الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
أن يعلم بوجود منكر ولكنه لا يراه ولا يسمعه فهو مُخيَر حينئذ بين البقاء وبين الانصراف.
وعلى كل حال ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار إلا لموجب شرعي مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه ولا بد فيه من حضوره أو يكون مكرهاً.
أحكام رد السلام:
رد السلام واجب إلا على من كان في صلاة أو أكل أو كان في قراءة وكذلك في انشغاله بالأدعية أو الذكر أو كان في خطبة أو تلبية أو في قضاء حاجة الإنسان أو في الإقامة أو آذان أو حاجم أو ناعس أو نائم أوحالة الجماع أو التحاكم أو كان في الحمام أو في حال تسلَيم الطفل أو السكران أو شابة يُخشى بها افتتان أو مجنوناً ، وإذا مر واحد مسلم على جماعة فيهم مسلمون ولو واحداً والبقية كفار فالسنة أن يسلم عليهم ويقصد المسلمين أو المسلم.
•
فقه التعامل مع الناس:
مهارات التعامل مع الناس:
قواعد ومهارات التعامل مع الناس كثيرة وقد جمعت بعضاً منها وجعلتها على هيأة نقاط:
- يتأكد ويتعين الخلق الحسن في الدعوة إلى الله.
- من لم يتخلق بالخلق الحسن ينفر الناس من دعوته ولا يستفيدون من علمه وخبرته.
- إرضاء الناس يكون مذموماً إذا كان بسخط الله أما ما سوى ذلك فلا.
- اعطاء الناس حقوقهم على اختلاف مراتبهم أمر مطلوب شرعاً أما طلب رضاهم فهو غير مطلوب على سبيل الوجوب لأنه أمر مستحيل في حالات كثيرة.
- لم يجعل الله رضا أحد من خلقه شرطاً لرضاه ولكن جعل إعطاء الناس حقوقهم من موجبات رضاه وفرقٌ بين المسألتين.
- التعامل مع الناس يختلف باختلاف عقولهم ومداركهم وغير ذلك.
- التعامل مع علية القوم يختلف عن التعامل مع عموم الناس.
- قبل النصيحة اعلم أنه ليس في كل حال تفتح لك القلوب وتصغي لك الآذان.
- امدح الآخرين بما فيهم من خير.
- إذا أردت أن تُقنع محدثك بوجهة نظرك فابدأ بسؤاله أسئلة يكون جوابها نعم.
- لا تُجالس أحداً بغير طريقته ما لم يكن إثماً.
- شجع السلوك الطيب في الناس وحاول تنميته.
- الناس في حاجة إلى من يعرف ما يشغل بالهم وما هي اهتماماتهم ، ويحبون من يُنصت لهم ويلخص ما يقولون ويناقشهم فيه ويقدم لهم الهدايا ويقضي حاجتهم.
- يرفض الناس الذل ولكنهم لا يكرهون الخدمة والعمل.
- الناس يحبون من يصحح أخطائهم دون تجريح لمشاعرهم.
- انتبه جيداً إلى المواضع التي قد يرغب الشخص الآخر تفادي الحديث عنها.
- إذا كنت لا تريد أن تلتزم بموعد محدد فعليك بالغموض.
- ألزم الصمت إذا كان موضوع الحديث فوق تصورك.
- الناس يكرهون من ينسب الفضل لنفسه.
- الناس يحبون من يُظهر الاهتمام بهم ، ومن يستمع إلى حديثهم ومن يُقدَرهم ويحترمهم ومن يناديهم بأحب الأسماء إليهم ومن يُصحح أخطاءهم دون جرح مشاعرهم ، كأن تقول له أنت تصلح لغير ذلك بدل أنت لا تصلح لكذا ، والناس يحبون الشكر والتشجيع وهو لا بأس منه شرعاً.
- إذا أردت أن توقف محدثك الذي استأثر بالحديث فوجه إليه سؤالين أو ثلاثة من الأسئلة التي تستدعي إجابات قصيرة.
- إذا التقيت اثنين من علية القوم فلا تحتف بأحدهما وتتجاهل الآخر.
- يُجمع الصغار والكبار على كراهية أن نقارنهم بغيرهم.
- أشعر من تمازحه أنك تحترمه.
- ينبغي للمسلم أن لا يمنع ما يضره.
- تكلم فيما يسر الناس في غير إثم.
- يشرع الاعتراف بالخطأ ولو لم تكن مخطئاً للم الشمل ما لم يكن الاعتراف بالخطأ يُثبت باطلاً أو يفوت حقاً.
- ينبغي تحمل المخالف أياً كانت مخالفته مع الإنصات له وعدم مقاطعته حتى ينتهي من حديثه.
- إذا أردت أن تُسمع محدثك وجهة نظرك المخالفة لما يقول فعليك أن تقول كلاماً محايداً قبل أن تقول ما يخالفه.
- إذا كان الشخص يتحفز بالترغيب فوافقه على ذلك أو بالترهيب فوافقه على ذلك.
- إذا أردت أن تنصح أحداً بشيء فقدمه في صورة اقتراح أو فكرة أو رأي.
- عندما تناقش أحداً فابدأ بالمتفق عليه لا المختلف عليه.
- قبل توجيه النقد لأحد ابدأ بالثناء على أمر جيد يتحلى به.
- ألفت النظر إلى الأخطاء بشكل غير مباشر.
- تكلم عن أخطائك قبل أن تنتقد الآخرين.
- قدم اقتراحات مهذبة ولا تُصدر أوامر صريحة.
- دع المنصوح يحتفظ بماء وجهه.
- اجعل الغلطة التي تُريد إصلاحها تبدو ميسورة التصحيح واجعل العمل الذي تريد أن يُنجز سهلاً هيناً.
- لا تكن متصيداً لكل شيء صغيراً كان أو كبيراً، حتى ولو أخطأ الناس أثني عليهم وأشعرهم بقيمتهم.
- اقبل الحق ممن قاله وإن كان بغيضاً ورد الباطل على من قاله وإن كان حبيباً.
الأصول الرئيسية في التعامل مع الناس:
من أصول التعامل مع الناس ما يلي:
1 -
الدفع بالتي هي أحسن.
2 -
كظم الغيظ والعفو عن الناس.
3 -
الحلم والأناة.
4 -
التغافل، والمتغافل هو المتجاهل عن الشيء وهو عارف به ، ومن الإنكار أحياناً الإعراض والتغافل.
5 -
المجادلة والمحاورة بالتي هي أحسن ولو كان المُجادل كافراً، وينبغي أن يكون القصد منها هداية الخلق وبيان الحق لا المغالبة وحب العلو.
6 -
الزهد فيما عند الناس ، والأولى ادخار المال والاستغناء عن الناس ليخرج الطمع من القلب ويصفو نشر العلم من شائبة ميل ، وينبغي في طلب الرزق الإجمال في الطلب وهو الاعتدال مع عدم التفريط.
7 -
فقه التعامل مع أناس مخصوصين، ومنهم ما يلي:
أالتعامل مع الغضبان: متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تؤاخذه بما يقول بل اصبر على فورته وانظر إليه بعين الرحمة إليه وعامله بلطف ولين، وعلى الغضبان إن كان واقفاً أن يجلس وإن كان جالساً اضطجع وعليه بالتعوذ من الشيطان الرجيم وأن يتوضأ وأن ينصرف عن مكان الغضب ويخلو وحده خاصة إذا لم يكن عنده من يُهدَيه ويُطيَب خاطره.
ب التعامل مع أهل الكتاب والكفر عموماً: أن نبرهم في كل أمر بشرط ألا يكون ظاهره مودة القلوب ولا تعظيم شعائر الكفر.
وبالنسبة لرد السلام على الكافر يكون بـ (وعليكم) فقط عند الشك وعدم تحقيق السامع من نطق السلام أما إذا قال الكافر السلام عليكم فيُقال له من باب العدل وعليكم السلام، أما النهي الوارد في الحديث المعروف عن البداءة في السلام عليهم هو إذا كان لغير سبب يدعوك إلى أن تبدأهم من قضاء ذمام أو حاجة تعرض لك قبلهم أو حق صحبة أو جوار أو سفر، وأما رد السلام فالجمهور يرون وجوبه ، وينبغي أن يُعلم أنه يستحب هجر الكلام والسلام ابتداءً على الكافر إذا كان مُظهراً لعادات الكفر متلبساً بأفعال الكفار بين المسلمين.
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة:
من الأخطاء في أدب المحادثة والمجالسة التي ينبغي للمسلم اجتنابها ما يلي:-
الثرثرة وهي كثرة الكلام تكلفاً بلا فائدة، ومن الأخطاء الاستئثار بالحديث لأن الأدب الشرعي هو مطارحة الأحاديث بين الجلساء إلا الصغار مع الكبار فعليهم لزوم الأدب وألا يتكلموا إلا جواباً لغيرهم، ومن الأخطاء الحديث عن النفس على سبيل المفاخرة والأصل فيه المنع إلا بموجب شرعي كالتعريف أو دفع تهمة أو ليكون قوله أقرب إلى القبول واعتماد ما يذكره ونحو ذلك، ومن الأخطاء الغفلة عن مغبة الكلام، وقلة المراعاة لمشاعر الآخرين فهو لا يأنف من مواجهة الناس بما يكرهون، والتعميم في الذم، وكثرة الأسئلة وتعمد الإحراج فيها إلا أن الأسئلة التي تُشعر بالاهتمام والمودة لا تدخل في ذلك وكذلك سؤال المرء عما يعنيه في أمر دينه أو دنياه هو مطلوب ومستثنى من ذلك، ومن الأخطاء سرعة الجواب ، والحرص على إبداء الرأي في كل صغيرة وكبيرة فما كل رأي يُجهر به ولا كل ما يُعلم يُقال، ومن الأخطاء التعرض للسفلة والسفهاء فليس من الحكمة التعرض لهؤلاء وإنما الحكمة أن يُعرض المرء عنهم ويدع مجاراتهم والحديث معهم إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة من سلام أو رده أو جواب لسؤال أو نحو ذلك، فلا ينبغي التوسع في الحديث معهم والتمادي في مضاحكتهم وممازحتهم وإذا أراد السفيه أن يبدأ بالسفه فما أجمل الإعراض عنه وتجاهله كي
يقصر عن غيه وسفهه، ومن الأخطاء الحديث بما لا يُناسب المقام وينبغي الكلام مع كل أحد بما يليق بحاله ومقامه فمع الملوك مثلاًً والرؤساء بالاحترام والكلام اللطيف اللين المناسب لمقامهم، ومن الأخطاء الحديث عند من لا يرغب فلا تكلف غيرك الاستماع إليك وإذا رأيت من الناس فتوراً وإعراضاً عنك فأمسك الحديث ويُستثنى من ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، ومن الأخطاء تكرار الحديث ويُستثنى من ذلك الحاجة إلى التكرار لزيادة الفائدة ولم يكن مُوصلاً إلى حد الملال فلا بأس به، ومن الأخطاء التعالي على السامعين، وترك الإصغاء للمتحدثين، والاستخفاف بحديث المتحدث حتى لو أخطأ فإن الكرام يتغاضون عن خطأ المتحدث ويتعامون عن زلته وإذا ما كان الخطأ كبيراً فإنهم يبينون الخطأ ويُرشدون إلى الصواب بأجمل عبارة وألطف إشارة، ومن الأخطاء المبادرة إلى إكمال الحديث عن المتحدث، والقيام عن المتحدث قبل أن يكمل حديثه، والمبادرة إلى تكذيب المتحدث، والتقصير في محادثة الصغار، والوقيعة بين الناس، والتسرَع في نشر الأخبار قبل التثبَت منها ومن جدوى نشرها، والكذب، وسماع كلام الناس بعضهم ببعض وقبول ذلك دون تمحيص أو تثبت، ورفع الصوت إلا لحاجة، والغلظة في الخطاب لأن الأصل في خطاب الناس مؤمنهم وكافرهم اللين وإذا كان لين الكلام يجمل مع كل أحد فلأن يجمل مع من له حق أو جاه أو رياسة من باب أولى فمخاطبة هؤلاء باللين أمر مطلوب شرعاً وعقلاً وفطرة ولكن قد يعدل المسلم أحياناً عن هذا الأسلوب حسب ما تقتضيه الحكمة ومقامات الأحوال، ومن الأخطاء الكلام القبيح وهو منهيٌ عنه حتى للكفار إلا في حدود ضيقه ، ومن الأخطاء الشدة في العتاب فالعاقل اللبيب لا يُعاتب إخوانه عند كل صغيرة وكبيرة بل يلتمس لهم المعاذير ويحملهم على أحسن المحامل وإن كان هناك ما يستوجب العتاب عاتبهم عتاباً ليناً رقيقاً وما أحسن المرء أن يتغاضى عن ذنوب أصحابه أما إذا كان الخطأ عن زهد في الصحبة فلك أن تزهد به، ومن الأخطاء أيضاً حب المعارضة والمخالفة بلا موجب لأن المروءة تقتضي موافقة المرء إخوانه إذا أصابوا وتسديدهم برفق إذا أخطأوا وأن يتوقف إذا لم يتبين له الصواب من الخطأ ، وينبغي للمرء أن يُساير جلساءه إلا أن ينحرفوا عن الرشد ويتحامى ما يُؤلمهم إلا أن يتألموا من صوت الحق.
ومن الأخطاء أيضاً بذاءة اللسان والتفحش في القول وينبغي أن يستعمل في ذلك الكنايات ويعبر عنها بعبارة جميلة يُفهم بها الغرض ما لم تدع حاجة إلى التصريح بصريح الاسم فلا بأس بذلك بل هو المتعين، ومن الأخطاء التقعر في الكلام والمقصود أن لا يُغرق في التكلف فيتعدى حدود الذوق أما حسن المنطق وجمال العبارة ورشاقة الألفاظ فمحمود مرغوب فيها خصوصاً إذا كان في بيان الحق وبالجملة فليحرص المرء على تجنب السوقي القريب ووحشي اللغة حتى يكون كلامه حالاً بين حالين والأعمال بالنيات فلا ينبغي التكلف وخاصة الإغراق في القول وتحري وحشي اللغة في حال مخاطبة العوام، ومن الأخطاء الخوض فيما لا طائل تحته، وكثرة التلاوم، وكثرة الشكوى إلى الناس، وكثرة الحديث عن النساء وليس المقصود هنا ما يدور في مجال الخنا والفسق والفجور من تشبيب ومجون إنما المقصود الكلام البريء عنهن كالتفاخر بالتعدد ونحو ذلك ووصف محاسنهن ، وليس المقصود من هذا أيضاً أن يُمنع الحديث عن النساء بإطلاق ولكن المقصود أن يكون بكثرة، ومن الأخطاء كثرة الهزل بل ينبغي التوسط لأن الانقباض عن الناس مكسبه للعداوة والإفراط في الأنس مكسبه لقرناء السوء، وينبغي أن يكون المزاح كالملح في الطعام، ومن الأخطاء كثرة الحلف وأما ما كان لحاجة فلا بأس به ، ومن الأخطاء التتبع لعثرات الجليس لأن المروءة تقتضي أن يتعامى المرء عن عيوب جليسه وأن يتغاضى عما يصدر منه من خطل أو زلل ليحفظ على جليسه
كرامته وغُربته ثم إن رأى منه أمراً يستوجب التنبيه نبهه بلطف وأدب دون أن يخدش كرامته، ومن الأخطاء أيضاً إظهار الملالة من الجليس لأن طلاقة الوجه وطيب الكلام من حقوق الضيافة والقرى، ومن الأخطاء تكليف الرجل جلاسه بخدمته، وتناجي الاثنين دون الواحد وما في معناهما إلا أن يستأذناه فيأذن فلا حرج إذاً، ومن الأخطاء القيام بما ينافي الذوق في المجالس، ومزاولة المنكرات في المجالس كشرب الدخان وسماع الأغاني ومشاهدة المحرمات من أفلام خليعة وحولها وكالغيبة والنميمة والاستهزاء بالدين وبعباد الله الصالحين ونحو ذلك فلا يجوز شهود هذه المجالس ولا السكوت عما يدور فيها لمن حضرها، وحضور مجالس اللغو ومداهنة أهلها لا يجوز إلا إذا كان سينكر عليهم أما إذا سكت عنهم فقد وقع في المداهنة المحرمة لأن حضوره بلا عذر ولا موجب شرعي وسكوته عن المنكر إنما هو إقرار ورضاً عما يصدر منهم وهذه هي المداهنة المذمومة وحقيقتها إظهار الرضا بما يصدر من الظالم أو الفاسق من قول باطل أو عمل مكروه ، وهذه هي المداهنة فلا تُلبَس بالمدارة المحمودة وحقيقة المداراة ترجع إلى حسن اللقاء وطيب الكلام والتودد للناس وتجنب ما يُشعر بغضب أو سخط أو ملالة وكل ذلك من غير ما ثلم للدين في جهة من الجهات ، فمن المدارة المحمودة أن تُغشى تلك المجالس بنية الإصلاح وتغيير المنكر أو تخفيف الشر فتأخذ بسنة المداراة فتتلطف مع أهل المجلس وتُنكر عليهم برفق وتأخذ بأيديهم إلى ما فيه نجاتهم وسلامتهم مراعياً بذلك الحكمة متجنباً ما يُشعر بغضبهم أو ملالتهم فهذا العمل محمود مبرور وأنت فيه مأجور غير مأزور فإذا ما رأيت منهم إعراضاً عن الحق وتمادياً في الضلالة والغواية أو لمست منهم عناداً أو خشيت على نفسك من سلوك سبيلهم فالسلامة السلامة والنجاء النجاء، ومن الأخطاء أيضاً الجلوس على هيأة تُشعر بقلة الأدب إلا لعذر، والجلوس وسط الحلقة، والتفريق بين اثنين متجالسين دون إذنهما إلا إذا أذن الجالسان أن يجلس بينهما فلا بأس بذلك، وكذلك من الأخطاء إقامة الرجل من مجلسه والجلوس مكانه، والجلوس في مكان الرجل إذا قام لحاجة، والتقدم بحضرة الأكابر، وقلة التفسح في المجالس، وترك الاستئذان حال دخول البيوت، وترك السلام حال دخول المجلس وحال الخروج منه، والإخلال بأمانة المجلس، والتجسس والتحسس أما إذا كان التجسس والتحسس طريقاً لدرء مفسدة عظيمة كالقتل أو سرقة أو نحو ذلك فتجسسنا عليهم لنحول بينهم وبين ما يشتهون فلا حرج في ذلك بل قد يجب على من يعنيه الأمر وكذلك إذا كان التجسس يجلب مصلحة كبيرة فلا بأس بذلك.
ومن الأخطاء كذلك الجلوس في الطرقات دون إعطائها حقها، وفقدان المودة والصفاء وشيوع الكراهية والبغضاء، وقلة ذكر الله في المجالس، وقلة المبالاة وغير ذلك.
فقه الجدال بالتي هي أحسن:
اعلم أخي أن الجدال والمراء والخصومة والجدال قد يكون بحق وقد يكون بباطل ، فإن كان الجدال الوقوف على الحق وتقريره كان محموداً ، وإن كان في مدافعة الحق أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً وعلى هذا التفصيل تنزيل النصوص الواردة في إباحته وذمه.
ومن الحكمة في جدال المخالف أن يتدرج المحاور في طرح أفكاره ، ومن حسن السياسة ألا يجهر برأيه الصريح في صدر المقالة وإنما يبتدئ بما يخف على المُخاطبين سماعه من المعاني الحائمة حول الغرض ثم يعبر عن المراد بلفظ مُجمل ثم يدنو من إيضاحه شيئاً فشيئاً حتى لا يُفصح عنه إلا وقد ألفته نفوسهم وهدأت له خواطرهم.
ومن الأخطاء التي ينبغي اجتنابها في المحاورة والمجادلة التهكم بالمحاور إلا إذا اقتضى الحال ذلك، والتحدي والإفحام ولا ينبغي المصير إليه لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف كما يُقال،