير لفظ «معالم» ، لم يحرص على إخفاء معالم اللفظ، فهي لا تزال تلوح «كباقي الوشم في ظاهر اليد» !

- الثاني: أن «وسبعمائة» أيضا ليس بخط الناسخ، وإنما كشط ذلك البعض ما كان مكتوبًا بعد «سبعين» ، ثم كتب في موضعها «وسبعمائة» ذاهبًا بها خارج السطر. ومن المؤسف أن عمل الكشط هنا ذهب بالأصل تمامًا. وأول ما خطر ببالنا أن الأصل قد يكون «ثمانمائة» ، فغيِّر إلى «سبعمائة» للمغالاة في ثمن النسخة، ولكن مراجعة التقويم لم تصدِّق ذلك، فإن التاسع عشر من جمادى الأولى سنة ثمانمائة وافق يوم الاثنين، وفي سنة تسعمائة وافق يوم الأربعاء، والناسخ قد نصّ على يوم السبت. أما سنة سبعمائة فقد وافق أول جمادى الأولى فيها حسب التقويم يوم الاثنين، وذكر ذلك المقريزي أيضا في كتاب السلوك (4/ 345)، فيكون التاسع عشر موافقا ليوم الأحد، ولا يبعد أن يوافق في بلد الناسخ قبله بيوم حسب رؤية أهل البلد؛ وذلك يدل على صحة «سبعمائة» في النسخة. ولكن إذا كان ذلك هو

ص: 103

الثابت بخط الناسخ، فما الذي دعا المغيّر إلى تغييره، وماذا استفاد منه؟ يبدو من كتابة حرف النون من «سبعين» أن ناسخ الأصل مائل إلى الزخرفة، فلعله رسم «سبعمائة» على وجهٍ خيّل إلى صاحبنا أن غيره سيجد مشقة بالغة في قراءته، فرأى من النصح لرواد المكتبة المحمودية أن يبرزه بجلاء تام، فكشط أولا ما رسمه الناسخ، ثم أعاد كتابته بخطه.

أما صفحة العنوان فكتب فيها أولا اسم الكتاب: «كتاب معالم الموقعين» ، وغيّر صاحبنا لفظ «معالم» إلى «اعلام» ، كما سبق. ويليه اسم المؤلف هكذا:«للشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الحنبلي قدّس الله روحه الطاهرة، وأسكنه جنته الزاهرة، إنه ذو المنن الوافرة» .

وتحته بعد أسطر: «فرغ كاتبه من كتابته عام 773 هـ» . وهذه الجملة بخط صاحبنا.

والصفحة تحمل ثلاثة قيود تملك، وقيد مطالعة، وقيد وفاة بعض الشيوخ. ولم يظهر شيء منها بتمامه، فقد ذهب ببعض أجزائها الكشط أو لصق الورقة المحيطة بأطراف الصفحة. وفي وسطها: تقييد «سنة 1043» ، والتقييد نفسه نجده في الجانب الأيسر من الصفحة أيضا، وهو يحيل أن تكون سنة كتابة النسخة 1074 إن زعم زاعم. أضف إلى ذلك خط النسخة وأن التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1074 يوافق يوم الأربعاء، لا يوم السبت.

والقيد الوحيد الذي نجا من الطمس والإخفاء قيد مطالعة ورد في آخر النسخة بعد الخاتمة في سبعة أسطر في شكل هرم مقلوب، وكاتبه الشيخ

ص: 104

ابن العماد الحنبلي (ت 1089) صاحب «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» . ونصّه: «بلغ مطالعةً مطالعةَ تفهُّم، نسأل الله النفع والقبول. قاله عبد الحي بن أحمد ابن العماد الحنبلي» . ثم أرّخ مطالعته في سطرين خفيت كلمة أو كلمتان من آخرهما من أجل ورقة ألصقت فوق ورقة الأصل، ونصُّ ما كتب:«تمت مطالعته نهار الاثنين تاسع عشر من جمادى (الأولى) من شهور سنة ستٍّ وسبعين وألف (والحمد لله)» . قراءة آخر النص ظنية وقد يكون في الأصل أكثر من كلمتين. وفي قراءة التاريخ والشهر وجه آخر، وهو:«تاسع عشري جمادى الآخرة» ، فالرسم محتمل، ولم يظهر في آخر السطر الأول بعد «جمادى» إلا الألف واللام، فيحتمل الأولى والآخرة. والمرجِّح لقراءتنا أن التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1076 هو الذي يوافق يوم الاثنين. أما التاسع والعشرون من جمادى الآخرة، فهو موافق ليوم السبت.

وقد سبق أن ابن العماد أنجز تأليف كتابه شذرات الذهب سنة 1080، ونقل فيه من هذا المجلد في موضعين، سمَّى الكتاب في أحدهما «معالم الموقعين» . وتحمل حواشي النسخة بخطه عناوين بعض مباحث الكتاب وتنبيهات متفرقة.

النسخة واضحة، وأخطاؤها قليلة، وقد عنيت عمومًا بضبط الألفاظ والدلالة على إهمال الحروف بوضع علاماته. وقد قوبلت على الأصل المنتسخ منه، فاستدرك في طرّتها بعض ما وقع في النسخ من السقط والغلط. ويظهر أن بعضهم عارضها بنسخة أخرى، ثم قيّد فروقًا على طرة هذه مع علامة صح، ووضع في الأصل علامة اللحق، كأنه ساقط منه، بل

ص: 105

تجرّأ في مواضع على إصلاح المتن بزعمه. ومن أمثلة ذلك:

- في ق (48/ب): «وصحة الفهم نور يقذفه الله سبحانه في قلب العبد يميز به بين الصحيح والفاسد

والغي والرشاد. ويُمِدُّه حسنُ القصد، وتحرِّي الحق، وتقوى الربِّ في السرِّ والعلانية. ويقطع مادَّتَه اتباعُ الهوى، وإيثارُ الدنيا

».

رأى هذا الشخص في نسخة أخرى: «ويعينه على حسن القصد» ، فوضع علامة اللحق بعد لفظ «الرشاد» ، وكتب في الحاشية:«ويعينه على» مع علامة صحـ! وكذلك رأى فيها: «ويقطع ما فيه» ، فضرب على الدال في نسختنا، وأصلح ما بعده ليقرأ «ما فيه» .

- في ق (52/أ): «فالمرأتان في الشهادة كالرجل الواحد» ، فحكّ الكاف واللام من «كالرجل» ، والألف واللام من «الواحد» ، ليقرأ:«كرجل واحد» .

- في ق (224/ب): «في إعطاء الأخت مع البنت وبنت البنت» ، فغيّر كلمة البنت الثانية إلى «الابن» ، فصارت «بنت الابن» .

- في ق (237/أ) جاءت كلمة «المعاوضين» ، فأصلحها:«المتعاوضين» .

ولكن هذه التغييرات حصلت ــ والحمد لله ــ بطريقة تجعل الكشف عنها سهلا، فلا ينخدع بها القارئ المتمهل.

2 -

نسخة تكيّة الخالدية ببغداد (ع):

هكذا مرسوم في ختم التكية، ويقال لها «التكية الخالدية» بالوصف

ص: 106

أيضًا. ومعنى الإضافة أنها تكية الخالديين، أي مريدي الشيخ خالد النقشبندي (ت 1242). وقد احتضنت إحدى حجرات التكية مكتبة قيمة تشتمل على موقوفات إبراهيم فصيح الحيدري صاحب «عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد» (1235 - 1299) وغيرها. (انظر دراسة الدكتور عماد عبد السلام رؤوف عن التكية المذكورة في صفحته على الفيس بوك). ولما نقلت بقاياها إلى مكتبة مديرية الأوقاف العامة ببغداد كانت منها هذه النسخة، وهي محفوظة فيها برقم 2805. ونشكر الدكتور ماهر الفحل على تصوير هذه النسخة والنسخ العراقية الأخرى.

بداية النسخة: «بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتي. الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا» . وهي مخرومة الآخر، وتنتهي بقول المؤلف في المثال السادس والخمسين من ردّ السنن:«عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلِّم» . لا سبيل إلى معرفة مقدار هذا النقص، ولكن الغالب أنه لا يكون كبيرا. ونهاية النسخة هذه توافق (2/ 358) من طبعة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، فهي تشتمل على نحو النصف من الكتاب، وكأنها المجلد الأول منه، فإن معظم نسخ الكتاب إما في ثلاث مجلدات أو في مجلدين. ولكن هذه النسخة غريبة التقسيم، فإنها تضمّ ثلاث مجلدات:

- المجلد الأول (ق 1 - 97).

- المجلد الثاني (ق 98 - 215/أ).

- المجلد الثالث (ق 215/ب -316).

ومقتضى هذا التقسيم أن يتمّ الكتاب في ستة مجلدات. وقد افتتح

ص: 107

الناسخ كل مجلد من هذه بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتي» . وقال في خاتمة المجلد الثاني: «آخر المجلد الثاني من كتاب أعلام الموقعين من (كذا) رب العالمين. ويتلوه في الثالث قوله: وأما قوله: وسوّى بين الرجل والمرأة في العبادات» . ولكن لا توجد مثل هذه الخاتمة في المجلد الأول، فقد انتهى بقول المؤلف:«وقال عمر لأبي موسى: الفهم الفهم» ، ثم بدأت الورقة التالية بعد البسملة و «به ثقتي» بقول المؤلف: «فصل قالوا: وما يبين فساد القياس وبطلانه

».

لا يعرف اسم كاتب النسخة ولا تاريخ كتابتها، ولعل نقص آخرها ذهب بهما، ولكن خطها يدل على أنها من القرن الثامن أو التاسع. وقد ضاعت منها الورقة الأولى التي تحمل عنوان الكتاب واسم مؤلفه. أما الورقة التي حلّت محلّها فهي تتضمن ستة قيود من قيود التملك، وأهمها ما نصُّه:

«الحمد لله. هذا الكتاب المسمى باَعلام المُوَقِّعين عن رب العالمين. دخل في ملك الفقير الحقير احمد بن عبد الله بن فدوش (أو فيروش) بن علي الشهير بابن

عفى (كذا) الله عنهم بمنّه وكرمه. وكان ذلك في حدود سنة 995. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (كذا مكررًا)». وهنا تنبيهات:

- ضبط لفظ «اَعلام» في عنوان الكتاب بفتح أوله.

- شطب بعضهم الهمزة من «احمد» ، وزاد ميما في أول الاسم ليقرأ «محمد» .

شطب الشين من اسم جدّ الكاتب، وكتب زايًا قبلها ليقرأ «فيروز» .

ص: 108

وفوق هذه العبارة: «اَعلام الموقعين لابن القيم» ، وفي هذا النص أيضا ضبط «اَعلام» بفتح أوله. وبحذائه بعد بياض قيدُ تملّك:«ملك براهيم بن جديد» ، والقيد نفسه وارد في ق 269/أ. وبراهيم بن جديد أحد علماء الزبير، توفي سنة 1232

(1)

.

وتحت العبارة قيد ثالث ونصُّه: «مما منّ الله به تعالى على عبده فقير رحمة

الكريم الجليل أحمد بن عبد الله العقيل

». قد تكون كلمة بعد «رحمة» خفيت تحت الورقة التي ألصقت عند ترميم النسخة، فيكون الأصل مثلا:«رحمة ربه» ، وقد لا تكون. ثم يحتمل أن تقرأ «آل عقيل» . ولعل المذكور هوالشيخ أحمد بن عبد الله بن عقيل المتوفى سنة 1234. وهو من آل عقيل من قبيلة عنزة، وكان رحل إلى الزبير، وقرأ هناك على فقهاء الحنابلة. ولفظه في هذا التملك يشبه لفظه في آخر إجازته لتلميذه الشيخ عبد الرزاق بن سلوم: «كتبه فقير رحمة ربه الجليل العلي أحمد بن عبد الله آل عقيل الحنبلي

». انظر ترجمته في «علماء نجد خلال ثمانية قرون» لابن بسام (1/ 485 - 487).

ويليه قيدٌ رابع طمس منه اسم المشتري وتاريخ الشراء. وبجانبه قيد خامس: «ملكه الأقل فهد بن أحمد السواط» ، وقد ورد أيضًا بهذا اللفظ في آخر النسخة.

وعن يسار العبارة المذكورة قيد سادس وهو الأخير: «انتقل إلى الفقير إبراهيم فصيح الحيدري» ، وهوصاحب «عنوان المجد» كما سبق. ثم في

(1)

ترجمته في «علماء نجد» للبسام (1/ 423).

ص: 109

أسفل الصفحة ختمٌ نقشُه: «وقف المرحوم إبراهيم فصيح الحيدري على تكية الخالدية» ، وهذا الختم وارد في صفحات عديدة من النسخة، انظر مثلا الأوراق (66، 95، 124، 134، 184، 197).

ذكر في فهرس الأوقاف (2/ 101) أن النسخة في 320 ورقة. وقد سقطت ورقة واحدة منها وهي ق 263، فأكملت بخط حديث في ورقتين، وسقطت الورقتان 271 - 272 أيضًا، فاستدركت مادتهما في ورقتين ملحقتين. وصورة النسخة التي بين أيدينا مضطربة الترتيب وتنقصها الورقة 95، ولعلها سقطت في التصوير. أما عدد الأسطر في كل صفحة، فهي في الغالب 23 سطرًا، لكنها في بعض الصفحات بلغت 24، أو 27 سطرًا. وفي صفحة 15 سطرًا فقط. انظر الأوراق (214، 215، 216). ولعل كاتب النسخة لم يكن من النساخ المحترفين، يدل على ذلك الاضطراب في طول الأسطر والمسافة فيما بينها.

وقد عني الناسخ بضبط بعض الألفاظ، ومن أهمها قول المؤلف في أول الكتاب:«إذا أبدى لهم الدليل ناجِذَيْه طاروا إليه زَرافاتٍ ووُحْدانا» (4/ب). وقد تصحفت «ناجذيه» في جميع النسخ المطبوعة إلى «بأُخْذته» . وعني كذلك بالإصلاح في نسخته مع التنبيه على ما في أصله المنقول منه. ومن أمثلة ذلك:

- أثبت في المتن في ق 85/أ: «لا إلى القياس والآراء» ، ونبّه في الحاشية على أن «في الأصل: القياسين».

- في ق 89/أ: «قال نفاة القياس» . وذكر في الحاشية أن «في الأصل: قالوا» .

ص: 110

- في الورقة نفسها: «قتل الخطأ شبه العمد» ، وقال في الحاشية:«في الأصل: قتيل» .

- في ق 103/ب: «فله أن يطلق في المجلس وبعده» . وقال في الحاشية: «في الأصل: قبل المجلس» .

- في ق 120/ب: «والشارع والواقف لم يمنعاه منه» . وقال في الحاشية: «في الأصل: ولم يمنعه» .

- في ق 129/ب: «وهو ثلاثة أقسام

فأما القسم الأول». وقال في الحاشية: في الأصل: النوع». يعني موضع القسم.

وقد انفردت هذه النسخة بالصواب في مواضع وقع التحريف فيها في النسخ الأخرى كلها، ومنها أجود النسخ. ومن ذلك قول المؤلف:«فيا للقياس الفاسد الباطل، المناقض للدين والعقل، الموجِب لهذه الأقوال التي يكفي في ردِّها تصوُّرُها، كيف استجاز المستجيز تقديمها على السنن والآثار!» . في النسخ الأخرى جميعا: «المتناقض للدين» ، و «تقديمك» وهذا الأخير تحريف عجيب!

لم أجد في النسخة علامات المقابلة على الأصل المنقول منه، ولكن في طررها تصحيحات كثيرة متنوعة بخطوط مختلفة، ومنها تصحيحات قياسية فوقها حرف الظاء، يعني: الظاهر أن الصواب كذا، وأكثرها أخطاء واضحة من سبق القلم ونحوه، مثل «مع العدل» في مكان «محض العدل» ، و «اصحاب الحال» بدلا من «استصحاب الحال» . وفي النسخة حواش تدل على مقابلتها على بعض النسخ، وقد استدركت الأسقاط مع علامة صحـ في آخرها، ومع ذلك قد بقيت في النسخة أخطاء كثيرة. ولاحظنا أن متن النسخ

ص: 111

المطبوعة أقرب إلى هذه النسخة منه إلى غيرها.

3 -

نسخة جامعة برنستون (س):

هذه النسخة من مجموعة جاريت (قسم يهودا) ومحفوظة في مكتبة جامعة برنستون برقم 4561، كما في فهرس ماخ (ص 84). وقد صوّرتها لنا مشكورةً مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض. وهي نسخة نفيسة من المجلد الأول للكتاب، وكتبت بخط نسخي جميل في القرن الثامن أو التاسع، وهي قليلة الأخطاء، ولكنها ناقصة، فلم يبق منها إلا سبعة عشر كراسًا، بل ضاعت ورقتان من الكراس السابع عشر أيضا، وانتهت بقول المؤلف وهو يذكر النوع الثاني من أنواع الاستصحاب: «

فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسمِّ على غيره. لما كان الأصل». وذلك يوافق 1/ 339 من طبعة الشيخ محمد محيي الدين، فالنسخة تشتمل على أقل من ربع الكتاب.

ذكر ماخ في فهرسه أن النسخة في 168 ورقة، غير أن ترقيم المكتبة شمل ورقة قبل الأصل وأخرى بعده، فبلغ 170 ورقة. وقد سقطت ورقة بعد الورقة التاسعة قديما قبل وصول النسخة إلى أيدي الأجانب، ونبّه على ذلك بعض قراء النسخة في أعلى الورقة العاشرة بقوله:«هنا خرم في النسخة، فليتفطن له ويراجع» . أما عدد الأسطر في كل ورقة، فهو في الأوراق الأولى سبعة عشر سطرًا، ثم بدأ يتفاوت، ففي كثير من الأوراق 19 سطرا، وفي بعضها 18 أو 17 أو 20 إلى أن صارت في (ق 168/أ) 27 وفي (ق 168/ب) 29 سطرًا!

ورد عنوان الكتاب واسم مؤلفه في صفحة العنوان على هذا الوجه: «الجزؤ (كذا) الأول من «معالم الموقعين عن رب العالمين» تأليف الشيخ

ص: 112

الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام مفتي الأنام أوحد المفسرين رُحْلة الراغبين أوحد العلماء العاملين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي بكر بن أيوب بن جرير بن سعد الشهير بابن قيم الجوزية الحنبلي رحمه الله تعالى بمنّه وكرمه»، وبعده:«آمين» ثلاث مرات. وهنا تنبيهان:

أولا: ذكر في نسب المؤلف: «جرير» . والمعروف: حريز، بالحاء المهملة في أوله وبالزاي في آخره.

ثانيا: يدل هذا النص على أن سعدًا جدّ أيوب، والذي أجمعت عليه كتب التراجم أنه والد أيوب، فلعل ما وقع هنا من سبق القلم.

وعن يسار هذه العبارة قيدان للمطالعة، وقيد في الورقة التي سبقت صفحة العنوان أيضا، ولكن لم يذكر أحد من المطالعين اسمه.

وقد ذكر في بداية النسخة اسم المؤلف مشفوعًا بالألقاب السابقة نفسها مع حذف نسبه هكذا: «بسم الله الرحمن الرحيم، ربِّ يسِّر. قال الشيخ الإمام

محمد بن الشيخ الصالح أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية الحنبلي قدّس الله روحه: الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا

».

قوبلت النسخة على أصلها، يعرف ذلك من الدوائر المنقوطة والاستدراكات وعبارة «بلغ مقابلة» التي كثيرًا ما نراها بخط الناسخ في نهاية الكراسات. وقد قابلها بعض المطالعين أيضًا على نسخة أخرى، ومعظم ما استدركه عبارات سقطت لانتقال النظر. انظر مثلا:(ق 117، 118، 120، 153، 159)، وعدم اكتشاف شيء منها في مقابلة الناسخ يدل على أنها كانت ساقطة من أصله أيضًا. وقد اهتم الناسخ بالضبط ووضعِ علامة الإهمال فوق حرف السين خاصة.

ص: 113

4 -

نسخة أحمد الثالث (ت):

هذه النسخة محفوظة في مكتبة أحمد الثالث ضمن متحف طوب قابي سراي برقم 1120. وهي في 358 ورقة، وفي كل صفحة 21 سطرًا. ليس فيها صفحة العنوان بخط الناسخ، ولا خاتمة تتضمن اسمه وتاريخ النسخ، غير أنها نسخة قديمة من القرن الثامن أو التاسع، وخطها نسخي جميل مع العناية بالضبط وعلامات الإهمال. والبلاغات والاستدراكات بخط الناسخ تدل على مقابلتها على أصلها.

وقد بدأت النسخة بعد «بسم الله الرحمن الرحيم، وهو حسبي» بقول المؤلف: الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا

». وانتهت بقوله في آخر أمثلة ردّ السنن الصحيحة: «وإنما يؤتى من يؤتى من قبل فهمه وتحكيمه آراء الرجال وقواعد المذهب على السنة، فيقع الاضطراب والتناقض والاختلاف. والله المستعان» . وذلك يوافق (3/ 14) من طبعة الشيخ محمد محيي الدين، ويليه فصل تغير الفتوى واختلافها بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والعوائد. فهذه النسخة تشتمل على النصف الأول من الكتاب، والنصف الآخر قد ضمّه المجلد الثاني المفقود.

لا تحمل النسخة إلا قيدًا واحدًا في ورقة إضافية في آخر النسخة، وهو قيد تملُّك نصُّه: «الحمد لله الخفيِّ لطفُه. ملكه من فضل الله تعالى فقيرُ عفو الله تعالى محمد بن (أبي) بكر بن علي بن صالح

بن سلامة الحنبلي، عامله الله تعالى بلطفه الخفي، ودبّره بحسن تدبيره، (وختَم) له بخير وعافية بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم في القاهرة في سنة اثنين وثمانين وثمان مائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام». وهنا تنبيهات:

ص: 114

- ما بين القوسين لم يتضح كاملًا في الصورة.

- بعد «صالح» كلمة لم تظهر في الصورة.

قول الكاتب: «بجاه سيدنا» لا يجوز شرعًا.

قوله: «وسلّم» سبق قلم.

ويبدو أن محمد بن سلامة هذا كان حسن الخط، لهجًا بالمشْق. وهوالذي زاد بعد قول المؤلف:«والله المستعان» في آخر هذا المجلد: «والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم، وحسبنا الله ونعم الوكيل» .

ولما رأى أن صفحة العنوان من النسخة قد ضاعت أضاف ورقة، ومشق عليها بعنوان الكتاب واسم مؤلفه بحيث ملأ الصفحة، وهذا ما أمكن قراءته فإن الصورة غير واضحة في مواضع: «الحمد لله الكافي الشافي. الجزء الأول من أعلام الموقعين عن ربّ العالمين، تأليف الشيخ الإمام العلامة الحافظ

ابن القيم الجوزية (كذا) رحمه الله تعالى. والحمد الله وحده، وصلاته على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. كتبه محمد بن سلامة الحنبلي

».

هذه النسخة جميلة الخط كما قلنا، ولكنها في الصحة مقاربة لنسخة تكية الخالدية (ع).

5 -

النسخة الثانية من المكتبة المحمودية (ف):

هذه النسخة محفوظة في المكتبة ضمن مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة برقم 1467. وهي بخط نسخي واضح في 258 ورقة،

ص: 115

كتبها ناسخان: أحدهما ــ ولا نعرف اسمه ــ كتب 85 ورقة، والأسطر فيها تتراوح بين 22 و 27 سطرا في كل صفحة. أما في سائر النسخة فالغالب فيها 23 سطرا في كل صفحة. وناسخ هذا القسم محمد بن قرشي، وقد ذكر اسمه في آخر الكتاب في أبيات له من الرجز المزدوج، وضمّنها اسم من أمره بكتابة النسخة وتاريخ النسخ أيضا. ونصُّها:

«لكاتبه

الحمد للإله ذي الآلاء

في حالة السرّاء والضرّاء

والشكر للمولى كما قد أنعما

من فضله مصلّيًا مسلِّما

على النبي الهاشمي الهادي

وآله وصحبه الأنجاد

وبعد ذا قد تمَّ هذا السفر

في رجب الأصبّ نِعْمَ الشهر

في عشره الأخيرة البواقي

من فضل مولانا الكريم الباقي

في عام أربعٍ أُتِمَّ خطّا

من قبلها عشرٌ فخذه ضبطا

ومائتين قبلها ألفٌ عددْ

من هجرة المبعوث بالقول الرَّشَد

كتبتُه فخطُّه جليُّ

بأمر من حاز (عُلًا عليُّ)

نجل الإمام العالم النحرير

ذي الفهم والإدراك والتقرير

مجدّد الدين ومحيي السنّه

ومن به كانت علينا المنّه

شيخ الشيوخ مُنية الطلاب

محمد بن عابد الوهاب

أسكنه الله فسيح عدْن

فإنه ذو نعمة ومنّ

فكم هدى الله به من أمهْ

فسَعْدَ من فاز به وائتمَّه

على يد الفقير والمحتاج

محمد بن قرشي الراجي

غفران مولاه لما قد سلفا

من ذنبه الماضي وما قد خلفا

ص: 116

هذا وصلّى الله ما برقٌ بدا

على النبي الهاشمي أحمدا

وآله وصحبه الكرام

والحمد لله على التمام»

ما بين القوسين مطموس عمدًا، ولم يظهر منه إلا التنوين، ولعل الكلمة الأولى كما قدّرت. أما الكلمة الثانية التي دلّت عليها قافية البيت فلا ريب فيها. والأبيات تدل على أن هذه النسخة تمت كتابتها في العشر الأخير من شهر رجب سنة 1214، ونسخها محمد بن قرشي بأمر الشيخ علي بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله. والشيخ علي كان أشهر أبناء الشيخ، وبه كان يكنى. وكان عالمًا جليلًا ورعًا. وقد نُقل بعد استيلاء إبراهيم باشا على الدرعية سنة 1233 فيمن نقل من آل سعود وآل الشيخ إلى مصر، وتوفي هناك سنة 1245. وكان الشيخ علي قد حجّ سنة 1213، وكتبت هذه النسخة له في سنة 1214

(1)

.

أما الناسخ محمد بن قرشي، فلم أقف على ترجمته، ولكن أبياته تدل على حبِّه للشيخ محمد بن عبد الوهاب وتقديره لجهوده في إصلاح الأمة وإحياء السنة وتجديد معالم الدين.

النسخة خالية من ورقة العنوان بخط الناسخ، وبدايته بعد البسملة ودعاء «ربِّ يسِّر وأعِن يا كريم» بقول المؤلف:«الحمد لله الذي خلق خلقه أطوارا» . ونهايته بقول المؤلف بعد الفراغ من شرح كتاب عمر: «فهذا بعض ما يتعلق بكتاب أمير المؤمنين رضي الله عنه من الحكم والفوائد، والحمد لله رب العالمين» .

(1)

انظر ترجمته في كتاب «علماء نجد خلال ثمانية قرون» (5/ 284 - 286).

ص: 117

وتليها خاتمة الناسخ، ونصُّها:«وليعلم أن هذا آخر المجلد الأول من كتاب معالم الموقعين، يتلوه إن شاء الله في الثاني ذكر تحريم الإفتاء في دين الله بغير علم وذكر الإجماع على ذلك. وحسبنا الله وكفى، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين» .

هذه النسخة أقرب إلى نسخة المحمودية الأولى (ح)، ويشبه أن تكون منقولة منها، ولكنهما تفترقان أحيانا. والبلاغات والتصحيحات تدل على أنها قوبلت على الأصل. والنسخة تحمل في حواشيها ــ وبخاصة في قسم الناسخ الأول ــ تعليقات في ضبط بعض الكلمات وتفسيرها، وعناوين بعض المباحث، وما إلى ذلك.

6 -

نسخة ابن اللحام (د):

توجد هذه النسخة في مكتبة الشيخ محمد بن إسحاق آل الشيخ لدى ورثته، وصورة منها في دارة الملك عبد العزيز بالرياض برقم 2751، ونشكر أخانا الأستاذ أيمن الحنيحن على تصويرها لنا، فجزاه الله خيرًا. ناسخها العالم الحنبلي المشهور أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عباس البعلي المعروف بابن اللحام، وقد كتب في آخر النسخة بخطه: «آخر الجزء الثاني من كتاب معالم الموقعين عن رب العالمين، يتلوه في الجزء الثالث إن شاء الله تعالى:(فصل: قال أرباب الحيل). أنهاه كتابةً مالكُه العبد الفقير إلى الله تعالى الذليل الحقير أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عباس البعلي مولدًا ومنشأً الحنبلي مذهبًا، غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. وذلك في الحادي عشر من شهر ربيع الآخر من سنة تسع وسبعين، أحسن الله خاتمتها بخير وعافية. وصلى الله على

ص: 118

سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم».

ومما يلاحظ هنا أنه يسمي الكتاب «معالم الموقعين» . والمقصود بسنة «تسع وسبعين» : تسع وسبعين وسبع مئة، فإنه وُلد بعد 750 وتوفي سنة 803. وفي قاعدة فهرسة المخطوطات بدارة الملك عبد العزيز أخطأ المفهرس فقرأ تاريخ النسخ «تسع وسبع مئة» فأبعد النجعة، وبنى عليه فقال في وصف النسخة: «منسوخة في حياة المؤلف»، مع أن بداية النسخة بخط الناسخ: «قال شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية تغمده الله تعالى برحمته». وعلى صفحة العنوان بخط الناسخ عند ذكر المؤلف: «قدَّس الله روحه ونوَّر ضريحه برحمته وكرمه» . ومثل هذا الدعاء لا يدعى به إلا بعد وفاة الشخص.

والواقع أن الكتاب لم يكن له وجود في سنة 709 ولا كان ابن اللحام موجودًا آنذاك، فالكتاب كما ذكرنا سابقًا ألَّفه ابن القيم بين سنتي 732 و 738، ووُلد ابن اللحام بعد 750. فالصواب في تاريخ النسخ سنة 779، وكثيرًا ما يُحذف عدد المئة من السنوات لظهوره.

وعلى صفحة العنوان بعد ذكر المؤلف بألقابه والدعاء له قيدُ تملُّكٍ، وعبارته:«ثم ملكه الحقير محمد بن محمد الصيرفي» . وتملُّك آخر وهو: «ثم ملكه عبد الله مزبد بن المسبل بن عبد الله أحمد» . ولم يذكر التاريخ. وعلى يمينه قيد تملك آخر مع الختم، وأُلصِقت به ورقة صغيرة فلم يظهر منه إلّا كلمات قليلة.

وفي أعلى الصفحة إلى اليسار مكتوب بالحمرة: «في ملك عبده الضعيف إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد» . وهو ابن حفيد

ص: 119

الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد توفي سنة 1319 كما في «الأعلام» (1/ 295). وكانت قبل ذلك عند والده، فقد كتب في أعلى الورقة 3/أ:«ملك الشيخ الوالد عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى» ، وانتقلت إلى ابنه الشيخ إسحاق بالوراثة كما كتبه بخطه في أعلى الورقة 1/ب:«في ملك العبد الضعيف إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن من القسمة الشرعية» ، وكذلك في الورقة 75/ب:«في ملك الفقير إلى الله إسحاق بن عبد الرحمن من نصيبه من القسمة الشرعية» . ثم كانت في ملك ابنه محمد بن إسحاق، ومنه آلت إلى ورثته.

والنسخة مصححة ومقابلة على الأصل كما يظهر من الاستدراكات والتصحيحات بهوامشها، وذكر في آخرها: «بلغ مقابلة صحيحة حسب الإمكان على نسخة نقلت من خط الـ[مؤلف]، وقرئ عليَّ بعضُها

في تاريخ سلخ شهر .... » ذهبت بعض الكلمات بذهاب قطعة من أطراف الورقة، فلم نتمكن من معرفة التاريخ والعالم المقروء عليه. وعلى هوامش النسخة ذكر عناوين بعض المسائل والفوائد بالحمرة، وهو من أحد القراء.

عدد أوراق هذه النسخة كما رقّمها المفهرس 294 ورقة، وبعد المراجعة والتدقيق فيها ظهر أن الصواب 313 ورقة. وفي كل صفحة 21 سطرًا. والنسخة تامة، وقد وقع اضطراب في ترتيب الأوراق بعد الورقة 157 (من الترقيم القديم) فأصلحنا ترتيبها.

وعلى هوامش النسخة تصحيحات واستدراكات بخط الناسخ، وإشارات إلى المقابلة على الأصل بعد كل عشر ورقات بقوله:«بلغ مقابلة» انظر الورقة 9/ب، 19/ب، 29/ب، 38/ب، 48/ب. وفي 51 /ب:

ص: 120

«بلغ مقابلة صحيحة إن شاء الله» . وهكذا إلى آخر النسخة. كما أن هناك تصحيحات بقلم متأخر غير الناسخ، انظر مثلًا الورقة 3/ب، 27/ب، 29/ب، 41/أ وغيرها. وكتب هذا المتأخر في الورقة 9 ب:«بلغ مطالعةً وفهمًا حسب الطاقة ولله الحمد» . وفي الورقة 26/ب، 42/ب، 50/أ، 58/ب وغيرها:«ثم بلغ كذلك» .

والنسخة في مجملها جيدة، قليلة الأخطاء والسقط، بخط عالم مشهور، مقابلة على أصل منقول من خط المؤلف، وتحتوي على الثلث الثاني من الكتاب. ولا نعرف شيئًا عن الجزئين الأول والثالث من هذه النسخة.

7 -

نسخة الأزهر (ز) و (خز):

هذه النسخة في المكتبة الأزهرية برقم [563 فقه عام، 8719]، وتحتوي على النصف الثاني من الكتاب. تبدأ بقوله:«فصل في تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد» ، وتنتهي بنهاية الكتاب

(1)

، إلَّا أن الأوراق (252 - 264) من آخرها المرموز لها بـ (خز) كتبت بخط حديث لم يُذكَر اسم كاتبه، بل اقتصر على قوله:«وهذا آخر الكتاب على التمام والكمال بقدرة العزيز الوهاب، والحمد لله المولى الديان المنعم بالفضل والامتنان، ورحم الله كاتبيه وقارئيه والناظر فيه بالمطالعة والخير ومصنِّفه رحمةً واسعةً إلى يوم المعاد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، آمين يا رب العالمين» .

(1)

كانت النسخة المصورة لدينا ناقصة من الأخير أكثر من ستين ورقة، ونشكر الأخ الفاضل صالحًا الأزهري على تصوير هذا الجزء الناقص.

ص: 121

وذُكر في فهرس المكتبة (3/ 7) أنها كتبت سنة 950، وهو خطأ، فالنسخة أقدم منها كما يظهر من الخط والورق. وقد منَّ الله علينا بالعثور على الأوراق العشرة الأخيرة من أصل النسخة ضمن المخطوطات الأصلية في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، مجهولة العنوان والمؤلف، محفوظة برقم [4143]

(1)

، وهي تكملة النسخة الأزهرية (بعد الورقة 251)، وتبيِّن تاريخ النسخ واسم الناسخ، فقد جاء في آخرها:«نجزت هذه المجلدة والتي قبلها على يد أفقر عباد الله وأحوجهم إلى رحمته، المعترف بالزلل والتقصير، الراجي عفو اللطيف الخبير، المسكين الضعيف محمد بن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحيم بن علي بن حاتم بن عمر بن يوسف بن أحمد بن محمد الحراني أصلًا البعلي مولدًا ثم الطرابلسي منشأً ومسكنًا الأنصاري الحنبلي، عفا الله تعالى عن ذنوبه وعن سائر المسلمين، ورحم الله والديه وأموات المسلمين. ووافق الفراغ من نسخ ذلك لنفسه في يوم الجمعة الغرَّاء قبل الصلاة في السادس والعشرين من شهر صفر المبارك من عام تسعين وسبع مئة، أحسن الله تعالى خاتمته، وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا. حسبنا الله ونعم الوكيل» .

لم نجد ترجمة الناسخ في المصادر التي رجعنا إليها، ويبدو أنه عالم اعتنى بكتابة هذه النسخة وضبطها وإبراز الفصول والفقرات الجديدة فيها، وهي صحيحة متقنة نادرة الخطأ والسقط، مقابلة على الأصل المنقول منه، كما ذكر ذلك الناسخ في آخرها بقوله: «عُورض بالأصل المنقول منه، فصح

(1)

اكتشفها أخونا المحقق علي بن محمد العمران.

ص: 122

حسب الطاقة وبالله المستعان». وآثار المقابلة ظاهرة من الاستدراكات والتصحيحات الموجودة في هوامش النسخة، وكتابة «بلغ مقابلة» بعد نهاية كل عشرة أوراق من النسخة. وقد كتبها الناسخ في مجلدين كما ذكر، ولم يبق منهما إلّا الثاني، ولا نعرف مصير المجلد الأول.

وكتب على صفحة العنوان: «كتاب أَعلام الموقعين» هكذا بكتابة الهمزة المفتوحة على الألف، وقد أشرنا إلى ذلك فيما مضى، وبيَّنا أنه مغيَّر عن «معالم الموقعين» ، وقد أثبت الناسخ بعد كل عشرة أوراق عنوان الكتاب في الركن الأيسر من الورقة بقوله:«الثاني من معالم الموقعين» و «الثالث من معالم الموقعين» وهكذا إلى آخر النسخة، مما يدلُّ على أنه كان العنوانَ المثبت بخطّ الناسخ والعنوانَ الموجود في الأصل المنسوخ منه.

وعلى صفحة العنوان قيد تملك بقوله: «من ودائع الدهر عند أفقر الورى وأحوجهم إلى رحمة ربه الغني الماجد، محمد الغزي الحنفي والد (؟) الحسيني العمري، غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين أجمعين» . وكتب فوقه «256» ، ولعل المقصود به سنة 1256 التي تملك فيها هذه النسخة. ولم نتمكن من معرفة الغزي هذا.

8 -

نسخة الجمعية الآسيوية (ك) و (خك):

هذه النسخة في ثلاثة مجلدات، وكانت عند الأستاذ هدايت حسين، ومنه آلت إلى مكتبة الجمعية الآسيوية بكولكاتا (الهند) برقم [587، 588]. وفي آخر المجلد الثاني منها: «وافق الفراغ من نسخه في مستهلّ جمادى الآخرة من شهور سنة أربع وسبعين وسبع مائة، على يد العبد الفقير

ص: 123

إلى الله تعالى محمد بن محمد الواسطي ثم المقدسي الشافعي، عفا الله عنه وعن والديه وعن جميع المسلمين، آمين». ولم نجد ترجمة الناسخ في مظانها.

والمجلد الأول منها 129 ورقة، والثاني 218 ورقة، والثالث 247 ورقة كما في فهرس المكتبة (1/ 290). ولم نتمكن إلا من تصوير المجلد الثالث منها، وقد صوَّرها لنا الأستاذ محمد ذكي المدني، فله منا جزيل الشكر. وهذا المجلد يبدأ بقوله: «فصل. ومن هذا الباب الحيلة السريجية التي حدثت في الإسلام بعد المئة الثالثة

»، وينتهي بنهاية الكتاب.

والنسخة بخط نسخي جميل، خطّ الناسخ المذكور إلى الورقة 106، ثم بخط ناسخ آخر قديم إلى الورقة 237، ثم بخط حديث من الورقة 238 إلى 247. وهذه الأوراق الأخيرة رمزنا لها بـ (خك).

ومع أن هذه النسخة قديمة وبخط جميل، إلّا أنها كثيرة الخطأ والتحريف، وقد أشرنا إلى بعضها في الهوامش، وذكرنا من الفروق ما له وجه، وتغافلنا عن سائرها.

9 -

نسخة مكتبة الأوقاف ببغداد (ب):

هي في مكتبة الأوقاف العامة برقم [6854، 6855] في جزئين 240+ 263 ورقة، كتبها عباس العذاري الحلّي سنة 1304. وقد استنسخها الشيخ نعمان بن محمود الآلوسي، كما ذكر ذلك بخطه في صفحة العنوان من الجزء الأول حيث قال: «استكتبه العبد الفقير نعمان خير الدين الشهير بابن الآلوسي المفتي البغدادي غفر لهما، سنة 1304». وفي صفحة العنوان من

ص: 124

الجزء الثاني بخطه: «من فضله سبحانه، استكتبه العبد الفقير نعمان بن المرحوم المبرور السيد محمود أفندي ابن السيد عبد الله أفندي ابن السيد محمود الشهير بالآلوسي المفتي ببغداد. وقد وقفتُه والتولية مشروطة لذريتي ما تناسلوا، وأن لا يخرج من المدرسة المرجانية ببغداد، وكذا بقية كتبي سنة 1304» . وعلى الجزئين ختم «وقف المكتبة النعمانية في المدرسة المرجانية ببغداد 1317» .

ينتهي الجزء الأول من هذه النسخة بقوله: «وإذا ظفر العالم بذلك قرَّت به عينه واطمأنَّت به نفسه» . وقال الناسخ في آخره: «هذا الجزء الأول من اعلام الموقعين، ويتلوه الجزء الثاني، وأوله: «فصل: وأما العمل الذي طريقه الاجتهاد والاستدلال» ».

هذه النسخة كثيرة السقط والتحريف، وقد راجعناها أحيانًا في الثلث الأخير من الكتاب عندما لم يكن لدينا إلا نسخة واحدة (نسخة ز)، وكنا في انتظار نسخة الجمعية الآسيوية (ك) من الهند حتى وصلتنا فكان الاعتماد عليها في المقابلة والتصحيح. وقد قرأها صاحب النسخة الشيخ نعمان بن محمود الآلوسي، وله تعليقات وتصحيحات متفرقة على هوامشها أو ذكر عناوين بعض الموضوعات، انظر الورقة 3/ب، 9/ب، 18/أ، 20/أ، 21/ب، 22/أ، 26/أ، 29/ب، 71/ب، وهكذا إلى آخر الكتاب.

وقال في 27 ب: «اعلم أن للمؤلف كتابًا سماه الطرائق الحكمية بسط فيه هذا المبحث، فعليك به فإنه يفيدك زيادة الاطلاع» . ويبدو أن الآلوسي قرأها بعناية واهتمام، واستخرج منها الفوائد المنثورة وعنون لها، وهو الذي عمل فهرس الموضوعات بخطه في أول كل جزء مع ذكر الصفحة.

ص: 125

* بقية النسخ الخطية:

هناك نسخ خطية أخرى من الكتاب لم نعتمد عليها في هذه النشرة لأنها متأخرة أو ناقصة، وبعضها كثيرة الخطأ والتحريف، ويُغني عنها الأصول القديمة. وبعضها لم نطلع عليها، وإنما وجدنا ذِكرها في فهارس المخطوطات. وفيما يلي بيانها باختصار:

1 -

دار الكتب المصرية [أصول فقه 19](ج 1، ناقصة الأول والآخر). انظر فهرس الخديوية (2/ 237) والفهرس الثاني للدار (1/ 378).

2 -

مكتبة الأزهر [564 فقه عام، 23112](ج 2 في 243 ورقة، بخط علي التميمي سنة 1238). انظر فهرس المكتبة (3/ 7).

3 -

المكتبة الأحمدية بتونس [3313، 3314] كما في الفهرس القديم للمكتبة (ص 109).

4 -

المكتبة القادرية ببغداد [520، 521](في مجلدين، 166+ 172 ورقة، كتبت سنة 1305). انظر فهرسها (2/ 346، 347).

5 -

مكتبة المسجد النبوي بالمدينة المنورة [وقف عبد العزيز الحصين برقم 18، 19 برمز 216.1](108+ 220 ورقة، كتبت بخط حديث، وهي ناقصة الآخر).

6 -

نسخة المعهد العلمي بحائل (765 ورقة، ناقصة الآخر ومضطربة الأوراق وحديثة الخط).

7 -

مكتبة الشيخ محب الله الراشدي بالسند (ج 1، 2 بخط الشيخ سليمان بن سحمان سنة 1305، ج 3 بخط عبد العزيز بن صعب التويجري سنة 1306).

ص: 126

8 -

مكتبة ملَّت الوطنية بإستانبول [821](في جزئين).

9 -

المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة [1453](ج 1، ضمن مجموع، الورقة 106 - 222 بخط حديث= تساوي طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد من أولها إلى 1/ 138).

10 -

المكتبة المحمودية [1454](220 ورقة بخط حديث= تساوي طبعة محمد محيي الدين 2/ 372 إلى آخر الكتاب).

11 -

المكتبة المحمودية [1397، 1398](213+ 238 ورقة، بخط حديث= ط. محيي الدين 2/ 165 إلى آخر الكتاب).

12 -

المكتبة السعودية بالرياض (ج 2 فقط).

13 -

مكتبة الشيخ عبد الله إبراهيم السليم بالقصيم (كما في مجلة البحث العلمي 2/ 338).

14 -

مكتبة الشيخ ابن باز بمكة المكرمة. اطلعتُ فيها على ثلاث قطع متفرقة من الكتاب، لعلها كتبت في القرن الثالث عشر.

وهناك قطع أخرى مستلَّة من الكتاب في مكتبة تشستر بيتي 4842/ 3 (الورقة 42/ب- 90)، وبرلين 4819 (20 ورقة) و 4820 (الورقة 88 - 98)، وندوة العلماء بلكنو الهند برقم 264 (الورقة 15/ب- 19/ب بخط الأمير صديق حسن خان القنوجي).

* * * *

ص: 127