المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ فصل مستطرد من فتاويه صلى الله عليه وسلم - أعلام الموقعين عن رب العالمين - ط عطاءات العلم - جـ ٥

[ابن القيم]

الفصل: ‌ فصل مستطرد من فتاويه صلى الله عليه وسلم

وهذا

(1)

‌ فصل مستطرد من فتاويه صلى الله عليه وسلم

-، فارجع إليها

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الهجرة، فقال:«إذا أقمتَ الصلاة وآتيتَ الزكاة، فأنت مهاجِر، وإن مُتَّ بالحَضرَمة» ، يعني: أرضًا باليمامة. ذكره أحمد

(2)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حَوالة أن يختار له بلادًا يسكنها، فقال:«عليك بالشام، فإنها خِيرَةُ الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده. فإن أبيتم فعليكم بيَمَنِكم، واسقُوا من غُدُرِكم؛ فإن الله توكَّلَ لي بالشام وأهله» . ذكره أبو داود بإسناد صحيح

(3)

.

وسأله معاوية بن حَيْدة جدُّ بَهْز بن حكيم، فقال: يا رسول الله أين تأمرني؟ قال: «هاهنا» ، ونحا بيده نحو الشام. ذكره الترمذي وصححه

(4)

.

وسألته صلى الله عليه وسلم اليهود عن الرعد: ما هو؟ فقال: «ملَك من الملائكة موكَّلٌ بالسحاب، معه مخاريقُ من نار يسوقه به

(5)

حيث شاء الله». قالوا: فما هذا

(1)

حذف «وهذا» في النسخ المطبوعة.

(2)

(6890) من حديث عبد الله بن عمرو، وقد تقدم.

(3)

برقم (2483). ورواه أيضًا أحمد (17005) من طريق بقية، وقد صرح بالسماع. وله متابعات رواها أحمد (20356)، وابن حبان (7306)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1114)، والحاكم (4/ 510). وصححه الذهبي في «تاريخ الإسلام» (1/ 378)، والمؤلف كما ترى، والألباني في «فضائل الشام ودمشق» (9). وقال ابن رجب في «فضائل الشام» (3/ 181): له طرق كثيرة.

(4)

برقم (2192 م). ورواه أيضًا أحمد (20031)، والنسائي في «الكبرى» (11367). صححه الترمذي، والحاكم (4/ 564)، والألباني في «فضائل الشام ودمشق» (13).

(5)

كذا في النسخ الخطية والمطبوعة. وهو يناسب لفظ أحمد: «مخراق» . وفي «جامع الترمذي» : «بها» يعني: بالمخاريق.

ص: 471

الصوت الذي نسمَع؟ قال: «زَجْرُه

(1)

السحابَ حتى تنتهي حيث أُمِرَتْ». قالوا: صدقتَ. ثم قالوا: فأخبِرنا عما حرَّم إسرائيلُ على نفسه. قال: «اشتكى عِرْقَ النَّسَا، فلم يجد شيئًا يلائمه إلا لحومَ الإبل [261/أ] وألبانَها، فلذلك حرَّمها على نفسه» . قالوا: صدقتَ. ذكره الترمذي وحسَّنه

(2)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير، أهي من نسل اليهود؟ فقال: «إن الله لم يلعن قومًا قطُّ فمسَخهم، فكان لهم نسلٌ، حتى يهلكهم؛ ولكن هذا خلقٌ كان، فلما غضب الله على اليهود مسَخَهم [و]

(3)

جعَلَهم مثلهم» ذكره أحمد

(4)

.

وقال: «فيكم المغرِّبون» . قالت

(5)

عائشة: وما المغرِّبون؟ قال: «الذين

(1)

يعني: زجر الملك للسحاب. وفي ز: «زجرة» .

(2)

(3128) من حديث ابن عباس. ورواه أيضًا أحمد (2483)، والنسائي في «الكبرى» (9024). إسناده فيه لين، وقصة الرعد منكرة، وأصل الحديث ثابت دونها من وجه آخر. انظر: تعليق محققي «المسند» . ولقصة الرعد شاهد مرفوع من حديث جابر عند الطبراني في «الأوسط» (7731)، ولكنه خبر باطل كما قال الحافظ في «اللسان» (8/ 569).

(3)

من «المسند» (3768) وفي المواضع الأخرى: «فجعلهم» . وفي الطبعات القديمة: «فلما كتب الله على اليهود مَسْخَهم جعلهم» ، وضعوا «كتب» مكان «غضب» لإقامة العبارة. وفي المطبوع: «فلما غضب

مَسْخَهم جعلهم»!

(4)

برقم (3747) من حديث عبد الله بن مسعود. ورواه أيضًا أبو يعلى (5314)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3272). وفيه أبو الأعين، ضعيف. والحديث ضعفه أحمد شاكر في «تحقيق المسند» (5/ 281، 6/ 41). وأصل الحديث عند مسلم (2663).

(5)

خك: «فقالت» ، وكذا في النسخ المطبوعة.

ص: 472

يشترك فيهم الجن» ذكره أبو داود

(1)

. وهذا من مشاركة الشيطان

(2)

للإنس في الأولاد. وسُمُّوا «مغرِّبين» لبعد أنسابهم وانقطاعهم عن أصولهم. ومنه قولهم: «عنقاء مُغْرِب»

(3)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: أين أتَّزر؟ فأشار إلى عظم ساقه، وقال: «هاهنا اتَّزِرْ. فإن أبيت

(4)

، فهاهنا أسفلَ من ذلك. فإن أبيت فهاهنا فوق الكعبين. فإن أبيت فإنَّ الله لا يحبُّ كلَّ مختال فخور». ذكره أحمد

(5)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقال: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهَده. فقال: «إنك لستَ ممن يفعله خُيَلاء» . ذكره البخاري

(6)

.

وقال: «من جرَّ إزاره خيلاءَ لم ينظر الله إليه يوم القيامة» . فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يُرْخِين شبرًا» . فقالت: إذن تنكشفَ أقدامهن. قال: «يُرخين ذراعًا، لا يزدن عليه»

(7)

.

(1)

رواه أبو داود (5107) من حديث عائشة. وفيه عنعنةُ ابن جريج، وضعفُ أبيه، وجهالةُ أم حميد.

(2)

في النسخ المطبوعة: «الشياطين» .

(3)

انظر: «معالم السنن» (4/ 146).

(4)

في ز: «قال أبيت قال» ، و «قال» الثانية كتبت بحرف صغير فوق تاء «أبيت» . والظاهر أن «قال» الأولى سبق قلم أو تصحيف «فإن» ، فزيدت «قال» الثانية لإصلاح العبارة. وكذا في خز والنسخ المطبوعة.

(5)

(15955)، وقد تقدم.

(6)

برقم (3665).

(7)

رواه مالك (2/ 915) وأبو داود (4117) من حديث أم سلمة. صححه ابن حبان (5451). ورواه أحمد (26511)، وأبو داود (4118)، والنسائي (5339)، وابن ماجه (3580). صححه أحمد شاكر في «تحقيق المسند» (7/ 7). وانظر:«فتح الباري» (10/ 270).

ص: 473

وسألته صلى الله عليه وسلم امرأة، فقالت: إن ابنتي أصابتها الحَصْبةُ، فامَّرَقَ

(1)

شَعرُها، أفأصِل فيه؟ فقال:«لعن الله الواصلة والمستوصلة» . متفق عليه

(2)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان، قال: «فلا تأتهم

(3)

»

(4)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الطيرة، قال:«ذلك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصُدَّنَّهم»

(5)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الخط، فقال:«كان نبيٌّ من الأنبياء يخُطُّ، فمن وافق خطَّه فذاك»

(6)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن الكهان أيضًا، فقال:«ليسوا بشيء» . فقال

(7)

: إنهم

(1)

تمرَّق الشعر وامَّرَق: تناثر وسقط عن مرض أو غيره. وكذا في النسخ و «صحيح البخاري» (5941). وفي النسخ المطبوعة: «فتمزَّق» ، وعلَّق محقق المطبوع:«في (ك): «فامزق» بدل «فتمزق» ، والمثبت من سائر الأصول ومصادر التخريج». قلت:«فامزق» ، تصحيف، ولعل نقطة الزاي كانت علامة الإهمال في بعض النسخ، فصحفها بعضهم.

(2)

البخاري (5941) ومسلم (2123) من حديث عائشة رضي الله عنها.

(3)

خز، خك:«لا تأتهم» . وفي ب: «فقال: لا تأتهم» . والمثبت من ز، وكذا في «الصحيح» .

(4)

رواه مسلم (537) من حديث معاوية بن الحكم السُلَمي.

(5)

من الحديث السابق. وفي النسخ المطبوعة: «فلا يردنَّهم» . وفي «الصحيح» كما أثبت من النسخ الخطية.

(6)

من الحديث السابق.

(7)

يعني السائل. وقد زيدت كلمة «السائل» هنا في ب والنسخ المطبوعة.

ص: 474

يحدِّثونا

(1)

أحيانًا بالشيء، فيكون. فقال: «تلك الكلمة من الحقِّ، يخطَفها الجنِّيُّ، فيقذفها في أذن وليِّه

(2)

، فيخلِطون معها مائة كذبة». متفق عليه

(3)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]، فقال:«هي الرؤيا الصالحة، يراها الرجل الصالح أو تُرَى له» . ذكره أحمد

(4)

.

وسألته صلى الله عليه وسلم خديجة عن ورَقة بن نوفل، فقالت: إنه كان صدَّقك، ومات قبل أن تظهر. فقال:«أُرِيتُه في المنام وعليه ثياب بيض، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك»

(5)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل رأى في المنام كأنَّ رأسَه ضُرِبَ، فتدَحْرَج؛ فاشتدَّ في أثره. فقال: «لا تحدِّثْ

(6)

بتلعُّبِ الشيطان بك في منامك». ذكره مسلم

(7)

.

وسألته صلى الله عليه وسلم أمُّ العلاء، فقالت: رأيت لعثمان بن مظعون عينًا تجري.

(1)

في النسخ المطبوعة: «يحدثوننا» . وفي «صحيح البخاري» (5762) كما أثبت من النسخ.

(2)

زادوا بعده في النسخ المطبوعة: «من الإنس» .

(3)

البخاري (5762) ومسلم (2228) من حديث عائشة رضي الله عنها.

(4)

برقم (22688) من حديث عبادة بن الصامت، وقد تقدم.

(5)

رواه أحمد (24367) من حديث عائشة رضي الله عنها. وفيه ابن لهيعة، فيه لين. ورواه الترمذي (2288)، وفيه عثمان بن عبد الرحمن، ضعيف.

(6)

في النسخ المطبوعة بعده: «الناسَ» ، وكذا في «الصحيح» (2268/ 15).

(7)

برقم (2268) من حديث جابر.

ص: 475

يعني: بعد موته. فقال: «ذاك عمله يجري له»

(1)

.

وذكر أبو داود

(2)

أن معاذًا سأله، فقال: بم أقضي؟ قال: «بكتاب الله» . قال: فإن لم أجد؟ قال: «فبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم» . قال: فإن لم أجد؟ قال: «استَدِقَّ الدنيا، وعظِّم في عينك ما عند الله، واجتهِدْ رأيك، فسيسدُّدك الله بالحق» ، وقوله:«استدقَّ الدنيا» أي: استَصْغِرْها، واحتَقِرْها.

[261/ب] وسأله صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي، فقال: ألا أحمل لك حمارًا على فرس، فتُنْتَجَ لك بغلًا، فتركبَها؟ فقال:«إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون» . ذكره أحمد

(3)

.

ولما نزل التشديد في أكل مال اليتيم عزلوا طعامَهم من طعام الأيتام وشرابَهم من شرابهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220] فخلطوا طعامهم بطعامهم، وشرابهم بشرابهم

(4)

.

وسألته صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ

(1)

رواه البخاري برقم (7018).

(2)

برقم (3592) باللفظ المشهور، وقد تقدم. أما هذا اللفظ الوارد هنا فنقله المؤلف مع تفسيره من «جامع الأصول» (10/ 177) وقد أحال ابن الأثير على أبي داود، ولكن لا يوجد في المطبوع من «سننه» .

(3)

رواه أحمد (18793) من حديث دحية الكلبي. وهو منقطع بين الشعبي وبينه. ورواه أبو داود (2565) والنسائي (3580). وإسناده صحيح، صححه ابن حبان (4663) والنووي في «المجموع» (6/ 178)، والحافظ في «تخرج المشكاة» (4/ 35).

(4)

تقدَّم تخريجه.

ص: 476

مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ}

(1)

[آل عمران: 7] فقال: «إذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى الله، فاحذروهم» . متفق عليه

(2)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {يَاأُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28]. فقال: «كانوا يُسمُّون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قومهم»

(3)

.

وفي الترمذي

(4)

أنه سئل صلى الله عليه وسلم عن قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} [الصافات: 147] كم كانت الزيادة؟ قال: «عشرون ألفًا» .

وسأله صلى الله عليه وسلم أبو ثعلبة عن قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} الآية [المائدة: 105]. قال

(5)

: «ائتمروا بالمعروف، وانتهُوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شحًّا مطاعًا، وهوًى متَّبعًا، ودنيا مؤثَرةً، وإعجابَ كلِّ ذي رأي برأيه؛ فعليك بنفسك، ودع عنك العوامَّ؛ فإنَّ من ورائكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيهن مثلُ القبض على الجمر، للعامل فيهن مثلُ أجر خمسين يعملون مثل

(1)

في ب، خك زيادة:{وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} . وكذا في النسخ المطبوعة. وفي «الصحيحين» إلى آخر الآية.

(2)

البخاري (4547) ومسلم (2665).

(3)

تقدم تخريجه.

(4)

برقم (3229) من حديث أبيّ بن كعب. ورواه أيضًا الطبري (10/ 532). وفيه رجل عن أبي العالية، والرجل مبهم. قال الترمذي: حديث غريب. وضعَّف إسناده الألباني في «ضعيف سنن الترمذي» (1/ 407).

(5)

في النسخ المطبوعة: «فقال» .

ص: 477

عملكم». ذكره أبو داود

(1)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ فقال: «وآدم بين الروح والجسد» . صحَّحه الترمذي

(2)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم: ما كان بدء أمرك؟ فقال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى. ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصورَ الشام» . ذكره أحمد

(3)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة: يا رسول الله، ما أولُ ما رأيتَ من النبوة؟ فقال: «إنِّي لفي صحراءَ

(4)

ابنُ عشرين سنةً

(5)

وأشهُر، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا

(1)

برقم (4341)، والترمذي (3058) وصححه، وابن حبان (385) من حديث أبي ثعلبة الخشني. ورواه ابن ماجه (4041) والبيهقي (10/ 91)، وفيه عتبة بن أبي حكيم، وهو مختلف فيه. انظر:«الصحيحة» (957).

(2)

برقم (3609) عن أبي هريرة، وقد تقدم. وقد وقع في بعض نسخ «جامع الترمذي» المطبوعة:«هذا حديث حسن غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . ولكن وقع في نسخة الكروخي الخطية (ق 246): «هذا حديث حسن صحيح غريب

»، وكذلك في طبعتي مكتبة المعارف ودار الصديق.

(3)

برقم (22261) من حديث أبي أمامة. ورواه أيضًا الطيالسي (1236) وابن سعد (1/ 102) في «الطبقات» . وفيه الفرج بن فضالة، ضعيف. وحسنه الهيثمي (8/ 222)، وقال: له شواهد تقويه. وحسنه شيخ الإسلام في «الرد على البكري» (61)، وابن كثير في «البداية» (2/ 299). وانظر للشواهد:«الصحيحة» (373، 1546).

(4)

في النسخ المطبوعة: «الصحراء» .

(5)

كذا في النسخ الخطية والمطبوعة، وكذا نقل السيوطي في «الدر المنثور» (15/ 496) من زوائد عبد الله بن أحمد في «المسند» ، وفي بعض نسخ «الدر»:«زوائد الزهد» ، ولم أجده فيه. وقد غُيِّر في متن طبعة هجَر إلى «عشر سنين» كما في «مصدر التخريج» خلافًا لجميع نسخ الكتاب! والحديث في «زوائد المسند» كما سيأتي في تخريجه، لكن في المطبوع منه أيضًا:«عشر سنين» دون إشارة إلى خلاف في النسخ.

ص: 478

برجلٍ يقول لرجل: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلقٍ

(1)

قطُّ، وأرواحٍ لم أجدها لخلقٍ قطُّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ

(2)

قطُّ. فأقبلا يمشيان حتى أخذ كلٌّ منهما بعضدي، لا أجد لأخذهما مسًّا. فقال أحدهما لصاحبه: أضجِعْه، فأضجعاني بلا قَصْر ولا هَصْر

(3)

. فقال أحدهما لصاحبه: افلِقْ صدرَه، فحوى أحدُهما صدري

(4)

، ففلَقه فيما أرى بلا دم ولا وجع. فقال له: أخرِج الغِلَّ والحسدَ، فأخرج شيئًا كهيئة العَلَقة، ثم نبَذها، فطرَحها. فقال

(5)

له: أدخِل الرأفة والرحمة، فإذا مثلُ الذي أخرَج شبهُ الفضة. ثم هزَّ إبهام رجلي اليمنى، فقال: اغدُ سليمًا! فرجعتُ بها رقّةً على الصغير، ورحمةً على الكبير». ذكره أحمد

(6)

.

(1)

في النسخ المطبوعة: «لأحد» .

(2)

في النسخ المطبوعة: «خلق» .

(3)

يعني: من غير حبس وقهر ولا كسر وإمالة.

(4)

كذا في النسخ. وفي «المسند» : «فهوى أحدهما إلى صدري» .

(5)

في النسخ المطبوعة: «ثم قال» ، وكذا في خك.

(6)

بل هو من زيادات ابنه عبد الله من حديث أُبيّ بن كعب برقم (21261). ورواه الضياء المقدسي (1264)، وابن عساكر (1/ 375)، من طريق معاذ بن محمد عن أبيه عن جده، وهم مجاهيل .. ورواه ابن حبان (7155) والحاكم (3/ 510) مختصرًا من طريق محمد بن معاذ. وحسَّنه البوصيري في «الإتحاف» (7/ 15)، وضعَّفه الألباني في «الصحيحة» (4/ 60، 1545).

ص: 479

وسئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: «القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث» . ذكره مسلم

(1)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن أحبِّ الناس

(2)

إليه، فقال:«عائشة» . فقيل: من

(3)

الرجال؟ فقال: «أبوها» . فقيل: ثم من؟ قال: «عمر بن الخطاب»

(4)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم عليٌّ والعباس: أيُّ أهلِك أحبُّ إليك؟ قال: «فاطمة بنت محمد» . [263/أ] قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك؟ قال: «أحبُّ أهلي إليَّ من أنعم الله عليه وأنعمتُ عليه: أسامة بن زيد» . قالا: ثم من؟ قال: «علي بن أبي طالب» . قال العباس: يا رسول الله، جعلتَ عمَّك آخرهم! قال:«إنَّ عليًّا سبقك بالهجرة» . ذكره الترمذي، وحسَّنه

(5)

.

وفي الترمذي

(6)

أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ أهل بيتك أحبُّ إليك؟ قال: «الحسن والحسين» .

(1)

برقم (2536) من حديث عائشة رضي الله عنها.

(2)

في النسخ المطبوعة: «النساء» .

(3)

في النسخ المطبوعة: «ومن» .

(4)

رواه البخاري (3662) ومسلم (2384) من حديث عمرو بن العاص.

(5)

برقم (3819) من حديث أسامة بن زيد. ورواه أيضًا الطحاوي في «مشكل الآثار» (13/ 323) والحاكم (3/ 596). وفيه عمر بن أبي سلمة، ضعيف. والحديث حسَّنه الترمذي وقال: وكان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة. وضعَّفه عبد الحق في «الأحكام الكبرى» (4/ 414).

(6)

برقم (3772) من حديث أنس. ورواه أيضًا البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 377) وأبو يعلى (4294). وفيه يوسف بن إبراهيم، ضعيف. والحديث ضعفه ابن عدي في «الكامل» (8/ 505).

ص: 480

وسئل صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ فقال: «الحبُّ في الله، والبغضُ في الله» . ذكره أحمد

(1)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم عن امرأة كثيرة الصلاة والصيام والصدقة غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال:«هي في النار» . فقيل: إن فلانة تُذكَر

(2)

صلاتها

(3)

وصيامها وصدقتها، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. فقال:«هي في الجنة» . ذكره أحمد

(4)

.

وسألته صلى الله عليه وسلم عائشة، فقالت: إن لي جارين، فإلى أيِّهما أُهدي؟ قال:«إلى أقربهما منك بابًا» . ذكره البخاري

(5)

.

ونهاهم عن الجلوس بالطرقات إلا بحقِّها، فسئل عن حقِّ الطريق، فقال:«غضُّ البصر، وكفُّ الأذى، وردُّ السلام، والأمرُ بالمعروف، والنهيُ عن المنكر»

(6)

.

سأله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: إنَّ لي مالًا وولدًا، وإنَّ أبي اجتاحَ مالي. فقال:

(1)

من حديث أبي ذر (21303)، وقد تقدم.

(2)

ز، ب:«فذكر» ، وكذا في النسخ المطبوعة. والمثبت من خز، خك أقرب إلى لفظ «المسند» .

(3)

في النسخ المطبوعة: «قلة صلاتها» بزيادة لفظ «قلة» . ولفظ «المسند» : «يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها

».

(4)

برقم (9675) من حديث أبي هريرة. ورواه أيضًا البخاري في «الأدب المفرد» (119). صححه ابن حبان (5764)، والحاكم (4/ 166)، والألباني في «الصحيحة» (190).

(5)

برقم (2259).

(6)

رواه البخاري (2465) ومسلم (2121) من حديث أبي سعيد.

ص: 481

«أنت ومالُك لأبيك. إنَّ أولادكم من أطيَبِ كَسْبِكم، فكلُوا من كسب أولادكم» . ذكره أبو داود

(1)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل عن الهجرة والجهاد معه، فقال:«ألك والدان؟» . قال: نعم. قال: «فارجع إلى والديك، فأحسِنْ صحبتَهما» . ذكره مسلم

(2)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم آخر عن ذلك، فقال:«ويحَك، أحيَّةٌ أمُّك؟» . قال: نعم. قال: «ويحك! الزَمْ رِجْلَها، فثَمَّ الجنة» . ذكره ابن ماجه

(3)

.

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار، فقال: هل بقي عليَّ من برِّ أبوَيَّ شيءٌ بعد موتهما؟ قال: «نعم، خصال أربع: الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحِمَ لك إلا من قِبَلهما؛ فهو الذي بقي عليك من برِّهما بعد موتهما» . ذكره أحمد

(4)

.

وسئل صلى الله عليه وسلم: ما حقُّ الوالدين على الولد؟ فقال: «هما جنَّتُك ونارُك» . ذكره ابن ماجه

(5)

.

(1)

برقم (3530) وقد تقدم.

(2)

برقم (2549).

(3)

برقم (2781) من حديث معاوية بن جاهمة السُّلَمي. ورواه أيضًا أحمد (15538)، والنسائي (3104)، والحاكم (2/ 104) من طرق مختلفة عن ابن جريج. انظر:«علل الدارقطني» (7/ 77)، والبيهقي (9/ 26).

(4)

برقم (16059) من حديث أبي أُسَيد. ورواه أيضًا أبو داود (5142)، وابن ماجه (3664)، وابن حبان (418). وفيه علي بن عبيد، مجهول. والحديث ضعفه الألباني في «ضعيف الأدب المفرد» (5).

(5)

برقم (3662) من حديث أبي أمامة. وفيه علي بن يزيد الألهاني، ضعيف. والحديث ضعَّفه البوصيري في «المصباح» (2/ 240)، والألباني في «ضعيف الترغيب» (1476).

ص: 482

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: إن لي قرابةً، أصِلُهم ويقطعوني، وأُحسِن ويسيئون، وأعفو

(1)

ويظلمون

(2)

؛ أفأكافئهم؟ قال: «لا، إذن تكونون

(3)

جميعًا، ولكن خذ الفضل، وصِلْهم، فإنه لن يزال معك ظهيرٌ من الله ما كنتَ على ذلك». ذكره أحمد

(4)

.

وعند مسلم

(5)

: «لئن كنتَ كما قلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ

(6)

، ولن يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم

(7)

ما دمتَ على ذلك».

وسئل صلى الله عليه وسلم: ما حقُّ المرأة على الزوج؟ فقال

(8)

: «يطعمها إذا طعِم، ويكسوها إذا لبِس، ولا يضرب لها وجهًا، ولا يقبِّح، ولا يهجُر إلا في البيت» . ذكره أبو داود

(9)

.

(1)

خز، خك: «وأحسن إليهم

وأعفو عنهم»، وكذا في النسخ المطبوعة. والظاهر أن الزيادة من بعض النسَّاخ، واللفظ الوارد هنا بنصه في «المسند» (6700).

(2)

في النسخ المطبوعة: «ويسيئوني

ويظلموني» إلا المطبوع ففيه: «ويسيئون» .

(3)

كذا في جميع النسخ إلا أن في ز: «يكونون» . وفي النسخ المطبوعة: «تكونوا» ، ولعله تصرف من بعض الناشرين. وفي «المسند»:«تُترَكون» دون إشارة إلى نسخة أخرى. فإن صح ما جاء هنا فلعل المعنى: تكونون مجتمعين، أي لا يبقى فرق بينكم.

(4)

برقم (6700، 6942) من حديث عمرو بن العاص. وفيه الحجاج بن أرطاة، ضعيف مدلس، وقد عنعن.

(5)

برقم (2528) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(6)

الملُّ: الرماد الحارّ. أي كأنما تُطعمهم الرماد الحار.

(7)

«عليهم» من ز.

(8)

في النسخ المطبوعة: «قال» ، وكذا في خك.

(9)

برقم (2144)، وقد تقدَّم.

ص: 483

وسأله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: أستأذِنُ على أمِّي؟ قال: «نعم» ، فقال: إنِّي معها في البيت. فقال: «استأذِنْ عليها» . فقال: إني خادمها. قال: «استأذِنْ عليها. أتحب أن تراها عريانة؟» . قال: لا. [263/ب] قال: «استأذِنْ عليها» . ذكره مالك

(1)

.

وسئل عن الاستئناس في قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: 27]، قال:«يتكلَّم الرجلُ بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة، ويتنحنح، ويُؤذِنَ أهلَ البيت» . ذكره ابن ماجه

(2)

.

وعطَس رجل، فقال: ما أقول يا رسول الله؟ قال: «قل: الحمد لله» . فقال

(1)

في «الموطأ» (2/ 963)، وكذلك البيهقي (7/ 97)، من طريق عطاء بن يسار مرسلًا. وأعلَّه بالإرسال أبو داود في «المراسيل» (ص 336)، والبيهقي، وابن عبد البر في «التمهيد» (11/ 229)، وابن القطان في «أحكام النظر» (ص 130)، وابن حجر في «هداية الرواة» (4/ 326).

قال الحافظ في «الفتح» (11/ 25: «من طريق علقمة: جاء رجل إلى ابن مسعود، فقال: أستأذن على أمي؟ فقال: ما على كلِّ أحيانها تريد أن تراها. ومن طريق مسلم بن نذير بالنون مصغرًا: سأل رجل حذيفة: أستأذن على أمِّي؟ قال: إن لم تستأذن عليها رأيتَ ما تكره. ومن طريق موسى بن طلحة: دخلتُ مع أبي على أمي، فدخل واتبعته، فدفع في صدري وقال: تدخل بغير إذن؟ ومن طريق عطاء: سألت ابن عباس: أستأذن على أختي؟ قال: نعم. قلت: إنها في حِجْري. قال: أتحب أن تراها عريانة؟ وأسانيد هذه الآثار كلها صحيحة» .

(2)

برقم (3707) من حديث أبي أيوب الأنصاري. ورواه أيضًا ابن أبي شيبة (26187). وفيه أبو سورة، عنده مناكير، خاصة عن أبي أيوب. والحديث ضعفه الحا فظ في «فتح الباري» (11/ 10).

ص: 484

القوم: ما نقول له يا رسول الله؟ قال: «قولوا له: يرحمك الله» . قال: ما أقول لهم يا رسول الله؟ قال: «قل لهم: يهديكم الله ويصلح بالكم» . ذكره أحمد

(1)

.

آخر الكتاب

(2)

(1)

برقم (24496) من حديث عائشة. ورواه أيضًا إسحاق بن راهويه (994). وأبو يعلى (4946). وفيه أبو معشر ضعيف، وشيخه عبد الله بن نجي لا يعرف. وأعلَّ الحديث بهذا اللفظ الهيثمي في «المجمع» (8/ 57)، والعيني في «نخب الأفكار» (14/ 50) = بضعف أبي معشر.

وأما أصل الحديث في تشميت العاطس، ففي البخاري (6224) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

جاء في خاتمة الأصل (ز): «نجزت هذه المجلَّدة والتي قبلها على يد (في الأصل: على يد على) أفقر عباد الله (في الأصل: عباده الله) وأحوجهم إلى رحمته، المعترف بالزلل والتقصير، الراجي عفوَ اللطيف الخبير، المسكين الضعيف: محمد بن موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن حاتم بن عمر بن يوسف بن أحمد بن محمد الحرَّاني أصلًا، البعلي مولدًا، ثم الطرابلسي منشأً ومسكنًا، الأنصاري، الحنبلي، عفا الله تعالى عن ذنوبه، وعن سائر المسلمين، ورحم الله والديه وأموات المسلمين. ووافق الفراغ من نسخ هذه لنفسه في يوم الجمعة الغرَّاء قبل الصلاة في السادس والعشرين من شهر صفر المبارك من عام تسعين وسبعمائة، أحسن الله تعالى خاتمته. وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلَّم تسليمًا. حسبنا الله ونعم الوكيل» .

وتحتها ما نصه: «عورض بالأصل المنقول منه، فصح حسب الطاقة، وبالله المستعان» .

ص: 485