الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الباء
1693 -
" بئس الخطيب أنت"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه مسلم (870) عن عدي بن حاتم أنّ رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بئس الخطيب أنت قل: ومن يعص الله ورسوله"
1694 -
"بئس الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجيعان"
قال الحافظ: ووقع في رواية للطبراني من حديث ابن عباس: فذكره" (2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12754) و"الأوسط"(6186) ثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ثنا عبد القدوس بن محمد الحبحابي ثنا سعيد بن سويد المغولي ثنا عمران القطان أبو العوام عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس مرفوعا "شرّ الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجائع".
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، ولا عن عمران إلا سعيد بن سويد، تفرد به عبد القدوس بن محمد"
قلت: وأبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي قال الدارقطني: ليس بالقوي (سؤالات الحاكم ص 152)
وتابعه البزار (كشف 1240) عن عبد القدوس بن محمد به.
ولفظه "يدعى إليه الغني ويترك الفقير"
(1) 1/ 67 (كتاب الإيمان- باب حلاوة الإيمان)
(2)
11/ 154 (كتاب النكاح - باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله)
وقال: لم نسمعه إلا من عبد القدوس عن سعيد ولم يتابع عليه"
قلت: وهو ثقة كما قال النسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال مسلمة: لا بأس به.
وسعيد بن سويد لم أقف له على ترجمة، وعمران هو ابن داود القطان وهو مختلف فيه: وثفه جماعة، وضعفه آخرون، فهو حسن الحديث، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي العالية.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزار وفيه سعيد بن سويد المغولي ولم أجد من ترجمه، وفيه عمران القطان وثقه أحمد وجماعة، وضعفه النسائي وغيره" المجمع 4/ 53
وللحديث شاهد عن أبي هريرة أخرجه البخاري (فتح 11/ 154)
1695 -
حديث أبي قلابة قال: قيل لأبي مسعود: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال "بئس مطية الرجل"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات إلا أنّ فيه انقطاعا" (1)
يرويه الأوزاعي واختلف عنه:
- فقال الوليد بن مسلم: ثنا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير ثني أبو قلابة ثني أبو عبد الله رفعه "بئس مطية الرجل (2) زعموا"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2798) والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الإصابة"(11/ 241) والطحاوي في "المشكل"(185) وأبو نعيم في "الصحابة"(6885) والقضاعي (1335)
وقال: أظنّ أبا عبد الله المذكور في هذا الحديث حذيفة بن اليمان لأنّه كان مع أبي مسعود بالكوفة وكانوا يتجالسون ويسأل بعضهم بعضا وكنية حذيفة أبو عبد الله"
وقال الحافظ: وسنده صحيح متصل أمن فيه من تدليس الوليد وتسويته" الإصابة 11/ 241
- ورواه عبد الله بن المبارك في "الزهد"(377) عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي مسعود قال: قيل له: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال "بئس مطية الرجل"
(1) 13/ 169 (كتاب الأدب - باب ما جاء في زعموا)
(2)
زاد ابن أبي عاصم "المسلم"
فجعله عن أبي مسعود.
ومن طريقه أخرجه القضاعي (1336) والبغوي في "شرح السنة"(8892)
- ورواه وكيع عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة قال: قال أبو عبد الله لأبي مسعود أو قال أبو مسعود لأبي عبد الله -يعني حذيفة- ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول "بئس مطية الرجل"
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 636 - 637) وأحمد (1)(5/ 401) وأبو داود (2)(4972)
وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الأوزاعي به.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(762) والطحاوي في "المشكل"(186) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 179/ ب) والقضاعي (1334)
- ورواه الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي فلم يشك.
قال: سمعت الأوزاعي قال: ثني يحيى بن أبي كثير ثني أبو قلابة الجَرْمي قال: قال أبو عبد الله الجرمي لأبي مسعود: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول "بئس مطية الرجل"
أخرجه البيهقي (10/ 247)
ودلت هذه الرواية على أنّ أبا عبد الله ليس هو حذيفة وإنما غيره، ولم أقف له على ترجمة.
والحديث اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه يحيى بن عبد العزيز الأردني اليمامي عنه عن أبي قلابة عن أبي المهلب أنّ عبد الله بن عامر قال: يا أبا مسعود، ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا؟ قال: سمعته يقول: "بئس مطية الرجل"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(763) والخرائطي في "المساوىء"(679)
ويحيى بن عبد العزيز الأردني اليمامي قال أبو حاتم: ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.
(1) سقط من إسناده "عن وكيع"
(2)
وقال: أبو عبد الله هذا حذيفة. وتعقبه الحافظ فقال: كذا قال، وفيه نظر لأنّ أبا قلابة لم يدرك حذيفة، وقد صرح في رواية الوليد بن مسلم بأنْ أبا عبد الله حدثه والوليد أعرف بحديث الأوزاعي من وكيع" المقاصد الحسنة.
1696 -
"بئسما لأحدكم أنْ يقول نسيت آية كذا وكذا"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 10/ 456 و 462) ومسلم (790) عن ابن مسعود.
1697 -
"بادروا بالأعمال ستا: إمرةَ السفهاء، وكثرة الشُّرَط وبيعَ الحكم"
قال الحافظ: وأخرج أحمد وغيره من طريق عَبْس ويقال عابس الغفاري أنّه قال: يا طاعون خذني، فقال له عُليم الكندي: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يتمنينّ أحدكم الموت" فقال: إني سمعته يقول: فذكره، الحديث، وأخرج أحمد أيضاً من حديث عوف بن مالك نحوه، وأنّه قيل له: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما عُمِّرَ المسلم كان خيرا له" الحديث وفيه الجواب نحوه" (2)
صحيح
وله عن عابس الغفاري طريقان:
الأول: يرويه زاذان أبو عمر الكندي واختلف عنه:
- فرواه شريك بن عبد الله القاضي عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن زاذان أبي عمر عن عليم الكندي قال: كنا (3) جلوسا على سطح، معنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (قال يزيد بن هارون: لا أعلمه إلا عبسا الغفاري (4)) والناس يخرجون (5) في الطاعون (6)، فقال عبس: يا طاعون خذني، ثلاثاً يقولها، فقال له عليم (7)، لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يتمنى (8) أحدكم الموت، فإنه عند إنقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب"؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بادروا بالموت ستاً (9): إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوا (10) يتخذون القرآن مزامير،
(1) 3/ 343 (كتاب الصلاة- أبواب السهو- باب يكبر في سجدتي السهو)
(2)
12/ 232 (كتاب المرضى- باب تمني المريض الموت).
(3)
ولفظ ابن عبد البر "كنت مع عبس الغفاري على سطح له، فرأى قوما يتحملون من الطاعون، فقال".
(4)
وعند الحارث "ولا أعلمه إلا قال: عبس الغفاري"
(5)
لفظ الطبراني "يترحلون" ولفظ التمهيد "يتحملون من"
(6)
زاد الطبراني "فقال: ما لهم؟ قالوا: يفرون من الطاعون"
(7)
وعند الطبراني "فقال له ابن عم له"
(8)
وفي لفظ "يتمنين"
(9)
لفظ الطبراني "تمنوا الموت عند خصال ست"
(10)
ولفظ الحارث والطبراني "نَشْو"
يقدمونه يُغنيهم (1) وإن كان أقل منهم فقها (2) "
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 80 - 81) وابن أبي شيبة (15/ 240 - 241) وأحمد (3/ 494 - 495) واللفظ له والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 613) والطحاوي في "المشكل"(1389) وأبو نعيم في "الصحابة"(5550)
عن يزيد بن هارون
والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 80)
عن حمدان
والطحاوي في "المشكل"(1390) والطبراني في "الكبير"(18/ 36 - 37) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 147)
عن محمد بن سعيد بن الأصبهاني
وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5777) والجورقاني في "الأباطيل"(724)
عن سويد بن سعيد الهروي
وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(289)
عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني
كلهم عن شريك به.
- ورواه ليث بن أبي سليم عن عثمان بن عمير أبي اليقظان واختلف عن ليث:
• فرواه عمرو بن عاصم الكلابي عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن ليث، واختلف عن عمرو:
فرواه إبراهيم بن المستمر العُرُوقي عن عمرو بن عاصم كرواية شريك إلا أنه سمى الصحابي أبا عبس.
أخرجه البزار (كشف 1610) عن إبراهيم بن المستمر به.
ورواه بشر بن آدم بن يزيد البصري عن عمرو بن عاصم فلم يذكر عليما الكندي وسمى الصحابي عابس الغفاري.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 310 - 311) والطبراني في "الكبير"(18/ 36)
(1) ولفظ التمهيد "يقدمون الرجل ليغنيهم بالقرآن"
(2)
ولفظ الطبراني "وليس بأفقههم"
• ورواه غير واحد عن ليث فلم يذكروا عليما الكندي، منهم:
1 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 80) والطبراني في "الكبير"(18/ 34 - 35)
2 -
جرير بن عبد الحميد الرازي.
أخرجه الطبراني (18/ 35)
3 -
فضيل بن عياض.
أخرجه الطبراني (18/ 35)
4 -
يعقوب بن إبراهيم.
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 81)
5 -
محمد بن فضيل الكوفي.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 310) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(324)
• ورواه عمار بن رزيق عن ليث فلم يذكر زاذان ولا عليما الكندي.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 38) وفي "الآحاد"(1024)
• ورواه موسى بن أعْيَن الجَزَري عن ليث عن عثمان بن عمير عن زاذان عن عابس الغفاري عن أبي ذر.
أخرجه أبو عمرو الداني (436)
وليث وعثمان ضعيفان.
- ورواه موسى الجهني عن زاذان عن عابس الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته ست خصال: إمرة الصبيان، وكثرة الشرط، والرشوة في الحكام، وقطيعة الرَّحِم، واستخفاف بالدم، ونَشْو يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أفضلهم يغنيهم غناء".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 37) و"الأوسط"(689) عن أحمد بن علي الأبار ثنا علي بن خشرم (1) ثنا عيسى بن يونس عن موسى الجهني به.
(1) رواه الزبير بن بكار عن عيسى بن يونس فقال فيه: عن زاذان قال: كنا مع عبد الله بن عباس على سطح له، وذكر الحديث.
أخرجه السمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 416)
وهذا أسناد صحيح رواته ثقات، وموسى هو ابن عبد الله ويقال ابن عبد الرحمن الجهني، وزاذان لقي عابسا الغفاري كما في الرواية التي أوردها الحافظ في "الإصابة"(5/ 265 - 266)
وقال: أخرجه الطبراني وابن شاهين وأبو بكر بن أبي علي"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن موسى إلا عيسى"
قلت: لم ينفرد عيسى بن يونس به بل تابعه مِنْدل بن علي العَنَزي عن موسى الجهني.
أخرجه الخرائطي في "المساوىء"(276) والطبراني في "الكبير"(18/ 37)
ومندل ضعيف.
الثاني: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن عابس الغفاري أنّه كان على سطح وذكر الحديث.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1023) وفي "الديات"(ص 38) وابن نصر في "قيام رمضان"(ص 219) والطبراني في "الكبير"(18/ 34) و"الأوسط"(8731) من طرق عن عبد الله بن صالح المصري ثني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي أمامة عن عابس إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن أيوب"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني، وعبيد الله بن زحر مختلف فيه.
وللحديث شاهد عن عوف بن مالك وآخر عن الحكم بن عمرو الغفاري
فأما حديث عوف بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 57) من طريق النضر بن شميل عن النَّهَّاس بن قَهْم عن شداد أبي عمار عن عوف بن مالك رفعه "أخاف عليكم ستا: إمارة السفهاء، وسفك الدماء، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، ونشو يتخذون القرآن مزامير، وكثرة الشرط"
واختلف فيه علي النّهاس بن قهم:
فأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 244) وأحمد (6/ 22) والطبراني في "الكبير"(18/ 57)
عن وكيع
وأحمد (6/ 23)
عن محمد بن بكر البُرْساني
كلاهما عن النّهاس بن قهم أبي الخطاب عن شداد أبي عمار الشامي قال: قال عوف بن مالك: يا طاعون خذني إليك، فقالوا: أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما عمر المسلم كان خيرا له (1) "؟ قال: بلى ولكني أخاف ستا: إمارة السفهاء، وبيع الحكم، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، ونشوا ينشون يتخذون القرآن مزامير، وسفك الدم" موقوف
وإسناده ضعيف لضعف النّهاس بن قهم.
وأما حديث الحكم بن عمرو الغفاري فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3162) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا جميل بن عبيد الطائي ثنا أبو المعلى قال: قال الحكم الغفاري: يا طاعون خذني إليك، فقال له رجل من القوم: لم تقول هذا؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ألا لا يتمنين أحدكم الموت"؟ قال: قد سمعت ما سمعتم ولكني أبادر ستا: بيع الحكم، وكثرة الشرط، وإمارة الصبيان، وسفك الدماء، وقطيعة الرحم، ونشو يكون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير"
واختلف فيه على الحسين بن إسحاق التستري، فرواه الحسن بن محمد بن إسحاق المهرجاني عنه ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ثنا جميل بن عبيد الطائي ثنا أبو المعلى عن الحسن قال: قال الحكم بن عمرو الغفاري: فذكر الحديث.
زاد فيه "عن الحسن"
أخرجه الحاكم (3/ 443) وسكت عليه.
وأبو المعلى ترجمه ابن عبد البر في "لكنى"(2/ 1291) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا.
طريق أخرى: قال ابن جُريج: حدثني غير واحد عن أبي هريرة أنّه سمع رجلاً ذكروا أنّه الحكم الغفاري أنّه قال: يا طاعون خذني الليل، قال أبو هريرة: ما سمعت يا أبا فلان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يدعو أحدكم بالموت فإنّه لا يدري على أيّ شيء هو منه، قال: بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ستا، أخشى أنْ يدركني بعضهن، قال "بيع الحكم، وإضاعة الدم، وإمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وناس يتخذون القرآن مزامير يتغنون به".
(1) وفي لفظ "إنّ المؤمن لا يزيده طول العمر إلا خيرا"
أخرجه عبد الرزاق (4186) عن ابن جريح به.
1698 -
عن غير واحد قالوا: وحثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة -يعني في غزوة تبوك- فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال: يا رسول الله، مالي ثمانية آلاف، جئتك بنصفها وأمسكت نصفها، فقال:"بارك الله فيما أمسكت وفيما أعطيت"
قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "المغازي" بغير أسناد، وأخرجه الطبري من طريق يحيى بن أبي كثير، ومن طريق سعيد عن قتاده، وابن أبي حاتم من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة، والمعنى واحد، قال: فذكره، وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر" الحديث، وكذا أخرجه الطبري من طريق العَوفي عن ابن عباس نحوه، ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب بمعناه، وعند عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعمائة أوقية من ذهب فقال؛ إنّ لي ثمانمائة أوقية من ذهب" الحديث، وأخرجه عبد الرزاق عن مَعْمَر عن قتادة فقال: ثمانية آلاف دينار، ومثله لابن أبي حاتم من طريق مجاهد، وأصح الطرق فيه ثمانية آلاف درهم، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره" (1)
حديث يحيى بن أبي كثير أخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 297) عن المثني بن إبراهيم الآملي ثنا محمد بن رجاء أبو سهل العباداني ثنا عامر بن يَسَاف اليمامي عن يحيى بن أبي كثير قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مالي ثمانية آلاف، جئتك بأربعة آلاف فاجعلها في سبيل الله، وأمسكت أربعة آلاف لعيالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بارك الله فيما أعطيت وفيما أمسكت" وجاء رجل آخر فقال: يا رسول الله، بتّ الليلة أجر الماء على صاعين، فأما أحدهما فتركت لعيالي، وأما الآخر فجئتك به، اجعله في سبيل الله، فقال "بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت" فقال ناس من المنافقين: والله ما أعطى عبد الرحمن إلا رياء وسمعة، ولقد كان الله ورسوله غنيين عن صاع فلان، فأنزل الله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] يعني عبد الرحمن بن عوف {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] يعني صاحب الصاع {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79].
(1) 9/ 401 - 402 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79].
وهذا مرسل، والمثنى بن إبراهيم ومحمد بن رجاء لم أر من ترجمهما، وعامر بن يساف مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن عدي.
وحديث قتادة سيأتي الكلام عليه في حرف الجيم، فانظر حديث "جاء رجل من الأنصار يقال له: الحبحاب"
وحديث عكرمة أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10500) عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنبا حفص بن عمر أنبا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: لما كان يوم فطر أخرج عبد الرحمن بن عوف مالاً عظيما، وأخرج عاصم بن عدي كذلك، وأخرج رجل صاعين، وآخر صاعا، فقال قائل من الناس: إن عبد الرحمن إنما جاء بما جاء به فخرا ورياء، وأما صاحب الصاع والصاعين فإن الله ورسوله أغنياء عن صاع وصاع، فسخروا بهم، فأنزلت فيهم هذه الآية {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79].
وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر العدني.
وحديث ابن عباس له عنه طرق:
الأول: يرويه عطية بن سعد العَوْفي عن ابن عباس، قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الناس يوما فنادى فيهم: أنِ اجمعوا صدقاتكم، فجمع الناس صدقاتهم، ثم جاء رجل من أحوجهم بمنّ من تمر، فقال: يا رسول الله، هذا صاع من تمر، بتّ ليلتي أجرّ بالجرير الماء، حتى نلت صاعين من تمر، فأمسكت أحدهما، وأتيتك بالآخر، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقات، فسخر منه رجال وقالوا: والله إن الله ورسوله لغنيان عن هذا، وما يصنعان بصاعك من شيء، ثم إنّ عبد الرحمن بن عوف رجل من قريش من بني زهرة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل بقي من أحد من أهل هذه الصدقات؟ فقال "لا" فقال عبد الرحمن بن عوف: إنّ عندي مائة أوقية من ذهب في الصدقات، فقال له عمر بن الخطاب: أمجنون أنت؟ فقال: ليس بي جنون، فقال: أتعلم ما قلت؟ قال: نعم، مالي ثمانية آلاف: أما أربعة آلاف فأقرضها ربي، وأما أربعة آلاف فلي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت" وكره المنافقون فقالوا: والله ما أعطى عبد الرحمن عطيته إلا رياء. وهم كاذبون، إنما كان به متطوعا، فأنزل الله عذره، وعذر صاحبه المسكين الذي جاء بالصاع من التمر، فقال الله في كتابه {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] الآية.
أخرجه الطبري (10/ 194 - 195) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس به.
وإسناده ضعيف (1).
الثاني: يرويه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءه رجل من الأنصار بصاع من طعام، فقال بعض المنافقين: والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء، وقالوا: إن الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10506) عن أبيه
والطبري (10/ 194) عن المثنى بن إبراهيم الآملي قالا: ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة به.
وعلي بن أبي طلحة قال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير، ومعاوية بن صالح هو الحضرمي وثقه أحمد وغيره وعبد الله بن صالح مختلف فيه، والمثنى لم أقف له على ترجمة، وأبو حاتم أحد الأئمة.
الثالث: يرويه مجاهد قال: قال ابن عباس: أمر النبي صلى الله عليه وسلم "المسلمين أنْ يجمعوا صدقاتهم، وإذا عبد الرحمن بن عوف قد جاء بأربعة آلاف، فقال: هذا مالي أقرضه الله، وقد بقي له مثله، فقال له "بورك لك فيما أعطيت وفيما أمسكت" فقال المنافقون: ما أعطى إلا رياء، وما أعطى صاحب الصاع إلا رياء، إن الله ورسوله لغنيين عن هذا، وما يصنع الله بصاع من شيء.
أخرجه الطبري (10/ 197) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثني حجاج بن محمد عن ابن جريج عن مجاهد به.
والقاسم لم أر من ترجمه، والحسين بن داود هو الملقب بسُنيد مختلف فيه، والباقون ثقات، وابن جريج مدلس وقد عنعن.
واختلف عن الحجاج بن محمد، فرواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عنه فلم يذكر ابن عباس.
(1) انظر حديث "حسبنا الله ونعم الوكيل"
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10507)
وحديث الربيع بن أنس أخرجه الطبري (10/ 196) عن المثنى بن إبراهيم الآملي ثنا إسحاق ثنا عبد الرحمن بن سعد أنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] قال: أصاب الناس جهد شديد، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يتصدقوا، فجاء عبد الرحمن بأربعمائة أوقية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم بارك له فيما أمسك" فقال المنافقون: ما فعل عبد الرحمن هذا إلا رياء وسمعة، قال: وجاء رجل بصاع من تمر، فقال: يا رسول الله آجرت نفسي بصاعين، فانطلقت بصاع منهما إلى أهلي، وجئت بصاع من تمر، فقال المنافقون: إنْ الله غني عن صاع هذا، فأنزل الله هذه الآية {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79].
المثنى بن إبراهيم تقدم، وإسحاق هو ابن الحجاج الرازي الطاحوني ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وعبد الرحمن هو ابن عبد الله بن سعد الدَّشتكي قال ابن معين وأبو حاتم: لا بأس به، وأبو جعفر هو الرازي مختلف فيه.
ولم ينفرد الطاحوني به بل تابعه محمد بن عمار بن الحارث الرازي ثنا عبد الرحمن الدشتكي به.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10509)
ومحمد بن عمار قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": ثقة صدوق.
وحديث مجاهد أخرجه الطبري (10/ 195) من طريقين عن عبد الله بن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79] قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بصدقة ماله أربعة آلاف، فلمزه المنافقون، وقالوا: راءى {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] قال: رجل من الأنصار آجر نفسه بصاع من تمر لم يكن له غيره، فجاء به فلمزوه، وقالوا: كان الله غنيا عن صاع هذا.
مرسل.
وحديث أنس أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10504) عن أبيه ثنا عيسى بن يونس الرّملي ثنا مؤمل عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أو غيره أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس بصدقة، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف فقال: يا رسول الله هذه صدقة، فلمزه بعض القوم فقال: ما جاء بهذه عبد الرحمن إلا رياء، وجاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال بعض القوم: ما كان الله أغنى عن صاع أبي عقيل، فنزلت
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] إلى قوله {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80].
وإسناده حسن، عيسى بن يونس قال أبو داود وغيره: صدوق، ومؤمل هو ابن إسماعيل البصري صدوق كثير الخطأ، والباقون ثقات.
1699 -
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفَّأَ إنسانا قال: "بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: فذكره" (1)
حسن
أخرجه سعيد بن منصور (522) عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي أني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ إنسانا فقال "بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما بخير".
وأخرجه أحمد (2/ 381) عن سعيد بن منصور به.
وأخرجه أحمد (2/ 381) والدارمي (2180) وأبو داود (2130) وابن ماجه (1905) والترمذي (1091) والنسائي في "اليوم والليلة"(259) وأبو يعلى في "معجمه"(325) وابن حبان (4052) وفي "الثقات"(9/ 227) والطبراني في "الدعاء"(938) وابن السني (604) والخطابي في "الغريب"(1/ 294 - 295 و295) والحاكم (2/ 183) والبيهقي (7/ 148) وفي "الدعوات"(495) من طرق عن الدراوردي به.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: إسناده حسن، عبد العزيز وسهيل صدوقان، وأبو صالح ذكوان ثقة ثبت.
1700 -
قالت أم سلمة: بال الحسن أو الحسين على بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركه حتى قضى بوله، ثم دعا بماء فصبه عليه.
قال الحافظ: روى الطبراني في "الأوسط" من حديث أم سلمة بإسناد حسن قالت:
(1) 11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج؟)
فذكرته، ولأحمد عن أبي ليلى نحوه. ورواه الطحاوي من طريقه، قال "فجيء بالحسن" ولم يتردد. وكذا للطبراني عن أبي أمامة" (1)
هذه الأحاديث الثلاثة ذكرها الحافظ عند شرحه لحديث عائشة: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه" قال (قوله بصبي) يظهر لي أنّ المراد به ابن أم قيس المذكور بعده، ويحتمل أنْ يكون الحسن بن علي، أو الحسين، ثم ذكر هذه الأحاديث، قال: وإنما رجحت أنّه غيره لأنّ عند المصنف في العقيقة من طريق يحيى القطان عن هشام بن عروة "أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بصبي يحنكه" وفي قصته "إنه بال على ثوبه" وأما في قصة الحسن ففي حديث أبي ليلى وأم سلمة "أنه بال على بطنه صلى الله عليه وسلم" وفي حديث زينب بنت جحش عند الطبراني "أنّه جاء وهو يحبو والنبي صلى الله عليه وسلم نائم، فصعد على بطنه ووضع ذكره في سرته فبال" فذكر الحديث بتمامه فظهرت التفرقة بينهما"
قلت: وفي الباب أيضاً عن أبي السمح وعن لبابة بنت الحارث.
فأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6193) عن محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان الواسطي قال: وجدت في كتاب جدي بخطه: عن هشيم عن يونس عن الحسن عن أمه عن أم سلمة أنْ الحسن أو الحسين بال على بطن النبي صلى الله عليه وسلم، فذهبوا ليأخذوه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تُزرِموا ابني ولا تستعجلوه" فتركه حتى قضى بوله، فدعا بماء فصبه عليه.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يونس إلا هشيم، تفرد به محمد بن حنيفة"
وقال الهيثمي: وإسناده حسن إن شاء الله لأنّ في طريقه وجادة" المجمع 1/ 285
قلت: محمد بن حنيفة قال الدارقطني: ليس بالقوي (تاريخ بغداد 2/ 296) وهشيم مدلس وقد عنعن.
وأما حديث أبي ليلى فأخرجه ابن أبي شيبة (1269) وأحمد (4/ 347 - 348) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2151) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 94) والطبراني في "الكبير"(6424)
عن وكيع
وابن أبي الدنيا في "العيال"(236 و 672) والطحاوي (1/ 93)
(1) 1/ 338 (كتاب الوضوء- باب بول الصبيان)
عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط
كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى (1) عن جده أبي ليلى قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فجاء الحسين (2) بن علي يحبو حتى جلس (3) على صدره فبال عليه، فابتدرناه لنأخذه (4)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ابني ابني" ثم دعا بماء فصبه عليه (5).
واللفظ لابن أبي شيبة.
قال الهيثمي: وفيه محمد بن أبي ليله وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 46
قلت: ولم ينفرد محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به بل تابعه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن جده عن أبي ليلى قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صدره أو بطنه الحسن أو الحسين فبال، فرأيت بوله أساريع فقمنا (6) إليه فقال "دعوا ابني (7) لا تفزعوه حتى يقضي بوله ثم أتبعه الماء"
أخرجه أحمد (4/ 348) واللفظ له
عن الحسن بن موسى الأشيب
والطبراني في "الكبير"(6423)
عن عمرو بن خالد الحرّاني
قالا: ثنا زهير ثنا عبد الله بن عيسى به.
وزهر هو ابن معاوية واختلف عليه في هذا الحديث:
• فرواه أسود بن عامر الشامي عنه عن عبد الله بن عيسى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى، ولم يذكر عبد الرحمن بن أبي ليلى.
(1) سقط من إسناد أحمد "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى" وأظنه من الناسخ أو الطابع فقد أخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه فأثبته.
(2)
وفي رواية "الحسن" وفي رواية أخرى "الحسن أو الحسين"
(3)
وفي لفظ "صعد"
(4)
وفي لفظ "فأراد بعض القوم أن يتناوله" وفي لفظ آخر "فأراد القوم أن يعجلوه"
(5)
وفي لفظ "فلما قضى بوله صب عليه الماء"
(6)
ولفظ الطبراني "فوثبت"
(7)
زاد الطبراني "حتى يقضي بوله"
أخرجه أحمد (4/ 348)
• ورواه يحيى بن صالح الوُحَاظي عن زهير عن عبد الله بن عيسى عن جده عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى، ولم يذكر عيسى بن عبد الرحمن.
أخرجه الطحاوي (1/ 94)
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7699) من طريق عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بالحسين فجعل يقبله وهو في حجره فبال، فذهبوا ليناولوه فقال "لا تقطعوا دره" فتركه حتى فرغ من بوله.
قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان وقد أجمعوا على ضعفه" المجمع 1/ 285
وأما حديث أبي السمح وحديث زينب بنت جحش وحديث لبابة بنت الحارث فقد تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "إنما يغسل من بول الأنثى"
1701 -
حديث عبد الرحمن بن حسنة: بال رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة"
قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما، وهو حديث صحيح صححه الدارقطني وغيره" (1)
أخرجه الحميدي (882) وابن أبي شيبة (1/ 122 و 3/ 375 - 376) وأحمد (4/ 196) وأبو داود (22) وابن ماجه (346) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 284) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2588) والنسائي (1/ 28) وفي "الكبرى"(26) وابن الجارود (131) وأبو يعلى (932) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1922) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 172) وابن حبان (3127) والحاكم (1/ 184) والبيهقي (1/ 101 و 104) وفي "إثبات عذاب القبر"(130) والمزي في "تهذيب الكمال"(17/ 67 - 68) من طرق عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال: كنت (2) أنا وعمرو بن العاص جالسين، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه (3) دَرَقة (4) أو شبهها (5) فاستتر بها (6)، ثم بال وهو
(1) 1/ 340 - 341 (كتاب الوضوء- باب البول قائما وقاعدا)
(2)
ولفظ أبي داود وغيره "إنطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم"
(3)
وفي لفظ لأبي يعلى وغيره "وفي يده كهيئة الدرقة"
(4)
ولفظ الحميدي "حجفة"
(5)
زاد يعقوب بن سمان "فجلس"
(6)
وفي لفظ لأبي يعلى وغيره" فوضعها" وزاد النسائي "ثم جلس خلفها"
جالس (1)، فقلنا (2): أيبول رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) كما تبول المرأة، قال: فجاءنا (4) فقال "أو ما علمتم (5) ما أصاب (6) صاحب بني إسرائيل؟ كان الرجل منهم إذا أصابه شيء من البول قرضه بالمقراض (7)، فنهاهم عن ذلك (8)، فعذب في قبره"
واللفظ لأحمد وابن أبي شيبة من حديث وكيع عن الأعمش.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ومن شرط الشيخين، تفرد زيد بالرواية عن عبد الرحمن بن حسنة ولم يخرجاه بهذا اللفظ"
1702 -
"بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما"
قال الحافظ: رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وغيره من طريق عاصم بن لقيط بن صَبِرَة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: فذكره" (9)
صحيح
أخرجه الطيالسي (ص 191) والشافعي في "مسنده"(ص 15) وعبد الرزاق (79 و 80) وأبو عبيد في "الطهور"(270) وابن أبي شيبة (1/ 11 و 27) وأحمد (4/ 32 - 33 و 33 و 211) والبخاري في "الأدب المفرد"(166) والدارمي (711) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 515 - 516 و 516) وأبو داود (142 و143 و144 و2366 و3973) وابن ماجه (407 و 448) والترمذي (38 و788) والحربي في "الغريب"(1/ 310) وبحشل في "تاريخ واسط"(ص 209 - 210) والنسائي (1/ 57 و 67) وفي "الكبرى"(98 و 117) وابن الجارود (80) والدولابي في "حديث سفيان الثوري" كما في "نصب الراية"(1/ 16) وابن خزيمة (150 و168) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(34 و 733) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2049) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 376) والطحاوي في
(1) زاد ابن الجارود والبيهقي "فتكلمنا بيننا"
(2)
وفي لفظ للنسائي وغيره "فقال بعض القوم" ولفظ يعقوب بن سفيان "فقلت أنا وصاحبي" ولفظ الحاكم "فقلت لصاحبي"
(3)
ولفظ أبي داود وغيره "انظروا إليه يبول" ولفظ يعقوب "انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يبول"
(4)
ولفظ النسائي وغيره "فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم"
(5)
وفي لفظ "ويحك أما علمت"
(6)
ولفظ ابن الجارود والبيهقي "أما تدرون ما لقي" ولفظ أبي داود "ألم تعلموا ما لقي"
(7)
وفي لفظ "قطعوا ما أصاب البول منهم"
(8)
زاد البيهقي "فتركوه"
(9)
5/ 62 (كتاب الصوم- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا توضأ فليستنشق بمنخره الماء)
"المشكل"(5425 و 5426 و 5427 و 5362 و 5363) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 9) وابن حبان (1054 و 1087) والطبراني في "الكبير"(19/ 215 - 216 و 216 و 216 - 217) و"الأوسط"(7442) وابن عدي (1/ 93) والحاكم (1/ 147 - 148و 148و 182 و 4/ 110) وأبو نعيم في "الصحابة"(5920) والبيهقي (1/ 51 - 52 و 52 و 76 و 4/ 261 و7/ 303) وفي "معرفة السنن"(1/ 284 - 285) وفي "الصغرى"(106 و 107) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 223) والخطيب في "المتفق والمفترق"(164 و 1700) وفي "الموضح"(2/ 334 - 335) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(213) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 523) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 540 - 541) والحافظ في "الإصابة"(9/ 15) وفي "الامتاع بالأربعين"(ص 50 و 52) من طرق عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير المكي ثني عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال: فذكر حديثا طويلا.
وفيه: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء (1)؟ قال "أسبغ الوضوء (2)، وخلل بين الأصابع (3)، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما (4) "
واللفظ لأبي عبيد والشافعي وغيرهما.
قال الترمذي: حسن صحيح"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وهي في جملة ما قلنا أنهما أعرضا عن الصحابي الذي لا يروي عنه غير الواحد وقد احتجا جميعاً ببعض هذا النوع، فأما أبو هاشم إسماعيل بن كثير القاري فإنه من كبار المكيين روى عنه هذا الحديث بعينه غير الثوري جماعة، منهم: ابن جُريج وداود بن عبد الرحمن العطار ويحيى بن سليم وغيرهم"
وقال أبو الحسن بن القطان في "الوهم والإيهام"(5/ 592): وهو صحيح"
وقال النووي: حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بالأسانيد الصحيحة" شرح صحيح مسلم 1/ 505
وصححه البغوي كما في "التلخيص"(1/ 81)
وقال الحافظ: هذا حديث صحيح"
قلت: وهو كما قالوا.
(1) وفي رواية لأحمد والبيهقي "الصلاة"
(2)
وفي لفظ لعبد الرزاق وغيره "إذا توضأت فأسبغ الوضوء" وفي لفظ لأبي داود "إذا توضأت فمضمض"
(3)
وفي لفظ لأحمد وغيره "إذا توضأت فخلل الأصابع" ولفظ ابن خزيمة وغيره "وخلل الأصابع"
(4)
وفي لفظ لعبد الرزاق وغيرها "وإذا استنثرت فأبلغ إلا أن تكون صائما".
1703 -
عن ابن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عندي يتيما له مال، وليس عندي شيء أفآكل من ماله؟ قال "بالمعروف"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن الجارود وابن أبي حاتم من طريق حسين المكتب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره، وإسناده قوي" (1)
حسن
أخرجه أحمد (2/ 215 - 216) وأبو داود (2872) وابن ماجه (2718) والنسائي (6/ 215) وفي "الكبرى"(6495) وابن الجارود (952) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(4824) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(2/ 154) والبيهقي (6/ 284) والبغوي في "شرح السنة"(2205) من طرق عن حسين المعلم المُكْتِب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني فقير، ليس لي شيء، ولي يتيم (2)، قال: فقال "كُلْ (3) من مال يتيمك، غير مسرف، ولا مبادر (4)، ولا متأثل (5) "
واللفظ لأبي داود.
وإسناده حسن، حسين المعلم ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.
1704 -
قال عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب، وعلى السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا.
قال الحافظ: أخرجه أحمد من طريق محمد بن إسحاق عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده - وكان أحد النقباء - قال: فذكره" (6)
حسن
أخرجه أحمد (5/ 316) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن ابن إسحاق ثني عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه الوليد عن جده عبادة بن الصامت به.
(1) 9/ 310 (كتاب التفسير- تفسير سورة النساء- باب {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6]
(2)
ولفظ ابن ماجه "لا أجد شيئا، وليس لي مال، ولي يتيم له مال"
ولفظ ابن أبي حاتم "إنّ عندي يتيما عنده مال، وليس لي مال، آكل من ماله؟ "
(3)
ولفظ ابن أبي حاتم "كل بالمعروف غير مسرف"
(4)
ولفظ النسائي "ولا مباذر" ولفظ أحمد "ولا مبذر" ولفظ ابن الجارود "ولا مبذر أو مباذر"
(5)
زاد ابن ماجه "مالا، ولا تقي مالك بماله"
ولفظ أحمد "ومن غير أن تقي مالك أو قال: تفدي مالك بماله".
(6)
1/ 73 - 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)
وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير ابن إسحاق وهو حسن الحديث.
والحديث أخرجه أيضاً البيهقي في "الدلائل"(2/ 452) من طريق أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي ثنا يونس- هو ابن بكير- عن ابن إسحاق ثني عبادة بن الوليد به.
1705 -
قال عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل، فذكر الحديث وفيه: وعلى أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم علينا يثرب بما نمنع به أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة، فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعنا عليها.
قال الحافظ: وروى البيهقي من طريق عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن إسماعيل بن عبد الله بن رفاعة عن أبيه قال: قال عبادة بن الصامت: فذكره" (1)
انظر حديث "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون"
وحديث "يا أبا هريرة إنك لم تكن معنا"
1706 -
قال جرير: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل ما بايع عليه النساء.
قال الحافظ: رواه الطبراني من حديث جرير" (2)
ضعيف
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(974) والطبراني في "الكبير"(2260) من طرق عن سيف بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله به وزاد "من مات منا ولم يأت منهنّ ضمن له الجنة، ومن مات وقد أتى شيئا منهنّ وقد أقيم عليه الحد فهو كفارته، ومن مات منا وأتى شيئا منهنّ فستر عليه فعلى الله حسابه"
واللفظ للطبراني.
قال الهيثمي: وفيه سيف بن هارون وثقه أبو نعيم وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 36 - 37
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف سيف بن هارون. قال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: ضعيف متروك، وذكره العقيلي وغير واحد في الضعفاء.
(1) 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار)
(2)
1/ 73 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)
1707 -
"بحسب امرئ من الشرِّ أنْ يحقر أخاه المسلم"
قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2564) عن أبي هريرة رفعه في أثناء حديث: فذكره" (1)
1708 -
عن زيد بن أسلم قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عجوزا تقول في جنازة عثمان بن مظعون وراء جنازته: هنيئا لك الجنة يا أبا السائب، فذكر نحوه، وفيه "بحسبكِ أنْ تقولي: كان يحبّ الله ورسوله"
قال الحافظ: وعند ابن سعد أيضاً من مرسل زيد بن أسلم بسند حسن قال: فذكره" (2)
مرسل
وله عن زيد بن أسلم طريقان:
الأول: يرويه هشام بن سعد المدني عن زيد بن أسلم قال: توفي عثمان بن مظعون فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عجوزا تقول وراء جنازته: هنيئا لك أبا السائب الجنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما يدريك؟ " فقالت: يا رسول الله أبو السائب، قال "والله ما نعلم إلا خيرا" ثم قال "بحسبك أن تقولي: كان يحب الله ورسوله"
أخرجه ابن سعد (3/ 399) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن هشام به.
ومحمد صدوق، وهشام مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وزيد ثقة.
الثاني: يرويه أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفَرْوي عن زيد بن أسلم قال: هلك عثمان بن مظعون فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهازه، فلما وضع في قبره قالت امرأته: هنيئا لك أبا السائب الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما علمك بذلك؟ " قالت: كان يا رسول الله يصوم النهار ويصلي الليل، قال "بحسبك لو قلت: كان يحب الله ورسوله"
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 106) من طريق ابن أبي الدنيا ثنا هارون الفروي ثنا أبو علقمة به.
وابن أبي الدنيا صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات.
(1) 13/ 73 (كتاب الأدب- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} [الحجرات: 11]
(2)
16/ 69 (كتاب التعبير- باب العين الجارية في المنام)
1709 -
حديث جابر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف أصبحت؟ قال "بخير"
قال الحافظ: وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" من حديث جابر قال: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "صالح من رجل لم يصبح صائما"
1710 -
"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء"
قال الحافظ: رواه مسلم (145) عن أبي هريرة (2)
1711 -
"برّ أمك ثم أباك ثم أدناك"
سكت عليه الحافظ (3).
انظر حديث معاوية بن حَيدة قال: قلت: يا رسول الله، من أبّر؟ قال "أمك"
وقد تقدم في حرف الهمزة.
1712 -
قال البراء بن عازب: لما كان حين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المَعَاوِل، فاشتكينا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء فأخذ المعول فقال "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلثها وقال "الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة" ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال "الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض" ثم ضرب الثالثة وقال "بسم الله" فقطع بقية الحجر فقال "الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة"
قال الحافظ: ووقع عند أحمد والنسائي بإسناد حسن من حديث البراء بن عازب قال: فذكره، وللطبراني من حديث عبد الله بن عمرو نحوه، وأخرجه البيهقي مطولا من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وفي أوله "خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق لكل عشرة أناس عشرة أذرع" وفيه "فمرّت بنا صخرة بيضاء كسرت معاويلنا فأردنا أن نعدل عنها فقلنا: حتى نشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلنا إليه سلمان" وفيه "فضرب ضربة صدع الصخرة وبرق منها برقة فكبّر وكبّر المسلمون" وفيه "رأيناك تكبر فكبرنا بتكبيرك،
(1) 13/ 299 (كتاب الاستئذان- باب المعانقة)
(2)
8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)
و16/ 64 (كتاب التعبير- باب القيد في المنام)
(3)
15/ 14 (كتاب الفرائض- باب ميراث الولد من أبيه وأمه)
فقال: إنّ البرقة الأولى أضاءت لها قصور الشام فأخبرني جبريل أنّ أمتي ظاهرة عليهم" وفي آخره "ففرح المسلمون واستبشروا" وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص نحوه"(1)
روي من حديث البراء بن عازب ومن حديث ابن عمرو ومن حديث عمرو بن عوف المزني ومن حديث ابن عباس ومن حديث سلمان الفارسي ومن حديث صحابي لم يسم.
فأما حديث البراء فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 421 - 422) وأحمد (4/ 303) والحربي في "الغريب"(3/ 967) والنسائي في "الكبرى"(8858) وأبو يعلى (1685) والروياني (410) وأبو نعيم في "الدلائل"(430) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 421) من طرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن ميمون أبي عبد الله عن البراء قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول، فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحسبه وضع ثوبه ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول فقال "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا" ثم قال "بسم الله" وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال "الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا" ثم قال "بسم الله" وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا".
قال ابن كثير: هذا حديث غريب تفرد به ميمون بن أستاذ هذا" البداية والنهاية 4/ 101
وقال الهيثمي: وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 131
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله البصري، قال ابن معين: لا شيء، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي.
وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:
الأول: يرويه حُيَي بن عبد الله المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخندق وهم محدقون حول المدينة، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الفأس فضرب بها ضربة فقال "هذه الضربة يفتح الله تعالى بها كنوز الروم" ثم ضرب الثانية فقال "هذه الضربة يفتح الله تعالى بها كنوز فارس" ثم ضرب الثالثة فقال "هذه الضربة يأتيني الله عز وجل بأهل اليمن أنصارا وأعوانا".
(1) 8/ 399 - 400 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)
أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(429) عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب عن حيي به.
وإسناده حسن، أحمد بن عيسى بن حسان المصري وحيي بن عبد الله صدوقان، والباقون كلهم ثقات.
ولم ينفرد أحمد بن عيسى به بل تابعه أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 86)
ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه ابن لهيعة عن حيي به.
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 169)
الثاني: يرويه عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الإفريقي عن عبد الله بن بريدة عن ابن عمرو قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فخندق على المدينة قالوا: يا رسول الله، إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا معه، فلما أتاها أخذ المِعوَل فضرب به ضربة وكبر، فسمعت هدّة لم أسمع مثلها قط، فقال "فتحت فارس" ثم ضرب أخرى فكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط، فقال "فتحت الروم" ثم ضرب أخرى فكبر فسمعت هدّة لم أسمع مثلها قط، فقال "جاء الله بحمير أعوانا وأنصارا"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 54) عن هارون بن ملول المصري ثنا أبو عبد الرحمن (1) ثنا عبد الرحمن بن زياد به.
وأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 692) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق (2) ثني رجل من أنعم عن عبد الله بن بريدة عن ابن عمرو.
قال ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم فيه ضعف" البداية والنهاية 4/ 100
قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما، وفي إسناد الحارث الرجل الذي لم يسم.
وأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه ابن سعد (4/ 82 - 84 و 7/ 318 - 319) وابن جرير في "تاريخه"(2/ 567 - 570) وفي "تفسيره"(21/ 133 - 134) والطبراني في
(1) هو عبد الله بن يزيد المقري.
(2)
هو الفزاري.
"الكبير"(6040) والحاكم (3/ 598) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 418 - 420) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال: فذكر حديثا طويلا وقد ذكر الحافظ أطرافا منه.
قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: سنده ضعيف"
وقال ابن كثير: هذا حديث غريب" البداية 4/ 100
وقال الهيثمي: وفيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 130
قلت: كثير قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12052) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني سعيد بن محمد الجَرْمي ثنا أبو تميلة ثنا نعيم بن سعيد العبدي أنّ عكرمة حدّث عن ابن عباس قال: احتفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق
…
الحديث وفيه "ثم مشوا إلى الخندق فقال "اذهبوا بنا إلى سلمان" وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه "دعوني فأكون أول من ضربها" فقال "بسم الله فضربها فوقعت فلقة ثلثها، فقال "الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة" ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة، فقال "الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة".
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العبدي وهما ثقتان" المجمع 6/ 132
قلت: نعيم بن سعيد العبدي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث سلمان فقال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام- المجلد الثاني ص 219 - حلبي): حُدِّثت عن سلمان الفارسي أنّه قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت عليّ صخرة، فعطف عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قريب مني، فلما رآني أضرب، ورأى شدة المكان عليّ نزل فأخذ المعول من يدي، فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة، ثم ضرب ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى، ثم ضرب الثالثة فلمعت تحتة برقة أخرى، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما هذا الذي رأيت يلمع تحت المعول، وأنت تضرب به؟ فقال "أو قد رأيت ذلك يا سلمان؟ " فقلت: نعم، فقال "أما الأولى فإنّ الله عز وجل فتح عليّ بها اليمن، وأما الثانية فإنّ الله عز وجل فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإنّ الله فتح علي بها المشرق"
ومن طريق ابن إسحاق أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 417 - 418)
وإسناده ضعيف.
وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه النسائي (6/ 36 - 37) وفي "الكبرى"(4385) عن عيسى بن يونس الرملي ثنا ضمرة عن أبي زرعة السَّيْباني عن أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال "تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" فندر ثلث الحجر وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله صلى الله عليه وسلم برقة، ثم ضرب الثانية وقال "تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" فندر الثلث الآخر، فبرقت برقة فرآها سلمان، ثم ضرب الثالثة وقال "تمت كلمة ربك صدقا وعدلا، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" فندر الثلث الباقي. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رداءه وجلس. قال سلمان: يا رسول الله، رأيتك حين ضربت، ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا سلمان، رأيت ذلك؟ " فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله. قال "فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني" قال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله، ادع الله أنْ يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. "ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعيني" قالوا: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك "ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم".
وإسناده ضعيف لجهالة أبي سكينة، وباقي رواته ثقات، والسيباني هو يحيى بن أبي عمرو، وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني.
1713 -
حديث عائشة وأبي سعيد "بسم الله أَرقيك"
قال الحافظ: وكلاهما عند مسلم، وفي الباب عن عبادة وميمونة وأبي هريرة وغيرهم عند النسائي وغيره بأسانيد جياد" (1)
صحيح
ورد من حديث أبي سعيد ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث أنس ومن حديث بريدة ومن حديث ميمونة
(1) 17/ 151 (كتاب التوحيد- باب السؤال بأسماء الله)
فأما حديث أبي سعيد فأخرجه مسلم (2186) من طريق أبي نَضْرة المنذر بن مالك العبدي عن أبي سعيد أنّ جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، اشتكيت؟ فقال "نعم" قال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شرّ كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
وأما حديث عبادة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 4/ 75) وفي "مصنفه"(8/ 47 و 10/ 314 - 315) وأحمد (5/ 323) وعبد بن حميد (187) وابن ماجه (3527) والبزار (2684) والهيثم بن كليب (1220) وابن حبان (953 و 2968) والطبراني في "الدعاء"(1089) والحاكم (4/ 412) والبيهقي في "الدعوات"(515) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال: أخبرني عمير بن هانئ قال: سمعت جُنادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ جبريل رقاه وهو يوعك، فقال: بسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن كل حاسد إذا حسد، ومن كل عين، واسم الله يشفيك.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبادة بأحسن من هذا الإسناد"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه" المصباح 4/ 75
قلت: وهو كما قال، إلا أنّ الشيخين لم يحتجا بعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
وعمير بن هانئ هو الداراني وثقه العجلي وغيره
ولم ينفرد به بل تابعه سلمان رجل من أهل الشام عن جنادة به.
أخرجه أحمد (5/ 323) والنسائي في "اليوم والليلة"(1004) والطبراني في "الدعاء"(1090) من طريق عاصم بن سليمان الأحول عن سلمان به.
وسلمان هذا مجهول، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا عاصما الأحول.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 45 و 10/ 314) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 346) وابن ماجه (3524) والنسائي في "اليوم والليلة"(1003) والطبراني في "الدعاء"(1096) والحاكم (2/ 541) والمزي (9/ 438 - 439) من طرق عن سفيان
الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن زياد بن ثُويب عن أبي هريرة قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فقال لي "ألا أرقيك برقية جاءني بها جبرائيل؟ " قلت: بأبي وأمي، بلى يا رسول الله، قال "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء فيك، من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد" ثلاث مرات.
اللفظ لابن ماجه.
وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله العدوي.
وأما حديث عمر فيرويه أبو جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي واختلف عنه:
- فقال عبد الرحيم بن سليمان الكناني: عن يحيى بن أبي حية عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن أبي الحسين عن عمر مرفوعا "نزل ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما به؟ قال: حمى شديدة، قال: عوذه، قال: فما نفث ولا نفخ، فقال "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس حاسد وطرفة عين والله يشفيك، خذها فلتهنيك".
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 52) عن عبد الرحيم بن سليمان به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1093) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
- وقال عمر بن علي المُقَدَّمي: عن أبي جناب عن عبد الله بن أبي الحسين ثنا عمر.
أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1094)
- وقال عباد بن العوام الواسطي: عن أبي جناب عن عبد العزيز المكي ثني عبد الله بن أبي الحسين عن رجل من قريش عن عمر.
أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(569)
وإسناده ضعيف لضعف أبي جناب الكلبي.
وأما حديث عمار فأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1088)
عن المِقدام بن داود المصري
والحاكم (3/ 393)
عن الربيع بن سليمان المرادي
قالا: ثنا أسد بن موسى ثنا فضيل بن مرزوق عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن
عمرو عن محمد بن علي بن الحنفية عن عمار أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أعلمك رقية رقاني بها جبريل؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: فعلمه "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء يؤذيك، خذها فلتهنك"
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: إسناده حسن، ولم يحتج مسلم بأسد بن موسى ولا بميسرة بن حبيب ولا بالمنهال بن عمرو، وأخرج لفضيل بن مرزوق في المتابعات كما قال الذهبي في "السير".
وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1095) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زِبريق الحمصي ثني جدي إبراهيم بن العلاء ثنا عباد بن يوسف عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: صنعت يهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تريد شرّا فأصابه من ذلك وجع شديد، فأتاه جبريل عليه السلام بالمعوذتين فعوذه بهما وقال: بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من كل عين ونفس حاسد الله يشفيك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه.
عمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبو جعفر الرازي مختلف فيه، والباقون صدوقون.
وأما حديث بريدة فأخرجه الروياني (20) عن محمد بن إسحاق الصاغاني أنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي ثنا محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط وعن ابن بريدة عن أبيه قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ضمر صدغيه، ورئي ذلك عليه، فأتاه جبريل فقال: إنّ ربك أرسلني إليك لأرقيك، قال: فخذ، بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شّر كل حاسد أرقيك.
قال: فرددها عليه ثلاث مرات، قال: فبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه محمد بن العباس الأخرم عن عمر بن محمد الأسدي فلم يذكر عبد الرحمن بن سابط.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7280)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا محمد بن أبان"
قلت: وهو ضعيف (اللسان 5/ 31).
وأما حديث ميمونة فأخرجه أحمد (6/ 332) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 292)
والنسائي في "اليوم والليلة"(1021) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 329) وابن حبان (6095) والطبراني في "الكبير"(23/ 438) وفي "الأوسط"(3318) وفي "الدعاء"(1105) وفي "مسند الشاميين"(2049) والخطيب في "المتفق"(860) والمزي (17/ 131) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أزهر بن سجد الحَرَازي عن عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة أنه حدّثه أنّ ميمونة قالت له: يا ابن أخي ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قالت "بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل داء فيك، أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت"
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن ميمونة إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن صالح"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 5/ 113
قلت: عبد الرحمن بن السائب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أزهر بن سعيد الحرازي.
وأزهر ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضاً، وقال ابن سعد: قليل الحديث.
ومعاوية بن صالح قال أحمد وجماعة: ثقة.
1714 -
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد وينظر في سواد، ويبرك في سواد، فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال "بسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد" ثم ضحى.
قال الحافظ: وقد ثبت في حديث عروة عن عائشة: فذكره، أخرجه مسلم" (1)
أخرجه مسلم (1967) عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، فأتى به ليضحي به، فقال لها "يا عائشة هلمي المُدْية" ثم قال "اشحذيها بحجر" ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال "بسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد" ثم ضحى به.
1715 -
عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين أنّه كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قُرِّبَ إليه طعامه يقول: "بسم الله" فإذا فرغ قال "اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت وأحييت، فلك الحمد على ما أعطيت"
(1) 12/ 108 (كتاب الأضاحي- باب أضحية النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين)
قال الحافظ: وللنسائي من طريق عبد الرحمن بن جبير المصري أنّه حدثه رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنين أنّه كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وسنده صحيح" (1)
حسن
أخرجه أحمد (4/ 62 و5/ 375) وابن السني في "اليوم والليلة"(465) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 220)
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ
والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 11/ 178)
عن عبد الله بن وهب
كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب المصري ثني بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن جبير أنّه حدثه رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمان سنين أو تسع سنين أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال النووي: إسناده حسن" الأذكار ص 212
قلت: وهو كما قال، فإنّ رواته كلهم ثقات غير بكر بن عمرو المَعَافري وهو صدوق.
ولم ينفرد سعيد بن أبي أيوب به بل تابعه رِشدين بن سعد ثنا بكر بن عمرو به.
أخرجه أحمد (4/ 337)
1716 -
عن أبي عثمان قال: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في الخندق ثم قال: "بسم الله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا فحبذا ربا وحبذا دينا"
قال الحافظ: وعند الحارث بن أبي أسامة من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 690) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا أبو إسحاق عن سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: فذكره.
(1) 11/ 514 (كتاب الأطعمة- باب ما يقول إذا فرغ من طعامه)
(2)
8/ 399 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)
أبو إسحاق هو الفزاري وأبو عثمان هو النهدي وهما ثقتان، وكذا معاوية وسليمان ثقتان أيضا إلا أنه مرسل.
واختلف فيه علي أبي عثمان، فرواه المسيب بن شريك الكوفي عن زياد بن زياد عن أبي عثمان عن سلمان أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ضرب في الخندق وقال:"بسم الله وبه هدينا ولو عبدنا غيره شقينا فأحبّ ربا أحب دينا"
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 414)
والمسيب بن شريك قال الفلاس وغيره؛ متروك الحديث.
1717 -
"بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث بريدة" (1)
روي من حديث بريدة ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث ابن عمر ومن حديث زيد بن حارثة ومن حديث عائشة ومن حديث عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي موسى ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث حارثة بن وهب الخزاعي
فأما حديث بريدة فأخرجه أبو داود (561) والترمذي (223) والباغندي في "جزئه"(84) والروياني (56) والدولابي في "الكنى"(1/ 195) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(206) والطبراني في "الأوسط"(4219) والقضاعي (752 و 755) والبيهقي (3/ 63 و 63 - 64) وفي "الشعب"(2643 و 2644) وفي "الصغرى"(480) والخطيب في "الموضح"(1/ 410 - 411 و 411) والبغوي في "شرح السنة"(473) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2194) وابن الجوزي في "العلل"(684) من طرق عن إسماعيل بن سليمان الكحال الضبي اليشكري أبي سليمان البصري عن عبد الله بن أوس الخزاعي عن بريدة به مرفوعاً.
قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل الكحال"
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه مرفوع، هو صحيح مسند وموقوف إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم"
(1) 2/ 104 (كتاب الصلاة- باب حدثنا محمد بن المثني)
وقال ابن الجوزي: قلت: فيه مجاهيل"
وقال المنذري: ورجال إسناده ثقات" الترغيب 1/ 212
قلت: عبد الله بن أوس ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول لا يعرف روى عنه غير أبي سليمان الكحال، ولا تعرف له رواية عن غير بريدة لهذا الحديث خاصة (الوهم والإيهام 4/ 142). وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث.
فالإسناد ضعيف.
وأما قول الذهبي في "الميزان": عبد الله بن أوس صدوق. ففيه نظر فإنه لم يذكر عنه راويا إلا إسماعيل الكحال، وكذا ابن حبان وغيره ممن ترجم له.
وأما إسماعيل الكحال فصدوق كما قال أبو حاتم والذهبي في "الكاشف"، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.
وأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه مجزأة بن سفيان بن أسيد البُنَاني البصري مولى ثابت البنانى ثنا سليمان بن داود الصائغ عن ثابت البناني عن أنس به مرفوعاً.
أخرجه ابن ماجه (781) وتمام (190) وابن الجوزي في "العلل"(685)
وقال: مجزأة وسليمان مجهولان"
وقال البوصيري: هذا حديث ضعيف، سليمان بن داود قال فيه العقيلي: لا يتابع على حديثه. ومجزأة لم أر لأحد فيه كلاما" مصباح الزجاجة 1/ 100
قلت: ولم ينفرد مجزأة به بل تابعه داود بن سليمان بن مسلم أبو سليمان الصائغ البصري مؤذن مسجد ثابت البناني قال: أخبرني أبي عن ثابت البناني عن أنس (1).
أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 195) والعقيلي (2/ 140) والحاكم (1/ 212) وتمام (189) والقضاعي (751) والبيهقي (3/ 63) وفي "الشعب"(2642) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(1997)
(1) ومن هذا الطريق أخرجه مؤمل الشيباني في "الفوائد"(3) لكن وقع عنده: سليمان بن داود ثنا أبي داود بن مسلم عن ثابت.
وقال العقيلي: سليمان بن مسلم مؤذن مسجد ثابت البناني لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به"
وقال الحاكم: رواية مجهولة عن ثابت عن أنس"
قلت: سليمان بن مسلم هو سليمان بن داود بن مسلم الهُنَائي البصري الصائغ مؤذن مسجد ثابت البناني نسب إلى جده في رواية العقيلي والحاكم والقضاعي وهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب".
الثاني: يرويه الحسين بن داود البلخي ثنا شقيق بن إبراهيم ثنا أبو هاشم الأبلي عن أنس.
أخرجه القضاعي (753)
والحسين بن داود قال الخطيب: لم يكن ثقة (التاريخ 8/ 44)
الثالث: يرويه يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً "بشر المشائين في الظلم إلى الصلاة بنور ساطع يوم القيامة بين أيديهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم"
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(833)
والرقاشي ضعيف.
وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن ماجه (780) وابن خزيمة (1)(1498) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(686) عن إبراهيم بن محمد الحلبي ثنا يحيى بن الحارث الشيرازي ثنا زهير بن محمد التميمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد به مرفوعاً.
ولم ينفرد زهير بن محمد به بل تابعه أبو غسان محمد بن مطرف المدني عن أبي حازم عن سهل به.
أخرجه ابن خزيمة (1499) عن إبراهيم بن محمد الحلبي ثنا يحيى بن الحارث الشيرازي ثنا أبو غسان به.
هكذا رواه أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد النيسابوري عن ابن خزيمة.
ورواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري عن ابن خزيمة عن إبراهيم بن محمد الحلبي فجمع بين زهير بن محمد ومحمد بن مطرف.
(1) ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(31/ 260)
أخرجه الحاكم (1/ 212) والبيهقي (3/ 63) وفي "الشعب"(2641)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5800) عن عبدان بن أحمد الأهوازي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا إبراهيم بن محمد الحلبي به.
قال ابن خزيمة: خبر غريب غريب"
وقال الحاكم: صحح على شرط الشيخين" (1)
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، إبراهيم بن محمد هذا قال ابن حبان في "الثقات": يخطئ، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. ولم أر لأحد ممن يتكلم في الرجال كلاما غيرهما، وباقي رجال الإسناد ثقات، لكن قال شيخنا أبو الفضل بن الحسين في "أماليه" بعد أنْ ساقه من هذا الطريق: هذا حديث حسن غريب" مصباح الزجاجة 1/ 99
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطيالسي (ص 294) عن عبد الحكم بن عبد الله القَسْمَلي القاص عن أبي الصّدّيق الناجي عن أبي سعيد به مرفوعاً.
وأخرجه أبو يعلى (1113) والعقيلي (3/ 105) وابن عدي (5/ 1972) والخطيب في "المتفق والمفترق"(472) وابن الجوزي في "العلل"(689) من طرق عن عبد الحكم بن عبد الله به.
قال العقيلي: الرواية فيها لين"
وقال ابن الجوزي: هذا لا يصح، قال ابن حبان: لا يحل كتابة حديث عبد الحكم إلا على سبيل التعجب"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الحكم بن عبد الله وهو ضعيف" المجمع 2/ 30
قلت: لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو الأشهب عن أبي الصديق عن أبي سعيد به.
أخرجه ابن عدي (6/ 2269) من طريق محمد بن مصعب القَرْقَساني عن أبي الأشهب به.
والقرقساني مختلف فيه: قواه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وجماعة، وأبو الأشهب جعفر بن حيان وأبو الصديق بكر بن عمرو ثقتان.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13335) وأبو نعيم في "الصحابة"(4330) من طريق داود بن الزبرقان عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به مرفوعاً.
(1) قلت: الحلبي والشيرازي لم يخرجاهما.
وداود بن الزبرقان قال النسائي، ليس بثقة، وقال أبو زرعة: متروك الحديث، وذكره ابن حبان وجماعة في الضعفاء.
وأما حديث زيد بن حارثة فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(815) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 230) والطبراني في "الكبير"(4662) و"الأوسط"(4578) وابن عدي (3/ 1140) والقضاعي (754) وأبو نعيم في "الصحابة"(2857) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد عن أبيه رفعه "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بنور يوم القيامة ساطع"
قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وهو مختلف في الاحتجاج به" المجمع 2/ 30
قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.
وأما حديث عائشة فأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1/ 234 - 235) والطبراني في "الأوسط"(1297) من طريق الحسن بن علي الشَّرَوي عن عطاء عن عائشة به مرفوعاً.
وقال العقيلي: الحسن بن علي الشروي عن عطاء لا يتابع على حديثه وهو مجهول بالنقل، وفي هذا المتن أحاديث متقاربة في اللين والضعف"
وقال الذهبي في "الميزان": الشروي لا يعرف وحديثه فيه نكرة"
وأما حديث عمر فأخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(90) وابن الجوزي في "العلل"(683) من طريق علي بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع عن سالم عن أبيه عن عمر قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يثبت، قال أبو الفتح الأزدي: علي بن ثابت ضعيف. قال أحمد ويحيى: الوازع ليس ثقة، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث"
قلت: علي بن ثابت وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ وقد ضعفه الأزدي بلا حجة.
وأما الوازع فهو متروك الحديث.
أما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه إبراهيم بن قدامة عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة رفعه "إنّ الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة".
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(847) وابن شاهين في "الترغيب"(93) من طرق عن عتيق بن يعقوب ثنا إبراهيم بن قدامة به.
قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 212 - المجمع 2/ 30
قلت: إبراهيم بن قدامة هو الجمحي قال البزار: إذا تفرد بحديث فليس بحجة لأنه ليس بمشهور (كشف الأستار حديث رقم 623) وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف البتة، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عساكر (7/ 296) من طريق إبراهيم بن إسحاق الأنصاري- من ولد حنظلة الغسيل- ثنا بكر بن عبد الوهاب ثنا محمد بن مسلمة المخزومي عن مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد به.
وإبراهيم بن إسحاق قال ابن حبان: كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث، والاحتياط في أمره الاحتجاج بما وافق الثقات من الأخبار، وترك ما انفرد من الآثار (المجروحين) وقال الحاكم: مجهول (اللسان).
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10689) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس بن بكار الضبي ثنا أبو هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس به مرفوعاً.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4280) عن الطبراني به.
وأخرجه القضاعي (756) من طريق أبي بكر هلال بن محمد بن محمد الرازي ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس بن بكار ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن سعيد عن ابن عباس به.
والغلابي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وقال ابن منده: تكلم فيه.
والضبي قال الدارقطني: كذاب، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار للخواص، وقال أبو نعيم الأصبهاني: يروي المناكير لا شيء.
وأما حديث أبي موسى فأخرجه البزار (3074) عن عمر بن الخطاب السجستاني أنا سعيد بن الحكم أنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي موسى به مرفوعاً.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" والبزار وفيه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو منكر الحديث" المجمع 2/ 31
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7633) ومن طريقه الشجري في "أماليه"(1/ 211)
عن عمرو بن عثمان الحمصي
وفي "مسند الشاميين"(1033)
عن عيسى بن المنذر الحمصي
قالا: ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو عن سلمة القيسي عن أبي أمامة رفعه "بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزعون"
وهكذا رواه إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي عن محمد بن مُصفى ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو عن سلمة رجل حدثه من أهل بيته عن أبي أمامة.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1034)
واختلف فيه على محمد بن مصفى، فرواه يحيى بن عبد الباقي الأذني عنه فقال فيه: عن سلمة القيسي عن رجل من أهل بيته عن أبي أمامة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7634) والشجري (1/ 211)
وهكذا رواه الوليد بن عتبة الأشجعي الدمشقي ثنا بقية به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8125)
قال المنذري: في إسناده نظر" الترغيب 1/ 213
وقال الهيثمي: وفيه سلمة القيسي عن رجل من أهل بيته ولم أجد من ذكرهما" المجمع 2/ 31
قلت: سلمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر عنه راويا إلا صفوان بن عمرو فهو مجهول.
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الدارمي (1429)
عن زكريا بن عدي بن رزيق التيمي
والطبراني في "مسند الشاميين"(3513)
عن أبي بلال الأشعري
وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1430) وابن حبان (2046) والطبراني (1) في "الأوسط"(4694) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 12) والبيهقي في "الشعب"(2645)
عن عبد الله بن جعفر الرقي
والطبراني في "الأوسط"(6640)
عن عمرو بن قسط الرقي
كلهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد (2) عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء رفعه "من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نوراً يوم القيامة".
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مكحول إلا جنادة، تفرد به زيد بن أبي أنيسة"
وقال المنذري والبوصيري: رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسن" الترغيب 1/ 212 - إتحاف الخيرة 2/ 165
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله ثقات" المجمع 2/ 30
قلت: جنادة بن أبي خالد وثقه ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
وخالفه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي فرواه عن مكحول عن أبي الدرداء، ولم يذكر أبا ادريس الخولاني.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 254) وفي "مسنده"(المطالب 578) وابن أبي عمر (إتحاف الخيرة 1428) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد به (3).
ورواته ثقات إلا أنّ مكحولا لم يسمع من أبي الدرداء.
وأما حديث حارثة بن وهب فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1984) عن محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن موسى الجوزي ثنا عبد الرحيم بن يحيى الديلي ثنا ابن عطاء بن مسلم عن أبيه عن إبراهيم النخعي عن معبد بن خالد عن حارثة بن وهب مرفوعاً "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد للصلاة في جماعة بالنور التام من الله عز وجل يوم القيامة"
(1) سقط من إسناده "عن زيد بن أبي أنيسة"
(2)
وقع في رواية ابن حبان "جنادة بن أبي أمية" وقال: هكذا حدثنا أبو عروبة، فقال: جنادة بن أبي أمية، وإنما هو جنادة بن أبي خالد، وجنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول، وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين وهما شاميان ثقتان".
(3)
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3488) من طريق عمرو بن عبد الله الأزدي ثنا أبو أسامة به.
1718 -
"بشر قاتل ابن صفية بالنار"
قال الحافظ: وإما لأنه (أي الزبير) كان سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع عليّ وهو قوله لما جاءه قاتل الزبير: فذكره، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه أحمد وغيره من طريق زِر بن حُبيش عن عليّ بإسناد صحيح" (1)
صحيح
وهو عن عليّ قوله وله عنه طرق:
الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش قال: استأذن ابن جرموز (2) على عليّ وأنا (3) عنده (4)، فقال عليّ: بشر (5) قاتل ابن صفية بالنار، ثم قال علي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ لكل نبي حواري، وحواريي الزبير"
أخرجه الطيالسي (ص 24) وابن سعد (3/ 105) وابن أبي شيبة (12/ 93) وأحمد (1/ 89 و 102و 103) وفي "فضائل الصحابة"(1271 و 1272 و 1273) والترمذي (3744) وابن أبي عاصم في "السنة"(1388 و 1389) وفي "الآحاد"(196) والدينوري في "المجالسة"(452) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(797) وفي "عواليه"(16) والطبراني في "الكبير"(228 و 243) و"الأوسط"(7068) والآجري في "الشريعة"(1771 و 2025) وابن شاهين في "السنة"(159) والحاكم (3/ 367) واللالكائي في "السنة"(2703، 2704) وتمام (524) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 186) وفي "فضائل الخلفاء"(107) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 211) وفي "المدرج"(1/ 146 - 147 و 147 و 148 و 148 - 149 و 149 و150 و 151 و 152 و 152 - 153) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 54 - 55) من طرق عاصم به (6).
(1) 7/ 36 (كتاب فرض الخمس- باب بركة المغازي في ماله حيا وميتا مع النبي صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر)
(2)
وفي لفظ للطيالسي وغيره "قاتل الزبير"
(3)
وفي رواية لأحمد "فقال: من هذا؟ فقال: ابن جرموز يستأذن، فقال: ائذنوا له ليدخل قاتل الزبير النار"
(4)
ولفظ الحاكم "كنت جالسا عند علي فأتي برأس الزبير ومعه قاتله"
ولفظ تمام وغيره "فقالوا: هذا قاتل الزبير"
ولفظ الخطيب "كنت عند علي جالسا فجاء المستأذن يستأذن فقال: قاتل الزبير بالباب"
(5)
ولفظ ابن سعد وغيره "ليدخل" ولفظ ابن أبي عاصم وغيره "ليدخلن" ولفظ الحاكم "ليهنك" ولفظ الطيالسي وغيره "والله ليدخلن".
(6)
رواه محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: ثنا سلام أبو المنذر عن عاصم بن بهدلة وعطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن أنّ قاتل الزبير جاء يستأذن على عليّ فقال: وذكر الحديث. =
واللفظ لأحمد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت"
وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح عن عليّ"
قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في عاصم بن أبي النجود، قال أبو حاتم: محله عندي الصدق، صالح الحديث، وليس محله أنْ يقال هو ثقة، ولم يكن بذاك الحافظ.
الثاني: يرويه عكرمة عن ابن عباس أنه أتي الزبير فقال: أين صفية بنت عبد المطلب حيث تقاتل بسيفك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير فلقيه ابن جرموز فقتله، فأتى ابن عباس عليا فقال: إلى أين قاتل ابن صفية؟ قال عليّ: إلى النار.
أخرجه ابن سعد (3/ 110) عن الحسن بن موسى الأشيب أنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خَبّاب عن عكرمة به.
ورواته ثقات إلا أن هلال بن خباب كان قد تغير قبل موته فلا أدري أحدث بهذا الحديث قبل تغيره أم بعده.
الثالث: يرويه زائدة بن نشيط عن أبي خالد الوالبي قال: دعا الأحنف بني تميم فلم يجيبوه، ثم دعا بني سعد فلم يجيبوه، فاعتزل في رهط فمرّ الزبير على فرس له يقال له: ذو النعال، فقال الأحنف: هذا الذي كان يفسد بين الناس، قال: فأتبعه رجلان ممن كان معه فحمل عليه أحدهما فطعنه وحمل عليه الآخر فقتله، وجاء برأسه إلى الباب فقال: ائذنوا لقاتل الزبير، فسمعه عليّ فقال: بشر قاتل ابن صفية بالنار، فألقاه وذهب.
أخرجه ابن سعد (3/ 110 - 111) عن الفضل بن دُكين أنا عمران بن زائدة بن نشيط عن أبيه به.
وإسناده منقطع لأنّ أبا خالد الوالبي لم يسمع من علي.
الرابع: يرويه العباس بن ذَرِيْح الكوفي عن مسلم بن نُذَيْر قال: كنا عند عليّ فجاء
= أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7373)
وقال: لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب وعاصم عن أبي عبد الرحمن إلا سلام، تفرد به محمد بن عثمان بن مخلد عن أبيه، ورواه الناس عن عاصم عن زر عن علي"
ابن جرموز يستأذن عليه، فقال عليّ: أتقتل ابن صفية تفخر ائذنوا له وبشروه بالنار، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لكل نبي حواري، وإنّ الزبير حواري وابن عمتي"
أخرجه الحاكم (3/ 367) من طريق عمر بن محمد الأسدي ثني أبي ثنا شريك عن العباس بن ذريح به.
وقال: هذا الحديث صحيح عن عليّ"
قلت: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي وشريك بن عبد الله القاضي مختلف فيهما: وثقهما جماعة وضعفهما آخرون، ومسلم بن نذير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وعمر بن محمد صدوق، والعباس بن ذريح ثقة.
وتابعه عياش بن عمرو العامري عن مسلم به.
أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 527)
الخامس: يرويه مِسْعر عن سنبلة عن مولاتها قالت: جاء قاتل الزبير وأنا عند علي جالسة يستأذن، فجاء الغلام فقال: هذا قاتل الزبير، فقال: ليدخل قاتل الزبير النار"
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1270) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 816)
وسنبلة عن مولاتها لم أر من ترجمهما.
السادس: يرويه مغيرة بن مِقْسم الضبي عن أم موسى قالت (1): استأذن قاتل الزبير على عليّ فقال: ليدخل النار، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لكل نبي حواري، وحواري الزبير"
أخرجه أبو يعلى (594) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 169) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 211)
وأم موسى قال الطبري: لا تعرف في نقلة العلم، ولا يعلم راو روى عنها غير مغيرة" مسند علي ص 163
1719 -
حديث أبي هريرة وأبي سعيد في قصة بلال "بع الجَمعَ بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جَنِيبا"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 4/ 305 - 305 و 386 - 387)
(1) وفي لفظ "رأيت عمير بن جرموز استأذن على عليّ فقال: أيدخل قاتل الزبير؟ قال: نعم ليدخل النار"
(2)
15/ 359 (كتاب الحيل)
1720 -
"بُعث موسى وهو راعي غنم، وبعث داود وهو راعي غنم، وبعثت وأنا أرعى غنم أهلي بجياد"
قال الحافظ: رواه النسائي من حديث نصر بن حزن - بفتح المهملة وسكون الزاي بعدها نون -، قال: افتخر أهل الإبل وأهل الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه النسائي في "التفسير" عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن قال: افتخر أهل الإبل والشاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، ورجال إسناده ثقات" (2)
صحيح
أخرجه الطيالسي (ص 185) عن شعبة عن أبي إسحاق عن بشر بن حزن النصري قال: افتخر أصحاب الإبل والغنم عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "بعث داود عليه السلام وهو راعي غنم، وبعث موسى وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد"
هذه رواية يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1156) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 134)
واختلف على الطيالسي في اسم ابن حزن:
• فرواه محمد بن بشار عنه عن شعبة عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 113)
• ورواه محمود بن غيلان المروزي عن الطيالسي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبده بن حزن.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 114)
- ورواه غير واحد عن شعبة واختلفوا عنه في اسم ابن حزن.
• فقيل: عنه عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(577) وفي "الكبير"(3/ 2/ 113) وابن قانع (3) في "الصحابة"(2/ 188)
(1) 5/ 348 (كتاب الإجارة- باب رعي الغنم على قراريط)
(2)
7/ 250 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب يعكفون على أصنام لهم)
(3)
ووقع عنده: عن ابن حزن.
عن محمد بن جعفر غُندر
والدولابي في "الكنى"(1/ 92)
عن يحيى بن سعيد القطان
كلاهما عن شعبة به.
• وقيل: عن شعبة عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 113) والنسائي في "الكبرى"(11325) عن محمد بن بشار عن محمد بن أبي عدي عن شعبة به.
• وقيل: عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبيدة بن حزن.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2 / 113) من طريق عثمان بن جبلة المروزي عن شعبة به.
• وقيل: عن شعبة عن أبي إسحاق عن ابن حزن، ولم بسم.
أخرجه النسائي في "الكبري"(11324) من طريق خالد بن الحارث البصري عن شعبة به.
وصوّب غير واحد أنّه عبدة بن حزن، منهم: أبو داود السجستاني (تهذيب الكمال 18/ 530) وأبو حاتم "العلل" 2/ 341) وأبو نعيم الأصبهاني (معرفة الصحابة 3/ 85)
قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: نصر بن حزن أدرك (1) النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
قلت: اختلف في صحبته، فاثبتها له جماعة، ونفاها عنه آخرون، والظاهر أنّ له صحبة فقد أثبتها له أبو إسحاق السبيعي الراوي عنه والله تعالى أعلم.
والحديث لم ينفرد شعبة به بل تابعه:
1 -
سفيان الثوري.
أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 8514) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 114)
وسمى ابن حزن عبيدة.
2 -
إسرائيل بن يونس.
(1) وفي رواية: أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم؟
أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(149) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 567)
وسميا ابن حزن عبدة.
3 -
يونس بن أبي إسحاق.
أخرجه يونس بن بكير في "المغازي"(ص 124) ووقع عنده: عن عبيدة النصري.
وخالفهم زهير بن معاوية الكوفي فرواه عن أبي إسحاق عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك (1177)
والأول أصح لأن شعبة وسفيان ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، وأما زهير بن معاوية فسمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه.
وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري قال: افتخر أهل الإبل وأهل الغنم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "السكينة والوقار في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في أهل الإبل" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بعث موسى وهو يرعى غنما لأهله، وبعثت وأنا أرعى غنما لأهلي بأجياد"
أخرجه أحمد (3/ 96)
عن عفان بن مسلم الصفار
وعبد بن حميد (898) والبزار (1)(كشف 2370)
عن يونس بن محمد المؤدب
قالا: ثنا حماد بن سلمة أنا حجاج بن أرطاة عن عطية بن سعد عن أبي سعيد به.
وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة وعطية بن سعد العوفي.
1721 -
"بَعث الله جبريل إلى آدم فأمره ببناء البيت، فبناه آدم، ثم أمره بالطواف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت وضع للناس"
قال الحافظ: وروى البيهقي في "الدلائل" من طريق أخرى عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره" (2)
ضعيف
(1) سقط من إسناده: عن حماد بن سلمة.
(2)
7/ 211 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 320 - 321) من طريق أبي صالح الجهني ثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً "بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بناء، فخطّ لهما جبريل، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى أجابه الماء نودي من تحته: حسبك يا آدم، فلما بنياه أوحى الله تعالى إليه أنْ يطوف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت"
وقال: تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعاً"
قلت: وهو ضعيف، وأبو صالح الجهني هو عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو مختلف فيه.
1722 -
عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل من فراعنة العرب يدعوه، الحديث وفيه: فأرسل الله صاعقة فذهبت بقَحْفِ رأسه فأنزل الله هذه الآية (1).
قال الحافظ: وروى النسائي في سبب نزولها من طريق علي بن أبي سارة عن ثابت عن أنس قال: فذكره، وأخرجه البزار من طريق أخرى عن ثابت، والطبراني من حديث ابن عباس مطولاً" (2)
حسن
وحديث أنس أخرجه النسائي في "الكبرى"(11259) والطبري في "تفسيره"(13/ 125) والعقيلي (3/ 232 - 233) والطبراني في "الأوسط"(2623) والواحدي في "أسباب النزول"(156)
عن عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي
وأبو يعلى (3342 و 3468)
عن إسحاق بن أبي إسرائيل
قالا: ثنا علي بن أبي سارة الشيباني ثنا ثابت البُناني عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم مرّة رجلاً إلى رجل من فراعنة العرب أن ادعه لي، قال: يا رسول الله، إنه أعتى من ذلك، قال "اذهب إليه فادعه"، قال: فأتاه فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، قال: أرسول الله وما الله؟ أمِنْ ذهب هو؟ أم من فضة هو؟ أم من نحاس هو؟، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
(1) يعني قوله {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرعد: 13] الآية
(2)
9/ 443 (كتاب التفسير- سورة الرعد)
يا رسول الله، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، قال "فأرجع إليه فادعه" فرجع فأعاد عليه المقالة الأولى، فردّ عليه مثل الجواب، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال "ارجع إليه فادعه" فرجع إليه، فبينما هما يتراجعان الكلام بينهما إذ بعث الله سحابة حِيال رأسه فرعدت ووقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، وأنزل الله عز وجل {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13].
قال العقيلي: لا يتابع علي بن أبي سارة على هذا الحديث من جهة تثبت، ولا يتابعه إلا من هو مثله أو قريبا منه"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثابت إلا علي بن أبي سارة"
وقال الهيثمي: وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف" المجمع 7/ 42
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف علي بن أبي سارة، لكن لم ينفرد به عن ثابت فقد تابعه عليه ديلم بن غزوان وهو ثقة كما رواه البزار بسند صحيح" مختصر الإتحاف 8/ 384
قلت: أخرجه ابن أبي عاصم (1) في "السنة"(692) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا دَيْلَم بن غزوان
وأخرجه أبو يعلى (3341) قال: ثنا محمد بن أبي بكر وغيره قالوا: ثنا ديلم بن غزوان ثنا ثابت عن أنس قال: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه إلى رأس من رؤوس المشركين يدعوه إلى الله ثم ذكره نحوه.
وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(1145) عن إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا محمد بن أبي بكر به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 283) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا ديلم بن غزوان به.
وأخرجه البزار (كشف 2221) والبيهقي في "الأسماء"(ص 353) من طريق يزيد بن هارون أنبأ ديلم بن غزوان به.
وقال البزار: ديلم بصري صالح"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير ديلم بن غزوان وهو ثقة" المجمع 7/ 42
(1) ومن طريقه أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الحجة"(251)
قلت: إسناده حسن، ديلم قال أبو حاتم وغيره: ليس به بأس، والباقون ثقات.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10760) و"الأوسط"(9123) عن مسعدة بن سعد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا عبد العزيز بن عمران ثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أنّ أرْبَدَ بن قيس بن جزي بن خالد بن جعفر بن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فجلسا بين يديه. فذكر الحديث وفيه طول.
وقال في آخره: فخرجا حتى إذا كانا بالرَقْم أرسل الله على أربد صاعقة فقتلته، وخرج عامر حتى إذا كان بالخريم أرسل الله قرحة فأخذته"
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا ابناه، ولا رواه عنهما إلا عبد العزيز بن عمران، تفرد به إبراهيم بن المنذر"
وقال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف" المجمع 7/ 42
قلت: ذكره ابن معين فقال: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف الحديث منكر الحديث جدا يكتب حديثه على الاعتبار، وقال النسائي: متروك الحديث.
1723 -
عن رافع الطائي قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر. قال: وهي الغزوة التي يفتخر بها أهل الشام.
قال الحافظ: وقد روينا في فوائد أبي بكر بن أبي الهيثم من حديث رافع الطائي قال: فذكره" (1)
صحيح
يرويه طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع الطائي قال: لما كانت غزوة ذات السلاسل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا وأمر عليهم عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر الصديق، وهي الغزوة التي يفتخر بها أهل الشام يقولون: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر، وأمرهم أن يستنفروا من مروا به من المسلمين، فمروا بنا في ديارنا فاستنفرونا، فنفرنا معهم، فقلت: لأتخيرنّ لنفسي رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(1) 9/ 137 (كتاب المغازي- باب غزوة ذات السلاسل)
فأخدمه وأتعلم منه فإني لست أستطيع أن آتي المدينة كلما شئت، فتخيرت أبا بكر فصحبته وذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 274 - 275) من طريق إسحاق بن راهويه وهو في "مسنده"(المطالب 2112) أنا عيسى بن يونس وجرير عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب به.
وأخرجه أبو داود في "الزهد"(26) عن محمد بن قدامة المصيصى ثنا جرير عن الأعمش به.
وأخرجه أحمد في "الزهد"(ص 135) وأبو داود في "الزهد"(25) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(740) والطبراني في "الكبير"(4469) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 831 - 832) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2687) من طريق عمار بن سيف الضبي ثنا الأعمش به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (741) من طريق يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش به.
وأخرجه وكيع في "الزهد"(130) عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة والمغيرة بن شبل عن طارق بن شهاب عن رافع الطائي به مختصرا.
وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 411) وأحمد في "الزهد"(ص 13) عن وكيع به إلا أنهما لم يذكرا فيه المغيرة بن شبل.
وهكذا رواه أبو خيثمة زهير بن حرب عن وكيع فلم يذكر المغيرة بن شبل.
أخرجه أبو القاسم البغوي (742)
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 9/ 352
قلت: وهو كما قال (1).
ولم ينفرد سليمان بن ميسرة به بل تابعه إبراهيم بن المهاجر البجلي الكوفي عن طارق بن شهاب به.
(1) قال الحافظ: هذا حديث غريب، وسليمان شيخ الأعمش ما عرفته بعد" المطالب 2/ 370
قلت: هو ابن ميسرة الأحمسي ترجمه الحافظ في "التعجيل" وقال: عن طارق بن شهاب وعنه الأعمش وحبيب بن أبي ثابت، وثقه ابن معين، وقال ابن حبان في ثقات التابعين: روى عن طارق بن شهاب وله صحبة، قال ابن خلفون في "الثقات": وثقه العجلي ويحيى والنسائي.
أخرجه أبو القاسم البغوي (744) والطبراني (4467) وأبو نعيم في "الصحابة"(2689) من طريق إسرائيل بن يونس عن إبراهيم بن المهاجر به.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 202
قلت: إبراهيم بن المهاجر مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.
1724 -
عن ابن عباس قال: بعث بنو سعد بن بكر ضِمَام بن ثعلبة، فذكر الحديث بطوله، وفي آخره أنّ ضمما قال لقومه عندما رجع إليهم: إنّ الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا إمرأة إلا مسلما.
قال الحافظ: رواه أحمد وغيره من طريق ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن الوليد بن نُويفع عن كُريب عن ابن عباس قال: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث ابن عباس أنّ رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدك الله، آلله أرسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن ندع اللات والعزي؟ قال "نعم".
1725 -
عن محمد بن كعب وغيره قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الحج سنة تسع، وبعث عليا بثلاثين أو أربعين آية من براءة.
قال الحافظ: روى الطبري من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب وغيره قالوا: فذكره" (2)
ضعيف
قال الطبري في "تفسيره"(10/ 61): حدثني الحارث ثنا عبد العزيز ثنا أبو معشر ثنا محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الموسم سنة تسع، وبعث علي بن أبي طالب بثلاثين أو أربعين آية من براءة، فقرأها على الناس يؤجل المشركين أربعة أشهر يسيحون في الأرض"
وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.
(1) 1/ 157 (كتاب العلم- باب القراءة والعرض على المحدث)
(2)
9/ 389 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])
1726 -
عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الحج، وأمره أن يقيم للناس حجهم، فخرج أبو بكر.
قال الحافظ: وروى الطبري من طريق ابن عباس قال: فذكره" (1)
حديث ابن عباس سيأتي الكلام عليه في حرف الخاء عند حديث "خير، أنت صاحبي في الغار"
وهذا السياق الذي ذكره الحافظ أظنه لابن إسحاق، ولعله تحرف إلى ابن عباس.
قال الطبري في "تفسيره"(10/ 59): حدثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن إسحاق قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق أميرا على الحج من سنة تسع ليقيم للناس حجهم، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم، فخرج أبو بكر ومن معه من المسلمين"
ابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.
وسلمة هو ابن الفضل الأبرش مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره.
1727 -
عن سعد بن أبي وقاص قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فلما انتهيا إلى ضجنان أتبعه عليا.
قال الحافظ: أخرجه الطبري من طريق الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: فذكره" (2)
لم أر حديث سعد هذا في تفسير الطبري، وقد أخرج ابن أبي عاصم في "السنة" (1384 و 1385) والنسائي في "خصائص علي" (77) والجورقاني في "الأباطيل" (126) من طرق عن فِطر بن خليفة عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن رقيم الكناني قال: قدمنا المدينة فلقينا سعد بن أبي وقاص، فقال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة، ثم بعث عليا فأخذها منه، وإنّ أبا بكر وجد في نفسه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا تجد يا أبا بكر، فإنه لا يؤدي عني غيري أو رجل مني".
قال الجورقاني: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة"
(1) 9/ 387 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])
(2)
9/ 387 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])
- ورواه إسرائيل بن يونس عن عبد الله بن شريك واختلف عنه:
• فقال زافر بن سليمان الإيادي: عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت من مناقب عليّ؟ قال: نعم، شهدت له أربع مناقب، والخامسة قد شهدتها، لأن يكون واحدة منهن ليّ، أحبّ إليّ من الدنيا، أو قال: من حُمْر النعم، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة، ثم أرسل عليا، فأخذها منه، فرجع أبو بكر، فقال: يا رسول الله، أنزل في شيء؟ قال "لا، إنه لا يبلغ عني إلا رجل مني"
أخرجه الجورقاني (125)
وقال: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة"
• وقال علي بن قادم الكوفي: أنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: شهدت له أربعاً لأن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش، فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعليّ "اتبع أبا بكر فخذها فبلغها ورد عليّ أبا بكر" فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، أنزل فيّ شيء؟ قال "لا، خير، إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني" أو قال "من أهل بيتي"
أخرجه الهيثم بن كليب (63)
وعبد الله بن رقيم والحارث بن ثعلبة والحارث بن مالك كلهم مجهولون.
1728 -
عن أبي سعيد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة على الصدقة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم محرمون حتى نزلوا بِعُسْفَان"
قال الحافظ: وجدت في صحيح ابن حبان والبزار من طريق عياض بن عبد الله عن أبي سعيد قال: فذكره.
وقال أيضاً: وقع في حديث أبي سعيد عند البزار والطحاوي وابن حبان في هذه القصة: وجاء أبو قتادة وهو حِلٌّ فنكسوا رؤوسهم كراهية أنْ يُحِدُّوا أبصارهم له فيفطن فيراه" (1)
أخرجه البزار (كشف 1101) وابن حبان (3976)
(1) 4/ 394 و 395 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله)
عن محمد بن عثمان العقيلي
والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 173)
عن عياش بن الوليد الرقام
قالا: ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن عبيد الله بن عمر عن عياض بن عبد الله بن سعد عن أبي سعيد قال: فذكره، وزاد: فإذا هم بحمار وحشي، فجاء أبو قتادة وهو حِلٌّ، فنكسوا رؤوسهم كراهية أنْ يُحدوا أبصارهم فيفطن، فرآه، فركب فرسه، وأخذ الرمح، فسقط منه السوط، فقال: ناولنيه، فقلنا: لا نعينك عليه بشيء، فحمل عليه، فعقره، ثم جعلوا يشوون منه، ثم قالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا- وكان تقدَّمهم- فأتوه فسألوه، فلم ير به بأسا.
وأظنه قال "معكم منه شيء" شك عبيد الله.
قال البزار: لا نعلم أسند عبيد الله عن عياض إلا هذا، ولا عنه إلا عبد الأعلى"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 3/ 230
قلت: وهو كما قال.
1729 -
حديث جُندب بن عبد الله: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين فالتقوا فأوجع رجل من المشركين فيهم فأبلغ فقصد رجل من المسلمين غيلته، كنا نتحدث أنه أسامة بن زيد، فلما رفع عليه السيف قال: لا إله إلا الله، فقتله. الحديث، وفيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا أتتك يوم القيامة؟ " قال: يا رسول الله استغفر لي، قال "كيف تصنع بلا إله إلا الله؟ " فجعل لا يزيده على ذلك.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (97")(1)
1730 -
عن الزُّبَيْب بن ثعلبة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر،
فأخذوهم بِرُكْبَة من ناحية الطائف، فاستاقوهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: في سنن أبي داود من حديث الزُّبَيب بن ثعلبة قال: فذكره" (2)
يرويه شُعيث بن عبيد الله بن الزبيب بن ثعلبة العنبري واختلف عنه:
(1) 15/ 214 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32])
(2)
6/ 98 (كتاب العتق- باب من ملك من العرب رقيقا)
- فرواه ابنه عمار بن شعيث عنه واختلف عنه:
• فقال أحمد بن عبدة الضبي: ثنا عمار بن شعيث ثني أبي وكان قد بلغ سبع عشرة ومائة سنة قال: سمعت جدي الزبيب بن ثعلبة يقول: بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر، فأخذوهم بركبة من ناحية الطائف، فاستاقوهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فركبت، فسبقتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه أبو داود (3612) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1209) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(906) عن أحمد بن عبدة به.
ومن طريق أبي داود أخرجه الخطابي في "الغريب"(1/ 484) والبيهقي (10/ 171 - 172) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 248)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5230) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن عبدة به.
ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب"(9/ 289)
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3064) عن محمد بن محمد ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي به.
وأخرجه من طريق الحسن بن علي المعمري والحسن بن سفيان النسوي قالا: ثنا أحمد بن عبدة به.
وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 222) من طريق محمد بن غالب بن حرب التمار ثني أحمد بن عبدة به.
وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1147 - 1149) عن أبي عمرو يوسف بن يعقوب بن يوسف ثنا أحمد بن عبدة به.
• وقال سعد بن عمار بن شعيث: ثني أبي عمار قال: ثني شعيث ثني عبيد الله بن زبيب بن ثعلبة أنّ أباه زبيب بن ثعلبة حدّثه.
أخرجه الطبراني (5299) عن محمد بن الوليد النَّرْسي ثنا سعد بن عمار به.
ومن طريقه أخرجه المزي (9/ 287 - 289)
- ورواه موسى بن إسماعيل البصري عن شعيث بن عبيد الله بن زبيب قال: حدثني أبي أنّ أباه حدّثه.
أخرجه الطبراني (5299) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا موسى بن إسماعيل به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3064) عن الطبراني به.
وأخرجه المزي (9/ 287 - 289) من طريق أبي بكر بن رِيْذَه أنا الطبراني به.
قال الخطابي: إسناده ليس بذاك" سنن البيهقي 10/ 172
وقال ابن عبد البر: حديث حسن" الاستيعاب 4/ 79
قلت: مداره على شعيث بن عبيد الله بن الزبيب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
1731 -
عن أبي جعفر الباقر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة إلى بني جَذِيْمَة داعيا ولم يبعثه مقاتلا.
قال الحافظ: قال ابن إسحاق: حدثني حكيم بن عباد عن أبي جعفر الباقر قال: فذكره.
وقال: وفي رواية الباقر: فقال لهم خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا، فوضعوا السلاح فأمر بهم فكتفوا ثم عرضهم على السيف.
وقال: وزاد الباقر في روايته: ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فقال "أخرج إلى هؤلاء القوم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك" فخرج حتى جاءهم ومعه مال فلم يبق لهم أحدا إلا وداه" (1)
مرسل
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 428 - 430) قال: حدثني حَكيم بن حَكيم بن عَبَّاد بن حُنَيْف عن أبي جعفر محمد بن علي قال: فذكر الحديث بطوله.
وأخرجه الطبري في "تاريخه"(663 - 68) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 114 - 115) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به.
(1) 9/ 119 (كتاب المغازي- باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة)
وابن إسحاق وحكيم بن حكيم صدوقان، وأبو جعفر ثقة.
1732 -
عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فلبثت شهرا لا يأتيه خبرها فنزلت {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)} [العاديات: 1] ضبحت بأرجلها {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)} [العاديات: 2] قدحت الحجارة فأوردت بحوافرها {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)} [العاديات: 3] صبحت القوم بغارة {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)} [العاديات: 4] التراب {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)} [العاديات: 5] صبحت القوم جميعا.
قال الحافظ: وعند البزار والحاكم من حديث ابن عباس قال: فذكره، وفي إسناده ضعف" (1)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 2291) عن أحمد بن عبدة بن موسى الضَّبِّي أنبأ حفص بن جميع ثنا سِماك عن عكرمة عن ابن عباس به.
وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 259) من طريق إسحاق بن إبراهيم أنا أحمد بن عبدة به.
قال ابن كثير: حديث غريب جدا" التفسير 4/ 542
وقال الهيثمي: وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف" المجمع 7/ 142
1733 -
عن المسور بن مخرمة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسله إلى الملوك" الحديث وفيه "وبعث عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعَيَّاذ ابني الجُلَنْدَي ملك عُمان" وفيه "فرجعوا جميعاً قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عمرا فإنه توفي وعمرو بالبحرين"
قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث المسور بن مخرمة قال: فذكره" (2)
يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال محمد بن إسحاق (3): عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن
(1) 10/ 357 (كتاب التفسير: سورة {وَالْعَادِيَاتِ} [العاديات: 1])
(2)
9/ 158 (كتاب المغازي- قصة عمان والبحرين)
(3)
في سيرة ابن هشام (2/ 607): قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري أنّه وجد كتابا فيه ذكر من بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البلدان وملوك العرب والعجم، وما قال لأصحابه حين بعثهم. قال: فبعثت به إلى محمد بن شهاب الزهري فعرفه، وفيه "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه فقال لهم" إنّ الله بعثني رحمة وكافة
…
وذكر الحديث إلى قوله: فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلغة القوم الذين وجه إليهم"
المسور بن مخرمة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال "إن الله عز وجل بعثني رحمة للناس كافة فأدوا عني يرحمكم الله ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام، فإنّه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه، فأما من قَرُب مكانه فإنّه أجاب وسلم، وأما من بَعُد مكانه فكرهه، فشكا عيسى بن مريم ذلك إلى الله عز وجل فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين وُجِّه إليهم، فقال لهم عيسى بن مريم: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا فافعلوا"
فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن يا رسول الله نؤدي عنك فابعثنا حيث شئت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي صاحب هجر، وبعث عمرو بن العاص إلى جَيْفَر وعَبَّاد ابني جُلنْدَا ملكي عُمَان، وبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فرجعوا جميعاً قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير عمرو بن العاص فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو بالبحرين.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 8 - 9) وفي "الأحاديث الطوال"(23) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه إسماعيل بن عياش ثني محمد بن إسحاق به.
قال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف" المجمع 5/ 306
قلت: ورواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ابن إسحاق مدني مدلس ولم يذكر سماعا من ابن شهاب الزهري.
- وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد القاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ذات يوم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال "أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك العجم فلا تختلفوا عليّ كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم وذكر الحديث وزاد فيه بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية.
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 40 - 41) عن أسد بن موسى المصري ثنا عبد الله بن وهب أني يونس بن يزيد به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 387 - 388) من طريق أحمد بن صالح المصري ثنا ابن وهب به.
ورواته ثقات، وعبد الرحمن بن عبد القاري ذكره غير واحد في التابعين ووثقه ابن معين وغيره.
وللحديث شاهد مرسل ذكره ابن هشام في "السيرة"(2/ 606 - 607) قال: حدثني من أثق به عن أبي بكر الهُذَلِي قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه ذات يوم بعد عُمرته التي صُدَّ عنها يوم الحديبية، فقال "أيها الناس، إن الله قد بعثني رحمة وكافّة، فلا تختلفوا عليّ كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم" وذكر الحديث.
وأبو بكر الهذلي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.
1734 -
عن قتادة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي: فنادى: يا خيل الله اركبي.
قال الحافظ: وروى ابن عائذ من مرسل قتادة قال: فذكره.
وقال: وعند ابن عائذ من مرسل قتادة: كانوا سبعمائة" (1)
1735 -
"بُعثت إلى الأسود والأحمر"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه مسلم (521) من حديث جابر.
وهو عند البخاري بغير هذا اللفظ (فتح 1/ 455)
1736 -
حديث بُريدة "بعثت أنا والساعة إنْ كادت لتسبقني"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبري وسنده حسن" (3)
أخرجه أحمد (5/ 348) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين ثنا بشير حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً "بعثت أنا والساعة جميعاً، إنْ كادت لتسبقني".
وأخرجه الطبري في "تاريخه"(1/ 15) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا أبو نعيم عن بشير بن المهاجر به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العوالي"(8) عن أبي عمر محمد بن جعفر القتّات ثنا أبو نعيم به.
(1) 8/ 417 و 418 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب)
(2)
13/ 315 (كتاب الاستئذان- باب من زار قوما فقال عندهم)
(3)
14/ 134 (كتاب الرقاق- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين)
وأخرجه السلفي في "معجم السفر"(39) وفي "الأربعين البلدانية"(26) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1573) من طريق أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان أنا أبو الشيخ به.
ومن طريق السلفي أخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 426)
وقال: هذا حديث على شرط مسلم"
وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 10/ 311
قلت: وهو كما قالا، إلا أنّ بشيرا وهو ابن مهاجر الغنوي الكوفي مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، وقال أبو حاتم وابن عدي: يكتب حديثه.
1737 -
"بعثت أنا والساعة كهاتين"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 14/ 133 - 134) من حديث سهل بن سعد ومن حديث أنس ومن حديث أبي هريرة.
1738 -
حديث جابر بن سَمُرة: كأني انظر إلى أصبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إشار بالمسبحة والتي تليها وهو يقول: "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه"
قال الحافظ: أخرجه الطبري من حديث جابر بن سمرة، وفي رواية له عنه "وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى"(2)
صحيح
وله عن جابر بن سمرة طريقان:
الأول: يرويه فِطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة رفعه "بعثت أنا والساعة (3) كهذه من هذه (4) " أصبعيه (5) الوسطى والسبابة.
(1) 13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)
و13/ 175 (كتاب الأدب- باب ما جاء في قول الرجل ويلك)
(2)
14/ 135 (كتاب الرقاق- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين)
(3)
ولفظ الطبري "بعثت من الساعة "ولفظ أبي نعيم "بعثت أنا من الساعة"
(4)
ولفظ الطبري "كهاتين"
(5)
ولفظ الطبري "وجمع بين أصبعيه" ولفظ أبي نعيم "وقرن بين أصبعيه"
أخرجه أحمد (5/ 103) والطبري في "تاريخه"(1/ 12) والطبراني في "الكبير"(1843) واللفظ له وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 302 و 2/ 201) من طرق عن فطر بن خليفة به.
وإسناده حسن، فطر وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وأبو خالد الوالبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وقد صرّح بالسماع من جابر بن سمرة في إحدى روايتي أبي نعيم.
ولم ينفرد فطر بن خليفة به بل تابعه:
1 -
منصور بن المعتمر عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة رفعه "بعثت أنا والساعة كهاتين".
أخرجه أحمد (5/ 108) والطبراني في "الكبير"(1845 و 1846 و 1848) من طرق عن إسرائيل عن منصور به.
وإسناده حسن أيضا.
2 -
الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة قال: كأني (1) انظر إلى أصبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار بالمسبحة والتي تليها - وهو يقول "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه".
أخرجه أحمد (4/ 309 و5/ 92)
عن عيسى بن يونس
والطبراني في "الكبير"(1844) والطبري (1/ 12)
عن عثام بن علي الكوفي
وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 33)
عن همام
والطبري (1/ 12)
عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي
وأبي معاوية محمد بن خازم الكوفي
كلهم عن الأعمش به.
(1) ولفظ أحمد "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعيه"
واللفظ للطبري ولعبد الله بن أحمد.
واختلف فيه على الأعمش:
• فرواه محمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن أبي خالد الوالبى عن وهب السوائي رفعه "بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، إنْ كادت لتسبقها"
وجمع الأعمش السباحة والوسطى، وقال محمد بن عبيد مرة: إن كادت لتسبقني.
أخرجه أحمد (4/ 309) وهناد في "الزهد"(524) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1460) والطبراني في "الكبير"(22/ 126)
• ورواه عمار بن رُزيق الكوفي عن الأعمش عن أبي خالد الوالبى عن جابر بن عبد الله.
أخرجه أحمد (4/ 309) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(1847) عن أبي الجَوَّاب أحوص بن جَوَّاب عن عمار بن رزيق به.
والأول أصح.
الثاني: يرويه عنبسة بن الأزهر الشيباني عن سِماك بن حرب عن جابر بن سمرة رفعه "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1998) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا فروة بن أبي المغراء أنا إبراهيم بن المختار ثنا عنبسة به.
وإسناده لا بأس به.
1739 -
حديث المستورد بن شداد "بُعثت في نفس الساعة، سبقتها كما سبقت هذه لهذه - لأصبعيه السبابة والوسطى-"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي والطبري، ومثله في حديث أبي جَبيرة -بفتح الجيم وكسر الموحدة- الأنصاري عن أشياخ من الأنصار، أخرجه الطبري، وأخرجه أيضاً عن أبي جبيرة مرفوعا بغير واسطة بلفظ آخر" (1)
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 218) والترمذي (2213) والبزار (3462) والطبري في "تاريخه"(1/ 15) والطبراني في "الكبير"(20/ 304) والرامهرمزي في
(1) 14/ 134 (كتاب الرقاق- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين)
"الأمثال"(ص 19) وأبو طاهر السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي"(28) من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرْحبي ثنا عُبيدة بن الأسود عن مُجالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد به مرفوعا.
وفي لفظ "بعثت أنا والساعة كهاتين السبابة والوسطى"
قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد لا نعرفه إلا من هذا الوجه"
وقال يعقوب بن سفيان: هذا والله أعلم عندي خطأ"
قلت: اختلف فيه على مجالد، فرواه إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا حبان بن علي عن مجالد عن الشعبي عن المستورد.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 308)
وإسماعيل بن عمرو ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي وغيرهم، وحبان بن علي هو العَنَزي وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ومجالد هو ابن سعيد الهمداني ليس بالقوي، قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه.
- ورواه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عن سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي جبيرة بن الضحاك رفعه "بعثت في نسم (1) الساعة"
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(5) والدولابي (1/ 23) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 115) والعسكري في "تصحيفات المحدثين"(1/ 213) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 161) وفي الصحابة (6721) من طرق (2) عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به.
قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" الفتن ص 152
(1) وفي لفظ "نسيم"
(2)
رواه أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس ومحمد بن الصباح ومحمد بن منصور ومحمد بن عباد المكي عن سفيان به.
وخالفهم ابن أبي عمر فرواه في "مسنده"(المطالب 4503/ 1) عن سفيان وزاد فيه: عن مشيخة من
الأنصار.
• ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي جبيرة.
أخرجه الطبري في "التاريخ"(1/ 15) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 116)
• ورواه مروان بن معاوية الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف عن أبي جبيرة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 390 - 391)
قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 312
• ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف ثنا أبو جبيرة عن أشياخ من الأنصار، منهم:
1 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه في "الزهد"(1592) ومن طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 218 - 219)
2 -
يزيد بن هارون.
أخرجه الطبري في "التاريخ"(1/ 15 - 16)
3 -
معتمر بن سليمان التيمي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 391) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 161)
4 -
عبد الله بن نُمير.
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 218 - 219)
5 -
وكيع.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 4503/ 2)
قال الهيثمي: ورجال هذه الطريق رجال الصحيح غير شبل أو شبيل بن عوف وهو ثقة" المجمع 10/ 312
قلت: قول ابن المبارك ومن تابعه أصح لأنهم ثقات أثبات، والزيادة من الثقة مقبولة، وهذا إسناد صحيح رواته ثقات.
1740 -
عن ابن مسعود قال: بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً فيهم: عبد الله بن مسعود وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى الأشعري.
قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" (1)
انظر الحديث الذي بعده.
1741 -
عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ثمانين رجلا" فذكر الحديث بطوله وفي آخره، فتعجل عبد الله بن مسعود فشهد بدرا"
قال الحافظ: وفي مستدرك الحاكم من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن مسعود قال: فذكره" (2)
أخرجه الطيالسي (ص 46) وسعيد بن منصور (2481) ولوين في "حديثه"(3) عن حُديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ونحن ثمانون رجلا فذكر الحديث بطوله.
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 297 - 298)
وأخرجه أحمد (1/ 461) والبزَّار (1762) والحاكم (2/ 623) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(327) من طرق عن حديج بن معاوية به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن غريب"
وقاله ابن كثير: وهذا إسناد جيد قوي وسياق حسن" البداية والنهاية 3/ 69
وقاله الحافظ: إسناده حسن" الفتح 8/ 186
قلت: أبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع حديج بن معاوية منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، وهو موصوف بالتدليس أيضا ولم يذكر سماعا من عبد الله بن عتبة.
وحديج قال ابن معين: لا يكتب حديثه، ليس بشيء، ليس بثقة.
(1) 8/ 186 - 187 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة الحبشة)
(2)
3/ 316 (كتاب الصلاة- أبواب العمل في الصلاة - باب ما ينهى من الكلام في الصلاة)
وقال النسائي: ضعيف، وقال أيضاً: ليس بقوي، وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته.
وذكره البخاري وأبو زرعة والعقيلي وابن شاهين في الضعفاء.
وخالفه إسرائيل بن يونس فرواه عن أبي إسحاق عن أبي بُردة بن أبي موسى عن أبيه قال: فذكر الحديث بطوله.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 346 - 348) وأبو نعيم في "الدلائل"(196) وفي "الحلية"(1/ 114 - 115) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 299 - 300)
وقال: هذا إسناد صحيح"
قلت: فيه عنعنة أبي إسحاق.
1742 -
عن عبد الله بن أبي حَدْرَد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلِّم بن جثامة، فمرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم علينا، فحمل عليه محلم فقتله، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل القرآن فذكر هذه الآية (1).
قال الحافظ: روى ابن إسحاق في "المغازي" وأخرجه أحمد من طريقه عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال: فذكره، وأخرجها ابن إسحاق من طريق ابن عمر أتم سياقا من هذا، وزاد أنه كان بين عامر ومحلم عداوة في الجاهلية" (2)
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(626) قال: حدثني يزيد بن عبد الله بن قُسيط عن القَعْقاع بن عبد الله بن أبي حَدْرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضَم في نفر من المسلمين، فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي، ومحلِّم بن جثّامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم، مرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قَعود له، ومعه مُتيِّع له، ووطْب من لبن. فلما مرّ بنا سلّم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله لشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره، وأخذ متيعه. فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر، نزل فينا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء: 94] إلى آخر الآية.
(1) يعني قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94]
(2)
9/ 327 (كتاب التفسير: سورة النساء- باب {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94])
وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 574) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2378)
عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر
وأحمد (6/ 11)
عن إبراهيم بن سعد الزهري
والطبري في "التفسير"(5/ 222 - 223)
عن سلمة بن الفضل الأبرش
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1654) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 99 - 100) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ص 107)
عن يحيى بن سعيد الأموي
كلهم عن ابن إسحاق به.
- ورواه محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق فقال فيه: عن ابن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 305)
- ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن ابن إسحاق فقال فيه: عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه (1).
أخرجه الطبري (5/ 223)
- ورواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق واختلف عنه:
• فرواه حجاج بن منهال البصري عن حماد فقال فيه: عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 75) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(5827)
• ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد فقال فيه: عن ابن أبي حدرد عن أبيه.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1061) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 306)
(1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(5826) وابن بشكوال في "المبهمات"(455) ووقع عندهما: ابن أبي حدرد عن أبيه.
• ورواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل البصري عن حماد فقال فيه: عن ابن حدرد الأسلمي عن أبيه.
أخرجه ابن أبي حاتم (5827)
- ورواه عبد الله بن ادريس الأودي عن ابن إسحاق ثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أبي حدرد.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 75)
- ورواه أحمد بن عبد الجبار العُطاري عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق واختلف عنه:
• فرواه أبو الحسين رضوان بن أحمد الصيدلاني عن أحمد بن عبد الجبار فقال فيه: عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه.
أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 77)
ومن هذا الطريق أخرجه ابن عساكر (ص 107 - 108) ووقع عنده: عن أبي القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه أبي حدرد.
وأخرجه في موضع آخر (ص 114) وقال فيه: عن ابن القعقاع
وأخرجه (ص 114) من طريق أبي عبد الله بن منده قال: أنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار به، وقال فيه: عن ابن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه.
وأخرجه (ص 107 - 108) من طريق البيهقي عن الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار به، وقال: عن أبي القعقاع عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه أبي حدرد.
وحديث أبي خالد الأحمر ومن تابعه أصح.
قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه، وهذا هو الصواب" التعجيل 2/ 138 - 139
وقال الهيثمي والبوصيري: رجاله ثقات" المجمع 7/ 8 - مختصر الإتحاف 8/ 363
قلت: ابن إسحاق صدوق، والقعقاع ذكره ابن حبان في ثقات التابعين.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري (5/ 222) عن سفيان بن وكيع ثنا جرير عن
محمد بن إسحاق عن نافع أنّ ابن عمر قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم -محلم بن جثامة مبعثا، فلقيهم عامر بن الأضبط، فحياهم بتحية الإسلام، وكانت بينهم إحنة في الجاهلية، فرماه محلم بسهم فقتله، فجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلم فيه عيينة والأقرع، فقال الأقرع: يا رسول الله، سن اليوم وغير غدا، فقال عيينة: لا والله حتى تذوق نساؤه من الثكل ما ذاق نسائي، فجاء محلم في بردين، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا غفر الله لك" فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه، فما مضت به سابعة حتى مات ودفنوه، فلفظته الأرض، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال "إنّ الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم، ولكن الله جلّ وعزّ أراد أن يعظكم" ثم طرحوه بين صدفي جبل، وألقوا عليه من الحجارة، ونزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا
…
} الآية.
وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.
1743 -
عن جرير بن عبد الله قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أن يقولوا: لا إله إلا الله.
قال الحافظ: ذكر الطبراني من طريق إبراهيم بن جرير عن أبيه قال: فذكره" (1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2392) من طريق أبان بن عبد الله البجلي ثنا إبراهيم بن جرير عن أبيه قال: بعث إليّ عليّ بن أبي طالب ابن عباس والأشعث بن قيس وأنا بقرقيسيا فقالا: إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول: نعم ما أراك الله من مفارقتك معاوية لأني أنزلك مني بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أنزلكها، فقال جرير: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أنْ يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم، ولا أقاتل أحدا يقول: لا إله إلا الله، فرجعنا على ذلك.
وإسناده ضعيف، أبان مختلف فيه، وإبراهيم لم يسمع من أبيه.
1744 -
عن دِحية الكلبي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى قيصر فأعطيته الكتاب.
قال الحافظ: وقد ذكر البزار في "مسنده" عن دحية الكلبي أنه هو ناول الكتاب لقيصر ولفظه: فذكره.
وقال: وللطبراني من طريق ضعيف عن عبد الله بن شداد عن دحية في هذه القصة مختصرا: فقال قيصر: أعرف أنه كذلك ولكن لا أستطيع أنْ أفعل، إنْ فعلت ذهب ملكي وقتلني الروم.
(1) 9/ 138 (كتاب المغازي- باب ذهاب جرير إلى اليمن)
وقال: وفي حديث دحية الذي أشرت إليه قال: فلما خرجوا أدخلني عليه وأرسل إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم فقال: هذا الذي كنا ننظر وبشرنا به عيسى، أما أنا فصدقته ومتبعه، فقال له قيصر: أما أنا إنْ فعلت ذلك ذهب ملكي، فذكر القصة وفي آخره، فقال لي الأسقف: خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أني أشهد أنْ لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأني قد آمنت به وصدقته، وأنهم قد أنكروا عليّ ذلك، ثم خرج إليهم فقتلوه.
وقال: وزاد في حديث دحية "وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، وفيه: لما قرأ الكتاب سخر فقال: لا تقرأه إنه بدأ بنفسه، فقال قيصر: لتقرأنه، فقرأه"(1)
وذكره في موضع آخر وقال: وفي حديث دحية عند البزار: حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ما هو؟ قال: شاب، قال: كيف حسبه فيكم؟ قال: هو في حسب ما لا يفضل عليه آخر، قال: هذه آية.
وقال: زاد في حديث دحية: أرأيت من خرج من أصحابه إليكم هل يرجعون إليه؟ قال: نعم.
وقال: وفي حديث دحية: هل ينكب إذا قاتلكم؟ قال: قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه، قال: هذه آية.
وقال: وأخرج الحسن بن سفيان في "مسنده" من طريق عبد الله بن شداد عن دحية: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى هرقل، فقدمت عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، فلما قرأ الكتاب نخر ابن أخيه نخرة فقال: لا تقرأ، فقال قيصر: لم؟ قال: لأنه بدأ بنفسه وقال: صاحب الروم ولم يقل: ملك الروم، قال: اقرأ، فقرأ الكتاب" (2)
ضعيف جداً
أخرجه البزار (كشف 2374) عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل ثني أبي عن عمه محمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن دحية الكلبي أنّه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب إلى قيصر، فقدمت عليه، فأعطيته
(1) 1/ 40 و 42 و 47 (باب كيف كان بدء الوحي)
(2)
9/ 283 و 284 و 287 (كتاب التفسير: صورة آل عمران- باب {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64])
الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس، فلما قرأ الكتاب، كان فيه: من محمد رسول الله إلى هرقل صاحب الروم، قال: فنخر ابن أخيه نخرة وقال: لا تقرأ هذا اليوم، فقال له قيصر: لم؟ قال: إنه بدأ بنفسه، وكتب: صاحب الروم، ولم يكتب: ملك الروم، فقال قيصر: لتقرأنه، فذكر الحديث وفيه طول.
قال الهيثمي: رواه البزار عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة عن أبيه وكلاهما ضعيف" المجمع 5/ 309
وقال في موضع آخر: رواه البزار وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى وهو ضعيف" المجمع 8/ 237
قلت: إسماعيل بن يحيى بن سلمة قال الدارقطني: متروك الحديث، ومحمد بن سلمة بن كهيل قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة وابن سعد: ضعيف، وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث.
وتابعه يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عبد الله بن شداد عن دحية به.
أخرجه الطبراني (1) في "الكبير"(4198) وأبو نعيم في "الدلائل"(240) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل به.
قال الهيثمي؛ وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف" المجمع 5/ 306
قلت: ويحيى بن سلمة بن كهيل قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن سعد: ضعيف جداً.
1745 -
"بَعُدَ من ذكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ"
قال الحافظ: وعند الحاكم من حديث كعب بن عجرة بلفظ: فذكره" (2)
انظر حديث "شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ"
1746 -
عن الزهري وغيره قالوا: بقيت بقية من خيبر تحصنوا، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يحقن دماءهم ويسيّرهم ففعل، فسمع بذلك أهل فدك، فنزلوا على مثل ذلك، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة.
(1) ومن طريقه أخرجه ابن طولون في "اعلام السائلين"(ص 71 - 73)
(2)
13/ 421 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)
قال الحافظ: وروى أبو داود من طريق ابن إسحاق عن الزهري وغيره قالوا: فذكروه" (1)
مرسل
أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(89) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري وعبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة قالوا: فذكروه، وزادوا: لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وأخرجه أبو داود (3016) والبلاذري في "فتوح البلدان"(ص 25 - 26) عن حسين بن علي بن الأسود العجلي ثنا يحيى بن آدم به.
وأخرجه البيهقي (6/ 317) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا يحيى بن آدم به.
وأخرجه يحيى بن آدم (104) أيضاً عن زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال: حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم، فلما أيقنوا بالهلكة، سألوه أنْ يسيرهم ويحقن دماءهم، ففعل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حاز الأموال كلها، الشق والنطاة والكتيبة، وجميع حصونهم، إلا ما كان من هذين الحصنين، فلما سمع أهل فدك ما صنعوا، بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يسيرهم ويحقن دمائهم ويخلوا له الأموال، ففعل.
وكان فيمن مشى بينه وبينهم محيصة بن مسعود.
وأخرجه البلاذري (ص 26) عن حسين بن علي العجلي عن يحيى بن آدم به.
وأخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 97 - 98) عن محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكير الشيباني قال: فذكره مطولاً.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 226) من طريق يونس بن بُكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: حدثنا ابنٌ لمحمد بن مسلمة الأنصاري عن من أدرك من أهله وحدثنيه مكنف قالا: فذكرا الحديث مطولاً.
وأخرجه أيضاً (4/ 236 - 237) من هذا الطريق عن ابن إسحاق قال: حدثنا ابن لمحمد بن مسلمة عن من أدرك من أهله، قال: وحدثنيه عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: فذكره.
(1) 7/ 9 (كتاب فرض الخمس- باب رقم 1)
1747 -
حديث أبي هريرة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي بلغه بعض مقالات أبيه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في قتله، قال "بل أحسن صحبته"
قال الحافظ: أخرجه ابن منده من حديث أبي هريرة بإسناد حسن، وفي الطبراني من طريق عروة بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن أُبي أنّه استأذن نحوه، وهذا منقطع لأنّ عروة لم يدركه" (1)
حسن
وحديث أبي هريرة أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4236) أنا خيثمة إجازة عن أبي قِلابة عن عمرو بن خليفة أخو هوذة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي قال: يا رسول الله، لئن أمرتني لأتيتك برأس أبي، قال:"لا، برّ أباك وأحسن صحبته"
وإسناده حسن، خيثمة هو ابن سليمان، وأبو قلابة هو عبد الملك بن محمد الرقاشي، ومحمد بن عمرو هو ابن علقمة، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
وحديث عبد الله بن عبد الله أخرجه أبو نعيم أيضاً (4235) عن الطبراني ثنا حفص بن عمر ثنا عارم ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل أباه، فقال "لا تقتل أباك".
حفص بن عمر هو المعروف بسنجة وهو مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، وعروة لم يدرك عبد الله بن عبد الله، وعارم هو لقب محمد بن الفضل أبو النعمان البصري.
1748 -
عن ابن عمر أنّهم لما رجعوا من الغزو حيث فروا قالوا: نحن الفرارون، قال:"بل أنتم العكارون، أنا فئة المؤمنين" قال: فقبلنا يده.
قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود" (2)
ضعيف
أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(312) عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلقينا العدو فحاص الناس حيصة، فانهزمنا، قلنا: نهرب في الأرض ولا نأتي رسول الله حياءً مما صنعنا، ثم قلنا: لو أتينا المدينة فامترنا منها وتجهزنا، فلما أتينا المدينة قلنا: لو عرضنا
(1) 9/ 403 (كتاب التفسير- سورة براءة- باب قوله: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80])
(2)
13/ 296 (كتاب الاستئذان- باب الأخذ باليدين)
أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرجنا عند صلاة الفجر، فَمِلْنا فقلنا: يا رسول الله، نحن الفرارون، فقال "بل أنتم العكّارون، أنا فئة كل مسلم".
وأخرجه الحميدي (687) وابن سعد (4/ 145) وسعيد بن منصور (985 و 2539) وابن أبي شيبة (8/ 749 - 750 و750 و12/ 535 - 536) وفي "الأدب"(1 و 2) وأحمد (2/ 58 و 70 و 86 و 100 و 110 - 111) والبخاري في "الأدب المفرد"(972) وأبو داود (2647 و 5223) وابن ماجه (3704) والترمذي (1716) والسرقسطي في "الغريب"(1/ 89) وأبو يعلى (5596 و 5781) وابن الجارود (1050) والطحاوي في "المشكل"(900 و 901 و 902) وابن أبي حاتم في "التفسير"(8896) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(2/ 378 - 379) وابن البختري في "حديثه"(338) وابن الأعرابي في "القبل"(1 و 2) والخطابي في "الغريب"(1/ 331) وتمام (841) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 57) والبيهقي (7/ 101 و 9/ 76 و 76 - 77) وفي "الشعب"(4002) والبغوي في "شرح السنة"(2708) من طرق عن يزيد بن أبي زياد به.
زاد ابن أبي شيبة وأبو داود وغيرهما "فدنونا فقبلنا يده"
قال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد"
وقال الهيثمي: وفيه يزيد بن أبي زياد وهو لين الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 42
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي.
قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو زرعة والدارقطني: لا يحتج به.
وقال ابن حبان وابن سعد: تغير بأخرة.
وقال العجلي والدارقطني: كان يلقن.
1749 -
عن عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة وسيخلفنا إليها قوم آخرون، يعنون محمدا وأصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رؤوسهم "بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم فيها أحد" فأنزل الله تعالى {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] الآية.
قال الحافظ: وقد أخرج الطبري من طريق عكرمة قال: فذكره، وأخرج الطبري أيضا
من وجه آخر عن عكرمة قال: اجتمعت يهود تخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لن تصيبنا النار، فذكر نحوه وزاد: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كذبتم، بل أنتم خالدون مخلدون، لا نخلفكم فيها أبدا إنْ شاء الله تعالى" فإنزل القرآن تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم. ومن طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم حدثني أبي زيد بن أسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود "أنشدكم الله، من أهل النار الذين ذكرهم الله في التوراة؟ " قالوا: إن الله غضب علينا غضبة فنمكث في النار أربعين يوما ثم نخرج فتخلفوننا فيها، فقال "كذبتم والله لا نخلفكم فيها أبدا" فنزل القرآن تصديقا له، وهذان خبران مرسلان يقوّي أحدهما الآخر" (1)
مرسل
وحديث عكرمة أخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 382) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(820) من طريق حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: خاصمت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: الحديث.
وإسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن جُريج أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة قال: اجتمعت يهود يوما تخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: الحديث.
أخرجه الطبري (1/ 382) من طريق سُنيد ثنا حجاج عن ابن جريج به.
ورواته ثقات غير سنيد فهو مختلف فيه.
وحديث زيد بن أسلم أخرجه الطبري (1/ 382) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم "أنشدكم بالله وبالتوراة النبي أنزلها الله على موسى
…
الحديث"
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
1750 -
عن الزهري قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك لم يأته قبلها فقال: إن ربك يخيرك بين أنْ تكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا، قال: فنظر إلى جبريل كالمستشير له، فأومأ إليه أنْ تواضع، فقال "بل عبدا نبيا" قال: فما أكل متكئا.
قال الحافظ: ذكر ابن بطال من طريق أيوب عن الزهري قال: فذكره، وهذا مرسل
(1) 12/ 358 (كتاب الطب- باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم)
أو معضل، وقد وصله النسائي من طريق الزبيدي عن الزهري عن محمد بن عبد الله بن عباس قال: كان ابن عباس يحدث: فذكر نحوه" (1)
يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال محمد بن الوليد الزُّبَيْدي: ثني الزهري عن محمد بن عبد الله بن عباس قال: كان ابن عباس يحدث أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة معه جبريل عليه السلام، فقال الملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أنْ تكون مَلِكا نبيا. فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده: أنْ تواضع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل أكون عبدا نبيا" فقال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربه.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 124) والذهلي في "الزهريات"(حديث رقم 11 - وانظر النكت الظراف 5/ 232) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 361 - 362) والنسائي في "الكبرى"(6743) والطحاوي في "المشكل"(2092) والطبراني في "الكبير"(10686) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 198) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 333 - 334) والبغوي في "شرح السنة"(3684) وفي "الشمائل"(15) والمزي (25/ 491) من طرق عن بقية بن الوليد ثني الزبيدي به.
قال الطحاوي: قال لنا النسائي: ولا نعلم محمد بن عبد الله بن عباس هذا إلا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، كان الزهري نسبه إلى جده، ولا نعلم له سماعا من جده"
قلت: وقع عند الطبراني وأبي الشيخ: عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
قال المزي: كذا وقع في هذه الرواية: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، والصواب عن محمد بن عبد الله بن عباس"
وقال في "التحفة": ذكره أبوالقاسم ابن عساكر في ترجمة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن جده، وقال في آخره: كذا قال: محمد بن عبد الله، وإنما هو محمد بن علي بن عبد الله. كذا قال أبو القاسم. والصواب محمد بن عبد الله كما جاء في الرواية، وكذلك ذكره البخاري في "التاريخ" فيمن اسمه محمد بن عبد الله، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه محمد بن عبد الله"
(1) 11/ 471 (كتاب الأطعمة- باب الأكل متكئا)
وتعقبه الحافظ في "النكت الظراف"(5/ 232 - 233) فقال: قلت: ذكره الذهلي في علل حديث الزهري عن يزيد بن عبد ربه عن بقية في ترجمة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ووقع في السند: محمد بن عبد الله بن عباس، فالذهلي سلف ابن عساكر في دعوى أنّ عليا سقط بين محمد وعبد الله. وذكر شيخي في "شرح الترمذي" أنّ أبا الشيخ أخرجه من الوجه الذي أخرجه منه النسائي فوقع عنده في السند: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. وكذلك رويناه في فوائد أبي محمد بن صاعد من طريق عبد الله بن سالم عن الزبيدي"
قلت: رواه ابن صاعد في زيادات الزهد لابن المبارك (766) من طريق عبد الله بن سالم الحمصي عن الزبيدي ووقع عنده: عن محمد بن عبد الله بن عباس. وهو الصواب إنْ شاء الله.
ومحمد بن عبد الله هذا لم أر من وثقه، وترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
- وقال ابن المبارك في "الزهد"(764): أنا مَعْمَر عن الزهري قال: بلغنا أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك لم يأته قبلها ومعه جبريل وذكر الحديث.
وأخرجه ابن سعد (1/ 380 - 381) عن عتاب بن زياد الخراساني أنا ابن المبارك به.
وتابعه عبد الرزاق (5247 و 19551) عن معمر به.
ورواته ثقات.
وللحديث طريقين آخرين سيأتي الكلام عليهما في حرف العين عند حديث "على أي شيء أنت؟ "
وله شاهد عن عائشة وعن أبي هريرة وعن ابن عمر وعن طاوس مرسلاً وعن سعيد بن جبير مرسلا
فأما حديث عائشة فأخرجه ابن سعد (1/ 381)
عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي
وأبو يعلى (4920) وأبو الشيخ (ص 197 - 198) والبغوي في "شرح السنة"(3683) وفي "الشمائل"(415)
عن محمد بن بكار بن الريان البغدادي
كلاهما عن أبي معشر نَجيح بن عبد الرحمن السندي عن سعيد المَقْبُري عن عائشة
مرفوعاً "يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب. أتاني ملك وإن حُجزَتَه لتساوي الكعبة فقال: إن ربك يقرىء عليك السلام ويقول لك: إن شئت نبيا ملكا وإن شئت نبيا عبدا، فأشار إلي جبريل، ضع نفسك، فقلت: نبيا عبدا"
قالت عائشة: وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا ويقول "أكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد"
قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 19
قلت: بل ضعيف لضعف أبي معشر.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 231) عن محمد بن فضيل الكوفي عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير قال: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة قال: جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال جبريل: إنّ هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد، أرسلني إليك ربك قال: أفملكا نبيا يجعلك أو عبدا رسولاً، قال جبريل: تواضع لربك يا محمد، قال "بل عبدا رسولاً"
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع"(125) والبزار (كشف 2462) وأبو يعلى (6155) وابن حبان (6365) من طرق عن ابن فضيل به.
ووقع عند ابن أبي الدنيا: قال عمارة: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة.
ووقع عند الباقين: عن أبي زرعة عن أبي هريرة بالجزم.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد"
قلت: وهو إسناد على شرط الشيخين.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13309) عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحَرَّاني ثنا يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعت محمد بن قيس المدني يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لقد هبط عليّ ملك من السماء، ما هبط على نبيّ قبلي، ولا يهبط على أحد من بعدي، وهو اسرافيل وعنده جبريل، فقال: السلام عليك يا محمد، ثم قال: أنا رسول ربك إليك أمرني أن أخبرك: إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا، فنظرت إلى جبريل فأومأ جبريل إلي أن تواضع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: نبيا عبدا"
فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو أنى قلت نبيا ملكا ثم شئت لسارت الجبال معي ذهبا".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 256) عن أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا
أبو شعيب الحَرّاني ثنا يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا أيوب بن نهيك قال: سمعت أبا حازم قال: سمعت ابن عمر به.
وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي حازم عن ابن عمر، تفرد به أيوب بن نهيك، وأبو حازم مختلف فيه: فقيل: سلمة بن دينار، وقيل: محمد بن قيس المدني"
وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف" المجمع 9/ 19
قلت: أبو حازم هو محمد بن قيس كما تقدم في رواية الطبراني، وأيوب بن نهيك ضعيف أيضاً.
وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق (19552) عن مَعْمَر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه قال: بُعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ملك لم يعرفه، فقال: إن ربك يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا، أم نبيا ملكا، فأشار إليه جبريل: أن تواضع، فقال "بل نبيا عبدا".
ورواته ثقات.
وأما حديث سعيد بن جبير فأخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(94) وفيه يحيى بن أبي أنيسة قال أحمد وغيره: متروك الحديث.
1751 -
عن بشير بن كعب قال: سأل غلامان رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيم العمل؟ فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم شيء نستأنفه؟ قال "بل فيما جفت به الأقلام" قالا: ففيم العمل؟ قال "اعملوا فكل ميسر لما هو عامل" قالا: فالجد الآن.
قال الحافظ: وأخرج الفريابي بسند صحيح إلى بشير بن كعب أحد كبار التابعين قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه الفريابي في "القدر"(101) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طلق بن حبيب عن بشير بن كعب العدوي قال: فذكره.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 92 - 93) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان به.
وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1357) من طريق أبي داود السجستاني ثنا أحمد بن عمرو بن السرح ثنا سفيان به.
ورواته ثقات.
(1) 14/ 299 (كتاب القدر- باب وكان أمر الله قدرا مقدورا)
1752 -
حديث جابر: جاء سُرَاقة فقال: يا رسول الله، أنعمل اليوم فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أو فيما يستقبل؟ قال "بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير" فقال: ففيم العمل؟ قال "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".
قال الحافظ: وهذا الرجل وقع في حديث جابر عند مسلم (2648) أنه سراقة بن مالك بن جُعْشُم ولفظه: فذكره، وأخرجه الطبراني (6565 و 6567) وابن مردويه نحوه وزاد "وقرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} [الليل: 5] إلى قوله {الْعُسْرَ} [البقرة: 185]" وأخرجه ابن ماجه من حديث سراقة نفسه لكن دون تلاوة الآية. ووقع هذا السؤال وجوابه سوى تلاوة الآية لشريح بن عامر الكلابي، أخرجه أحمد والطبراني ولفظه "قال: ففيم العمل اذاً؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له" (1)
حديث سراقة له عنه طريقان:
الأول: يرويه قيس بن سعد المكي عن طاوس عن سراقة قال: قلت: يا رسول الله، أنعمل لأمر قد فرغ منه أم نستأنف العمل؟ قال:"نعمل لشيء قد فرغ منه" قلت: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال:"كل ميسر له عمله" قال: فالآن نجد، الآن نجد، الآن نجد.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(167) واللفظ له
عن هُدبة بن خالد القيسي
والطبراني في "الكبير"(6593)
عن حجاج بن المنهال البصري
قالا: ثنا حماد بن سلمة عن قيس بن سعد به.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 195
وقال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم" ظلال الجنة 1/ 73
قلت: لم يخرج مسلم رواية طاوس عن سراقة، وهي رواية منقطعة كما قال الحافظ في "التهذيب"(3/ 456) وهو كما قال لأنّ طاوسا ولد بعد وفاة سراقة بسنوات (2).
(1) 14/ 298 - 299 (كتاب القدر- باب وكان أمر الله قدرا مقدورا)
(2)
واختلف فيه على طاوس، فرواه مَعْمَر عن ابن طاوس عن أبيه مرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق (20064)
الثاني: يرويه عطاء بن مسلم الخفاف ثنا الأعمش عن مجاهد عن سراقة قال: قلت: يا رسول الله، العمل فيما جفّ به القلم وجرت به المقادير أم في أمر مستقبل، قال "بل فيما جف به القلم وجرت به المقادير، وكل ميسر لما خلق له"
أخرجه ابن ماجه (91) والطبراني في "الكبير"(6588) وأبو الحسن محمد بن عبد الملك في "أحاديثه"(من حديث خيثمة ص 187) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 133 - 134)
وقال: ولم يدرك مجاهد سراقة"
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، مجاهد لم يسمع من سراقة، والإسناد منقطع، وعطاء بن مسلم مختلف فيه" مصباح الزجاجة 1/ 15
وأما حديث شريح بن عامر فأخرجه أحمد (4/ 67) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 341) والطبراني في "الكبير"(4235) وأبو نعيم في "الصحابة"(2619)
عن سهل بن أسلم العدوي
وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(4/ 67) والطبراني في "الكبير"(4236) وأبو نعيم (2620 و 2621) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 177 - 178)
عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي
كلاهما عن يزيد بن أبي منصور الأزدي ثني ذو اللحية (1) الكلابي قال: قلت: يا رسول الله، أنعمل في أمر مستأنف أو في أمر قد فرغ منه؟ قال "بل في أمر قد فرغ منه" قال: ففيم العمل؟ فقال "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 194
قلت: إسناده حسن، فيزيد صدوق، وسهل وعبد العزيز ثقتان.
1753 -
عن الشعبي قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إنّ رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال:"بل لكم هجرتان: هاجرتم إلى أرض الحبشة، ثم هاجرتم بعد ذلك"
قال الحافظ: ولابن سعد بإسناد صحيح عن الشعبي قال: فذكره، ومن وجه آخر عن
(1) اسمه شريح بن عامر.
الشعبي نحوه وقال فيه "كذب من يقول ذلك" ومن وجه آخر عنه "قال: يقول: للناس هجرة واحدة"(1)
مرسل
وله عن الشعيي طرق:
الأول: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما قدم جعفر من أرض الحبشة لقي عمر بن الخطاب أسماء بنت عميس فقال لها: سبقناكم بالهجرة ونحن أفضل منكم، فقالت: لا أرجع حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله، لقيت عمر فزعم أنه أفضل منا وأنهم سبقونا بالهجرة، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "بل أنتم هاجرتم مرتين"
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 103 و 14/ 348) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن إسماعيل بن أبي خالد به.
ورواته ثقات.
- ورواه سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:
• فقال الحميدي: ثنا سفيان ثنا إسماعيل عن الشعبي وأبي حمزة قالا: لما قدمت أسماء بنت عميس من أرض الحبشة قال لها عمر: يا حبشية سبقناكم بالهجرة، فقالت: أي لعمري لقد صدقت، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء، أما والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن ذلك له. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال "للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان"
أخرجه ابن سعد (8/ 281)
• وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال: قال عمر لأسماء: سبقناكم بالهجرة
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6262)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن أبي عمر"
الثاني: يرويه زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إنّ رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال "بل لكم هجرتان، هاجرتم إلى أرض الحبشة ونحن مرهنون بمكة ثم هاجرتم بعد ذلك"
(1) 9/ 26 (كتاب المغازي- باب غزوة خيبر)
أخرجه ابن سعد (8/ 281) عن محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دُكين قالا: ثنا زكريا به.
ورواته ثقات.
الثالث: يرويه الأَجْلَح بن عبد الله الكندي عن الشعبي قال: قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إنّ هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين، فقال "كذب من يقول ذلك، لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إليّ"
أخرجه ابن سعد (8/ 281) عن عبد الله بن نمير عن الأجلح به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 520 - 521) عن علي بن مُسهر الكوفي عن الأجلح به.
ورواه يحيى بن سعيد القطان عن الأجلح فقال فيه: عن الشعبي عن أسماء.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 153)
والأجلح مختلف فيه.
1754 -
حديث قُرَّة بن إياس: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الدين، فقال:"بل هو الدين كله"
قال الحافظ: وللطبراني من حديث قرة بن إياس: فذكره" (1)
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 181) ويعقوب بن سفيان (2) في "المعرفة"(1/ 311) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(87) ووكيع في "أخبار القضاة"(1/ 318 - 319) والطبراني في "الكبير"(19/ 29 - 30) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 125) والبيهقي (10/ 194 - 195) وفي "الشعب"(7313) من طريق محمد (3) بن أبي السري العسقلاني ثني بكر بن بشر السلمي الترمذي العسقلاني ثني عبد الحميد بن سوار ثني إياس بن معاوية بن قرة المزني ثني أبي عن جدي قرة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله، الحياء من الدين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بل هو الدين كله. إنّ الحياء والعفاف والعي- عي اللسان لا عي القلب- والعمل (4) من الإيمان، وإنهن يزدن في الآخرة وينقصن
(1) 13/ 137 (كتاب الأدب- باب الحياء)
(2)
أخرجه البيهقي في "الآداب"(199) عن أبي الحسين بن الفضل القطان وأبي علي بن شاذان قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان به.
(3)
هو محمد بن المتوكل.
(4)
ولفظ ابن أبي الدنيا "والفقه" ولفظ يعقوب بن سفيان "والعقل" =
من الدنيا، ولما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن في الدنيا، فإنّ الشح (1) والبذاء من النفاق، وإنهن يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة، ولما ينقصن في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا"
واللفظ للطبراني
قال الهيثمي: وفيه عبد الحميد بن سوار وهو ضعيف" المجمع 8/ 27
قلت: وبكر بن بشر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال أبو حاتم: مجهول.
وابن أبي السري مختلف فيه.
وللحديث شاهد عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعه "إنّ الحياء والعفاف والعي- عي اللسان لا عي القلب- والفقه من الإيمان، وهي مما يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر، وإنّ البذاء والجفاء والشح من النفاق، وهي مما يزدن في الدنيا وينقصن في الآخرة، وما ينقصن في الآخرة أكثر"
أخرجه الدارمي (515) عن الحسين بن منصور السلمي ثنا أبو أسامة ثنا أبو غفار المثنى بن سعيد الطائي ثني عون بن عبد الله ثني فلان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.
1755 -
عن عكرمة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: 2] الآية، قال ثابت بن قيس: كنت أرفع صوتي فأنا من أهل النار، فقعد في بيته، فذكر الحديث نحو حديث أنس وفي آخره "بل هو من أهل الجنة" فلما كان يوم اليمامة انهزم المسلمون فقال ثابت: أفٍّ لهؤلاء ولما يعبدون، وأفّ لهؤلاء ولما يصنعون، قال: ورجل قائم على ثلمة فقتله وقتل.
قال الحافظ: روى ابن سعد بإسناد صحيح أيضاً من مرسل عكرمة قال: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه الطبري في "تفسيره"(26/ 119) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن عُلية
= قال البيهقي في "الآداب": وكذا كان في كتاب ابن الفضل "العقل"، وفي كتابي عن ابن شاذان "العمل" وكذلك هو في رواية الحسن بن سفيان وغيره عن ابن أبي السري "العمل" بالميم، وهو الصواب. والذي في كتاب ابن الفضل خطأ وقع من الكاتب. والله أعلم"
(1)
زاد ابن أبي الدنيا "والعَجْر"
(2)
7/ 434 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)
ثنا أيوب عن عكرمة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحُجرَات:2] الآية، قال ثابت بن قيس: وذكر الحديث بطوله.
ورواته ثقات، وابن عُلية هو إسماعيل، وأيوب هو السَّخْتِيَاني.
1756 -
عن ابن سيرين قال: بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَقّتَ لأهل مكة التنعيم.
قال الحافظ: روى الفاكهي وغيره من طريق محمد بن سيرين قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2825) عن محمد بن زنبور المكي قال: ثنا الفضيل بن عياض عن هشام عن ابن سيرين قال: فذكره.
ومحمد بن زنبور مختلف فيه، والباقون ثقات، وهشام هو ابن حسان.
1757 -
عن السُّدِّي قال: بلغنا أنّ هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أنْ يزوجها زيد بن حارثة مولاه فكرهت ذلك ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعد أنها من أزواجه، فكان يستحي أنْ يأمر بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يمسك عليه زوجه وأنْ يتقي الله، وكان يخشى الناس أنْ يعيبوا عليه ويقولوا: تزوج امرأة ابنه، وكان قد تبنى زيدا.
قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السدي فساقها سياقا واضحاً حسناً ولفظه: فذكره.
وعنده من طريق علي بن زيد عن علي بن الحسين بن علي قال: أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أنّ زينب ستكون من أزواجه قبل أنْ يتزوجها، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال الله: قد أخبرتك أني مزوجكها وتخفي في نفسك ما الله مبديه. وقد أطنب الترمذي الحكيم في تحسين هذه الرواية وقال: إنها من جواهر العلم المكنون. وكأنّه لم يقف على تفسير السدي الذي أوردته وهو أوضح سياقا وأصح إسنادا إليه لضعف علي بن زيد بن جدعان" (2)
مرسل
(1) 4/ 355 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب عمرة التنعيم)
(2)
10/ 142 - 143 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب- باب قوله: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزَاب: 37])
حديث السدي أخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور"
وحديث علي بن الحسين أخرجه الطبري في "تفسيره"(22/ 13) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 3/ 491) والبيهقي في "الدلائل (3/ 466) من طرق عن سفيان بن عُيينة عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن علي بن الحسين قال: كان الله تبارك وتعالى أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم أنّ زينب ستكون من أزواجه، فلما أتاه زيد يشكوها قال "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال الله {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} [الأحزاب: 37] "
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
1758 -
"بلّوا أرحامكم ولو بالسلام"
سكت عليه الحافظ (1).
ربي من حديث ابن عباس ومن حديث سويد بن عامر ومن حديث أبي الطفيل ومن حديث ابن عمر
فأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 1877) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(310) عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا معاذ بن معاذ بن صقر جليس لعثمان بن عمر ثنا البراء بن يزيد الغنوي ثنا أبو جَمْرة عن ابن عباس به مرفوعاً.
وأخرجه الخطيب في "المتفق"(3/ 1980 - 1981) من طريق محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن يونس به.
ومحمد بن يونس الكديمي قال موسى بن هارون: كذاب يضع الحديث، وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات الحديث وضعا.
وأما حديث سويد بن عامر فيرويه مُجَمِّع بن يحيى بن يزيد بن جارية الأنصاري واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن مجمع بن يحيى عن سويد بن عامر (2) مرفوعاً.
منهم:
1 -
وكيع في "الزهد"(409) وعنه هناد في "الزهد"(1011)
2 -
يعلي بن عبيد الطنافسي.
أخرجه هناد (1011)
(1) 13/ 28 (كتاب الأدب- باب تبل الرحم ببلالها)
(2)
في حديث وكيع ويعلى وعمر بن علي: الأنصاري، وفي حديث خالد بن عبد الله: هو أنصاري صحابي.
3 -
عمر بن علي بن مُقَدَّم المقدمي.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(207) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1161)
4 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه أبو يعلى (المطالب 2543) وابن حبان في "الثقات"(4/ 324) وأبو نعيم في "الصحابة"(3536)
5 -
خالد بن عبد الله الواسطي.
أخرجه القضاعي (654)
6 -
الحسن بن حبيب العبدي.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(7602)
قال الحافظ: إسناده حسن إلا أنّه مرسل" المطالب 3/ 109
قلت: مجمع بن يحيى صدوق، وسويد بن عامر تابعي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المراسيل، وقال أبو القاسم البغوي: لا أحسب لسويد بن عامر صحبة (الصحابة 3/ 227) وقال ابن منده: لا صحبة له (الإصابة 5/ 43) وقال أبو نعيم: لا يعرف له صحبة (معرفة الصحابة).
- وقال مروان بن معاوية الفزاري: عن مجمع بن يحيى عمن حدثه يرفعه.
أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 347)
- وقال عيسى بن يونس: عن مجمع بن يحيى ثني رجل من الأنصار رفعه.
أخرجه القضاعي (653) من طريق هلال بن العلاء بن هلال الرقي ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس به.
والعلاء بن هلال ضعفه أبو حاتم وغيره.
- وقال إسماعيل بن عياش: عن مجمع بن جارية عن عمه عن أنس بن مالك.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عبد الرحمن بن عوف حديث رقم 199) والعسكري في "الأمثال"(المقاصد ص 146) والبيهقي في "الشعب"(7603)
وإسماعيل بن عياش روايته عن المدنيين ضعيفة، وهذه منها فإنّ مجمعا مدني.
- وقال يزيد بن هارون: عن مجمع بن يحيى ثنا سويد بن عامر عن يزيد بن جارية مرفوعا.
أخرجه ابن منده في "الصحابة"(الإصابة 10/ 343)
- ورواه سفيان بن عيينة عن مجمع عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
أخرجه الطبري (200)
وأما حديث أبي الطفيل فأخرجه الطبراني كما في "المجمع"(8/ 152) بلفظ "صِلُوا أرحامكم بالسلام"
قال الهيثمي: وفيه راو لم يسم"
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (6/ 2168) من طريق محمد بن عبد الملك الأنصاري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "صلوا أرحامكم ولو بالسلام"
ومحمد بن عبد الملك قال أحمد: يضع الحديث.
1759 -
عن أبي طلحة قال: قرأ رجل فغير عليه عمر، فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: ألم تقرئني يا رسول الله؟ قال "بلى" قال: فوقع في صدر عمر شيء عرفه النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه، قال: فضرب في صدره وقال "أبعد شيطانا" قالها ثلاثاً، ثم قال "يا عمر" القرآن كله صواب ما لم تجعل رحمة عذابا أو عذابا رحمة"
قال الحافظ: وقد وقع عند الطبري من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال: فذكره، ومن طريق ابن عمر: سمع عمر رجلاً يقرأ، فذكر نحوه، ولم يذكر: فوقع في صدر عمر، لكن قال في آخره "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف"(1)
حديث أبي طلحة أخرجه أحمد (4/ 30) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 382 و 2/ 1/ 62) والروياني (1492) والطبري في "تفسيره"(1/ 13) من طرق عن أبي ثابت حرب بن ثابت المنقري- كان يسكن بني سليم- ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري عن أبيه عن جده قال: قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير عليّ. قال: فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث.
(1) 10/ 401 (كتاب فضائل القرآن- باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)
رواته ثقات غير حرب بن ثابت ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وحديث ابن عمر أخرجه الطبري (1/ 13) عن عبيد الله بن محمد الفريابي ثنا عبد الله بن ميمون ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: سمع عمر بن الخطاب رجلاً يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ هذا قرأ آية كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف".
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 323) من طريق إسماعيل بن أبي خالد ثنا عبد الله بن ميمون به.
وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن ميمون هو ابن داود القداح قال البخاري وأبو حاتم والترمذي: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال الحاكم: روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث موضوعة.
1760 -
عن ابن عمر أنّ تميما الداري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما كثر لحمه: ألا نتخذ لك منبرا يحمل عظامك؟ قال "بلى" فاتخذ له منبرا.
قال الحافظ: رواه أبو داود والحسن بن سفيان والبيهقي من طريق أبي عاصم عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع عن ابن عمر، وإسناده جيد" (1)
حسن
أخرجه أبو داود (1081) والبيهقي (3/ 195 - 196) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما بدَّن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: "بلى" فاتخذ له منبرا مرقايتين (2)(3).
وإسناده حسن رواته ثقات غير ابن أبي رواد واسمه عبد العزيز ففيه كلام لكن لا ينزل
(1) 3/ 48 - 49 (كتاب الجمعة- باب الخطبة على المنبر)
(2)
هذا لفظ أبي داود، ولفظ البيهقي "أنّ تميما الداري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسنّ وثقل: ألا نتخذ لك منبرا تحمل أو تجمع أو كلمة تشبهها عظامك؟ فاتخذ له مرقاتين أو ثلاثة فجلى عليها. قال: فصعد النبي صلى الله عليه وسلم فحنّ جذع كان في المسجد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستند إليه، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه فقال له شيئاً لا أدري ما هو ثم صعد المنبر، وكانت أساطين المسجد جذوعا وسقائفه جريدا.
(3)
أشار البخاري في "الصحيح" لهذا الحديث (الفتح 7/ 415)
حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه يحيى القطان وابن معين وأبو حاتم والعجلي والحاكم، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما وهم.
1761 -
عن زيد بن أسلم أنّ غلاما قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم السجدة، فانتظر الغلام النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد، فلما لم يسجد قال: يا رسول الله، أليس في هذه السجدة سجود؟ قال "بلى ولكنك كنت إمامنا فيها ولو سجدت لسجدنا"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من رواية ابن عجلان عن زيد بن أسلم: فذكره، رجاله ثقات إلا أنّه مرسل، وقد روى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: بلغني، فذكر نحوه، أخرجه البيهقي من رواية ابن وهب عن هشام بن سعد وحفص بن ميسرة معا عن زيد بن أسلم به" (1)
مرسل
يرويه زيد بن أسلم واختلف عنه:
• فقيل: عنه مرسلاً.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 19) عن أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم مرسلاً.
وأخرجه عبد الرزاق (5914) عن مَعْمَر عن زيد بن أسلم به.
• ورواه هشام بن سعد المدني وحفص بن ميسرة العقيلي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: بلغني فذكر نحوه.
أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(370) والبيهقي (2/ 324)
وهذا أصح من الأول لأنّ هشام بن سعد من أثبت الناس في زيد بن أسلم كما قال أبو داود. وتابعه حفص بن ميسرة العقيلي أيضا وهو ثقة كما قال أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان.
• وقال البيهقي: رواه إسحاق بن عبد الله بن أبي فَروة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة موصولا، وإسحاق ضعيف، وروى الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وهو أيضا ضعيف، والمحفوظ من حديث عطاء بن يسار مرسل"
(1) 3/ 210 - 211 (كتاب الصلاة- أبواب سجود القرآن- باب من سجد لسجود القارئ)
1762 -
عن ابن عباس قال: جاء مالك بن الصيف وجماعة من الأحبار فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم وتؤمن بما في التوراة وتشهد أنها حق؟ قال:"بلى، ولكنكم كتمتم منها ما أمرتم ببيانه فأنا أبرأ مما أحدثتموه"
قالوا: فإنا نتمسك بما في أيدينا من الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا بما جئت به.
فأنزل الله هذه الآية {لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ} [المائدة: 68].
قال الحافظ: فأخرج (أي ابن أبي حاتم) بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(6/ 310) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رافعُ بن حارثة، وسلام بن مسكين، ومالك بن الصيف، ورافع بن حرملة، فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد أنها من الله حق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بلى، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها من احداثكم" قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا، فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك، ولا نتبعك، فأنزل الله {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} إلى قوله {فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 68] (2).
وإسناده ضعيف، محمد بي أبي محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، تفرد عنه ابن إسحاق.
1763 -
عن عائشة أنّها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يكلم رجلا وهو راكب، فلما دخل قلت: من هذا الذي كنت تكلمه؟ قال "بمن تشبهينه؟ " قلت: بدحية بن خليفة، قال "ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة"
قال الحافظ: وقع في دلائل البيهقي وفي "الغيلانيات" من رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: فذكرته" (3)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من
طلب الأحزاب وجمع عليه اللأمة واغتسل"
(1) 9/ 338 - 339 (كتاب التفسير- تفسير سورة المائدة- باب {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [المائدة: 1])
(2)
ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(6618) لكن سقط منه من فرق محمد بن أبي محمد.
(3)
10/ 379 (كتاب فضائل القرآن- باب كيف نزل الوحي)
1764 -
"بورك لأمتي في بكورها"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان من حديث صخر الغامدي- بالغين المعجمة- وقد اعتنى بعض الحفاظ بجمع طرقه فبلغ عدد من جاء منه من الصحابة نحو العشرين نفسا" (1)
روي من حديث صخر الغامدي ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث بريدة ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث كعب بن مالك ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي رافع ومن حديث النواس بن سمعان ومن حديث عبد الله بن سلام ومن حديث نبيط بن شريط ومن حديث العرس بن عميرة ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث أبي ذر ومن حديث أبي أمامة ومن حديث حذيفة ومن حديث سعيد بن المسيب مرسلاً.
فأما حديث صخر الغامدي فأخرجه الطيالسي (ص 175) وسعيد بن منصور (2382) وابن أبي شيبة (12/ 516) وأحمد (3/ 416 و 417 و 431 - 432 و 432 و 4/ 384 و 390 و 391) وعبد بن حميد (432) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 310) والدارمى (2440) وأبو داود (2606) وابن ماجه (2236) والترمذي (1212) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2402) والنسائي في "الكبرى"(8833) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1771 و 2557) وفي "الصحابة"(1292 و 1293) والخرائطي في "المكارم"(2/ 811) والمحاملي في "أماليه"(331) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 21 و 22) وابن حبان (4754 و 4755) والطبراني في "الكبير"(7275 و 7276 و 7277) و"الأوسط"(6879) وابن عدي (7/ 2597) والغطريفي (85) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 435 - 436) وابن المقرئ في "المعجم"(422) والعسكري في "التصحيفات"(2/ 650) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 774) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 414) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 270 - 271) وفي "الصحابة"(3842 - 3845) والقضاعي (1491 و 1493) والبيهقي (9/ 151 - 152) وفي "الدلائل"(6/ 222) والخطيب في "التاريخ"(1/ 405 و 2/ 106 - 107 و 5/ 240 و 476 و 9/ 441) وفي "الموضح"(2/ 459) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2673) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة"(39) وابن عساكر (ترجمة العباس بن الفضل بن حبيب ص 215) وفي "معجم الشيوخ"(42) وابن الجوزي
(1) 6/ 455 (كتاب الجهاد- باب الخروج بعد الظهر)
في "العلل"(523 و 524) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 15) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 125 - 126) والذهبي في "الميزان"(3/ 175) وفي "معجم الشيوخ"(2/ 118) من طرق عن يعلي بن عطاء الطائفي قال: سمعت عمارة بن حديد البجلي قال: سمعت صخرا الغامدي رفعه "اللهم بارك لأمتي في بكورها (1) "
قال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث" (2)
وقال أبو حاتم: لا أعلم في "اللهم بارك لأمتي في بكورها" حديثا صحيحا، وفي حديث يعلي بن عطاء فيه عمارة بن حديد وهو مجهول، وصخر الغامدي ليس كل أصحاب شعبة يقول صخر الغامدي إلا رجلان يقولان عن صخر وكانت له صحبة، ولا يعلم له حديث غير هذا الحديث" علل الحديث 2/ 268
وقال ابن عساكر: لم يروه عن صخر غير عُمارة، تفرد به يعلي بن عطاء عنه"
وقال الذهبي: هذا حديث صالح السند"
وقال ابن الأثير: لا يعرف لصخر غير هذا الحديث" (3)
وصححه ابن خزيمة كما في "الإصابة"(5/ 132)
وقال أبو طاهر السلفي: هذا حديث حسن"
قلت: عمارة بن حديد قال أبو زرعة: لا يعرف، وقال أبو حاتم وابن السكن والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال ابن المديني: لا أعلم أحدا روى عنه غير يعلى بن عطاء، وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" (3/ 486): مجهول الحال، ولا يعرف روى عنه إلا يعلي بن عطاء.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(5/ 123): وعمارة رجل مجهول لم يرو عنه غير يعلي بن عطاء الطائفي.
وقال الذهبي في "الكاشف": لا يُدرى من هو.
(1) وفي لفظ لأحمد وعبد بن حميد "بكورهم"
(2)
وقال في "العلل الكبير"(1/ 477 - 478): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف لصخر الغامدى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث، ولا لعمارة بن حديد"
(3)
كذا قال جماعة: ليس لصخر إلا هذا الحديث، وتُعقبوا بأنّ الطبراني أخرج له حديثا آخر في "الكبير"(7278) وهو "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء" وهو من رواية عمارة بن حديد عنه.
وصخر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف إلا في هذا الحديث الواحد، ولا قيل إنّه صحابي إلا به، ولا نقل ذلك إلا عمارة، وعمارة مجهول كما قال الرازيان، ولا يفرح بذكر ابن حبان له في "الثقات"(1)، فإنّ قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف. تفرد بهذا الحديث عنه يعلي بن عطاء. قال ابن القطان الفاسي: أما قول الترمذي (2): حسن، فخطأ.
وأما حديث علي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي به مرفوعا.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 517) والترمذي في "العلل الكبير"(1/ 478) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 153 - 154 و155و 156) والبزار (696) وأبو يعلى (425) والعقيلي (2/ 323) والخرائطي في "المكارم"(2/ 806) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 338) وابن عدي (4/ 1614) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 103) والخطيب في "الجامع"(187) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته"(32) وابن الجرزي في "العلل"(504) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي مرفرعا إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، والنعمان بن سعد لا نعلم أحدا أسند عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق هذا، وهو عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة وهو واسطي صالح الحديث".
وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف" المجمع 4/ 61
قلت: وكذا ضعفه أحمد وابن معين وابن سعد ويعقوب بن سفيان وأبو داود والنسائي وابن حبان والدارقطني وغيرهم.
والنعمان بن سعد قال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": ما روى عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد الضعفاء وهو ابن أخته.
وسبقه إلى ذلك أبو حاتم فقال: لم يرو عنه غيره. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وقال الحافظ في "التهذيب": قلت: والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره.
(1) ولا بتوثيق العجلي له فإنه متساهل.
(2)
بل حكاه ابن القطان عن عبد الحق الاشبيلي لا عن الترمذي. الوهم والإيهام 3/ 485 - 486
الثاني: يرويه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي به مرفوعاً.
أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(503) من طريق الدارقطني ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ثنا عبد الصمد بن موسى ثنا الحسن بن فضالة عن جعفر بن محمد به.
وقال: لا يثبت، فيه عبد الصمد بن موسى قال أبو بكر الخطيب: قد ضعفوه. قال الدارقطني: وما كتبناه إلا عن ابنه إبراهيم"
قلت: عبد الصمد بن موسى الهاشمي أبو إبراهيم ترجمه الذهبي في "الميزان" وذكر قول الخطيب هذا وقال: حدّث عنه ابنه إبراهيم في "أماليه". قلت: يروي مناكير عن جده محمد بن إبراهيم الإمام ويروي عن علي بن عاصم، وُلّي إمرة الموسم زمن المتوكل وقول الخطيب فيه ما هو في تاريخه.
وذكره الحافظ في "اللسان" وزاد: ونقله عنه ابن الجوزي فيحرر.
وابنه إبراهيم قال الذهبي في "الميزان": لا بأس به إنْ شاء الله.
والحسن بن فضالة لم أقف له على ترجمة.
وخالفه جعفر العلوي فرواه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ رفعه "إذا صليتم الصبح فافزعوا إلى الدعاء، وباكروا في طلب الحوائج. اللهم بارك لأمتي في بكورها".
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 155) من طريق القاسم بن جعفر العلوي ثنا أبي به.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(ترجمة العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام ص 97)
والقاسم بن جعفر هو ابن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي الحجازي قال الخطيب: قدم بغداد وحدّث بها عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير. التاريخ 12/ 443
وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً.
أخرجه ابن ماجه (2238) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن الجدعاني به.
واختلف فيه على ابن كاسب:
فرواه عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني عن ابن كاسب ثنا إسحاق بن جعفر عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مُليكة الجدعاني المليكي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر به.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 318) من طريق أبي المفضل الشيباني ثنا عبد الله بن إسحاق به.
ورواه ابن عدي (1/ 268) عن عبد الله بن إسحاق هذا ولم يذكر عبيد الله بن عمر.
قال المزي: رواه إبراهيم بن فهد الساجي وعبد الله بن الصقر السكري وغير واحد عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن إسحاق بن جعفر بن محمد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي (1) عن نافع عن ابن عمر، وهو الصواب" تحفة الأشراف 6/ 113
قلت: وإسحاق بن جعفر قال ابن معين: ما أراه إلا كان صدوقا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ.
وتابعه إسماعيل بن أبي أويس عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
أخرجه عبد بن حميد (755) والخرائطي في "المكارم"(2/ 807) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 102/ أ) والطبراني في "الكبير"(13390) و"الأوسط"(3336) و "الصغير"(308) وابن عدي (1/ 268 و 6/ 2196) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(119) وأبو الشيخ في "الطبقات"(562) والقضاعي (1490) والخطيب في "الموضح"(1/ 318) وابن الجوزي في "العلل"(507)
وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا الجدعاني، تفرد به ابن أبي أويس.
قلت: تابعه أبو بكر الأعشى عن الجدعاني به.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 318)
وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي مليكة عن عبيد الله بن عمر"
(1) لم يذكر عن عبيد الله بن عمر.
قلت: تابعه يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر.
أخرجه ابن عدي (1/ 268) وابن الجوزي في "العلل"(506) من طريق إبراهيم بن سلم ابن أخي العلاء ثنا يحيى بن سعيد به.
قال ابن عدي: إبراهيم بن سالم منكر الحديث ليس بالمعروف، وهذا الحديث منكر من حديث يحيى القطان عن عبيد الله، وإنما يرويه عن عبيد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني"
وقال أيضاً (6/ 2196): ليس بمحفوظ"
قلت: والجدعاني قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن معين: لا شيء.
ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه مالك بن أنس عن نافع قال: سألت ابن عمر عن قول النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم بارك لأمتي في بكورها" فقال: في طلب العلم والصف الأول.
أخرجه الخطيب في "الجامع"(189) من طريق يوسف بن أحمد بن الحكم النصري ثنا عبد الله بن مَسلمة ثنا مالك به.
ويوسف بن أحمد هذا لم أقف له على ترجمة.
ولم ينفرد عبد الله بن مسلمة به بل تابعه عبد المنعم بن بشير عن مالك به.
أخرجه ابن المقرئ في "المنتخب من غرائب حديث مالك"(27) والخليلي في "الإرشاد"(1/ 158)
وقال: هذا وضعه عبد المنعم، وهو وضاع على الأئمة، وهذا الخبر بهذا الإسناد لا أصل له عن مالك ولا عن نافع، وإنما رواه صخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأفراد"
الثاني: يرويه محمد بن الفضل بن عطية عن أبي حازم عن ابن عمر.
أخرجه ابن عدي (6/ 2174) وابن الجوزي في "العلل"(508)
وقال: محمد بن الفضل قال أحمد: ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب"
قلت: تابعه عباس بن الفضل الأنصاري عن أبي حازم عن ابن عمر به.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 808)
وعباس قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 289 - 290) وأبو يعلى (5406 و 5409) والخرائطي في "المكارم"(2/ 812) والطبراني في "الكبير"(10490) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 343) وابن عدي (5/ 1834) وابن الجوزي في "العلل"(505) من طريق أبي الحسن علي بن عابس النخعي عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعا (1).
قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به علي بن عابس عن العلاء. قال يحيى: ليس بشيء، وقال ابن حبان: فحش خطأه فاستحق الترك"
وقال الهيثمي: وفيه علي بن عابس وهو ضعيف" المجمع 4/ 61
قلت: والمسيب بن رافع قال أبو حاتم: لم يلق ابن مسعود.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:
الأول: يرويه عمر بن مساور (2) العتكي عن أبي جَمْرَة الضُّبَعي عن ابن عباس به مرفوعا.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف"(105) والبزار (3)(كشف 1250) والعقيلي (3/ 193) والخرائطي في "المكارم"(2/ 815) والطبراني في "الكبير"(12966) وابن عدي (5/ 1716 و 1717) والقضاعي (1489) والبيهقي في "الشعب"(7357 و 7358) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 828) وابن الجوزي في "العلل"(509 و 510)
وقال البزار: لا نعلم أحدا رواه إلا أبو جمرة، وعمر روى عنه عفان وجماعة ولم يكن بالقوي"
وقال العقيلي: حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: عمر بن مساور ويقال ابن مسافر العتكي عن أبي جمرة منكر الحديث"
قال العقيلي: والمتن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه"
وقال الهيثمي: وفيه عمر بن مساور وهو ضعيف" المجمع 4/ 61
(1) وفي لفظ "بورك لأمتي في بكورها" وفي لفظ آخر "بارك الله لأمتي في بكورها"
(2)
وفي رواية "مسافر"
(3)
وزاد "يوم خميسها"
الثاني: يرويه أبو حمزة ثابت بن أبي صفية دينار الثُّمالي عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "واجعلها يوم الخميس"
أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 14) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 100/ أ) وابن عدي في "الكامل"(2/ 771) وابن الجوزي في "العلل"(511) من طرق عن أبي حمزة الثمالي به.
وإسناده ضعيف لضعف أبي حمزة الثمالي.
الثالث: يرويه طلحة بن عمرو الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس.
أخرجه ابن عدي (7/ 2734) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 418) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 46 و 144)
وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن عمرو.
الرابع: يرويه سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده به مرفوعا وزاد "يوم خميسها"
أخرجه الطبراني في "لكبير"(10679) من طريق عوين بن عمرو القيسي عن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس
والبزار (كشف 1251) من طريق النضر بن طاهر ثنا إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس
والقضاعي (1492) وابن الجوزي في "العلل"(513) عن طريق عبد الصمد بن موسى الهاشمي حدثتني زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ثلاثتهم عن أبيهم سليمان بن علي به.
قال البزار: وهذا قد روي من وجه آخر، وهذا أحسن إسنادا من ذلك، ولا نعلم أسند إسحاق بن سليمان غير هذا، والنضر له أحاديث لم يتابع عليها"
قلت: وعوين ويقال: عون بن عمرو القيسي قال ابن معين: لا شيء، وقال البخاري: منكر الحديث مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء"
وعبد الصمد بن موسى تقدم قول الخطيب فيه: قد ضعفوه.
الخامس: يرويه عبد الصمد بن موسى الهاشمي ثنا عبد الوهاب بن محمد الهاشمي عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن جده.
أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(512)
وعبد الصمد بن موسى تقدم قريبا، وعبد الوهاب بن محمد وعبد الصمد بن علي ترجمهما الخطيب (11/ 25 و 37) ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلا.
وأما حديث جابر فله عنه طرق:
الأول: يرويه حسان بن عطية الدمشقي عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعاً.
أخرجه ابن عدي (1/ 355) عن محمد بن منير ثني أبو الأحوص محمد بن الهيثم ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثنا أبي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية.
وأخرجه عن عبد الملك بن محمد ثنا محمد بن الهيثم أبو الأحوص ثني محمد بن أيوب بن سويد ثنا أبي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن جابر، لم يذكر ابن المنكدر.
وأخرجه عن عبد الملك بن محمد أيضاً ومحمد وأحمد ابني الفضل بن خرشيد قالوا: ثنا أبو الأحوص ثنا محمد بن أيوب بن سويد ثني أبي ثني الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "اطلبوا العلم كل اثنين وخميس فإنه ميسر لمن طلب، وإذا أراد أحدكم حاجة فليبكر إليها فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها".
وأخرجه ابن الجوزي في "العلل"(502) من طريق ابن عدي هذه.
وقال: هذا حديث لا يصح، قال ابن حبان: محمد بن أيوب يروي الموضوعات وأبوه ضعيف، وقال يحيى: أيوب كذاب، وقال النسائي: متروك الحديث"
وقال البرذعي: قلت: حديث رواه محمد بن أيوب بن سويد الرملي عن أبيه عن الأوزاعي، قال أبو زرعة: حديث "بارك لأمتي في بكورها"؟ قلت: نعم، قال: مفتعل" سؤالات البرذعي 2/ 389 - 390
الثاني: يرويه الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1000) عن أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ثنا الهيثم- هو ابن جميل- ثنا الليث به.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ شيخ الطبراني أحمد بن مسعود المقدسي لم أجد من ترجمه (1) " المجمع 4/ 62
(1) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر"(انظر بلغة القاصي ص 83)
وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 808) وابن عدي (3/ 1170 و 4/ 1666) من طريق أبي بكر الهذلي عن أبي الزبير عن جابر قال: لما وضع النبي صلى الله عليه وسلم رجله في الغرز يوم الخميس وهو يوم تبوك قال: فذكره.
وأبو بكر الهذلي قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.
وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1175) من طريق يحيى بن أبي أنيسة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً، اللهم بارك لأمي في بكورها"
ويحيى قال أحمد وغير واحد: متروك الحديث.
الثالث: يرويه أبو يوسف القاضي عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر.
أخرجه ابن عدي (7/ 2603)
وابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس"
أخرجه ابن ماجه (2237) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 264 و 2/ 223) والمزي في "تهذيب الكمال"(26/ 544) من طريق أبي مروان محمد بن عثمان العثماني ثنا محمد بن ميمون المدني عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه به.
قال الحافظ: الحديث بهذا الإسناد منكر" تهذيب التهذيب 9/ 486
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن" مصباح الزجاجة 3/ 28
قلت: عبد الرحمن مختلف فيه، ومحمد بن ميمون لم يَرو عنه إلا أبو مروان العثماني كما في "الكاشف" فهو مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من ذا.
الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 814) وابن عدي (1/ 354 و 355) وابن الطحان في "تاريخ مصر"(ص 62) وابن الجوزي في "العلل"(528)
عت محمد بن أيوب بن سويد الرملي
وابن عدي (1/ 355)
عن أبي هارون إسماعيل بن محمد بن كثير بن الوليد الرملي
كلاهما (1) عن أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به.
وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن سويد.
الثالث: يرويه عبد الله بن جعفر عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رفعه "بورك لأمتي في بكورها"
أخرجه الطبراني في "الأوسط (758) وابن الجوزي في "العلل" (515)
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا عبد الله بن جعفر"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني وهو ضعيف" المجمع 4/ 62
وأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه روح بن القاسم البصري عن حميد الطويل عن أنس به مرفوعاً.
أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(521) من طريق أبي بكر أحمد بن أحمد بن إسماعيل بن أبان ثنا إبراهيم بن راشد الأدمي ثنا محمد بن عيسى ثنا روح به.
وأحمد بن أحمد لم أقف له على ترجمة.
وأخرجه ابن الجوزي أيضاً (522) من طريق سليمان بن الربيع النهدي ثنا أَسيد بن زيد الجمّال ثنا الفضل بن العدرا عن حميد عن أنس.
وقال: تفرد به أسيد بن زيد قال يحيى: كذاب"
قلت: وسليمان بن الربيع النهدي ضعفه الدارقطني كما في "اللسان".
وللحديث طريق ثالثة عن حميد عند الخطيب في "التاريخ"(10/ 103) من طريق عبد الله بن محمد بن حميد أبي محمد الخياط الإمام ثنا عبد الوهاب الشعراني ثنا حميد عن أنس به.
وعبد الوهاب هذا لم أعرفه، والراوي عنه ذكر الخطيب هذا الحديث في ترجمته ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا.
(1) وخالفهما أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي فرواه عن أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 813)
وله طريق رابعة أيضا عن حميد عند الخرائطي في "المكارم"(2/ 810) عن محمد بن مصعب الدمشقي ثنا عثمان بن سعيد الحراني ثنا محمد بن كثير ثنا الحسن بن علي عن الفضل بن الربيع عن حميد عن أنس مرفوعا "اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم السبت"
وإسناده ضعيف، الحسن بن علي النميري ذكره العقيلي في "الضعفاء": وقال: مجهول وفضل بن الربيع نحوه، وقال الذهبي في"الميزان": الحسن بن علي مجهول.
الثاني: يرويه سفيان بن عُيينة عن الزهري عن أنس به مرفوعا وزاد "يوم خميسها"
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 155) عن أحمد بن محمد بن الفضل القيسي ثنا نصر بن علي الجَهْضَمي ثنا سفيان بن عيينة به.
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(531)
وأحمد بن محمد بن الفضل قال ابن حبان: لعله قد وضع على الأئمة المرضيين أكثر من ثلاثة آلاف حديث"
الثالث: يرويه أحمد بن بشير عن شبيب بن بشر عن أنس.
أخرجه ابن عدي (1/ 170)
عن إبراهيم بن عيسى الكوفي
والخطيب في "الجامع"(188)
عن جعفر بن أبي حمزة
كلاهما عن أحمد بن بشير به.
وأحمد بن بشير هو الكوفي وهو مختلف فيه.
ولم ينفرد به بل تابعه عنبسة بن عبد الرحمن عن شبيب عن أنس به وزاد "يوم خميسها"
أخرجه البزار (كشف 1249) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 208/ أ)
وقال البزار: لا نعلمه عن أنس إلا بهذا الإسناد، وعنبسة لين الحديث"
وقال الهيثمي: وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك" المجمع 4/ 61
وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا يعرف إلا من رواية أحمد بن بشير وعنبسة بن عبد الرحمن عن شبيب بن بشر"
قلت: رواه محمد بن عبد الله الخزاعي ثنا شبيب بن بشر به وزاد "يوم خميسها"
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(511) عن محمد بن أحمد بن يزيد الزهري ثنا الهيثم بن خالد بن يزيد البغدادي ثنا الخزاعي به.
ومحمد بن أحمد بن يزيد قال أبو الشيخ (3/ 542): لم يكن بالقوي في حديثه.
الرابع: يرويه عدي بن الفضل ثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس.
أخرجه أبو يعلى في "معجمه"(272) عن عمار بن هارون أبي ياسر المستملي ثنا عدي بن الفضل به.
وأخرجه العقيلي (3/ 319و 4/ 117)
عن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس
وابن عدي (1)(5/ 1730)
عن الحسن بن سفيان النسوي
قالا: ثنا عمار بن هارون ثنا عدي بن الفضل ومحمد بن عنبسة قالا: ثنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس.
قال العقيلي: وهذا يروى بغير هذا الإسناد بإسناد جيد" (2)
وقال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ، وعامة ما يرويه عمار بن هارون غير محفوظ"
قلت: هو متروك الحديث كما قال أبو حاتم وموسى بن هارون.
الخامس: يرويه يحيى بن زهدم ثنا أبي عن أبيه عن أنس به مرفوعا وزاد "يوم خميسها"
أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(530)
ويحيى بن زهدم هو ابن الحارث الغفاري قال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به، وقال ابن حبان: روى عن أبيه نسخة موضوعة.
(1) أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(520) من طريقه إلا أنه لم يذكر محمد بن عنبسة.
(2)
وقال أيضاً: محمد بن عنبسة مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ، وعدي بن الفضل ضعيف، والمتن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه"
وأبوه زهدم ذكره الحافظ في "اللسان" وقال: روى عنه ابنه يحيى نسخة موضوعة، وقد ذكر الذهبي ليحيى بن زهدم ترجمة ونقل فيها عن ابن عدي أنّه قال: لا بأس به وأهمل ذكر زهدم والحارث وأحدهما موضع الريبة.
السادس: يرويه أبو هدبة إبراهيم بن هدبة عن أنس رفعه "اللهم بارك لأمتي في غدوها، وبارك لهم في رواحها".
أخرجه ابن عدي (1/ 212) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 463)
وأبو هدبة كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حبان: دجال من الدجاجلة وكان يضع على أنس.
السابع: يرويه أبو حاجب صخر بن محمد ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أنس به مرفوعا وزاد "واجعل ذلك يوم الاثنين"
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 96)
وصخر بن محمد قال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن مالك بالمناكير والموضوعات، لا شيء (الضعفاء ص 94)
وقال الحاكم: روى عن مالك أحاديث موضوعة (المدخل إلى الصحيح ص 147 - 148)
وقال ابن عدي: يضع الحديث، حدث عن الثقات بالبواطيل، وحديثه هذا عن مالك باطل" الكامل 4/ 1413
الثامن: يرويه علي بن الحسن الشامي ثنا خُليد بن دَعْلَج عن قتادة عن أنس.
أخرجه تمام في "فوائده"(70)
وعلي بن الحسن هو ابن يعمر الشامي (1) قال الدارقطني: يكذب (سؤالات البرقاني) بن عدي: أحاديثه كلها بواطيل لا لها أصل وهو ضعيف جدا (الكامل)
وخليد بن دعلج قال الساجي: مجمع على تضعيفه.
التاسع: يرويه محمد بن بشر بن أبي بشر المزلق ثنا أبي عن جدي عن ثابت عن أنس.
أخرجه ابن بشران (1249)
(1) وقيل السَّامي بالسين المهملة.
ومحمد بن بشر لم أر من ترجمه.
وأما حديث بُريدة فأخرجه النسائي في "الكبرى"(8788) والعقيلي (1/ 124) وابن السكن في "الصحابة"(الوهم (1) والايهام 3/ 488) وابن عدي (1/ 401) وأبو سعد السمعاني في "أدب الاملاء"(ص 111) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(744) وابن الجوزي في "العلل"(516) من طريق أوس بن عبد الله بن بريدة ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به مرفوعا.
قال العقيلي: رُوي من غير وجه بأسانيد ثبت، وأما عن بريدة فلم يأت به إلا أوس"
قلت: وأوس قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك.
وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 216) و "الأوسط"(5747) والدارقطني في "المؤتلف"(1/ 203) من طريق المعلي بن بركة ثنا المسعودي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين به مرفوعا.
قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن قتادة إلا المسعودي، تفرد به المعلى بن بركة، ولا يُروى عن عمران بن حصين إلا بهذا الإسناد"
وقال الدارقطني: لم يروه بهذا الإسناد غير المعلي بن بركة وليس بالقوي"
وقال الهيثمي: وفيه المعلي بن بركة وهو متروك" المجمع 4/ 62
وأما حديث كعب بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 78) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عمار بن هارون ثنا ابن المبارك عن مَعْمَر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه به مرفوعا.
وأخرجه ابن عدي (5/ 1730) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(514) عن الحسن بن سفيان ثنا عمار ثنا عبد الله بن المبارك وعدي بن الفضل عن معمر به.
قال الهيثمي: وفيه عمار بن هارون وهو متروك" المجمع 4/ 62
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2999) و"الصغير"(265) وأبو الشيخ في "الطبقات"(1009) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 213 - 214) من طريق الخليل بن زكريا ثنا حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أبي بكرة به مرفوعا.
(1) قال ابن القطان الفاسي: ليس هو عندي بصحيح"
قال الطبراني: لا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه الخليل بن زكريا وهو كذاب" المجمع 4/ 62
وأما حديث أبي رافع فأخرجه عثمان السمرقندي في "الفوائد"(85) وابن عدي (2/ 741) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 405) وابن الجوزي في "العلل"(526) من طريق الحسن بن عمرو بن سيف العبدي ثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبيد الله بن أبي رافع- عن أبيه به مرفوعا.
قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن عمرو بن سيف عن علي بن سويد"
قلت: والحسن بن عمرو كذبه ابن المديني والبخاري، وقال أبو حاتم وأبو أحمد الحاكم: متروك الحديث.
وأما حديث النواس بن سمعان فأخرجه أبو يعلى في "معجمه"(271) عن أبي ياسر عمار بن هارون المستملي ثنا عمر بن هارون ثنا ثور أنا مكحول عن النواس به مرفوعا.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(458 و3501) من طريق عبد الوارث بن إبراهيم أبي عبيدة العسكري ثنا عمار بن هارون به.
ومن طريقه أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 341)
واختلف فيه على عمار بن هارون، فرواه سهل بن بحر الجنديسابوري عنه فجعله عن واثلة بن الأسقع.
أخرجه ابن عدي (5/ 1730) وابن الجوزي في "العلل"(517)
وقال ابن عدي: الحديث غير محفوظ"
وقال ابن الجوزي: عمر بن هارون قال يحيى: كذاب خبيث"
قلت: هو البلخي، وعمار بن هارون قال أبو حاتم وموسى بن هارون: متروك الحديث.
ولم ينفرد ثور وهو ابن يزيد الحمصي به بل تابعه:
1 -
بُرْد بن سنان الدمشقي.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 249) من طريق الحسين بن علي بن غالب الواسطي ثنا أبو الوليد وهب بن حفص الحرّاني ثنا هارون بن يحيى عن يحيى بن سلام عن برد عن مكحول عن واثلة.
واختلف فيه على وهب بن حفص، فرواه محمد بن هارون الروياني عنه فجعله عن النواس بن سمعان.
أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(1/ 476)
ووهب بن حفص قال الدارقطني وأبو عَروبة الحرّاني: يضع الحديث، وقال ابن عدي: كل أحاديثه مناكير غير محفوظة.
2 -
حكيم بن خذام عن مكحول عن واثلة.
أخرجه ابن عدي (2/ 639) وابن الجوزي في "العلل"(518) من طريق محمد بن الوليد المخرمي ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا حكيم بن خذام به.
قال ابن الجوزي: حكيم بن خذام قال الرازي: متروك الحديث، وفيه محمد بن الوليد قال ابن عدي: كان يضع الحديث ويوصله ويسرق"
وأما حديث عبد الله بن سلام فأخرجه أبو يعلى (7500) وفي "معجمه"(270) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(454) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 367) وابن عدي (5/ 1730 و 7/ 2565) وابن عساكر (34/ 93) من طريق أبي المقدام هشام بن زياد ثني أبي عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه به مرفوعا.
قال الهيثمي: وفيه هشام بن زياد وهو ضعيف جدا" المجمع 4/ 61
وأما حديث نُبيط بن شَريط فأخرجه الطبراني في "الصغير"(65) عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي ثنا أبي إسحاق عن أبيه إبراهيم عن أبيه نبيط بن شريط به مرفوعا وزاد "يوم خميسها"
ومن طريقه أخرجه القضاعي (1494)
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ولده عنه"
قلت: وأحمد بن إسحاق قال الذهبي في "الميزان": لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب.
وأما حديث العُرس بن عَميرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2696) وابن الجوزي في "العلل"(525) من طريق أحمد بن علي بن الأفطح ثنا يحيى بن زهدم ثنا أبي عن أبيه عن العرس بن عميرة به مرفوعا وزاد "يوم خميسها"
ويحيى بن زهدم قال ابن حبان: من أهل مصر يروي عن أبيه، روى عنه أحمد بن
علي بن الأفطح والمصريون عنه عن أبيه عن العرس بن عميرة نسخة موضوعة لا يحل كتابتها إلا على جهة التعجب ولا الاحتجاج به مما يحل لأهل الصناعة والسبر" المجروحين 3/ 114
وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به.
وأبوه تقدم الكلام فيه.
والحديث اختلف فيه على العرس بن عميرة، فرواه الخليل بن مرة عنه عن أنس مرفوعا به ولم يذكر الزيادة.
أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1291) من طريق الحسين بن محمد بن بادي العلاف ثنا عبد الله بن صالح ثنا الحسن بن خليل بن مرة ثني أبي به.
وقال: العرس بن عميرة روى عنه الخليل بن مرة من طريق فيه نظر"
وأما حديث عائشة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5240) وابن عدي (1/ 356 و 6/ 2286) وابن الجوزي في "العلل"(532) من طريق محمد بن المغيرة الشهرزوري ثنا محمد بن أيوب الرملي عن أبيه عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "سألت ربي تبارك وتعالى أن يبارك لأمتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس"
ومحمد بن المغيرة قال ابن عدي: يسرق الحديث وهو عندي ممن يضع الحديث.
ومحمد بن أيوب وأبوه ضعيفان.
طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(4826): ثنا عبد الملك بن محمد أبو نعيم ثنا عمار بن رجاء ثنا عفان بن سيار الباهلي الجرجاني ثنا خلف بن خليفة عن مُحارب بن دِثار عن عائشة مرفوعا "اللهم بارك لأمتي في بكورها، واجعله يوم الخميس"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محارب إلا خلف بن خليفة، تفرد به عفان بن سيار"
وقال الهيثمي: وفيه عمار بن رجاء لم أجد من ترجمه" المجمع 4/ 61
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: صدوق.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن عدي (3/ 933) من طريق عبد الحميد بن صبيح ثنا خلف بن خليفة عن يعلي بن عطاء عن رجل عن ابن عمرو به مرفوعا.
وقال: وهذا الحديث قد روي أيضا عن خلف عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن ابن عمرو، ولا يقول عن يعلى عن أبيه عن ابن عمرو غير خلف بن خليفة، ورواه شعبة وهُشيم
وأبو الربيع السمان، وروي عن أبي حنيفة وغيرهم عن يعلي بن عطاء عن عمارة بن حديد عن صخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب"
وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن عدي (7/ 2495) من طريق النضر بن سلمة شاذان ثنا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ثنا عبد الخالق بن أبي حازم عن أبي حازم عن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه به مرفوعا.
والنضر بن سلمة قال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق، وقال ابن حبان: كان ممن يسرق الحديث لا تحل الرواية عنه إلا للاعتبار.
وأما حديث أبي ذر فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 610 و 611) من طريق علي بن هاشم (1) الكرماني ثنا عفان بن مسلم عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر به مرفوعا.
وقال: قال الدارقطني: حديث غريب من حديث حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر، تفرد به علي بن هشام عن عفان عن سليمان بن المغيرة عنه"
وأمما حديث أبي أمامة فأخرجه أبو عمرو بن مندة في "فوائده"(65) عن أحمد بن سلمة بن الضحاك ثنا محمد بن ميمون بن كامل ثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن أبي عبلة سمعت أبا أمامة رفعه: فذكره.
أحمد بن سلمة ومحمد بن ميمون لم أر من ترجمهما.
وأما حديث حذيفة فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(1010) عن علي بن أبي علي ثنا إبراهيم بن مهدي الأبلي ثنا أبو الأزهر ثنا حسين بن رزين عن مالك بن أنس ثنا إبراهيم بن الحصين عن أبيه عن جده عن حذيفة به مرفوعا.
وإبراهيم بن مهدي ترجمة الذهبي في "الميزان" وقال: قال الأزدي: يضع الحديث، وقال الخطيب: ضعيف.
طريق أخرى: قال أبو الشيخ في "الأقران"(283): ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو أحمد عن سفيان عن شعبة عن قتادة عن أبي مِجْلَز عن حذيفة مرفوعا قال: فذكره.
ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع أبو مجلز لاحق بن حميد من حذيفة.
(1) وقيل هشام.
وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 516 - 517) عن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به مرفوعا.
بإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان.
1765 -
"بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس"
قال الحافظ: وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني من حديث نبيط - بنون وموحدة مصغر - ابن شَريط - بفتح المعجمة أوله -" (1)
انظر الحديث الذي قبله.
1766 -
"بيع المُحَفَّلاتِ خِلابَة، ولا تحل الخلابة لمسلم"
قال الحافظ: روى أحمد وابن ماجه عن ابن مسعود مرفوعا: فذكره، وفي إسناده ضعف، وقد رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق موقوفا بإسناد صحيح" (2)
ضعيف
أخرجه الطيالسي (ص 38) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن جابر عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود به مرفوعا.
ومن طريقه أخرجه البزار (1963) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(561) والبيهقي (5/ 317)
وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 216) وأحمد (1/ 433) وابن ماجه (2241) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 20) والهيثم بن كليب (385 و 386) وقاسم بن أصبغ (الوهم والإيهام 4/ 482) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 209 - 210) من طرق عن المسعودي به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي الضحى إلا من حديث جابر"
وقال البيهقي: رفعه جابر الجُعْفي بهذا الإسناد عن ابن مسعود، وروي بإسناد صحيح عن ابن مسعود موقوفا"
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه جابر الجعفي وقد اتهموه" مصباح الزجاجة 3/ 28
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي.
(1) 6/ 454 (كتاب الجهاد - باب من أراد غزوة فورّى بغيرها)
(2)
5/ 271 (كتاب البيوع - باب النهي للبائع أنْ لا يحفل الإبل والبقر والغنم وكل محفلة)
وأما الموقوف فأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 214 - 215)
عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير
والبيهقي (5/ 317)
عن يعلي بن عبيد الطنافسي
كلاهما عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود قال: قال لي عبد الله: اياكم وبيع المحفلات فإنها خلابة، ولا تحل الخلابة لمسلم.
واختلف فيه على الأعمش، فرواه سفيان الثوري عنه عن خيثمة عن ابن مسعود، ولم يذكر الأسود.
أخرجه عبد الرزاق (14865)
1767 -
"بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة"
قال الحافظ: وله (أي ابن ماجه) من حديث عبد الله بن بُسر رفعه: فذكره، وإسناده أصح من حديث معاذ (أي الذي أخرجه ابن ماجه بلفظ "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (4/ 189) وأبو داود (4296) وابن ماجه (4093) والبغوي في "شرح السنة"(4253) من طرق عن بَقية بن الوليد ثني بَحير بن سعد عن خالد بن مَعدان عن ابن أبي بلال (2) عن عبد الله بن بسر به مرفوعا.
قال أبو داود: هذا أصح من حديث عيسى"
أي ابن يونس راوي حديث معاذ.
وحديث عبد الله بن بسر رواته ثقات غير عبد الله بن أبي بلال الخزاعي الشامي قال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى خالد بن معدان. فهو مجهول، ولم يذكر سماعا من عبد الله بن بسر فلا أدري أسمع منه أم لا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وأما حديث معاذ فسيأتي الكلام عليه في حرف الميم.
(1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس - باب ما يحذر من الغدر)
(2)
ووقع عند البغوي "عن أبي بلال" وعند ابن ماجه "عن خالد بن أبي بلال"
قال المزي: كذا عنده، وهو وهم. والصواب الأول" تحفة الأشراف 4/ 294
1768 -
"بين النفختين أربعين سنة الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيى بها كل ميت"
قال الحافظ: قال القرطبي: وقد جاء أنّ بين النفختين أربعون عاما. قلت: وقع كذلك في طريق ضعيف عن أبي هريرة في تفسير ابن مردويه، وأخرج ابن المبارك في "الرقائق" من مرسل الحسن: فذكره، ونحوه عند ابن مردويه من حديث ابن عباس، وهو ضعيف أيضا" (1)
حديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي داود في "البعث"(42) وابن منده في "الإيمان"(811) من طريق سعد بن الصلت عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "ينفخ في الصور - والصور كهيئة القرن - فصعق من في السموات والأرض، وبين النفختين أربعون عاما"
وسيأتي الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قرن ينفخ فيه"
ومرصل الحسن لم أره في كتاب ابن المبارك، وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 252) ونسبه لابن المبارك، لكنه عن الحسن قوله.
وكذا أخرجه الطبري في "تفسيره"(30/ 31) عن الحسن قوله.
وأما حديث ابن عباس فلم أقف عليه.
1769 -
"بين كل أذانين صلاة"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 2/ 246 - 247) من حديث عبد الله بن مغفل.
1770 -
"بين كل سماء وسماء إحدى أو اثنان وسبعون سنة"
قال الحافظ: ولأبي داود والترمذي من حديث العباس بن عبد المطلب مرفوعا: فذكره" (3)
ضعيف
يرويه سِماك بن حرب واختلف عنه:
- فرواه غير واحد عنه عن عبد الله بن عَميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن
(1) 14/ 158 (كتاب الرقاق - باب نفخ الصور)
(2)
3/ 347 (كتاب الصلاة - أبواب السهو - باب السهو في الفرض والتطوع)
(3)
7/ 102 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في سبع أرضين)
عبد المطلب قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرّت بهم سحابة، فنظر إليها، فقال "ما تسمون هذه؟ " قالوا: السحاب، قال "والمزن" قالوا: والمزن، قال "والعنان" قالوا: والعنان، قال "هل تدرون ما بُعد ما بين السماء والأرض؟ " قالوا: لا ندري، قال "إنّ بُعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء فوقها كذلك" حتى عدّ سبع سموات "ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فوق ذلك".
أخرجه أحمد (1/ 207) وأبو داود (4723) وابن ماجه (193) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(72) وفي "الرد على المريسي"(ص 90 - 91) وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"(2) والبزار (1310) ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش"(9) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 236 - 237) والعقيلي (2/ 284) وأبو بكر الشافعي في "فوائد"(275 و 278) والآجري في "الشريعة"(ص 292) وابن شاهين في "الفوائد"(2) وابن بطة في "الإبانة"(المختار 107) والخطابي في "الغريب"(1/ 541) واللالكائي في "السنة"(651) والبيهقي في "الأسماء"(ص 504 - 505) وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 140) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد"(19) وابن الجوزي في "العلل"(6) وابن قدامة في "العلو"(29) والمزي في "تهذيب الكمال"(15/ 387 - 388) والذهبي في "العلو"(ص 49 و 50)
عن الوليد بن أبي ثور الهمداني
وأبو داود (4724) والترمذي (3320) وابن أبي عاصم في "السنة"(577) والبزار (1309) والفاكهي في "أخبار مكة"(1827) والروياني (1329) وابن خزيمة (1/ 234 - 235) وأبو الشيخ في "العظمة"(204 و568) وابن منده في "التوحيد"(21 و 46 و 642) واللالكائي (649 و 650) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 84 - 85) وأبو العلاء الهمذاني (19)
عن عمرو بن أبي قيس الأزرق
وأبو داود (4725) والآجري (ص 292 - 293) وابن منده في "التوحيد"(22) والبيهقي في "الأسماء"(ص 526) والجورقاني في "الأباطيل"(72) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 794 - 795)
عن إبراهيم بن طهمان (وهو في مشيخته 18)
وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 2)
عن عمرو بن ثابت بن أبي المقدام (1)
كلهم عن سماك بن حرب به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا الكلام وهذا اللفظ إلا من هذا الوجه عن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن عميرة لا نعلم روى عنه إلا سماك بن حرب"
وقال الجورقاني: هذا حديث صحيح"
وقال الذهبي: تفرد به سماك عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة"
- ورواه شعيب بن خالد الرازي عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن العباس، ولم يذكر الأحنف بن قيس (2).
أخرجه أحمد (1/ 206 - 207) عن عبد الرزاق أنبأ يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد به.
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(5) والذهبي في "العلو"(ص 49)
وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش"(10) وأبو يعلى (6713) وابن عدي (7/ 2657) والحاكم (3)(2/ 287 - 288 و 378 و 412) والبغوي في "معالم التنزيل"(7/ 144) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: يحيى واه"
وقال في "العلو"(ص 50): ويحيى بن العلاء متروك الحديث"
(1) ومن هذا الطريق أخرجه الروياني (1330) مختصرا ولم يذكر في إسناده: عبد الله بن عميرة.
(2)
وخالف في متنه فوقع فيه "تدرون كم بين السماء والأرض؟ " فقلنا: الله ورسوله أعلم، فقال "بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمس مائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمس مائة سنة الحديث.
(3)
وأخرجه في موضع آخر (2/ 501) من نفس هذا الطريق وذكر فيه الأحنف بن قيس.
قلت: وكذبه أحمد ووكيع، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي: أحاديثه موضوعات.
- ورواه يزيد أبو خالد الدالاني عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر العباس.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(205)
والدالاني مختلف فيه.
- ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس ببعضه موقوفا.
أخرجه ابن خزيمة (1/ 251) والخطيب في "تالي التلخيص"(295)
عن علي بن حجر السَّعْدي
ويحيى بن آدم الكوفي
وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 92)
عن أبي الحسن إسماعيل بن عبد الله الرقي السكري
وأبو يعلى (6712)
عن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي
ومحمد بن عثمان في "العرش"(28)
عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني
وأبو بكر الشافعي (277)
عن لوين محمد بن سليمان المصيصي
وإسحاق بن إبراهيم
كلهم عن شريك به.
وأخرجه الحاكم (2/ 500) من طريق الحسين بن الفضل عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي عن شريك به.
واختلف فيه على أبي غسان النهدي، فرواه أبو نصر أحمد بن محمد بن نصر عن أبي غسان ثنا شريك عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن العباس، ولم يذكر الأحنف بن قيس.
أخرجه الحاكم (2/ 378)
وقال: صحيح على شرط مسلم"
قلت: بل ضعيف، وشريك انما أخرج له مسلم في المتابعات، وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، وسماك مختلف فيه كذلك.
وعبد الله بن عميرة لم يخرج له مسلم شيئا، وهو مجهول، قال مسلم وغيره: تفرد سماك بالرواية عنه، وقال إبراهيم الحربي: لا أعرفه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة.
وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وقال البخاري: لا نعلم له سماعا من الأحنف.
1771 -
"بين يدي الساعة أيام الهرج"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد أنّ رجلا قال له: يا أبا سليمان، اتق الله فإنّ الفتن قد ظهرت، فقال: أما وابن الخطاب حي فلا، إنما تكون بعده فينظر الرجل فيفكر: هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد، فتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وقال: أخرجه ابن أبي خيثمة عن عفان وأبي الوليد جميعا عن أبي عَوَانة عن عاصم عن شقيق عن عزرة بن قيس عن خالد بن الوليد فذكر قصة فيها: فأولئك الأيام التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (4/ 90) والطبراني في "الكبير"(3841) و"الأوسط"(8474) من طريق أبي عوانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عزرة بن قيس عن خالد بن الوليد به.
قال البوصيري في "مختصر الإتحاف"(10/ 483): رواه ابن أبي شيبة بسند فيه عزرة بن قيس وهو ضعيف"
قلت: ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: تفرد عنه أبو وائل، وهو مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": روى عنه أبو وائل وحده.
(1) 16/ 120 و 125 - 126 (كتاب الفتن - باب ظهور الفتن)
1772 -
"بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا"
قال الحافظ: ولأحمد وأبي يعلى من حديث عبد الله بن عمر: فذكره، وفي حديث عليّ عند أحمد نحوه، وفي حديث ابن مسعود عند الطبراني نحوه، وفي حديث سَمُرة المصدر أوله بالكسوف وفيه "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال" أخرجه أحمد والطبراني وأصله عند الترمذي وصححه.
وقال: وأما الزيادة ففي لفظ لأحمد وأبي يعلى في حديث ابن عمر "ثلاثون كذابون أو أكثر" قلت: ما آيتهم؟ قال "يأتونكم بسنة لم تكونوا عليها، يغيرون بها سنتكم، فإذا رأيتموهم فاجتنبوهم" وفي رواية ابن عمرو عند الطبراني "لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابا" وسندها ضعيف. وعند أبي يعلى من حديث أنس نحوه، وسنده ضعيف أيضا" (1)
حديث ابن عمر تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّ بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا".
وله طريق أخرى لم أذكرها هناك وهي ما أخرجه أحمد (2/ 103 - 104) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عبيد الله بن إياد ثنا إياد بن لقيط عن عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي عن ابن عمر رفعه "ليكونن قبل المسيح الدجال كذابون ثلاثون أو أكثر"
وأخرجه (2/ 95) عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي وجعفر بن حميد الكوفي قالا: ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط به بلفظ "ليكوننّ قبل يوم القيامة المسيح الدجال وكذابون ثلاثون أو كثر"
وأخرجه سعيد بن منصور (851) عن عبيد الله بن إياد بن لقيط به.
ورواته ثقات غير عبد الرحمن بن نعيم قال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث ابن عمر هذا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "التذكرة": فيه جهالة.
وأخرجه أبو يعلى (5706) عن جُبارة بن مُغَلِّس ثنا عبيد الله بن إياد به.
وأما الزيادة التي ذكرها الحافظ ونسبها لأحمد وأبي يعلى فلم أرها عندهما، وقد ذكرها الهيثمي في "المجمع"(7/ 333) ونسبها للطبراني.
وأما حديث على فتقدم الكلام عليه أيضا مع حديث ابن عمر.
وأما حديث ابن مسعود فلم أقف عليه.
(1) 16/ 200 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)
وأما حديث سمرة فأخرجه أحمد (5/ 16) وابن خزيمة (1397) وابن حبان (2856) والطبراني في "الكبير"(6797 و 6798 و 6799) والحاكم (1/ 329 - 330) من طرق عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد العبدي قال: سمعت سمرة بن جندب يقول: فذكر (1) حديثا طويلا وفيه "وإنّه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال".
وأخرجه جماعة من هذا الطريق مختصرا منهم أبو داود (1184) والنسائي (3/ 114) والترمذي (562)
وقال: حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان" المجمع 7/ 342
قلت: ثعلبة بن عباد مجهول كما قال ابن حزم وابن القطان الفاسي، وذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه الأسود بن قيس فقط، وقال في "المجرد": لا يعرف، وقال في "تلخيص المستدرك" (1/ 334): مجهول.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني كما في "المجمع"(7/ 333)
قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني وهو ضعيف"
وأما حديث أنس فأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1456) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث بن أبي سليم عن بشر عن أنس مرفوعا "يكون قبل خروج الدجال نَيِّف على سبعين دجالا"
وأخرجه أبو يعلى (4055) عن زهير بن حرب النسائي ثنا جرير به.
وأخرجه الداني في "الفتن"(445) من طريق معتمر بن سليمان التيمي عن ليث به.
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وبشر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال في "الكاشف": لا شيء، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وأخرجه عبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال"(7) من طريق شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن ليث.
(1) سيأتي الكلام على هذا الحديث في حرف اللام ألف فانظر "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما
…
"
وقال: إسناده ضعيف"
ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن ليث عن بشر عن أنس موقوفا.
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 146)
وفي الباب حديث ثوبان رفعه "إن الله زَوَى لي الأرض" الحديث وفيه "وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون"
أخرجه أحمد (5/ 278) وأبو داود (4252) والحاكم (4/ 449 - 450) وغيرهم.
وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا وضع السيف في أمتي"
1773 -
"بين يدي الساعة عشر آيات، كالنظم في الخيط، إذا سقط منها واحدة توالت"
قال الحافظ: وعند ابن عساكر من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رفعه: فذكره" (1)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق (ترجمة عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان ص 516) من طريق هشام بن عمار ثنا يحي بن حمزة ثنا عبد الله بن زياد بن سمعان ثني الزهري ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سَريحة حذيفة بن أسيد مرفوعا "بين يدي الساعة عشر آيات، كالنظم في الخيط، إذا سقط منها واحدة توالت: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وفتح يأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها".
هكذا ذكر منها خمسا ولم يذكر الباقي.
وابن سمعان كذبه مالك وهشام بن عروة وإبراهيم بن سعد وابن معين وأبو داود والجوزجاني.
والحديث في "صحيح مسلم"(2901) من غير هذا الطريق لكن ليس فيه "كالنظم في الخيط، إذا سقط منها واحدة توالت".
1774 -
قال مجاهد: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشة تأكل معهم إذ أصابت يد رجل منهم يدها فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت آية الحجاب.
قال الحافظ: روى ابن جرير في "تفسيره" من طريق مجاهد قال: فذكره" (2)
(1) 14/ 140 (كتاب الرقاق - باب حدثنا أبو اليمان)
(2)
1/ 260 (كتاب الوضوء - باب خروج النساء إلى البراز)
أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 39) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 206) من طريق هُشيم عن ليث عن مجاهد قال: فذكره.
وهو مرسل بإسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
ورواه موسى بن أبي كثير الأنصاري عن مجاهد عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيسا في قَعْب، فمرّ عمر، فدعاه فأكل، فأصابت أصبعه أصبعي، فقال: حَس، أَوْ أَوْه، لو أُطاع فيكنّ ما رأتكنّ عين، فنزل الحجاب.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(11419) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 505) والطبراني في "الأوسط"(2971) من طرق عن محمد بن أبي عمر العدني ثنا سفيان عن مِسْعَر عن موسى بن أبي كثير به.
قال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا سفيان بن عِيينة"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة" المجمع 7/ 93
قلت: وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ومجاهد مختلف في سماعه من عائشة، فقال أبو حاتم وابن معين: لم يسمع منها، وقال ابن المديني: سمع منها.
قال الحافظ في "التهذيب": وقع التصريح بسماعه منها عند أبي عبد الله البخاري في "صحيحه".
واختلف فيه على مسعر، فقال محمد بن بشر العبدي: ثنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد قال: فذكره مرسلا.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 37)
1775 -
"بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف وإذا طينه مسك أذفر فقال جبريل: هذا الكوثر"
قال الحافظ: وعند مسلم من طريق همّام عن قتادة عن أنس رفعه: فذكره، وله من طريق شيبان عن قتادة "لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه"(1)
أخرجه البخاري (فتح 14/ 270) من طريق همام عن قتادة عن أنس.
(1) 8/ 217 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المعراج)
وأخرجه (10/ 362) من طريق شيبان ثنا قتادة عن أنس.
1776 -
"بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت عليّ غنم سود وعُفْر فجاء أبو بكر فنزع" فذكره، وقال في عمر "فملأ الحياض وأروى الواردة" وقال فيه "فأوّلت السود العرب والعفر العجم"
قال الحافظ: ووقع في حديث أبي الطفيل بإسناد حسن عند البزار والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (5/ 455) والبزار (2785) وأبو يعلى (904) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي الطفيل مرفوعا "رأيت فيما يرى النائم كأني أنزع أرضا وردت على غنم سود وغنم عُفْرٌ، فجاء أبو بكر فَنَزَعَ ذَنوبا أو ذَنوبين وفيهما ضعف، والله يغفر له، ثم جاء عمر فنزع فاستحالت غربا فملأ الحوض وأَرْوَى الوَارِدَة، فلم أر عبقريا أحسن نَزعاً من عمر، فأوّلت أن السود العرب وأنّ العفر العَجم".
قال الهيثمي: وفيه علي بن زيد بن جُدْعَان وهو ثقة سيىء الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 183
وقال الحافظ: إسناده حسن" مختصر زوائد البزار 2/ 145
قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان (2).
1777 -
"بينا أنا جالس إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي فقمنا إلى شجرة فيها مثل وَكْرَى الطائر فقعدت في أحدهما وقعد جبريل في الآخر، فارتفعت حتى سدت الخافقين" الحديث وفيه "ففتح لي باب من السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دونه حجاب رفرف الدر والياقوت".
قال الحافظ: أخرجه البزار وسعيد بن منصور من طريق أبي عمران الجَوني عن أنس رفعه قال: فذكره، ورجاله لا بأس بهم إلا أنّ الدارقطني ذكر له علة تقتضي إرساله" (3)
أخرجه البزار (كشف 58) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 520) وأبو بكر النجاد في "الرد على من يقول القرآن مخلوق"(84) والطبراني في "لأوسط"(6210) وأبو الشيخ في "العظمة"(302 و 360) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 316) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 368 - 369) وفي
(1) 8/ 39 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)
(2)
انظر "اتحاف الخيرة" 8/ 288
(3)
8/ 197 - 198 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قصة أبي طالب)
"الشعب"(153) من طرق عن سعيد بن منصور ثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة الايادي عن أبي عمران الجوني عن أنس رفعه "بينا أنا جالس (1) إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة (2) مثل وَكْرَى الطير، فقعد في أحدهما، وقعدت في الأخرى فَسَمَتْ، فارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب بصري (3)، ولو شئت أن أمس السماء لمسست، فنظرت (4) إلى جبريل كأنه (5) حلْس، لاطئ فعرفت فضل علمه بالله علي، وفتح لي بابين من أبواب الجنة (6)، ورأيت النور الأعظم، وإذا دون (7) الحجاب رفرف الدر والياقوت، فأوحى إليّ ما شاء أن يوحي" اللفظ لابن خزيمة.
وأخرجه ابن سعد (1/ 171) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي أنا الحارث بن عبيد به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(302) من طريق يعقوب بن سفيان ثنا مسلم بن إبراهيم وسعيد بن منصور قالا: ثنا الحارث بن عبيد به.
وأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(883) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا الحارث بن عبيد به.
قال البزار: وهذا لا نعلم رواه إلا أنس، ولا رواه عن أبي عمران إلا الحارث، وكان بصريا مشهورا"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمران إلا الحارث"
وقال أبو نعيم: غريب لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران عن أنس، تفرد به عنه الحارث بن عبيد أبو قدامة"
وقال الذهبي: إسناده جيد حسن، والحارث من رجال مسلم" تاريخ الإسلام 2/ 161
وقال ابن كثير: قلت: الحارث بن عبيد هذا أخرج له مسلم في "صحيحه" إلا أنّ ابن معين ضعفه وقال: ليس هو بشيء، وقال الإمام أحمد: مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حبان: كثر وهمه فلا يجوز الاحتجاج به إذا
(1) وفي لفظ "قاعد"
(2)
زاد أبو نعيم والبيهقي "فيها"
(3)
وفي لفظ "طرفي"
(4)
وفي لفظ "فالتفت إليّ"
(5)
وفي لفظ "فإذا هو"
(6)
ولفظ غيره "وفتح باب من أبواب السماء"
(7)
وفي لفظ "وإذا دوني حجاب" وفي لفظ آخر "ولط دوني"
انفرد. فهذا الحديث من غرائب رواياته فإن فيه نكارة وغرابة ألفاظ وسياقا عجيبا ولعله منام والله أعلم" التفسير 4/ 248
وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 75
قلت: الحارث بن عبيد وإنْ أخرج له مسلم إلا أنّه مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وخالفه حماد بن سلمة فرواه عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(225) عن حماد به.
ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3682)
وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 194) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي عن حماد به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(679) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد به.
قال البخاري: مرسل"
وقال أبو الشيخ: وهو الصحيح" العظمة 2/ 717
واختلف فيه على حماد، فرواه يزيد بن هارون عن حماد أنا أبو عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي عن أبيه.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(154)
1778 -
"بينا أنا في الجنة إذ رأيت فيها جارية فقلت: لمن هذه؟ فقيل: لعمر بن الخطاب"
قال الحافظ: وقد روى أحمد من حديث معاذ قال: إنّ عمر من أهل الجنة وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ما يرى في يقظته أو نومه سواء وأنّه قال: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (5/ 245) والطبراني في "الكبير"(20/ 149)
عن محمد بن بشر العبدي
(1) 7/ 131 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة)
وابن أبي شيبة (12/ 27) وعنه ابن أبي عاصم في "السنة"(1265)
عن عبدة بن سليمان الكلابي وأبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
والهيثم بن كليب (1364)
عن علي بن قادم الكوفي
والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة"(483)
عن محمد بن فضيل الكوفي
كلهم عن مِسْعَر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن معاذ قال: إنْ كان عمر لمن أهل الجنة، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما رأى في يقظته أو نومه فهو حق، قال "بينما أنا في الجنة إذ رأيت فيها دارا فقلت: لمن هذه؟ فقيل: لعمر بن الخطاب"
- ورواه محمد بن الصبَّاح الجَرْجَرَائي عن يحيى بن اليمان واختلف فيه على محمد بن الصباح:
• فرواه عبد الله بن قحطبة عنه أنا يحيى بن اليمان عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سَبْرة عن ابن مسعود رفعه "عمر بن الخطاب من أهل الجنة"
أخرجه ابن حبان (6884)
وتابعه إبراهيم بن محمد بن الهيثم ثنا محمد بن الصباح به.
أخرجه ابن عدي (7/ 2692)
• ورواه جعفر الطيالسي عن محمد بن الصباح ثنا يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن معاذ.
أخرجه ابن عدي (7/ 2692) عن علي بن إبراهيم بن الهيثم ثنا جعفر الطيالسي به.
واختلف فيه على جعفر الطيالسي، فرواه ابن مخلد عنه عن محمد بن الصباح عن يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن ابن مسعود.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(6/ 82 - 83)
وقال: وهو وهم من يحيى بن اليمان، والأول أصح"
قلت: وهو كما قال، ويحيى بن اليمان سيء الحفظ كثير الخطأ.
والأول قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 74
قلت: رواته ثقات إلا أنه منقطع الإسناد، قال أبو حاتم: مصعب بن سعد لم يسمع من معاذ بن جبل (المراسيل ص 206)
والمرفوع منه له شاهد عن أبي هريرة عند البخاري (فتح 7/ 130) ومسلم (2395) وعن جابر عند البخاري (فتح 8/ 41) ومسلم (2394)
1779 -
حديث أنس رفعه "بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة فيها مثل وَكْرَى الطائر فقعدت في أحدهما، وتعد جبريل في الأخرى، فَسَمَتْ وارتقت حتى سدّت الخافقين وأنا أقلب طرفي، ولو شئت أن أَمَسَّ السماء لمسست، فالتفت إليّ جبريل، كأنّه حلس، لاطئ، وفتح بابا من أبواب السماء فرأيت النور الأعظم، وإذا دونه الحجاب رفرفه الدر والياقوت، فأوحى إلى عبده ما أوحى"
قال الحافظ: أخرجه البزار وقال: تفرد به الحارث بن عبيد وكان بصريا مشهورا" (1)
تقدم قبل حديث.
1780 -
عن العباس قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل يتبختر بين ثوبين.
قال الحافظ: وأما ما أخرجه أبو يعلى من طريق كُريب قال: كنت أقود ابن عباس فقال: حدثني العباس قال: فذكره، فسنده ضعيف" (2)
يرويه رِشْدَين بن كُريب الهاشمي واختلف عنه:
- فقال مروان بن معاوية الفزاري: ثنا رشدين بن غريب عن أبيه أنه سمع العباس بن عبد المطلب ومشى في زقاق أبي لهب يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم "أقبل رجل يمشي في بُردين له قد أسبل إزاره، ينظر في عِطْفِه وهو يتبختر، إذ خسف الله تعالى به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة"
أخرجه ابن أبي عمر وأحمد بن منيع في "مسنديهما"(المطالب العالية 2231) عن مروان بن معاوية به.
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2102) عن ابن أبي عمر ومحمد بن ميمون قالا: ثنا مروان بن معاوية به.
(1) 10/ 232 (كتاب التفسير - سورة والنجم)
(2)
12/ 373 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء)
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع"(250) عن أحمد بن منيع به.
- وقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: ثنا رشدين بن غريب عن أبيه قال: كنت أقود ابن عباس في زقاق أبي لهب وذلك بعد ما ذهب بصره فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بينما رجل في حلة له وهو ينظر في عِطْفَيْه إذ خسف الله به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة"
أخرجه البزار (1290) عن عبد الله بن سعيد الأشج ثنا المحاربي به.
ورواه الحسن بن حماد الكوفي فقال فيه: ثني العباس قال: بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع إذ أقبل رجل يتبختر بين برديه وينظر إلى عطفيه قد أعجبته نفسه إذ خسف الله به الأرض في هذا الموطن، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة"
أخرجه أبو يعلى (6699)
قال الهيثمي والبوصيري: فيه رشدين بن غريب وهو ضعيف" المجمع 5/ 125 - مختصر الاتحاف 6/ 403
1781 -
"بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فأتبعته بصري فإذا هو قد عهد به إلى الشام، ألا وإنّ الايمان حين تقع الفتن بالشام" وفي رواية "فإذا وقعت الفتن فالأمن بالشام"
قال الحافظ: أخرجه يعقوب بن سفيان والطبراني وصححه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وله طريق عند عبد الرزاق رجاله رجال الصحيح إلا أنّ فيه انقطاعا بين أبي قلابة وعبد الله بن عمرو ولفظه عنده "أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام"(1)
صحيح
وله عن ابن عمرو طرق:
الأول: يرويه سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن ابن عمرو رفعه "إني رأيت أنّ عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع، حتى ظننت أنه مذهوب به، فعمد به إلى الشام، وإني أولت أنّ الفتن إذا وقعت أنّ الإيمان بالشام"
(1) 16/ 60 (كتاب التعبير - باب عمود الفسطاط)
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 300 و300 - 301) والطبراني في "مسند الشاميين"(310) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 448)
عن الوليد بن مسلم
والحاكم (4/ 509)
عن عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي
ويعقوب بن سفيان (2/ 523) والطبراني في "مسند الشاميين"(308 و 2196) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 252) والذهبي في "السير"(8/ 33)
عن يحيى بن صالح الوُحَاظي
والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 2/ 944) والطبراني في "مسند الشاميين"(309)
عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري
كلهم عن سعيد بن عبد العزيز به.
واللفظ لحديث الوليد بن مسلم.
وخالفهم عقبة بن علقمة المَعَافري فرواه عن سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن ابن عمرو.
أخرجه تمام في "فوائده"(ق 88/ أ) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 448) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام"(15)
والأول أصح لأنه رواية الأكثر، ويحتمل أنْ يكون لسعيد بن عبد العزيز فيه شيخان والله أعلم.
قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن حلبس لم نكتبه إلا من هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا ليونس بن ميسرة شيئا، ولم يذكر يونس سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا.
الثاني: يرويه أيوب السَّختِياني عن أبي قلابة عن ابن عمرو رفعه "رأيت في المنام أنهم أخذوا عمود الكتاب فعمدوا به إلى الشام، فإذا وقعت الفتنة فالأمن بالشام".
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2710) عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا أبي ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا محمد بن ثور عن مَعْمَر عن أيوب به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أيوب إلا معمر، ولا عن معمر إلا محمد بن ثور، تفرد به مؤمل"
قلت: وهو صدوق كثير الخطأ، ومن فوقه كلهم ثقات لكن أبو قلابة واسمه عبد الله بن زيد الجَرْمي لم يذكر سماعا من ابن عمرو فلا أدري أسمع منه أم لا فإني لم أر أحدا صرح بشيء من ذلك (1).
الثالث: يرويه العباس بن سالم الدمشقي عن مدرك بن عبد الله الأزدي أو أبي مدرك قال: غزونا مع معاوية مصر فنزلنا منزلا، فقال عبد الله بن عمرو لمعاوية: أتأذن لي أنْ أقوم في الناس؟ فأذن له. فقام على قوسه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت في منامي أنّ عمود الكتاب حمل من تحت رأسي، فأتبعته بصري، فإذا هو كالعمود من النور يُعمد به إلى الشام، ألا وإنّ الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام، ثلاث مرات"
أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 176) عن عبد الله بن يوسف التَّنِّيسي ثنا محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 523) عن عبد الله بن يوسف فجعله عن عمرو بن العاص.
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، ومدرك بن عبد الله ذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر، وفكره ابن حبان في "الثقات".
وللحديث شواهد تأتي في الحديث الذي بعده.
1782 -
"بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعُمد به إلى الشام"
قال الحافظ: وأخرج أحمد ويعقوب بن سفيان والطبراني عن أبي الدرداء رفعه:
(1) وأختلف فيه على أبي قلابة.
فقيل: عنه مرسلا.
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1716)
عن شيبان بن عبد الرحمن التميمي
والطبري في "تفسيره"(17/ 46)
عن سعيد بن أبي عّروبة
كلاهما عن قتادة ثنا أبو قلابة به.
فذكره، وسنده صحيح، وأخرج يعقوب والطبراني أيضا عن أبي أمامة نحوه وقال "انتزع من تحت وسادتي" وزاد بعد قوله "بصري""فإذا هو نور ساطع حتى ظننت أنه قد هوى به، فعمد به إلى الشام، وإني أوّلت أنّ الفتن إذا وقعت أنّ الأمان بالشام" وسنده ضعيف.
وأخرج الطبراني أيضا بسند حسن عن عبد الله بن حوالة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنّه لواء تحمله الملائكة فقلت: ما تحملون؟ قالوا: عمود الكتاب أمرنا أنْ نضعه بالشام، قال: بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أنّ الله تخلى عن أهل الأرض، فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى وضع بالشام" وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد والطبراني بسند ضعيف، وعن عمر عند يعقوب والطبراني كذلك، وعن ابن عمر في فوائد المخلص كذلك، وهذه طرق يقوي بعضها بعضا. وقد جمعها ابن عساكر في مقدمة تاريخ دمشق" (1).
صحيح
ورد من حديث أي الدرداء ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عبد الله بن حوالة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث عمر ومن حديث عمرو بن العاص.
فأما حديث أبي الدرداء فأخرجه أحمد (5/ 198 - 199) وفي "فضائل الصحابة"(1717)
عن إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي
ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 290) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 447)
عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي
والطبراني في "مسند الشاميين"(1198)
عن هشام بن عمار الدمشقي
قالوا: ثنا يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد ثني بُسر بن عبيد الله ثني أبو ادريس عائذ الله الخولاني عن أبي الدرداء رفعه "بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنّه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعُمد به إلى الشام، ألا وإنّ الإيمان حين تقع الفتن بالشام"
قال البيهقي: هذا إسناد صحيح"
(1) 16/ 60 (كتاب التعبير - باب عمود الفسطاط)
قلت: اختلف فيه على يحيى بن حمزة، فرواه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي عنه ثنا ثور بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي ادريس الخولاني عن أبي الدرداء.
فجعله عن ثور بن يزيد.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 98) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام"(12) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 305)
وقال أبو نعيم: غريب من حديث ثور لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن حمزه"
وقال الذهبي: إسناده صالح"
قلت: والربيع بن توبة ثقة فيحتمل أنْ يكون ليحيى بن حمزة في هذا الحديث شيخان وإلا فالأول أصح (1).
وهو إسناد صحيح رواته ثقات.
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 301) والطبراني في "الكبير"(7714) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 448) من طريق الوليد بن مسلم ثني عُفير بن مَعدان أنه سمع سُليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة رفعه "رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع، حتى ظننت أنّه قد هوى به، فعُمد به إلى الشام، وإني أوّلت أنّ الفتن إذا وقعت أنّ الإيمان بالشام".
قال الهيثمي: وفيه عفير بن معدان وهو مجمع على ضعفه" المجمع 10/ 58
وأما حديث عبد الله بن حوالة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(601) من طريق هشام بن عمار ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبيه ثنا أبو عبد السلام صالح بن رستم مولى بني هاشم عن عبد الله بن حوالة رفعه قال: فذكر حديثا وفيه "ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض، كأنّه لؤلوة تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قالوا: عمود الإسلام أمرنا أنْ نضعه بالشام، وبينا أنا نائم، إذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي، فظننت أنّ الله قد تخلى عن أهل الأرض، فأتبعته بصري، فإذا هو نور بين يديّ، حتى وضع بالشام"
قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة" المجمع 10/ 58
(1) وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ كلا من زيد بن واقد وثور بن يزيد ثقتان.
قلت: صالح بن رستم قال أبو حاتم: مجهول لا نعرفه.
وأما حديث ابن عمرو فقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله.
وأما حديث عمر فأخرجه يعقوب بن سفيان (2/ 311) عن نصر بن محمد بن سليمان الحمصي ثنا أبي أبو ضمرة محمد بن سليمان السلمي ثني عبد الله بن أبي قيس قال: سمعت عمر رفعه "رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى استقر بالشام"
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 448 - 449)
وإسناده ضعيف لضعف نصر بن محمد بن سليمان.
وأما حديث عمرو بن العاص فأخرجه أحمد (4/ 198)
عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي
والطبراني في "مسند الشاميين"(1357)
عن محمد بن المبارك الصوري
قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت عمرو بن العاص رفعه "بينا أنا في منامي أتتني الملائكة، فحملت عمود الكتاب من تحت وسادتي، فعمدت به إلى الشام، ألا فالايمان حيث تقع الفتن بالشام"
قال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 10/ 57
1783 -
عن أبي رافع قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته إذ ضرب شيئا فإذا هى عقرب فقتلها وأمر بقتل العقرب والحية والفأرة والحدأة للمحرم"
قال الحافظ: وروى البزار من طريق أبي رافع قال: فذكره" (1)
أخرجه البزار (كشف 1096) عن غسان بن عبد الله ثنا يوسف بن نافع ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: فذكره.
قال الهيثمي: وفيه يوسف بن نافع ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات" المجمع 3/ 229
قلت: الذي في كتاب ابن أبي حاتم: يوسف بن نافع روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، روى عنه جعفر بن عبد الواحد.
(1) 4/ 408 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب ما يقتل المحرم من الدواب)
والذي في ثقات ابن حبان: يوسف بن نافع المدني أبو يعقوب قدم البصرة وحدثهم بها، يروي عن أبي أسامة وأهل العراق، روى عنه يعقوب بن سفيان.
فلا أدري أهما واحد أم اثنان، ولا أدري هل المذكور في سند البزار هو أحدهما أم لا، وغسان بن عبد الله لم أقف له على ترجمة.
1784 -
عن عليّ قال: بينما نحن في المسجد إذ دخل علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآه للذي كان فيه من النعم والذي هو فيه اليوم.
قال الحافظ: أخرج الترمذي من طريق محمد بن كعب حدثني من سمع عليا يقول: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه يونس بن بكير في "المغازي"(ص 193 - 194) عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول: إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، إذ طلع علينا مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردة مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة وما هو فيه اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة، وراح في حلة، ووضعت بين يديه صَحْفَة ورفعت أخرى، وسترتم جدر بيوتكم كما تستر الكعبة؟ " فقالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونُكفى المؤنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنتم اليوم خير منكم يومئذ"
وأخرجه هناد في "الزهد"(758) عن يونس بن بكير به.
وأخرجه الترمذي (2476) عن هناد به.
وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة (5/ 183) من طريق أبي العباس المحبوبي عن الترمذي به.
وأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3173) وأبو يعلى (502، المطالب 3173/ 2) من طريق جرير بن حازم البصري عن ابن إسحاق به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، ويزيد بن زياد هو ابن ميسرة، وهو مدني، وقد روى عنه مالك وغير واحد من أهل العلم"
(1) 14/ 56 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)
قلت: إسناده ضعيف للذي لم يسم.
وله شاهد من حديث الزبير أخرجه الحاكم (3/ 628 - 629)
وفي سنده موسى بن عبيدة الرَّبَذي وهو ضعيف.
1785 -
"البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وإسماعيل القاضي وأطنب في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه من حديث علي ومن حديث ابنه الحسين ولا يقصر عن درجة الحسن" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه النسائي وصححه ابن حبان" (2)
أخرجه أحمد (1/ 201) والترمذي (3546) والبزار (1342) والنسائي في "الكبرى"(8100) وفي "اليوم والليلة"(56) وابن حبان (909) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(77) والخطيب في "المتفق والمفترق"(226)
عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي
وابن أبي شيبة في "مسنده"(791) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 148) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(432) وفي "الصلاة على النبي"(30) والنسائي في: "الكبرى"(8100) وفي "اليوم والليلة"(55) وأبو يعلى (6776) والدولابي في "الذرية الطاهرة"(153) وابن السني في "اليوم والليلة"(382) وابن عدي (3/ 906) والحاكم (1/ 549) والبيهقي في "الدعوات"(151) وفي "الشعب"(1466 و 1467) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(545 و 1693)
عن خالد بن مخلد القَطَواني
وأحمد (1/ 201)
عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم
وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(32) والطبراني في "الكبير"(2885) وأبو نعيم في "الصحابة"(1802) والسبكي في "طبقات الشافعية"(1/ 174)
عن يحص بن عبد الحميد الحِمَّاني
(1) 13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
14/ 389 (كتاب الإيمان والنذور - باب الوفاء بالنذر)
قالوا: ثنا سليمان بن بلال ثنا عمارة بن غَزِيَّة الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يحدث عن أبيه عن جده (1) به مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: اختلف فيه على سليمان بن بلال، فرواه عبد الحميد بن أبي أويس المدني الأعشى عنه عن عمرو بن أبي عمرو عن علي بن حسين عن أبيه.
أخرجه إسماعيل القاضي (31) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي به (2).
والأول أصح، وإسماعيل وإنْ احتج به الشيخان إلا أنّه مختلف فيه حتى قال الحافظ في "هدي الساري"(2/ 151) لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه.
ولم ينفرد سليمان بن بلال به بل تابعه:
1 -
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، وهو ثقة.
أخرجه إسماعيل القاضي (35) والدينوري في "المجالسة"(1048) وابن المقرئ في "المعجم"(930) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(419)
2 -
عبد الله بن جعفر بن نجيح، وهو ضعيف.
أخرجه إسماعيل القاضي (36)
- واختلف فيه على عمارة بن غزية:
• فرواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عنه عن عبد الله بن علي بن الحسين قال: قال علي بن أبي طالب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 148) وإسماعيل القاضي (34) والنسائي في "اليوم والليلة"(57) والبيهقي في "الشعب"(1465)
• ورواه عمرو بن الحارث المصري عن عمارة بن غزية أنّ عبد الله بن علي بن حسين حدثه أنه سمع أباه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
(1) سقط من إسناد أحمد "عن جده"
(2)
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(31) عن عبد الله بن شبيب ثنا إسماعيل بن أبي أويس به.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 148) وإسماعيل القاضي (33) عن أحمد بن عيسى بن حسان المصري ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث به.
ورواه أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(1464)
وحديث سليمان بن بلال ومن تابعه أصح، وعبد الله بن علي بن الحسين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة.
وللحديث شاهد من حديث أبو ذر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث الحسن البصري مرسلا فيتقوى بها.
فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه حماد بن سلمة عن معبد بن هلال العنزي ثني رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر رفعه "إنّ أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ"
أخرجه إسماعيل القاضي (37) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1064)
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
الثاني: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن أبي ذر رفعه "ألا أخبركم بأبخل الناس؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ، فذلك أبخل الناس".
أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(29)
وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني.
وأما حديث جابر فأخرجه الديلمي من طريق الحاكم في غير "المستدرك" كما في "القول البديع"(ص 148)
ولفظه "حسب العبد من البخل إذا ذكرت عنده أنْ لا يصلي علي"
وأما حديث الحسن البصري فله عنه طريقان:
الأول: يرويه جرير بن حازم قال: سمعت الحسن رفعه "بحسب المؤمن من البخل إذا ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ"
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1025) أنا جرير بن حازم به.
وأخرجه إسماعيل القاضي (38) عن سليمان بن حرب البصري ثنا جرير بن حازم به.
قال السخاوي: ورواته ثقات" القول البديع ص 148
وقال الألباني: إسناده مرسل صحيح" تخريج فضل الصلاة ص 16
قلت: وهو كما قالا.
الثاني: يرويه سلم بن سليمان الضبي ثنا أبو حُرَّة عن الحسن رفعه "كفي به شحا أن يذكرني قوم فلا يصلون عليّ"
أخرجه إسماعيل القاضي (39)
وسلم بن سليمان ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم لا يقيم الحديث.
وأبو حرة واسمه واصل بن عبد الرحمن مختلف فيه وقد تكلموا في حديثه عن الحسن.
قال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف يقولون لم يسمعه من الحسن.
1786 -
حديث أبي أمامة بن ثعلبة رفعه "البَذَادة من الإيمان"
قال الحافظ: وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود" (1)
له عن أبي أمامة بن ثعلبة طريقان:
الأول: يرويه ابنه عبد الله بن أبي أمامة واختلف عنه:
- فرواه صالح بن كيسان المدني أنّ عبد الله بن أبي أمامة أخبره أنّ أبا أمامة أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "البذاذة من الإيمان" ثلاثا
أخرجه أحمد في "الزهد"(ص 12) وعنه ابنه عبد الله في "السنة"(780) ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا زهير بن محمد عن صالح به.
قال عبد الله بن أحمد: هذا أبو أمامة الحارثي.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1632) عن محمد بن علي الجوزجاني ثنا أحمد بن حنبل به.
(1) 12/ 490 (كتاب اللباس - باب الترجل والتيمن فيه)
وأخرجه الخلال في "السنة"(1201) عن أبي بكر المروذي عن أحمد بن حنبل به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5762) من طريق محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل به.
وأخرجه الحاكم (1/ 9) عن أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به إلا أنّه وقع عنده "عن صالح بن أبي صالح عن عبد الله بن أبي أمامة"
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7785) عن الحاكم به.
وكذا رواه عبد الرحمن بن محمد بن منصور عن عبد الرحمن بن مهدي فقال فيه "عن صالح بن أبي صالح عن عبد الله بن أبي أمامة"
أخرجه البيهقي في "الآداب"(261) وفي "الشعب"(7785) من طريق أبي جعفر محمد بن عمرو الرزاز (1) ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور به (2).
وقال الحاكم: قد احتج مسلم بصالح بن أبي صالح السمان"
قلت: هذا الاختلاف في صالح أهو ابن كيسان أو ابن أبي صالح لا يضر لأنّهما ثقتان، وعندي أنّ ابن كيسان أصح فقد رواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي عن زهير بن محمد فقال: عن صالح بن كيسان.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(488) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(13)
وتابعه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا زهير بن محمد به.
أخرجه الروياني (1273)
وزهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل العراق عنه مستقيمة كما صرّح بذلك أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ عبد الرحمن بن مهدي وموسى بن مسعود وأبو عامر العقدي بصريون.
ولم ينفرد به بل تابعه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثني صالح بن كيسان به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(790) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 13) والمزي في "تهذيب الكمال"(33/ 51)
(1) وهو في "الجزء الرابع من حديثه"(302) ووقع عنده: عن صالح بن كيسان، ولم يذكر أبا أمامة.
(2)
رواه ابن الأعرابي عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور فقال: عن صالح بن كيسان.
أخرجه القضاعي (157)
وسعيد بن سلمة مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.
ولم ينفرد صالح بن كيسان به بل تابعه أسامة بن زيد الليثي عن عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه.
أخرجه ابن ماجه (4118) عن كثير بن عبيد الحمصي ثنا أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد به.
وأيوب بن سويد هو الرملي وهو ضعيف كما قال أحمد وغيره، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن المبارك ثنا أسامة بن زيد به.
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 13)
- ورواه عبد الله بن عبيد الله بن حكيم بن حزام عن أبي المنيب (1) بن أبي أمامة أنّه لقي عبد الله بن كعب بن مالك حدثني أبوك قال: كنا في مجلس نتذاكر فيه الدنيا فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(789) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن عبيد الله بن حكيم بن حزام به.
وإسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي.
- ورواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:
• فرواه عباد بن العوام الواسطي عنه عن عبد الله بي أبي أمامة عن ابن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع"(128) والبيهقي في "الشعب"(7784) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 11)
• ورواه سفيان بن عُيينة عن ابن إسحاق واختلف عنه:
فرواه الحميدي (357) عن سفيان ثنا ابن إسحاق عن معبد بن كعب عن عمه أو عن أمه مرفوعا.
ورواه ابن أبي عمر في "الإيمان"(46) عن سفيان عن ابن إسحاق عن محمد بن كعب بن مالك عن أبيه أو عن عمه.
(1) أبو المنيب هو عبد الله والمنيب ابنه.
ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن سفيان عن ابن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك عن أمه أو عن عمته.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3396) ومن طريقه أبو نعيم في "الصحابة"(8097) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 431)
• ورواه حماد بن سلمة عن ابن إسحاق عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن عبد الله بن كعب عن أبي أمامة الباهلي.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(485) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 12)
• ورواه محمد بن سلمة الحرّاني عن ابن إسحاق واختلف عنه:
فرواه عبد الله بن محمد النفيلي عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبي أمامة.
أخرجه أبو داود (4161) والبيهقي في "الآداب"(262) وفي "الشعب"(6051) والخطيب في "الجامع"(201)
وتابعه الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني ثنا محمد بن سلمة به.
أخرجه اللالكائي في "السنة"(1664) وأبو سعد السمعاني (1) في "أدب الإملاء"(ص 117 - 118)
وابن إسحاق مدلس مشهور ولم يذكر سماعا في جميع هذه الروايات.
ورواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن عبد الله بن ثعلبة (2) قال: قال لي عبد الرحمن بن كعب بن مالك: سمعت أباك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1531 و 3036)
عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي
والطبراني في "الكبير"(791) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1361) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(806)
(1) سقط من إسناده "عن عبد الله بن أبي أمامة"
(2)
قال الطحاوي: عبد الله بن ثعلبة هذا هو ابن أبي أمامة الأنصاري"
وقال الحسن بن محمد بن بشار: هذا عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة نسبه إلى جده" الكنى لأبي أحمد
الحاكم 2/ 15
عن أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني
وأبو نعيم في "المعرفة"(3/ 260) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(806)
عن محمد بن المثني
وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 14 - 15)
عن الحسن بن محمد بن بشار
قالوا: حدثنا عبد الله بن حمران (1) ثنا عبد الحميد بن جعفر به.
ورواه ابن نصر في "الصلاة"(484) عن الحسين بن عيسى البِسْطامي ثنا عبد الله بن حُمران به إلا أنّه قال فيه "أنّه أتى أبا عبد الرحمن بن كعب بن مالك"
وهكذا رواه الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر فقال: أبو عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 568)
والواقدي متروك الحديث.
- ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن عبد الله بن أبي أمامة مرسلا.
أخرجه أبو عبيد (2) في "الغريب"(1/ 145) عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو به.
وأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(489) عن محمد بن يحيى الذهلي أنا يزيد بن هارون به.
الثاني: يرويه عبد الله بن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري عن أبيه عن محمود بن لبيد عن أبي أمامة الأنصاري رفعه قال: فذكره.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع"(129) من طريق معن بن عيسى القزاز ثنا عبد الله بن المنيب به.
ورواه سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن المنيب أخبرني أبي قال: انصرفت من المسجد فإذا برجل عليه ثياب بيض وقميص ورداء سابغ وعمامة بغير قلنسوة قد أرخى من
(1) وتابعه خالد بن الحارث البصري ثنا عبد الحميد بن جعفر به.
أخرجه أبو موسى المديني (806)
(2)
من طريقه أخرجه الروياني (1274) لكن وقع عنده: عن عبد الله عن أبي أمامة.
ورائه مثل ما بين يديه فقال لي: أخبرني جدك أبو أمامة بن ثعلبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2002) وابن نصر في "الصلاة"(486) والطبراني في "الكبير"(788)
وتابعه إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن المنيب به. وقال في آخره: فسألت عنه فقيل: هذا محمود بن لبيد الأنصاري من بني عبد الأشهل.
أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 3) وابن نصر في "الصلاة"(487)
والمنيب بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت عنه راويا سوى ولده عبد الله. فهو مجهول.
وقال الحافظ في التقريب: مقبول.
1787 -
"البر حسن الخلق"
قال الحافظ: ومن الأحاديث الصحيحة في حسن الخلق حديث النواس بن سمعان رفعه: فذكره، أخرجه مسلم (2553) والبخاري في "الأدب المفرد"(295")(1)
1788 -
"البركة في ثلاثة: الحجامة والسحور والثريد"
قال الحافظ: وللطبراني من حديث سلمان رفعه: فذكره" (2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6127) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 56 - 57) والبيهقي في "الشعب"(7114) وابن أبي الصقر في "مشيخته"(62) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار ثني أبو عبد الله البصري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النّهدي عن سلمان رفعه "البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور"
قال المنذري: ورواته ثقات وفيهم أبو عبد الله البصري لا يُدرى من هو" الترغيب 2/ 137
وقال العراقي: رجاله معروفون بالثقة إلا أبا عبد الله البصري، وبقية رجاله ثقات" فيض القدير 3/ 219
وقال الهيثمي: وفيه أبو عبد الله البصري قال الذهبي: لا يعرف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 3/ 151
(1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق والسخاء)
(2)
11/ 483 (كتاب الأطعمة - باب الثريد)
قلت: قال الذهبي في "الميزان": أبو عبد الله بصري من جيران حماد بن زيد لا يعرف، ثم ذكر له حديثا وفيه أنّه روى عن الجُرَيري وعنه بشر بن معاذ، فالظاهر أنه غير هذا الذي روى عن التيمي وعنه داود العطار والله أعلم.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة وآخر من حديث أبي سعيد الاسكندراني.
فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة لثلاثة: السحور والثريد والكيل.
وفي لفظ "البركة في ثلاث: في الجماعة والثريد والسحور"
أخرجه ابن حبان في "الثقات"(8/ 137) والطبراني في "الصغير"(972) و"الأوسط"(6862) والخطيب في "الموضح"(1/ 462 - 463) من طرق عن أبي ثوبان مزداد بن جميل البهراني ثنا أسد بن عيسى رفعين ثنا أرطأة بن المنذر عن داود بن أبي هند به.
قال الطبراني: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا أرطاة ولا عنه إلا رفعين، تفرد به مزداد"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الصغير" و"لأوسط" وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم" المجمع 5/ 19
قلت: مزداد بن جميل لم أقف له على ترجمة، وأسد بن عيسى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب، ومن فوقه كلهم ثقات.
والحديث اختلف فيه على داود بن أبي هند، فرواه أبو ياسر عمار بن هارون عن مسلمة بن علقمة ثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة.
أخرجه أبو يعلي (6447)
قال الهيثمي: وفيه أبو ياسر عمار بن هارون وهو ضعيف" المجمع 5/ 18
الثاني: يرويه معمر بن راشد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة في السحور والثريد.
أخرجه عبد الرزاق (19571) عن معمر به.
وأخرجه أحمد (2/ 283) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو يعلى (6367) عن إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو عوانة (3/ 109) عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر ثنا عبد الرزاق به.
واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه الحسن بن يحيى الجرجاني عنه عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة.
أخرجه ابن الأعرابي (ق 139/ ب)
وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى.
وأما حديث أبي سعيد الاسكندراني فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3516)
عن علي بن الجَعْد
والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 323)
عن داود بن المُحَبَّر
كلاهما عن بحر بن كَنِيز السقاء أني عمران القصير عن أبي سعيد الاسكندراني رفعه "الجماعة بركة، والثريد بركة، والسحور بركة"
وإسناده ضعيف لضعف بحر بن كنيز.
1789 -
"البيعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا أنْ تكون صفقة خيار، ولا يحل له أنْ يفارق صاحبه خشية أنْ يستقيله"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا" (1)
حسن
أخرجه أحمد (2/ 183) وابن الجارود (620)
عن حماد بن مسعدة البصري
وأبو داود (3456) والترمذي (1247) والنسائي (7/ 221) وفي "الكبرى"(6075) عن الليث بن سعد
كلاهما عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص به مرفوعا.
(1) 5/ 235 (كتاب البيوع - باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا)
وفي لفظ "المتبايعان بالخيار"
وفي لفظ آخر "البائع والمبتاع بالخيار"
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
وقال ابن حزم: هذا حديث لا يصح" المحلى 9/ 311
قلت: بل إسناده حسن، فعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات.
ولم ينفرد محمد بن عجلان به بل تابعه بكير بن عبد الله بن الأشج: سمعت عمرو بن شعيب يقول: سمعت شعيبا يقول: سمعت عبد الله بن عمرو رفعه "أيما رجل ابتاع من رجل بيعة فإنّ كل واحد منهما بالخيار حتى يتفرقا من مكانهما إلا أن يكون صفقة خيار، ولا يحل لأحد أنْ يفارق صاحبه مخافة أنْ يقيله"
أخرجه الدارقطني (3/ 50) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري أنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثني عمي ثني مخرمة بن بكير عن أبيه به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 271)
وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب مختلف فيه، ومخرمة بن بكير ثقة اختلفوا في سماعه من أبيه، والباقون خلا عمرو بن شعيب وأبوه كلهم ثقات.
1790 -
"البينة على المُدّعِي"
سكت عليه الحافظ (1).
روي من حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عباس ومن حديث عمر ومن حديث أبي هريرة.
فأما حديث ابن عمرو فأخرجه الترمذي (1341)
عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي
الدارقطني (4/ 218) والبيهقي (10/ 256) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2206)
عن حجاج بن أرطأة
(1) 6/ 4 (كتاب اللقطة - باب وإذا أخبره ربّ اللقطة بالعلامة دفع إليه)
والبيهقي (10/ 256)
عن المثنى بن الصباح
ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "لبينة على المُدّعِي، واليمين على المُدّعَى عليه"
وفي لفظ "المدعى عليه أولى باليمين إلا أنّ تقوم عليه البينة" وفي لفظ آخر "ممن لم تقم له بينة"
قال الترمذي: هذا حديث في إسناده مقال، ومحمد بن عبيد الله العرزمي يضعف في الحديث من قبل حفظه، ضعفه ابن المبارك وغيره.
قلت: هو متروك الحديث كما قال الفلاس والنسائي وغيرهما.
وحجاج بن أرطاة ضعيف يدلس، والمثنى بن الصباح (1) ضعيف أيضا.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه البيهقي (10/ 252) من طريق جعفر بن محمد الفريابي ثنا الحسن بن سهل ثنا عبد الله بن ادريس ثنا ابن جُريج وعثمان بن الأسود عن ابن أبي مُليكة قال: كنت قاضيا لابن الزبير على الطائف فذكر قصة المرأتين قال: فكتبت إلى ابن عباس، فكتب ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر"
قال الحافظ: وهذه الزيادة (2) ليست في الصحيحين وإسنادها حسن" الفتح 6/ 211
وقال الألباني: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سهل وهو ثقة فقد أورده ابن أبي حاتم وقال: روى عنه أبو زرعة. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، لكن رواية أبي زرعة عنه توثيق له فقد ردّ الحافظ ابن حجر في "اللسان" على ابن القطان قوله في داود بن حماد بن فرافصة البلخي: حاله مجهولة، بقوله: قلت: بل هو ثقة فمن عادة أبي زرعة أن لا يحدث إلا عن ثقة" الإرواء 8/ 266
قلت: ولم ينفرد عبد الله بن ادريس به بل تابعه الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس ولفظه "ولكن البينة على الطالب واليمين على المطلوب"(3)
(1) رواه إسماعيل بن عياش عنه، ورواية إسماعيل عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.
(2)
وهي قوله "البينة على المدعي"
(3)
وتابعه محمد بن حمير عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس باللفظ الأول.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 78)
أخرجه أبو بكر الإسماعيلي كما في "الفتح"(6/ 211) ومن طريقه البيهقي (10/ 252) عن الحسن بن سفيان ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم به.
وإسناده صحيح.
وقد رواه غير واحد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس فلم يذكروا قوله "البينة على المدعي" منهم:
1 -
عبد الله بن داود الخُرَيبي.
أخرجه البخاري (فتح 9/ 280)
2 -
عبد الله بن وهب.
أخرجه مسلم (1711) وابن ماجه (2321) والبيهقي (10/ 252)
3 -
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.
أخرجه البيهقي (10/ 252) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 207)
ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رفعه "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه"
أخرجه الطبراني كما في "الفتح"(6/ 211) ومن طريقه البيهقي (10/ 252) عن محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري ثنا الفريابي ثنا سفيان عن نافع بن عمر به.
قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا الفريابي"
قلت: وهو ثقة، لكن رواه جماعة عن نافع بن عمر فلم يذكروا قوله "البينة على المدعي"
أخرجه البخاري (فتح 6/ 70 و 209) ومسلم (3/ 1336) والترمذي (1342) والبيهقي (10/ 182 و 252) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 206 - 207) من طرق عن نافع بن عمر به.
وقال البيهقي: على هذا رواية الجمهور عن نافع بن عمر الجمحي"
وأما حديث عمر فأخرجه الدارقطني (4/ 218) من طريق عبد العزيز بن عبد الرحمن ثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن شريح عن عمر رفعه "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه"
عبد العزيز بن عبد الرحمن هو البالسي قال أحمد: اضرب على أحاديثه هي كذب أو قال موضوعة، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال.
وأما حديث أبي هريرة فسيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعده.
1791 -
حديث أبي هريرة "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه إلا القسامة" سكت عليه الحافظ (1).
ضعيف
- يرويه مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن ابن جريج واختلف عنه:
• فرواه عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرازي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة رفعه "البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر إلا في القسامة"
أخرجه ابن عدي (6/ 2312) والدارقطني (4/ 217 - 218)
وعثمان بن محمد بن عثمان لم أقف له على ترجمة.
• ورواه الشافعي عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رفعه "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه"
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 206)
• ورواه غير واحد عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، منهم:
1 -
بشر بن الحكم النيسابوري.
أخرجه البيهقي (8/ 123) وفي "الصغرى"(3103 و 3104)
2 -
محمد بن الضحاك.
أخرجه الدارقطني (4/ 218)
3 -
مطرف بن عبد الله اليساري الهلالي.
أخرجه ابن عدي (6/ 2312) وابن المقرئ في "المعجم"(643) والدارقطني (4/ 218) والبيهقي (8/ 123) وفي "معرفة السنن"(14/ 364) وابن عبد البر (23/ 204 - 205) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 328)
وقال ابن عبد البر: في إسناده لين"
(1) 15/ 256 (كتاب الديات - باب القسامة)
وقال الحافظ: هذا حديث غريب"
قلت: إسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، وقد ذكر له الذهبي في "الميزان" هذا الحديث وغيره وقال: فهذه الأحاديث وأمثالها تُرد بها قوة الرجل ويضعف.
وخالفه عبد الرزاق وحجاج بن محمد فروياه عن ابن جريج عن عمرو مرسلا (1).
وهذا أصح لأنّ عبد الرزاق وحجاج ثقتان مشهوران.
وابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب. قاله البخاري (سنن البيهقي 4/ 173)
1792 -
قوله في حديث اللعان "البينة وإلا حَدُّ في ظهرك"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 10/ 65) من حديث ابن عباس.
…
(1) قاله الدارقطني.
(2)
6/ 295 (كتاب الوصايا - باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس)
و15/ 171 (كتاب الحدود - باب البكران يجلدان وينفيان)