الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واجتمع بي مرة فى مصر فرآني حريصاً على سماع الحديث وكتبه فقال لي: اصرف بعض هذه الهمة إلى الفقه فإنني أري بطريق الفراسة أن علماء هذا البلد سيُقرضون وسيحتاج إليك بنفسك فنفعتن كلمته ولا أزل أترحم عليه لهذا السبب رحمه الله تعال.
[263] محمد (طس) بن يعقوب ابن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر ابن إدريس بن فضل الله الشيرازي الشيخ مجد الدين أبو طاهر الفيروز آبادي
.
كان يدعي أنه من ذرية الشيخ أبي إسحاق صاحب "المهذب" ويزعم أن فضل الله جده الأعلى ولد الشيخ أبي إسحاق قالله تعالى أعلم. ثم ادعى وهو
باليمن أن الشيخ أبا إسحاق من ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولا أدري هل ساق له نسباً أم لا إلا أنني لم أزل أدفع ذلك إلى أن أراني بعض أصحابه بخطخ مكاتبة إليه يقول فيها: "من محمد الصديقي" وهو بخطه الذب أعرفه ولم يكن الشيخ مدفوعاً عن معرفى إلا أن المشهور أن الشيخ أبا إسحاق لم يعقب ولم ينسبه أحد قط قبل الشيخ مجد الدين إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ولد الشيخ مجد الدين سنة تسع وعشرين واشتغل في القنون وجود الخط وأقبل على اللغة إلى ان صار فيها فريد زمانه في استحضارها. وسمع من جماعة ببلاده ومنهم سراج الدين عُمر بن علي القزويني وهو خاتمة أصحابه. وقدم دمشق سنة ست وخمسين أو في التي قبلها وسمع على شيوخ عصره وظهرت فضائله من ذلك الزمالك وذكر صلاح الدين الصفدي في "تذكرته" وعظمه وكتب عنه بيتين سأذكرهما عنه. 1196 - وجمع في اللغة كتاباً سماه "القاموس المحيط" أكثر فيه من النقل حتى صار يحتوي على مقدار ما في "الصحاح" أضعافاً إلا أنه أعراه من الشواهد اختصاراً.
1197 -
وعمل شرحا على البخاري. وجال في البلاد شرقاً وشمالاً ثم دخل الهند. وأدام المجاورة بمكة حتى صار كتب بخطه: الملتجئ إلى حرم الله تعالى. وكانت له عمة عظيمة في تحصل الكتب. ودخل اليمن عقب موت قاضيها وفقيهها جمال الدين الريمي شارح "التنبيه" فولاه الأشرف قضاءها وأعطاه كثيراً وصنف له عدة تصانيف
فلما مات الأشرف استمر به الناصر أحمد إلى أن حج في سنة خمس وثماني مائة وجاور سنة ست وعاد إلى اليمن سنة سبع ثم رجع إلى مكة فجاور ثم عاد إلى اليمن سنة تسع. وكانت له ابنة جميلة تزوجها الأشرف ولم يحصل لها بعده صون. ومات الشيخ مجد الدين في ليلة العشرين من شوال سنة سبع عشرة وثماني مائة وهو ممتع بحواسه وقد ناهز التسعين. 1196/م- لقيته بزبيد سنة ثماني مائة وتنازلت منه أكثر "القاموس". 1/م- وحدثني "بالمسلسل الأولية" عن تقي الدن السبكي سماعاً بشرطه قال [أخبر] نا الدياطب قال [أخبر] نا ابن الجميزي وابن المقدسية قالا: [أخبر] نا السلفي قال [أخبر] نا جعفر السراج [أخبر] نا أبو ناصر الوائلي [أخبر] نا حمزة المُهبلي [أخبر] نا أبو حامد ابن بلال بسنده بشرطه. قال السراج: لما دخلت مصر أخرج إلي أبو إسحاق الحبال هذا الحديث عن أبي نصر فقلت: قد سمعته من أبي نصر فقال: اسمعه مني وأسمعه منك فقرأه.
1198 -
وسمعت عليه جزءاً فيه "الأبدال العالية بدرجتين من مشيخة الفخر علي" بسماعه على ابن قيم الضيائية عنه. 784/م- وقرأت عليه جزءاً من "حديث الماسرجسي" بسماعه على إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن جماعة قال [أخبر] نا أبو الفضل ابن عساكر قال [أخبر] نا أبو روح إجازة قال [أخبر] نا زاهر بن طاهر قال [أخبر] نا احمد بن إبراهيم المقرئ قال [أخبر] نا أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي. 1199 - وقي آخر الجزء "فوائد لزاهر". أنشدني العلامة مجد الدين الشيرازي لنفسه وكتبهما عنه الصلاح الصفدي: أخلانا الأماجد إن رحلتم ولم ترعوا لنا عهداً وإلا نودعكم ونودعكم قلوباً لعل الله يجمعنا وإلا وأنشدني من لفظه قال: أنشدني جمال الدين ابن نباتة لنفسة: يا معتق المُذنبين مما خا فوا من النار والمهالك أعتق من المُهلكات رقي ولا تسلط عي مالك وأنشدني قال: أنشدني الشيخ تقي الدين السبكي وقال ما أظن لها خامساً: قلبي ملكت فما له مرمى لواش أو رقيب قد حُزت من أعضاره سهم المعلي والرقيب يحييه قربك إن مننت به ولو مقدار قيب يا ملتفي ببعاده عني اما خفت الرقيب قال شيخنا فلبثت زماناً ثم زدت فيها خمسةً: بدر بطرف قد علا مثل ابن بدر بالرقيب
فارقته ويؤوبني ويقول لي من فارق إيب لم يدر صدغي عقرب بل أفعوان بل رقيب من رام قربي أبعد الـ مولى القريب مع الرقيب مضروب هجري كالضريب رقبته مثل الرقيب وأخبرني لفظأ أنه دخل بلده رتن الهندي ورأي في قريته خلقاً كثيراً يخبرون خبره وويُثبتون أمره ورأيت الشيخ قد أصغى إليهم وصدق ما لديهم وكان يشدد النكير على قول الذهبي أنه لا وجود له في الخارج ويقول: كيف ساغ له الجزم بما لا علم له به ووجود هذا الرجل لا ينكره إلا من لم يبلغه أخباره على وجهها. قُلت: والذهبي ما جزم بذلك بل تردد وعبارته في كتابه "كسر وثن رتن" معرفة وكذلك في "الميزان" وهو معذور لأنا معشر أهل الحديث نقطع بكذب من ادعى الصحبة بعد أبي الكفيل عامر بن واثلة والله الهادي إلى الصواب متمسكين بالحديث الصحيح المتواتر عنه صلى الله عليه وسلم: "ان على رأس مائة سنة -من حين مقاله- لا يبقى على وجه الأرض ممن هو إذ ذاد عليها احداً" فدخل في العموم "رتن" على تقدير أن لو كان موجوداً حسبك. فمن يدعي أنه كان موجوداً إذ ذاك وعاش إلى بعد الستمائة قطيعاً يكفر به ولا نبالي بمن لا يطقع بذلك ممن لم