الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الخاء
1975 -
" خالفوا المجوس"
قال الحافظ: في حديث أبي هريرة عند مسلم (260): فذكره.
وقال: وفي حديث أبي هريرة عند مسلم "أرجئوا" وضبطت بالجيم والهمزة: أي أخروها، وبالخاء المعجمة بلا همز: أي أطيلوها" (1)
وتمامه عند مسلم "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس"
1976 -
"خالفوا اليهود فإنّهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم"
قال الحافظ: روى أبو داود والحاكم من حديث شداد بن أوس مرفوعا: فذكره" (2)
حسن
ورد من حديث شداد بن أوس ومن حديث أنس
فأما حديث شداد بن أوس فأخرجه أبو داود (652) والدولابي في "الكنى"(1/ 132) وابن حبان (2186) والطبراني في "الكبير"(7165) والحاكم (1/ 260) والبيهقي (2/ 432) والبغوي في "شرح السنة"(534) من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري عن هلال بن ميمون الرملي عن أبي ثابت يعلي بن شداد بن أوس عن أبيه به مرفوعا.
ولفظ الطبراني "صلوا في نعالكم خالفوا اليهود"
وزاد ابن حبان "والنصارى"
ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن هلال بن ميمون عن يعلي بن شداد عن
(1) 12/ 471 (كتاب اللباس- باب تقليم الأظفار)
(2)
2/ 40 (كتاب الصلاة- باب الصلاة في النعال)
أبيه أو غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -شك هلال- مرفوعا "صلوا في نعالكم ولا تشبهوا باليهود"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7164)
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: هلال بن ميمون وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو حاتم، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن.
وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 597) عن عقبة بن مكرم العمي ثنا أبو قتيبة ثنا عمر بن نبهان عن قتادة عن أنس مرفوعا "خالفوا اليهود وصلوا في خفافكم ونعالكم فإنّهم لا يصلون في خفافهم ونعالهم"
وقال: لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه ولا حدّث به عن عمر إلا أبو قتيبة، وعمر مشهور"
وقال الهيثمي: وفيه عمر بن نبهان وهو ضعيف" المجمع 2/ 54
1977 -
عن جابر قال: ختن النبي صلى الله عليه وسلم حسنا وحسينا لسبعة أيام"
قال الحافظ: وأخرج أبو الشيخ من طريق الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن ابن المنكدر أو غيره عن جابر: فذكره، وأخرج البيهقي حديث جابر" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الصغير"(891) وابن عدي (3/ 1074 - 1075) والبيهقي (8/ 324) من طريق محمد بن المتوكل -وهو ابن أبي السري- العسقلاني ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد المكي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: عقّ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام.
قال ابن عدي: لا أعلم رواه عن الوليد غير محمد بن المتوكل وهو محمد بن أبي السري العسقلاني"
وقال الطبراني: لم يروه عن ابن المنكدر إلا زهير بن محمد، ولم يقل أحد ممن روى هذا الحديث "وختنهما لسبعة أيام" إلا الوليد بن مسلم"
(1) 12/ 463 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)
قلت: وإسناده ضعيف، محمد بن المتوكل وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي وغيره: كثير الغلط.
وزهير بن محمد مختلف فيه، ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة كما قال أحمد وغيره، وهذه منها فإنّ الوليد بن مسلم شامي.
والوليد بن مسلم يدلس ولم يذكر سماعا من زهير بن محمد.
1978 -
عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ أنّ ثابت بن قيس ضرب امرأته، فذكر نحو حديث الباب وقال في آخره "خذ الذي لها وخلّ سبيلها" قال: نعم، فأمرها أن تتربص حيضة وتلحق بأهلها.
قال الحافظ: ووقع في رواية النسائي والطبراني من حديث الربيع بنت معوذ أنّ ثابت بن قيس بن شَمَّاس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أُبي، فأتى أخوها يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال: وفي رواية للنسائي والطبراني من حديث الربيع بنت معوذ: فذكره" (1)
صحيح
وله عن الربيع بنت معوذ طريقان:
الأول: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني أنّ الربيع بنت معوذ بن عفراء أخبرته أنّ ثابت بن قيس بن شَمَّاس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي، فأتى أخوها يشتكيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابت فقال له "خذ الذي لها عليك وخلّ سبيلها" قال: نعم، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ تتربّص حيضة واحدة فتلحق بأهلها.
أخرجه النسائي (6/ 153) وفي "الكبرى"(5691) عن أبي علي محمد بن يحيى المروزي أخبرني شاذان بن عثمان أخو عبدان ثنا أبي ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير أني محمد بن عبد الرحمن به.
وإسناده صحيح رواته ثقات، وشاذان بن عثمان اسمه عبد العزيز بن عثمان بن جبلة وشاذان لقبه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6959) من طريق خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة ثني أبي به.
(1) 11/ 316 و 321 (كتاب الطلاق- باب الخلع)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا ابن المبارك، تفرد به عثمان بن جبلة"
الثاني: يرويه ابن لَهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ويحيى بن النضر ويزيد بن قسيط عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن الربيع بنت معوذ أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن امرأة ثابت بن قيس بن الشماس الأنصارية أنّه كان بينها وبين زوجها بعض الشيء، وكان رجل فيه شدة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمته، فأرسل إلى ثابت بن قيس فتكلما عنده بما شاء ثم إنّه قبل منها فدية فافتدت منه، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ تعتد حيضة.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3337) عن محمد بن مسكين اليمامي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 265) عن حبوش بن رزق الله المصري ثنا عبد الله بن يوسف به إلا أنّه لم يذكر يزيد بن قسيط.
وأخرجه الدارقطني (3/ 256) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 374) من طريق محمد بن شاذان الجوهري ثنا معلي بن منصور ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن الربيع بنت معوذ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر امرأة ثابت بن قيس حين اختلعت منه أن تعتد حيضة.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وقد روي عن الربيع بنت معوذ أنها اختلعت من زوجها.
فروى محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي مولى آل طلحة عن سليمان بن يسار عن الربيع بنت معوذ أنّها اختلعت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أو أُمرت أنْ تعتد بحيضة.
أخرجه الترمذي (1185) عن محمود بن غيلان المروزي أنبأ الفضل بن موسى عن سفيان أنبأ محمد بن عبد الرحمن به.
وأخرجه ابن الجارود (763) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمود بن غيلان به.
وأخرجه البيهقي (7/ 450) من طريق عبد الرحيم بن منيب ثنا الفضل بن موسى به.
قال الترمذي: حديث الربيع، الصحيح أنّها أمرت أنْ تعتد بحيضة"
قلت: أخرجه البيهقي (7/ 450) من طريق وكيع عن سفيان بهذا الإسناد عن الربيع أنّها اختلعت من زوجها فأمرت أنْ تعتد بحيضة.
وقال: هذا أصح وليس فيه من أمرها ولا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روينا في كتاب الخلع أنّها اختلعت من زوجها زمن عثمان بن عفان.
ثم أخرج من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع أنّ ابن عمر أخبره أنّ ربيع بنت بن عفراء اختلعت من زوجها على عهد عثمان، فذهب عمها معاذ بن عفراء إلى عثمان، فقال: إنّ ابنة معوذ قد اختلعت من زوجها اليوم أفتنتقل؟ فقال عثمان: تنتقل وليس عليها عدة إنّها لا تنكح حتى تحيض حيضة واحدة.
قال البيهقي: فهذه الرواية تصرّح بأنّ عثمان هو الذي أمرها بذلك.
1979 -
حديث المِسْور بن مخرمة: سقط عني ثوبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم "خذ عليك ثوبك ولا تمشوا عراة"
قال الحافظ: وأخرج مسلم (341) وأبو داود (4016) من حديث المسور بن مخرمة: فذكره" (1)
1980 -
عن معاذ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن قال "خذ من كل حالم دينارا"
قال الحافظ: وفيه حديث مسروق عن معاذ: فذكره، أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي والحاكم" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تَبِيْعا
…
"
1981 -
عن عبد الرحمن بن سابط أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دفع مفتاح الكعبة إلى عثمان، فقال "خذها خالدة مخلدة، إني لم أدفعها إليكم ولكنّ الله دفعها إليكم ولا ينزعها منكم إلا ظالم"
قال الحافظ: وروى ابن عائذ من مرسل عبد الرحمن بن سابط: فذكره" (3)
1982 -
عن أبي هريرة: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت: ادع لي فيهن بالبركة، قال: فقبض ثم دعا، ثم قال:"خذهنّ فاجعلهنّ في مِزْوَد، فإذا أردت أن تأخذ منهنّ فأدخل يدك فخذ ولا تنثرهنّ نثرا" فحملت من ذلك كذا وكذا وسقا في سبيل الله، وكنا نأكل ونطعم، وكان المزود معلقا بِحِقْوِي لا يفارقه، فلما قتل عثمان انقطع.
(1) 12/ 365 (كتاب اللباس وقول الله تعالى {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعرَاف: 32])
(2)
7/ 68 (كتاب فرض الخمس- باب الجزية)
(3)
9/ 79 (كتاب المغازي- باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة)
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه، والبيهقي في "الدلائل" من طريق أبي العالية عن أبي هريرة: فذكره.
وأخرجه البيهقي أيضا من طريق سهل بن زياد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة مطولا وفيه "فأدخل يدك فخذ ولا تكفىء فيكفأ عليك" ومن طريق يزيد بن أبي منصور عن أبيه عن أبي هريرة نحوه" (1)
حسن
وله عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه حماد بن زيد ثنا المهاجر مولى آل أبي بكرة عن أبي العالية الرياحي عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم (2) بتمرات، فقلت: يا رسول الله، ادع الله (3) فيهنّ بالبركة، فضمهنّ (4) ثم دعا لي فيهنّ بالبركة، فقال:"خذهنّ واجعلهنّ في مِزوَدك هذا أو في هذا المزود، كلما أردت أنْ تأخذ منه شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا" فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وَسْق في سبيل الله، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان (5) لا يفارق حِقْوِي حتى كان يوم قتل عثمان فإنّه انقطع (6).
أخرجه أحمد (2/ 352) والترمذي (3839) واللفظ له وابن عدي (3/ 1025 و 6/ 2452) وتمام (1765) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 109) والمزي في "التهذيب"(28/ 580 - 581) من طرق عن حماد بن زيد به.
ورواه أيوب السَّخْتِيَاني عن مولى لأبي بكرة (7) - ولم يسمه- عن أبي العالية عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (6/ 2452) وأبو نعيم في "الدلائل"(341)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة"
(1) 14/ 59 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)
(2)
زاد أحمد "يوما"
(3)
زاد أحمد وغيره "لي"
(4)
ولفظ أحمد "فصفهن بين يديه" ولفظ البيهقي "فقبضهن" ولفظ المزي" فوضعهن في يده"
(5)
زاد البيهقي "المزود معلقا بحقوي"
(6)
زاد أحمد "عن حقوي فسقط"
(7)
ووقع في رواية ابن عدي "يعني مهاجر"
قلت: وهو كما قال، والمهاجر ذكره ابن حبان والعجلي وابن شاهين في "الثقات"، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق، وضعفه أبو حاتم.
وحماد بن زيد وأبو العالية ثقتان مشهوران.
الثاني: يرويه سهيل بن زياد أبو زياد ثنا أيوب السَّخْتياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، فأصابهم عوز من الطعام، فقال "يا أبا هريرة عندك شيء؟ " قلت: شيء من تمر في مزود لي، قال "جيئ به" قال: فجئت بالمزود، قال "هات نطعا" فجئت بالنطع فبسطته، فأدخل يده فقبض على التمر فإذا هو إحدى وعشرون تمرة، ثم قال "بسم الله" فجعل يضع كل تمرة ويسمي، حتى أتى على التمر، فقال به هكذا، فجمعه، فقال "أدع فلانا وأصحابه" فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا، ثم قال "ادع فلانا وأصحابه" فأكلوا وشبعوا وخرجوا، ثم قال "أدع فلانا وأصحابه" فأكلوا وشبعوا وخرجوا، وفضل تمر، فقال لي "أقعد" فقعدت، فأكل وأكلت، وفضل تمر، فأخذه فأدخله في المزود، فقال لي "يا أبا هريرة إذا أردت شيئا فأدخل يدك فخذ ولا تكفأ فيكفأ عليك" قال: فما كنت أريد تمرا إلا أدخلت يدي، فأخذت منه خمسين وَسْقا في سبيل الله، وكان معلقا خلف رجلي فوقع في زمان عثمان بن عفان فذهب.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 109 - 110) عن أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنبأ الحسين بن يحيى بن عباس القطان ثنا حفص بن عمرو ثنا سهيل بن زياد به.
وسهيل بن زياد هو الحارثي كما في ترجمة حفص بن عمرو من "تهذيب الكمال"، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": ما ضعفوه، وأبو الفتح الحفار صدوق، والباقون كلهم ثقات.
الثالث: يرويه يزيد بن أبي منصور البصري عن أبيه عن أبي هريرة قال: أصبت بثلاثة مصائب في الإسلام، لم أصب بمثلهن: موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت صويحبه (1)، وقتل عثمان، والمزود، قالوا: وما المزود يا أبا هريرة؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر (2) فقال "يا أبا هريرة هل معك شيء؟ " قلت: نعم، تمر في مزود معي، قال "جيئ به" قال: فأخرجت منه تمرا، فأتيته به، فمسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا فيه (3) وقال "ادع عشرة" فدعوت
(1) زاد الطبراني "وخويدمه"
(2)
ولفظ الطبراني "غزاة" وزاد "فأصاب الناس مخمصة"
(3)
ولفظ الطبراني "فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها"
عشرة، فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال "ادع لي عشرة" فأكلوا حتى شبعوا، ثم كذلك حتى أكل الجيش كلهم، وبقي من تمر المزود، فقال "يا أبا هريرة خذه فأعده في المزود، فإذا أردت أنْ تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فيه (1) ولا تكبّه" قال: فأكلت منه حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلت منه حياة أبي بكر كلها، وأكلت منه حياة عمر كلها، وأكلت منه حياة عثمان، فلما قتل عثمان انتهب ما في بيتي وانتهب (2) المزود، ألا أخبركم كم أكلت منه؟ أكلت منه أكثر من مائتي وَسْق.
أخرجه الطبراني في "الدلائل" كما في "الدلائل" لأبي القاسم الأصبهاني (140) وعنه أبو نعيم في "الدلائل"(342)
عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي
وتمام (1766) واللفظ له والبيهقي في "الدلائل"(6/ 110 - 111)
عن سهل بن أسلم العدوي
كلاهما عن يزيد بن أبي منصور به.
وأبو منصور ترجمه ابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه يزيد فهو مجهول.
1983 -
"خذوا العلم قبل أنْ يقبض أو يرفع" فقال أعرابي: كيف يرفع؟ فقال "ألا إنّ ذهاب العلم ذهاب حملته" ثلاث مرات.
قال الحافظ: رواه أحمد والطبراني من حديث أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (3)
أخرجه أحمد (5/ 266) والطبراني في "الكبير"(7867) من طريق مُعان بن رفاعة ثنا علي بن يزيد ثني القاسم مولى بني يزيد عن أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم (4) فقال: "يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أنْ يقبض العلم وقبل أنْ يرفع العلم" وقد كان أنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ
(1) زاد الطبراني "واقبض"
(2)
ولفظ الطبراني "وذهب"
(3)
1/ 205 (كتاب العلم- باب كيف يقبض العلم)
(4)
ولفظ الطبراني "أحمر"
عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)} [المائدة: 101] قال: فكنا نذكرها كثيرا فتمنعنا من مسألته واتقينا ذاك حين أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم، قال: فأتينا أعرابيا فرشوناه برداء، قال: فاعتم به حتى رأيت حاشية البرد خارجة من حاجبه الأيمن، قال: ثم قلنا له: سل النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له: يا نبي الله، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا وخدمنا؟ قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب، قال: فقال "أي ثكلتك أمك هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإنّ ذهاب العلم أنْ يذهب حملته (1) " ثلاث مرار. اللفظ لأحمد.
ومعان بن رفاعة هو السَّلامي وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.
ولم ينفرد به بل تابعه عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "عليكم بالعلم قبل أنْ يقبض، وقبل (2) أنْ يرفع" ثم جمع بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام (3)، وقال "العالم والمتعلم شريكان في الأجر (4)، ولا خير في سائر الناس بعد"
أخرجه ابن ماجه (228) والطبراني في "الكبير"(7875) والآجري في "أخلاق العلماء"(52) وفي "الأربعين"(2) واللفظ له وابن عدي (5/ 1813) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 90) وتمام (ق 79/ أ) وابن عبد البر في "الجامع"(1/ 33 - 34 و 34) والخطيب في "التاريخ"(2/ 212) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2138) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(664) والقاضي عياض في "الغنية"(ص 165 - 166) من طرق عن عثمان بن أبي العاتكة به.
قال البوصيري: هذا إسناد فيه علي بن زيد بن جُدْعَان والجمهور على تضعيفه" مصباح الزجاجة 1/ 31
كذا قال: علي بن زيد، وإنما هو علي بن يزيد الألهاني، قال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه.
ولم ينفرد به بل تابعه الوليد بن أبي مالك الهَمْداني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن
(1) ولفظ الطبراني "أهله"
(2)
ولفظ ابن ماجه "وقبضه"
(3)
زاد ابن ماجه والحاكم "هكذا"
(4)
ولفظ الحاكم "في الخير شريكان"
أبي أمامة مرفوعا "خذوا العلم قبل أنْ ينفد" ثلاثا، قالوا: يا رسول الله، وكيف ينفد وفينا كتاب الله؟ فغضب لا يغضبه الله، ثم قال:"ثكلتكلم أمهاتكلم ألم تكن التوراة والإنجيل في بني إسرائيل ثم لم يغن عنهم شيئا، إنّ ذهاب العلم ذهاب حملته" ثلاثا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7906) واللفظ له والخليلي في "الإرشاد"(184) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(79) من طرق عن حماد (1) بن سلمة عن الحجاج بن أرطاة عن الوليد بن أبي مالك به.
ولفظ الخليلي "خذوا العلم قبل أنْ يقبض، فإنّ قبض العلم ذهاب العلماء"
وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة، والوليد بن أبي مالك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا "يوشك بالعلم أنْ يرفع" فرددها ثلاثا، فقال زياد بن لبيد: يا نبي الله بأبي وأمي، وكيف يرفع العلم منا وهذا كتاب الله قد قرأناه، نقرئه أبناءنا ويُقرئه أبناءنا أبناءهم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ثكلتك أمك يا زياد بن لبيد إنْ كنت لأعدّك من فقهاء أهل المدينة، أو ليس هؤلاء اليهود عندهم التوراة والإنجيل، فما أغنى عنهم، إنّ الله ليس يذهب بالعلم رفعا يرفعه، ولكن يذهب بحملته" وأحسبه قال "ولا يذهب عالم من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسدّ إلى يوم القيامة"
أخرجه البزار (كشف 235) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر.
وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان أبي مهدي الحنفي.
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 403)
وفيه مسلمة بن علي الخُشَني وهو متروك (2).
1984 -
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فصنعت له طعاما، وصنعت له حفصة طعاما فسبقتني فقلت للجارية: انطلقي فأكفئي قصعتها، فأكفأتها فانكسرت وانتشر الطعام فجمعه على النطع فأكلوا، ثم بعث بقصعتي إلى حفصة فقال "خذوا ظرفا مكان ظرفكم"
(1) خالفه معتمر بن سليمان فرواه عن الحجاج عن عوف بن مالك عن القاسم عن أبي أمامة به.
أخرجه الدرمي (246) والروياني (1190)
(2)
وللحديث شواهد فانظر حديث "يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض
…
"
قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وابن ماجه من طريق رجل من بني سوأة غير مسمى عن عائشة، وبقية رجاله ثقات" (1)
ضعيف
أخرجه ابن ماجه (2333) عن ابن أبي شيبة وهو في "مصنفه"(14/ 214 - 215): ثنا شَريك بن عبد الله عن قيس بن وهب عن رجل من بني سوأة قال: قلت لعائشة: أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: أو ما تقرأ القرآن {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القَلَم: 4]؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، فصنعت له طعاما، وصنعت له حفصة طعاما، فسبقتني حفصة. فقلت للجارية: انطلقي فأكفئي قصعتها، فلحقتها وقد همت أنْ تضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفأتها فانكسرت القصعة، وانتشر الطعام، فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فيها من الطعام على النطع، فأكلوا، ثم بعث بقصعتي فدفعها إلى حفصة فقال "خذوا ظرفا مكان ظرفكم وكلوا ما فيها" قالت: فما رأيت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف للجهالة بالتابعي" مصباح الزجاجة 3/ 46
قلت: وشريك بن عبد الله هو القاضي وهو مختلف فيه: وثقه الدارقطني وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره.
1985 -
"خذوا عني قد جعل الله لهنّ سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم"
قال الحافظ: وروى مسلم (1960) وأصحاب السنن من حديث عبادة بن الصامت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)
وذكره في موضع آخر وقال: وثبت في صحيح مسلم عن عبادة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (3)
1986 -
"خذوا عني مناسككم"
قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم: فذكره" (4)
(1) 6/ 49 - 50 (كتاب المظالم- باب إذا كسر قصعتة أو شيئا لغيره)
(2)
9/ 306 (كتاب التفسير- تفسير سورة النساء)
(3)
15/ 127 (كتاب الحدود- باب رجم المحصن)
(4)
1/ 228 (كتاب العلم- باب الانصات للعلماء)
وذكره في مواضع أخرى وسكت عليه (1).
أخرجه مسلم (1297) عن جابر مرفوعا "لتأخذوا مناسككم فإنّي لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"
واللفظ الذي ذكره الحافظ هو للبيهقي (5/ 125)
1987 -
"خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك"
قال الحافظ: أخرجه مسلم وأصحاب السنن من حديث أبي سعيد الخدري وفيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)
أخرجه مسلم (1556) عن أبي سعيد قال: أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها، فكثر دَينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تصدقوا عليه" فتصدق الناس عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك".
1988 -
"خذوا من الأعمال ما تطيقون فإنّ الله لا يمل حتى تملوا"
سكت عليه الحافظ (3).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 279) من حديث عائشة.
1 -
عن ابن جُريج أنّ عليا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اجمع لنا الحجابة والسقاية، فنزلت {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النِّساء: 58] فدعا عثمان فقال: "خذوها يا بني شيبة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم"
قال الحافظ: وروى ابن عائذ من طريق ابن جريج: فذكره" (4)
مرسل
يرويه ابن جريج واختلف عنه:
- فقال مسلم بن خالد الزَّنْجي: عن ابن جريج أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خذوها يا بني أبي طلحة، خذوا ما أعطاكم الله ورسوله تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم".
(1) 2/ 45 (كتاب الصلاة- باب قول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125])
و4/ 231 (كتاب الحج- باب صلى النبي صلى الله عليه وسلم لسبوعه ركعتين)
و4/ 287 (كتاب الحج- باب من ساق البدن معه)
(2)
5/ 463 (كتاب الاستقراض- باب من باع مال المفلس أو المعدم)
(3)
3/ 257 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل)
(4)
9/ 79 (كتاب المغازي- باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة)
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 265) عن جده قال: أنا مسلم بن خالد به.
وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن خالد.
وروى حجاج بن محمد المِصيصي عن ابن جريج في قوله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] قال: نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفاتيح الكعبة، ودخل بها البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح.
أخرجه الطبري (5/ 145) من طريق سُنَيد بن داود المِصيصي ثني حجاج عن ابن جريج به.
- وقال سعيد بن سالم القداح: عن ابن جريج عن مجاهد في قوله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] قال: نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، فذكر نحو ما تقدم وزاد "خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله سبحانه لا ينزعها منكم إلا ظالم"
أخرجه الأزرقي (1/ 265) عن جده عن سفيان عن سعيد بن سالم به.
ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 90)
وإسناده حسن.
- وقال عبد الرزاق (9076): عن بعض أصحابنا عن ابن جريج ثني ابن أبي مُليكة قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن طلحة يوم الفتح بمفتاح الكعبة، فأقبل به مكشوفا، حتى دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال العباس: يا نبي الله اجمع لي الحجابة مع السقاية، ونزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ادعوا لي عثمان بن طلحة" فدعي له، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم، وستر عليه، ثم قال "خذوه يا بني طلحة لا ينتزعه منكم إلا ظالم".
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
1990 -
"خذي من ماله بالمعروف"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 11/ 443) من حديث عائشة.
(1) 11/ 208 (كتاب النكاح- باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه)
1991 -
حديث ابن عباس: خرج النبي صلى الله عليه وسلم متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فرقى المنبر.
قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد وأصحاب السنن: فذكره" (1)
أخرجه عبد الرزاق (4893) وابن أبي شيبة (2/ 473 و 14/ 251) وأحمد (1/ 230 و 355) وابن ماجه (1266) والترمذي (559) والنسائي (3/ 126 و 132) وفي "الكبري"(1808 و 1826) وابن خزيمة (1405 و 1408) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 315) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 324) وابن حبان (2862) والطبراني في "الكبير"(10818) وفي "الدعاء"(2203 و 2207) والدارقطني (2/ 68) والحاكم (1/ 326 - 327) والبيهقي (3/ 344 و 347 - 348) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 173) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 488 - 489)
عن سفيان الثوري
وأبو داود (1165) والترمذي (558) والنسائي (3/ 127) وفي "الكبرى"(1807 و 1811) والطحاوي (1/ 324) والبيهقي (3/ 344 و 347) وفي "المعرفة"(5/ 166)
عن حاتم بن إسماعيل المدني
كلاهما عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال: أخبرني أبي قال: أرسلني الوليد بن عتبة (2) وكان أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، فقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فرقى على المنبر، ولم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما (3) يصلي في العيد.
لفظ حديث حاتم بن إسماعيل.
ولفظ حديث سفيان "أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن (4) الاستسقاء، فقال ابن عباس: ما منعه أنْ يسألنى، ثم قال ابن عباس: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) 3/ 153 (كتاب الصلاة- أبواب الاستسقاء- باب تحويل الرداء في الاستسقاء)
(2)
وقيل: عقبة.
(3)
وفي لفظ للطحاوي "ونحن خلفه يجهر فيها بالقراءة ولم يؤذن ولم يقم"
(4)
ولفظ ابن ماجه وغيره "عن الصلاة في الاستسقاء"
متواضعا متبذلا (1) متخشعا متضرعا مترسلا (2) فصلى ركعتين كما يصلي في العيد (3)، ولم يخطب خطبتكم هذه"
وأخرجه أحمد (1/ 269) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم ثنا إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال: سمعت جدي هشام بن إسحاق بن عبد الله يحدث عن أبيه قال: بعث الوليد يسأل ابن عباس: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلا متخشعا فأتى المصلى فصلى ركعتين كما يصلي في الفطر والأضحى.
وأخرجه البيهقي (3/ 348) وفي "الصغرى"(724) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن إسماعيل بن ربيعة به.
وأخرجه ابن خزيمة (1419) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري
والدارقطني (2/ 67 - 68) عن أبي الحارث الليث بن عبدة
وأبو عوانة (3/ 33) عن بكر بن سهل الدمياطي
قالوا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة به.
- ورواه يحيى بن عثمان بن صالح السهمي عن عبد الله بن يوسف واختلف عنه:
• فقال الطبراني في "الكبير"(10819): ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة أنه سمع جده هشام بن إسحاق يحدث عن أبيه إسحاق بن عبد الله أن الوليد بن عتبة أرسله إلى ابن عباس
…
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 488 - 489)
• وقال علي بن محمد المصري: ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله أنّ الوليد أرسله إلى ابن عباس
أخرجه الدارقطني (2/ 67 - 68)
• وقال أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي: ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا
(1) ولفظ عبد الرزاق وغيره "متذللا" ولفظ ابن حبان "متمسكنا"
(2)
زاد عبد الرزاق وغيره "فدعا"
(3)
زاد عبد الرزاق "فخطب"
عبد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن ربيعة قال: سمعت أبى يحدث عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله أنّ الوليد أرسله إلى ابن عباس
أخرجه الحاكم (1/ 326)
وقال: هذا حديث رواته مصريون ومدنيون ولا أعلم أحدا منهم منسوبا إلى نوع من الجرح"
قلت: الأول أصح.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
وقال الحافظ: حديث حسن"
قلت: هشام بن إسحاق ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وأبوه وثقه أبو زرعة وغيره.
1992 -
حديث ابن عباس: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة لا يخاف إلا الله يصلي ركعتين.
قال الحافظ: وله شاهد من حديث ابن عباس عند الترمذي وصححه والنسائي بلفظ: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه عبد الرزاق (4271) والطبراني في "الكبير"(12860 و 12861)
عن هشام بن حسان
والشافعي في "السنن المأثورة"(13) وفي "اختلاف الحديث"(7/ 69) وعبد الرزاق (4270) والطبراني (12859) والبيهقي (3/ 135) وفي "المعرفة"(4/ 242)
عن أيوب السَّخْتِيَاني
وابن أبي شيبة (2/ 448) والنسائي (3/ 96) وفي "الكبرى"(1894) والطبراني (12855)
(1) 3/ 218 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب الصلاة بمنى)
عن عبد الله بن عون البصري
وأحمد (1/ 215) والترمذي (547) والنسائي (3/ 96) وفي "الكبرى"(1893) والطبراني (12863)
عن منصور بن زاذان الواسطي
والبيهقي (3/ 135)
عن خالد الحَذاء
والطبراني (12856 و 12857)
عن سعيد بن عبد الرحمن أخي أبي مرة
و (12857)
عن قرة بن خالد السدوسي
و (12858)
عن أبي هلال محمد بن سليم الراسبي
و (12864)
عن أشعث بن سَوَّار الكندي
كلهم عن محمد بن سيرين عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر من المدينة إلى مكة لا يخاف إلا الله فيصلي ركعتين.
وفي لفظ "يقصر الصلاة"
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
قلت: أنكر غير واحد سماع ابن سيرين من ابن عباس.
فقال ابن معين: لم يسمع ابن سيرين من ابن عباس، إنما سمع عكرمة عن ابن عباس (تاريخ الدوري 2/ 521)
وقال أحمد: ابن سيرين لم يجيئ عنه سماع من ابن عباس (المراسيل لابن أبي حاتم ص 186 - 187)
وقال أيضًا: إنما يقول: نُبئت عن ابن عباس (جامع التحصيل ص 324)
وقال ابن المديني: لم يسمع من ابن عباس شيئا (جامع التحصيل)
وفي رواية يزيد بن إبراهيم التُّسْتَرِي لهذا الحديث عن ابن سيرين ما يدل على أنّه لم يسمع من ابن عباس.
فقال حجاج بن منهال وسليمان بن حرب: ثنا يزيد بن إبراهيم ثنا ابن سيرين قال: نبئت أنّ ابن عباس قال: فذكره.
أخرجه البيهقي (3/ 135)
قال خالد الحذاء: كل شيئ قال ابن سيرين: نبئت عن ابن عباس، إنما سمعه من عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة (جامع التحصيل)
فعلى هذا فالإسناد صحيح لأنّ عكرمة ثقة مشهور.
1993 -
عن ابن عباس قال: خرج رجل من خيبر فتبعه رجلان وآخر يتلوهما يقول: ارجعا، حتى ردّهما، ثم لحقه، فقال له: إنّ هذين شيطانان، فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأ عليه السلام وأخبره أنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه. فلما قدم الرجل المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فنهى عن الخلوة.
قال الحافظ: روى أحمد والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه أحمد (1/ 278 و 299) والبزار (كشف 2022) وأبو يعلى (2588 و 2589) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رجل من خيبر فاتّبعه رجلان وآخر يتلوهما. فيقول: ارجعا ارجعا، حتى ردّهما، ثم لحق الأول فقال: إنّ هذان شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام، وأخبره أنا ها هنا في جمع صدقاتنا ولو كانت تصلح لبعثنا بها إليه. فلما قدم الرجل المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 104
وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 8/ 313
قلت: وإسناده صحيح.
(1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الجن)
1994 -
"خرج سعد بن عُبادة مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وحضرت أمه الوفاة بالمدينة، فقيل لها: أَوْصِي، فقالت: فيم أَوْصي؟ المال مال سعد، فتوفيت قبل أنْ يقدم سعد"
قال الحافظ: في "الموطأ" عن سعيد بن عمرو بن شُرَحْبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده قال: فذكره" (1)
يرويه سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة واختلف عنه:
- فقال مالك في "الموطأ"(2/ 760): عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل عن أبيه عن جده أنه قال: فذكره، وزاد: فلما قدم سعد بن عبادة ذكر ذلك له، فقال سعد: يا رسول الله، هل ينفعها أنْ أتصدق عنها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم" فقال سعد: حائط كذا وكذا صدقة عنها. لحائط سماه.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(530) عن مالك به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 498) والنسائي (6/ 210) وفي "الكبرى"(6477) وابن خزيمة (2500) والطبراني في "الكبير"(5523) والمزي (11/ 23 - 24) من طرق عن مالك به.
قال ابن عبد البر: وهذا الحديث مسند لأنّ سعيد بن سعد بن عبادة له صحبة، وشرحبيل ابنه غير نكير أنْ يلقى جده سعد بن عبادة" التمهيد 21/ 93
وقال المزي: ليس بمتصل"
وقال الحافظ في "النكت الظراف"(3/ 276): جزم بعضهم بأنّ هذا الحديث من مسند سعيد بن سعد بن عبادة بناءً على أنّ الضمير في قوله "عن جده" يعود على عمرو بن شرحبيل إذ لو عاد على سعيد لكان الحديث من مرسل شرحبيل، وعلى التقديرين فلا يعود على سعد بن عبادة إلا بضرب من التجوز بأنْ يراد بالجدّ الجدّ الأعلى.
وقد جزم البخاري بأنّ عمرو بن شرحبيل يروي عن جده سعيد بن سعد بن عبادة ولسعيد صحبة، وكذا ذكر محمد بن يحيى بن حذّاء في رجال الموطأ، وفيه رواية عبد الملك الماجشون عن مالك، فزاد فيه رجلا قال: عن سعيد بن عمرو عن أبيه عن جده عن سعد بن عبادة به. أخرجه ابن عبد البر (21/ 93 - 94) من طريق علي بن حرب عنه،
(1) 6/ 318 (كتاب الوصايا- باب ما يستحب لمن توفي فجأة)
فإن كان الضمير في جده لسعيد فالجد شرحبيل، وروايته عن جده سعد مرسلة، وإنْ كان لعمرو فالجد سعيد فيكون متصلا"
قلت: وعمرو بن شرحبيل وأبوه ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب" عن كل منهما: مقبول.
- وقال عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي: عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل عن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه أنّ أمه توفيت وهو غائب فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أينفعها إنْ تصدقت عنها؟ قال "نعم".
أخرجه الطبراني (5381) وابن عبد البر (20/ 29 و 21/ 94) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد العزيز بن محمد به.
وأخرجه الطبراني (5382) من طريق يعقوب بن محمد الزهري ثنا عبد العزيز بن محمد عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل عن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أم سعد توفيت ولم توص أفأتصدق عنها؟ قال "نعم"
يحيى الحماني ويعقوب الزهري مختلف فيهما.
1995 -
قال علي بن رفاعة القرظي: خرج عشرة من أهل الكتاب منهم أبو رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا به فأوذوا، فنزلت {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)} [القصص: 52] الآيات.
قال الحافظ: وروى الطبري بإسناد صحيح عن علي بن رفاعة القرظي قال: فذكره" (1)
يرويه عمرو بن دينار عن يحيى بن جَعْدة واختلف عنه:
• فقال ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار أنّ يحيى بن جعدة أخبره عن علي بن رفاعة قال: خرج عشرة رهط من أهل الكتاب، منهم أبو رفاعة، يعني أباه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمنوا، فأوذوا، فنزلت {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ} [القصص: 52] قبل القرآن.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(20/ 89) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(239)
• ورواه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة عن رفاعة (2)
(1) 1/ 201 (كتاب العلم- باب تعليم الرجل أمته وأهله)
(2)
وفي رواية: رفاعة بن قرظة.
القرظي قال: نزلت هذه الآية في عشرة رهط أنا أحدهم {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)} [القصص: 51].
أخرجه الطبري (20/ 88) والطبراني في "الكبير"(4563 و 4564) وأبو نعيم في "الصحابة (2732) وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 232)
1996 -
عن ابن مسعود قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلا أنْ يخلطها بتكبير.
قال الحافظ: فعند أحمد وابن أبي شيبة والطحاوي من طريق مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله: فذكره" (1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 269) وأحمد (1/ 417) عن صفوان بن عيسى القرشي الزهري أنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُبَاب عن مجاهد عن عبد الله بن سَخْبَرَة قال: غدوت مع ابن مسعود من مني إلى عرفات فكان يلبي، قال: وكان عبد الله رجلا آدم له ضفران عليه مسحة أهل البادية، فاجتمع عليه غوغاء من غوغاء الناس، قالوا: يا أعرابي، إنّ هذا ليس يوم تلبية إنّما هو يوم تكبير، قال: فعند ذلك إلتفت إليّ فقال: أَجَهل الناس أم نسوا؟ والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلا أنْ يخلطها بتكبير أو تهليل. السياق لأحمد
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 225) والهيثم بن كليب (851) من طريق عبد الله بن المبارك عن الحارث بن عبد الرحمن به.
وإسناده حسن، الحارث بن عبد الرحمن صدوق، والباقون ثقات.
1997 -
عن عائشة قالت: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة رمضان فأفطر وصمت، وقصر وأتممت"
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن أبيه عنها، وقال: إنّ إسناده حسن. وقال صاحب الهدي: إنّه غلط لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رمضان. قلت: ويمكن حمله على أنّ قولها: في رمضان، متعلق بقولها: خرجت، ويكون المراد سفر فتح مكة فإنّه كان في رمضان، واعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في
(1) 4/ 280 (كتاب الحج- باب التلبية والتكبير غداة النحر)
تلك السنة من الجِعِرَّانة لكن في ذي القعدة كما تقدم بيانه قريبا، وقد رواه الدارقطني بإسناد آخر إلى العلاء بن زهير فلم يقل في الإسناد: عن أبيه ولا قال فيه: في رمضان" (1)
أخرجه النسائي (3/ 100 - 101) وفي "الكبري"(1914) والطحاوي في "المشكل"(4258) والبيهقي (3/ 142) وفي "المعرفة"(4/ 253 - 254)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
والدارقطني (2/ 188) والبيهقي (3/ 142)
عن القاسم بن الحكم العُرَني
قالا: ثنا العلاء بن زهير الأزدي ثني عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة أنّها اعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، حتى إذا قدمت مكة قالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي قصرتَ وأتممتُ، وأفطرتَ وصمتُ. قال "أحسنت يا عائشة" وما عاب عليّ.
قال البيهقي: وهو إسناد صحيح موصول، فإنّ عبد الرحمن بن الأسود أدرك عائشة"
- ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن العلاء بن زهير واختلف عنه:
• فقال عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم: ثنا الفريابي ثنا العلاء بن زهير ثني عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة قالت: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة رمضان، فأفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصمتُ، وقَصَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتممتُ، فلما قدمنا مكة، قلت: يا رسول الله، أفطرتَ وصمتُ، وقصرتَ وأتممتُ.
أخرجه الطحاوي (4259)
• وقال محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري: ثنا الفريابي ثنا العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت: فذكر الحديث بنحوه وزاد: فقال "أحسنت يا عائشة"
أخرجه الدارقطني (2/ 188) والبيهقي (3/ 142)
وتابعه عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ثنا الفريابي به.
أخرجه الدارقطني والبيهقي.
قال أبو بكر النيسابوري: من قال: عن أبيه، في هذا الحديث فقد أخطأ" سنن البيهقي 3/ 142
(1) 4/ 352 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب عمرة في رمضان)
وقال الدارقطني: هذا متصل، وهو إسناد حسن، وعبد الرحمن قد أدرك عائشة ودخل عليها وهو مراهق وهو مع أبيه وقد سمع منها"
وقال البيهقي: إسناده صحيح"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا الحديث كذب على عائشة، ولم تكن عائشة لتصلي بخلاف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الصحابة، وهي تشاهدهم يقصرون، ثم تتم هي وحدها بلا موجب. كيف وهي القائلة: فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، فزيد في صلاة الحضر، وأقرت صلاة السفر. فكيف يظن أنها تزيد على ما فرض الله، وتخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه" زاد المعاد 1/ 472
وقال ابن عبد الهادي: هذا حديث منكر، وقوله "في عمرة في رمضان" باطل، فإنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رمضان قط، والعلاء بن زهير قال فيه ابن حبان: يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات. كذا قال في كتاب الضعفاء، وذكره أيضًا في كتاب "الثقات" فتناقض، وقد وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور" التنقيح 2/ 1163
1998 -
عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر لثمان عشرة من رمضان.
قال الحافظ: أخرجه ابن سعد وابن أبي شيبة من حديث أبي سعيد الخدري قال: فذكره، وإسناده حسن إلا أنّه خطأ، ولعلها كانت إلى حنين فتصحفت، وتوجيهه بأّن غزوة حنين كانت ناشئة عن غزوة الفتح، وغزوة الفتح خرج النبي صلى الله عليه وسلم فيها في رمضان جزما" (1)
صحيح
يرويه أبو نَضْرَة المنذر بن مالك بن قُطَعَة عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي نضرة غير واحد، منهم:
1 -
قتادة.
ورواه غير واحد عن قتادة، منهم:
أ - هشام الدَّسْتُوائي.
أخرجه الطيالسي (ص 287) عن هشام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:
(1) 9/ 3 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين لثمان عشرة خلت من رمضان، فصام طوائف من الناس وأفطر آخرون، فلم يعب على الصائم صومه، ولا على المفطر إفطاره.
وأخرجه ابن سعد (2/ 108) عن وهب بن جرير بن حازم أنا هشام به، إلا أنه قال فيه "إلى خيبر"
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 68) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا وهب بن جرير به إلا أنه قال فيه "يوم فتح مكة"
وهكذا رواه رَوح بن عبادة البصري عن هشام فقال "يوم فتح مكة"
أخرجه الطحاوي (2/ 68)
وتابعه مسلم بن إبراهيم البصري عن هشام به.
أخرجه ابن سعد (2/ 138) والطحاوي (2/ 68) وأبو عوانة (3/ 131)
ورواه غير واحد عن هشام فلم يذكروا المكان، منهم:
• أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
أخرجه مسلم (2/ 787)
• عمرو بن عاصم الكلابي.
أخرجه أبو عوانة (3/ 131 - 132)
• عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.
أخرجه أبو عوانة (3/ 132)
ب - سعيد بن أبي عَروبة.
أخرجه ابن أبي شيبة (1)(3/ 17) وعنه مسلم (2/ 787) عن محمد بن بشر العبدي
وأحمد (3/ 45) عن محمد بن جعفر غُنْدَر
قالا: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لثنتي عشرة ليلة بقيت من رمضان مخرجه إلى حنين فصام طوائف من الناس وأفطر آخرون، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
(1) وأخرجه في موضع آخر (14/ 463) بهذا الإسناد فقال فيه "إلى خيبر"
ورواه روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة فقال فيه "يوم فتح مكة"
أخرجه الطحاوي (2/ 68)
ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد فلم يذكر المكان.
أخرجه أبو عوانة (3/ 132)
ت - شعبة.
أخرجه مسلم (2/ 787) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(657)
عن عبد الرحمن بن مهدي
وأبو عوانة (3/ 131)
عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي
قالا: ثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة أو تسع عشرة مضت من رمضان، فصام قوم وأفطر آخرون
…
ورواه روح بن عبادة عن شعبة فقال فيه "يوم فتح مكة"
أخرجه الطحاوي (2/ 68)
ورواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة بلفظ "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع عشرة حين فتح مكة فصام صائمون"
أخرجه ابن سعد (2/ 138) وابن حبان (3562) واللفظ له
ث - همام بن يحيى العَوْذي.
أخرجه أحمد (3/ 74) عن عفان بن مسلم الصفار
ومسلم (1116) وأبو يعلى (1035) عن هُدبة بن خالد القيسي
قالا: ثنا همام بن يحيى ثنا قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر
ج - عمر بن عامر السلمي.
أخرجه مسلم (2/ 787) بنحو حديث همام إلا أنّه قال "لثمان عشرة خلت"
2 -
سعيد بن إياس الجُرَيْري.
أخرجه أحمد (3/ 12) ومسلم (2/ 787) والنسائي (4/ 159) وفي "الكبرى"(2618)
وأبو يعلى (1372) وابن خزيمة (2030) وأبو علي الطوسي (658) وأبو عوانة (3/ 130) وابن حبان (3558) والبيهقي (4/ 245) وفي "معرفة السنن"(6/ 295) من طرق عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان (1) فمنا الصائم ومنا المفطر
3 -
سليمان التيمي.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 17) عن يزيد بن هارون عن التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنا الصائم ومنا المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
وأخرجه جعفر الفريابي في "الصيام"(97) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه مسلم (2/ 787) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن التيمي به.
4 -
أبو مسلمة سعيد بن يزيد الأزدي.
أخرجه مسلم (2/ 787) والترمذي (712) والنسائي (4/ 159) وفي "الكبرى"(2619) وأبو عوانة (3/ 130) من طرق عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فما يعاب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره.
5 -
عاصم بن سليمان الأحول.
أخرجه مسلم (1117) والنسائي (4/ 159) وفي "الكبرى"(2621) وابن خزيمة (2029) والبيهقي (4/ 244)
عن مروان بن معاوية الفزاري
وأبو عوانة (3/ 130 - 131)
عن عبد العزيز بن المختار البصري
كلاهما عن عاصم قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله قالا: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض.
ورواه غير واحد عن عاصم فلم يذكروا أبا سعيد، منهم:
(1) رواه غير واحد عن الجريري فلم يقولوا "في رمضان"
• بشر بن منصور السَّليمي.
أخرجه النسائي (4/ 159) وفي "الكبرى"(2621)
• أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 17) وأبو عوانة (3/ 131) والطحاوي (2/ 68)
• إسماعيل بن زكريا الخُلقَاني.
أخرجه أبو عوانة (3/ 131)
1999 -
عن أبي سعيد قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح لليلتين خلتا من شهر رمضان.
قال الحافظ: وروى أحمد بإسناد صحيح من طريق قَزَعة بن يحيى عن أبي سعيد قال: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه ابن سعد (2/ 138) وأحمد (3/ 87) والترمذي (1684) وجعفر الفريابي في "الصيام"(95) وابن خزيمة (2038) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 66) والطبراني في "مسند الشاميين"(303) والبيهقي (4/ 241 - 242 و 242) وفي "الدلائل"(5/ 24) من طرق (2) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي ثنا عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد قال: آذننا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في ليلتين خلتا من رمضان فخرجنا صواما، حتى إذا بلغنا الكديد أمرنا أنْ نفطر، فأصبح الناس شَرْجَيْن، منهم الصائم ومنهم المفطر، حتى إذا بلغنا مرّ الظهران فآذننا بلقاء العدو، وأمرنا بالفطر فأفطرنا أجمعين.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
قلت: وإسناده على شرط مسلم.
ولم ينفرد عطية بن قيس به بل تابعه ربيعة بن يزيد الدمشقي ثنى قزعة بن يحيى عن
(1) 9/ 63 (كتاب المغازي - باب غزوة الفتح في رمضان)
(2)
رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن سعيد بن عبد العزيز فقال فيه: ثنى عطية بن قيس عمن حدثه عن أبي سعيد.
أخرجه أحمد (3/ 87)
والأول أصح.
أبي سعيد قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم" فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر فقال "إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا" وكانت عزمة، فأفطرنا. ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 330) وأحمد (3/ 35 - 36) ومسلم (1120) وأبو داود (2406) والفريابي (98) وابن خزيمة (2023) والطحاوي (2/ 65) والطبراني في "مسند الشاميين"(1935) والبيهقي (4/ 242) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن ربيعة بن يزيد به.
2000 -
عن معاذ قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك زيادة على ثلاثين ألفا.
قال الحافظ: وللحاكم في "الإكليل" من حديث معاذ: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن عدي (7/ 2724) عن عمر بن سنان ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن سعيد ثني أبو فروة يزيد بن سنان الجَزَري عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن يَعْمَر عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل قال: فذكره.
وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن سنان.
2001 -
عن جابر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة منا في بدنة.
قال الحافظ: رواه مسلم (2/ 882")(2)
2002 -
عن أبي رافع قال: خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته فضربه رجل من يهود فطرح تَرْسَه، فتناول عليّ بابا كان عند الحصين فَتَتَرَّس به عن نفسه حتى فتح الله عليه، فلقد رأيتني أنا في سبعة أنا ثامنهم نجهد على أنْ نقلب ذلك الباب فما نقلبه.
قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق من حديث أبي رافع قال: فذكره" (3)
ضعيف
(1) 9/ 178 (كتاب المغازي - حديث كعب بن مالك)
(2)
4/ 282 (كتاب الحج - باب فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي)
(3)
9/ 19 (كتاب المغازي - باب غزوة خيبر)
أخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 335) قال: حدثني عبد الله بن الحسن عن بعض أهله عن أبي رافع قال: فذكره.
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
وأخرجه الطبري في "تاريخه"(3/ 13) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 212) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق عن بعض أهله عن أبي رافع، ولم يذكر عبد الله بن الحسن.
قال ابن كثير: وفي هذا الخبر جهالة وانقطاع ظاهر" البداية 4/ 189
2003 -
عن أبي ذر قال: خرجنا من قومنا غِفَار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأُمُّنا، فنزلنا على خال لنا، فحسدنا قومه فقالوا له: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، فذكر لنا ذلك فقلنا له: أما ما مضى لنا من معروفك فقد كدَّرته فتحملنا عليه وجلس يبكي فانطلقنا نحو مكة فنافر أخي أنيس رجلًا إلى الكاهن فخير أنيسا فأتانا بصرمتنا ومثلها معها، قال: وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، قلت: لمن؟ قال: لله، قلت: فأين توجه؟ قال: حيث يوجهنى ربي، قال: فقال لي أنيس: إنّ لي حاجة بمكة، فانطلق، ثم جاء، فقلت: ما صنعت؟ قال: لقيت رجلاً بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله، قلت: فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر كاهن ساحر، وكان أنيس شاعرا فقال: لقد سمعت كلام الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم عليها، والله إنه لصادق.
قال: وفي رواية عبد الله بن الصامت أنّ أبا ذر لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر في الطواف بالليل، قال: فلما قضى صلاته قلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، قال: فكنت أول من حياه بالسلام، قال "من أين أنت؟ " قلت: من بني غفار، قال: فوضع يده على جبهته، فقلت: كره أن انتميت إلى غفار، فذكر الحديث في شأن زمزم وأنّه استغنى بها عن الطعام والشراب ثلاثين من بين يوم وليلة، وفيه: فقال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله في طعامه الليلة. وأنّه أطعمه من زبيب الطائف.
قال: وفي رواية عبد الله بن الصامت "إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أنّ ينفعهم بك؟ " فذكر قصة إسلام أخيه أنيس وأمه وأنّهم توجهوا إلى قومهم غفار فأسلم نصفهم.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2473) من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذر" (1)
2004 -
عن ابن عباس قال: خشيت سودة أنْ يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، لا تطلقني راجعل يومي لعائشة، ففعل ونزلت هذه الآية (2).
قال الحافظ: وروى الترمذي من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره، وقال: حسن غريب" (3)
أخرجه الطيالسي (ص 349) عن سليمان بن معاذ الضبي عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره.
وأخرجه الترمذي (3040) والطبري في "التفسير"(5/ 310) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(6036 و 6043) والطبراني في "الكبير"(11746) والبيهقي (7/ 297) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 158) من طرق عن الطيالسي به.
قال الترمذي: حديث حسن غريب"
وقال الحافظ: سنده حسن" الإصابة 12/ 323
قلت: سنده ضعيف لضعف سليمان بن معاذ، قال ابن معين: ليس بشيء وهو ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال ابن حبان: يخالف الثقات في الأخبار.
وقال غير واحد: هو سليمان بن قَزم بن معاذ الضبي نُسب إلى جده.
وقيل: بل هما اثنان، والله أعلم.
وللحديث شاهد عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم -لا يفضل بعضنا على بعض في القسم، من مكثه عندنا، وكان قَلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعًا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفَرِقت أنْ يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، يومي لعائشة، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، قالت: نقول: في ذلك أنزل الله تعالى وفي أشباهها {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: 128].
أخرجه أبو داود (2135) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت عائشة: فذكرته.
(1) 8/ 173 و 175 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب إسلام أبي ذر)
(2)
يعني قوله تعالى {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [النساء: 128] الآية.
(3)
9/ 335 (كتاب التفسير - صورة النساء - باب قوله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [النساء: 127])
وأخرجه الحاكم (2/ 186) وعنه البيهقي (7/ 300) من طريق الحسن بن علي بن زياد ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس به.
وأخرجه البيهقي (7/ 300) من طريق سعيد بن أبي مريم عن ابن أبي الزناد بهذا الإسناد مختصرا.
وأخرجه ابن سعد (فتح الباري 11/ 225) عن الواقدي عن ابن أبي الزناد به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: رواه سعيد بن منصور عن عبد الرحمن بن أبي الزناد فلم يذكر عائشة (فتح الباري 11/ 225)
وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
2005 -
"خصال لا تنبغي في المسجد: لايتخذ طريقا" الحديث وفيه "ولا يضرب فيه حَدٌّ"
قال الحافظ: ولابن ماجه من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وسنده ضعيف" (1)
ضعيف جدًا
أخرجه ابن ماجه (748) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 310) وابن عدي (3/ 1059) وابن الجوزي في "العلل"(676) من طريق محمد بن حمير الحمصي ثنا زيد بن جَبِيرة الأنصاري عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينشر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقا" اللفظ لابن ماجه
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه زيد بن جبيرة قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 95
قلت: هو متروك الحديث كما قال البخاري وغيره.
(1) 16/ 279 (كتاب الأحكام - باب من حكم في المسجد)
2006 -
"خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا: من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه، ومن نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به.
قال الحافظ: وقد وقع في نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم بن حماد 180) عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن لم يكونا فيه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا: من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به، كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا"
وأخرجه الترمذي (4/ 665)
عن علي بن إسحاق المروزي
وابن أبي الدنيا في "الشكر"(204)
عن عبدان بن عثمان المروزي
كلاهما عن ابن المبارك به.
واختلف فيه على ابن المبارك:
فقيل: عنه عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن جده. ليس فيه عن أبيه.
أخرجه الترمذي (1512)
عن سويد بن نصر المروزي
والبغوي في "شرح السنة"(4102)
عن إبراهيم بن عبد الله الخلال
كلاهما عن ابن المبارك به.
ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
(1) 14/ 106 (كتاب الرقاق - باب لينظر إلى من هو أسفل منه)
أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(309)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
قلت: بل ضعيف لضعف المثنى بن الصباح.
2007 -
عن طاوس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما وأبو بكر وعمر وعثمان، وأول من جلس على المنبر معاوية.
قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة عن طاوس: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 112) عن علي بن مُسهِر الكوفي عن ليث عن طاوس قال: فذكره.
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
2008 -
حديث معاذ: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى.
قال الحافظ: أخرجه (2) " (3)
2009 -
أنّ صاحب المغانم كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري أخذ منه الجراب فقال النبي صلى الله عليه وسلم "خلِّ بينه وبين الجراب"
قال الحافظ: وقد أخرج ابن وهب بسند معضل: فذكره" (4)
ضعيف جدًا
وقال في "الإصابة"(8/ 300) في ترجمة كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري: روى حديثه عبد الله بن وهب عن مسلمة بن علي عن سعيد بن عبد العزيز عن رجل من قريش أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاصر خيبر جاع بعض الناس فافتتحوا حصنا من حصونها، فأخذ بعض المسلمين جراب شحم فبصر به صاحب المغانم، وهو كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري فأخذه منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "خلِّ بينه وبين جرابه" فذهب به إلى أصحابه.
وفي سنده مع انقطاعه ضعف"
قلت: مسلمة بن علي هو الخُشَني قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
(1) 3/ 52 (كتاب الجمعة - باب الخطبة قائما)
(2)
بياض في المطبوع.
(3)
4/ 326 (كتاب الحج - باب الخطبة أيام مني)
(4)
7/ 65 (كتاب فرض الخمس - باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب)
2010 -
"خلِّ عنه يا عمر فلهو أسرع فيهم من نَضْح النبل"
انظر حديث "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء" في حرف الهمزة.
2011 -
عن عروة قال: خلّف النبي صلى الله عليه وسلم عثمان وأسامة بن زيد على رقية في مرضها لما خرج إلى بدر فماتت رقية حين وصل زيد بن حارثة بالبشارة وكان عمر رقية لما ماتت عشرين سنة.
قال الحافظ: روى الحاكم في "المستدرك" من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه السراج في "تاريخه"(الإستيعاب 12/ 325 - 326، الإصابة 12/ 259) عن الحسن بن حماد بن عبيدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر، وكان تخلف عثمان على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هم يدفنونها سمع عثمان تكبيرا فقال: يا أسامة، ما هذا التكبير؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتل أهل بدر من المشركين.
وأخرجه الحاكم (4/ 47) من طريق حماد بن سلمة أنا هشام بن عروة عن أبيه قال: خلف النبي صلى الله عليه وسلم عثمان وأسامة بن زيد على رقية في مرضها وخرج إلى بدر وهي وجعة، فجاء زيد بن حارثة على العضباء بالبشارة وقد ماتت رقية فسمعنا الهيعة فوالله ما صدقنا بالبشارة حتى رأينا الأسارى.
ورواته ثقات.
2012 -
"خلق الله الأرض في يوم الأحد، وفي يوم الاثنين خلق الجبال وشقّق الأنهار، وقدّر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ثم استوى إلى السماء وهي دخان. وتلا الآية إلى قوله {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 12] قال: في يوم الخميس ويوم الجمعة"
قال الحافظ: وأما ما أخرجه عبد الرزاق من طريق أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس رفعه قال: فذكره، الحديث فهو ضعيف لضعف أبي سعد وهو البقال" (2)
(1) 8/ 60 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عثمان بن عفان)
(2)
10/ 178 (كتاب التفسير - سورة {حَم السجدة})
له عن ابن عباس طرق:
الأول: يرويه عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه:
- فقال عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 210 - 211): عن مَعْمَر بن راشد عن ابن عُيينة عن أبي سعد عن عكرمة مولى ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: في كم خلقت السموات والأرض؟ فقال: "خلق الله أول الأيام يوم الأحد، وخلقت الأرض في يوم الأحد ويوم الإثنين، وخلقت الجبال وشقت الأنهار وغرس في الأرض الثمار، وقدّر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} في يوم الخميس ويوم الجمعة، وكان آخر الخلق آدم، خلق في آخر ساعات يوم الجمعة، فلما كان يوم السبت لم يكن له فيه خلق، فقالت اليهود فيه ما قالت، فأنزل الله تكذيبهم {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا} [ق: 38] إلى آخر الآية.
واختلف فيه على ابن عُيينة:
• فرواه إسماعيل بن صبيح اليشكري عنه عن أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.
أخرجه الحاكم (2/ 450)
• ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن ابن عيينة عن أبي سعد عن ابن عباس مرفوعا، ولم يذكر عكرمة.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(879)
- ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السموات والأرض، فقال "خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب، فهذه أربعة، ثم قال {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] إلى {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 10] لمن سأل. قال: وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، إلى ثلاث ساعات بقيت منه، فخلق في أول ساعة من هذه الثلاث الساعات الآجال من يحيى ومن يموت، وفي الثانية ألقى الآفة على كل شيء مما ينتفع به الناس، وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة، وأمر ابليس بالسجود له الحديث".
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 94) وفي "تاريخه"(1/ 22 - 23 و45 و54 و 56) واللفظ له وأبو الشيخ (878) والحاكم (2/ 543)
وقال: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو سعد البقال قال ابن معين: لا يكتب حديثه"
وقال ابن كثير: هذا الحديث فيه غرابة" التفسير 4/ 94
قلت: وخولف أبو سعد في لفظه، فقال عطاء بن السائب: عن عكرمة أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ما يوم الأحد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فيه خلق الله عز وجل الأرض وكبسها" قالوا: الاثنين؟ قال "خلق فيه وفي الثلاثاء الجبال والماء وكذا وكذا وما شاء الله تعالى" قالوا: فيوم الأربعاء؟ قال "الأقوات" قالوا: فيوم الخميس؟ قال "فيه خلق الله عز وجل السماوات" قالوا: يوم الجمعة؟ قال "خلق في ساعتين الملائكة، وفي ساعتين الجنة والنار، وفي ساعتين الشمس والقمر والكواكب، وفي ساعتين الليل والنهار" قالوا: السبت؟ ذكروا الراحة، فقال "سبحان الله" وأنزل الله عز وجل {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق: 38].
أخرجه ابن جرير في "تاريخه"(1/ 23 - 24)
عن محمد بن المثني
وأبو الشيخ (887) واللفظ له
عن إسحاق بن إبراهيم (1)
قالا: ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن عطاء به.
واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه عفان بن مسلم البصري عنه عن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس.
فزاد فيه عن ابن عباس.
أخرجه أبو الشيخ (888)
وعطاء بن السائب كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه كان قبل اختلاطه وبعده.
الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: خلق الله السموات من دخان، ثم ابتدأ خلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، وذلك قول الله عز وجل {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
(1) أظنه شاذان الفارسي.
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] ثم قدر فيها أقواتها في يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فذلك قول الله عز وجل {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} فسمكها وزينها بالنجوم والشمس والقمر أجراهما في فلكهما، وخلق فيها ما شاء الله من خلقه وملائكته يوم الخميس ويوم الجمعة، وخلق الجنة يوم الجمعة، وخلق آدم يوم الجمعة، فذلك قول الله عز وجل {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الفرقان: 59]
…
الحديث".
أخرجه أبو الشيخ (877) واللفظ له وابن مندة في "التوحيد"(62) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا أبو صالح ثني يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به.
وأبو صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث مختلف فيه، ويحيى بن أيوب هو الغافقي وهو صدوق، والباقون ثقات.
• ورواه شريك عن غالب بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: إنّ الله خلق يوما واحدا فسماه الأحد، ثم خلق ثانيا فسماه الاثنين، ثم خلق ثالثا فسماه الثلاثاء، ثم خلق رابعا فسماه الأربعاء، ثم خلق خامسا فسماه الخميس، قال: فخلق الأرض في يومين الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء، فذلك قول الناس: هو يوم ثقيل، وخلق مواضع الأنهار والأشجار يوم الأربعاء، وخلق الطير والوحوش والهوام والسباع يوم الخميس، وخلق الإنسان يوم الجمعة، ففرغ من خلق كل شيء يوم الجمعة".
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(24/ 94) وفي "تاريخه"(1/ 42 و 47 و 54) وأبو الشيخ (881)
وغالب بن غيلان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو سيىء الحفظ.
الثالث: يرويه أبو صالح باذام مولى أم هانئ عن ابن عباس.
قال ابن جرير في "تاريخه"(1/ 47 و53 - 54 و55): ثني موسى بن هارون ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السُّدِّي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس قال: جعل ربنا تبارك وتعالى سبع أرضين في يومين الأحد والاثنين، وجعل فيها رواسي أنْ تميد بكم، وخلق الجبال فيها وأقوات أهلها، وشجرها وما ينبغي لها في يومين في الثلاثاء والأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين الخميس والجمعة".
أبو صالح باذام مولى أم هانئ ضعيف، والسدي وأسباط بن نصر مختلف فيهما، والباقون كلهم ثقات.
2013 -
"خلق الله كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل"
قال الحافظ: وله (أي مسلم) في حديث عائشة: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (1007) عن عائشة مرفوعا "إنّه خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبّح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنّه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار".
2014 -
حديث سَمُرة رفعه "خلقت المرأة من ضلع، فإنْ تقمها تكسرها، فدارها تعش بها"
قال الحافظ: أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني في "الأوسط"(2)
صحيح
يرويه عوف بن أبي جميلة واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عنه عن أبي رجاء العُطَاردي عن سمرة مرفوعا "إنّ المرأة خلقت من ضلع، فإنْ أقمتها كسرتها، فدارها تعش بها"(3)
وفي لفظ "إنما المرأة خلقت من ضلع، إنْ تحرص على إقامتها تكسرها، وإنْ تستمتع بها، تستمتع بها وفيها عوج".
أخرجه البزار (كشف 1476) وابن حبان (4178) والطبراني في "الكبير"(6992) و"الأوسط"(8484)
عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي
والبزار (1476)
عن محبوب بن الحسن البصري
والحاكم (4/ 174)
(1) 4/ 50 (كتاب الزكاة - باب على كل مسلم صدقة)
(2)
11/ 161 (كتاب النكاح - باب المداراة مع النساء)
(3)
زاد الحاكم: ثلاث مرات.
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل
ثلاثتهم عن عوف به.
واللفظ الأول لابن حبان والثاني للبزار.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين"
قلت: إسناده صحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية جعفر بن سليمان ومن تابعه عن عوف بن أبي جميلة.
• ورواه غير واحد عن عوف عن رجل عن سمرة، منهم:
1 -
شعبة.
أخرجه أحمد (5/ 8)
2 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(470)
3 -
سفيان الثوري.
قاله البزار
والأول أصح.
2015 -
"خلقت الملائكة من نور"
قال الحافظ: أخرجه مسلم عن عائشة مرفوعا" (1)
أخرجه مسلم (2996) عن عائشة به مرفوعا وزاد "وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم".
2016 -
عن ابن عباس رفعه "خمس دعوات مستجابات" وذكر فيها "ودعوة الأخ لأخيه"
قال الحافظ: وأخرج الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: فذكره" (2)
ضعيف جدا
(1) 7/ 111 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [الأعراف: 57])
(2)
13/ 385 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103])
أخرجه أبو محمد المخلدي في "ثلاثة مجالس من الأمالي" ومحمد بن يوسف بن إلياس في "مشيخته" والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" كما في "الضعيفة"(1364) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1475) من طريق عبد الرحيم بن زيد العَمِّي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً "خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حتى ينتصر، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المجاهد حتى يقفل، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب".
وإسناده ضعيف جدا، عبد الرحيم قال النسائي: متروك الحديث، وقال الجوزجاني: غير ثقة.
وأبوه قال ابن المديني وغيره: ضعيف.
وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب، وعبد الرحيم بن زيد متروك الحديث"
2017 -
حديث عبادة رفعه "خمس صلوات كتبهنّ الله على العباد" الحديث وفيه "ومن لم يأت بهنّ، فليس له عند الله عهد، إنْ شاء عذبه، وإنْ شاء أدخله الجنة"
قال الحافظ: أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه ابن حبان وابن السكن وغيرهما" (1)
وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).
حسن
وله عن عبادة طرق:
الأول: يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني عن عبد الله بن مُحيريز القرشي الجُمَحي واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عنه عن ابن محيريز عن المُخْدَجي رجل من بني كنانة عن عبادة بن الصامت، منهم:
1 -
يحيى بن سعيد الأنصاري.
أخرجه مالك (1/ 123) عنه عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أنّ رجلا من بني كنانة (3) يدعي المُخْدَجي سمع رجلا (4) بالشام يكنى أبا محمد يقول: إنّ الوتر واجب. فقال المخدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت، فاعترضت له وهو رائح إلى
(1) 15/ 222 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} [المائدة: 45])
(2)
2/ 384 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للأمام والمأموم في الصلوات كلها)
(3)
زاد البيهقي في "الكبرى" و"الشعب": ثم من بني مدلج.
(4)
زاد أحمد وغيره "من الأنصار" وزاد الدارمي وغيره "وكانت له صحبة" ولفظ أبي الشيخ "وكان ممن شهد بدرا"
المسجد، فأخبرته بالذي قال أبو محمد. فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "خمس صلوات كتبهنّ (1) الله عز وجل على العباد (2)، فمن جاء بهنّ، لم يضيع (3) منهنّ (4) شيئا، استخفافا (5) بحقهن (6)، كان (7) له عند الله عهد أنْ يدخله الجنة، ومن لم يأت بهنّ (8)، فليس له عند الله عهد، إنْ شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة (9) "
ومن طريقه أخرجه أبو داود (1420) وابن نصر في "الوتر"(مختصره للمقريزي ص 249) وفي "الصلاة"(1030) والنسائي (1/ 186) وفي "الكبرى"(322) والطحاوي في "المشكل"(3167) والهيثم بن كليب (1284 و 1286) والطبراني في "مسند الشاميين"(2181) وابن عدي (1/ 62 - 63) وابن النحاس في "الأمالي"(5) والبيهقي في "الكبرى"(2/ 8 و 467 و 10/ 217) وفي "معرفة السنن"(2/ 183) وفي "الاعتقاد"(ص 187) ومحمد بن المظفر في "غرائب مالك"(5) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(977) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 280)
وأخرجه عبد الرزاق (4575) والحميدي (388) ومسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1079) وابن أبي شيبة (2/ 296، 14/ 235 - 236) وأحمد (5/ 315 - 316 و 319) وأحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1080) والدارمي (1585) وابن نصر في "الصلاة"(1029) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2221 و5/ 418) والطحاوي في "المشكل"(3168) والهيثم بن كليب (1281) والطبراني في "مسند الشاميين"(2181 و 2182) وأبو الشيخ في "الطبقات"(881) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(180) وأبو نعيم في "الصحابة"(6978) والبيهقي في "الكبرى"(2/ 467) وفي "الشعب"(2564) وفي "الصغرى"(262) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(227) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري (10) به.
(1) لفظ البيهقي في "الكبرى" و"الشعب": فرضهن.
(2)
زاد الحميدي "في اليوم والليلة"
(3)
ولفظ عبد الرزاق "ينقص" ولفظ أبي الشيخ وغيره "ينتقص"
(4)
ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "من حقهن"
(5)
ولفظ عبد الرزاق "استحقارا" ولفظ ابن نصر في الصلاة "استحقاقا"
(6)
ولفظ الحميدي "لم ينتقص من حقهن شيئا للقادرين"
(7)
ولفظ الحميدي وغيره "كان حقا على الله"
(8)
ولفظ أحمد "ومن ضيعهنّ استخفافا" ولفظ ابن أبي شيبة "ومن أنقصهنّ من حقهنّ شيئا" ولفظ الهيثم "ومن انتقص شيئًا استخفافا بحقهن" ولفظ البيهقي فى "الصغرى""ومن جاء بهنّ وقد انتقص بحقهنّ شيئا"
(9)
ولفظ عبد الرزاق وغيره "غفر له" ولفظ البيهقي في "الكبرى" و"الشعب""وإنْ شاء رحمه"
(10)
رواه حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد فقال فيه: عن رجل من كنانة ولم يسمه.
أخرجه البيهقي (1/ 361) =
2 -
عبد ربه بن سعيد الأنصاري.
أخرجه ابن ماجه (1401) وابن نصر في "الصلاة"(1052) وابن حبان (2417) من طريق محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي قال: سأل رجل أبا محمد رجلا من الأنصار عن الوتر؟ فقال: الوتر واجب كوجوب الصلاة، فأتى عبادة بن الصامت فذكر ذلك له، فقال: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "خمس صلوات افترضهن الله على عباده، من جاء بهن، لم ينتقص منهنّ شيئا، استخفافا بحقهنّ، فإنّ الله جاعل له يوم القيامة عهدا أن يدخله الجنة، ومن جاء بهن قد انتقص منهنّ شيئا، استخفافا بحقهن، لم يكن له عند الله عهد، إنْ شاء عذبه، وإن شاء غفر له"
• ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة فقال: عن المخدجي عن أبي محمد الأنصاري أنه قال: الوتر واجب كوجوب الصلاة. فذكرت ذلك لعبادة فقال: كذب أبو محمد
…
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1629)
وتابعه وهب بن جرير بن حازم عن شعبة به.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3169)
• ورواه النضر بن شميل المازني عن شعبة فقال: عن ابن محيريز عن رجل قال: سمعت أبا محمد رجلا من الأنصار يقول: الوتر واجب.
أخرجه أبو القاسم (1628) وفي "الصحابة"(2223)
• ورواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن شعبة فقال: عن المخدجي أنّ رجلا سأله عن الوتر أواجب هو؟ قال: نعم كوجوب الصلاة، ثم سأل عبادة فقال: كذب
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2183)
3 -
محمد بن إسحاق المدني.
أخرجه أحمد (5/ 322) والطحاوي في "المشكل"(3170) من طريقين عن محمد بن إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن حبان قال: اختلف عمي أصبغ بن حبان وعبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه في الوتر فقال عمي: سنة لا ينبغي تركها، وقال عبد الرحمن: فريضة
= ورواه هشيم عن يحيى بن سعيد فقال فيه: عن ابن محيريز قال: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت.
أخرجه ابن حبان (1732)
كفريضة الصلاة، فلقيت ابن محيريز الجمحي فسألته فقال: أخبرني المخدجي أنه اختلف فيها هو ورجل من الشام يقال له: أبو محمد، وعبادة بن الصامت إذ ذاك بطبرية فأتيته فقلت: يا أبا الوليد إني اختلفت أنا وأبو محمد في الوتر فقلت: سنة لا ينبغي تركها، وقال هو: فريضة كفريضة الصلاة، وكان عبادة رجلا فيه حدة فقال: كذب أبو محمد ليس كما قال ولكن كما قلتَ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من فِيْهِ إلى في ولا أقول قال فلان وفلان "خمس صلوات افترضهن الله على عباده، فمن لقيه بهن لم يضيع منهنّ شيئا لقيه وله عنده عهد يدخله به الجنة، ومن لقه وقد انتقص منهنّ شيئا استخفافا بحقهنّ لقيه ولا عهد له، إنْ شاء عذبه وإن شاء غفر له"
4 -
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القاري.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(967) وابن نصر في "الصلاة"(1033) وابن حبان في "الثقات"(5/ 570 - 571) والطبراني في "مسند الشاميين"(2186) وابن المقرئ في "المعجم"(1272) من طرق عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم قال: أخبرني محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن أبي رفيع (1) قال: تذاكرنا الوتر، فقال رجل من الأنصار يكنى أبا محمد من الصحابة: الوتر واجب، فلقيت عبادة بن الصامت، فذكرت ذلك له، فقال: كذب أبو محمد، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وذكر الحديث.
5 -
محمد بن عمرو بن علقمة.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(1051) والهيثم بن كليب (1282 أو 1287) وابن حبان (1731) من طريقين عن محمد بن عمرو عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي قال: قلت لعبادة بن الصامت: إنّ أبا محمد يزعم أن الوتر واجب، فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وذكر الحديث.
6 -
محمد بن إبراهيم عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي قال: قال عبادة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(1032) والطبراني في "مسند الشاميين"(2185)
7 -
سعد بن سعيد الأنصاري.
أخرجه أبو القاسم البغوي (2222) والطبراني في "مسند الشاميين"(2184)
• ورواه عمرو بن يحيى المازني عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز قال:
(1) وهو المخدجي.
قيل لعبادة بن الصامت: إنّ أبا محمد يزعم أنّ الوتر واجب، قال: فقال عبادة بن الصامت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(1031) والهيثم بن كليب (1283) من طرق عن زائدة بن قدامة عن عمرو بن يحيى به.
• ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن محمد بن يحيى بن حبان أنّ عبد الله بن محيريز حدّثه أنّ رجلا تمارى هو ورجل من الأنصار يقال له: أبو محمد في الوتر، فقال أبو محمد: هو بمنزلة الصلاة، وقال الرجل الآخر: من السنة لا ينبغي تركها وليس بمنزلة الفريضة، قال: فسألت عن ذلك عبادة بن الصامت، أخبرته بما قلنا كلانا، قال: وكان رجلا فيه حدة، فقال: كذب أبو محمد، مرارا، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3171) والطبراني في "مسند الشاميين"(2187)
• ورواه محمد بن عجلان المدني عن محمد بن يحيى بن حبان واختلف عنه:
فقال سفيان بن عُيينة: ثني محمد بن عجلان عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة.
أخرجه الحميدي (388) والطبراني في "مسند الشاميين"(2182) وأبو الشيخ في "الطبقات"(881) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 291)
وتابعه أبو بكر بن عبد الله عن ابن عجلان به.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1903) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1028)
وخالفهما الليث بن سعد فرواه عن ابن عجلان ولم يذكر المخدجي.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3172)
• ورواه إسماعيل بن أمية المكي عن محمد بن يحيى بن حبان قال: ذكر قاصا يقال له: أبو محمد كان بدمشق قال: الوتر واجب، قال: فبلغ ذلك عبادة بن الصامت
أخرجه مسدد في "مسنده"(اتحاف الخيرة 1078)
ورواية يحيى بن سعيد الأنصاري ومن تابعه أصح.
ولم ينفرد محمد بن يحيى بن حبان به بل تابعه إبراهيم بن أبي عبلة الشامي ثني عبد الله بن محيريز عن المخدجي قال: تنازعت أنا ورجل من الأنصار في الوتر، فقال
أبو محمد: هو فريضة كفريضة الصلاة، فقلت: لا، بل سنة لا ينبغي تركها، فركبت إلى عبادة بن الصامت وهو بطبرية، وذكر الحديث.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين (35 و2188) من طريق هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة به.
وهانىء بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب، وعمه إبراهيم وثقه ابن معين وجماعة.
والمخدجي ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة، وقد توبع كما سيأتي.
وقال ابن عبد البر: الحديث صحيح ثابت لأنه عن عبادة من طرق ثابتة صحاح من غير طريق المخدجي بمثل رواية المخدجي" التمهيد 23/ 288 و 289
وقال أبو القاسم البغوي: والحديث صحيح عن ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة وأبي محمد الأنصاري"
وقال النووي: صحيح رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وأحد إسنادي أبي داود على شرط الصحيحين" الخلاصة 1/ 246
الثاني: يرويه عطاء بن يسار عن عبد الله الصُّنابحي قال: زعم أبو محمد أنّ الوتر واجب، فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد، أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات افترضهن (1) الله على عباده، من أحسن وضوءهنّ وصلاهنّ لوقتهنّ فأتم ركوعهنّ وسجودهنّ وخشوعهنّ (2) كان له عند الله عهد أن يغفر له (3)، ومن لم يفعل فليس له عند الله عهد، إن شاء غفر له (4) وإن شاء عذبه"
أخرجه أحمد (5/ 317) واللفظ له
عن حسين بن محمد المَرُّوْذي
وأبو داود (425) وابن نصر في "الصلاة"(1034) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(820) والبيهقي (3/ 366) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 291) والبغوي في "شرح السنة"(978) والمزي (25/ 43 - 44)
(1) وفي لفظ "كتبهن"
(2)
وفي لفظ "من حافظ عليهن ولم يضيعهن استخفافا بحقهن"
(3)
وفي لفظ "أن لا يعذبه"
(4)
وفي لفظ "رحمه"
عن يزيد بن هارون الواسطي
والطبراني في "الأوسط"(4655 و 9311) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 130 - 131) والبيهقي (2/ 215)
عن آدم بن أبي إياس العسقلاني
ثلاثتهم عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار به.
ووقع عند أبي داود "عن عبد الله بن الصنابحي"
ووقع في رواية آدم بن أبي إياس "عن أبي عبد الله الصنابحي"
قال الحافظ في "النكت الظراف"(4/ 255): وهو الصواب"
قلت: وهو مختلف في صحبته (1)، والباقون كلهم ثقات.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الصنابحي عن عبادة، ومشهوره رواية ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلا أبو غسان، تفرد به آدم"
كذا قال، وقد توبع كما تقدم.
الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي ادريس الخولاني قال: كنت في مجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم عبادة بن الصامت فذكروا الوتر فقال بعضهم: واجب، وقال بعضهم: سنة، فقال عبادة بن الصامت: أما أنا فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أتانى جبريل عليه السلام من عند الله تبارك وتعالى فقال: يا محمد إنّ الله عز وجل قال لك: إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات من وافاهنّ على وضوئهنّ ومواقيتهنّ وسجودهنّ فإنّ له عندك بهن عهدا أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد أنقص من ذلك شيئا أو كلمة نسيتها فليس له عندك عهدا، إنْ شئت عذبته وإن شئت رحمته"
أخرجه الطيالسي (ص 78) عن زمعة بن صالح الجندي عن الزهري به.
وأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(1054) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا زمعة به.
وإسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح.
(1) انظر حديث "تطلع الشمس بين قرني شيطان" في حرف التاء.
الرابع: يرويه النعمان بن داود بن محمد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الوليد عن أبيه الوليد بن عبادة بن الصامت قال: امترى رجلان من الأنصار فقال أحدهما: الوتر بعد العشاء بمنزلة الفريضة، وقال الآخر: هي سنة، فخرجنا حتى أتينا ابن محيريز فذكرنا له الذي امترينا، فقال لهما ابن محيريز: هي بمنزلة الفريضة، فخرجنا من عنده فلقينا عبادة بن الصامت فذكرنا له ذلك الذي امترينا فيه، والذي ردّ عليهم ابن محيريز فقال: كذب أبو محمد، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "افترض الله خمس صلوات على خلقه من أداهن كما افترض عليه لم ينتقص من حقهنّ شيئا استخفافا فإنّه لقي الله وله عنده عهد يدخله الجنة، ومن انتقص من حقهنّ شيئا استخفافا فإنّه لقي الله ولا عهد له إنْ شاء عذبه، وإنْ شاء غفر له" ولكنها سنة لا ينبغي تركها.
أخرجه الهيثم بن كليب (1177 و1285) من طريقين عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا النعمان بن داود به.
والنعمان بن داود ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.
الخامس: يرويه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله عن عبادة بن الصامت مرفوعا "خمس صلوات كتبهنّ الله عز وجل على العباد، فمن أتى بهنّ قد حفظ حقهنّ فإنّ له عند الله عهدا أنْ يدخله الجنة، ومن أتى بهنّ قد أضاع شيئا من حقهنّ استخفافا فإنّه لم يكن له عند الله تعالى عهد، إنْ شاء عذبه وإن شاء رحمه".
أخرجه الهيثم بن كليب (1265) عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا يحيى بن أبي بكير ثني يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن عمرو بن أبي عمرو به.
وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: المطلب بن عبد الله بن حنطب لم يدرك عبادة (المراسيل)
2018 -
"خمس قتلهنّ حلال للمحرم"
قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند أبي داود وغيره: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه أبو داود (1847) وابن خزيمة (2667) والبيهقي (5/ 210)
(1) 4/ 408 (كتاب الحج - أبواب المحصر وجزاء الصيد - باب ما يقتل المحرم من الدواب)
عن حاتم بن إسماعيل المدني
وابن خزيمة (2666) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 163) والبيهقي (5/ 210)
عن يحيى بن أيوب المصري
كلاهما عن محمد بن عجلان المدني عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "خمس قتلهنّ حلال في الحرم: الحية، والعقرب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور" واللفظ لحديث حاتم بن إسماعيل.
وفي حديث يحيى بن أيوب "الحية، والذئب، والكلب العقور"
وفي رواية لابن خزيمة "والنمر"
وإسناده صحيح.
2019 -
عن عائشة قالت: خمس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهنّ في سفر ولا حضر:
المرآة، والمُكْحُلَة، والمُشط، والمِدْرَى، والسواك"
قال الحافظ: أخرجه الخطيب في "الكفاية" وفي إسناده أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف، وأخرجه ابن عدي من وجه آخر ضعيف أيضا، وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" من وجه آخر عن عائشة أقوى من هذا لكن فيه قارورة دهن بدل المدرى. وأخرج الطبراني في "الأوسط" من وجه آخر عن عائشة: كان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه ومشطه، وكان ينظر في المرآة إذا سرح لحيته. وفيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف. وله شاهد من مرسل خالد بن معدان أخرجه ابن سعد" (1)
ضعيف
روى من حديث عائشة ومن حديث أم سعد الأنصارية ومن حديث خالد بن معدان مرسلا
فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كان لا يفارق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد بيته سواكه ومشطه، وكان ينظر في المرآة أحيانا، ويسرح لحيته أحيانا ويأمر به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6363) وابن عدي (3/ 1102) والبيهقي في
(1) 12/ 489 (كتاب اللباس - باب الامتشاط)
"الشعب"(6071) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا سليمان بن أرقم، تفرد به محمد بن سلمة"
وقال البيهقي: سليمان بن أرقم ضعيف"
وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف" المجمع 5/ 171
وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 306
قلت: سليمان بن أرقم قال أبو حاتم وغير واحد: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات.
- ورواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن هشام غير واحد، منهم:
1 -
أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي البصري.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(889) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 148) والطبراني في "الأوسط"(5238) وابن عدي (1/ 310) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(47) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(901) من طرق عن أبي أمية بن يعلى ثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: خمس لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهن في سفر ولا حضر: المرآة، والمكحلة، والمشط، والمدرى، والسواك.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا أبو أمية بن يعلى"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن هشام غير أبي أمية بن يعلى وعبيد بن واقد شيخ بصري، وهو أيضا في جملة الضعفاء"
وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن يعلى أبو أمية وهو متروك" المجمع 5/ 171
2 -
أيوب بن واقد الكوفي.
أخرجه العقيلي (1/ 116) وابن عدي (1/ 348) والبيهقي في "الشعب"(6072) وابن الجوزي في "العلل"(1146) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني المنقري ثنا أيوب بن واقد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: خمس لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعهن في سفر ولا حضر: فذكرتهن.
قال العقيلي: لا يتابع أيوب بن واقد عليه، ولا يحفظ هذا المتن بإسناد جيد"
وقال ابن عدي: هذا الحديث لم يحدث به عن هشام إلا ضعيف"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، فيه أيوب بن واقد قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته، وفيه سليمان الشاذكوني قال ابن معين: كان كذابا ويضع الحديث، وقال البخاري: هو عندي أضعف من كل ضعيف"
3 -
حسين بن علوان الكوفي.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 62) من طريق أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ثنا حسين بن علوان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سبع لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتركهن في سفر ولا حضر: القارورة، والمشط، والمرآة، والمكحلة، والسواك، والمقصان، والمدرى.
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1145)
وقال: هذا حديث لا يصح، فيه حسين بن علوان قال أحمد وابن معين: هو كذاب، وقال ابن عدي وابن حبان: كان يضع الحديث.
4 -
يعقوب بن الوليد الأزدي.
أخرجه ابن عدي (7/ 2605) عن عبد الله بن محمد بن ناجية البربري ثنا محمود بن خداش ثنا يعقوب بن الوليد الأزدي ثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: سبع لم يفتن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ولا حضر: القارورة، والمشط، والمكحلة، والمقراضان، والسواك، والمرآة.
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1147)
وقال: هذا حديث لا يصح، فيه يعقوب بن الوليد قال أحمد: كان من الكذابين الكبار يضع الحديث، وقال ابن معين: لم يكن بشيء كذاب، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات"
وقال أبو حاتم: هذا حديث موضوع، ويعقوب بن الوليد كان يكذب" العلل 2/ 304
5 -
عبد الكريم بن مسلم الجزري.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(890) عن أبي بدر عباد بن الوليد الغُبَري ثنا محمد بن الصلت الأسدي ثنا عبد الكريم بن مسلم الجزري ثنا هشام عن أبيه عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر بست: بالمرآة، والقارورة، والمشط، والمقراض، والسواك، والمكحلة.
وعبد الكريم قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف من هو.
6 -
إسماعيل بن أبي زياد السكوني.
أخرجه الخطيب في "المتفق"(183) من طريق بشر بن حجر السامي البصري ثنا إسماعيل بن أبي زياد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر حمل معه القارورة والمشط والسواك.
وإسماعيل قال الدارقطني: متروك يضع الحديث.
الثاني: يرويه محمد بن حمير الحمصي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أم الدرداء قالت: سألت عائشة: ما كنت إذا سافرت مع النبي صلى الله عليه وسلم أو حججت أو غزوت معه تزودينه؟ قالت: كنت أزوده قارورة دهن، ومشطا، ومرآة، ومِقَصَّيْن، ومكحلة، وسواكا.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2373 و 2981) وفي "مسند الشاميين"(25) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 171 - 172) والبغوي في "الشمائل"(1084) من طريق محمد (1) بن حفص الوصابي ثنا محمد بن حمير به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا محمد، تفرد به محمد بن حفص"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن حفص الوصابي وهو ضعيف" المجمع 5/ 171
قلت: ذكره ابن أبي حاتم في كتابه فقال: أدركته وأردت قصده والسماع منه فقال لي بعض أهل حمص: ليس بصدوق ولم يدرك محمد بن حمير، فتركته.
وقال ابن مندة: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب.
وأما حديث أم سعد فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(887) عن أبي بدر عباد بن الوليد الغبري ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا سعيد بن زكريا المدائني ثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان قال: سمعت أم سعد الأنصارية رضي الله عنها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر لم يفارق المرآة والمكحلة، يكونان معه.
ثم أخرجه (888) عن نصر بن داود الخليخي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن عبد الله بن خارجة عن أم سعد به.
وعنبسة بن عبد الرحمن هو الأموي قال أبو حاتم: كان يضع الحديث، وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الإحتجاج به.
(1) وعند أبي الشيخ: عمر.
ومحمد بن زاذان هو المدني قال البخاري وغيره: منكر الحديث.
وأما حديث خالد بن معدان فأخرجه ابن سعد (1/ 483 و 484) عن الفضل بن دكين أنا مِنْدَل عن ثور عن خالد بن معدان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر بالمشط والمرآة والدهن والسواك والكحل.
وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي العَنَزي.
2020 -
"خمس من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والحلم، والحجامة"
قال الحافظ: وأخرج البزار والبغوي في "معجم الصحابة" والحكيم الترمذي فى "نوادر الأصول" من طريق مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده رفعه: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أربع من سنن المرسلين"
2021 -
"خمس من قبض فيهنّ فهو شهيد" فذكر فيهم النفساء.
قال الحافظ: وللنسائي من حديث عقبة بن عامر: فذكره" (2)
حسن
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 58) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 508 - 509) 509) والطبراني في "الكبير"(17/ 326) والمزي في "التهذيب"(14/ 355 - 356)
عن عبد الله بن المبارك
والنسائي (6/ 31) وفي "الكبرى"(4371)
عن عبد الله بن وهب
كلاهما عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني قال: سمعت عبد الله بن ثعلبة الحضرمي يذكر أنّه سمع ابن حجيرة الأكبر يذكر أنه سمع عقبة بن عامر رفعه "خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد: المقتول (3) في سبيل الله شهيد، والغرق (4) في سبيل الله شهيد، والمبطون في سبيل الله شهيد، والمطعون في سبيل الله شهيد، والنفساء في سبيل الله شهيد" اللفظ للنسائي
(1) 12/ 458 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)
(2)
6/ 383 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)
(3)
وفي لفظ "القتيل"
(4)
وفي لفظ "الغريق"
ورواته ثقات غير عبد الله بن ثعلبة الحضرمي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه عبد الرحمن بن شريح. فهو مجهول.
لكن الحديث حسن فإنّ له شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم: عبادة بن الصامت وابن عمرو وسعد بن أبي وقاص وربيع الأنصاري وسلمان الفارسي وراشد بن حبيش وعبد الله بن بسر وغيرهم (1).
2022 -
"خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] الآية"
قال الحافظ: وروى أحمد والبزار وصححه ابن حبان والحاكم من حديث بُريدة رفعه قال: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه أحمد (5/ 353) عن زيد بن الحباب العُكلي ثنا حسين بن واقد ثني عبد الله قال: سمعت أبي بُريدة رفعه قال: فذكره.
وأخرجه البزار (كشف 2249) عن عباد بن عبد الله أنبأ زيد بن الحباب به.
قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 7/ 89 - 90
وقال السيوطي: سنده صحيح" الدر المنثور 6/ 531
قلت: حسين بن واقد صدوق، وزيد بن الحباب وعبد الله بن بريدة ثقتان، فالإسناد حسن.
وله شاهد من حديث ابن عمر فهو به صحيح.
أخرجه البخاري (فتح 10/ 132) وغيره.
2023 -
"خياركم كل مفتّن توّاب"
قال الحافظ: ذكره في "مسند الفردوس" عن عليّ" (3)
ضعيف
(1) انظر "الترغيب" للمنذري 2/ 333 - و"المجمع"(2/ 317 و5/ 299 - 301) للهيثمي - و"أحكام الجنائز"(ص 36 - 40) للألباني.
(2)
10/ 132 (كتاب المسير - تفسير سورة لقمان - باب قوله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34])
(3)
17/ 249 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15])
وله عن علي بن أبي طالب طريقان:
الأول: يرويه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن النعمان بن سعد عن عليّ واختلف عنه:
- فرواه غير واحد عنه مرفوعا، منهم:
1 -
محمد بن فضيل الكوفي (1).
أخرجه الترمذي في "العلل الكبير"(2/ 921) والبزار (700)
2 -
إسماعيل بن زكريا الخُلقاني.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(6720)
3 -
عبد الواحد بن زياد العبدي.
أخرجه القضاعي (1271) والبيهقي في "الشعب"(6719)
- ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن عبد الرحمن بن إسحاق فأوقفه على عليّ.
أخرجه هناد في "الزهد"(909)
قال الترمذي: رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن عليّ موقوفا، وحديث ابن فضيل عندي وهم"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن عليّ، وقد رفعه بعض من نقل عن عبد الرحمن بن إسحاق وبعضهم أوقفه، وعبد الواحد أوقفه"
قلت: اختلف فيه على عبد الواحد بن زياد، فرواه سليمان بن داود الزهراني ويوسف بن كامل عنه مرفوعا كما تقدم.
ورواه عفان بن مسلم البصري عن عبد الواحد بن زياد فأوقفه على عليّ.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(6718)
وإسناده ضعيف مرفوعا وموقوفا لأنّ مداره على عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف، عن النعمان بن سعد وهو مجهول.
(1) هكذا رواه محمد بن طَرِيف الكوفي وعباد بن يعقوب الكوفي عن ابن فضيل فرفعاه، وخالفهما علي بن المنذر الكوفي فرواه عن ابن فضيل في "الدعاء"(39) فأوقفه.
الثاني: يرويه أبو جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحنفية عن أبيه مرفوعا "إنّ الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب"
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 80 و 103) وأبو يعلى (483) والدولابي في "الكنى"(2/ 62) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 178 - 179) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار ثنا أبو عبد الله مسلمة الرازي عن أبي عمرو البجلي عن عبد الملك بن سفيان الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي به.
قال الدولابي: قال أحمد: هذا حديث منكر"
وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث محمد بن الحنفية، تفرد به داود العطار"
وقال البيهقي: غير قوي" الشعب 12/ 432 - 433
وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2082
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 10/ 200
قلت: مسلمة الرازي ترجمه الحسيني في "الاكمال" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو عمرو البجلي ذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/ 199) وقال: اسمه عبيدة بن عبد الرحمن يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الاحتجاج به بحال.
وعبد الملك بن سفيان قال الحسيني في "الاكمال": مجهول.
والباقون كلهم ثقات.
وأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1076) عن محمد بن عمر الواقدي ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن عبد الله بن أبي سفيان عن يزيد بن طلحة بن ركانة عن محمد بن الحنفية عن أبيه رفعه "إن الله يحب المفتن التواب".
والواقدي متروك.
2024 -
"خياركم من أطعم الطعام"
قال الحافظ: وقد روى الحاكم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: قال عمر لصهيب: ما وجدت عليك في الاسلام إلا ثلاثة أشياء: اكتنيت أبا يحيى، وانك لا تمسك شيئا، وتدعى إلى النمر بن قاسط. فقال: أما الكنية فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني، وأما النفقة فإنّ الله يقول {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] وأما النسب فلو كنت من روثة لانتسبت إليها ولكن كان العرب تسبي
بعضهم بعضا فسباني ناس بعد أن عرفت مولدي وأهلي فباعوني فأخذت بلسانهم يعني لسان الروم.
ورواه الحاكم أيضا وأحمد وأبو يعلى وابن سعد والطبراني من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أنه كان يكنى أبا يحيى ويقول: إنه من العرب ويطعم الكثير، فقال له عمر، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني، وإني رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل، ولكن سبتني الروم غلاما صغيرا بعد أنْ علقت قومي وعرفت نسبي، وأما الطعام فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
ورواه الطبراني من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر حتى دخلنا على صهيب، فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس: فقال عمر: ما له يدعو الناس؟ فقيل له: إنما يدعو غلامه يحنس، فقال: يا صهيب، ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال، فذكر نحوه وقال فيه: وأما انتسابي إلى العرب فإنّ الروم سبتني وأنا صغير وإني لأذكر أهل بيتي، ولو أني انفلقت عن روثة لانتسبت إليها. فهذه طرق تقوي بعضها بعضا" (1)
حسن
وله عن صهيب طرق:
الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب واختلف عن محمد بن عمرو:
- فقيل: عن محمد بن عمرو بن علقمة ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لصهيب: ما وجدت عليك في الإسلام إلا ثلاثة أشياء: اكتنيت أبا يحيى وقال الله عز وجل: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7] قال: إنّه قال: وإنّك لا تمسك شيئا إلا أنفقته، قال: إنّه قال: وإنك تدعى إلى النمر بن قاسط وأنت من المهاجرين ممن أنعم الله عليه (2)، فقال صهيب: أما القول أني تكنيت أبا يحيى فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى، وأما القول أني لا أمسك شيئا إلا أنفقته فإن الله تعالى يقول {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]، وأما القول أني أدعى إلى النمر بن قاسط فإنّ العرب تسبي بعضها بعضا فسباني طائفة من العرب بعد أن عرفت أهلي ومولدي فباعوني بسواد الكوفة فأخذت لسانهم ولو كنت من روثة (3) ما انتسبت إلا إليها، قال: صدقت.
(1) 5/ 317 (كتاب البيوع - باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه)
(2)
زاد ابن عبد البر "بالإسلام"
(3)
زاد ابن عبد البر "حمار"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(285) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1284) والحاكم (3/ 398) واللفظ له
عن يحيى بن سعيد الأموي
وابن عبد البر في "الاستيعاب"(5/ 154 - 155)
عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني
قالا: ثنا محمد بن عمرو به.
- ورواه محمد بن بشر العبدي عن محمد بن عمرو قال: ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قال عمر لصهيب. لم يذكر عن أبيه.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 153 - 154) وفي "الصحابة"(3804)
وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا محمد بن عمرو به.
أخرجه أبو القاسم البغوي (1284)
والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة (1).
والحديث إسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
الثاني: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أنّه كان يكنى أبا يحيى ويقول: إنّه من العرب ويطعم الطعام الكثير، فقال له عمر بن الخطاب: يا صهيب (2) مالك تكنى أبا يحيى وليس لك ولد، وتقول (3): إنك من العرب وأنت رجل من الروم، وتطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال؟ فقال صهيب (4): إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى، وأما قولك في النسب وادعائي إلى العرب فإنّي رجل من (5) النمر بن قاسط من أهل الموصل، ولكن سبيت، سبتني الروم (6) غلاما صغيرا بعد أن عقلت أهلي وقومي وعرفت نسبي، وأما قولك في الطعام وإسرافي فيه فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "إنّ خياركم من أطعم الطعام وردّ السلام"، فذلك الذي يحملني على أنْ أطعم الطعام.
(1) انظر "التاريخ" لابن معين برواية الدوري 2/ 560
(2)
ولفظ الطحاوي "نعم الرجل أنت يا صهيب لولا خصال فيك ثلاث"
(3)
ولفظ الطبراني وغيره "وانتميت إلى العرب"
(4)
زاد أحمد وغيره "أما قولك اكتنيت وليس لك ولد"
(5)
زاد الطحاوي "بني"
(6)
زاد ابن عساكر وغيره "من الموصل"
أخرجه ابن سعد (3/ 226 - 227) واللفظ له وأحمد (6/ 16) ولوين في "حديثه"(64) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 119) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 340) والخرائطي في "المكارم"(1/ 329) والطبراني في "الكبير"(7310) والحاكم (4/ 278) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 153) وابن بشران (1222) والبيهقي في "الشعب"(8565) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(400) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية"(ص 151 - 152) وفي "معجم الشيوخ"(1014) والحافظ في "الامتاع بالأربعين"(ص 41 - 42 و 42)
عن عبيد الله بن عمرو الرقي
وابن سعد (3/ 226 - 227) وابن أبي شيبة في "مسنده"(483) وفي "المصنف"(9/ 13 - 14) وفي "الأدب"(64) وأحمد (6/ 16) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 46) وابن ماجه (3738) والبزار (2094) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 153) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(5/ 155 - 156) والمزي في "تهذيب الكمال"(7/ 329 - 330)
عن زهير بن محمد التميمي
كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب تفرد به العقيلي وفيه ضعف"
وقال الحافظ: حديث حسن"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 17
وقال البوصيري: هذا إسناد حسن. عبد الله بن محمد مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 119
قلت: وأكثرهم يضعفونه، وحمزة بن صهيب ذكره ابن حبان في "الثقات".
الثالث: يرويه زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب حتى دخل على صهيب حائطا له بالعالية، فلما رآه صهيب قال: يا ناس يا ناس. فقال عمر: لا أبا له! يدعو الناس! فقلت: إنما يدعو غلاما يدعى يُحَنَّس. فقال عمر: ما فيك شيء أعيبه يا صهيب إلا ثلاث خصال، لولاهنّ ما قدمت عليك أحدا. هل أنت مخبري عنهنّ؟ قال صهيب: ما أنت بسائلي عن شيء إلا صدقتك عنه. قال: أراك تنتسب عربيا ولسانك
أعجمي، وتتكنى بأبي يحيى اسم نبي، وتبذر مالك. قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي بأبي يحيى فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبى يحيى، أفأتركها لك. وأما انتسابي إلى العرب فإنّ الروم سبتني صغيرا فأخذت لسانهم، وأنا رجل من النمر بن قاسط لو انفلقت عن روثة لانتسبت إليها.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7297) وفي "المكارم"(156) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(5/ 157 - 158) من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري ثني أبي ثني ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم به.
واللفظ لابن عبد البر، ولفظ "الكبير" نحوه، ولفظ "المكارم": خياركم من أطعم الطعام.
وعبد الله والد مصعب ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وربيعة بن عثمان وثقه ابن معين وجماعة وتكلم فيه أبو حاتم وغيره.
وتابعه حماد بن سلمة عن زيد بن أسلم عن أبيه به.
أخرجه البزار (2086) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا حماد به.
ورواه بهز بن أسد البصري عن حماد بن سلمة فلم يذكر أسلما.
أخرجه أحمد (4/ 333)
2025 -
"خير الأمور أوساطها"
سكت عليه الحافظ (1).
ضعيف جدا
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7296) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا دحيم ثنا مروان ثنا الحكم بن أبي خالد الفزاري عن زيد بن رفيع عن معبد الجهني عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه "العلم أفضل من العمل، وخير الأمور أوساطها، ودين الله بين الفاتن والغالي، والحسنة بين السيئتين لا ينالها إلا بالله، وشر السير الحَقْحَقَة"
وإسناده ضعيف جدا، الحكم بن أبي خالد هو الحكم بن ظهير الفزاري وهو متروك الحديث، قاله النسائي وغيره.
(1) 14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)
وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.
وقال ابن معين أيضًا: كان مروان بن معاوية يغير الأسماء، يعمي على الناس، كان يقول: حدثنا الحكم بن أبي خالد، وإنما هو الحكم بن ظهير.
وقال ابن حبان: هو الذي يروي عنه مروان الفزاري ويقول: حدثنا الحكم بن أبي خالد، والحكم بن أبي ليلى، وهو الحكم بن ظهير (1).
2026 -
"خير المال مُهرة مأمورة"
قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)
ضعيف
أخرجه ابن سعد (7/ 79) وأحمد (3/ 468) والحارث (3) في "مسنده"(بغية الباحث 422) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا أبو نعامة العدوي عن مسلم بن بُديل عن إياس بن زهير أبي طلبة عن سويد بن هبيرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "خير مال المرء مهرة مأمورة أو سكة مأبورة"
وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 439 و 2/ 2/ 144) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 586) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1157) والطبراني في "الكبير"(6471) والبيهقي في "الصغرى"(4044) و"الكبرى"(10/ 64) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2647) من طرق عن روح بن عبادة به.
قال ابن مندة: لم يقل: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم إلا روح بن عبادة" الإصابة 4/ 304
قلت: خالفه غير واحد رووه عن أبي نعامة العدوي فلم يذكروا السماع.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 438 - 439) والدولابي في "الكنى"(2/ 17) وأبو القاسم البغوي (1158) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 295) والطبراني في "الكبير"(6470) وأبو نعيم في "الصحابة"(3/ 1400)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
(1) انظر "المقاصد الحسنة"(ص 205) و"الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة"(ص 107 - 108) و"كشف الخفاء"(1/ 469) و"الفوائد المجموعة"(ص 251) و"جلباب المرأة المسلمة"(ص 30) و"ضعيف الجامع الصغير"(4/ 68 - 69)
(2)
10/ 9 (كتاب التفسير - سورة بني إسرائيل - باب {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: 16] الآية)
(3)
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم فى "الصحابة"(3538)
والحربي في "الغريب (1/ 80) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 49 / أ) والقضاعي (1251) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1216)
عن زهير بن هُنَيْد البصري
وأبو نعيم في "الصحابة"(3539)
عن مروان بن معاوية الفزاري
أربعتهم عن عمرو بن عيسى أبي نعامة العدوي ثني مسلم بن بديل عن إياس بن زهير أبي طلبة عن سويد بن هبيرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو عبيد في "الغريب"(1/ 349): حدثني غير واحد عن أبي نعامة العدوي.
ومن طريقه أخرجه القضاعي (1250)
ورواه معاذ بن معاذ العنبري عن أبي نعامة العدوي فقال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 439 و 2/ 2/ 144)
قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 258
قلت: الحديث مرسل، قال أبو حاتم: سويد بن هبيرة تابعي ليست له صحبة، وغلط روح بن عبادة فروى عن أبي نعامة عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم"
وقال يعقوب بن سفيان: ليست له صحبة" المعرفة 3/ 69
وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: يروي المراسيل.
وإياس بن زهير ومسلم بن بديل ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في الثقات.
2027 -
حديث أبي سعيد "خير الناس رجل يجاهد بنفسه وماله، ورجل في شِعْب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 6/ 346)
(1) 16/ 152 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة)
2028 -
"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الآخرون أردأ"
قال الحافظ: ووقع في حديث جَعدة بن هُبيرة عند ابن أبي شيبة والطبراني إثبات القرن الرابع ولفظه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّ جعدة مختلف في صحبته" (1)
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 176) وفي "مسنده"(المطالب 4159/ 1) عن عبد الله بن ادريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة مرفوعا "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الآخرون أردى"
ورواه عبد بن حميد (383) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(726) وفي "السنة"(1476) عن ابن أبي شيبة به.
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 340)
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1673) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن ابن أبي شيبة به.
ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن ابن أبي شيبة وقال في آخره "ثم الآخرون أرذل"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2187)
ورواه أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجُعْفي عن ابن أبي شيبة فلم يذكر القرن الرابع.
أخرجه الحاكم (3/ 191)
وتابعه محمد بن العباس المؤدب ثنا ابن أبي شيبة به.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 154)
ولم ينفرد ابن أبي شيبة به بل تابعه:
1 -
زكريا بن يحيى.
أخرجه أبو يعلى (المطالب 4159/ 3)
(1) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)
2 -
أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني.
ولفظ حديثه "خير الناس قرني، ثم الذي يليه، ثم الآخرون أرذل"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2188)
ولم ينفرد ادريس بن يزيد الأودي به بل تابعه أخوه داود بن يزيد الأودى: سمعت أبي يذكر عن جعدة بن هبيرة رفعه "خير الناس قرني الذين أنا منهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الرابع أرذل إلى أن تقوم الساعة"
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(322) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري
وابن أبي حاتم في "المراسيل"(ص 24 - 25) عن أبيه
قالا: ثنا أبو نعيم عن داود بن يزيد الأودي به.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول بعد ما حدثنا بهذا الحديث في "مسند الوحدان": جعدة بن هبيرة تابعي هو ابن أخت علي بن أبي طالب روى عن عليّ"
قلت: هو جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي ابن أم هانئ كما في "الجرح والتعديل" وغيره.
وقيل: هو جعدة بن هبيرة الأشجعي كما في "تهذيب الكمال" وغيره، وذكر المزي وغيره هذا الحديث في ترجمته.
قال المزي: ذكره أبو عمر بن عبد البر وغيره مفردا عن الأول وجمعهما ابن أبي حاتم ووهم في ذلك.
وتعقبه الحافظ في "تهذيبه" بأنّ ابن أبي حاتم له سلف في ذلك وهو أباه أبا حاتم وقوى ذلك برواية ابن أبي شيبة والتي وقع فيها جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، وذكر الحاكم هذا الحديث في "تاريخ نيسابور" في ترجمة جعدة المخزومي، وهكذا أخرجه في مسند جعدة المخزومي غير واحد، ولما ذكر ابن الأثير أنّ ابن عبد البر جعل المخزومي غير الأشجعي قال: وغالب الظن أنه هو لأنّ هذا الحديث قد رواه عبد الله بن ادريس بن يزيد وداود بن يزيد عن أبيهما عن جدهما عن جعدة بن هبيرة المخزومي.
ولما ذكر العلائي كلام أبي حاتم في "جامع التحصيل"(ص 185) تعقبه فقال: وهذا وهم ظاهر اشتبه عليه بالذي قبله - يعني المخزومي - وهما اثنان وليس في صحبة هذا الثاني خلاف - يعني الأشجعي -.
وتعقبه الحافظ فقال: والغالب على الظن ترجيح كلام أبي حاتم.
والله تعالى أعلم.
2029 -
"خير أمتي القرن الذي أنا فيهم، ثم الثاني، ثم الثالث"
قال الحافظ: وللطيالسي من حديث عمر رفعه: فذكره" (1)
أخرجه أبو داود الطيالسي (ص 7 - 8) عن حماد بن يزيد عن معاوية بن قرة المزني قال: أتيت المدينة زمن الأقط والسمن، والأعراب يأتون بالبرقاء فيبيعونها فإذا أنا برجل طامح بصره ينظر إلى الناس فظننت أنه غريب فدنوت منه فسلمت عليه فردّ عليّ وقال: من أهل هذه أنت؟ قلت: نعم، فجلست معه، فقلت: ممن أنت؟ فقال: من هلال واسمي كهمس أو قال من بني سلول واسمي كَهْمَس ثم قال: ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟ فقلت: بلى، قال: فذكر حديثا ثم قال: قال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "خير أمتي الذي أنا منه، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم ينشأ قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، يشهدون من غير أن يستشهدوا، لهم لغط في الأسواق" قال: قال لي كهمس: أتخاف أن يكون هؤلاء من أولئك. ثم قال لي كهمس: إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بإسلامي، ثم غبت عنه حولا، ثم أتيته فقلت: يا رسول الله كأنك تنكرني؟ فقال "أجل" فقلت: يا رسول الله ما أفطرت منذ فارقتك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ومن أمرك أن تعذب نفسك صم يوما من الشهر" فقلت: زدني، قال "فصم يومين" حتى قال "فصم ثلاثة أيام من الشهر".
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1445) عن يونس بن حبيب بن عبد القاهر الأصبهاني ثنا أبو داود به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5893) عن عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب به
وأخرجه البزار (248) عن محمد بن بشار البصري ثنا أبو داود به.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 382) من طريق أحمد بن وزير القاضي ثنا أبو داود الطيالسي به.
ولم ينفرد الطيالسي به بل تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد بن يزيد بن مسلم المنقري به.
(1) 8/ 7 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 238 - 239) وابن سعد (7/ 46) وسمويه في "فوائده"(28 - وانظر المطالب 4171/ 4) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2039) والطبراني في "الكبير"(19/ 194) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(المطالب 4171/ 5) وأبو نعيم في "الصحابة"(5893) والخطيب في "الموضح"(1/ 95)
قال الحافظ: إسناده قوي" المطالب 4/ 341
وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 7/ 126
وقال الهيثمي: وفيه حماد بن يزيد المنقري ولم أجد من ذكره" المجمع 3/ 197
قلت: هو حماد بن يزيد بن مسلم أبو يزيد البصري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
2030 -
"خير، أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض، غير أنّه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني"
قال الحافظ: قوله: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعليّ وأمره أنْ يؤذن ببراءة. هذا القدر من الحديث مرسل لأنّ حميدا لم يدرك ذلك ولا صرّح بسماعه له من أبي هريرة، لكن قد ثبت إرسال عليّ من عدة طرق:
فروى الطبري من طريق أبي صالح عن عليّ قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم، ثم بعثني في أثره، فأدركته، فأخذتها منه، فقال أبو بكر: مالي؟ قال: فذكره.
ومن طريق عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد مثله.
ومن طريق العمري عن نافع عن ابن عمر كذلك.
وروى الترمذي من حديث مِقسم عن ابن عباس مثله مطولا.
وعند الطبراني من حديث أبي رافع نحوه لكن قال "فأتاه جبريل فقال له: إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك"
وروى الترمذي وحسنه وأحمد من حديث أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم براءة مع أبي بكر، ثم دعا عليا فأعطاها إياه وقال "لا ينبغي لأحد أنّ يبلغ هذا إلا رجل من أهلي".
وروى سعيد بن منصور والترمذي والنسائي والطبري من طريق أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع قال: سألت عليا: بأي شيء بعثت؟ قال: بأنّه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا
يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم مع مشرك في الحج بعد عامهم هذا، ومن كان له عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر" (1)
حديث أبي صالح عن علي يرويه الأعمش عن أبي صالح واختلف عنه:
- فقال أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله الواسطي: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فلما بلغ ضَجْنَان سمع بُغَامَ ناقة عليّ، فعرفه، فأتاه، فقال: ما شأني؟ قال: خير، إنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعثني ببراءة، فلما رجعنا، انطلق أبو بكر، فقال: يا رسول الله، مالي؟ قال "خير، أنت صاحبي في الغار، غير أنّه لا يبلغ غيري، أو رجل مني".
أخرجه ابن حبان (6644) عن عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي عبدان ثنا محمد بن عبد الله بن نُمير ثنا أبو ربيعة ثنا أبو عوانة به.
وإسناده ضعيف لضعف أبي ربيعة زيد بن عوف ولقبه فهد.
- وقال أبو بكر بن عياش: عن الأعمش عن أبي صالح قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الموسم، فلما سار بعث عليا في أثره بآيات من أول براءة، فرجع أبو بكر، فقال: يا رسول الله، مالي؟ قال "خير، أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض" فقال أبو بكر: رضيت.
مرسل
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(177) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش به.
وهذا أصح.
وحديث عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد لم أره في كتابي الطبري "التفسير" و"التاريخ"
وحديث ابن عمر لم أره أيضا في كتابي الطبري، وقد أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور"(4/ 123 - 124)
وأما حديث مِقْسم عن ابن عباس فأخرجه الترمذي (3091) وابن نصر في "الصلاة"(671) والطحاوى في "المشكل"(3585) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(9215) والطبراني
(1) 9/ 388 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])
في "الكبير"(12128) و"الأوسط"(932) والبيهقي (9/ 224 - 225) وفي "الدلائل"(5/ 296 - 297)
عن سعيد بن سليمان الواسطي
والحاكم (3/ 51 - 52) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 296 - 297)
عن إبراهيم بن زياد البغدادي سَبَلان
قالا: ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عُتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أنْ ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رُغَاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء، فخرج أبو بكر فزعا فظنّ أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو عليّ، فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر عليا أنْ ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجا، فقام عليّ أيام التشريق، فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2]، ولا يحجنّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، وكان عليّ ينادي فإذا عيي (1) قام أبو بكر (2) فنادى بها.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: رواته ثقات إلا أنّ الحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث، وليس هذا الحديث منها (انظر ترجمة الحكم من التهذيب)
ورواه سليمان بن قَرْم البصري عن الأعمش بغير هذا السياق:
قال: عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة، ثم أتبعه عليا، فأخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله، حدث في شيء؟ قال "لا، أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو عليّ"
أخرجه ابن نصر (672) والطبري في "تفسيره"(10/ 64) والطبراني في "الكبير"(12127) وابن عدي (3)(3/ 1106) وابن جميع في "معجمه"(ص 278)
(1) في لفظ "بح"
(2)
هكذا عند الترمذي، وعند الباقين: أبو هريرة.
(3)
وقال: وهذا الحديث عن الأعمش حديث لا يتابع سليمان عليه"
وسليمان بن قرم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ونسبه إلى الغلو في التشيع غير واحد.
وللحديث طريق أخرى عند أحمد (1/ 330 - 331) وغيره سيأتي الكلام عليها في حرف الميم عند حديث "من كنت مولاه فعليّ مولاه"
وأما حديث أبي رافع فلم أره في "المعجم الكبير" للطبراني، وقد ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(4/ 124) ونسبه لابن مردويه.
ولفظه "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة إلى الموسم، فأتى جبريل عليه السلام فقال: إنّه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك، فبعث عليا على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة، فأخذها فقرأها على الناس في الموسم.
وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 84 - 85) وأحمد (3/ 212 و283) والترمذي (3090) والنسائي في "خصائص علي"(75) والطحاوي في "المشكل"(3588 و3589) وابن عدي (3/ 1300) والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة"(946 و1090) والجورقاني في "الأباطيل"(128) من طرق عن حماد بن سلمة عن سِماك بن حرب عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه، فقال "لا ينبغي أنْ يبلغ هذا عني إلا رجل من أهلي" فدعا عليا، فأعطاه اياه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس بن مالك"
وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن سماك غير حماد بن سلمة"
وقال الجورقاني: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة"
وقال الحافظ: سنده حسن" الفتح 9/ 390
قلت: وهو كما قال، فحماد ثقة، وسماك صدوق، وسمع أنس بن مالك كما قال الخطيب في "التاريخ"(9/ 214)
وأما حديث أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن علي فأخرجه الحميدي (48) وسعيد بن منصور (1005) وأحمد (1/ 79) والدارمي (1925) والترمذي (871 و 872 و 3092) والفاكهي في "أخبار مكة"(1752) وابن نصر (669 و 670) وأبو يعلى (452) والحاكم (3/ 52) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 297) وفي "الكبري"(9/ 207) والمزي (10/ 116 - 117)
عن سفيان بن عيينة
وعبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 265) والبزار (785) والطبري في "تفسيره"(10/ 65) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(566)
عن مَعْمَر بن راشد
والطبري (10/ 64)
عن زكريا بن أبي زائدة
والبيهقي (9/ 206 - 207)
عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الكوفي
كلهم عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: سألنا عليا: بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع مسلم ومشرك في المسجد الحرام بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: زيد بن يثيع لم يخرج له الشيخان شيئا، وقد وثقه العجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى أبي إسحاق.
- ورواه إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال وكيع: ثنا إسرائيل ثنا أبو إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي بكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة لأهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسولُه، قال: فسار بها ثلاثا، ثم قال لعليّ "الحقه فردّ عَلَىَّ أبا بكر وبلغها أنت" قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى، قال: يا رسول الله حدث فيّ شيء؟ قال "ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أنْ لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني"
أخرجه أحمد (1/ 3) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(132) وأبو يعلى (104) والجورقاني (124)
وقال: هذا حديث منكر"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 239
قلت: أبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من زيد بن يثيع.
• ورواه أبو أحمد (1) محمد بن عبد الله الزبيري عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع مرسلا.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 64)
- ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي.
أخرجه الحاكم (4/ 178)
وقال: صحيح الإسناد"
• وقال عبيد الله بن موسى الكوفي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن بعض أصحابه عن علي.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(3/ 164)
- ورواه أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان قُراد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع واختلف عنه:
• فقال العباس بن محمد الدوري: ثنا عبد الرحمن بن غزوان عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعليّ، فقال له "خذ الكتاب، فامض به إلى أهل مكة" قال: فلحقته، فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال: يا رسول الله، أنزل في شيء؟ قال "لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي"
أخرجه النسائي في "الخصائص"(76) عن العباس الدوري به.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(3584) عن النسائي به.
• ورواه أبو عبيد في "الأموال"(ص 215 - 216) عن عبد الرحمن بن غزوان عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع مرسلا.
(1) وتابعه خلف بن الوليد العَتَكي عن إسرائيل به.
قاله الدارقطني في "العلل"(1/ 274 - 275)
طريق أخرى: قال محمد بن جابر السُّحَيْمي: عن سماك عن حنش بن المعتمر عن علي قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي "أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم" فلحقته بالجُحْفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، نزل فيّ شيء؟ قال "لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك".
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 151) والجورقاني (127)
وقال: هذه الرواية مضطربة مختلفة منكرة"
وقال ابن كثير: هذا إسناد فيه ضعف" التفسير 2/ 333
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن جابر السحيمي وهو ضعيف، وقد وثق" المجمع 7/ 29
قلت: محمد بن جابر قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: ساقط الحديث عند أهل العلم، وقال النسائي وغير واحد: ضعيف.
2031 -
"خير تمراتكم البَرْني، يُذهب الداء ولا داء فيه"
قال الحافظ: وقد وقع عند أحمد مرفوعا: فذكره" (1)
روى من حديث أنس ومن حديث بريدة ومن حديث أبي سعيد ومن حديث علي ومن حديث مزيدة ومن حديث بعض وفد عبد القيس.
فأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (3/ 206) والطبراني في "الأوسط"(6088) والحاكم (4/ 203 - 204) وابن السني وأبو نعيم كلاهما في "الطب" كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 241) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 24) من طريق عبيد بن واقد القيسي ثنا عثمان بن عبد الله (2) العبدي عن حميد الطويل عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس "خير تمركم البرني، يذهب الداء ولا داء فيه".
السياق للعقيلي.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
(1) 5/ 396 (كتاب الكفالة - باب إذا باع الوكيل شيئا فاسدا فبيعه مردود)
(2)
وفي "المستدرك": عبد الرحمن.
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عثمان لا يعرف، والحديث منكر"
وقال العقيلي في عثمان هذا: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف" المجمع 5/ 40
وأما حديث بريدة فأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 112) والروياني (1/ 81) وابن عدي (5/ 1917) والبيهقي في "الشعب"(5487) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 24) من طريق عبد الله بن السكن الرقاشي ثنا عقبة بن عبد الله الأصم عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا "خير تمراتكم البرني، يذهب الداء ولا داء فيه"
قال السيوطي في "اللآلئ": هو أمثل طرق الحديث"
قلت: وإسناده ضعيف فإنّ عقبة بن عبد الله قال فيه ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وضعفه الفلاس وابن المديني وأبو داود وغيرهم.
وعبد الله بن السكن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الحاكم (4/ 204) من طريق زيد بن الحباب ثنا سعيد بن سويد السامري
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7402) من طريق عبد القدوس بن محمد المِعْوَلي البصري ثنا سعيد بن سويد المعولي ثنا خالد بن رباح البصري صاحب السابري عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "خير تمراتكم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه"
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد القدوس"
وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن سويد وهو ضعيف" المجمع 5/ 40
قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأما حديث علي فأخرجه ابن عدي (5/ 1885) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 22 - 23)
عن إسحاق بن عبد الله الفروي
وأبو نعيم في "الطب" كما في "اللآلئ"(2/ 240)
عن محمد بن راشد
كلاهما عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي مرفوعا "خير تمراتكم البرني، يخرج الداء ولا داء فيه"
وإسناده ضعيف جدا، عيسى بن عبد الله قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به، كأنّه كان يهم ويخطىء حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير، لا يكتب حديثه، لا شيء.
وأما حديث مزيدة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1690) وأبو يعلى (6850) والحكيم الترمذي كما في "اللآلئ"(2/ 242 - 243) والطبراني في "الكبير"(20/ 345 - 346) وأبو بكر بن المقري في "تقبيل اليد"(6) والحاكم (4/ 406 - 407) والمزي في "تهذيب الكمال"(13/ 354 - 356) من طريق طالب بن حُجَير العبدي ثني هود بن عبد الله العصري عن جده مزيدة قال: فذكر حديثا طويلا وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم "هذا البرني، أما إنّه من خير تمراتكم، إنما هو دواء، ولا داء فيه"
قال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم اختلاف" المجمع 9/ 388
قلت: هود العصري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، تفرد عنه طالب بن حجير.
وخالف نفسه في "الديوان" فقال: حسن الحديث لم يضعف.
وطالب بن حجير ذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال.
وأما حديث بعض وفد عبد القيس فأخرجه أحمد (4/ 206 - 207)
عن يونس بن محمد المؤدب
والبخاري في "الأدب المفرد"(1198)
عن موسى بن إسماعيل التبوذكي
كلاهما عن يحيى بن عبد الرحمن العَصَري ثنا شهاب بن عباد العَصَري أنّ بعض وفد عبد القيس سمعه يذكر قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "أما إنّه خير تمركم وأنفعه لكم"
قال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 373
قلت: يحيى بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان" لا يعرف.
2032 -
"خير دينكم أيسره"
قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)
حسن
أخرجه أحمد (3/ 479) عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي أنا أبو هلال عن حميد بن هلال العدوي سمعه منه عن أبي قتادة عن الأعرابي الذي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ خير دينكم أيسره، إنّ خير دينكم أيسره"
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 61
قلت: أبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي أخرج له البخاري تعليقا، وهو مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه غير واحد.
والباقون كلهم ثقات، وأبو قتادة هو العدوي البصري.
وللحديث شاهد عن مِحْجَن بن الأدرع وعن عروة الفقيمي وعن أنس فيتقوى بها.
فأما حديث محجن بن الأدرع فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن شقيق البصري واختلف عنه:
فروى ابن أبي شيبة (15/ 140 - 141) وفي "مسنده"(596) وأحمد (4/ 338 و 5/ 32) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 273 - 274) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2383) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان (11) وابن البختري في "أماليه" (765) والطبراني في "الكبير" (20/ 297) وأبو الشيخ في "الأقران" (325) وأبو نعيم في "الصحابة" (6205) والخطيب في "المتفق والمفترق" (568)
(1) 1/ 102 (كتاب الإيمان - باب الدين يسر)
عن شعبة (1)
وأحمد (4/ 338) والبخاري في "الأدب المفرد"(341) وحنبل بن إسحاق في "الفتن"(8) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2384) والطبراني في "الكبير"(20/ 296 - 297) وأبو نعيم في "الصحابة"(6204) والمزي (9/ 160 - 161)
عن أبي عَوَانة (2) الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري الواسطي
كلاهما عن أبي بشر جعفر بن إياس اليشكري عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي عن محجن: فذكر (3) حديثا وفيه "إنّ خير دينكم أيسره" ثلاثا.
هكذا رواه شعبة وأبو عوانة عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء عن محجن.
وخالفهما الأعمش فرواه عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن عمران بن حَصين، أسقط منه رجاء بن أبي رجاء وجعله عن عمران بن حصين.
أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 275) والطبراني في "الكبير"(18/ 230) وابن شاهين كما في "الإصابة"(4/ 215 - 216)
قال أبو نعيم: وهو وهم" معرفة الصحابة 5/ 2573
(1) رواه محمد بن جعفر البصري وحجاج بن محمد المصيصي وشبابة بن سوّار المدائني ومحمد بن أبي عدي البصري وإبراهيم بن طهمان الخراساني عن شعبة هكذا، واختلف فيه على حجاج بن محمد فرواه أبو عمير عيسى بن محمد الرملي عنه فلم يذكر رجاء بن أبي رجاء.
أخرجه القضاعي (1224)
(2)
رواه الطيالسي (ص 183) عن أبي عوانة فلم يذكر عبد الله بن شقيق في إسناده، وكذا ذكره البوصيري في "إتحاف الخيرة"(138 و 139) من مسند الطيالسي ولم يذكر فيه عبد الله بن شقيق.
لكن أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6204) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 69 - 70) من طريقه فأثبتاه. وذكر الحافظ في "الإصابة"(4/ 216) أنّ الطيالسي رواه عن أبي بشر عن ابن شقيق عن رجاء.
(3)
وتمامه: قال محجن: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى صعدنا أحدا ثم أشرف على المدينة، فقال:"ويح أمها من قرية يدعها أهلها أعمر ما تكون يأتيها الدجال فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا مصليا". ثم انحدر حتى أتى المسجد فإذا هو برجل قائم يصلي ويقرأ، فقال: عبد الله بن قيس إنه لأوّاه حليم.
قلت: يا رسول الله ألا أبشره؟ قال: "احذر لا تُسمعه فتلهكه". ثم انحدر فلما انتهينا إلى المسجد وجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد، وكان في المسجد رجل يطيل الصلاة، وكان بريدة صاحب مزاجات، فقال: يا محجن ألا تصلي كما يصلي سكبة؟ فلم يرد عليه شيئا ورجع فلما أتى بيته قال: خير دينكم أيسره، خير دينكم أيسره، غير دينكم أيسره، ثلاثا.
- ورواه كَهْمَس بن الحسن البصري عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع ولم يذكر رجاء بن أبي رجاء.
أخرجه أحمد (5/ 32) وعمر بن شبة (1/ 274) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 67) والطبراني في "الكبير"(20/ 297 - 298) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 214) وفي "الصحابة"(6206)
وتابعه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن عبد الله بن شقيق عن محجن به.
أخرجه أحمد (5/ 32) وعمر بن شبة (1/ 274 - 275) وابن قانع (3/ 67) والطبراني في "الكبير"(20/ 298) والواحدي في "الوسيط"(1/ 282)
الثاني: يرويه زياد بن مِخْراق البصري عن رجل من أسلم قال: كان منا ثلاثة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم: بريدة ومحجن وسكبة
…
فذكر الحديث وفيه "إن خير دينكم أيسره"
أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2930) عن يزيد بن زُرَيع البصري ثنا يونس عن زياد بن مخراق به.
وأخرجه الروياني (58) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يزيد بن زريع به.
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
وأما حديث عروة الفقيمي فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ دين الله يسر"
وأما حديث أنس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سلام بن مسكين البصري عن قتادة عن أنس رفعه "خير دينكم أيسره"
أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 107) عن محمد بن أحمد الزهري الأصبهاني ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا أبو داود الطيالسي ثنا سلام بن مسكين به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 250) عن الطبراني به.
وأخرجه القضاعي (1225) من طريقين عن الطبراني به.
وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا سلام، تفرد به إسماعيل بن يزيد"
قلت: هو ابن حريث بن مردانبه القطان قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 209): حسن الحديث.
والراوي عنه محمد بن أحمد الزهري الأصبهاني قال أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 542): لم يكن بالقوي في الحديث.
والحديث اختلف فيه على أبي داود الطيالسي، فرواه عبد الله بن عمر بن يزيد الزهري عنه ثنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس به.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 48) في ترجمة عبد الله بن عمر هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وكذا ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
الثاني: يرويه أبو عبد الله العذري عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس رفعه "خير دينكم أيسره، وخير العبادة الفقه"
أخرجه ابن عبد البر في "الجامع"(1/ 25 - 26) والخطيب في "الفقيه"(1/ 22) وأبو الشيخ في "الثواب" والديلمي في "مسند الفردوس" كما في "إتحاف السادة"(1/ 83)
قال العراقي: سنده ضعيف" إتحاف السادة 1/ 82
وقال الذهبي في "الميزان": أبو عبد الله العذري عن يونس بن يزيد بخبر منكر"
وقال الزبيدي: وأبو عبد الله العذري لا يدرى من هو" إتحاف السادة 1/ 83
ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخى الزهري وعبد الله بن عامر عن الزهري عن أنس بالشطر الأول منه فقط.
أخرجه ابن عدي (3/ 1243) من طريق سعيد بن هاشم بن صالح المخزومي عن ابن أخي الزهري وعبد الله بن عامر به.
وسعيد بن هاشم قال ابن عدي: ليس بمستقيم الحديث.
2033 -
"خير فارس في العرب عكاشة"
قال الحافظ: قال ابن إسحاق: بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
قال ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 638): وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا عن أهله "منا خير فارس في العرب" قالوا: ومن هو يا رسول الله؟ قال: "عكاشة بن محصن"
(1) 14/ 204 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)
2034 -
"خير ما عاش الناس به رجل ممسك بعنان فرسه" الحديث وفي آخره "حتى يأتيه اليقين ليس هو من الناس إلا في خير"
قال الحافظ: أخرج النسائي حديث بعجة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (1889) من رواية بَعجة بن عبد الله الجُهني عن أبي هريرة مرفوعا "مِنْ خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير"
2035 -
"خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم"
قال الحافظ: وفي رواية بُريدة عند أحمد: فذكره" (2)
ورد من حديث بريدة بن الحصيب ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث سَمرة بن جُندب ومن حديث أبى هريرة ومن حديث أنس.
فأما حديث بريدة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 177 - 178) وأحمد (5/ 357) وابن أبي عاصم في "السنة"(1474) والروياني (54) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 152) وفي "المشكل"(2466) وابن حبان في "الثقات"(8/ 1) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 78)
عن حماد بن سلمة
وأحمد (5/ 350) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 57)
عن إسماعيل بن عُلية
وابن أبي عاصم (1473) والحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 57)
عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري
والدينوري في "المجالسة"(2002)
عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف
أربعتهم عن سعيد الجُريري عن أبي نَضرة عن عبد الله بن مَوَلَة القشيري عن بريدة
(1) 9/ 455 (كتاب التفسير - تفسير سورة الحجر - باب قوله {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} [الحِجر: 99])
(2)
8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)
مرفوعا "خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم (1) يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم"
قال الحافظ: هذا حديث صحيح، والجريري كان ممن اختلط، لكن سماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه، وعبد الله بن مولة لم أجد عنه راويا سوى أبي نضرة، ولا أعرف فيه جرحاً، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات".
قلت: وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى أبي نضرة، وقال في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وأما حديث عمران فأخرجه الطيالسي (ص 113 و 114) والبخاري (فتح 8/ 5) ومسلم (4/ 1965) وأبو داود (4657) وابن أبي عاصم في "السنة"(1468) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 151) وفي "المشكل"(2463 و 2464) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 46) والبيهقي (10/ 160) والبغوي في "شرح السنة"(3858) وغيرهم.
ولفظ الطيالسي "خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتى قوم ينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا يأتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويفشو فيهم السمن"
وأما حديث سمرة فأخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 38) من طريق محمد بن عبد الله بن عيشون الحرّاني ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن الحسن عن سعد بن هشام عن سمرة رفعه "خير أمتي القرن الذين بعثت منهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"
وقال: لم يروه عن قتادة إلا سلام بن أبي مطيع، تفرد به محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عيشون ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 19
قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، وسلام بن أبي مطيع تكلم ابن عدي في روايته عن قتادة فقال: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة.
وقال أيضاً: روايته عن قتادة فيها أحاديث ليست بمحفوظة لا يرويها عن قتادة غيره.
(1) ولفظ حديث إسماعيل "ثم تَخلف أقوام يظهر فيهم السمن، يهريقون الشهادة ولا يسألونها"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (2534)
ولفظه "خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم" والله أعلم أذكر الثالث أم لا قال "ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أنْ يستشهدوا"
وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (7/ 2566) من طريق هشام بن سلمان المجاشعي عن يزيد الرقاشي عن أنس رفعه "خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"
وقال: هشام بن سلمان أحاديثه عن يزيد غير محفوظة"
2036 -
عن عائشة قالت: كانت إمرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف - يعني في التجارة - فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ زوجي غائب وتركني حاملًا فرأيت في المنام أنّ سارية بيتي انكسرت وإني ولدت غلاما أعور، فقال "خير يرجع زوجك إنْ شاء الله صالحا وتلدين غلاما برا" فذكرت ذلك ثلاثا فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب فسألتها فأخبرتني بالمنام فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتنّ زوجك وتلدين غلاما فاجرا، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير فإنّ الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها"
قال الحافظ: وعند الدارمي بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت: فذكرته" (1)
أخرجه الدارمي (2169) عن عبيد بن يعيش الكوفي ثنا يونس بن بكير أنا ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن عائشة به.
وفيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسا.
2037 -
حديث أبي هريرة مرفوعا "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة"
قال الحافظ: رواه مسلم (854")(2)
وذكره في موضع آخر وقال: ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (3)
(1) 16/ 91 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب)
(2)
3/ 113 كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق)
(3)
9/ 340 (كتاب التفسير - تفسير سورة المائدة - باب قوله - اليوم أكملت لكم دينكم -)
2038 -
"خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق الجمعة وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها"
قال الحافظ: وأما ما ذكره رزين في "جامعه" مرفوعا: فذكره، فهو حديث لا أعرف حاله لأنه لم يذكر صحابيه ولا من أخرجه، بل أدرجه في حديث "الموطأ" الذي ذكره مرسلا عن طلحة بن عبد الله بن كريز، وليست الزيادة في شيء من الموطآت" (1)
2039 -
"خُيرت بين أنْ أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي وبين التعجيل فاخترت التعجيل"
قال الحافظ: وعند عبد الرزاق من مرسل طاوس رفعه: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 163) من طريق أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه رفعه "نصرت بالرعب، وأعطيت الخزائن، وخيرت بين أنْ أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي، وبين التعجيل فاخترت التعجيل"
وقال: هذا مرسل.
قلت: ورواته ثقات.
2040 -
"خيركم خيركم لأهله"
سكت عليه الحافظ (3).
صحيح
ورد من حديث ابن عباس ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث الزبير بن العوام ومن حديث عبد الرحمن بن عوف ومن حديث أبي كبشة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة.
فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (1977) والبزار (كشف 1483) والطحاوي في "المشكل"(2523) وابن حبان (4186) والحاكم (4/ 173) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 258) من طرق عن أبي عاصم الضحاك من مخلد النبيل ثنا جعفر بن
(1) 9/ 340 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3])
(2)
9/ 202 (كتاب المغازي - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)
(3)
1/ 86 (كتاب الإيمان - باب من قال إنّ الإيمان هو العمل)
يحيى بن ثوبان عن عمه عُمارة بن ثوبان عن عطاء عن ابن عباس أنّ الرجال استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضرب النساء، فأذن لهم، فضربوهن، فبات، فسمع صوتا عاليا، فقال "ما هذا؟ " قالوا: أذنت للرجال في ضرب النساء، فضربوهن، فنهاهم، وقال "خيركم خيركم لأهله (1)، وأنا من خيركم لأهلى" السياق لابن حبان.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه جعفر بن يحيى بن ثوبان وهو مستور، وبقية رجاله ثقات، وقد روى أبو داود لجعفر هذا وسكت عنه فحديثه حسن" المجمع 4/ 303
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عمارة بن ثوبان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال عبد الحق: ليس بالقوي، فردّ ذلك عليه ابن القطان وقال: إنما هو مجهول الحال. وجعفر بن يحيى قال ابن المديني: شيخ مجهول، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وذكره ابن حبان في "الثقات" مصباح الزجاجة 2/ 117
قلت: إسناده ضعيف كما قال البوصيري، وجعفر بن يحيى بن ثوبان قال الذهبي في "الكاشف": فيه جهالة، وقال في "المغني": لا يعرف.
وعمه عمارة بن ثوبان لم يَرو عنه غير ابن أخيه جعفر بن يحيى بن ثوبان كما قال ابن المديني والذهبي في "الميزان" و"المغني"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
وأما حديث معاوية فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 363) عن أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن حرب النشائي ثنا علي بن عاصم عن سعيد الجُرَيْري عن عبد الله بن بريدة عن معاوية مرفوعا "خيركم خيركم لأهله"
وأخرجه أبو يعلى (المطالب 1609) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا علي بن عاصم به.
قال الهيشمي: وفيه علي بن عاصم بن صهيب وأُنكر عليه كثرة الغلط وتماديه فيه" المجمع 4/ 303
قلت: هو مختلف فيه وأكثرهم ضعفه ولم أر أحدا صرّح بسماعه من الجريري أهو قبل أنْ يختلط الجريري أم بعده، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث الزبير فأخرجه البزار (984) عن زكريا بن يحيى الضرير ثنا شَبابة بن
(1) ولفظ الحاكم "للنساء"
سَوَّار ثنا مغيرة بن مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير رفعه "ألا عسى أحدكم أن يضرب امرأته ضرب الأمة ألا خيركم خيركم لأهله"
وقال: لا نعلم أحدا رواه عن هشام عن أبيه عن الزبير إلا مغيرة بن مسلم، ولم نسمعه إلا من زكريا بن يحيى عن شبابة عن المغيرة بن مسلم"
وقال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 303
قلت: شيخ البزار ترجمه الخطيب في "التاريخ"(8/ 457 - 458) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والمغيرة بن مسلم هو القَسْمَلى لم يحتج به الشيخان.
وخالفه غير واحد رووه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وسيأتي.
وأما حديث عبد الرحمن بن عوف فأخرجه البزار (1028) عن عبد الملك بن أحمد بن شبويه ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي فُديك ثنا عبد الملك بن زيد عن مصعب بن مصعب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه رفعه "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف" المجمع 4/ 303
قلت: هو ابن عبد الرحمن بن عوف وهو مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن الجنيد: ضعيف الحديث.
وعبد الملك بن زيد هو ابن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وهو مختلف فيه كذلك، وشيخ البزار لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات لكن لم يسمع أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف من أبيه شيئا كما قال ابن معين وجماعة.
وأما حديث أبي كبشة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2519) والعقيلي (3/ 160) والطبراني في "الكبير (22/ 341) وفي "مسند الشاميين" (2561) وابن عدي (5/ 1707) والدارقطني في "المؤتلف" (4/ 1968) والقضاعي (1245) وأبو نعيم في "الصحابة" (6968) وابن عساكر (7/ 373 - 374) من طرق عن إسماعيل بن عياش ثني عمر بن رؤبة التغلبي سمع أبا كبشة الأنماري رفعه "خيركم خيركم لأهلكم، وأنا خيركم لأهلى" لفظ ابن أبي عاصم.
أسند العقيلي عن البخاري قال: عمر بن رؤبة التغلبي شامي فيه نظر"
وقال العقيلي: فأما المتن فقد روي من غير هذا الوجه بإسناد جيد"
قلت: وهذا الإسناد حسن، إسماعيل (1) بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها، وعمر بن رؤبة مختلف فيه: وثقه دحيم وغيره، وضعفه البخاري، فهو حسن الحديث.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن ماجه (1978) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا أبو خالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن ابن عمرو رفعه "خياركم خياركم لنسائهم"
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 2/ 118
قلت: هكذا رواه أبو كريب عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الأعمش بهذا اللفظ.
ورواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن أبي خالد الأحمر عن الأعمش بلفظ "إنّ من خياركم أحاسنكم أخلاقا"
أخرجه مسلم (4/ 1810)
وهكذا رواه غير واحد عن الأعمش بهذا اللفظ.
أخرجه البخاري (فتح 7/ 385) ومسلم (2321) وغيرهما.
وأما حديث علي فأخرجه ابن عساكر كما في "الضعيفة"(2/ 241) وعنه ابن أخيه أبو منصور ابن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين"(ص 176) من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي ثنا عبد الرزاق بن همام أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد عن علي رفعه "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"
قال أبو منصور بن عساكر: هذا حديث غريب من حديث داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد المخزومي لا نعلم رواه إلا إبراهيم بن محمد الأسلمي ولم يكتب عنه إلا من هذا الوجه"
قلت: أبو عبد الغني قال ابن حبان: يروي عن مالك وغيره من الثقات ويضع عليهم، لا تحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال.
(1) وتابعه معاوية بن صالح الحمصى عن عمر بن رؤبة به.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1977)
وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وابن حبان.
وأما حديث أبو هريرة فأخرجه القضاعي (1243) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري ثنا إسماعيل بن عياش ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "خيركم خيركم لأهله"
ومحمد بن معاوية النيسابوري كذبه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث"
وللحديث طرق أخرى تقدم الكلام عليها عند حديث "إنّ من أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا"
وأما حديث عائشة فأخرجه الدارمي (2265) والترمذي (3895) وابن أبي الدنيا في "المداراة"(154) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر - حديث 679) وابن حبان (4177) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 138) والبيهقي (7/ 468) وفي "الآداب"(60) وفي "الشعب"(8344) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى، وإذا مات صاحبكم فَدَعوه ولا تقعوا فيه" اللفظ للبيهقي.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث الثوري ما أقل من رواه عن الثوري، وروي هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا"
وقال أبو نعيم: تفرد به عن الثوري الفريابي"
قلت: وهو ثقة كما قال النسائي وغيره.
وأما الثوري فلم ينفرد به بل تابعه:
1 -
محمد بن عبد الرحمن الطفاوي.
أخرجه البزار (كشف 1481) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر - حديث 678) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(40 - منتقاه للمزي)
2 -
صالح بن موسى الطلحي.
أخرجه ابن عدي (4/ 1386) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 112)
3 -
رَوح بن القاسم البصري.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6141)
2041 -
حديث عروة بن عامر قال: ذُكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خيرها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله"
قال الحافظ: وفي حديث عروة بن عامر الذي أخرجه أبو داود قال: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 39) وأبو داود (3919) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 262 - 263) والبيهقي (8/ 139) وفي "الدعوات"(500) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 28)
عن سفيان الثوري
وابن أبي شيبة (10/ 335 - 336 و 337) وابن السني في "اليوم والليلة"(293)
عن الأعمش
كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة فقال "أحسنها (2) الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم من ذلك ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك"
قال البيهقي وابن الأثير: هذا مرسل"
قلت: عروة بن عامر مختلف في صحبته، والأكثر على أنّه ليست له صحبة.
قال عباس الدوري: سألت ابن معين عن حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر فقال: مرسل، عروة هذا ليست له صحبة" التاريخ 2/ 401
وقال أبو حاتم: هو تابعي يروي عن ابن عباس وعبيد بن رفاعة" المراسيل ص 149
وقال أبو أحمد العسكري: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، ذكرناه ليعرف" أسد الغابة 4/ 28
وقال ابن قانع: إنّ عروة بن عامر عندي أنّه ليس له لقي، وقال قوم: له، وليس بصحيح"
وقال المزي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا في الطيرة" تهذيب الكمال 20/ 26
(1) 12/ 324 (كتاب الطب - باب الفأل)
(2)
وفي لفظ "أصدقها"
وحبيب بن أبي ثابت مدلس ولم يذكر سماعا من عروة.
قال الحافظ في "التهذيب": والظاهر أنّ رواية حبيب عنه منقطعة.
2042 -
عن عبد الله بن شداد قال: قال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال:"الخاشع المتضرع في الدعاء"
قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن شداد أحد كبار التابعين قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 51) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(10062) من طرق عن عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري قال: ثنا شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس قال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال:"المتضرع"
وفي لفظ "الخاشع المتضرع"
وفي لفظ "المتضرع في الدعاء"
وإسناده إلى عبد الله بن شداد حسن.
2043 -
"الخال وارث من لا وارث له"
قال الحافظ: حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره" (2)
حسن
ورد من حديث عمر ومن حديث المقدام بن معدي كرب ومن حديث أبى هريرة ومن حديث أبو الدرداء ومن حديث عائشة
فأما حديث عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 263 - 264) وأحمد (1/ 28 و 46) وابن ماجه (2737) والترمذي (2103) والبزار (253) والنسائي في "الكبرى"(6351) وابن الجارود (964) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 397) وابن حبان (6037) والطبراني في "فضل الرمي"(6) والدارقطني (4/ 84 - 85) والبيهقي (6/ 214 و 10/ 14 - 15) من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة الزرقي عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ رجلا رمى رجلا
(1) 7/ 197 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125])
(2)
15/ 31 (كتاب الفرائض - باب ذوي الأرحام)
بسهم فقتله وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر رضي الله عنه فكتب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال" الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له"
اللفظ لأحمد وغيره.
وفي لفظ لأحمد أيضا وغيره "كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح: أن علموا غلمانكم العوم ومقاتلتكم الرمي، فكانوا يختلفون إلى الأغراض، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله فلم يوجد له أصل وكان في حجر خال له، فكتب فيه أبو عبيدة إلى عمر: إلى من أدفع عقله؟ فكتب إليه عمر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له"
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روي عن غير عمر. وأحسن إسناد يُروى في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الإسناد عن عمر"
قلت: وهو إسناد حسن، عبد الرحمن بن الحارث مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره، وقال ابن معين: ليس به بأس، فهو حسن الحديث.
وحكيم بن حكيم مختلف فيه كذلك: وثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "المغنى"، وقال في "الكاشف": حسن الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
وقال ابن سعد: لا يحتجون بحديثه، وقال ابن القطان الفاسي: لا تعرف عدالته (الوهم والايهام 3/ 538)
وسفيان وأبو أمامة ثقتان مشهوران (1).
وأما حديث المقدام فله عنه طريقان:
الأول: يرويه راشد بن سعد المَقْرائي الحمصي واختلف عنه:
- فرواه شعبة عن بُديل بن ميسرة العقيلي قال: سمعت علي بن أبي طلحة يحدث
(1) واختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث، فرواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عنه عن رجال من الفقهاء أحدهم حكيم بن حكيم أنّ عمر كتب إلى أبي عبيدة.
أخرجه سعيد بن منصور (2455)
وحديث سفيان أصح.
عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهَوْزني عن المقدام رفعه "من ترك مالا فلورثته، ومن ترك كلّا فإلينا، قال: وربما قال: فإلى الله وإلى رسوله، وأنا وارث من لا وارث له أعقل عنه وأرثه، والخال وارث من لا وارث له يعقل عنه ويرثه"
أخرجه الطيالسي (ص 156 - 157) عن شعبة به.
وأخرجه سعيد بن منصور (172) وابن أبي شيبة (11/ 264) وفي "مسنده"(926) وأحمد (4/ 131 و 133) وأبو داود (2899) وابن ماجه (2738) والنسائي في "الكبرى"(6356) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 397 - 398 و398) وفي "المشكل"(2749) وابن حبان (6035) والطبراني في "الكبير"(20/ 264 - 265) والبيهقي (6/ 214) من طرق عن شعبة به.
ولم ينفرد شعبة به بل تابعه حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة به.
ولفظه "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك كلًّا (1) أو ضيعة (2) فإليّ (3)، ومن ترك مالا فهو لورثته، وأنا مولى (4) من لا مولى له، أرث ماله، وأفك عانه، والخال وارث من لا وارث له (5)، يرث ماله (6)، ويفك عانه"
أخرجه أحمد (4/ 133) وأبو داود (2900) وابن ماجه (2634) والنسائي في "الكبرى"(6355) وابن الجارود (965) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2131) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 398) وفي "المشكل"(2748) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(20/ 265) والدارقطني (4/ 85 - 86 و 86) والحاكم (4/ 344) والبيهقي (6/ 214) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2229) من طرق عن حماد بن زيد به.
قال أبو زرعة: هو حديث حسن، وأبو عامر الهوزني معروف روى عنه راشد بن سعد لا بأس به" علل الحديث 2/ 50
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عليّ قال أحمد: له أشياء منكرات. قلت: لم يخرج له البخاري"
(1) وفي لفظ "دينا"
(2)
وفي لفظ "ضياعا"
(3)
زاد الدارقطني "انا أقضي دينه وأفك عانيه"
(4)
وفي لفظ "ولي"
(5)
وفي لفظ "مولى من لا مولى له"
(6)
ولفظ الدارقطني "يقضي دينه" ولفظ ابن ماجه "يعقل عنه ويرثه".
- ورواه معاوية بن صالح الحمصي ثني راشد بن سعد أنّه سمع المقدام يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "الله ورسوله مولى من لا مولى له، يرث ماله، ويفك عُنُوَّهُ، والخال وارث من لا وارث له، يرث ماله، ويفك عنوه"
أخرجه أحمد (4/ 133) والنسائي في "الكبرى"(6354) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 398) وفي "المشكل"(2750 و 2751) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(20/ 266)
- ورواه محمد بن الوليد الزُّبيدي ثنا راشد بن سعد أنّ ابن عائذ حدّثه أنّ المقدام حدثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من ترك دينا أو ضيعة فإلىّ"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 265 - 266)
عن عبد الوارث
وابن حبان (6036) والطبراني في "مسند الشاميين"(1856)
عن عمرو بن الحارث بن الضحاك الزبيدي
كلاهما عن عبد الله بن سالم الحمصي عن محمد بن الوليد الزبيدي به.
قال ابن حبان: سمع هذا الخبر راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني عن المقدام، وسمعه عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن المقدام، فالطريقان جميعا محفوظان ومتناهما متباينان".
وقال الدارقطني: والأول أشبه بالصواب" العلل
وقال ابن القطان الفاسي: وهو على ما قال فإنّ علي بن أبي طلحة ثقة، وقد زاد في الإسناد من يتصل به، فلا يضره إرسال من قطعه، ولو كان ثقة، فكيف إذا كان فيه مقال، فنرى هذا الحديث حديثا صحيحا" الوهم والايهام 3/ 541
- ورواه الهيثم بن حميد الدمشقي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال مرسل.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6357)
الثاني: يرويه صالح بن يحيى بن المقدام عن أبيه عن جده رفعه "أنا وارث من لا وارث له، أفكُّ عانيه، وأرث ماله، والخال وارث من لا وارث له، يفكُّ عانيه، ويرث ماله".
أخرجه أبو داود (2901) عن عبد السلام بن عتيق الدمشقي ثنا محمد بن المبارك ثنا إسماعيل بن عياش عن يزيد بن حُجر عن صالح بن يحيى بن المقدام به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 214)
وإسناده ضعيف، يزيد بن حجر قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول.
وصالح بن يحيى قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حزم والذهبي في "الديوان": مجهول.
وأبوه قال ابن حزم: مجهول.
وأما حديث أبى هريرة فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسند أبي هريرة"(286)
عن عمرو بن محمد العَنْقَزي
وعن يحيى بن آدم الكوفي
والدراقطني (4/ 86)
عن محمد بن عبد الوهاب
وعن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري
والبيهقي (6/ 215)
عن يحيى بن أبي بكير الكرماني
قالوا: ثنا شريك عن ليث عن أبي هُبيرة يحيى بن عباد عن أبي هريرة رفعه "الخال وارث من لا وارث له"
ورواه أبو نُعيم الفضل بن دُكين عن شَريك عن ليث عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة مرفوعا "الخال وارث"
أخرجه الدارقطني (4/ 86) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 86) والبيهقي (6/ 215)
وقال الدارقطني: لا يصح" العلل 10/ 64
وقال البيهقي: هذا مختلف فيه على شريك كما ترى، وليث بن أبي سليم غير محتج به"
قلت: وشريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن المبارك: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه.
وأما حديث أبى الدرداء فأخرجه العقيلي (4/ 263) من طريق المهند بن عبد الرحمن بن عبيد بن حاضر عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رفعه "الخال وارث من لا وارث له"
ذكره في ترجمة المهند هذا وقال: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا بهذا الإسناد، وقد روي بغير هذا الإسناد من طريق أصلح من هذا"
وترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: وهو نكرة لا يعرف، هو الذي يقال له مهدي بن عبد الرحمن.
وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وأما حديث عائشة فأخرجه الترمذي (2104)
عن إسحاق بن منصور الكَوْسَج
والنسائي في "الكبري"(6352) وابن عدي (15/ 1771) والبيهقي (6/ 215)
عن عمرو بن علي الفلاس
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 397) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(73) والدارقطني (4/ 85)
عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطَرَسوسي
والدارقطني (4/ 85)
عن أبي زائدة زكريا بن يحيى بن زائدة الكوفي
وعن محمد بن يحيى بن فارس الذهلي
وعن أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي
كلهم عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عن ابن جُريج أخبرني عمرو بن مسلم عن طاوس عن عائشة مرفوعا "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له" اللفظ لابن عدي والنسائي.
قال محمد بن يحيى بن فارس: وحدثنا أبو عاصم مرة أخرى عن ابن جريج عن عمرو بن مسلم عن طاوس عن عائشة قالت: موقوف. فقيل لأبي عاصم: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فسكت. فقال له الشاذكوني: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسكت.
واختلف في هذا الحديث على أبي عاصم، فرواه غير واحد عنه فأوقفوه على عائشة، منهم:
1 -
الدارمي (2981)
2 -
إبراهيم بن مرزوق الأموي.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 397)
3 -
محمد بن سنان القزاز.
أخرجه الدارقطني (4/ 85)
4 -
محمد بن إسحاق الصاغاني.
أخرجه البيهقي (6/ 215)
وقال: هذا هو المحفوظ من قول عائشة موقوفا عليها، وكذلك رواه عبد الرزاق عن ابن جريج موقوفا، وقد كان أبو عاصم يرفعه في بعض الروايات عنه ثم شك فيه فالرفع غير محفوظ"
قلت: اختلف فيه على ابن جريج:
• فرواه مخلد بن يزيد الجَزَري عنه فرفعه.
أخرجه إسحاق (1) بن راهويه في "مسند عائشة"(690) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الاشراف (2) 11/ 425) والحاكم (4/ 344)
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج البخاري لعمرو بن مسلم الجَنَدي في الصحيح شيئا، ولم يخرج رواية ابن جريج عن عمرو بن مسلم.
• ورواه عبد الرزاق (16202) عن ابن جريج فأوقفه.
ورواه إسحاق في "مسند عائشة"(688) عن عبد الرزاق به.
• ورواه هشام بن سليمان المكي عن ابن جريج على الشك في رفعه.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 397)
قال الترمذي بعد أنْ أخرجه من طريق أبي عاصم: هذا حديث حسن غريب وقد أرسله بعضهم ولم يذكر فيه عن عائشة"
(1) سقط من إسناد إسحاق "عن ابن جريج" والحاكم أخرجه من طريقه فأثبته.
(2)
وفي "السنن الكبرى"(6353) المطبوع بتحقيق عبد الغفار البنداري موقوف على عائشة.
وقال النسائي: عمرو بن مسلم ليس بذاك القوي" تحفة الأشراف 11/ 426
قلت: هو مختلف فيه: ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن حبان، واختلف فيه قول ابن معين.
2044 -
"الخالة والدة، وإنّما الخالة أم"
قال الحافظ: وفي حديث علي وفي مرسل الباقر: فذكره.
وقال: وأخرج أبو داود من طريق إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل قصة بنت حمزة خاصة من حديث عليّ بلفظ: لما خرجنا من مكة تبعتنا بنت حمزة، الحديث. وكذا أخرجها أحمد عن حجاج بن محمد ويحيى بن آدم جميعا عن إسرائيل.
وقال: عند البيهقي في رواية زكريا عن أبي إسحاق. قال أبو إسحاق: فحدثني هانئ بن هانئ وهبيرة فذكر حديث علي في قصة بنت حمزة.
وقال: وعند ابن سعد من مرسل محمد بن علي بن الحسين الباقر بإسناد صحيح إليه: بينما بنت حمزة تطوف في الرجال إذ أخذ عليّ بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها.
وقال: وفي حديث علي عند أحمد وكذا في مرسل الباقر: فقام جعفر فَحَجَلَ حول النبي صلى الله عليه وسلم دار عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما هذا" قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم" (1)
حسن
وحديث علي له عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن هانئ بن هانئ وهُبيرة بن يَريم عن عليّ قال: لما خرجنا (2) من مكة اتبعتنا ابنة حمزة تنادي: ياعم ياعم، فتناولتها بيدها فدفعتها إلى فاطمة، فقلت: دونك ابنة عمك (3)، فلما قدمنا المدينة اختصمنا فيها أنا وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها عندي (4) - يعني أسماء بنت عميس - وقال زيد: ابنة أخي، وقلت: أنا أخذتها (5)، وهي ابنة عمي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) 9/ 46 و 47 و 49 (كتاب المغازي - باب عمرة القضاء)
(2)
ولفظ النسائي "صدرنا"
(3)
زاد أبو داود وغيره "فحملتها"
(4)
وفي لفظ "تحتي"
(5)
وفي لفظ "أنا أحق بها"
"أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلقي وخُلقي، وأما أنت يا عليّ فمني وأنا منك، وأما أنت يا زيد فأخونا ومولانا، والجارية (1) عند خالتها فإن الخالة والدة (2) ".
قلت: يا رسول الله ألا تزوجها؟ قال "إنّها إبنة أخي من الرضاعة"
أخرجه ابن سعد (3/ 43 و4/ 36) وابن أبي شيبة (12/ 105 و141) وإسحاق بن راهوية في "مسنده" كما في "نصب الراية"(3/ 267) وأحمد (1/ 98 - 99 و108 و115) واللفظ له وأبو داود (2280) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(358) وابن نصر المروزي في "السنة"(287) والنسائي في "خصائص علي"(71 و 194) والطحاوي في "المشكل"(3079) والحاكم (3/ 120 و 4/ 344) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 153) والخطيب في "التاريخ"(4/ 140) وابن بشكوال في "الغوامض"(713) وابن الجوزي في "البر والصلة"(219) من طرق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق به.
ولم يذكر ابن عبد البر "هبيرة"
ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق ثني هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم عن عليّ قال: فذكره.
وفيه "فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأم. وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا. فحجل، وقال لجعفر: أنت أشبههم بي خَلقا وخُلقا. فحجل وراء حجل زيد، ثم قال لي: أنت مني وأنا منك. فحجلت وراء حجل جعفر"
أخرجه أبو يعلى (405) والطحاوي في "المشكل"(3078) والبيهقي (8/ 6) واللفظ له من طرق عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثني أبي به.
ولم يذكر الطحاوي وأبو يعلى "هبيرة".
قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد"
وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين"
كذا قال، وهانئ وهبيرة بن يريم لم يخرج لهما الشيخان شيئا.
وهانئ بن هانئ وثقه العجلي وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن المديني وغيره: مجهول.
(1) ولفظ الطحاوي وغيره "فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأم"
(2)
ولفظ الحاكم "أم"
وهبيرة بن يريم وثقه العجلي وابن حبان، وقال أحمد وغيره: لا بأس به، وضعفه ابن خراش وغيره.
وأبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط، وقد احتج البخاري برواية إسرائيل وزكريا عنه، فالإسناد حسن.
الثاني: يرويه يزيد بن عبد الله بن الهاد واختلف عنه:
- فرواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن يزيد بن عبد الله بن الهاد واختلف فيه على الدراوردي:
• فقيل: عنه عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن نافع بن عُجَير عن أبيه عن علي قال: خرج زيد بن حارثة إلى مكة فقدم بابنة حمزة بن عبد المطلب، فقال جعفر بن أبي طالب: أنا آخذها وأنا أحق بها بنت عمي وعندي خالتها، وإنما الخالة أم
…
فذكر الحديث وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأما الجارية فأقضي بها لجعفر تكون مع خالتها، وإنما الخالة أم"
أخرجه أبو داود (2278) والبزار (891)
عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي
وابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 152 - 153)
عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(359) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 342)
عن محمد بن سلمة الباهلي
قالوا: ثنا عبد العزيز بن محمد به
• وقيل: عن عبد العزيز بن محمد عن ابن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير عن أبيه نافع عن علي.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3083)
عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (1)
والحاكم (3/ 211) والبيهقي (8/ 6)
(1) وهو في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"(6671) و"المطالب"(1699)
عن إبراهيم بن حمزة الزبيري
والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 249 - 250)
عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي
ثلاثتهم عن عبد العزيز بن محمد به.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال البيهقي: وكذلك رواه عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد. وهو في كتاب سنن أبي داود عن العباس بن عبد العظيم عن عبد الملك بن عمرو عن عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن نافع بن عجير عن أبيه عن علي. والذي عندنا أنّ الأول أصح (1)، وكذلك رواه الأويسي عن عبد العزيز بن محمد"
وقال الحافظ في "النكت الظراف"(7/ 432): قلت: إنما رواه يزيد بن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير بن عبد يزيد عن أبيه عن عليّ، فالراوي عن علي نافع بن عجير لا أبوه، والراوي عن نافع ابنه محمد لا محمد بن إبراهيم، بيّن ذلك البيهقي في روايته من طريق إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي"
- ورواه بكر بن مضر المصري عن ابن الهاد عن محمد بن نافع بن عجير عن علي ولم يذكر عن أبيه (2).
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3082)
وأما حديث محمد بن علي بن الحسين الباقر فأخرجه ابن سعد (4/ 35 - 36) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: إنّ ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ عليّ بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها، قال: فاختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم فأيقظوا النبي صلى الله عليه وسلم من نومه، قال "هلموا أقض بينكم فيها وفي غيرها" فقال علي: ابنة عمي وأنا أخرجتها وأنا أحق بها، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي، فقال في كل واحد قولا
(1) أي رواية إبراهيم بن حمزة ومن تابعه.
(2)
ورواه ابن لهيعة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3084)
وابن لهيعة ضعيف.
رضيه، فقضى بها لجعفر وقال "الخالة والدة" فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وسلم، دار عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما هذا؟ " قال: شيء رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم.
وهو مرسل رواته كلهم ثقات.
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 170) عن حفص بن غياث مختصرا.
وفي الباب عن البراء بن عازب وعن أبي مسعود البدري وعن أبي هريرة وعن ابن شهاب الزهري
فأما حديث البراء فأخرجه البخاري (فتح 9/ 42 - 49) من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء قال: فذكر حديث عمرة القضاء قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي: ياعم ياعم، فتناولها عليّ فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك، حملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي. وقال جعفر: هي ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: بنت أخي. فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال "الخالة بمنزلة الأم" وقال لعلي "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر "أشبهت خَلقي وخُلقي" وقال لزيد "أنت أخونا ومولانا"
وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة؟ قال "إنها ابنة أخي من الرضاعة"
وأما حديث أبي مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 243) من طريق يحيى بن العلاء ثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن خالد بن سعد عن أبي مسعود رفعه "الخالة والدة".
قال الهيثمي: وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 323
قلت: قيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويحيى بن العلاء أظنه البجلي قال أحمد: كذاب يضع الحديث.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (4/ 453) من طريق يوسف بن خالد السمتي السهمي ثنا أبو هريرة المدني عن مجاهد عن أبي هريرة رفعه "الخالة والدة"
وأسند عن ابن معين والفلاس قالا: يوسف بن خالد السمتي كذاب.
وقال: لا يتابع يوسف بن خالد عليه ولا يعرف إلا به"
وأما حديث ابن شهاب الزهري فأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "البر والصلة" لابن المبارك (83 و85) قال: بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "العم أب إذا لم يكن دونه أب، والخالة والدة إذا لم تكن دونها أم"
2045 -
حديث شداد بن أوس رفعه "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء"
قال الحافظ: الحديث لا يثبت لأنه من رواية حجاج بن أرطاة ولا يحتج به، أخرجه أحمد والبيهقي، لكن له شاهد أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس، وسعيد مختلف فيه. وأخرجه أبو الشيخ والبيهقي من وجه آخر عن ابن عباس، وأخرجه البيهقي أيضا من حديث أبي أيوب" (1)
ضعيف
روي من حديث ابن عباس ومن حديث شداد بن أوس
فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11590) وفي "مسند الشاميين"(146) والبيهقي (8/ 324 - 325) من طريق أيوب بن محمد الوزان عن الوليد بن الوليد ثنا ابن ثوبان عن محمد بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس به.
وقال البيهقي: هذا إسناد ضعيف، والمحفوظ موقوف"
وقال في "المعرفة"(13/ 63): لا يثبت رفعه"
قلت: الوليد بن الوليد هو العَنْسي قال الحاكم: روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أحاديث موضوعة.
وكذا قال أبو نعيم في "الضعفاء".
وقال ابن حبان: يروي عن ابن ثوبان العجائب لا يجوز الاحتجاج به فيما يروي.
وذكره الدارقطني في "الضعفاء".
وقال أبو حاتم: صدوق ما بحديثه بأس حديثه صحيح.
وابن ثوبان مختلف فيه ولا بأس به كما قال أبو زرعة وغيره، والباقون كلهم ثقات.
ولم ينفرد ابن عجلان به بل تابعه أبو هاشم الرماني عن عكرمة عن ابن عباس به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12009) من طريق خلف بن عبد الحميد ثنا عبد الغفور عن أبي هاشم به.
(1) 12/ 461 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)
وعبد الغفور هو أبو الصباح الأنصاري الواسطي قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: تركوه منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
الثاني: يرويه قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس قوله.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12828) وفي "مسند الشاميين"(2697)
عن عمرو بن عبد الله الأودي
وابن عدي (1/ 272) والبيهقي (8/ 325)
عن إبراهيم بن مجشر البغدادي
كلاهما عن وكيع بن الجراح عن سعيد بن بشير عن قتادة به.
وسعيد بن بشير هو الأزدي وهو مختلف فيه: وثقه دحيم وغيره، وضعفه ابن معين وجماعة، وتكلم ابن حبان وغيره في روايته عن قتادة، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من جابر بن زيد.
وأما حديث شداد بن أوس فيرويه الحجاج بن أرطأة واختلف عنه:
- فرواه محمد بن فضيل الكوفي عنه عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه عن شداد بن أوس.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7112) من طريق واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن
فضيل (1) به.
- ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الحجاج بن أرطأة واختلف فيه على حفص بن غياث:
• فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(576)
عن الحسن بن إسماعيل الواسطي
والطبراني في "الكبير"(7113)
عن محمد بن الفضل عارم أبي النعمان البصري
كلاهما عن حفص بن غياث عن الحجاج بن أرطأة عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه عن شداد بن أوس.
(1) رواه حرب بن إسماعيل الكرماني عن ابن فضيل فلم يذكر "عن أبيه"
أخرجه الخلال في "الترجل"(194)
ورواه إبراهيم بن الحجاج عن حفص بن غياث فلم يذكر شداد بن أوس.
أخرجه البيهقي (8/ 325)
وقال: الحجاج بن أرطأة لا يحتج به"
- ورواه عباد بن العوام الواسطي عن الحجاج واختلف عن عباد:
• فرواه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 707) وفي "الأدب"(186) وفي "المصنف"(9/ 58) وعنه أبو يعلى (إتحاف 708) عن عباد عن الحجاج عن رجل عن أبي المليح عن شداد.
• ورواه سريج بن النعمان الجوهري عن عباد عن الحجاج عن أبي المليح عن أبيه، ولم يذكر شداد بن أوس.
أخرجه أحمد (5/ 75)
- ورواه عبد الواحد بن زياد العبدي عن الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن أبي أيوب.
أخرجه البيهقي (8/ 325)
وقال: وهو منقطع"
وقال في "المعرفة"(13/ 63): الحديث لا يثبت"
وقال العراقي: إسناده ضعيف" إتحاف السادة 2/ 417
قلت: وهو كما قالا، والحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس.
وقال البوصيري: مدار الطرق كلها على الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 1/ 203
2046 -
"الخراج بالضمان"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن عن عائشة" (1)
يرويه عروة بن الزبير عن عائشة، وعنه غير واحد، منهم:
1 -
مَخْلَد بن خُفَاف بن أَيماء بن رَحْضة الغفاري.
أخرجه الطيالسي (ص 206) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن مخلد بن
(1) 5/ 269 (كتاب البيوع - باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل)
خفاف قال: خاصمت إلى عمر بن عبد العزيز في عبد دلس لنا فأصبنا من غلته وعنده عروة بن الزبير فحدثه عروة عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أنّ الخراج بالضمان.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 321)
وأخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 189) وعبد الرزاق (14777) وأبو عبيد في "الغريب"(3/ 37) وفي "الأموال"(ص 93) وابن أبي شيبة (10/ 167 - 168) وإسحاق في "مسند عائشة"(750 و775 و776) وأحمد (6/ 49 و161 و 208 و237) وابن زنجويه في "الأموال"(280) وأبو داود (3508 و 3509) وابن ماجه (2242) والترمذي (1285) والنسائي (7/ 223) وفي "الكبرى"(6081) وأبو يعلى (4537 و4575) وابن الجارود (627) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2912 و2913) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 21) والعقيلي (4/ 231) وابن حبان (4928) وابن عدي (6/ 2436) والدارقطني (3/ 53) وابن شاهين في "حديثه"(16) والحاكم (2/ 15) وتمام (705 و768) والبيهقي (5/ 321 و321 - 322) وفي "معرفة السنن"(8/ 121 - 122 أو 124) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 206 و207) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2119) من طرق عن ابن أبي ذئب به.
وفي لفظ "قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ خراج العبد بضمانه"
وفي لفظ آخر "الخراج بالضمان"
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
وقال في "العلل"(1/ 513): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: مخلد بن خفاف لا أعرف له غير هذا الحديث، وهذا حديث منكر"
قلت: رواته ثقات غير مخلد بن خفاف فهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وابن وضاح، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وليس هذا إسناد تقوم به الحجة غير أني أقول به لأنّه أصلح من آراء الرجال، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: لا يعرف له غير هذا الحديث، وقال الحافظ: وفي سماع ابن أبي ذئب منه عندي نظر.
وقال ابن عدي أيضاً: كنا نظن أنّ هذا الحديث لم يروه عن مخلد غير ابن أبي ذئب حتى حدثناه أحمد بن عيسى الوشاء ثنا الحسن بن عبيد الله البالسي ثنا الهيثم بن جميل ثنا يزيد بن عياض عن مخلد بن خفاف عن عروة عن عائشة قالت: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ الخراج بالضمان.
قلت: يزيد بن عياض كذبه مالك وابن معين والنسائي.
2 -
ابن شهاب الزهري.
أخرجه ابن عدي (6/ 2437) من طريق مصعب بن إبراهيم الجهني عن ابن جُريج عن الزهري عن عروة عن عائشة به.
وقال: مصعب ليس بالمعروف"
3 -
هشام بن عروة.
أخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 189) عن مسلم بن خالد الزَّنْجِي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "الخراج بالضمان"
ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (626) وأبو بكر الشافعي في "فوائدها"(716) والبيهقي في "معرفة السنن"(8/ 122) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 205 - 206 و 206) والبغوي في "شرح السنة"(2118) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(635) والذهبي (1) في "السير"(14/ 123) من طرق عن الشافعي به.
وأخرجه أحمد (6/ 80 و 116) وابن زنجويه (281) وأبو داود (3510) وابن ماجه (2243) وأبو يعلى (4614) والطحاوي (4/ 21 - 22 و 22) وابن حبان (4927) والدارقطني (3/ 53) والحاكم (2/ 14 - 15 و15) والبيهقي في "معرفة السنن"(8/ 122 - 123) وابن عبد البر (18/ 207) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن محمد الأسدي ص 265 و265 - 266) من طرق عن مسلم بن خالد به.
وفي لفظ "أنّ رجلا اشترى عبدا فاستغله، ثم وجد به عيبا فردّه، فقال البائع: يا رسول الله، إنه قد استغل غلامي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الخراج بالضمان"
قال البخاري: إنما رواه مسلم بن خالد الزنجي، ومسلم ذاهب الحديث" علل الترمذي (2) 1/ 513
وقال أبو داود: هذا إسناد ليس بذاك"
وقال العقيلي: وهذا الإسناد منه ضعف" الضعفاء 4/ 231
(1) وقال: هذا حديث حسن غريب"
(2)
قال الترمذي: وضعف البخاري حديث هشام بن عروة في هذا الباب"
وقال البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 1/ 243): ولا يصح"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بل ضعيف لضعف مسلم بن خالد.
وقد رواه يعقوب بن الوليد بن أبي هلال المدني وأبو الهيثم خالد بن مهران البلخي وعمر بن علي المقدمي وأبو زيد محمد بن المنذر الزبيري عن هشام واقتصروا على قوله "الخراج بالضمان" ولم يذكروا القصة.
فحديث يعقوب بن الوليد أخرجه ابن عدي (7/ 2605) والخليلي في "الإرشاد"(2/ 701)
وقال: هذا حديث يعرف بمسلم بن خالد الزنجي عن هشام، وتابعه يعقوب"
قلت: كذبه أحمد وأبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.
وحديث خالد بن مهران أخرجه الخليلي (3/ 934) والخطيب في "التاريخ"(8/ 297 - 298) من طريق أحمد بن زهير بن حرب ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا خالد بن مهران عن هشام به.
وأخرجه ابن عدي (7/ 2605) عن محمد بن عبدة ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثني يعقوب بن الوليد وخالد بن مهران عن هشام به.
وقال: هذا حديث مسلم بن خالد الزنجي عن هشام بن عروة سرقه منه يعقوب هذا وخالد بن مهران وهو مجهول"
وقال الخليلي: قد ذكرت علته في غير هذا الموضع وأنّه من حديث مسلم بن خالد، وضعفوه فيه أيضا، ومتابعه مثل خالد لا تقويه، وخالد ضعفوه جدا"
قلت: وثقه ابن معين (تاريخ بغداد 8/ 298)
وحديث عمر بن علي أخرجه الترمذي (1286) وابن عدي (5/ 1702) والبيهقي (5/ 322)
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث هشام بن عروة، واستغرب محمد بن إسماعيل هذا الحديث من حديث عمر بن علي. قلت: تراه تدليسا؟ قال: لا"
وقال في "العلل"(1/ 513): لم يعرفه محمد بن إسماعيل من حديث عمر بن علي. قلت له: ترى أنّ عمر بن علي دلس فيه؟ فقال: لا أعرف أنّ عمر بن علي يدلس"
وقال ابن عدي: وهذا يعرف بمسلم بن خالد عن هشام بن عروة، وقد رواه بعض الضعفاء أيضا عن هشام بن عروة"
قلت: عمر بن علي ثقة إلا أنّه كان يدلس كما قال أحمد وابن معين وغيرهما، ولم يذكر سماعا من هشام.
قال عفان بن مسلم: لم أكن أقبل منه حتى يقول: حدثنا.
وحديث محمد بن المنذر الزبيري أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 243) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن المنذر به.
ومحمد بن المنذر ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 437) وقال: ربما أخطأ.
2047 -
حديث على "الخشوع في القلب"
قال الحافظ: أخرجه الحاكم" (1)
موقوف
أخرجه الحاكم (2/ 393) وعنه البيهقي (2/ 279) من طريق عبد الله بن عثمان عبدان المروزي أنبا عبد الله أنبا عبد الرحمن المسعودي أني أبو سنان عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي أنّه سئل عن قوله عز وجل" الذين هم في صلاتهم خاشعون" قال: الخشوع في القلب، وأن تلين كتفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد"
قلت: هكذا رواه عبدان عن عبد الله وهو ابن المبارك عن المسعودي عن أبي سنان عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي، وخالفه الحسين بن الحسن المروزي فرواه عن ابن المبارك (الزهد 1148) عن المسعودي عن أبي سنان عن رجل عن علي.
وهكذا رواه عن المسعودي:
1 -
وكيع في "الزهد"(328)
2 -
خالد بن عبد الله
أخرجه الطبري في "تفسيره"(18/ 2)
فقالا: عن رجل عن علي.
(1) 2/ 367 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب الخشوع في الصلاة)
ولم ينفرد المسعودي به بل تابعه سفيان الثوري عن أبي سنان به.
أخرجه عبد الرزاق (2/ 43) ومن طريقه الطبري (18/ 2) عن سفيان به.
ولم ينفرد أبو سنان واسمه ضرار بن مرة الشيباني به بل تابعه عطاء بن السائب عن رجل عن علي به.
أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(139) عن إسحاق بن راهويه أنا يحيى بن الضريس عن عمرو بن أبي قيس عن عطاء بن السائب به.
2048 -
"الخمر من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والزبيب، والذرة"
قال الحافظ: وأخرج الخلعي في "فوائده" من طريق خلاد بن السائب عن أبيه رفعه: فذكره، وسنده لا بأس به" (1)
2049 -
"الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة"
قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (1985) عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (2)
وذكره في موضع آخر وأشار إلى ضعفه (3).
2050 -
"الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تصير ملكا عضوضا"
ذكره الحافظ في خمسة مواضع وقال: أخرجه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره من حديث سفينة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (4)
حسن
أخرجه إسحاق في "مسند أم سلمة"(1944) وأحمد (5/ 220 و221) وفي "فضائل
الصحابة" (789 و 1027) وابنه في "السنة" (1402) وفي "زيادات الفضائل" (790) وابن أبي
(1) 12/ 145 (كتاب الأشربة - باب ما جاء في أنّ الخمر ما خامر العقل)
(2)
12/ 145 (كتاب الأشربة - باب ما جاء في أن الخمر ما خامر العقل من الشراب)
(3)
12/ 133 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العنب وغيره)
(4)
8/ 59 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عثمان بن عفان)
9/ 139 (كتاب المغازي - باب ذهاب جرير إلى اليمن"
15/ 315 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم)
16/ 339 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمد بن المثني)
16/ 48 (كتاب التعبير - باب رؤيا النهار)
عاصم في "السنة"(1181) والبزار (3828) وأبو يعلى في "المفاريد"(103) والروياني (667) والطحاوي في "المشكل"(3349) وفي "الآحاد"(139) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3446) وفي "الصحابة"(1197 و 1827) وابن حبان (6943) وفي "الثقات"(2/ 304) والطبراني في "الكبير"(13) والآجري في "الشريعة"(1177) والحاكم (3/ 71) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(ص 169 - 170) وفي "الصحابة"(91 و 319) واللالكائي في "السنة"(2654 و2655) وابن عبد البر في "الجامع"(2/ 225) والخطيب في "المتفق والمفترق"(290) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3865) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(120) والمزي في "تهذيب الكمال"(10/ 378)
عن حماد بن سلمة
وأبو داود (4646) وأبو يعلى في "المفاريد"(104) وابن حبان (6657) والطبراني في "الكبير"(6444) وابن عدي (3/ 1237) والحاكم (3/ 145) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(ص 170) والبيهقي في "الاعتقاد"(ص 333 و 370) وفي "الدلائل"(6/ 341) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 142)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
والطيالسي (ص 151) وأحمد (5/ 221) والترمذي (2226) والطبري في "صريح السنة"(26) وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة"(من حديث خيثمة ص 107 - 108) والطبراني في "الكبير"(6442) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(91) وفي "فضائل الخلفاء"(217) وفي "الإمامة"(ق 41/ ب) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 342) وفي "المدخل"(ص 116 - 117) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 244) وفي "معجم الشيوخ"(120) والمزي في "تهذيب الكمال"(6/ 509) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 141)
عن الحَشرَج بن نُباتة الأشجعي
وأبو داود (4647) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(140) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1403 و1404) والنسائي في "الكبرى"(8155) والروياني (668) والطبراني في "الكبير"(136 و 6443) والآجري (178 أو 1179) وابن عدي (3/ 1237) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق 41/ ب) وفي "الأخبار أصبهان"(1/ 244 - 245) وفي "فضائل الخلفاء"(ص 169)
عن العوام بن حوشب الواسطي
وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1407) والبزار (3827) والروياني (666) والخلال في "السنة"(647) واللالكائي (2556) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 142)
عن أبي طلحة يحيى بن طلحة البصري ابن بنت سعيد بن جُمْهَان
كلهم عن سعيد بن جُمْهان قال: حدثني سفينة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك"
وفي لفظ "الخلافة ثلاثون سنة، وسائرهم ملوك، والخلفاء والملوك اثنا عشرا"
وفي لفظ آخر "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك، أو ملكه، من يشاء".
قال الترمذي: هذا حديث حسن قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان"
وقال ابن أبي عاصم: وحديث سفينة ثابت من جهة النقل"
وقال ابن عبد البر: قال أحمد بن حنبل: حديث سفينة في الخلافة صحيح وإليه أذهب في الخلفاء"
وقال الخلال في "السنة"(ص 419): أخبرنا أبو بكر المروذي قال: ذكرت لأبي عبد الله حديث سفينة فصححه.
وقال: قلت: إنّهم يطعنون في سعيد بن جمهان، فقال: سعيد بن جمهان ثقة"
وقال البوصيري: سنده صحيح" إتحاف الخيرة 8/ 276
وقال الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر": هذا حديث حسن، وسعيد بن جمهان تابعي صغير صدوق"
قلت: وهو كما قال.
طريق أخرى: قال ابن عدي (7/ 2711): ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ابن أخي حرملة ثنا عمي حرملة ثنا ابن وهب أخبرني ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن عمرو عن سفينة رفعه "الخلافة ثلاثون عاما، ثم يكون الملك"
وقال: يحيى بن محمد بن يحيى ضعيف، وهذا الحديث بإسناده لم أكتبه إلا عن يحيى بن محمد هذا، وله عن عمه حرملة وغيره من المناكير ما ليس هو بمحفوظ غير ما ذكرت وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق"
وللحديث شاهد عن أبي بكرة وآخر عن أبي هريرة
فأما حديث أبي بكرة فأخرجه أبو عبيد في "الغريب"(3/ 100) وابن أبي شيبة (11/ 60 و61 و12/ 18) وأحمد (5/ 44 و50) وأبو داود (4635) وابن أبي عاصم في "السنة"(1131 أو 1132 أو 1133 و1135 أو 1136) والبزار (3652 و 3653) والآجري (1180) واللالكائي في "السنة"(2657) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 342 و 348) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 131) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: وفدت مع أبي إلى معاوية بن أبي سفيان فأدخلنا عليه فقال: يا أبا بكرة حدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الصالحة ويسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم "أيكم رأى رؤيا؟ " فقال رجل: أنا يا رسول الله، رأيت كأن ميزانا دُلِّي من السماء فوزنت أنت بأبي بكر فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر بعمر، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان، فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "خلافة نبوة ثم يؤتى الله تبارك وتعالى الملك من يشاء"
وفي لفظ "خلافة نبوة ثلاثين عاما، ثم يؤتي الله الملك من يشاء"
وأخرجه الطيالسي (ص 116 - 117) عن حماد بن سلمة به.
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان
وله طريق أخرى يرويها أشعث بن عبد الملك الحُمْراني عن الحسن البصري عن أبي بكرة نحوه دون قوله: خلافة نبوة
…
أخرجه أبو داود (4634) والترمذي (2287) والحاكم (3/ 70 - 71 و 4/ 393 - 394)
وقال الترمذي: حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أشعث هذا ثقة، لكن ما احتجا به"
وقال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2703 - 2704) من طريق بَقية بن الوليد عن يحيى بن خالد عن روح بن القاسم عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة رفعه "الخلافة ثلاثون عاما، ثم يكون الملك"
وقال: هذا الحديث منكر عن روح بإسناده، لا يرويه عن روح غير يحيى بن خالد وهو من مجهولي شيوخ بقية، ولا أعلم رواه عن يحيى هذا غير بقية"
2051 -
"الخيار ثلاثة أيام"
قال الحافظ: وقد روى البيهقي من طريق أبي علقمة الفروي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: فذكره، وهذا كأنه مختصر من الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن من طريق محمد بن إسحاق عن نافع في قصة حبان بن منقذ" (1)
ضعيف
أخرجه البيهقي (5/ 274) من طريق محمد بن خالد بن زيد الراسبي النيلي ثنا أبو ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة ثنا أبو علقمة الفروي عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.
وإسناده ضعيف.
أحمد بن عبد الله بن ميسرة قال ابن حبان: يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، ويسرق أحاديث الثقات ويلزقها بأقوام أثبات، لا يحل الاحتجاج به.
وقال ابن عدي: حدّث عن الثقات بالمناكير، ويحدث عمن لا يعرف، ويسرق حديث الناس.
2052 -
"الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عُدَّةَ في سبيل الله، وأنفق عليها احتسابا كان شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاحا في موازينه يوم القيامة"
قال الحافظ: روى أحمد من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا: فذكره" (2)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 481و 482) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 5920) وأحمد (6/ 455 و 458) وعبد بن حميد (1583) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 650) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5923) وأبو عوانة (5/ 18) والخطابي في "الغريب"(1/ 522) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 43) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 97 - 98) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 49) من طرق عن عبد الحميد بن بَهرام الفزاري ثني شهر بن حوشب
(1) 5/ 230 (كتاب البيوع - باب كم يجوز الخيار؟)
(2)
6/ 395 (كتاب الجهاد - باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)
حدثنى أسماء بنت يزيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله، وأنفق عليها احتسابا في سبيل الله فإنّ شبعها وجوعها، وريّها وظمأها، وأرواثها وأبوالها، فلاح في موازينه يوم القيامة، ومن ربطها رياء وسمعة، وفرحا ومرحا فإنّ شبعها وجوعها، وريها وظمأها، وأرواثها وأبوالها، خسران في موازينه يوم القيامة"
وفي لفظ "من ارتبط فرسا في سبيل الله وأنفق عليه احتسابا كان شبعه وجوعه، وريّه وظمأه، وبوله وروثه، في ميزانه يوم القيامة، ومن ارتبط فرسا رياء وسمعة، كان ذلك خسرانا في ميزانه يوم القيامة".
قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه شهر وهو ضعيف" المجمع 5/ 261
وقال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 261
قلت: وهو كما قال، وشهر بن حوشب وعبد الحميد بن بهرام صدوقان.
2053 -
"الخيل معقود في نواصيها الخير"
قال الحافظ: رواه جمع من الصحابة غير من تقدم ذكره وهم ابن عمر وعروة وأنس وجرير، وممن لم يتقدم سلمة بن نفيل وأبو هريرة عند النسائي، وعتبة بن عبد عند أبي داود، وجابر وأسماء بنت يزيد وأبو ذر عند أحمد، والمغيرة وابن مسعود عند أبي يعلى، وأبو كبشة عند أبي عوانة وابن حبان في صحيحيهما، وحذيفة عند البزار، وسوادة بن الربيع وأبو أمامة وعَرِيْب المليكي والنعمان بن بشير وسهل بن الحنظلية عند الطبراني، وعن علي عند ابن أبي عاصم في "الجهاد".
وفي حديث جابر من الزيادة "في نواصيها الخير والنَيْل" وزاد أيضا "وأهلها معانون عليها فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة" وقوله "وأهلها معانون عليها" في رواية سلمة بن نفيل أيضا" (1)
صحيح
ورد من حديث ابن عمر ومن حديث عروة البارقي ومن حديث أنس ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث سلمة بن نفيل ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عتبة بن عبد ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي ذر ومن حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث
(1) 6/ 397 (كتاب الجهاد - باب الجهاد ماض مع البر والفاجر)
ابن مسعود ومن حديث أبي كبشة ومن حديث حذيفة ومن حديث سوادة بن الربيع ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عريب المليكي ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث سهل بن الحنظلية ومن حديث علي ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث صعصعة بن ناجية ومن حديث أسماء بنت يزيد ومن حديث مكحول مرسلا ومن حديث هياج بن محارب"
فأما حديثي ابن عمر وعروة فأخرجهما البخاري في الباب المذكور
وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 1687) عن الحسين بن أبي كبشة ثنا عتاب بن حرب ثنا حميد عن أنس مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
قال الهيثمي: وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف" المجمع 5/ 259
وأما حديث جرير فأخرجه مسلم (1872)
وأما حديث سلمة بن نفيل فأخرجه ابن سعد (7/ 427 - 428) وأحمد (4/ 104) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 70 - 71) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 336 و 2/ 298) والحربي في "الغريب"(3/ 99) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2460) والبزار (3702) والنسائي (6/ 178 - 179) وفي "الكبرى"(4401) وأبو عوانة (5/ 16) والطحاوي في "المشكل"(228) والطبراني في "الكبير"(6357 و 6358 و 6359) وفي "مسند الشاميين"(1419) والمزي (1)(11/ 323 - 324) من طرق عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال: ثنا سلمة بن نفيل قال: كنت (2) جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (3) رجل: يا رسول الله، أَذَالَ (4) الناس الخيل، ووضعوا (5) السلاح، وقالوا (6): لا جهاد (7)، قد وضعت الحرب أوزارها. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه وقال
(1) سقط من إسناده "عن الوليد بن عبد الرحمن" وقال: هكذا وقع في هذه الرواية: عن إبراهيم بن أبي عبلة عن جبير بن نفير، والصحيح عن إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير"
(2)
ولفظ البخاري وغيره "دنوت من النبي صلى الله عليه وسلم حتى كادت ركبتاي تمسان فخذه فقلت:"
ولفظ أحمد "إني سئمت الخيل وألقيت السلاح ووضعت الحرب أوزارها قلت: لا قتال"
(3)
ولفظ ابن سعد "فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنوت منه حتى كادت ثيابي تمس ثيابه فقلت:"
(4)
ولفظ البزار "أُذيلت الخيل" ولفظ ابن سعد وابن أبي عاصم "سيبت الخيل" ولفظ البخاري "سيء بالخيل" ولفظ يعقوب "بُهي بالخيل" ولفظ الطبراني "تركت الخيل"
(5)
ولفظ البخاري وغيره "وألقي" ولفظ ابن سعد "وعطلوا"
(6)
ولفظ البخاري وغيره "وزعموا أن لا قتال"
(7)
ولفظ ابن أبي عاصم "لا قتال"
"كذبوا، الآن الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة (1) يقاتلون على الحق، وُيزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم (2) منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد (3) الله (4). والخيل معقود (5) في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (6). وهو يوحى إليّ أني مقبوض (7) غير ملبث (8)، وأنتم تتبعوني أفنادا (9) يضرب بعضكم رقاب بعض، وعُقْرُ دار المؤمنين الشام" السياق للنسائي
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه بهذه الألفاظ إلا سلمة بن نفيل، وهذا أحسن طريقا يروى في ذلك عن سلمة، ورجاله رجال معروفون من أهل الشام مشهورون"
قلت: وإسناده صحيح.
ولم ينفرد الوليد بن عبد الرحمن به بل تابعه:
1 -
نصر بن علقمة الحمصي عن جبير بن نفير به.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 277) والطبراني في "مسند الشاميين"(2524)
قال أبو حاتم: نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير (المراسيل 226)
2 -
إبراهيم بن أبي عبلة الشامي.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1034) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد"(ص 44)
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه أبو صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
أخرجه أبو إسحاق الفْزاري في "السير"(542) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.
(1) ولفظ البخاري وغيره "أمة قائمة على الحق، ظاهرة على الناس"
(2)
ولفظ البخاري وغيره "فيقاتلوهم لينالوا منهم"
(3)
ولفظ ابن سعد وغيره "أمر الله وهم علي ذلك"
(4)
زاد البخاري وغيره "قال وهو مولِ ظهره إلى اليمن: إني لأجد نفس الرحمن من هاهنا"
(5)
ولفظ الطحاوي "معصوب"
(6)
زاد البخاري وغيره "وأهلها معانون عليها"
(7)
ولفظ البخاري وغيرها "مكفوت"
(8)
ولفظ البزار "غير لابث"
(9)
ولفظ البخاري "أفذاذا"
ومن طريقه أخرجه النسائي (6/ 179) وفي "الكبرى"(4402) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 261)
وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 484) وأحمد (2/ 101و262 و 383) ومسلم (2/ 682 - 683 و 683) وابن ماجه (2788) والترمذي (1636) وأبو يعلى (2641) وأبو عوانة (5/ 15 و 16 و21 - 22 و23) والطبراني في "الأوسط"(2090) والبيهقي (4/ 81) وفي "الشعب"(3996) والخطيب في "التاريخ"(5/ 196) من طرق عن سهيل به.
وأخرجه مسلم (2/ 683 - 684) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة به.
الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة"
أخرجه أبو يعلى (6014) وأبو عوانة (5/ 15) والطبراني في "الأوسط"(3112) وابن المقرئ في "المعجم"(1140) والبيهقي (6/ 329) من طرق عن عبد الرزاق أنا مَعْمَر عن الزهري به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا معمر، تفرد به عبد الرزاق"
وقال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح" الترغيب 2/ 262 - المجمع 5/ 259
قلت: وإسناده صحيح.
الثالث: يرويه أيوب السَّختياني عن نافع عن أبي هريرة مرفوعا "الخيل معقود بنواصيها الخير"
أخرجه أبو يعلى (2640) وفي "معجمه"(14) قال: ثنا محمد بن جامع العطار وكان ضعيفا ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جامع.
وأما حديث عتبة بن عبد فيرويه ثور بن يزيد الحمصي واختلف عنه:
- فرواه سفيان الثوري عن ثور واختلف عنه:
• فقال عبد الرزاق: أنبا سفيان عن ثور عن رجل يقال له نصر عن عتبة بن عبد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نتف أذناب الخيل وأعرافها ونواصيها، وقال "أذنابها مذابها، وأعرافها أدفاؤها، ونواصيها معقود بها الخير إلى يوم القيامة".
أخرجه أحمد (4/ 183) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 130) من طريق يحيى بن معين ثنا عبد الرزاق به.
• وقال محمد بن يوسف الفريابي: ثنا سفيان عن ثور عن شيخ عن عتبة مرفوعا "لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها، فإنّ أذنابها مذابها، ومعارفها أدفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير"
أخرجه أبو عوانة (5/ 19)
- وقال الهيثم بن حميد الدمشقي: عن ثور عن شيخ من بني سليم عن عتبة.
أخرجه أبو داود (2542) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي عن الهيثم بن حميد به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 331)
وأخرجه أبو عوانة (5/ 18 - 19) عن عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرعاقولي ثنا أبو توبة به.
- وقال مِنْدَل بن علي العنزي: عن ثور عن نصر بن علقمة عن عتبة.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(467) من طريق جُبَارة بن مُغَلِّس ثنا مندل به.
وجبارة ومندل ضعيفان.
وأخرجه أبو عوانة (5/ 19) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي ثنا ابن عُلاثة عن ثور به.
وعمرو بن الحصين قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
وابن علاثة واسمه محمد بن عبد الله مختلف فيه.
- وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد: عن ثور عن نصر الكناني عن رجل عن عتبة.
أخرجه أبو داود (2542) عن خُشَيش بن أصرم النسائي ثنا أبو عاصم به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 331)
- وقال عبد الله بن الحارث المخزومي: ثني ثور عن نصر عن رجل من بني سليم عن عتبة.
أخرجه أحمد (4/ 183)
- وقال عبد الملك بن الصَّبَّاح المِسْمَعِى: عن ثور عن نضر بن شفي عن شيخ من بني سليم عن عتبة.
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 105) والطبراني في "الكبير"(17/ 130) وفي "مسند الشاميين"(455)
طريق أخرى: قال بقية بن الوليد: حدثني نصر بن علقمة ثني رجال من بني سليم عن عتبة مرفوعا "لا تقصوا نواصي الخيل
…
"
أخرجه أحمد (4/ 184) عن علي بن بحر القطان ثنا بقية به.
وإسناده ضعيف للرجال الذين لم يسموا.
وأما حديث جابر فله عنه طرق:
الأول: يرويه الحصين بن حرملة المهري عن أبي مصبح عن جابر مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة، وقلدوها ولا تقلدوها بالأوتار"
أخرجه أحمد (3/ 352) والطحاوي في "المشكل"(323) والطبراني في "مسند الشاميين"(756)
عن عبد الله بن المبارك
والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 274) والطبراني في "الأوسط"(8977) وفي "مسند الشاميين"(756)
عن ابن لهيعة
قالا: أخبرني عتبة بن أبي حكيم ثني الحصين بن حرملة به.
قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد" الترغيب 2/ 263
وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات" المجمع 5/ 259
قلت: عتبة مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
والحصين ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا عتبة فهو مجهول.
الثاني: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير" قالوا: يا رسول الله وما ذاك الخير؟ قال "الأجر والغنيمة"
أخرجه أبو يعلى في "معجمه"(195) عن أبي أيوب سليمان بن عمر بن خالد الرقي ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن مجالد به.
وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 473) عن محمد بن عبيدة بن يزيد الجرواني ثنا سليمان بن عمر بن الأقطع ثنا يحيى بن سعيد به.
وإسناده ضعيف لضعف مجالد.
الثالث: يرويه علي بن ثابت الجَزَري عن وازع بن نافع عن أبي سلمة عن جابر مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
أخرجه ابن عدي (7/ 2557)
وإسناده ضعيف جدا، وازع بن نافع قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.
وأما حديث أبي ذر فأخرجه سعيد بن منصور (2432) عن عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن الحارث بن يعقوب عن أبي الأسود الغفاري عن النعمان الغفاري عن أبي ذر مرفوعا "يا أبا ذر، اعقل ما أقول لك: لعناق تأتي رجلا من المسلمين خير له من أُحُد ذهبا يتركه وراءه، يا أبا ذر، اعقل ما أقول لك: إنّ المكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال كذا وكذا، اعقل يا أبا ذر ما أقول لك: إنّ الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" ثلاثا.
وأخرجه أحمد وابنه (5/ 181)
عن هارون بن معروف المروزي
وأبو عوانة (5/ 19)
عن ضرار بن صُرَد الكوفي
قالا: ثنا ابن وهب به.
قال الهيثمي: وفيه أبو الأسود الغفاري وهو ضعيف" المجمع 5/ 258 - 259
قلت: قال ابن معين: ما أعرفه، والنعمان الغفاري قال ابن معين أيضاً: ما أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وأما حديث المغيرة بن شعبة فأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 224) عن إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله الجُبيري عن أبيه عن زياد بن جبير بن حية عن أبيه عن المغيرة مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
وأخرجه أسلم في "تاريخ واسط"(ص 243) وأبو عوانة (5/ 17) والطبراني في "الكبير"(20/ 431) وأبو الشيخ في "الطبقات"(1/ 308 - 310) من طرق (1) عن إسماعيل بن سعيد به.
وزادوا "وأهلها معانون عليها"
وإسماعيل بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، والباقون ثقات.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو يعلى (5396) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا بقية بن الوليد عن علي بن علي ثني يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن مسعود مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. اشتروا على الله، واستقرضوا على الله" وذكر الحديث.
قال الهيثمي: وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 280
قلت: وعلي بن علي هكذا وقع في كتاب أبي يعلى وأظنه علي بن أبي علي القرشي شيخ لبقية قال ابن عدي: مجهول ومنكر الحديث.
وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود مرسل.
وأما حديث أبي كبشة فأخرجه أبو عوانة (5/ 19) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 274) وابن حبان (4674) والطبراني في "الكبير"(22/ 339) وفي "مسند الشاميين"(2064) وابن عدي (6/ 2400) والحاكم (2/ 91) من طرق عن عبد الله بن وهب قال: سمعت معاوية بن صالح يقول: ثني نعيم بن زياد أنه سمع أبا كبشة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 259
(1) رواه محمد بن يونس بن موسى الكديمي عن إسماعيل بن سعيد فلم يذكر سعيد بن عبيد الله.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 253)
والكديمى قال الدارقطني: متروك.
ورواه محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي عن إسماعيل بن سعيد فلم يذكر جبير بن حية.
أخرجه أبو يعلى (المطالب 2004)
قلت: وهو كما قالا.
وأما حديث حذيفة فأخرجه البزار (2942) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي أنا أبو يحيى الحمَّاني عبد الحميد بن عبد الرحمن أنا الحسن بن أبي الحسن البجلي عن طلبة بن مُصَرِّف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن حذيفة مرفوعا "الغنم بركة، والإبل عز لأهلها، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وعبدك أخوك فأحسن إليه، وإنْ وجدته مغلوبا فأعنه"
وقال: وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، وأحسب الحسن بن أبي الحسن البجلي هو الحسن بن عمارة"
وقال الهيثمي: وفيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف" المجمع 5/ 259
قلت: رواه علي بن قادم الكوفي قال: ثنا الحسن بن عمارة عن طلبة عن أبي عمار عن حذيفة.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(150)
والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث.
- ورواه الأعمش عن طلحة بن مصرف واختلف عنه:
• فرواه عيسى بن يونس عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلا.
أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2838)
• ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن حذيفة.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 92 - 93) من طريق محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الثقفي حدثني أبي عن جدي عن النعمان عن سفيان به.
وراشد بن معدان ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون ثقات، والنعمان هو ابن عبد السلام الأصبهاني، وأبو عمار اسمه عَريب بن حميد.
وأما حديث سوادة بن الربيع فأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 184) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2595) والبزار (كشف 1688) وأبو عوانة (5/ 16) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 297) والطبراني في "الكبير"(6480) وأبو نعيم في "الصحابة"(3561)
من طرق عن محمد بن حُمْران بن عبد العزيز القيسي ثنا سلم (1) بن عبد الرحمن الجَرْمي قال: سمعت سوادة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأمر لي بذود، قال لي "مُر بنيك أن يقصوا أظفارهم عن ضروع ابلهم ومواشيهم، وقيل لهم: فليحتلبوا عليها سخالها لا تدركها السنة وهي عجاف، قال: هل لك من مال؟ " قلت: نعم، لي مال وخيل ورقيق، قال "عليك بالخيل فارتبطها، الخيل معقود في نواصيها الخير".
قال البزار: لا نعلم روى سوادة إلا هذا"
وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات"
قلت: محمد بن حمران مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، ولينه النسائي وغيره، وسلم بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات".
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7994) عن محمد بن نصر بن حميد البغدادي ثنا محمد بن عبد الله الرُّزِّي ثنا يحيى بن راشد عن سعيد الجريري عن لقيط أبي المشاء عن أبي أمامة قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس فوهبه لرجل من الأنصار فكان يسمع صهيله، ثم إنه فقده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما فعل فرسك؟ " قال: يا رسول الله أخصيته، فقال "الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة، نواصيها دماؤها، وأذنابها مذابها".
وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن راشد المازني.
وأما حديث عريب فأخرجه ابن سعد (7/ 434) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2695 و 2696) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 289 - 290 و 290) والطبراني في "الكبير"(17/ 188) وابن عدي (3/ 1197) وأبو نعيم في "الصحابة"(5593 و 5594) من طرق عن أبي مهدي سعيد بن سنان الحمصي عن يزيد بن عبد الله بن عريب المليكي عن أبيه عن جده مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كباسط يديه في صدقة، وأبوالها وأرواثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة".
قال المنذري: فيه نكارة" التركيب 2/ 262
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 5/ 259
قلت: إسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان.
(1) ووقع عند الطبراني "سليمان الجرمي" قال الهيثمي: وسليمان لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 260
وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه أبو عوانة (5/ 16) والطحاوي في "المشكل"(222) والطبراني (1) في "الكبير" وتمام (1394) من طرق عن عمر بن حفص بن غياث الكوفي ثنا أبي عن أشعث بن سَوَّار عن أبي زياد التيمي عن النعمان مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
وإسناده ضعيف لضعف أشعث بن سوار، وأبو زياد التيمي قال أبو حاتم: مجهول.
وأما حديث سهل بن الحنظلية فله عنه طرق:
الأول: يرويه المطعم بن المقدام الصنعاني عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال لابن الحنظلية: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، ومن ربط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليه كالمادِّ يده بالصدقة لا يقبضها"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5623) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتَري
وفي "مسند الشاميين"(914) عن أحمد بن المعلى الدمشقي
قالا: ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة ثنا المطعم به.
وإسناده حسن، هشام صدوق، ومن فوقه ثقات.
وخالفه منصور بن أبي مزاحم البغدادي فرواه عن يحيى بن حمزة عن المطعم عن الحسن قال: قال معاوية لابن الحنظلية: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو القاسم البغوي (1005) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 268)
الثاني: يرويه إبراهيم بن سعد المدني عن ابن شهاب الزهري عمن حدثه عن سهل بن الحنظلية مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
أخرجه أبو عوانة (5/ 18) عن أبي بكر بن أبي الجهيم البصري ثنا أبو عمر الحَوْضي ثنا إبراهيم بن سعد به (2).
(1) انظر هامش فوائد تمام 2/ 150
(2)
رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي وأحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي عن إبراهيم بن سعد فقالا فيه: ثنا ابن شهاب عمن حدثه عن عبد الله بن حنظلة الأنصاري.
أخرجه ابن قانع (2/ 91)
ورواه أبو مروان محمد بن عثمان العثماني عن إبراهيم بن سعد فقال فيه: عن ابن حنظلة الأنصاري.
وإسناده ضعيف للذي لم يسم.
الثالث: يرويه أبو سعد الأنصاري قال: أخبرني أبي عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت أنّ سهل بن الحنظلية حدث معاوية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده لا يقبضها"
أخرجه أبو عوانة (5/ 16 - 17) عن أبي أسامة الحلبي ثني أبى ثنا أبو سعد الأنصاري به.
وأبو سعد الأنصاري أظنه عمر بن حفص بن عمر بن ثابت بن رواحة الأنصاري الحلبي قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأبو أسامة الحلبي وأبوه ما عرفتهما، وعبادة بن محمد بن عبادة لم أقف له على ترجمة.
وأما حديث علي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن علي عن علي مرفوعا "الخيل معقود نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
أخرجه أبو عوانة (5/ 17 - 18) عن ابن فيل أحمد بن إبراهيم البالسي ثنا الوهاب بن نَجدة ثني ابن عياش ثنا عبد العزيز به.
وإسناده ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب الحمصي.
الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي مرفوعا "الخيل معقود نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ومن ارتبط فرسا في سبيل الله كان علفه وروثه وشرابه في ميزانه يوم القيامة"
أخرجه العقيلي (4/ 451) والأشناني في "جزئه"(9) والخطيب في "الموضح"(2/ 261) من طريق سعيد بن عنبسة ثنا منصور بن وردان العطار ثنا يوسف بن إسحاق بن إسحاق عن أبي إسحاق به.
وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور.
وأما حديث البراء فأخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 112) وأبو عوانة (5/ 17) والعقيلي (2/ 217) من طرق عن أبي أحمد صبيح بن دينار البلدي ثنا يزيد بن بشار عن فِطْر عن أبي إسحاق عن البراء مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
وصبيح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء" لهذا الحديث، ويزيد بن بشار لم أر من ترجمه، وأبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط، ولم أر أحدا صرح بسماع فطر بن خليفة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد (3/ 39) عن معاوية بن هشام الكوفي ثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة"
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى"(47)
وأخرجه البزار (كشف 1686) عن بشر بن خالد العسكري ثنا معاوية بن هشام به.
وقال: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من حديث فراس وابن أبي ليلى، وفراس أوثق من ابن أبي ليلى"
وقال الهيثمي: وفيه عطية وهو ضعيف" المجمع 5/ 258
وأما حديث صعصعة بن ناجية فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 212)
وأما حديث أسماء بنت يزيد فتقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله.
وأما حديث مكحول فأخرجه سعيد بن منصور (2429) عن حماد بن زيد عن سعيد البزار عن مكحول قال: بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وصاحبها معان عليها، فقلدوها ولا تقلدوها الأوتار"
وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 481 - 482) عن وكيع ثنا ابن عون عن سعيد البزار عن مكحول به.
وأما حديث هياج بن محارب فأخرجه ابن قانع (3/ 201) عن علي بن سراج ثنا جعفر بن عبد الواحد ثنا ذؤيب بن عمامة عن المؤمل بن الجارود عن أبيه عن خلدة بنت العرباض عن هياج مرفوعا "الخيل معقود في نواصيها الخير"
قال الحافظ: فيه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وقد نسبوه لوضع الحديث" الإصابة 10/ 266
***