المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الدال 2054 - قال علي بن بَذِيْمة: دخل النبي صلى - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٤

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف الدال 2054 - قال علي بن بَذِيْمة: دخل النبي صلى

‌حرف الدال

2054 -

قال علي بن بَذِيْمة: دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ودخل معه بلال وجلس أسامة على الباب، فلما خرج وجد أسامة احتبى، فأخذ بحبوته فحلّها.

قال الحافظ: روى عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق علي بن بذيمة - وهو تابعي وأبوه بفتح الموحدة ثم معجمة وزن عظيمة - قال: فذكره" (1)

2055 -

حديث جابر: دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام.

قال الحافظ: رواه مسلم (1358) " (2)

2056 -

عن أنس قال: دخل رجل من دَوْس يقال له: سواد بن قارب على النبي صلى الله وعليه وسلم"

قال الحافظ: ولابن شاهين من طريق أخرى ضعيفة عن أنس قال: فذكره" (3)

أخرجه ابن شاهين كما في "الإصابة"(4/ 294) من طريق الفضل بن عيسى القرشي عن العلاء بن زَيْدَل عن أنس قال: فذكره.

قال الحافظ: فذكر القصة بطولها، وفي آخرها شعره، وفي آخره:

فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

سواك بمغن عن سواد بن قارب

قلت: والعلاء بن زيدل قال ابن المديني: يضع الحديث، وقال ابن حبان وأبو نعيم الأصبهاني: روى عن أنس أحاديث موضوعة، وقال البخاري وغير واحد: منكر الحديث.

(1) 4/ 214 (كتاب الحج - باب من كبر في نواحي الكعبة)

(2)

4/ 432 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام)

(3)

8/ 178 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب إسلام عمر بن الخطاب)

ص: 3063

2057 -

عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على رحله متخشعا"

قال الحافظ: وقد روى الحاكم في "الإكليل" من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: فذكره" (1)

أخرجه الحاكم في "المستدرك"(3/ 47 و 4/ 317) عن دعلج بن أحمد السجزي ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا عبد الله بن أبي بكر المُقَدمي ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: فذكره.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 68 - 69) عن الحاكم به.

وأخرجه أبو يعلى (3393) عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي به.

وأخرجه ابن عدي (4/ 1571) عن أبي يعلى به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ضعيف" المجمع 6/ 169

قلت: وضعفه أبو يعلى وابن عدي، وقال موسى بن هارون: ترك الناس حديثه في حياته، وقال أبو زرعة: ليس بشيء. ولم يخرج له مسلم شيئا.

2058 -

"دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها جعفرا يطير مع الملائكة"

قال الحافظ: وأخرج أيضا (أى ابن سعد) هو والطبراني عن ابن عباس مرفوعا: فذكره وفي طريق أخرى عنه "إنّ جعفرا يطير مع جبربل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه" بإسناد هذه جيد" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت جعفر بن أبي طالب يطير مع الملائكة"

2059 -

"دخلت الكعبة فأخاف أنْ أكون شققت على أمتي"

قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي وصححه هو وابن خريمة والحاكم عن عائشة أنّه صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهو قرير العين ثم رجع وهو كئيب فقال: فذكره" (3)

ضعيف

(1) 9/ 78 (كتاب المغازي - باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة)

(2)

8/ 78 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب جعفر بن أبي طالب)

(3)

4/ 212 (كتاب الحج - باب اغلاق البيت ويصلي في أي نواحي البيت شاء)

ص: 3064

أخرجه أحمد (6/ 137) وأبو داود (2029) وابن ماجه (3064) والترمذي (873) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(140) وابن خزيمة (3014) وابن عدي (5/ 1848) والحاكم (1/ 479) وفي "علوم الحديث"(ص 98) والبيهقي (5/ 159) من طرق عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصُّفير عن عبد الله بن أبي مُليكة عن عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم عندي وهو قرير العين، طيب النفس، ثم رجع إليّ وهو حزين، فقلت: يا رسول الله، إنك خرجت من عندي وأنت قرير العين، طيب النفس، ورجعت وأنت حزين، فقال "إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت إني أخاف أنْ أكون أتعبت أمتي من بعدي"

وفي لفظ: عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهو مسرور، ثم رجع إليّ وهو كئيب، فقال "إني دخلت الكعبة، لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها، إني أخاف أنْ أكون قد شققت على أمتي"

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف، إسماعيل بن عبد الملك قال أبو داود وابن عمار: ضعيف، وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن الجارود: ليس بالقوى، وقال الساجي: ليس بذاك، وقال ابن مهدي: اضرب على حديثه.

وله طريق أخرى عند ابن سعد (2/ 179) وفيها الواقدي وهو متروك.

وله طريق ثالثة عند ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 1321) وفيها جابر بن يزيد الجُعْفي وهو ضعيف.

2060 -

عن أبي بُردة بن أبي موسى قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فرأين هيئتها فقلن: مالك فما فى قريش أغنى من بعلك؟ فقالت: أما ليله فقائم، الحديث.

قال الحافظ: أخرج ابن سعد من مرسل أبي بردة بن أبي موسى قال: فذكره" (1)

مرسل

يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله الكوفي السبيعي واختلف عنه:

(1) 16/ 69 (كتاب التعبير - باب العين الجارية في المنام)

ص: 3065

- فقال إسرائيل بن يونس: أنا أبو إسحاق عن أبي بردة قال: فذكره، وتمامه: وأما نهاره فصائم. فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فلقيه فقال "يا عثمان بن مظعون أما لك بي أسوة؟ " فقال: يا بأبي وأمي، وما ذاك؟ قال "تصوم النهار وتقوم الليل" قال: إني لأفعل، قال:"لا تفعل، إنّ لعينك عليك حقا، وإنّ لجسدك حقا، وإنّ لأهلك حقا، فصل ونم، وصم وأفطر"

قال: فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنّها عروس فقلن لها: مه؟ قالت: أصابنا ما أصاب الناس.

أخرجه ابن سعد (3/ 394 - 395)

وتابعه زهير بن معاوية الجعفي أنا أبو إسحاق به.

أخرجه ابن سعد (3/ 394 - 395)

ورواته ثقات، لكن أبو إسحاق مدلس وقد عنعن.

- ورواه شَريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق فلم يذكر أبا بردة.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 106)

والأول أصح.

2061 -

عن كبشة قالت: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فشرب من قِربة معلقة.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه، وعن كلثم نحوه أخرجه أبو موسى بسند حسن" (1)

أخرجه الحميدي (354) وأحمد (6/ 434) عن سفيان بن عُيينة ثنا يزيد بن يزيد بن جابر الأزدى أني عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته كبشة قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فشرب من في قربة معلقة وهو قائم.

قالت: فقطعت فم القربة.

قال الحميدي: وربما قال سفيان: كبشة أو كبيشة، وأكثر ذلك يقول: كبيشة.

ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7821) والمزي في "التهذيب"(35/ 289)

(1) 12/ 186 (كتاب الأشربة - باب الشرب قائما)

و12/ 194 (كتاب الأشربة - باب الشرب من فم السقاء)

ص: 3066

وأخرجه ابن ماجه (3423) والترمذي (1892) وفي "الشمائل"(203) وابن حبان (5318) والطبراني في "الكبير"(25/ 15) وفي "مسند الشاميين"(639) والدارقطني في "المؤتلف"(4/ 1971) وأبو نعيم في "الصحابة"(7821) والبيهقي في "الشعب"(5624) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(13/ 142 - 143) والبغوي في "شرح السنة"(3042) وفي "الشمائل"(1000) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 247) من طرق عن سفيان بن عيينة به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"

قلت: رواته ثقات، لكن لم يذكر عبد الرحمن بن أبي عمرة سماعا من جدته كبشة، فلا أدري أسمع منها أم لا.

• ورواه عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان المروزي عن يزيد بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته البرصاء قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(574) وابن منده في "الصحابه"(الإصابة 13/ 105 - 106)

وعبد العزيز بن الحصين قال مسلم: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.

• ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته كلثم قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا قربة معلقة، فشرب منها، فقطعت فم القربة ورفعتها.

ذكره ابن الأثير (7/ 252)

وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.

2062 -

عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال: دخلت على رجل وهو يَتَمَجَّعُ لبنا بتمر، فقال: ادن فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سماهما الأطيبين.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وإسناده قوي" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 322 - 323) عن حفص بن غياث

وأحمد (3/ 474) عن وكيع

كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه به.

(1) 11/ 506 (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة)

ص: 3067

• قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا أبا خالد وهو ثقة" المجمع 5/ 41

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته (1). وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ولده، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

2063 -

عن أسامة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة فرأى صورًا فدعا بدلو من ماء فأتيته به فضرب به الصور.

قال الحافظ: رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مِهْران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة قال: فذكره، فهذا الإسناد جيد" (2)

أخرجه الطيالسي (ص 87) عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران ثني عمير مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأي صورًا، قال: فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون"

ومن طريقه أخرجه الضياء في "المختارة" كما في "الصحيحة"(2/ 731)

وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 484 و14/ 490) وفي "المسند"(162)

عن شَبابة بن سَوَّار المدائني

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 283) وأبو القاسم البغوي (3) في "الجعديات"(2921)

عن علي بن الجَعْد الجوهري

والطبراني في "الكبير"(407) والضياء في "المختارة"

عن خالد بن يزيد العُمَري

وإسحاق في "مسنده"(المطالب 4221)

عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي

(1) وترجمه البخاري وغير واحد ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.

(2)

4/ 214 (كتاب الحج - باب من كبر في نواحي الكعبة)

(3)

ووقع عنده: عن عمير أو كريب مولى ابن عباس - على الشك -

ص: 3068

قالوا: ثنا ابن أبي ذئب به.

قال الضياء: لم نعتمد في رواية هذا الحديث على خالد العمري بل على رواية أبي داود"

وقال الحافظ: إسناده حسن متصل" المطالب 4/ 371

وقال الهيثمي: وفيه خالد بن يزيد العمري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 173

قلت: بل هو معروف، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وابن حبان في "المجروحين" وابن عدي في "الكامل" والعقيلي في "الضعفاء" والذهبي في "الميزان" والحافظ في "اللسان".

وهو خالد بن يزيد أبو الهيثم العمري المكي كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: كان كذابا ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي الموضوعات عن الأثبات.

وقد توبع كما تقدم.

وعبد الرحمن بن مهران المدني مولى بني هاشم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به.

والحديث اختلف فيه على ابن أبي ذئب، فرواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عبد الله بن وهب عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن غريب مولى ابن عباس عن أسامة.

أخرجه الضياء في "المختارة"

وقال: أحمد بن عبد الرحمن متكلم فيه، وقد أخرج له مسلم في "صحيحه"

قلت: هو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وكان قد اختلط، وسماع مسلم منه قبل اختلاطه.

ورواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب بهذا الإسناد بلفظ "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 283)

• وخالفهما بحر بن نصر المصري فرواه عن ابن وهب أني ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة

ص: 3069

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5903)

2064 -

"دع ما يُريبك إلى ما لا يُريبك"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد وابن حبان والحاكم من حديث الحسن بن علي، وفي الباب عن أنس عند أحمد، ومن حديث ابن عمر عند الطبراني في "الصغير"، ومن حديث أبي هريرة وواثلة بن الأسقع" (1)

صحيح

ورد من حديث الحسن بن علي ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمر ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث وابصة بن معبد ومن حديث أبى هريرة ومن حديث النعمان بن بشير.

فأما حديث الحسن بن علي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه بُريد بن أبي مريم البصري قال: سمعت أبا الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي: ما تذكر من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان يقول ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طُمأنينة، والكذب ريبة"

أخرجه الطيالسي (ص 163) عن شعبة أني بريد بن أبي مريم به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 44 - 45)

وأخرجه أحمد (1/ 200) والدارمي (2535) والترمذي (2518) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(416) والنسائي (8/ 294) وفي "الكبرى"(5220) وأبو يعلى (6762) وابن حبان (722) والحاكم (2/ 13 و4/ 99) والبغوي في "شرح السنة"(2032) من طرق عن شعبة به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: سنده قوي" تلخيص المستدرك 4/ 99

قلت: وهو كما قالوا.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:

1 -

الحسن بن عبيد الله النخعي.

(1) 5/ 196 (كتاب البيوع - باب تفسير المشبهات)

ص: 3070

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2708) والحاكم (2/ 13) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 264) والبيهقي في "الشعب"(5363)

2 -

الحسن بن عمارة.

أخرجه عبد الرزّاق (4984) والطبراني في "الكبير"(2711)

الثاني: يرويه أبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي ثنا محمد بن عبد الوهّاب عن الحسن بن علي مرفوعا "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(1) من طريق عامر بن إبراهيم الأصبهاني ثنا أبو غالب به.

وأبو غالب قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان": لم يحدث عنه إلا عامر بن إبراهيم، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه يحيى بن أيوب المصري أخبرني أبو عبد الله الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك رفعة "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 3227) وأحمد (3/ 153)

قال ابن رجب: خرجه أحمد بإسناد فيه جهالة" جامع العلوم 1/ 297

وقال الهيثمي: فيه أبو عبد الله الأسدي لم أعرفه، وبقيه رجاله رجال الصحيح" الفيض 3/ 528

قلت: أبو عبد الله الأسدي ذكره الحافظ في الكنى من "التعجيل" وقال: هو عبد الرحمن بن عيسى تقدم في الأسماء. ولم يذكره في الأسماء.

الثاني: يرويه مُعان بن رفاعة الشامي عن عبد الوهّاب بن بُخْت عن أنس مرفوعا به.

أخرجه ابن عدي (1/ 206) عن أحمد بن هارون البلدي ثنا صدقة بن داود بن صدقة الحرّانى ثنا أبو قتادة ثنا معان بن رفاعة به.

وأحمد بن هارون اتهمه ابن عدي وأبو عروبة الحراني بالوضع.

الثالث: يرويه عبد الله بن ادريس الكوفي قال: سمعت المختار بن فلفل قال: سألت أنس بن مالك عن الشرب في الأوعية فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزفتة وقال "كل مسكر حرام" قال: قلت: وما المزفتة؟ قال: المقيرة، قال: قلت: فالرصاص والقارورة؟

ص: 3071

قال: ما بأس بهما، قال: قلت: فإنّ ناسا يكرهونهما، قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنّ كل مسكر حرام"

أخرجه أحمد (3/ 112)

وهو موقوف بإسناد صحيح.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني ثنا عبد الله بن وهب عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر رفعه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فَقْدَ شيء تركتَه لله"

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 102) وأبو الشيخ في "الأمثال"(40) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 352) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 243) والخليلي في "الإرشاد"(105) والخطيب في "التاريخ"(2/ 220 و6/ 386) وفي "الموضح"(2/ 115) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 814)

قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلا ابن وهب، تفرد به عبد الله بن أبي رومان"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به ابن أبي رومان عن ابن وهب"

وقال الخليلي: الصحيح فيه عن ابن عمر قوله، وأسنده ابن أبي رومان"

وقال الخطيب: غريب من حديث مالك لا أعلم روي إلا من هذا الوجه"

وقال الذهبي: منكر جدا، وابن أبي رومان ضعفوه"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن أبي رومان وهو ضعيف" المجمع 10/ 295

قلت: وهو كما قال.

وأخرجه الخطيب (2/ 387) من طريق محمد بن عبد بن عامر السمرقندي ثنا قتيبة ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر به.

وقال: وهذا الحديث باطل عن قتيبة عن مالك، وإنما يحفظ عن عبد الله بن أبي رومان الاسكندراني عن ابن وهب عن مالك، تفرد واشتهر به ابن أبي رومان وكان ضعيفا، والصواب عن مالك من قوله قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من ابن أبي رومان فرواه كما ذكرنا"

وأسند عن الدارقطني قال: محمد بن عبد بن عامر يكذب ويضع"

ص: 3072

الثاني: يرويه عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رفعه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(645) عن أبي محمد عبد الرحمن بن عمر البزاز ثنا أحمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي ثنا أحمد بن محمد الشافعي ثني عمي إبراهيم بن محمد ثنا عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر به.

وأحمد بن موسى وأحمد بن محمد لم أر من ترجمهما، والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث واثلة بن الأسقع فله عنه طرق:

الأول: يرويه بقية بن الوليد ثني إسماعيل بن عبد الله الكندي عن طاوس عن واثلة قال: فذكر حديثا وفيها "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الخير طمأنينة، والشك ريبة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 81)

قال ابن رجب: إسناده ضعيف" جامع العلوم 1/ 279

وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف" المجمع 10/ 294

الثاني: يرويه عبيد بن القاسم ثنا العلاء بن ثعلبة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة قال: فذكر الحديث وفيه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع"(39) وأبو يعلى (7492) والطبراني في "الكبير"(22/ 79 - 78) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 44) من طرق (1) عن عبيد بن القاسم به.

وعبيد بن القاسم هو الأسدي الكوفي كذبه ابن معين وغيره، والعلاء بن ثعلبة قال أبو حاتم: مجهول.

الثالث: يرويه شعيب بن ميمون عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن واثلة.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(180) عن إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء الهمداني ثنا محمد بن عبيد الهمداني ثنا القاسم بن الحسن المعري ثنا شعيب بن ميمون به.

(1) رواه أحمد بن المقدام العجلي والخطاب بن عثمان الفوزى وعبد الرحمن بن مهدى عن عبيد بن القاسم هكذا، ورواه محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي عن عبيد بن القاسم فقال فيه: عن طاوس مكان أبي المليح.

أخرجه الذهبي في "السير"(16/ 242 - 243) وقال: هذا حديث غريب، تفرد به العلاء هذا وهو

مجهول"

وانظر حديث "استفت قلبك وإنْ أفتوك"

ص: 3073

والقاسم بن الحسن وشعيب بن ميمون لم أر من ترجمهما، ويحتمل أنْ يكون شعيب بن ميمون هو الواسطي صاحب البزور المترجم في "التهذيب"، ومكحول اختلف في سماعه من واثلة.

وأما حديث وابصة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 147) من طريق طلحة بن زيد عن راشد بن أبي راشد قال: سمعت وابصة بن معبد يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شئ حتى سألته عن الوسخ الذي يكون في الأظفار فقال "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

قال الهيثمي: وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو مجمع على ضعفه" المجمع 1/ 238

وأما حديث أبي هريرة فقال ابن رجب في "جامع العلوم"(1/ 279): وُيروى بإسناد ضعيف عن عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف عن أبيه عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال لرجل "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" وقد روي عن عطاء الخراساني مرسلاً"

وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(858) عن محمد بن إلياس ثنا محمد بن خليد ثنا ابن الطباع ثنا صالح بن موسى عن المغيرة عن الشعبي عن النعمان بن بشير رفعه "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"

وصالح بن موسى أظنه الطلحي فإنْ كان هو فهو متروك الحديث.

2065 -

عن ابن عباس قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالا بماء فطلبه فلم يجده فأتاه بشن فيه ماء، الحديث وفي آخره "فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر"

قال الحافظ: ووقع عند أبى نعيم في "الدلائل" من طريق أبي الضحى عن ابن عباس قال: فذكره.

وقال: وفي حديث ابن عباس "فبسط كفه فيه فنبعت تحت يده عين فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر"(1)

يرويه عطاء بن السائب واختلف عنه:

- فقال أبو كُدينة يحيى بن المهلب الكوفي: عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وليس في العسكر ماء، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله، ليس في العسكر ماء، قال "هل عندك شيء؟ " قال: نعم، قال "فأتني

(1) 7/ 403 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)

ص: 3074

به" قال: فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل، قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه، قال: فانفجرت من بين أصابعه عيون، وأمر بلالا فقال "ناد في الناس: الوضوء المبارك"

أخرجه أحمد (1/ 251 و 324) والفريابي في "الدلائل"(40) والبيهقي في الدلائل" (4/ 127. 128)

وتابعه شعيب بن صفوان الكوفي عن عطاء به.

أخرجه الدارمي (25)

وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة ولم أر أحدًا صرّح بسماع أبي كدينة وشعيب بن صفوان منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

- وقال خلف بن خليفة: ثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فشكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش، فقال "ائتوا بماء" فأتوه بإناء فيه ماء، فوضع يده في الماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه كأنّه عصا موسى، فاستقى القوم وملؤوا آنيتهم. أخرجه البزار (كشف 2415) عن محمد بن معاوية بن مَالَج البغدادي ثنا خلف بن خليفة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12560) عن محمد بن خالد الراسبي ثنا محمد بن معاوية بن مالج به.

وقال في روايته "فقال: يا بلال اهتف بالناس: الوضوء، فأقبلوا يتوضأون من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت همة ابن مسعود الشرب، فلما توضأوا صلى بهم الصبح، ثم قعد للناس"

وخلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة أيضا ولم أر أحدا صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده، ولم أر أحدًا صرح بسماع ابن مالج من خلف أهو قبل الاختلاط أم بعده.

2066 -

حديث أبي هريرة: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة في السحور والثريد.

قال الحافظ: فعند أحمد من حديث أبي هريرة: فذكره، وفي سنده ضعف" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر حديث "البركة في ثلاثة"

(1) 11/ 483 (كتاب الأطعمة - باب الثريد)

ص: 3075

2067 -

عن أسماء بنت عُمَيس قالت: دعا صلى الله عليه وسلم لما نام على ركبة عليّ ففاتته صلاة العصر فردّت الشمس حتى صلى عليّ ثم غربت.

قال الحافظ: وروى الطحاوي والطبراني في "الكبير" والحاكم والبيهقي في "الدلائل" عن أسماء بنت عميس: فذكره، وقد أخطأ ابن الجوزي بايراده له في "الموضوعات" وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه" (1)

روى من حديث أسماء بنت عميس ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث الحسين بن علي.

فأما حديث أسماء فله عنها طرق:

الأول: يرويه فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت حسين عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، وراسه في حجر علي، فلم يصلِّ العصر حتى غربت الشمس (2)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صليت يا عليّ؟ " قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم أنّه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس"

قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1323) والطحاوي في "المشكل"(1067) والطبراني في "الكبير"(24/ 147 - 152) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 355) والجورقاني في "الأباطيل"(1/ 158)

عن عبيد الله بن موسى العَبْسي

والعقيلي (3/ 327) وابن الجوزي (1/ 355)

عن عمار بن مطر الرُّهاوي

والطبراني في "الكبير"(24/ 152) وأبو الحسن شاذان الفضلى كما في "اللآلئ"(1/ 339 - 340)

عن محمد بن فضيل الكوفي

وأبو القاسم عبد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني كما في "منهاج السنة"(4/ 188)

(1) 7/ 29 (كتاب فرض الخمس - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لي الغنائم)

(2)

وفي لفظ "ولم يكن عليّ صلى العصر"

ص: 3076

عن حسين بن حسن الأشقر

كلهم عن فضيل بن مرزوق به.

ذكره العقيلي في ترجمة عمار بن مطر وقال: يحدث عن الثقات بمناكير، وقال: الرواية فيه لينة"

وقال الجورقاني: هذا حديث منكر مضطرب"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلا شك"

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: مداره على فضيل بن مرزوق وهو معروف بالخطأ على الثقات وإنْ كان لا يتعمد الكذب، ولم يعرف سماعه من إبراهيم، ولا سماع إبراهيم من فاطمة، ولا سماع فاطمة من أسماء، ولا بد في ثبوت هذا الحديث من أنْ يعلم أنّ كلا من هؤلاء عدل ضابط وأنّه سمع من الآخر وليس هذا معلوما، وإبراهيم هذا لم يَرو له أهل الكتب المعتمدة كالصحاح والسنن ولا له ذكر في هذه الكتب بخلاف فاطمة بنت الحسين فإنّ لها حديثا معروفا فكيف يحتج بحديث مثل هذا، ولهذا لم يروه أحد من علماء الحديث المعروفين في الكتب المعتمدة" منهاج السنة مختصرًا 4/ 189 - 190

وقال الحافظ ابن كثير بعد أنْ ذكر أقوال أهل الجرح والتعديل في فضيل بن مرزوق: فمن هذه ترجمته لا يتهم بتعمد الكذب ولكنه قد يتساهل ولا سيما فيما يوافق مذهبه فيروي عمن لا يعرفه أو يحسن به الظن فيدلس حديثه ويسقطه ويذكر شيخه، ولهذا قال في هذا الحديث الذي يجب الاحتراز فيه "عن" بصيغة التدليس ولم يأت بصيغة التحديث فلعل بينهما من يُجهل أمره" الشمائل ص 151

قلت: فضيل بن مرزوق هو الأغر الرقاشي ويقال: الرؤاسي الكوفي وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وقال ابن معين: صالح الحديث إلا أنّه شديد التشيع.

وإبراهيم بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ذكره ابن حبان في "الثقات" وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره الذهبي في "ديوان الضعفاء والمتروكين".

وقال ابن كثير في "الشمائل"(ص 151): ليس بذلك المشهور في حاله"

وفاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب قال ابن كثير: وهي من الثقات ولكن لا يُدرى أسمعت هذا الحديث من أسماء أم لا (الشمائل ص 152)

الثاني: يرويه محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك أخبرني محمد بن موسى الفِطْري عن

ص: 3077

عون بن محمد عن أمه أم جعفر عن جدتها أسماء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء، ثم أرسل عليا في حاجة، فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر عليّ فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال "اللهم إنّ عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه، فردّ عليه الشمس" قالت أسماء: فطلعت عليه الشمس حتى رفعت على الجبال وعلى الأرض، وقام عليّ فتوضأ وصلى العصر ثم غابت وذلك بالصهباء.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1068) والطبراني في "الكبير"(24/ 144 - 145) وأبو الحسن شاذان الفضلي كما في "اللآلئ"(1/ 339)

عن أحمد بن صالح المصري

وأبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 338) وأبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 188)

عن أحمد بن الوليد بن بُرْد الأنطاكي

وأبو القاسم الحسكاني

عن أحمد بن عمير بن جوصاء

وعن الحسن بن داود

كلهم عن ابن أبي فديك به.

قال أحمد بن صالح المصري: لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء الذي رُوي لنا عنه لأنه من أَجَلِّ علامات النبوة" المشكل 2/ 9

وقال ابن كثير: وهذا الإسناد فيه من يجهل حاله فإنّ عونا هذا وأمه لا يعرف أمرهما بعدالة وضبط يقبل بسببهما خبرهما فيما هو دون هذا المقام، فكيف يثبت بخبرهما هذا الأمر العظيم الذي لم يروه أحد من أصحاب الصحاح ولا السنن ولا المسانيد المشهورة فالله أعلم، ولا ندري أسمعت هذا من جدتها أسماء بنت عميس أم لا" الشمائل ص 150

وقال في "البداية والنهاية"(1/ 323): منكر ليس في شيء من الصحاح ولا الحسان وهو مما تتوافر الدواعي على نقله وتفردت بنقله امرأة من أهل البيت مجهولة لا يعرف حالها"

قلت: عون بن محمد هو ابن علي بن أبي طالب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ص: 3078

وأمه أم جعفر ويقال لها: أم عون هي ابنة محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمية قال الحافظ في "التقريب": مقبولة.

ومحمد بن موسى الفطري وثقه الترمذي وغيره إلا أنّ أبا حاتم قال: كان يتشيع.

الثالث: يرويه عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله الكوفي ثنا أبي ثنا عروة بن عبد الله بن قُشير قال: دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب فقالت: حدثتني أسماء بنت عميس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أوحي إليه فستره عليّ بثوبه حتى غابت الشمس، فلما سُرِّي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يا علي صليت العصر؟ " قال: لا. قال "اللهم اردد الشمس على عليّ" قالت: فرجعت الشمس حتى رأيتها في نصف الحُجَر أو قالت: نصف حجرتي.

أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 338)

عن علي بن جابر الأودي

وابن شاهين (موضوعات ابن الجوزي 1/ 356)

عن أحمد بن يحيى الصوفي

قالا: ثنا عبد الرحمن بن شريك به.

قال ابن الجوزي: وهذا حديث باطل، أما عبد الرحمن بن شريك عن أبيه فقال أبو حاتم الرازي: هو واهي الحديث"

قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

وأبوه مختلف فيه ونسب إلى الاختلاط والتدليس وسوء الحفظ.

الرابع: يرويه صباح بن يحيى عن عبد الله بن الحسين بن جعفر عن حسين المقتول عن فاطمة بنت علي عن أم الحسن بنت علي عن أسماء قالت: لما كان يوم خيبر شغل عليّ بما كان من قسمة الغنائم حتى غابت الشمس، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عليا "هل صليت العصر؟ " قال: لا. فدعا الله تعالى فارتفعت حتى توسطت المسجد فصلى عليّ، فلما صلى غابت الشمس.

قالت: فسمعت لها صريرا كصرير المنشار في الخشبة.

أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 340) عن أبي طالب محمد بن صبيح ثنا علي بن العباس بن الوليد ثنا عباد بن يعقوب الرَّوَاجِني ثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى به.

ص: 3079

ورواه محمد بن عمر القاضي الجعابي عن علي بن العباس فلم يذكر أم الحسن بنت علي.

أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 191 - شمائل ابن كثير ص 153)

قال ابن كثير: إسناده مظلم جدا فإنّ صباحًا هذا لا يعرف، وكيف يروي الحسين بن علي المقتول شهيدا عن واحد عن واحد عن أسماء بنت عميس، هذا تخبيط إسنادا ومتنا" الشمائل ص 145

وقال ابن تيمية: وصباح هذا لا يعرف من هو" منهاج السنة 4/ 191

قلت: كذا قالا عن صباح بن يحيى إنّه لا يعرف، وهو معروف فقد أورده ابن عدي والعقيلي في كتابيهما وأسندا عن البخاري قال: فيه نظر، وقال ابن عدي: وهو شيعي من جملة شيعة الكوفة، وقال الذهبي في "الميزان": متروك بل متهم.

وعباد بن يعقوب وعلي بن هاشم كانا غاليان في التشيع.

الخامس: يرويه أشعث بن أبي الشعثاء عن أمه عن فاطمة عن أسماء أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا لعليّ حتى ردّت عليه الشمس.

أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 190) عن أبي حفص الكتاني ثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي ثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر العسكري من أصل كتابه ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ثنا خلف بن سالم ثنا عبد الرزّاق ثنا سفيان الثوري عن أشعث به.

قال ابن تيمية: وهذا مما لا يقبل نقله إلا ممن عرف عدالته وضبطه لا من مجهول الحال، فكيف إذا كان مما يعلم أهل الحديث أنّ الثوري لم يحدث به ولا حدّث به عبد الرزاق، وأحاديث الثوري وعبد الرزّاق بعرفها أهل العلم بالحديث ولهم أصحاب يعرفونها، ولا رواه خلف بن سالم، ولو قدر أنّهم رووه فأم أشعث مجهولة لا يقوم بروايتها شيء"

وقال ابن كثير: وهذا إسناد غريب جداً، وحديث عبد الرزّاق وشيخه محفوظ عند الأئمة لا يكاد يترك منه شيء من المهمات فكيف لم يرو عن عبد الرزّاق مثل هذا الحديث العظيم إلا خلف بن سالم بما قبله من الرجال الذين لا يعرف حالهم في الضبط والعدالة كغيرهم ثم إنّ أم أشعث مجهولة فالله أعلم" الشمائل ص 152

السادس: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسين عن فاطمة بنت على عن أسماء.

ص: 3080

أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 190 - 191) من طريق محمد بن مرزوق ثنا حسين الأشقر عن علي بن هاشم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار به.

قال ابن كثير: وهذا إسناد لا يثبت" الشمائل ص 152

قلت: حسين بن حسن الأشقر قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: ليس بالقوى، وقال ابن معين: كان من الشيعة الغالية.

السابع: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار أيضا عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت حسين عن أسماء قالت: اشتغل عليّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قسمة الغنائم يوم خيبر حتى غابت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا علي صليت العصر؟ " قال لا يا رسول الله، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس في المسجد، فتكلم بكلمتين أو ثلاثة كأنّها من كلام الجيش فارتجعت الشمس كهيئتها في العصر، فقام عليّ فتوضأ وصلى العصر، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما تكلم به قبل ذلك فرجعت الشمس إلى مغربها فسمعت لها صريرًا كالمنشار في الخشبة وطلعت الكواكب.

أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 339) ثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الأشناني ثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي ثنا يحيى بن سالم عن صباح المروزي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار به.

ويحيى بن سالم وصباح المروزي لم أر من ترجمهما، وعبد الرحمن بن عبد الله مختلف فيه.

الثامن: يرويه محمد بن جعفر بن محمد بن علي عن أمه أم جعفر بنت محمد عن جدتها أسماء قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المكان ومعه عليّ أغمي عليه، فوضع رأسه في حجر عليّ فلم يزل كذلك حتى غابت الشمس، ثم أفاق فقعد فقال "يا علي هل صليت؟ " قال: لا. فقال "اللهم إنّ عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس" فخرجت من تحت هذا الجبل كأنما خرجت من تحت سحابة فقام عليّ فصلى، فلما فرغ آبت مكانها.

أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 340) من طريق عباد بن يعقوب ثنا علي بن هاشم عن صباح عن أبي سلمة مولى آل عبد الله بن الحارث بن نوفل عن محمد بن جعفر به.

صباح هو ابن يحيى وهو متروك كما تقدم، وعباد وعلي تقدما أيضا.

ص: 3081

وأما حديث علي فله عنه طرق:

الأول: يرويه يحيى بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب أخبرني أبي عن أبيه عن جده عن علي قالت: لما كنا بخيبر شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال المشركين، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر جئته ولم أصل صلاة العصر، فوضع رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ حتى غربت الشمس، فقلت: يا رسول الله، ما صليت صلاة العصر كراهية أنْ أوقظك من نومك، فرفع يده ثم قال "اللهم إنّ عبدك تصدق بنفسه على نبيك فاردد عليه شرقها" قال: فرأيتها على الحال في وقت العصر بيضاء نقية حتى قمت ثم توضأت ثم صليت ثم غابت.

أخرجه أبو الحسن شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 340 - 341) ثنا عبيد الله بن الفضل التهياني الطائي ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن رشيد الهاشمي الخراساني ثنا يحيى به.

ويحيى بن عبد الله بن حسن ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" والخطيب في "التاريخ" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ومن دونه لم أعرفهم.

الثاني: يرويه مُحِل الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال: قال علي يوم الشورى: أنشدكم بالله هل فيكم من ردت له الشمس غيري حين نام رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل رأسه في حجري حتى غابت الشمس فانتبه فقال "يا علي صليت العصر؟ " قلت: اللهم لا، فقال "اللهم ارددها عليه فإنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك"

أخرجه شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 341) ثنا أبو الحسن بن صفوه ثنا الحسن بن علي بن محمد العلوي الطبري ثنا أحمد بن العلاء الرازي ثنا إسحاق بن إبراهيم التيمي ثنا محل به.

من دون محل الضبي لم أعرفهم.

3 -

عن داود بن الكميت عن عمه المستهل بن زيد عن أبيه زيد من سهلب عن جويرية بنت شهر قالت: خرجت مع علي فقال: يا جويرية إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يوحي إليه ورأسه في حجري، وذكره.

أخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 194) أنا أبو العباس الفرغاني أنا أبو الفضل الشيباني ثنا رجاء بن يحيى الساماني ثنا هارون بن مسلم ثنا عبد الله بن عمرو الأشعث عن داود بن الكميت به.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا الإسناد أضعف مما تقدم وفيه من الرجال

ص: 3082

المجاهيل الذين لا يعرف أحدهم بعدالة ولا ضبط وانفرادهم بمثل هذا الذي لو كان عليّ قاله لرواه عنه المعروفون من أصحابه، وبمثل هذا الإسناد عن هذه المرأة ولا حال هؤلاء الذين رووا عنها بل ولا تعرف أعيانهم فضلا عن صفاتهم لا يثبت به شيء"

وقال ابن كثير: وهذا الإسناد مظلم وأكثر رجاله لا يعرفون، والذي يظهر والله أعلم أنّه مركب مصنوع مما عملته أيدي الروافض قبحهم الله" الشمائل ص 158

وأما حديث أبو هريرة فأخرجه شاذان الفضلى (اللآلئ 1/ 338) وأبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 193) عن أبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصا ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن داود بن فَرَاهيج عن أبي هريرة وعن عمارة بن فيروز عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل عليه حين انصرف من العصر وعليّ بن أبي طالب قريبا منا ولم يكن عليا أدرك الصلاة، وذكر الحديث.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا إسناد مظلم لا يثبت به شيء عند أهل العلم بل يعرف كذبه من وجوه فإنّه وإنْ كان داود بن فراهيج مضعفًا كان شعبة يضعفه، وقال النسائي: ضعيف الحديث. لا يثبت الإسناد إليه فإنّ فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو الذي رواه عنه وعن عمارة قال البخاري: أحاديثه شبه لا شيء وضعفه جدا، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني: منكر الحديث جدا، وقال أحمد: عنده مناكير"

وقال ابن كثير: وهذا إسناد مظلم ويحيى بن يزيد وأبوه وشيخه داود بن فراهيج كلهم مضعفون، والذي يظهر أنّ هذا مفتعل من بعض الرواة أو قد دخل على أحدهم وهو لا يشعر" الشمائل ص 157

وأما حديث أبى سعيد فأخرجه أبو القاسم الحسكاني (منهاج السنة 4/ 193) عن محمد بن إسماعيل الجُرجاني كتابة أنّ أبا طاهر محمد بن علي الواعظ أخبرهم أنا محمد بن أحمد بن متيم أنا القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني أبي عن أبيه محمد عن أبيه عبد الله عن أبيه عمر قال: قال الحسين بن علي: سمعت أبا سعيد يقول: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأسه في حجر على وقد غابت الشمس، وذكر الحديث.

قال أبو سعيد: فوالله لقد سمعت للشمس صريرا كصرير البكرة حتى رجعت بيضاء نقية.

قال شيخ الإسلام: هذا الإسناد لا يثبت بمثله شيء، وكثير من رجاله لا يعرفون بعدالة ولا ضبط ولا حمل في العلم ولا لهم ذكر في كتب العلم ورجاله"

ص: 3083

وقال ابن كثير: وهذا إسناد مظلم أيضًا ومتنه منكر ومخالف لما تقدمه من السياقات، وكل هذا يدل على أنّه موضوع مصنوع مفتعل يسرقه هؤلاء الرافضة بعضهم من بعض، ولو كان له أصل من رواية أبي سعيد لتلقاه عنه كبار أصحابه" الشمائل ص 157

ولما حديث الحسين فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 225)

عن عمرو بن حماد

والدولابي في "الذرية الطاهرة"(164)

عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي

قالا: ثنا سويد بن سعيد ثنا المطلب بن زياد عن إبراهيم بن حيان عن عبد الله بن الحسين عن فاطمة الصغرى ابنة الحسين عن الحسين قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر عليّ وكان يوحى إليه، فلما سُرِّي عنه قال "يا علي صليت العصر؟ " وذكر الحديث.

قال الخطيب: إبراهيم بن حيان في عداد المجهولين"

قلت: وخلاصة ما تقدم يتبين لنا أنّ جميع طرق الحديث ضعيفة فهي لا تخلو من متروك أو ضعيف أو مجهول أو غال في التشيع.

قال الذهبي في "تلخيص الموضوعات": أملى أبو القاسم الحسكاني مجلسا في رد الشمس فقال: روي ذلك عن أسماء بنت عميس وعلي وأبي هريرة وأبي سعيد بأسانيد متصلة. قلت: لكنها ساقطة ليست بصحيحة" تنزية الشريعة 1/ 379

هذا بالنسبة للإسناد أما المتن ففيه اختلاف كثير بينه شيخ الإسلام في "منهاج السنة" وابن كثير في "الشمائل" فليراجع.

وحكم الإمام أحمد (المقاصد ص 226) وابن المديني (شمائل ابن كثير ص 160) على هذا الحديث بأنّه لا أصل له.

وقال الحافظ أبو بكر محمد بن حاتم بن زنجويه البخاري في كتابه" إثبات إمامة الصديق": الحديث ضعيف جدا لا أصل له" الشمائل ص 148

وحكم عليه غير واحد بأنّه موضوع وكذب، منهم:

1 -

ابن الجوزي حيث ذكره في "الموضوعات" وجزم بوضعه.

2 -

قال محمد بن ناصر البغدادي الحافظ: هذا الحديث موضوع"

3 -

قال الذهبي: وصدق ابن ناصر" الشمائل لابن كثير ص 147

ص: 3084

4 -

شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج "السنة" (4/ 185 - 195)

5 -

محمد ويعلى ابني عبيد الطنافسي. الشمائل ص 149

6 -

أبو الحجاج المزي. حكاه ابن كثير (الشمائل ص 160)

7 -

ابن القيم، فإنّه جعله من أمثلة الموضوع في كتابه" المنار المنيف.

وأما كلام أحمد بن صالح الذي تقدم فقد أجاب عنه شيخ الإسلام بقوله: قلت: أحمد بن صالح رواه من الطريق الأول ولم يجمع طرقه وألفاظه التي تدل من وجوه كثيرة على أنّه كذب، وتلك الطريق راويها مجهول عنده ليس معلوم الكذب عنده فلم يظهر له كذبه، والطحاوي ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم ولهذا روى في "شرح معاني الآثار" الأحاديث المختلفة، وإنما يرجح ما يرجحه منها في الغالب من جهة القياس الذي رآه حجة ويكون أكثرها مجروحا من جهة الإسناد لا يثبت، ولا يتعرض لذلك فإنّه لم تكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به وإنْ كان كثير الحديث فقيها عالما" منهاج السنة 4/ 194

2068 -

قال ابن عباس: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ أوتى الحكمة مرتين.

قال الحافظ: وللنسائي والترمذي من طريق عطاء عن ابن عباس قال:

فذكره" (1)

صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه القاسم بن مالك المزني عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي الكوفي عن عطاء عن ابن عباس قال: دعا لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم أنْ يؤتيني الله الحكمة مرتين.

أخرجه ابن سعد (/365، الجزء الناقص 1/ 119) عن القاسم بن مالك به.

وأخرجه الترمذي (3823) والنسائي في "الكبرى"(8178) عن محمد بن حاتم بن سليمان المُكْتِب المؤدب ثنا القاسم بن مالك به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عطاء"

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، القاسم بن مالك وعبد الملك بن أبي سليمان وثقهما ابن معين وابن سعد والعجلي وابن حبان وابن عمار الموصلي وغيرهم.

(1) 1/ 179 - 180 (كتاب العلم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم علمه الكتاب)

ص: 3085

وعطاء هو ابن أبي رباح.

الثاني: يرويه ليث بن أبي سليم عن أبي الجَهْضم أنّ ابن عباس رأى جبريل مرتين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين.

أخرجه ابن سعد (2/ 370) وأحمد في "فضائل الصحابة"(1561) واللفظ له والترمذي (3822) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 519) من طرق عن سفيان الثوري عن ليث به.

قال الترمذي: هذا حديث مرسل، ولا نعرف لأبي جهضم سماعا من ابن عباس، وأبو جهضم اسمه موسى بن سالم"

قلت: وليث بن أبي سليم قال النسائي وغيره: ضعيف.

الثالث: يرويه ليث بن أبي سليم أيضا عن مجاهد عن ابن عباس قال: رأيت جبريل مرتين، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يؤتيني الله الحكمة مرتين.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(378) وعبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة"(1911) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(10615) من طرق عن يحيى بن آدم الكوفي عن أبي كُدينة يحيى بن المهلب عن ليث به.

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

الرابع: يرويه عبد الله بن إدريس الكوفي أنا ليث وموسى عن ابن عباس أنْ النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بالعلم مرتين.

أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادته على "فضائل الصحابة"(1910) عن أبي هاشم زياد بن أيوب البغدادي ثنا عبد الله بن إدريس به.

وليث هو ابن أبي سليم، وموسى لم أعرفه إلا أنْ يكون هو ابن سالم أبي جهضم.

الخامس: يرويه داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يؤتيني الله الحكمة مرتين"

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(469) من طريق سليمان بن قَرْم البصري عن الحكم بن عبد الله النصري عن داود بن علي به.

وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن قرم.

السادس: يرويه عكرمة عن ابن عباس قال: رأيت جبريل مرتين، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين.

ص: 3086

أخرجه ابن سعد (الجزء الناقص 1/ 129) عن محمد بن مصعب القَرْقَسائي ثنا أبو مالك النخعي عن أبي إسحاق عن عكرمة به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي مالك النخعي.

2069 -

حديث أبى سعيد قال: صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما، فلما وضع قال رجل: أنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعاك أخوك وتكلف لك، أفطر وصم مكانه إن شئت"

قال الحافظ: رواه إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن ابن المنكدر عنه، وإسناده حسن، أخرجه البيهقي" (1)

انظر الحديث الذي بعده.

2070 -

عن أبي سعيد قال: دعا رجل إلى طعام، فقال رجل: إني صائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دعاكم أخوكم وتكلف لكم، أفطر وصم يوما مكانه إنْ شئت"

قال الحافظ: أخرجه الطيالسي والطبراني في الأوسط. عن أبي سعيد قال: فذكره، وفي إسناده راو ضعيف لكنه توبع" (2)

له عن أبي سعيد طريقان:

الأول: يرويه محمد بن أبي حميد المدني عن إبراهيم بن عبيد الله بن رفاعة الزرقي عن أبي سعيد قال: صنع رجل طعامًا ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال رجل: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أخوك صنع طعامًا ودعاك، أفطر واقض مكانه"

أخرجه الطيالسي (ص 293) عن محمد بن أبي حميد به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 263 - 264)

وقال: وابن أبي حميد يقال له: محمد، ويقال: حماد، وهو ضعيف" (3)

قلت: واختلف عنه، فرواه حماد بن خالد الخياط القرشي عنه عن إبراهيم بن عبيد قال: صنع أبو سعيد الخدري طعامًا، فذكر نحوه.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2447/ 2) والدارقطني (2/ 177)

وقال: هذا مرسل"

(1) 5/ 112 (كتاب الصوم - باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع)

(2)

11/ 157 (كتاب النكاح - باب اجابة الداعي في العرس وغيره)

(3)

وأخرجه ابن عدي (5/ 1890) من طريق عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن محمد بن أبي حميد به.

ص: 3087

• ورواه عَطَّاف بن خالد المخزومي عن ابن أبي حميد ثني محمد بن المنكدر عن أبي سعيد.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3264)

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي حميد"

الثاني: يرويه إسماعيل بن أبي أويس ثنا أبو أويس عن محمد بن المنكدر عن أبي سعيد قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا فأتاني هو وأصحابه، فلما وضع الطعام قال رجل من القوم: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعاكم أخوكم وتكلف لكم" ثم قال له "أفطر وصم مكانه يوما إنْ شئت"

أخرجه البيهقي (4/ 279)

عن محمد بن عبد الرحمن السامي

وأبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة"(ص 106)

عن إبراهيم بن أحمد بن النعمان الأزدي

كلاهما عن إسماعيل بن أبي أويس به.

وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما.

واختلف في هذا الحديث على ابن المنكدر، فرواه عمرو بن خلف بن إسحاق بن مرسال الخثعمي ثنا أبي ثنا عمي إسماعيل بن مرسال ثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: صنع رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابًا له، فلما أتي بالطعام تنحى أحدهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "مالك؟ " قال: إني صائم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "تكلف لك أخوك وصنع ثم تقول: إني صائم، كُلْ وصم يوما مكانه"

أخرجه الدارقطني (2/ 178)

وعمرو بن خلف وأبوه وإسماعيل بن مرسال لم أر من ترجمهم.

2071 -

عن فروة بن مُسَيك قال: قلت: يا رسول الله، إنّ عندنا أرضا يقال لها: أَبْيَن، هي أرض ريفنا وميرتنا، وهي وبئة، فقال:"دعها عنك، فإنّ من القَرَف التَّلف"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث فروة بن مسيك - بمهملة وكاف مصغر - قال: قلت: فذكره" (1)

ضعيف

(1) 12/ 297 (كتاب الطب - باب ما يذكر في الطاعون)

ص: 3088

يرويه مَعْمَر بن راشد واختلف عنه:

- فقال عبد الرزّاق (20162): عن معمر عن يحيى بن عبد الله بن بَحِير بن رَيْسَان قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك قال: فذكره.

أخرجه أحمد (3/ 451) عن عبد الرزّاق به.

ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(23/ 177)

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 286 - 287) وأبو داود (3923) والحربي في "الغريب"(2/ 365) والبيهقي (9/ 347) وفي "الشعب"(1302) من طرق عن عبد الرزّاق به.

- ورواه عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن يحيى بن عبد الله عن فروة بن مسيك.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 337) وأبو الشيخ في "الأمثال"(305) وأبو نعيم في "الصحابة"(5657)

- ورواه سفيان بن عُيينة عن معمر عن رجل من آل بحير بن ريسان عن رجل منهم أنّه قال: يا رسول الله،

أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 2500)

وإسناده ضعيف، يحيى بن عبد الله بن بحير ذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": فيه جهالة، ما حدّث عنه سوى معمر بن راشد.

وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

2072 -

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جنازة فرأى عمر امرأة فصاح بها، فقال:"دعها يا عمر"

قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة: فذكره، وأخرجه ابن ماجه والنسائي من هذا الوجه، ومن طريق أخرى عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سلمة بن الأزرق عن أبي هريرة، ورجاله ثقات" (1)

ضعيف

(1) 3/ 387 (كتاب الجنائز - باب اتباع النساء الجنازة)

ص: 3089

يرويه هشام بن عروة واختلف عنه:

- فقيل: عنه عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة به وزاد "فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 285 و395) وأحمد (2/ 444) وابن ماجه (1587) وابن المنذر في "الأوسط"(3055)

عن وكيع (1)

والحاكم (1/ 381)

عن عبدة بن سليمان الكلابي الكوفي (2)

كلاهما عن هشام بن عروة به.

- ورواه غير واحد عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بين عطاء أنّ سلمة بن الأزرق أخبره أنّه كان جالسا مع ابن عمر ذات يوم بالسوق، فمُرَّ بجنازة يُبكى عليها، فعاب ذلك ابن عمر وانتهرهم، فقال له سلمة بن الأزرق: لا تقل ذلك يا أبا عبد الرحمن فأشهد على أبي هريرة سمعته يقول وتوفيت امرأة من كنائن مروان، فشهدتها، فأمر مروان بالنساء اللاتي يبكين أنْ يُضربن، فقال أبو هريرة: دعهنّ يا أبا عبد الملك فإنّه مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة يُبكى عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب، فانتهر عمر اللائي يبكين، فقال له النبي صلى الله عليه سلم "دعهن يا ابن الخطاب فالنفس مصابة، والعين دامعة، وإنّ العهد حديث" قال: أنت سمعته؟ قال: قلت: نعم، قال: الله ورسوله أعلم.

أخرجه عبد الرزّاق (6674) واللفظ له وأحمد (2/ 273)

عن ابن جُريج

وعبد الرزّاق (6674) ومن طريقه ابن حبان (3157) والبيهقي (4/ 70)

عن مَعْمَر بن راشد

وأبو يعلى (6405)

(1) واللفظ له.

(2)

ولفظ حديثه" قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة ومعه عمر بن الخطاب فسمع نساء يبكين فزبرهنّ عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر دعهنّ فإنّ العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب"

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

ص: 3090

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

وابن ماجه (1/ 506)

عن حماد بن سلمة

وأحمد (2/ 333)

عن محمد بن بشر العبدي

و (2/ 408) وابن أبي شيبة (3/ 395)

عن وهيب بن خالد البصري

كلهم عن هشام بن عروة به (1).

- ورواه قيس بن الربيع عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن أبي هريرة.

أخرجه الطيالسي (ص 339)

وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وحديث ابن جريج ومن تابعه أصح لأمرين:

الأول: أنّ الزيادة من الثقة مقبولة.

الثاني: أنّ وهب بن كيسان لم ينفرد به فقد تابعه محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة عن بن عمرو بن عطاء عن سلمة بن الأزرق عن أبي هريرة به.

أخرجه أحمد (2/ 110)

عن سليمان بن داود الهاشمي

والنسائي (4/ 16) وفي "الكبرى"(1986)

عن علي بن حجر السعدي المروزي

كلاهما عن إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو بن حلحلة به.

(1) ورواه سفيان بن عيينة واختلف عنه، فرواه الحميدي (1024) عن سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن وهب بن كيسان عمن سمع أبا هريرة.

ورواه أحمد بن الحسن عنه عن ابن عجلان عن وهب بن كيسان عن أبي هريرة.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعانى"(4/ 293)

ص: 3091

وسلمة بن الأزرق (1) قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني" و"الديوان": لا يعرف.

2073 -

حديث جابر بن عَتِيك: فصاح النسوة فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعهن، فإذا وجبت، فلا تبكينّ باكية"

قال الحافظ: في قصة عبد الله بن ثابت التي أخرجها مالك في "الموطأ" من حديث جابر بن عتيك ففيه: فذكره" (2)

رواه مالك في "الموطأ"(1/ 233 - 234) عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث - وهو جد عبد الله بن عبد الله بن جابر، أبو أمه - أنّه أخبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال "غلبنا عليك يا أبا الربيع" فصاح النسوة وبكين، فجعل جابر يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعهنّ، فإذا وجب، فلا تبكين باكية" قالوا: يا رسول الله، وما الوجوب؟ قال "وإذا مات" فقالت ابنته: والله إنْ كنت لأرجو أنْ تكون شهيدا، فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ الله قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدّون الشهادة؟ " قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشهداء سبعة، سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد والغَرِق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحَرِق شهيد، والذي يموت تحت الهَدْم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد"

وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (68) والشافعي في "مسنده"(ص 362) عن مالك به.

ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(5/ 343) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 200 - 201)

وأخرجه أحمد (5/ 446) وأبو داود (3111) وابن أبي عاصم في "الآحاد" 2141) والنسائي (4/ 12) وفي "الكبرى"(1973 و7497 و7529) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 291) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(293) وابن حبان (3189 و3190) والطبراني في "الكبير"(1779) والحاكم (1/ 351 - 352) وأبو نعيم في "الصحابة"(1510 أو 4029) والبيهقي (4/ 69 - 70) وفي "معرفة "السنن" (5/ 343) وفي "الشعب" (9414) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1532) وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 309 و3/ 189 - 190) والمزي (19/ 333 - 334) من طرق عن مالك به.

(1) سماه عبد الرحيم بن سليمان ومحمد بن بشر في روايتهما عن هشام بن عروة: عمرو بن الأزرق.

(2)

3/ 419 (كتاب الجنائز - باب البكاء عند المريض)

ص: 3092

قال الحاكم: صحيح الإسناد" (1)

وقال البغوي: حكى المزني عن الشافعي قال: صحف مالك في جابر بن عتيك، وإنما هو جبر بن عتيك، وفي إسناد هذا الحديث اختلاف كثير"

قلت: عبد الله بن عبد الله بن جابر (2) بن عتيك وثقه ابن معين وغيره، وعتيك بن الحارث ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال الذهبي في "الديوان": تابعي مجهول، وقال الحافظ في التقريب: مقبول.

- ورواه أبو العُمَيس عتبة بن عبد الله المسعودي عن عبد الله بن عبد الله واختلف عنه

• فقال وكيع: ثنا أبو العميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبر (3) بن عتيك عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عاده في مرضه، فقال قائل من أهله: إنا كنا لنرجو أنْ تكون وفاته قتل شهادة في سبيل الله، فقال "إنّ شهداء أمتي إذا لقليل، القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والمرأة تموت بجُمع شهيد، والحَرِق والغرق والمَجْنُوب شهيد"

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 332 - 333) وابن ماجه (2803) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1972) وأبو القاسم البغوي (315) والطبراني في "الكبير"(1780) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 206)

وقال ابن أبي عاصم: هكذا يقول أبو العميس في إسناد هذا الحديث، والصواب ما قال فيه مالك، ولم يقمه أبو العميس"

• وقال جعفر بن عون الكوفي: عن أبي العميس عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد جبرا

أخرجه النسائي (6/ 43)

وحديث وكيع هو الصواب (4).

قال الحافظ: وقعت المخالفة بين مالك وأبي العميس في ثلاثة أشياء: في اسم جد عبد الله بن عبد الله، وفي تسمية شيخه هل هو أبوه أو غيره، وفي اسم الذي عاده النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رجحوا رواية مالك وبينت ذلك في ترجمة جابر بن عتيك من كتاب "الإصابة"، وأما

(1) وصححه النووي في "الخلاصة"(2/ 1055 - 1056) وفي "الأذكار"(ص 135)

(2)

وقيل: جبر، وقيل: هما اثنان (انظر تهذيب التهذيب 5/ 282)

(3)

ووقع عند ابن ماجه وابن عبد البر: جابر.

(4)

قاله الحافظ في "الإصابة"(7/ 299)

ص: 3093

عبد الله بن جبر فلم يذكر المزي من خبره شيئا، وذكره ابن منده في الصحابة برواية جعفر بن عون وليس فيه دلالة على صحبته، ولم أر له مع ذلك ذكرا عند أحد ممن صنف في الرجال، وفي ذلك إشارة إلى أنّ الرواية لغيرة فتترجح رواية مالك" التهذيب 5/ 167 - 168

2074 -

عن المغيرة بن عبد الله اليشكري أنّ أباه حدّثه قال: انطلقت إلى الكوفة فدخلت المسجد فإذا رجل من قيس يقال له: ابن المنتفق وهو يقول: وُصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبته فلقيته بعرفات فزاحمت عليه، فقيل لي: إليك عنه، فقال "دعوا الرجل أرب ماله" قال: فزاحمت عليه حتى خلصت إليه، فأخذت بخطام راحلته فما غير عليّ. قال: شيئين أسألك عنهما: ما ينجيني، من النار، وما يدخلني الجنة؟ قال: فنظر إلى السماء ثم أقبل عليّ، بوجهه الكريم فقال "لئن كنت أوجزت المسألة لقد أعظمت وطولت، فاعقل عليّ، أعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة، وأدّ الزكاة المفروضة، وصم رمضان"

قال الحافظ: رواه البغوي وابن السكن والطبراني في "الكبير" وأبو مسلم الكجي في "السنن" من طريق محمد بن جُحادة وغيره عن المغيرة بن عبد الله اليشكري أنّ أباه حدثه قال: فذكره، وأخرجه البخاري في "التاريخ" من طريق يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال: غدوت فإذا رجل يحدثهم. قال: وقال جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن عبد الله قال: سأل أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر الاختلاف فيه عن الأعمش وأنّ بعضهم قال فيه: عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه، والصواب المغيرة بن عبد الله اليشكري. وزعم الصيرفي أنّ اسم ابن المنتفق هذا لقيط بن صَبِرة وافد بني المنتفق" (1)

أخرجه أحمد (6/ 383) والطبراني في "الكبير"(19/ 209 - 210) وأبو نعيم في "الصحابة"(4387 و4536) والبيهقى في "الشعب"(10620) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 347) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(73) من طرق عن همام بن يحيى البصري عن محمد بن جحادة عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال: قدمت الكوفة وصاحب لي لنجلب منها نعالا، فغدونا إلى السوق ولم يقم بعد، فقلت لصاحبي: لو دخلنا المسجد، والمسجد يومئذ في أصحاب التمر، فدخلنا فإذا رجل من قيس يقال له ابن المنتفق فسمعته يقول: وُصف لى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجُلِّي لي فطلبته بمكة فقيل لي: هو

(1) 4/ 5 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة)

ص: 3094

بمنى، وطلبته بمنى فقيل لي: هو بعرفات، فانتهيت إليه وهو في ركب من أصحابه، فقيل لي: تنح عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوا الرجل أرب ماله" فدنوت حتى أخذت بزمام ناقته أو بخطامها فقلت: يا رسول الله، إني أسألك عما ينجيني من النار وعما يبلغني الجنة، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء ثم نكس ثم أقبل عليّ بوجهه فقال:"لئن كنت أوجزت المسألة لقد سألت عن عظيم طويل فأحفظ عني، اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة، وأدِّ الزكاة المفروضة، وصم رمضان، وما تحب أنْ يفعله الناس بك فافعله بهم، وما تكره أنْ يفعله الناس بك فذر الناس منه، خلِّ سبيل الناقة أو الراحلة" اللفظ للطبراني.

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1406) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي ثني محمد بن جحادة به.

- ورواه عبد الله بن عون البصري عن محمد بن جحادة واختلف عنه:

• فقال المثني بن معاذ بن معاذ العنبري: ثنا ابن عون عن محمد بن جحادة عن زميل له يخبر عن أبيه وكان يكنى أبا المنتفق قال: أتيت مكة فسألت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 210)

• وقال محمد بن أبي عدي البصري: عن ابن عون عن محمد بن جحادة عن رجل عن زميل له عن أبيه وكان أبوه يكنى أبا المنتفق: كان أبي بمكة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/39)

وتابعه معاذ بن معاذ العنبرى عن ابن عون به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1696) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 302)

قال الطبراني: اضطرب ابن عون في إسناد هذا الحديث ولم يضبطه عن محمد بن جحادة وضبطه همام"

قلت: ولم ينفرد محمد بن جحادة به بل تابعه غير واحد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه، منهم:

1 -

عمرو بن حسان المُسْلي.

أخرجه أحمد (3/ 472 و 6/ 383 - 384) عن وكيع عن عمرو بن حسان به.

ص: 3095

وأخرجه عبد الغني المقدسي في "التوحيد"(76) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا عمرو بن حسان به.

2 -

زبيد بن الحارث اليامي.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1735) والطبراني في "الكبير"(19/ 210) من طريق أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد ثني أبي عن جدي به.

3 -

يونس بن أبي إسحاق.

أخرجه أحمد (3/ 472 و 5/ 372 - 373 و 6/ 384) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 38) وابن الأثير (4/ 418 - 419) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(74) من طرق عن يونس به.

4 -

أبو إسحاق السبيعي.

أخرجه عبد الرزّاق (20336) عن مَعْمر بن راشد عن أبي إسحاق به.

وأخرجه أحمد (3/ 472 - 473) عن عبد الرزّاق به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10621) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزّاق به.

وأخرجه ابن سعد (3/ 56) من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق به.

- ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة واختلف عنه:

• فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن عبد الله اليشكري قال: سأل أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم. لم يقل عن أبيه.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 38)

• ورواه يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن عبد الله بن سعد بن الأخرم عن أبيه أو عمه - شك الأعمش - قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 38) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(3/ 60) والطبراني في "الكبير"(5478 و19/ 211) وابن بشران (691) وأبو نعيم في "الصحابة"(3199) وابن الأثير (3/ 401)

وتابعه عيسى بن يونس عن الأعمش به.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(4/ 76 - 77) وأبو نعيم في "الصحابة"(3199) والبيهقي في "الشعب"(10619)

ص: 3096

• ورواه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن الأعمش فقال فيه: عن عمه ولم يشك.

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 38 - 39) والخرائطي في

"المكارم"(1/ 369)

ورواية محمد بن جحادة ومن تابعه أصح، والمغيرة بن عبد الله وثقه العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب"، وأبوه قال الحسيني في "الإكمال": ليس بمشهور.

2075 -

دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض، فإذا استنصح الرجلُ الرجلَ فلينصح له"

قال الحافظ: رواه البيهقي (5/ 347) من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به، وقد أخرجه مسلم (1522) من طريق أبي خيثمة عن أبي الزبير بلفظ "لا يبيع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض"(1)

2076 -

عن أنس: جاءت الأنصار فقالوا: إلينا يا رسول الله، فقال:"دعوا الناقة فإنّها مأمورة" فبركت على باب أبي أيوب.

قال الحافظ: وعند الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة عن أنس: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 508) عن الحاكم أخبرني أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري ثنا محمد بن سليمان بن إسماعيل ابن أبي الورد ثنا إبراهيم بن صرمة ثنا يحيى بن سعيد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلما دخل المدينة جاءت الأنصار برجالها ونسائها، فقالوا: إلينا يا رسول الله، فقال دعوا الناقة فإنّها مأمورة" فبركت على باب أبي أيوب، قال: فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن:

نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار

فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أتحبوني؟ " فقالوا: أي والله

يا رسول الله: قال "أنا والله أحبكم، وأنا والله أحبكم، أنا والله أحبكم"

قال ابن كثير: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لم يروه أحد من أصحاب السنن" البداية والنهاية" 3/ 200

(1) 5/ 274 (كتاب البيوع - باب هل يبيع حاضر لباد بغير أجر)

(2)

8/ 246 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة)

ص: 3097

قلت: إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن صرمة.

قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال العقيلي: يحدث عن يحيى بن سعيد بأحاديث ليست محفوظة من حديث يحيى فيها مناكير وليس ممن يضبط الحديث، وذكره الدارقطني في "الضعفاء"، وضعفه ابن عدي.

وللحديث شاهد عن ابن عمر قال: قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أدخل المدينة راشديا مهديا. قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة فخرج الناس ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلما مرّ على قوم قالوا: يا رسول الله هاهنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوها فإنها مأمورة" يعني ناقته. حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري.

أخرجه ابن عدي (2/ 591 - 592) عن عبد الرحمن بن محمد القرشي ثنا محمد بن زياد بن معروف ثنا جعفر بن جسر بن فَرْقد ثني أبي ثني عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر به.

وقال: هذا الحديث باطل عن عبد الرحمن بن حرملة لا يرويه إلا جسر، وعن جسر جعفر، والبلاء من جعفر لا من جسر لأنّ هذا الحديث الذي أمليته عن محمد بن زياد عن جعفر بن جسر عن أبيه لا يرويه عن جسر غير ابنه جعفر، على أنّ جسر هو في الضعفاء وابنه مثله، وأحاديث جسر عامتها غير محفوظة"

2077 -

"دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طَرْفَة عين، وأصلح لى شأنى كله، لا إله إلا أنت"

قال الحافظ: ولأبي داود وصححه ابن حبان عن أبي بكرة رفعه: فذكره" (1)

أخرجه الطيالسي (ص 117) عن عبد الجليل بن عطية البصري ثنا جعفر بن ميمون أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء المضطر "اللهم رحمنك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لى شأنى كله، لا إله إلا أنت"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الدعوات"(163)

وأخرجه أحمد (5/ 42) والبخاري في "الأدب المفرد"(701) وأبو داود (5090) وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(48) والنسائي في "اليوم والليلة"(651) وابن حبان (970) والطبراني في "الدعاء"(1032) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة"(1/ 132) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(25) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 226)

(1) 13/ 398 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الكرب)

ص: 3098

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

وابن أبي شيبة (10/ 196) والطبراني في "الدعاء"(1032) وابن السني في "اليوم والليلة"(342)

عن زيد بن الحباب العُكْلي

كلاهما عن عبد الجليل بن عطية به.

ولفظ أحمد وغيره "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو"

ولفظ ابن أبي شيبة "كلمات المكروب"

قال الذهبي: هذا إسناد متقارب"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 137

قلت: عبد الجليل بن عطية وجعفر بن ميمون مختلف فيهما، والباقون كلهم ثقات.

2078 -

"دعوات الله أنْ يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم ثنتين وأَبَى أنْ يرفع عنهم ثنتين: دعوت الله أن يرفع عنهم الرَّجْم من السماء والخسف من الأرض، وأنْ لا يلبسهم شيعا، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الخسف والرجم وأبى أن يرفع عنهم الآخرين"

قال الحافظ: وقد روى ابن مردويه من حديث ابن عباس ما يفسر به حديث جابر ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 142) من طريق أبى الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي ثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان ثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "دعوت ربي عز وجل أنْ يرفع عن أمتي أربعا، فرفع الله عنهم ثنتين وأبى عليّ أنْ يرفع عنهم ثنتين، دعوت ربي أنْ يرفع الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأنْ لا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأبى الله أنْ يرفع اثنتين القتل والهرج"

وإسناده ضعيف لضعف إسحاق بن عبد الله بن كيسان وأبيه.

(1) 9/ 361 (كتاب التفسير - سورة الأنعام - باب {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} الآية)

ص: 3099

طريق أخرى: قال ابن مردويه: ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد ثني الوليد بن أبان ثنا جعفر بن منير ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا عمرو بن قيس عن رجل عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال: فقام النبي صلى الله عليه سولم فتوضأ ثم قال "اللهم لا ترسل على أمتى عذابا من فوقهم، ولا من تحت أرجلهم، ولا تلبسهم شيعا، ولا تذق بعضهم بأس بعض" قال: فأتاه جبريل فقال: يا محمد، إن الله قد أجار أمتك أنْ يرسل عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم"

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

2079 -

حديث سلمة بن الأكوع قال: ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى البيعة فبايعه أول الناس، فذكر الحديث قال: ثم إنّ المشركين راسلونا في الصلح حتى مشى بعضنا في بعض، قال فاضطجعت أصل في شجرة فأتاني أربعة من المشركين فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا آل المهاجرين، قال: فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم ثم جئت بهم أسوقهم، وجاء عمي برجل يقال له: مكرز في ناس من المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثنياه"

فعفا عنهم، فأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24]

قال الحافظ: رواه مسلم (1807")(1)

2080 -

"دعوة المظلوم مستجابة، وإنْ كان فاجرا ففجوره على نفسه"

قال الحافظ: جاء في حديث أبي هريرة عند أحمد مرفوعا: فذكره، وإسناده حسن" (2)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 306) عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي عن سعيد بن أبى سعيد المَقبُري عن أبي هريرة به مرفوعا.

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 275) وأحمد (2/ 367) والطبراني في "الدعاء"(1318) وابن عدي (7/ 2517) والقضاعي (315) والخطيب في "التاريخ"(2/ 271 - 272) من طرق عن أبي معشر به.

(1) 8/ 455 (كتاب المغازي - باب غزوة الحديبية)

(2)

4/ 102 - 103 (كتاب الزكاة - باب أخذ الصدقة من الأغنياء)

ص: 3100

قال ابن عدي: وهذا الحديث عن سعيد المقبري غير محفوظ"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 151

قلت: بل ضعيف لضعف أبي معشر.

2081 -

حديث سعد بن أبي وقاص رفعه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين، فإنّه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له".

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وفي لفظ للحاكم "فقال رجل: أكانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسمع إلى قول الله تعالى {وَكَذلِكَ نُجِى المُؤمِنِينَ} [الأنبيَاء:88]؟ " (1)

صحيح

وله عن سعد بن أبي وقاص طرق:

الأول: يرويه إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ثنى والدي محمد عن أبيه سعد به مرفوعا.

وفي لفظ "لم يدع بها مسلم في كربة"

أخرجه أحمد (1/ 170) وأبو يعلى (772)

عن إسماعيل بن عمر الواسطى

والترمذي (3505) والنسائي في "اليوم والليلة"(656) والطبراني في "الدعاء"(124) والحاكم (1/ 505 و 2/ 382 - 383)

عن محمد بن يوسف الفريابي

والحاكم (2/ 583) والبيهقي في "الدعوات"(167) و"الشعب"(611)

عن محمد بن عبيد الطنافسي

والبزار (1186) والبيهقي في "الآداب"(1077) وفي "الشعب"(9744) والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(20)

(1) 13/ 397 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الكرب)

ص: 3101

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

والخرائطي في "المكارم"(2/ 963)

عن هارون بن عمران المَوصلي

كلهم عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ثنا إبراهيم بن محمد بن سعد به.

قال الترمذي: وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد ولم يذكر فيه عن أبيه، وروى بعضهم عن يونس بن أبي إسحاق فقالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد، وكأنّ يونس بن أبي إسحاق ربما ذكر في هذا الحديث عن أبيه وربما لم يذكره"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن محمد بن سعد إلا من رواية إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده، ولا يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من رواية سعد عنه، وقد روي عن سعد من وجهين"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: يونس بن أبي إسحاق صدوق، وإبراهيم بن محمد وأبوه ثقتان، فالإسناد حسن.

ولم ينفرد يونس بن أبي إسحاق به بل تابعه محمد بن مهاجر القرشي ثني إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألا أخبركم أو أحدثكم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من بلاء الدنيا دعا به فرج عنه؟ " فقيل له: بلى، قال "دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(655)

عن القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي

وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(33) والحاكم (1/ 505) والبيهقي في "الدعوات"(166) والتنوخي في "الفرج بعد الشدة"(1/ 129)

عن هارون بن سفيان بن بشير المستملي

كلاهما عن عبيد بن محمد المُحَاربي ثنا محمد بن مهاجر به.

وإسناده ضعيف، عبيد بن محمد قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، ومحمد بن مهاجر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: ليس بمعروف، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في التقريب "لين.

ص: 3102

الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن سعد مرفوعا "إنى لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس: فنادى في الظلمات أنْ لا إله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين"

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(343) وابن عدي (5/ 1799) عن أبي يعلى وهو في "معجمه"(263) ثنا عمرو بن الحصين ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت مَعْمَرا يحدث عن الزهري به.

وأخرجه الضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة"(18) من طريق أبي بكر محمد بن حيان البصري ثنا عمرو بن الحصين العقيلي به.

وإسناده ضعيف جدا، عمرو بن الحصين العقيلي قال أبو حاتم: ذاهب الحديث وليس بشيء، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وكذبه الخطيب البغدادي.

الثالث: يرويه علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن سعد مرفوعا "اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى" قال: فقلت: يا رسول الله، هي ليونس بن متى خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال "هي ليونس بن متى خاصة وللمؤمنين عامة إذا دعوا بها ألم تسمعِ قول الله تبارك وتعالى {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} فهو شرط الله لمن دعاه بها"

أخرجه الطبري في "تفسيره"(17/ 82) عن عمران بن بكار الكَلَاعي ثنا يحيى بن صالح ثا أبو يحيى بن عبد الرحمن ثنى بشر بن منصور عن علي بن زيد به"

وعلي بن زيد قال ابن معين وغيره: ضعيف.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن زيد بن المهاجر عن ابن المسيب عن سعد مرفوعا نحوه وزاد "أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه"

أخرجه الحاكم (1/ 505 - 506) من طريق أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي ثني أبي عن محمد بن زيد به.

وعمرو بن بكر السكسكي قال ابن حبان: ليس في الحديث بشيء، وقال الذهبي في "الميزان": واه، أحاديثه شبه موضوعة.

ص: 3103

الرابع: يرويه المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب عن مصعب بن سعد عن سعد قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون قال: وجاء أعرابي فشغله فاتبعته فالتفت إليّ فقال "أبا إسحاق" قلت: نعم، قال "فمه؟ " قلت: ذكرت دعوة ذي النون ثم جاء أعرابي فشغلك، قال "نعم، دعوة ذي النون إذ نادى في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنّه لم يدع بها أحد إلا استجيب له"

أخرجه الدورقي في "مسند سعد"(63) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(118) والبزار (1163) واللفظ له وأبو يعلى (707) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 193) وابن عدي (6/ 2088 - 2089) والحاكم (2/ 584) من طريق عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله به.

قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن سعد عنه، وقد روي عن سعد من وجه آخر، وهذا الحديث لا نعلم رواه عن كثير بن زيد إلا أبو خالد الأحمر"

قلت: وهما صدوقان، والمطلب بن عبد الله ومصعب بن سعد ثقتان، فالإسناد حسن.

2082 -

"دعوة ذي النون في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له"

قال الحافظ: أخرج النسائي والحاكم عن فَضالة بن عبيد رفعه: فذكره" (1)

قلت: لم أره من حديث فَضالة بن عبيد وإنما هو من حديث سعد بن أبي وقاص وقد تقدم.

2083 -

عن أبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة "دفنت ثلاثة؟ " قالت: نعم، قال "لقد احتظرت بِحَظار شديد من النار"

قال الحافظ: وله - أي مسلم (2636) - من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة: فذكره" (2)

2084 -

عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أُحُد قال: كان ذلك اليوم كله لطلحة، قال: كنت أول من فاء فرأيت رجلا يقاتل عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال: فقلت: كن طلحة. قلت: حيث فاتني يكون رجل من قومي وبيني وبينه رجل من المشركين فإذا هو أبو عبيده فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "دونكما صاحبكما" يريد طلحة، فإذا هو قد قطعت أصبعه فلما أصلحنا من شأنه"

(1) 13/ 484 (كتاب الدعوات - باب لله مائة اسم غير واحدة)

(2)

3/ 487 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المسلمين)

ص: 3104

قال الحافظ: وللطيالسي من طريق عيسى بن طلحة عن عائشة قالت: فذكرته" (1)

ضعيف جدا

أخرجه الطيالسي (ص 3) عن ابن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله قال: أخبرني عيسى بن طلحة عن عائشة قالت: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى، ثم قال: ذاك كله يوم طلحة، ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه، وأراه قال: يحميه، قال: فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجلا من قومي أحبّ إليّ، وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أخطفه، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته، وشُجّ في وجهه، وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكما صاحبكما" يريد طلحة، وقد نزف، فلم نلتفت إلى قوله، وذهبت لأنزع ذاك من وجهه، فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، فتركته، فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فَأَزم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين، ووقعت ثنيته مع الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع، فقال: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، قال: ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما، فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار فإذا به بضع وسبعون أو أقلّ أو أكثر، بين طعنة ورمية وضربة، وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 87و 8/ 174 - 175) وفي "الصحابة"(368 و579) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 263 - 264) والمزي في "التهذيب"(13/ 417 - 418)

وأخرجه ابن سعد (3/ 218) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري أنا ابن المبارك به.

وأخرجه الحاكم (3/ 266) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل به.

وأخرجه ابن سعد (3/ 410) والبزار (63) وابن حبان (6980) والحاكم (2)(3/ 26 - 27) من طرق عن إسحاق بن يحيى بن طلحة به.

(1) 8/ 364 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)

(2)

ووقع عنده: عن موسى بن طلحة عن عائشة.

ص: 3105

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر الصديق، ولا نعلم له إسنادا غير هذا الإسناد، وإسحاق بن يحيى قد روى عنه ابن المبارك وجماعة واحتمل حديثه وإنْ كان فيه، ولا نعلم شاركه في هذا الحديث غيره"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، لم يسق هذا السياق إلا ابن المبارك"

وقال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: إسحاق متروك"

قلت: وهو كما قال.

قال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت لابن معين: فإسحاق بن يحيى ما حاله الذي يروي عنه ابن المبارك حديث أبي بكر؟ قال: ليس بشيء" الكامل لابن عدي 1/ 326

2085 -

"دينار أعطيته مسكينًا، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أعطيته في سبيل الله، ودبنار أنفقته على أهلك" قال "الدينار الذي أنفقته على أهلك أعظم أجرا"

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (995) من حديث مجاهد عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

2086 -

"دَين الله أحقّ أنْ يُقضى"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 97 - 98) من حديث ابن عباس.

2087 -

"الدَجَّال ليس به خفاء، يجيىء من قبل المشرق فيدعو إلى الدين فَيُتبع ويظهر، فلا يزال حتى يقدم الكوفة فيظهر الدين ويعمل به فيتبع ويحث على ذلك، ثم يَدَّعى أنّه نبي فيفزع من ذلك كلّ ذي لُبِّ ويفارقه، فيمكث بعد ذلك فيقول: أنا الله، فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عيينة كافر، فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كلّ أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان"

(1) 11/ 427 (كتاب النفقات - باب فضل النفقة على الأهل)

(2)

11/ 335 (كتاب الطلاق - باب حدثنا عبد الله بن رجاء)

ص: 3106

قال الحافظ: أخرج الطبراني من طريق سليمان بن شهاب قال: نزل عليّ عبد الله بن المعتمر وكان صحابيا فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: فذكره، وسنده ضعيف.

وقال: وقع في حديث عبد الله بن المعتمر "ثم يدعو برجل فيما يرون فيؤمر به فيقتل، ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدة فيفرق بينها حتى يراه الناس ثم يجمعها ثم يضرب بعصاه فإذا هو قائم فيقول: أنا الله الذي أميت وأحيي، قال: وذلك كله سحرُ سحرَ أعين الناس، ليس يعمل من ذلك شيئا" وهو سند ضعيف جدا" (1)

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني كما في "الفتن والملاحم" لابن كثير (ص 108)

ثنا أبو شعيب الحرّاني ثنا إسحاق بن موسى

وثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا سعيد بن عنبسة

قالا: ثنا سعيد بن محمد الثقفي ثنا حلام بن صالح أني سليمان بن شهاب العَبسي قال: نزل عليّ عبد الله بن مغنم، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "الدجال ليس به خفاء، إنّه يجيىء من قبل المشرق فيدعو إلى حق فيتبع، وينصب للناس فيقاتلهم فيظهر عليهم، فلا يزال كذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله، ويعمل به فيتبع، ويجب على ذلك، ثم يقول بعد ذلك: إني نبي، فيفزع من ذلك كل ذي لب، ويفارقه، ويمكث بعد ذلك، ثم يقول: أنا الله، فتعمش عينه اليمنى، وتقطع أذنه، ويكتب بين عيينة كافر فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ويكون أصحابه وجنوده المجوس واليهود والنصاري وهذه الأعاجم من المشركين، ثم يدعو برجل فيما يرون فيأمر به فيقتل ثم يقطع أعضاءه كل عضو على حدة فيفرق بينها حتى يراه الناس، ثم يجمع بينها، ثم يضربه بعصاه فإذا هو قائم فيقول: أنا الله أحيي وأميت، وذلك سحر يسحر به أعين الناس ليس يصنع من ذلك شيئا"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4542) عن الطبراني به.

وأخرجه أيضا من طريق يحيى بن موسى البلخي ثنا سعيد بن محمد به.

قال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: ورواه يحيى بن موسى عن سعيد بن محمد الثقفي وهو واه".

(1) 16/ 204 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال)

و16/ 219 (كتاب الفتن - باب لا يدخل الدجال المدينة)

ص: 3107

وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك" المجمع 7/ 340 - 341

قلت: وحلام بن صالح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وسليمان بن شهاب ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال البخاري: سمع عبد الله بن المعتمر روى عنه حلام ولم يصح، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى من هو.

وعبد الله بن مغنم وقيل: معتمر قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 2/ 1/ 123)

2088 -

حديث أنس رفعه "الدعاء مخ العبادة"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)

ضعيف

أخرجه الترمذي (3371) والطبراني في "الدعاء"(8) وفي "الأوسط"(3220) من طريق ابن لَهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن أنس به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبان إلا عبيد الله، تفرد به ابن لهيعة"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.

2089 -

حديث النعمان بن بشير رفعه "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر: 60] الآية.

قال الحافظ: أخرجه الأربعة وصححه الترمذي والحاكم" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الدعاء هو العبادة"

2090 -

حديث زمل رفعه "الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها"

قال الحافظ: وهذا الحديث إنما هو عن ابن زمل وسنده ضعيف جدا، أخرجه ابن السكن في "الصحابة" وقال: إسناده مجهول وليس بمعروف في الصحابة، وابن قتيبة في

(1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60])

(2)

13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] الآية)

ص: 3108

"غريب الحديث"، وذكره في الصحابة أيضا ابن مندة وغيره، وسماه بعضهم عبد الله وبعضهم الضحاك، وقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات"

وقال ابن الأثير: ألفاظه مصنوعة" (1)

ضعيف

أخرجه ابن قتيبة في "غريب الحديث"(1/ 479 - 481) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 329 - 331) والطبراني في "الكبير"(8146) وابن السكن في الصحابة والديلمي في "مسنده" كما في "الأجوبة المرضية للسخاوي"(3/ 1094) وابن السني في "عمل اليوم والليلة"(141 أو 772) وأبو نعيم في "الصحابة"(3908 و4166 و7078) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 36 - 38) والشجري في "أماليه"(1/ 249 - 250) وابن الجوزي في "العلل"(1171) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 339) من طرق عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ثنا سليمان بن عطاء القرشي الحرّاني عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي الجهني عن ابن زمل الجهني قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاه فالدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا"

قال البيهقي: في إسناده ضعف"

وقال ابن السكن: إسناده ضعيف"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح"

وقال الحافظ في "الإصابة"(6/ 90): تفرد بروايته سليمان بن عطاء القرشي الحراني عن مسلمة بن عبد الله"

وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن عطاء القرشي وهو ضعيف" المجمع 7/ 184

قلت: قال أبو زرعة وأبو حاتم: سليمان بن عطاء منكر الحديث، وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير، وقال ابن حبان: يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي بأشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة بن عبد الله، وقال الذهبي في "المغني": هالك.

ومسلمة بن عبد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

(1) 14/ 137 (كتاب الرقاق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين)

ص: 3109

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وابن زمل اختلف في اسمه، فسماه ابن حبان عبد الله، وسماه الطبراني الضحاك.

قال ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 246): والصحيح ابن زمل غير مسمى وهو غير عبد الله والضحاك.

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يقال: إن له صحبة، غير أني لا أعتمد على إسناد خبره"

وقال الذهبي في "الميزان": تابعي أرسل ولا يكاد يعرف، ليس بمعتمد.

وسيأتي الحديث أيضا في حرف الكاف فانظر "كان إذا صلى الصبح قال: هل رأى أحد منكم شيئا؟ "

وفي الباب عن أبي هريرة وعن أنس.

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" كما في "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف" للسيوطي، قال: ثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد ثنا يعلي بن هلال عن ليث عن مجاهد عنه مرفوعا "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر

الحديث وفيه "مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة"

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وصالح بن أحمد ويعلي بن هلال لم أعرفهما.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: أخرجه ابن عساكر كما في "الكشف" للسيوطي من طريق أبي علي الحسين بن داود البلخي ثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد ثنا أبو هاشم الأبلى عن أنس مرفوعا "من قضى حاجة لمسلم في الله كتب الله له عمر الدنيا سبعة آلاف سنة صيام نهاره وقيام ليله"

وإسناده ضعيف جدا، الحسين بن داود قال الخطيب: لم يكن ثقة، وقال الذهبي في "المغني": ليس بثقة ولا مأمون متهم.

وأبو هاشم الأبلي واسمه كثير بن عبد الله قال البخاري وأبو حاتم والحاكم أبو أحمد: منكر الحديث.

زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا شبه المتروك.

وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد أيضًا: ليس حديثه بالقائم.

ص: 3110

وقال الحاكم أبو عبد الله: زعم أنّه سمع من أنس وروى عنه أحاديث يشهد القلب أنّها موضوعة.

الثاني: أخرجه ابن عدي كما في "الكشف" للسيوطي ولم أره في "الكامل" والديلمي في "مسنده"(الأجوبة المرضية 3/ 1095) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 140) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 243) من طريق عمر بن يحيى ثنا العلاء بن زيد عن أنس مرفوعا "عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة قال الله تعالى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحّجّ: 47] "

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 180) من طريق عمر بن يعلى الأبلى ثنا العلاء به.

والعلاء بن زيد هو المعروف بابن زيدل قال الحاكم وابن حبان وأبو نعيم: روى عن أنس أحاديث موضوعة.

وقال البخاري والعقيلي وابن عدي وأبو حاتم: منكر الحديث. زاد أبو حاتم: متروك الحديث. وكذا قال أبو داود.

وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به العلاء بن زيدل قال ابن المديني: كان يضع الحديث"

2091 -

"الدين النصيحة"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (55) من حيث تميم الداري.

(1) 5/ 257 (كتاب البيوع - باب لا يبيع على بيع أخيه)

ص: 3111