الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف التاء
1793 -
" تابعوا بين الحج والعمرة، فإنّ متابعة ما بينهما تنفي الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد".
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعا" (1)
صحيح
ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث عامر بن ربيعة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة.
فأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (ص 74 - الجزء المفقود) وفي "مسنده"(195) وأحمد (1/ 387) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(64) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر قال: سمعت عمرو بن قيس عن عاصم عن شقيق عن عبد الله بن مسعود رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة"
ومن طريق أحمد أخرجه ابن حبان (3693) والطبراني في "الكبير"(10406) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 110)
وأخرجه أبو يعلى (4976) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(1843) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه العقيلي (2/ 124) والطبراني في "الكبير"(10406) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 110) والبغوي في "شرح السنة"(1843) من طرق عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه الترمذي (810) والبزار (1722) والطبري في "تفسيره"(2/ 309 - 310)
(1) 4/ 347 (كتاب الحج - أبواب العمرة - باب وجوب العمرة وفضلها)
وابن خزيمة (2512) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(745) عن أبي سعيد الأشج به.
وأخرجه الترمذي (810) والنسائي (5/ 87) وفي "الكبرى"(3610) وأبو يعلى (5236) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(745) والهيثم بن كليب (587) من طرق عن أبي خالد الأحمر به.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه"
وقال أبونعيم: غريب من حديث عاصم، تفرد به عنه عمرو بن قيس الملائي"
قلت: وإسناده حسن، فأبو خالد الأحمر وعاصم بن أبي النَّجُود صدوقان، وعمرو بن قيس وشقيق بن سلمة ثقتان.
واختلف فيه على عمرو بن قيس، فرواه الحكم بن بشير الكوفي عنه عن عاصم عن زِرعن ابن مسعود.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 310) عن محمد بن حميد الرازي ثنا الحكم بن بشير به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:
الأول: يرويه عزرة بن ثابت البصري عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس رفعه: فذكره إلى قوله "الحديد"
أخرجه النسائي (5/ 87) وفي "الكبرى"(3609) عن سليمان بن سيف أبي داود الحرّاني ثنا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال ثنا عزرة بن ثابت به.
وعنه أخرجه الطبراني في "الكبير"(11196)
وأخرجه الواحدي في "الوسيط"(1/ 297) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد ثنا سليمان بن سيف به.
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 372) عن هشام بن أحمد بن مسرور النّصيبي ثنا سليمان بن سيف به.
ومن طريقه أخرجه الذهبي في "سير الأعلام"(13/ 147 - 148) وفي "تذكرة الحفاظ"(2/ 594)
وقال: هذا حديث حسن"
قلت: وهو كما قال، فإنّ رواته ثقات غير سهل بن حماد وهو صالح الحديث كما قال أبو زرعة وأبو حاتم، وقال أحمد: لا بأس به، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق.
ولم ينفرد عزرة بن ثابت به بل تابعه الربيع بن ركين عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به بلفظ "أدمنوا الحج والعمرة
…
"
أخرجه ابن عدي (4/ 1320) وابن شاهين في "الترغيب"(326) من طريق شعيب بن صفوان بن الربيع بن ركين عن الربيع بن ركين به.
وقال ابن عدي: وشعيب عامة ما يرويه لا يتابع عليه"
قلت: هو مختلف فيه وقد احتج به مسلم.
الثاني: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنّهما ينفيان الفقر والخطايا كما ينفي الكير خبث الحديد"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11428) عن يحيى بن عثمان بن صالح السهمي ثنا يحيى بن بكير ثنا يحيى بن صالح الأيلي عن ابن جريج به.
ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال مسلمة بن قاسم: كان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك.
وخالفه روح بن الفرج القطان وعبد الملك بن يحيى بن بكير فروياه عن يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عطاء عن ابن عباس به.
أخرجه العقيلي (4/ 409)
وقال: يحيى بن صالح الأيلي أحاديثه مناكير أخشى أنْ تكون منقلبة، هو بعمر بن قيس أشبه"
وقال ابن عدي: كلُّ روايات يحيى بن بكير عن يحيى بن صالح الأيلي غير محفوظة"
الثالث: يرويه حمزة الزيات عن علي بن زيد بن جُدْعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس رفعه "أديموا الحج والعمرة فإنّهما
…
"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3826) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو كُريب ثنا يحيى بن أبي بكير عن حمزة الزيات به.
وقال: لم يروه عن علي إلا حمزة، ولا عن حمزة إلا يحيى، تفرد به أبو كريب"
وقال الهيثمي: وفيه علي بن زيد وفيه كلام" المجمع 3/ 278
قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.
وأما حديث جابر فله عنه طرق:
الأول: يرويه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة فإنّهما
…
"
أخرجه البزار (كشف 1147) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا بشر بن المنذر ثنا محمد بن مسلم به.
وقال: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم، قاله العقيلي، ووثقه ابن حبان" المجمع 3/ 227
قلت: وقال أبو حاتم: كان صدوقا.
ومحمد بن مسلم صدوق كذلك، وإبراهيم بن سعيد وعمرو بن دينار ثقتان، فالإسناد حسن.
الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر رفعه "أديموا الحج والعمرة فإنّهما
…
"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4974) عن القاسم بن زكريا المطرز ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي ثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عقيل إلا يزيد، ولا عن يزيد إلا أبو بكر، تفرد به إبراهيم بن يوسف"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام ومع ذلك فحديثه حسن" المجمع 3/ 278
قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوى وتغير بأخرة وكان يلقن.
الثالث: يرويه محمد بن عبد الله العمي عن أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة
…
"
أخرجه ابن عدي (6/ 2224 - 2225) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا محمد بن عبد الله العمي به.
وقال: وهذا الحديث رواه عن محمد بن عبد الله العمي أبو النضر هاشم بن القاسم وأحاديثه إفرادات مقدار ما يرويه وله عن أيوب غير حديث غريب"
وقال العقيلي: محمد بن عبد الله العمي لا يقيم الحديث.
وذكره ابن حبان في "الثقات"
وأما حديث عامر بن ربيعة فيرويه عاصم بن عبيد الله بن عاصم العُمَري واضطرب فيه:
فمرة يرويه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه.
ومرة يرويه عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر.
ومرة يرويه عن عبد الله بن عامر عن عمر ولا يذكر عن أبيه.
وقد رواه جماعة عنه، منهم:
1 -
ابن جُريج. وقال في روايته: عن عبد الله بن عامر عن أبيه.
أخرجه عبد الرزاق (8796) وأحمد (3/ 446)
2 -
عبيد الله بن عمر العمري. وزاد في روايته عن عمر.
أخرجه ابن ماجه (2/ 964) والمحاملي (229) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(116)
3 -
محمد بن عجلان المدني. فذكر مثل رواية عبيد الله بن عمر.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(117) والطبراني في "الأوسط"(5525)
4 -
سفيان الثوري. فذكر مثل الذي قبله، وعنه أيضا بحذف عمر.
إخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 367) والدارقطني في "العلل"(2/ 130) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1055)
5 -
شَريك بن عبد الله القاضى. ولم يذكر عن عمر.
أخرجه أحمد (3/ 446 - 447) وابن أبي شيبة (ص 77 - الجزء المفقود)
6 -
سفيان بن عُيينة. زاد فيه عن عمر، ورواه مرة فلم يذكر عن أبيه.
أخرجه الحميدي (17) وابن ماجه (2887) وابن أبي خيثمة في "تاريخه" (أخبار
المكيين 431) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(118) والفاكهي (868) وأبو يعلى (198) والطبري في "تفسيره"(2/ 310) والبيهقي في "الشعب"(3800 و 3801) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(661)
وأخرجه على الوجه الثاني أحمد (1/ 25 و3/ 447) وابن عدي (5/ 1868)
وهذا الاختلاف إنما هو من عاصم بن عبيد الله، بين ذلك سفيان بن عُيينة فقال في روايته: هذا الحديث حدثناه عبدالكريم الجزري عن عبدة عن عاصم فلما قدم عبدة أتيناه لنسأله فقال: إنما حدثنيه عاصم وهذا عاصم حاضر، فذهبنا إلى عاصم فسألناه فحدثنا به هكذا (أي عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر) ثم سمعته منه بعد ذلك فمرة يقفه على عمر ولا يذكر فيه عن أبيه وأكثر ذلك كان يحدثه عن عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هذه رواية الحميدي عن سفيان.
وقال علي بن المديني: ثنا سفيان قال: رأيت عبد الكريم الجزري سنة ثلاث وعشرين جاء إلى عبدة بن أبي لبابة وأنا جالس عنده، وذلك أول ما رأيت عبد الكريم فقال له: ممن سمعت هذا الحديث - يعني تابعوا بين الحج والعمرة -؟ فقال عبدة: حدثنيه عاصم بن عبيد الله. فحج عاصم فأتيناه فسألناه فحدثنا به. ثم سألوه عنه مرة أخرى فكأنّه اختلط في إسناده قال مرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال مرة: عن عمر رضي الله عنه" علل الدارقطني 2/ 130 - 131
وقال الهيثمي: وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 3/ 277
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر العمري" مصباح الزجاجة 3/ 181
وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:
الأول: يرويه حجاج بن نُصير الفَسَاطِيطي ثنا ورقاء عن عمرو بن دينار عن ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما تمحوان الخطايا كما ينفي الكير خبث الحديد"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13651)
وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن نصير.
واختلف فيه على عمرو بن دينار، فرواه هَوذة بن خليفة الثقفي ثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن ابن لعبد الله بن عمر مرفوعا به.
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 368)
الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن الشعبي عن ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة ما بينهما يزيد في العمر والرزق، وتنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد"
أخرجه تمام (31) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم وعلي بن يعقوب بن إبراهيم قالا: ثنا أبو علي الحسن بن جرير الصوري ثنا عثمان بن سعيد الصيداوي ثنا سليمان بن صُلح ثنا ابن ثوبان عن منصور بن المعتمر به.
قال الألباني: وعثمان وسليمان لم أجد من ترجمهما" الصحيحة 3/ 198
الثالث: يرويه سلمة بن عبد الملك العَوْصِي عن إبراهيم بن يزيد المكي عن عبدة بن أبي لبابة الدمشقي قال: سمعت ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة
…
"
أخرجه (1) ابن الأعرابي (ق 146/ ب) وابن عدي (1/ 229) وابن المقرئ في "حديثه"(15)
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن يزيد المكي هو المعروف بالخُوزي قال أحمد وغيره: متروك الحديث.
الرابع: يرويه أيوب بن موسى المكي عن نافع عن ابن عمر رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة
…
"
أخرجه الفاكهي (869) وابن عدي (1/ 229) من طريق هشام بن سليمان المخزومي عن إبراهيم بن يزيد المكي عن أيوب بن موسى به.
وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر يرويه عنه إبراهيم بن يزيد وليس هو بمحفوظ"
قلت: واختلف فيه علي إبراهيم بن يزيد، فرواه مؤمل بن إسماعيل البصري عنه عن أيوب السَّخْييَاني عن نافع عن ابن عمر.
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 102)
وإبراهيم بن يزيد هو الخوزي الذي تقدم قريبا.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 366) عن داود بن المُحَبَّر ثنا عباد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "تابعوا بين الحج والعمرة، فوالذي نفسي بيده إنّهما لينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد"
وإسناده ضعيف لضعف داود بن المحبر ومنهم من كذبه.
(1) وأخرجه الفاكهي (870) من طريق عثمان بن ساج الجزري أخبرني إبراهيم بن يزيد به.
1794 -
عن نافع بن جبير قال: تأيَّمت خنساء فزوجها أبوها، الحديث نحوه وفيه: فردَّ نكاحه ونكحت أبا لبابة"
قال الحافظ: وروى عبد الرزاق أيضا عن الثوري عن أبي الحويرث عن نافع بن جبير قال: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه عبد الرزاق (10307) عن سفيان الثوري عن أبي الحويرث عن نافع بن جبير قال: آمت خنساء بنت خذام فزوجها أبوها وهي كارهة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنّ أبي زوجني وأنا كارهة ولم يشعرني، وقد ملكت أمري، قال "فلا نكاح له، أنكحي من شئت" فردّ نكاحه، ونكحت أبا لبابة الأنصاري.
وأخرجه ابن سعد (8/ 456) والبيهقي (7/ 119) من طرق عن سفيان به.
وأبو الحويرث واسمه عبد الرحمن بن معاوية مختلف فيه، قال مالك والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به، ووثقه ابن حبان، واختلف فيه قول ابن معين.
1795 -
"تبعث نار على أهل المشرق، فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، ويكون لها ما سقط منهم وتخلف، تسوقهم سوق الجمل الكسير"
قال الحافظ: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند الحاكم رفعه: فذكره" (2)
يرويه قتادة واختلف عنه:
- فرواه الحجاج بن الحجاج الباهلي عن قتادة عن عمر بن سيف عن المهلب بن أبي صُفرة عن ابن عمرو مرفوعا.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8088) والحاكم (4/ 548) والخطيب في: "تالي التلخيص"(127) من طرق عن حفص بن عبد الله السلمي ثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج به.
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا الحجاج، تفرد به إبراهيم بن طهمان"
(1) 11/ 101 (كتاب النكاح - باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)
(2)
14/ 166 (كتاب الرقاق - باب الحشر)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 12
قلت: حفص بن عبد الله السلمي صدوق، وعمر بن سيف ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا قتادة فهو مجهول، والباقون كلهم ثقات، وقتادة مدلس وقد عنعن.
- ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة عن المهلب بن أبي صفرة عن ابن عمرو موقوفا.
ولم يذكر عمر بن سيف
أخرجه الحاكم (4/ 458) عن علي بن حمشاذ العدل ثني هشام بن علي السيرافي ثنا عبد الله بن رجاء الغُدَاني ثنا همام به.
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج الشيخان للمهلب بن أبي صفرة شيئا.
1796 -
عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال له: رومة، وكان يبيع منها القربة بِمُد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "تبيعنيها بعين في الجنة" فقال: يا رسول الله ليس لي ولا لعيالي غيرها، فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتجعل لي فيها ما جعلت له؟ قال "نعم" قال: قد جعلتها للمسلمين.
قال الحافظ: روى البغوي في "الصحابة" من طريق بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: فذكره" (1)
ضعيف جدا
أخرجه أبو القاسم البغوي (191) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 90) والطبراني في "الكبير"(1226) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 68) من طريق أبي مسعود عبد الأعلى بن أبي المساور الجَرَّار عن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلمى عن أبيه قال: فذكره.
(1) 6/ 336 (كتاب الوصايا - باب إذا وقف أرضا أو بئرا)
قال الهيثمي: وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف" المجمع 3/ 129
قلت: بل ضعيف جدا كما قال أبو زرعة وأبو نعيم الأصبهاني، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
1797 -
"تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون"
قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم مرفوعا: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (2962) عن ابن عمرو مرفوعا "إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟ " قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون أو نحو ذلك ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض".
1798 -
عن أبي بن كعب أنّه قال: يا رسول الله، ما جزاء الحُمَّى؟ قال:"تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم، أو ضرب عليه عِزق"
قال الحافظ: وأخرج الطبراني من طريق محمد بن معاذ عن أبيه عن جده أبي بن كعب أنّه قال: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(540) و"الأوسط"(448) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 255) عن أحمد بن خليد الحلبي ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال: يا رسول الله، ما جزاء الحمى؟ قال "تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم، أو ضرب عليه عرق" فقال: اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك، ولا خروجا إلى بيتك، ولا مسجد نبيك، فلم يُمس أبيٌّ قط إلا وبه حُمى".
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاذ بن محمد بن أُبي إلا محمد بن عيسى الطباع"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين. قلت: ذكرهما ابن حبان في "الثقات" المجمع 2/ 305
(1) 7/ 72 (كتاب فرض الخمس - باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب)
(2)
12/ 213 - 214 (كتاب المرض - باب ما جاء في كفارة المرض)
قلت: معاذ وأبوه وجده مجهولون.
قال الحافظ في "اللسان": محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب قال ابن المديني: لا يعرف محمد هذا ولا أباه ولا جده في الرواية وهذا إسناد مجهول.
وقال في ترجمة معاذ بن محمد: قال الدارقطني في "العلل": مجهول.
وقد ترجمهم البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهم جرحا ولا تعديلا وذكرهم ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
1799 -
عن عليّ مرفوعا {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] قال "تجعلون شكركم تقولون: مُطرنا بِنَوْءِ كذا"
قال الحافظ: أخرجه عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ مرفوعا {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] قال: فذكره" (1)
ضعيف
يرويه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عليّ واختلف عنه:
- فقال إسرائيل بن يونس: عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رفعه {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82] قال: شكركم أنكم تكذبون، تقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا، وبنجم كذا وكذا"
أخرجه أحمد (1/ 89 و 108) وابنه (1/ 131) والترمذي (3295) والبزار (593) والطبري في "تفسيره"(27/ 207 - 208 و 208) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 299) والطحاوي في "المشكل"(5215) والخرائطي في "المساوئ"(789) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك"(42) من طرق عن إسرائيل به.
وتابعه أبان بن تغلب عن عبد الأعلى الثعلبي به.
قاله الدارقطني في "اللعلل"(4/ 163)
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي عبد الرحمن إلا عبد الأعلى الثعلبي، ولا يُروى عن عليّ إلا من هذا الوجه"
(1) 3/ 176 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82])
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث إسرائيل"
- ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ قوله.
أخرجه الطبري (27/ 207 و 208)
قال مؤمل بن إسماعيل: قلت لسفيان: إنّ إسرائيل رفعه، قال: صبيان صبيان" مسند أحمد 1/ 108
وقال الدارقطني: ويشبه أنْ يكون الاختلاف من جهة عبد الأعلى" العلل 4/ 164
قلت: وهو كما قال، فقد قال أبو زرعة: عبد الأعلى الثعلبي ضعيف الحديث ربما رفع الحديث وربما وقفه.
وقال ابن عدي: يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها.
وضعفه أحمد وابن سعد وابن حبان وغيرهم.
1800 -
عن عبد الله بن أُنيس أنّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال: "تحرّها في النصف الأخير"
قال الحافظ: روى الطحاوي من طريق عطية بن عبد الله بن أنيس عن أبيه أنّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال: فذكره، ثم عاد فسأله فقال "إلي ثلاث وعشرين"(1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "التمسوها الليلة".
1801 -
حديث "تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"
سكت عليه الحافظ (2).
رس من حديث علي ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن زيد ومن حديث أنس
فأما حديث علي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي مرفوعا "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"
(1) 5/ 171 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)
(2)
15/ 362 (كتاب الحيل - باب في الصلاة)
أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في "الصلاة"(1) وعبد الرزاق (2539) عن سفيان الثوري عن ابن عقيل به.
وأخرجه البيهقي (2/ 15) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم به.
وأخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 110) من طريق أحمد بن محمد البرقي ثنا أبو نعيم به.
وأخرجه البيهقي (2/ 253 - 254) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 87 و 7/ 152 و 174 - 175) وأبو عبيد في "الطهور"(37) وابن أبي شيبة (1/ 229) وأحمد (1/ 123 و 129) والدارمي (693) وأبو داود (61 و 618) والترمذي (3) وابن ماجه (275) والبزار (633) وأبو يعلى (616) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 438) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 75) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 273) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(3) وابن الأعرابي (380) وابن عدي (4/ 1448) والدارقطني (1/ 360 و 379) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 372) وفي "أخبار أصبهان"(1/ 271) والبيهقي (2/ 173 و 379) وفي "معرفة السنن"(2/ 328 و3/ 99 و171) وفي "الصغرى"(462) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 185) والخطيب في "التاريخ"(10/ 196 - 197) والبغوي في "شرح السنة"(558) وابن الجوزي في "التحقيق"(456) من طرق عن سفيان (1) به.
قال الترمذي: هذا الحديث أصحّ شيئ في هذا الباب وأحسن، وعبد الله بن محمد بن عقيل هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل. قال محمد: وهو مقارب الحديث"
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال أبو نعيم: مشهور لا يعرف إلا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل بهذا اللفظ من حديث علي"
وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 348): حديث حسن"
(1) تابعه أبو حماد المفضل بن صدقة الحنفي الكوفي عن ابن عقيل به.
أخرجه ابن عدي (6/ 2405)
وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 2/ 467
قلت: عبد لله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
الثاني: يرويه ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي مرفوعا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 124) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثنا سفيان عن ثوير به.
وقال: تفرد به سلمة عن الثوري"
قلت: ثوير قال ابن معين وغيره: ضعيف.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه مسدد (الإتحاف 780) وابن أبي شيبة (1/ 229) وابن ماجه (276) والترمذي (238) وأبو يعلى (1077) والطبري (439 و 440 و 441) والعقيلي (2/ 229) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 381) والطبراني في "الأوسط"(1654) وابن عدي (4/ 1437) وأبو الشيخ في "الطبقات"(363) والدارقطني (1/ 365 - 366 و 359) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 130 و 130 - 131 و 131 - 132) وابن بشران (1473) والبيهقي (2/ 85 و380) وفي "القراءة خلف الإمام"(36 و 37) والخطيب في "الموضح"(2/ 177 و 177 - 178) من طرق عن أبي سفيان طَريف بن شهاب السعدي عن أبي نَضرة عن أبي سعيد به مرفوعا.
وزاد: ولا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها"
وقد تقدم الكلام على هذه الزيادة في حرف الهمزة فانظر حديث "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر"
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وحديث علي بن أبي طالب في هذا أجود إسنادا وأصح من حديث أبي سعيد"
وقال العقيلي: وفي هذا الباب حديث ابن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي في مفتاح الصلاة بإسناد أصلح من هذا، على أنّ فيه لينا"
قلت: وهذا إسناده ضعيف لضعف طريف بن شهاب.
- ورواه حسان بن إبراهيم الكرماني واختلف عنه:
• فرواه إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي عن حسان بن إبراهيم عن طريف بن شهاب عن أبي نضرة عن أبي سعيد.
أخرجه أبو يعلى (1125)
وتابعه عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي ثنا حسان بن إبراهيم به.
أخرجه ابن عدي (2/ 784) والبيهقي (2/ 380)
وقال: هذ هو المحفوظ عن أبي سفيان طريف السعدي، وحديث أبي سعيد يدور عليه"
وقال الدارقطني في "العلل"(11/ 324): وهذا هو الصحيح"
• ورواه غير واحد عن حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق الثوري عن أبي نضرة عن أبي سعيد، منهم:
1 -
أبو عمر حفص بن عمر الضرير.
أخرجه الطبراني في الأوسط (2411) والحاكم (1/ 132) والبيهقي (379 - 380)
2 -
أبو عمر حفص بن عمر الحَوْضي.
أخرجه ابن عدي (2/ 783)
3 -
حَبّان بن هلال البصري.
أخرجه ابن عدي (2/ 784)
4 -
الأزرق بن علي بن مسلم الحنفي.
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 381)
وقال: وقد وهم حسان بن إبراهيم في هذا الخبر، فروى عن سعيد بن مسروق عن أبي نضرة عن أبي سعيد، وهذا وهم فاحش ما روى هذا الخبر عن أبي نضرة إلا أبو سفيان السعدي فتوهم حسان لما رأى أبا سفيان أنّه والد الثوري فحدث عن سعيد بن مسروق ولم يضبطه، وليس لهذا الخبر إلا طريقان: أبو سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد، وابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي، وابن عقيل قد تبرأنا من عهدته فيما بعد"
وقال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: وهذا الإسناد وهم إنما حدّثه حسان عن أبي سفيان وهو طريف السعدي فتوهم أنه أبو سفيان الثوري فقال برأيه: عن سعيد بن مسروق الثوري.
قال ابن عدي: وهذا الذي قاله ابن صاعد وهم فيه، لأنّ ابن صاعد ظنّ أنّ هذا الذي قيل في هذا الإسناد: عن سعيد بن مسروق أنّه من أبي عمر الحوضي حيث قال: إنّما حدثه
حسان، وهذا الوهم من حسان، فكأنّ حسان حدّث مرتين: مرة على الصواب فقال: عن أبي سفيان، ومرة قال: ثنا سعيد بن مسروق كما رواه الحوضي، وقد رواه حبان بن هلال أيضا فقال: عن سعيد بن مسروق.
فقد اتفق حبان والحوضي فرويا عن حسان عن سعيد بن مسروق على الخطأ، وابن صاعد لم يقع عنه إلا من رواية الحوضي عن حسان فظنّ أنّ الخطأ من الحوضي، وإنما الخطأ من حسان، وقد حدّث به مرتين: مرّة خطأ ومرة صوابا، فالخطأ ما ذكرته عن حبان والحوضي عنه، والصواب ما رواه عبيد الله العيشي عن حسان بن إبراهيم عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد"
وقال البيهقي: تفرد به أبو عمر الضرير هكذا فيما زعم ابن صاعد وكثير من الحفاظ، وقد تابعه عليه حبان بن هلال عن حسان، فحسان هو الذي تفرد به"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سعيد إلا حسان، تفرد به أبو عمر الضرير"
كذا قال، وقد توبع كما تقدم.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه"
كذا قال، ولم يذكر علته، وقد قال الدارقطني في "العلل" (11/ 323): وسعيد بن مسروق لا يحدث عن أبي نضرة، ولعل حسان حدثهم عن أبي سفيان، فتوهم من سمعه منه أنّه أبو سفيان الثوري سعيد بن مسروق"
قلت: الصحيح أنّه عن أبي سفيان طريف بن شهاب، وهو ضعيف كما تقدم، ولم يخرج له مسلم شيئا.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في"الكبير"(11369) و"الأوسط"(9263) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سعدان بن يحيى ثنا نافع مولى يوسف السلمي عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا نافع، ولا عن نافع إلا سعدان بن يحيى، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه نافع مولى يوسف السلمي وهو أبو هرمز ضعيف ذاهب الحديث" المجمع 2/ 104
وقال الحافظ: إسناده واه" الدراية 1/ 127
وأما حديث عبد الله بن زيد فأخرجه الحارث (169) عن محمد بن عمر الواقدي
وأخرجه الروياني (1011) وابن البختري في "حديثه"(423) والطبراني في "الأوسط"(7171) والدارقطني (1/ 361) من طريقين محمد بن عمر الواقدي ثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد به مرفوعا.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن زيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به الواقدي"
قلت: وهو متروك.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 289) من طريق النضر بن سلمة المروزي ثنا أبو غزية محمد بن موسى بن مسكين عن فُليح بن سليمان عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عمه به.
وقال: أبو غزية كان ممن يسرق الحديث ويحدث به، ويروي عن الثقات أشياء موضوعات حتى إذا سمعها المبتدئ في الصناعة سبق إلى قلبه أنّه كان المتعمد لها، والنضر بن سلمة أيضا قد تبرأ نا من عهدته"
وأما حديث أنس فأخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(463) عن أحمد بن علي بن عياش البالسي ثنا أحمد بن بكر البالسي ثنا خالد بن يزيد البجلي ثنا سليمان مولى الشعبي - هكذا وإنما هو سليم - عن أنس رفعه "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر، تحريم الصلاة التكبير، وتحليلها التسليم"
وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن بكر وخالد بن يزيد.
1802 -
"تحفة أهل الجنة زيادة كبد النُّون" وفيه "غذاؤهم على إثرها أنْ ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها" وفيه "وشرابهم عليه من عين تسمى سلسبيلا"
قال الحافظ: عند مسلم (315) في حديث ثوبان: فذكره" (1)
1803 -
حديث عائشة أنّ النجاشي أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فأخذه وإنّه لمعرض عنه، ثم دعا أمامة بنت ابنته فقال "تحلي به"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة" (2)
حسن
(1) 14/ 163 (كتاب الرقاق - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة)
(2)
12/ 435 (كتاب اللباس - باب خواتيم الذهب)
أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسند عائشة"(370) وأحمد (6/ 119) وأبو داود (4235) والبيهقي (4/ 141)
عن محمد بن سلمة الحرّاني
وابن سعد (8/ 40) وابن أبي شيبة (8/ 465 - 466) وابن ماجه (3644) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 107)
عن عبد الله بن نُمير
كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: قَدِمَتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حُلّة (1) من عند النجاشي أهداها له، فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشى، فأهوى (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده (3) معرضا (4) أو ببعض أصابعه فأعطاها (5) أمامة بنت أبي العاص فقال "تحلي بهذا يا بنية"
واللفظ لإسحاق.
واختلف فيه على ابن إسحاق، فرواه حماد بن زيد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن عائشة ولم يذكر عن أبيه.
أخرجه أبو يعلى (4470)
والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة.
وهو إسناد حسن رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث عند أبي داود فانتفى التدليس.
1804 -
حديث "تحليلها التسليم"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن بسند صحيح" (6)
انظر حديث "تحريمها التكبير
…
"
(1) وفي لفظ لأحمد وغيره "حلية" ولفظ ابن ماجه "حلقة"
(2)
وفي لفظ "فأخذه"
(3)
وفي لفظ "بعود"
(4)
وفي لفظ "وإنه لمعرض عنه"
(5)
وفي لفظ لابن أبي شيبة وغيره "ثم دعا" ولفظ ابن سعد "فأرسل به إلى"
(6)
2/ 467 (كتاب الصلاة - باب التسليم)
1805 -
"تحوز المرأة ثلاثة مواريث: عتيقها، ولقيطها، وولدها الذي لاعنت عليه"
قال الحافظ: ولأصحاب السنن الأربعة عن واثلة رفعه: فذكره، قال البيهقي: ليس بثابت، قلت: وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وليس فيه سوى عمر بن رُؤبة - بضم الراء وسكون الواو بعدها موحدة - مختلف فيه، قال البخاري: فيه نظر. ووثقه جماعة، وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن المنذر، ومن طريق داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن رجل من أهل الشام أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى به لأمه، هي بمنزلة أبيه وأمه. وفي رواية أنّ عبد الله بن عبيد كتب إلى صديق له من أهل المدينة يسأله عن ولد الملاعنة، فكتب إليه: إني سألت فأُخبرت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى به لأمه. وهذه طرق يقوى بعضها ببعض" (1)
أخرجه أحمد (3/ 490 و 4/ 106 - 107) وأبو داود (2906) وابن ماجه (2742) والترمذي (2115) وابن عدي (5/ 1707) والدارقطني (4/ 89) والبيهقي (6/ 240 و 259) وفي "معرفة السنن"(9/ 152) والمزي في "تهذيب الكمال"(21/ 344 - 345) من طرق عن محمد بن حرب الخولاني ثنا عمر بن رؤبة التغلبي عن عبد الواحد بن عبد الله بن بسر النصري: سمعت واثلة بن الأسقع رفعه: فذكره.
وفي لفظ لأبي داود وغيره "تُحرز"
وفي لفظ للدارقطني "وملاعنها" مكان "ولدها"
ورواه إسحاق بن راهوية عن محمد بن حرب عن عمر بن رؤبة قال (2): دخلت مع أبي سلمة الحمصي عليه فحدثنا عن عبد الواحد النصري عن واثلة به.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6361) والطحاوي في "المشكل"(5137) والطبراني في "الكبير"(22/ 73) والمزي (21/ 345)
ورواه بقية بن الوليد ثني أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم عن عمر بن رؤبة عن عبد الواحد (3) بن عبد الله النصري عن واثلة به.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6360) والطحاوي في "المشكل"(5136) والطبراني في "الكبير"(22/ 74) وفي "مسند الشاميين"(1384) والمزي (21/ 345)
(1) 15/ 32 (كتاب الفرائض - باب ميراث الملاعنة)
(2)
القائل هو محمد بن حرب
(3)
سماه الحاكم في روايته عبد العزيز، وهو وهم.
عن إسحاق بن راهوية
والنسائي في "الكبرى"(6420) والطحاوي (2870) والدارقطني (4/ 90)
عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي
والحاكم (4/ 340 - 341)
عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي
ثلاثتهم عن بقية بن الوليد به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن حرب"
قلت: تابعه أبو سلمة الحمصي كما تقدم.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال البيهقي: هذا غير ثابت. قال البخاري: عمر بن رؤبة عن عبد الواحد النصري فيه نظر، وقال ابن عدي: أنكروا عليه أحاديثه عن عبد الواحد النصري"
وقال في "المعرفة": لم يُثبت البخاري ولا مسلم هذا الحديث لجهالة بعض رواته"
وقال الخطابي والبغوي: هذا حديث غير ثابت عند أهل النقل" معالم السنن 3/ 325 - شرح السنة 8/ 362
قلت: مداره على عمر بن رؤبة التغلبي وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأختلف عنه:
فقال إسماعيل بن عياش: حدثني عمر بن رؤبة عن عبد الواحد النصري عن واثلة بن الأسقع قال: تحرز المرأة ثلاثة مواريث: موقوف.
أخرجه سعيد بن منصور (479)
وأما حديث ابن عمر فلم أقف عليه ولعله في "الأوسط" لابن المنذر (1).
(1) ولعله الموقوف الذي أخرجه عبد الرزاق (12478) عن سفيان الثوري عن موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر قال: ابن الملاعنة يُدعى لأمه، ومن قذف لأمه، يقول: يا ابن الزانية، ضرب الحد، وأمه عصبته، يرثها وترثه.
وأخرجه الدارمي (2968) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن موسى بن عبيدة به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 339 - 340) عن وكيع ثنا موسى بن عبيدة به.
وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.
وأما حديث الذي لم يسم فأخرجه عبد الرزاق (12476 و 12477) وابن أبي شيبة (10/ 170و 11/ 339) والدارمي (2963) وأبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 11/ 174) والبيهقي (6/ 259) من طرق عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كنت إلى رجل من بني زريق من أهل المدينة (1) يسأل عن ابن الملاعنة من يرثه؟ فكتب إليّ أنّه سأل، فاجتمعوا على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى به للأم، وجعلها بمنزلة أبيه وأمّه.
1806 -
عن ابن عمر: تختم النبي صلى الله عليه وسلم في يمينه ثم إنّه حوله في يساره.
قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ وابن عدي عن عبد الله بن عطاء عن نافع عن ابن عمر، وسنده ضعيف" (2)
ضعيف
أخرجه ابن عدي (3/ 1111) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 126) من طريق سليمان أبي محمد القافلاني عن عبد الله بن عطاء عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه ثم إنّه حوله في يساره.
وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي سليمان القافلاني.
وقد روى غير واحد عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه ولم يزيدوا على ذلك، منهم: عبيد الله بن عمر وابن إسحاق وأسامة بن زيد.
ورواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر كذلك.
انظر "أخلاق النبي"(ص 126 و 127)
1807 -
حديث عمر "تختموا بالعقيق فإنّ جبريل أتاني به من الجنة"
قال الحافظ: وأسانيده ضعيفة" (3)
موضوع
حديث التختم بالعقيق روي من حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث عمر ومن حديث علي ومن حديث فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم
(1) وعند أبي داود: من أهل الشام.
(2)
12/ 446 (كتاب اللباس - باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه)
(3)
4/ 135 (كتاب الحج - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العقيق واد مبارك)
فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "تختموا بالعقيق فإنّه مبارك"
أخرجه العقيلي (4/ 449) والمحاملي (111) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 138) وابن عدي (7/ 2605) والخطيب في "التاريخ"(11/ 251) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 57) من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن هشام بن عروة به.
قال ابن عدي: وهذا حديث يعقوب بن إبراهيم الزهري وإنْ كان ضعيفا عن هشام بن عروة سرقه يعقوب بن الوليد هذا"
وقال العقيلي: لا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئ"
وقال ابن حبان: يعقوب بن الوليد المدني كان ممن يضع الحديث على الثقات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، يعقوب بن الوليد قال أحمد: هو من الكذابين الكبار كان يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء"
وقال السخاوي: ويعقوب كذبه أحمد وأبو حاتم وغيرهما، وقد تحرف اسم أبيه على بعض رواته فسماه إبراهيم" المقاصد ص 153
قلت: أخرجه ابن عدي (7/ 2604) والعسكري في "التصحيفات"(1/ 360) والبيهقي في "الشعب"(5941) من طريق الصلت بن مسعود الجَحْدري ثنا يعقوب بن إبراهيم الزهري ثنا هشام بن عروة به.
قال ابن عدي: وهذا يعرف بيعقوب هذا وليس بالمعروف، وقد سرقه منه يعقوب بن الوليد الأزدي مدني أيضا فرواه عن هشام بن عروة كما رواه هو، ويعقوب بن إبراهيم الزهري لم أعرف له غير هذا فأذكره"
ولم ينفردا به فقد أخرجه ابن عساكر كما في "اللآلئ"(2/ 272) من طريق أبي سعيد شعيب بن محمد بن إبراهيم الشعيبي أنبأ أبو عبد الله محمد بن وصيف القامي عن محمد بن سهل بن الفضل بن عسكر أبي الفضل ثنا خلاد بن يحيى عن هشام بن عروة به.
ومن دون خلاد بن يحيى لم أر من ترجمهم.
الثاني: يرويه نوفل بن الفرات عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: أتى بعض بني جعفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أرسل معي من يشتري لي نعلاً وخاتماً، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فقال "انطلق إلى السوق واشتر له نعلا ولا يكن سودا، واشتر له خاتما وليكن فصه عقيقا فإنه من تختم بالعقيق لم يقض له إلا الذي هو أسعد"
أخرجه ابن حبان في "الثقات"(7/ 540 - 541) واللفظ له والطبراني في "الأوسط"(6687) وأبو بكر المقري في "فوائده" كما في "اللآلئ"(2/ 272) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 57 - 58) والديلمي في "مسند الفردوس"(الأجوبة المرضية للسخاوي 1/ 113) من طريق محمد بن أيوب بن سويد الرملي ثني أبي ثني نوفل بن الفرات به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن القاسم إلا نوفل، ولا رواه عن نوفل إلا أيوب بن سويد، تفرد به ابنه"
وقال ابن حبان: البلية في هذا الخبر من محمد بن أيوب بن سويد، لأنّ نوفلا كان ثقة، وكان محمد بن أيوب يضع الحديث، وهذا الحديث موضوع"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، محمد بن أيوب قال ابن حبان: يروي الموضوعات لا يحل الاحتجاج به، فأما أبوه أيوب فقال ابن المبارك: ارم به، وقال يحيى: ليس بشيئ، وقال النسائي: ليس بثقة"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف جداً" المجمع 5/ 155
قلت: اتهمه بالوضع غير واحد منهم الحاكم وأبو نعيم الأصبهاني.
وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي كما في "الآلئ"(2/ 273) والجورقاني في "الأباطيل"(2/ 241) وابن عساكر كما في "الضعيفة"(1/ 262) وابن الجوزي في "العلل"(1156) و"الموضوعات"(3/ 58) من طريق الحسين بن إبراهيم البابي عن حميد الطويل عن أنس رفعه "تختموا بالعقيق فإنّه ينفي الفقر، واليمين أحق بالزينة"
قال ابن عدي: هذا حديث باطل، والحسين بن إبراهيم هذا مجهول"
وقال ابن الجوزي: لا يصح"
وقال الذهبي في "الميزان": حديث موضوع، وحسين لا يُدرى من هو فلعله من وضعه"
وأخرجه ابن عساكر كما في "اللسان"(2/ 268 - 269) و"اللالئ"(2/ 273) من طريق الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام بن جبلة بن الحسن بن قانع السلمي المعروف بابن برغوت ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي ثني محمد بن الحسن بباب الأبواب ثنا حميد الطويل عن أنس رفعه "تختموا بالعقيق فإنه أنجح للأمر، واليمنى أحق بالزينة"
قال الحافظ: وهو موضوع لا ريب فيه لكني لا أدري من وضعه"
وأما حديث عمر فأخرجه الديلمي كما في "المقاصد"(ص 153) من طريق ميمون بن
سليمان عن منصور بن بشر الساعدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر رفعه "تختموا بالعقيق فإنّ جبربل أتاني به من الجنة وقال لي: يا محمد، تخنم بالعقيق وأمر أمتك أنْ تتختم به"
قال السخاوي: وهو موضوع على عمر فمن دونه إلى مالك"
وأما حديث علي فأخرجه الديلمي كما في "المقاصد"(ص 153 - 154) من طريق علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان عن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه رفعه "تختموا بالخواتيم العقيق فإنّه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه"
قال السخاوي: وعلي بن مهرويه صدوق، وداود بن سليمان يقال له المغازي، وهو جرجاني كذبه ابن معين، وله نسخة موضوعة بالسند المذكور"
وقال الذهبي في "الميزان": داود بن سليمان الجرجاني المغازي عن علي بن موسى الرضا وغيره كذبه ابن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا رواها علي بن محمد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه"
ورواه أبو بكر الأزرقي عن جعفر بن محمد بهذا الإسناد بلفظ "من تختم بالعقيق ونقش عليه وما توفيقي إلا بالله وفقه الله لكل خير وأحبه الملكان الموكلان به"
أخرجه الحسين بن هارون الضبي في "أماليه" كما في "المقاصد"(ص 154) و "الأجوبة المرضية"(1/ 110) قال: وجدت في كتاب أبي حدثني أبو سعيد الحسن بن علي ثنا صهيب بن عباد ثنا أبو بكر الأزرقي به.
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 56 - 57) وقال: لا يصح وهو من عمل أبي سعيد الحسن بن علي"
وقال السخاوي: وفي سنده أبو سعيد الحسن بن علي وهو كذاب وهذا عمله"
وأما حديث فاطمة فله عنها طريقان:
الأول: يرويه الزهري عن عمرو بن الشريد عن فاطمة مرفوعا "من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا"
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 153 - 154) والطبراني في "الأوسط"(103) وابن مردويه في "المنتقى من حديث الطبراني"(38) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 57) من طريق زهير بن عباد ثنا أبو بكر بن شعيب عن مالك عن الزهري به.
قال الطبراني: لم يروه عن مالك إلا أبو بكر، تفرد به زهير"
وقال ابن حبان: أبو بكر بن شعيب شيخ يروي عن مالك ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به"
وقال ابن الجوزي: لا يصح، في إسناده أبو بكر بن شعيب ولا نعرف اسمه" (1)
وقال الهيثمي: وعمرو بن الشريد لم يسمع من فاطمة، وزهير بن عباد الرؤاسي وثقه أبو حاتم، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 154 - 155
كذا قال، مع أنّ أبا بكر بن شعيب لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو غير ثقة كما قال الذهبي في "الميزان".
الثاني: يرويه هشام بن ناصح عن سعيد بن عبد الرحمن عن فاطمة الكبرى مرفوعا "من تختم بالعقيق لم يُقض له إلا بالتي هي أحسن"
أخرجه البخاري في "تاريخه" كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 272) ثنا أبو عثمان سعيد بن مروان ثنا داود بن رشيد ثنا هشام بن ناصح به.
قال السيوطي: وهذا أصيل وهو أمثل ما ورد في الباب"
قلت: هشام بن ناصح ترجمه البخاري في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا داود بن رشيد، ولم يذكره ابن حبان ولا ابن أبي حاتم.
خاتمة: في ذكر طائفة من أقوال أهل العلم في هذه الأحاديث غير ما تقدم:
قال الصغاني: والأحاديث التي تروى في التختم بالعقيق لا يثبت فيها شيئ" الموضوعات ص 29
وقال الفيروز آبادي: لم يثبت فيه شيئ" سفر السعادة ص 145
وقال ابن رجب: وكلّ أحاديث التختم بالعقيق لا يثبت منها شيئ" فيض القدير 3/ 263
وقال السخاوي: له طرق كلها واهية" المقاصد ص 153 - الأجوبة المرضية 1/ 108
(1) وقال الدارقطني في "غرائب مالك": حديث غير محفوظ عن الزهري، ولا عن مالك، تفرد به زهير عن أبي بكر بن شعيب وهو مجهول" الأجوبة المرضية 1/ 112
1808 -
"تخرج نار قبل يوم القيامة من حضرموت فتسوق الناس" الحديث وفيه "فما تأمرنا؟ قال "عليكم بالشام" وفي لفظ آخر "ذلك نار تخرج من قعر عدن تُرَحِّل الناس إلى المحشر"
قال الحافظ: وفي حديث ابن عمر عند أحمد وأبي يعلى مرفوعا: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(201) وابن أبي شيبة (15/ 78) وأحمد (2/ 8 و 53 و 69 و 99 و 119) ويعقوب بن سفيان في "المعرفه"(2/ 302 - 303 و 303) والترمذي (2217) وأبو يعلى (5551) وابن حبان (7305) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 57) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام"(14) والبغوي في "شرح السنة"(4007) من طرق عن يحيى بن أبي كثير ثنى أبو قِلابة الجَرمي ثني سالم بن عبد الله بن عمر ثني عبد الله بن عمر رفعه "تخرج نار من حضر موت أو بحضر موت فتسوق الناس" قلنا: يا رسول الله، ما تأمرنا؟ قال "عليكم بالشام"
وفي لفظ "ستخرج (2) نار قبل يوم القيامة (3) من بحر (4) حضر موت أو من حضر موت تحشر الناس"
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 61
وقال الألباني: صحيح" تخريج فضائل الشام ص 31
قلت: وهو كما قالوا.
1809 -
"تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عائشة مرفوعا، وأخرجه أبو نعيم من حديث عمر أيضا، وفي إسناده مقال ويقوى أحد الإسنادين بالآخر" (5)
ضعيف
(1) 14/ 166 (كتاب الرقاق - باب الحشر)
(2)
زاد ابن حبان "عليكم"
(3)
وفي لفظ "في آخر الزمان"
(4)
وفي لفظ لأحمد "قِبَل" ولفظ البغوي "نحو"
(5)
11/ 26 (كتاب النكاح - باب إلى من ينكح؟)
وحديث عائشة يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويرويه عن هشام جماعة، منهم:
1 -
الحارث بن عمران الجعفري.
ولفظ حديثه "تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم"
وفي لفظ "تخيروا لنطفكم ولا تضعوها إلا في الأكفاء"
أخرجه ابن ماجه (1968) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 403 و 404) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 225) وابن عدي (2/ 614) والدارقطني (3/ 299) والحاكم (2/ 163) والقضاعي (667) والبيهقي (7/ 133) والخطيب في "التاريخ"(1/ 264) وابن الجوزي في "العلل"(1009)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحارث متهم"
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: الحديث ليس له أصل، الحارث ضعيف الحديث، وهذا حديث منكر"
وقال ابن حبان: أصل الحديث مرسل، ورفعه باطل، والحارث يضع الحديث على الثقات"
وقال الخطيب: هذا حديث غريب من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه، ورواه جماعة عن هشام أيضا، وكلّ طرقه واهية"
وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، اشتهر به الحارث بن عمران عن هشام قال الدارقطني: الحارث ضعيف، وقال ابن حبان، كان يضع الحديث على "الثقات"
2 -
عكرمة بن إبراهيم الأزدي.
ولفظ حديثه "لينظر أحدكم أين يضع نطفته، تزوجوا الأكفاء وزوجوا الأكفاء"
وفي لفظ آخر مثل لفظ حديث الحارث بن عمران الأول.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(131) والحاكم (2/ 163) والبيهقي (7/ 133) وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عكرمة ضعفوه"
قلت: قال ابن معين: عكرمة بن إبراهيم ليس بشئ وقال النسائي، ضعيف، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
3 -
أبو أمية بن يعلى.
ولفظ حديثه "أنكحوا إلى الأكفاء وأنكحوهم، واختاروا لنطفكم، وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه"
أخرجه الدارقطني (3/ 299) وابن الجوزي في "العلل"(1011) من طريق محمد بن حماد بن ماهان الدباغ ثني محمد بن عقبة ثني أبو أمية به.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أبو أمية بن يعلى واسمه إسماعيل قال يحيى: ليس حديثه بشيء، وقال مرة: متروك الحديث"
وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث باطل لا يحتمل هشام بن عروة هذا. قلت: فممن هو؟ قال: من راويه. قلت: ما حال أبي أمية بن يعلى؟ قال: ضعيف الحديث" العلل 1/ 404
قلت: ومحمد بن حماد بن ماهان قال الدارقطني: ليس بالقوى (سؤالات الحاكم)
4 -
صالح بن موسى الطلحي.
ولفظ حديثه "اختاروا لنطفكم المواضع الصالحة"
أخرجه الدارقطني (3/ 298 - 299) وابن الجوزي في "العلل"(1010)
وقال: هذا حديث لا يصح، صالح بن موسى قال يحيى: ليس حديثه بشيء وقال النسائي: متروك الحديث"
قلت: وقال يحيى والنسائي أيضاً: لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا، كثير المناكير عن الثقات.
5 -
هشام بن زياد بن أبي يزيد القرشي أبو المقدام مولى عثمان.
ولفظ حديثه "تخيروا لنطفكم، وأنكحوا في الأكفاء، وإياكم والزنج فإنّه خلق مشوه"
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 314)
وهشام بن زياد قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
6 -
الحكم بن هشام العقيلي.
ولفظ حديثه "تخيروا لنطفكم فأنكحوا الأكفاء وتزوجوا إليهم"
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(130)
عن أبي حاتم الرازي
وابن عساكر كما في "الصحيحة"(3/ 57)
عن أبي زرعة الدمشقي
قالا: ثنا أبو النضر الدمشقي إسحاق بن إبراهيم الأشقر ثنا الحكم بن هشام به.
قال الخطيب: واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه عن هشام، ورواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام عن مِنْدل بن علي عن هشام، وكل طرقه واهية، وروي عن قتادة عن عروة عن عائشة كذلك، حدّث به أبو معاوية الضرير عن المختار بن منيح عن قتادة، ويقال: لم يروه عن المختار غير أبي معاوية، ورواه أبو المقدام هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلا، وهو أشبه بالصواب" التاريخ 1/ 264
وقال الحافظ: مداره على أناس ضعفاء رووه عن هشام أمثلهم صالح بن موسى الطلحي والحارث بن عمران الجعفي وهو حسن" التلخيص 3/ 146
وله طريق أخرى أخرجها ابن عدي (5/ 1883) من طريق عيسى بن ميمون المدني عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "تخيروا لنطفكم فإنّ النساء يلدن أشباه إخوانهنّ وأشباه أخواتهن"
وعيسى بن ميمون قال الفلاس وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري ويعقوب بن سفيان: منكر الحديث.
وأما حديث عمر فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 115) من طريق سليمان بن عطاء ثنا مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة أنّه سمع عمر رفعه "تخيروا لنطفكم، وانتخبوا المناكح، وعليكم بذات الأوراك فانهنّ أنجب"
وسليمان بن عطاء هو ابن قيس القرشي قال أبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة.
وفي الباب عن أنس رفعه" تخيروا لنطفكم، واجتنبوا هذا السواد فإنّه لون مشوه"
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 377) عن أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن عمرو بن
الضحاك ثني عبد العظيم بن إبراهيم السالمي ثنا عبد الملك بن يحيى ثنا سفيان بن عُيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس به.
وقال: غريب من حديث زياد والزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه"
قلت: عبد الملك بن يحيى لم أقف له على ترجمة.
1810 -
"تختموا بالعقيق فإنّه مبارك"
قال الحافظ: رواه أبو أحمد بن عدي من طريق يعقوب بن إبراهيم الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا: فذكره" (1)
انظر حديث "تختموا بالعقيق
…
"
1811 -
حديث أسامة بن شريك "تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داءً واحدا: الهرم"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" والأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم وفي لفظ "إلا السام" - بمهملة مخففة - يعني الموت" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أحسنهم خلقا".
1812 -
"تدنو الشمس من الأرض يوم القيامة، فيعرق الناس، فمنهم من يبلغ عرقه عقبه، ومنهم من يبلغ نصف ساقه، ومنهم من يبلغ ركبته، ومنهم من يبلغ فخذه، ومنهم من يبلغ خاصرته، ومنهم من يبلغ منكبه، ومنهم من يبلغ فاه، - وأشار بيده فألجمها فاه - ومنهم من يغطيه عرقه- وضرب بيده على رأسه"
قال الحافظ: أخرج الحاكم من حديث عقبة بن عامر رفعه: فذكره، وله شاهد عند مسلم (2864) من حديث المقداد بن الأسود وليس بتمامه وفيه "تُدْنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس على مقدار أعمالهم في العرق"(3)
صحيح
أخرجه ابن حبان (7329) والطبراني في "الكبير"(17/ 302) والحاكم (4/ 571)
(1) 4/ 135 (كتاب الحج - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: العقيق واد مبارك)
(2)
12/ 240 (كتاب الطب - باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)
(3)
14/ 184 (كتاب الرقاق - باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)} [المطففين: 4])
وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(41) من طرق عن ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أنّ أبا عُشَّانة المَعَافري حدّثه أنّه سمع عقبة بن عامر رفعه "تدنو الشمس من الأرض (1)، فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنقه (2)، ومنهم من يبلغ وسط فيه (3) " - وأشار بيده فألجمها فاه (4) - رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) هكذا، "ومنهم من يغطيه عرقه (6) " وضرب بيده إشارة فأمرّ يده فوق رأسه من غير أنْ يصيب الرأس دور راحته يمينا وشمالا. اللفظ للحاكم.
وقال: صحيح الإسناد"
وقال عبد الغني المقدسي: إسناده حسن"
وقال الهيثمي: وإسناد الطبراني جيد" المجمع 10/ 335
قلت: إسناده صحيح، وأبو عشانة اسمه حَيّ بن يُؤْمِن بن حجيل المصري.
ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لَهيعة ثنا أبو عشانة به.
أخرجه أحمد (4/ 157) وعبد الغني المقدسي في "ذكرالنار"(42)
عن حسن بن موسى الأشيب
والطبراني في "الكبير"(17/ 306)
عن عمرو بن خالد الحرّاني
قالا: ثنا ابن لهيعة به.
وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.
1813 -
"تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى حِقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما"
(1) زاد الطبراني "يوم القيامة"
(2)
لفظ الطبراني "حلقه"
(3)
لفظ الطبراني "ومنهم من يلجمه"
(4)
لفظ الطبراني "وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع بين أصابعه بين شفتيه"
(5)
زاد ابن حبان "يشير"
(6)
لفظ الطبراني "ومنهم من يغمره"
قال الحافظ: وقد روى مسلم من حديث المقداد بن الأسود عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره" (1)
أخرجه مسلم (2864) عن المقداد مرفوعا "تُدْنى الشمس يوم القيامة
…
"
الحديث، وزاد بعد قوله "إلى كعبيه""ومنهم من يكون إلى ركبته".
1814 -
"تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإنْ هلكوا فسبيل من هلك، وإنْ يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما"
قال الحافظ: قال ابن الجوزي: أخرجه أبو داود من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، زاد الطبراني والخطابي، فقالوا: سوى ما مضى؟ قال "نعم"(2)
صحيح
وله عن ابن مسعود طرق:
الأول: يرويه منصور بن المعتمر عن رِبعي بن حِراش عن البراء بن ناجية الكاهلي عن ابن مسعود رفعه "تدور (3) رحى الإسلام بخمس (4) وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين (5)، فإن يهلكوا فسبيل من قد هلك، وإنْ يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما (6) " قال (7): قلت: أَمِمَّا مضى أم مما بقي (8)؟ قال "مِمَّا بقي (9) "
أخرجه الطيالسي (ص 50) والطحاوي في "المشكل"(1613) والحاكم (4/ 521) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق 40/ ب) وأبو العلاء الهمذاني في "ذكر الاعتقاد"(5)
عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي
وأحمد (1/ 393 و 393 - 394) وأبو داود (4254) وأبو يعلى (5281) والطحاوي في "المشكل"(1611) وابن الأعرابي (ق 83/ ب، 142/ ب) والدارقطني في "العلل"(5/ 44) والحاكم (3/ 114) والخطيب في "الفقيه"(1/ 106) والبغوي في "شرح السنة"(4225)
(1) 10/ 324 (كتاب التفسير - سورة ويل للمطففين)
(2)
16/ 340 (كتاب الأحكام - باب حدثنا محمد بن المثنى)
(3)
لفظ ابن عدي "تزول"
(4)
لفظ أبي داود وغيره "لخمس" ولفظ الهيثم بن كليب "بعد خمس" ولفظ البيهقي "عند رأس"
(5)
زاد الطيالسي وغيره "سنة"
(6)
وفي لفظ للطحاوي "وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين عاما"
(7)
وعند الطيالسي وغيره "فقال له عمر"
(8)
لفظ ابن عدي "سبعين قبلها أو سبعين بعدها" ولفظ البيهقي "أمن هذا أو من مستقبله"
(9)
وعند أبي داود وحده ومن طريقه البغوي "مما مضى" ولفظ ابن عدي "سبعين بعدها" ولفظ البيهقي "من مستقبله"
عن سفيان الثوري
وابن الأعرابي (ق 82 - 83 و 142) وعنه الخطابي في "الغريب"(1/ 549)
عن الأعمش (1)
وابن عدي (2/ 742)
عن شعبة (2)
والبيهقي في "الدلائل"(6/ 393)
عن إسرائيل بن يونس
والطحاوي في "المشكل"(1609) والهيثم بن كليب (888) والحاكم (3/ 101)
عن شريك بن عبد الله النخعي
كلهم عن منصور بن المعتمر به.
واللفظ لأحمد وغيره.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال أيضا: صحيح على شرط مسلم"
وقال الألباني: صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير البراء بن ناجية وهو ثقة" الصحيحة 2/ 704 - صحيح الجامع 2931
قلت: هذا إذا ثبت سماع البراء بن ناجية من ابن مسعود فقد قال البخاري في "التاريخ الكبير": لم يذكر سماعا من ابن مسعود. وهو كما قال، فإنّه - أي البراء - لم يذكر سماعا من ابن مسعود في جميع الروايات التي ذكرتها.
(1) أخرجاه من طريق الأسود بن عامر الشامي شاذان ثنا أبو بكر بن عياض عن الأعمش به.
ورواه وضاح بن يحيى النهشلي عن أبي بكر بن عياش فأسقط منه البراء بن ناجية أخرجاه أيضا، ووقع في حديثه "في ثلاث وثلاثين سنة، أو أربع وثلاثين سنة" وقال فيه "فسبيل من هلك من الأمم" وقال فيه "قيل: يا رسول الله، السبعين سوى الثلاث وثلاثين؟ قال: نعم"
ووضاح تكلم فيه أبو حاتم وابن حبان.
(2)
رواه الحسن بن عمرو العبدي عن شعبة، والحسن هذا كذبه ابن المديني، وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
ووثقه العجلي وابن حبان (1)، وقال الذهبي في "المغني" و"الديوان": لا يعرف، وقال في "الميزان": فيه جهالة، لا يعرف إلا بهذا الحديث، تفرد عنه ربعي بن حراش.
وتعقبه الحافظ في "التهذيب" فقال: قلت: قد عرفه العجلي وابن حبان فيكفيه.
وذكره في "التقريب" وقال: ثقة. ولم يخرج له مسلم شيئا.
ولم ينفرد به كما سيأتي.
الثاني: يرويه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده ابن مسعود رفعه "تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هلكوا فسبيل من هلك، وإنْ بقوا يقم لهم دينهم سبعين سنة" أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(2)(280) وأحمد (1/ 390 و 451) عن يزيد بن هارون أنبأ العوام بن حوشب ثني أبو إسحاق الشيباني عن القاسم بن عبد الرحمن به.
وأخرجه البزار (1996) وأبو يعلى (5298) والطحاوي في "المشكل"(1610) وابن حبان (6664) والطبراني في "الكبير"(10356) والخطابي في "الغريب"(1/ 549) وأبو نعيم في "الإمامة"(ق 40/ ب) من طرق عن يزيد بن هارون به.
وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو إسحاق الشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود اختلف في سماعه من أبيه، والصحيح أنّه سمع منه كما قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما.
ولم ينفرد أبو إسحاق الشيباني به بل تابعه مُجالد بن سعيد ثني القاسم بن عبد الرحمن به.
أخرجه البزار (1997) من طريق شريك بن عبد الله النخعي عن مجالد به.
وقال: ولا نعلم روى مجالد عن القاسم حديثا مسندا إلا هذا الحديث، ولا رواه عنه إلا شريك"
قلت: وهو مختلف فيه، ومجالد بن سعيد ليس بالقوي وقد تغير بأخرة وكان يلقن.
الثالث: يرويه شريك أيضا عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود رفعه "تدور رحى الإسلام سنة خمس وثلاثين، فإن هلكوا فسبيل من هلك، وإنْ نجوا بقوا سبعين عاما"
(1) وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، ولا يعرف أحد روى عنه غير ربعي بن حراش" الوهم والإيهام 5/ 113
(2)
رواه أبو يعلى (5009) عن ابن أبي شيبة به.
أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 4338) والبزار (1942 و5/ 367) والطحاوي (1) في "المشكل"(1612) والطبراني في "الكبير"(10311) واللفظ له
قال الحافظ: وهذا الإسناد حسن" المطالب 5/ 5
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف مجالد" مختصر الإتحاف 10/ 460
قلت: وهو كما قال.
1815 -
عن عمر قال: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أردّ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيي اجتهادا، فوالله ما آلو عن الحق وذلك يوم أبي جندل حتى قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "تراني أرضى وتأبى"
قال الحافظ: وقد جاء عن عمر نحو قول سهل، ولفظه "اتقوا الرأي في دينكم" أخرجه البيهقي في "المدخل" هكذا مختصرا، وأخرجه هو والطبري والطبراني مطولا بلفظ: فذكره" (2)
سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا عمر تراني رضيت وتأبى".
1816 -
"تَرِّب وجهك"
قال الحافظ: قال ابن المنيِّر: في الحديث المشهور - يعني الذي أخرجه أبو داود وغيره -: فذكره" (3)
حسن
وهو من حديث أم سلمة وله عنها طريقان:
الأول: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن كُريب مولى ابن عباس عن أم سلمة قالت: مَرّ النبي صلى الله عليه وسلم بغلام لنا يقال له: رباح، وهو يصلي، فنفخ، فقال "ترب وجهك"
أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 30) عن الحسين بن عيسى البسطامي عن أحمد بن أبي طَيبة وعفان بن سيار كلاهما عن عنبسة بن الأزهر عن سلمة بن كهيل به.
(1) ولفظ حديثه "إنّ رحى الإسلام ستزول بعد خمس وثلاثين، فإنْ يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال يأكلوا الدنيا سبعين عاما رغدا، وإنْ يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم".
(2)
17/ 51 (كتاب الاعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي)
(3)
2/ 35 (كتاب الصلاة - باب الصلاة على الحصير)
وإسناده حسن، الحسين بن عيسى البسطامي وسلمة بن كهيل وكريب مولى ابن عباس كلهم ثقات، وأحمد بن أبي طيبة وعفان بن سيار وعنبسة بن الأزهر كلهم صدوقون.
والحديث أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(169) المزي في "تهذيب الكمال"(22/ 403) من طريق أبي القاسم البغوي ثنا محمد بن حميد الرازي ثنا إبراهيم بن المختار ثنا عنبسة بن الأزهر عن سلمة بن كهيل عن كريب عن أم سلمة قالت: مَرّ النبي صلى الله عليه وسلم بغلام يقال له: رباح يصلي ينفخ في موضع السجود، فقال "يا رباح لا تنفخ، من نفخ فقد تكلم"
ومحمد بن حميد ضعيف وكذبه جماعة.
واختلف فيه على عنبسة بن الأزهر الكوفي، فرواه يونس بن بكير الشيباني عنه فلم يذكر كريبا.
أخرجه إسحاق في "مسند أم سلمة"(1906)
والأول أصح (1).
الثاني: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي صالح عن أم سلمة أنّها رأت نسيبا لها ينفخ إذا أراد أنْ يسجد فقالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لغلام يقال له: رباح "ترب وجهك"
أخرجه أبو يعلى (6954) عن كامل بن طلبة الجَحْدري ثنا حماد بن سلمة عن عاصم به.
ولم ينفرد عاصم به بل تابعه غير واحد، منهم:
1 -
سعيد بن عثمان الوراق.
أخرجه أحمد (6/ 301) عن طلق بن غنام بن طلق الكوفي ثنا سعيد بن عثمان الوراق عن أبي صالح قال: دخلت على أم سلمة فدخل عليها ابن أخ لها فصلى في بيتها ركعتين، فلما سجد نفخ التراب، فقالت له أم سلمة: ابن أخي لا تنفخ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لغلام له يقال له: يسار "ترب وجهك لله"
سعيد بن عثمان الوراق هذا لم أر من ترجمه.
(1) ولم ينفرد به عنبسة بل تابعه أبو الضحاك الجارود بن يزيد النيسابوري عن سلمة بن كهيل به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2798)
والجارود كذبه أبو حاتم وغيره
2 -
داود بن أبي هند.
أخرجه ابن حبان (1913) عن أحمد بن محمد بن يحيى الشحام ثنا محمد بن مسلم بن وارة ثنا الربيع بن روح ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن عدي بن عبد الرحمن عن داود بن أبي هند عن أبي صالح مولى آل طلحة بن عبيد الله قال: كنت عند أم سلمة فأتاها ذو قرابتها غلام شاب ذو جُمّة، فقام يصلي، فلما ذهب ليسجد، نفخ، فقالت: لا تفعل، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لغلام لنا أسود "يا رباح، ترب وجهك"
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1903) عن أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي ثنا محمد بن مسلم به.
وعدي بن عبد الرحمن هو الطائي قال ابن حبان: روى الزُّبيدي عنه عن داود بن أبي هند نسخة مستقيمة (الثقات 7/ 292) والزبيدي هو محمد بن الوليد، وقال أبو حاتم (1): هو سعيد بن عبد الجبار، فوهم.
3 -
ميمون أبو حمزة.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 265) وإسحاق في "مسند أم سلمة"(1904) وأحمد (6/ 323) والترمذي (381 و 382) والدولابي في "الكنى"(1/ 158) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(352 و 353) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 247) والطبراني في "الكبير"(23/ 324 و 325) والحاكم (1/ 271) والبيهقي (2/ 252) من طرق عن ميمون أبي حمزة عن أبي صالح (2) عن أم سلمة به.
قال الترمذي: وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك، وميمون أبو حمزة قد ضعفه بعض أهل العلم"
وقال البيهقي: هكذا رواه جماعة من الأئمة نحو حماد بن زيد وغيره عن ميمون أبي حمزة ولم أكتبه من حديث غيره وهو ضعيف"
وقال البغوي: إسناده ضعيف" شرح السنة 3/ 246
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف ميمون أبي حمزة، وقد توبع كما تقدم.
(1) الجرح والتعديل 3/ 2/ 3
(2)
في رواية الترمذي "مولى طلحة" وفي رواية الدولابي "مولى أم سلمة".
وأبو صالح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": لا يعرف ولعله ذكوان السمان لا بل هو ذكوان مولى لأم سلمة (1).
وقال ابن القطان الفاسي في "الوهم والإيهام"(3/ 255 - 256): هو ذكوان مولى أم سلمة وهو مجهول الحال، ولا أعلم له غير هذا.
1817 -
"تركت فيكم ما إنْ تمسكتم به لم تضلوا، كتاب الله"
سكت عليه الحافظ (2).
هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (1218) عن جابر.
1818 -
عن أبي هريرة قال: لما نزلت {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] اشتدّ ذلك على الصحابة، فذكر الحديث في شكواهم ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم لهم "تريدون أنْ تقولوا مثل ما قال أهل الكتاب: سمعنا وعصينا، بل قولوا: سمعنا وأطعنا" فقالوها فنزلت {آمَنَ الرَّسُولُ} [البقرة: 285] إلى آخر السورة - وفيه في قوله {لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] قال "نعم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (125)، وأخرجه (126) من حديث ابن عباس بنحوه وفيه قال "قد فعلت"(3)
1819 -
قال أنس: تزوج أبو طلحة أم سليم فكان صداق ما بينهما الإسلام، أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها فقالت: إني قد أسلمت، فإنْ أسلمت تزوجتك، فأسلم فتزوجته"
قال الحافظ: رواه النسائي عن أنس" (4)
صحيح
وله عن أنس طرق:
الأول: يرويه محمد بن موسى المخزومي الفِطْري عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: تزوج أبو طلحة أم سليم فكان صداق ما بينهما الإسلام.
(1) سماه ميمون أبو حمزة في رواية المغيرة بن مسلم السراج عنه" زاذان"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 394)
(2)
6/ 290 (كتاب الوصايا - باب الوصايا)
(3)
14/ 358 (كتاب الإيمان والنذور - باب إذا حنث ناسيا في الإيمان)
(4)
1/ 20 (باب كيف كان بدء الوحي)
أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها فقالت: إني قد أسلمت، فإنْ أسلمت نكحتك، فأسلم، فكان صداق ما بينهما.
أخرجه النسائي (6/ 93) وفي "الكبرى"(5503) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا محمد بن موسى به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 125)
عن موسى بن هارون البزاز
وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 59) وفي "الصحابة"(7938)
عن محمد بن إسحاق السراج
قالا: ثنا قتيبة بن سعيد به.
وأخرجه ابن سعد (8/ 426) عن خالد بن مخلد البجلي ثني محمد بن موسى به.
وخالفهما إسماعيل بن أبي أويس فرواه عن محمد بن موسى عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة مرسلا.
أخرجه ابن سعد (8/ 426)
وإسماعيل فيه لين، والأول أصح، وإسناده حسن.
الثاني: يرويه جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم قبل أنْ يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا أمرأة: مسلمة، فإنْ تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم أبو طلحة وتزوجها.
أخرجه عبد الرزاق (10417) عن جعفر بن سليمان به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 105) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 59) وفي "الصحابة"(7936)
وأخرجه النسائي (6/ 93 - 94) وفي "الكبرى"(5504) والذهبي (1) في "معجم الشيوخ"(1/ 205)
عن محمد بن النضر بن مساور المروزي
(1) وقال: هذا حديث صحيح"
وابن حبان (7187)
عن الصلت بن مسعود الجَحْدري
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(827)
عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني
كلهم عن جعفر بن سليمان به.
وأخرجه الطيالسي (ص 273 - 274) عن سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان ثلاثتهم عن ثابت عن أنس به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 59 - 60) والبيهقي (4/ 65 - 66)
وأخرجه ابن سعد (8/ 426 - 427) عن عفان بن مسلم الصَّفَّار ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت عن أنس به.
وإسناده صحيح.
واختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه عفان بن مسلم عنه عن ثابت مرسلا.
أخرجه ابن سعد (8/ 427)
والأول أصح.
الثالث: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البناني وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أنّ أبا طلحة خطب أم سليم فقالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أنّ إلهك الذي تعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى، قالت: أفلا تستحي أنْ تعبد خشبة من نبات الأرض نجرها حبشي بني فلان! إنْ أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره، قال: لا، حتى أنظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله. قالت: يا أنس زوج أبا طلحة.
أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(297) والحاكم (2/ 179) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 60) وفي "الصحابة"(7937) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 345 - 346) من طرق عن حماد بن سلمة به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"
قلت: وهو كما قال، إلا أنّ مسلما لم يخرج لإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة شيئا.
الرابع: يرويه حرب بن ميمون أبو الخطاب الأنصاري عن النضر بن أنس عن أنس أنّ أم سليم تزوجت أبا طلحة على إسلامه.
أخرجه الحاكم (2/ 179) عن أبي عمرو بن إسماعيل ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري ثني أبي ثنا حرب بن ميمون به.
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
ورواه الطيالسي (ص 273 - 274) عن شيخ لم يسمه عن النضر بن أنس عن أنس مطولا
ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 65 - 66)
1820 -
"تزوج عثمان خيرا من حفصة، وتزوج حفصة خير من عثمان"
قال الحافظ: وقد وقع في حديث خطبة عثمان حفصة زيادة في مسند أبي يعلى: فذكرها" (1)
أخرجه أبو يعلى (6) عن سويد بن سعيد الحَدَثاني أنا الوليد بن محمد عن الزهري ثني سالم أنّه سمع أباه يحدث أنّ عمر لما تَأيَّمَتْ حفصة من ابن حذافة، قال عمر: لقيت عثمان فعرضت عليه حفصة، قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أنْ لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر، فقلت: أنكحك حفصة فلم يرجع إليّ شيئا، فكنت عليه أوجدَ مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنكحته إياها، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة؟ قال: نعم. قال: لم يمنعني أنّ أرجع إليك إلا أنني كنت علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها، فلم أكن لأفُشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها قبلتها.
قال عمر: فشكوت عثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تزوج حفصة خير من عثمان، ويُزوج عثمان خيرا من حفصة" فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته.
قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الوليد بن محمد المُوَقَّرِي" مختصر الاتحاف 5/ 147
وقال الهيثمي: وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو ضعيف" المجمع 4/ 277
قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث، وقال ابن المديني:
(1) 8/ 110 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عائشة)
ضعيف لا يكتب حديثه، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة، وقال ابن معين في رواية: كذاب.
والحديث أخرجه البخاري (فتح 8/ 319 - 320 و11/ 80 - 82 و 90 - 91 و 107) وغيره من طرق عن الزهري به إلا أنهم لم يذكروا الزيادة التي في آخره، قال عمر: فشكوت عثمان
…
الخ.
1821 -
حديث جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له "تزوجت بكراً أو ثيبا" قال له "بارك الله لك" سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 11/ 441 - 442)
1822 -
"تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم يوم القيامة"
قال الحافظ: فأما حديث "فإني مكاثر بكم" فصح من حديث أنس بلفظ: فذكره، أخرجه ابن حبان، وذكره الشافعي بلاغا عن ابن عمر بلفظ "تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم" وللبيهقي من حديث أبي أمامة "تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى" وورد "فإني مكاثر بكم" أيضا من حديث الصنابحي بن الأعسر ومعقِل بن يسار وسهل بن حُنيف وحرملة بن النعمان وعائشة وعياض بن غنم ومعاوية بن حيدة وغيرهم" (2)
صحيح
وقوله "فإني مكاثر بكم" ورد من حديث أنس ومن حديث معقل بن يسار ومن حديث ابن عمر ومن حديث معاوية بن حيدة ومن حديث عياض بن غنم الأشعري ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أم سلمة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن حنيف ومن حديث أبي موسى ومن حديث الصنابحي ومن حديث جابر ومن حديث عائشة ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث مكحول مرسلا ومن حديث محمد بن سيرين مرسلا ومن حديث عبد الملك بن عمير مرسلا
فأما حديث أنس فله عنه طرق:
الأول: يرويه خلف بن خليفة ثنا حفص بن عمرو بن أخي أنس عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا، ويقول "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر الأنبياء بكم يوم القيامة"
(1) 11/ 129 (كتاب النكاح - باب كيف يدعى للمتزوج)
(2)
11/ 11 (كتاب النكاح - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)
أخرجه سعيد بن منصور (490) ثنا خلف بن خليفة به.
وأخرجه أحمد (3/ 158) والبزار (كشف 1400) وابن حبان (4028) والطبراني في "الأوسط"(5095) والقضاعي (675) والبيهقي (7/ 81 - 82) وفي "الشعب"(5099) وفي "الصغرى"(2351) وسمويه في "فوائده" والسراج في "مسنده" والنوقاني في "معاشرة الأهلين" والضياء في "المختارة" كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/ 356) من طرق عن خلف بن خليفة به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حفص ابن أخي أنس إلا خلف بن خليفة"
وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 4/ 258
قلت: خلف بن خليفة صدوق إلا أنّه اختلط.
قال أحمد (المسند 3/ 245): ثنا عفان ثنا خلف بن خليفة - قال أحمد: وقد رأيت خلف بن خليفة وقد قال له إنسان: يا أبا أحمد حدثك مُحارب بن دِثار. قال أحمد: فلم أفهم كلامه كان قد كبر فتركته - ثنا حفص عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وذكر الحديث.
وحفص وثقه الدارقطني وابن حبان وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
الثاني: يرويه عبد الله بن خراش الكوفي عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن أنس قال: فذكره نحوه.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 219)
وإسناده ضعيف جداً، عبد الله بن خراش قال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: ذاهب الحديث ضعيف الحديث، وزاد أبو زرعة: يحدث عن العوام بأحاديث مناكير، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه ابن عمار الموصلي.
الثالث: يرويه أبان بن أبي عياش عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره التبتل وينهى عنه نهيا شديدا ويقول "تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2464) من طريق معلى بن هلال الطحان عن أبان به.
ومعلى بن هلال كذبه ابن المبارك وسفيان وأحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي ويحيى القطان والجوزجاني وغيرهم.
ورواه الجراح بن مليح الحمصي عن أرطاة بن المنذر وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عن أبان عن أنس بلفظ "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر النبيين بكم يوم القيامة، وإياكم والعواقر، فإنّ مثل ذلك كمثل رجل قعد على رأس بئر يسقي أرضا سبخة، فلا أرضه تنبت، ولا عناه يذهب"
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(723 و 2475) وتمام في "فوائده"(1335) والخطيب في "تالي التلخيص"(234)
وأبان متروك الحديث.
وأما حديث معقل بن يسار فأخرجه أبو داود (2050) والنسائي (6/ 54) وفي "الكبرى"(5342) والمحاملي في "أماليه"(393) وابن حبان (4056 و 4057) والطبراني في "الكبير"(20/ 219) والحاكم (2/ 162) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 61 - 62) وفي "الصحابة"(6089) والبيهقي (7/ 81) وفي "معرفة السنن"(10/ 19) والمزي في "تهذيب الكمال"(27/ 431 - 432) من طرق عن يزيد بن هارون أنبا المستلم بن سعيد ثنا منصور بن زاذان عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية، فقال له مثل ذلك، فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال له مثل ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم"
اللفظ للحاكم.
وقال: صحيح الإسناد"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث منصور، تفرد به المستلم"
وقال العراقي: إسناده صحيح" إتحاف السادة المتقين 5/ 347
قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير المستلم بن سعيد وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف".
وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي في "جزئه" كما في "آداب الزفاف" ومن طريقه الخطيب في "التاريخ"(12/ 377) قال: ثنا الفضل بن أحمد بن منصور الزبيدي ثنا زياد بن أيوب ثنا إسماعيل بن عُلية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنّه تزوج امرأة فأصابها شمطاء فطلقها، وقال: حصير في بيت خير من امرأة لا تلد، والله ما أقربكنّ شهوة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة"
قال الخطيب: وكذا رواه أبو حفص بن شاهين عن الزبيدي"
قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني، وكذا باقي رواته كلهم ثقات فالإسناد صحيح، وزياد بن أيوب هو ابن زياد البغدادي.
وأما حديث معاوية بن حَيدة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 416)
عن الحسين بن إسحاق التستري
وابن حبان في "المجروحين"(2/ 111)
عن عبدان بن أحمد الأهوازي
وتمام (1463)
عن أبي يعقوب يوسف بن موسى المروزي
قالوا: ثنا أبو زكريا يحيى بن دُرُسْت ثنا علي بن الربيع ثني بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رفعه "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم الأمم
…
"
قال ابن حبان: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث بهز بن حكيم، وعليّ هذا يروي المناكير فلما كثر في روايته المناكير بطل الاحتجاج به"
وقال الهيثمي: وفيه علي بن الربيع وهو ضعيف" المجمع 4/ 258
وقال العراقي: لا يصح" تخريج الاحياء 2/ 27
قلت: واختلف فيه على يحيى بن درست في شيخه:
• فرواه إبراهيم بن محمد عنه وسمى شيخه علي بن نافع.
أخرجه العقيلي (3/ 253)
وقال: علي بن نافع مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ. وهذا المتن يروى بغير هذا الإسناد بإسناد أصلح من هذا"
• ورواه أبو عبد الله محمد بن يزيد الدرقي عن يحيى بن درست وسمى شيخه علي بن الهيثم.
أخرجه تمام (1464)
وأما حديث عياض بن غنم فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 277 - 278) والطبراني في "الكبير"(17/ 368) وابن عدي (5/ 1795) والحاكم (3/ 290 - 291) وأبو
نعيم في "الصحابة"(5427) من طريق عمرو بن الوليد الأغضف: سمعت معاوية بن يحيى الصَّدَفي يقول: ثنا يحيى (1) بن جابر عن جبير بن نفير عن عياض بن غنم رفعه "يا عياض لا تزوجنّ عجوزا ولا عاقرا فإني مكاثر بكم الأمم"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: معاوية ضعيف"
وقال الهيثمي: وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف" المجمع 4/ 258
وقال الحافظ: وسنده ضعيف من أجل عمرو" الإصابة 7/ 189
قلت: بل من أجل معاوية بن يحيى، قال ابن معين: هالك ليس بشيء، وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث، وقال أبو داود وغيره: ضعيف.
وأما عمرو بن الوليد الأغضف فهو صدوق، قال ابن معين: ما أرى به بأسا (الجرح 3/ 1/ 266 - 267) وقال ابن عدي: له أحاديث حسان غرائب وأرجو أنّه لا بأس به.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (1863) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد الله بن الحارث المخزومي عن طلحة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "أنكحوا فإني مكاثر بكم"
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف طلحة بن عمرو المكي الحضرمي متفق على تضعيفه" المصباح 2/ 99
وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 144) من طريق عبد الله بن محمد بن سنان ثنا إبراهيم بن الفضل - وهو ابن أبي سويد - ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن سواء الخزاعي عن أم سلمة مرفوعا "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم"
عبد الله بن محمد بن سنان الواسطي قال ابن حبان: يضع الحديث ويقلبه ويسرقه، وقال أبو الشيخ: يحدث عن البصريين، وحدّث عندنا بأحاديث كثيرة لم يتابع عليها، وازدحم عليه الناس، ولم يزالوا يسمعون منه حتى ظهر أمره، ووقفوا على كذبه، وتركوا حديثه، وأجمعوا في أمره أنّه كذاب ذاهب، وقال أبو نعيم: كثير الوضع حدّث بأحاديث لم يتابع عليها.
(1) وعند أبي نعيم: يزيد.
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن عدي (6/ 2147) عن أحمد بن عبد الرحيم الثقفي البصري ثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن ثابت العصري عن أبي غالب عن أبي أمامة رفعه "تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى" ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 87)
وأخرجه الروياني (1188) عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس قال: سمعت شيخا سنة ثمان وسبعين ومائة يقول: ثنا أبو غالب به.
إلا أنّه قال "النبيين" مكان "الأمم"
قال أبو حفص: وصفت هذا الشيخ فقالوا: هذا محمد بن ثابت العصري.
وقال ابن عدي: لا أعلم رواه عن أبي غالب غير محمد بن ثابت، وعامة أحاديثه لا يتابع عليه"
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن عدي (2/ 780) عن أبي يعلى وهو في "مسنده"(المطالب 1644) ثنا عمرو بن الحصين ثنا حسان بن سِياه ثنا عاصم عن زِر عن ابن مسعود رفعه "ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود، فإني مكاثر بكم الأمم
…
"
ثم أخرجه من طريق عثمان بن مخلد ثنا حسان الأزرق ثنا عصام بن بَهْدَلة عن زر عن ابن مسعود رفعه "تزوجوا الولود فإني مكاثر بكم الأمم"(1)
وقال: وهذا لا يرويه عن عاصم غير حسان بن سياه، وحسان له أحاديث كثيرة غير ما ذكرته وعامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على رواياته وحديثه"
وقال البوصيري: وفي سنده حسان بن شاه وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 5/ 76
وأما حديث أنس فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 268) من طريق محمد بن موسى الحرشي عن حسان بن سياه عن ثابت عن أنس رفعه "ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود، فإني لمكاثر بكم الأمم"
وقال: حسان بن سياه منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لما ظهر من خطأه في روايته"
وتقدم كلام ابن عدي فيه.
(1) وللحديث طريق أخرى تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "أتدرون أيّ يوم هذا؟ "
وأما حديث سهل بن حُنيف فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5742) عن مطين محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا إسحاق بن إبراهيم العقيلي ثنا عبد العظيم بن حبيب ثنا موسى بن عُبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن سهل بن حنيف مرفوعا "تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم
…
"
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سهل بن حنيف إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد العظيم بن حبيب"
قلت: إسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.
وأما حديث أبي موسى فأخرجه أبو يعلى (المطالب 1643) عن شيبان بن فروخ الأُبُلي ثنا مبارك بن فضالة عن عاصم بن بهدلة عمن حدّثه عن أبي موسى قال: إنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ امرأة قد أعجبتني لا تلد، أفأتزوجها؟ قال صلى الله عليه وسلم "لا" فأعرض عنها، ثم تبعتها نفسه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أعجبتني هذه المرأة ونحرها، أعجبني دلها ونحرها فأتزوجها؟ قال "لا، امرأة سوداء ولود أحبّ إليّ منها: أما شعرت أني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة
…
"
وإسناده ضعيف للذي لم يسم، ومبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن.
وأما حديث الصنابحي فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني فرطكم على الحوض"
وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 354) والبزار (كشف 3479 و3482) وأبو يعلى (2133) والطبراني في "الأوسط"(5110) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة"(12) من طريق مُجالد عن عامر الشعبي عن جابر رفعه "إنكم اليوم على دين، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا بعدي القهقرى"
وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.
وأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (1846) من طريق عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة مرفوعا "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإنّ الصوم له وجاء"
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عيسى بن ميمون المديني" مصباح الزجاجة 2/ 94
وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "مصباح
الزجاجة" (3/ 207) و"الاتحاف" (4/ 122 - 123) وأحمد (5/ 412) والنسائي في "الكبرى" (4099) وابن الجوزي في "الموضوعات" (203)
عن يحيى بن سعيد القطان
وابن أبي شيبة (8/ 763 و 11/ 441 و 15/ 32)
عن محمد بن جعفر غُندر
كلاهما عن شعبة ثني عمرو بن مرّة قال: سمعت مرّة الهمداني قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء مخضرمة فقال: فذكر حديثا وفيه "ألا وإني فرطكم على الحوض أنظركم، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تسودوا وجهي"
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.
وأما حديث مكحول فأخرجه سعيد بن منصور (513) عن داود بن عبد الرحمن العطار العبدي عن ابن جُريج عن مكحول رفعه "عليكم بالجواري الشباب فإنهنّ أطيب أفواها، وأغر أخلاقا، وأفتح أرحاما، ألم تعلموا أني مكاثر"
واختلف فيه على ابن جريج، فرواه عبد الرزاق (10432) عنه قال: حُدثت عن مكحول.
وأما حديث ابن سيرين فأخرجه عبد الرزاق (10343) عن هشام بن حسان عن ابن سيرين رفعه "دعوا الحسناء العاقر، وتزوجوا السوداء الولود، فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة
…
"
رواته ثقات.
وأما حديث عبد الملك بن عمير فأخرجه عبد الرزاق (10344) عن معمر عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن بهدلة أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ابنة عم لي ذات ميسم ومال، وهي عاقر، أفأتزوجها؟ فنهاه عنها، مرتين أو ثلاثا، ثم قال "لامرأة سوداء ولود أحبّ إليّ منها، أما علمت أني مكاثر بكم الأمم
…
"
ومن طريقه أخرجه النوقاني في "معاشرة الأهلين"(الأجوبة المرضية 1/ 361)
واختلف فيه على عبد الملك، فرواه عبيد الله بن عمرو الرقي عنه عن ثابت بن معبد عن رجل من حلب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
…
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7191)
1823 -
"تزوجوا فإنى مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى".
قال الحافظ: وللبيهقي من حديث أبي أمامة: فذكره" (1)
انظر الحديث الذي قبله.
1824 -
"تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت فهو إذنها"
قال الحافظ: واحتج بعضهم بحديث يونس بن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبي موسى مرفوعا: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 139) وأحمد (4/ 394 و 411) والدارمي (2191) والبزار (3189) والروياني (454) وأبو يعلى (7327) وأبو عروبة الحراني في "حديثه"(21) والطحاوي في "المشكل"(5727) وفي "شرح المعاني"(4/ 364) والدينوري في "المجالسة"(3166) والدراقطني (3/ 241 و 242) والحاكم (2/ 166 - 167) والبيهقي (7/ 120 و 122) وفي "معرفة السنن"(10/ 50 - 51) وفي "الصغرى"(2396) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 99 - 100) والجدوي في "حديثه"(1) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق ثني أبو بردة بن أبي موسى عن أبي موسى رفعه "تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت فقد أذنت (3)، وإن أبت (4) لم تكره (5) "
لفظ الدارمي وغيره.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال البيهقي: وهذا إسناد موصول رواه جماعة من الأئمة عن يونس"
وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 4/ 280
وقال الألباني: وهذا سند صحيح على شرطهما" الصحيحة 2/ 263
قلت: يونس بن أبي إسحاق احتج به مسلم وحده، لكنه لم يخرج له من روايته عن أبي بردة شيئا، وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "سير الأعلام"، وقال في "الميزان": صدوق ما به بأس، ما هو في قوة مسعر ولا شعبة.
(1) 11/ 11 (كتاب النكاح - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)
(2)
11/ 98 (كتاب النكاح - باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها)
(3)
ولفظ الحاكم "فهو رضاها" وفي لفظ للدارقطني "فهو إذن".
(4)
وفي لفظ "كرهت" وفي لفظ آخر "أنكرت"
(5)
ولفظ ابن أبي شيبة "لم تنكح"
ولم ينفرد به فقد تابعه أبوه أبو إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى به.
أخرجه أحمد (4/ 408)
عن أسود بن عامر الشامي
والبزار (3118) والدارقطني (3/ 242)
عن النضر بن شُميل المازني
كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق به.
واختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه سلام بن سليم أبو الأحوص الكوفي عنه عن أبي بردة مرسلا.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 138)
والأول أصح.
1825 -
عن حذيفة قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو والله النهار غير أنّ الشمس لم تطلع"
قال الحافظ: روى سعيد بن منصور عن أبي الأحوص عن عاصم عن زِر عن حذيفة قال: فذكره، وأخرجه الطحاوي من وجه آخر عن عاصم نحوه، وروى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق ذلك عن حذيفة من طريق صحيحة" (1)
أخرجه أحمد (5/ 399 - 400 و 400) والنسائي (4/ 116) وفي "الكبرى"(2462) والطبري في "تفسيره"(2/ 175) والجورقاني في "الأباطيل"(496)
عن سفيان الثوري
وأحمد (5/ 396) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 52) وفي "المشكل"(5505) عن حماد بن سلمة
وأحمد (5/ 405)
عن شَريك بن عبد الله النخعي
وابن ماجه (1695) والبزار (2910) والطبري في "تفسيره"(2/ 175) والمحاملي (320) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(352) والحازمي في "الناسخ"(ص 145 - 146)
عن أبي بكر بن عياش
(1) 5/ 38 (كتاب الصوم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال)
والطبري (2/ 175)
عن عمرو بن قيس الملائي وخلاد الصفار
كلهم عن عاصم بن أبي النَّجُود (1) عن زر بن حبيش قال: تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان فدخلت عليه فأمر بلقحة فحلبت وبقدر فسخنت ثم قال: ادن فكل، فقلت: إني أريد الصوم، فقال: وأنا أريد الصوم، فأكلنا وشربنا ثم أتينا المسجد فأقيمت الصلاة، ثم قال حذيفة: هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: أبعد الصبح؟ قال: نعم هو الصبح غير أنْ لم تطلع الشمس"
لفظ حديث حماد بن سلمة.
ولفظ النسائي في حديث سفيان: عن زر قال: قلنا لحذيفة: أي ساعة تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو النهار إلا أنّ الشمس لم تطلع"
ورواه عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال: تسحرت مع حذيفة، ثم خرجنا إلى الصلاة، فلما أتينا المسجد صلينا ركعتين وأقيمت الصلاة، وليس بينهما إلا هنيهة.
ولم يذكر المرفوع.
أخرجه النسائي (4/ 116) وفي "الكبرى"(2463) عن محمد بن بشار ثنا محمد - هو ابن جعفر - ثنا شعبة عن عدي به.
ومن طريقه أخرجه الجورقاني (497) وقال: هذا حديث حسن"
قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات.
وقد رواه غير واحد عن حذيفة موقوفا ولم يذكروا المرفوع، منهم:
1 -
أبو وائل شقيق بن سلمة قال: انطلقت أنا وزر بن حبيش إلى حذيفة وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة فاستأذنا عليه فخرج إلينا فأتى بلبن فقال: اشربا، فقلنا: إنا نريد الصيام، قال: وأنا أريد الصيام، فشرب ثم ناول زراً فشرب، ثم ناولني فشربت، والمؤذن يؤذن في المسجد، قال: فلما دخلنا المسجد أقيمت الصلاة وهم يغلسون"
(1) قال النسائي: لا نعلم أحدا رفعه غير عاصم" تحفة الأشراف 3/ 32
وقال الجورقاني: هذا حديث منكر. وقرل عاصم: هو النهار إلا أنّ الشمس لم تطلع، خطأ منه. وهو
وهم فاحش لأنّ عدي بن ثابت رواه عن زر بخلاف ذلك. وعدي أحفظ وأثبت من عاصم"
وقال الجصاص: لا يثبت ذلك عن حذيفة" أحكام القرآن 1/ 285
أخرجه عبد الرزاق (7606) عن إسرائيل بن يونس عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة.
وعامر بن شقيق هو الأسدي الكوفي وهو مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه النسائي وغيره.
وإسرائيل وشقيق ثقتان.
2 -
صِلة بن زُفر الكوفي قال: تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى المسجد فصلينا ركعتي الفجر، ثم أقيمت الصلاة فصلينا"
أخرجه النسائي (1)(4/ 116) وفي "الكبرى"(2464) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا محمد بن فضيل ثنا أبو يعفور ثنا إبراهيم عن صلة به.
وإسناده صحيح، وأبو يعفور اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس، وإبراهيم هو النخعي.
3 -
أبو الطفيل أنّه تسحر مع أهله في الجبانة ثم جاء إلى حذيفة وهو في دار الحارث بن أبي ربيعة فوجده فحلب له ناقة فناوله فقال: إني أريد الصوم، فقال: وأنا أريد الصوم، فشرب حذيفة وأخذ بيده فدفع إلى المسجد حين أقيمت الصلاة.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 10) عن الفضل بن دُكين ثنا الوليد بن جُميع ثنا أبو الطفيل به.
وإسناده حسن، وأبو الطفيل هو عامر بن واثلة الليثي.
4 -
إبراهيم التيمي عن أبيه.
أخرجه الطبري (2/ 173)
1826 -
"تسموا بأسماء الأنبياء، وأحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي والمصنف في "الأدب المفرد" من حديث أبي وهب الجُشَمي - بضم الجيم وفتح المعجمة - رفعه: فذكره" (2)
(1) ومن طريقه أخرجه الجورقاني (498)
(2)
13/ 198 (كتاب الأدب - باب من سمى بأسماء الأنبياء)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اربطوا الخيل وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار".
1827 -
"تسوكوا"
قال الحافظ: فعند ابن ماجه من حديث أبي أمامة مرفوعا: فذكره، ولأحمد نحوه من حديث العباس، وفي "الموطأ" في أثناء حديث "عليكم بالسواك" ولا يثبت منها شيء" (1)
ذكر الحافظ أنّ هذه الأحاديث استدل بها من قال بوجوب السواك وذلك لورود الأمر بها.
وقد روي الأمر بالسواك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي أمامة ومن حديث العباس بن عبد المطلب ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن الزبير ومن حديث علي ومن حديث عبد الله بن عمرو بن حلحلة ورافع بن خَديج معا ومن حديث عائشة
فأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن ماجه (289)
عن محمد بن شعيب بن شابور
والطبراني في "الكبير"(7876)
عن الوليد بن مسلم
كلاهما عن عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
…
"
قال الحافظ: وفيه عثمان بن أبي العاتكة وهو متروك" التلخيص 1/ 60 - 61
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 43
قلت: وهو كما قال لضعف علي بن يزيد الألهاني، وأما عثمان بن أبي العاتكة فهو مختلف فيه، ولم أر أحدا تركه بل قال الحافظ في "التقريب": صدوق ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني.
والحمل في روايته على علي بن يزيد لا عليه.
وسيأتي الكلام على هذا الحديث أيضا في حرف السين عند حديث "السواك مطهرة للفم
…
"
(1) 3/ 26 (كتاب الجمعة - باب السواك يوم الجمعة)
وأما حديث العباس فيرويه منصور بن المعتمر وسفيان الثوري عن أبي علي الصيقل واختلف عنهما:
فأما حديث منصور بن المعتمر فأخرجه البزار (1302)
عن سليمان بن كران الطفاوي البصري
وأبو يعلى (6710) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(245)
عن سُريج بن يونس البغدادي
قالا: ثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبّار ثنا منصور بن المعتمر عن أبي علي الصيقل عن جعفر بن تمام عن أبيه عن جده العباس قال: كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستاكون، فقال: تدخلون عليّ قُلْحا ولا تستاكون؟ استاكوا. لولا أنْ أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء"
واختلف فيه على عمر بن عبد الرحمن:
• فرواه محمد بن محبوب البصري عنه فجعله عن ابن عباس.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 157) ومن طريقه البيهقي (1/ 36)
• ورواه إسحاق بن إدريس البصري عن عمر بن عبد الرحمن فلم يذكر أبا علي الصيقل.
أخرجه الحاكم (1/ 146)
واختلف فيه على منصور بن المعتمر أيضاً:
فقيل: عنه عن أبي علي الصيقل عن جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1302)
عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(244) والطبراني (1303) وابن السكن في "الصحابة"(الوهم والإيهام 5/ 121 و 122) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1290)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
وابن قانع في "الصحابة"(1/ 113 - 114) وابن السكن في "الصحابة"(الوهم والإيهام 5/ 121)
عن الفضيل بن عياض
ثلاثتهم عن منصور به.
- وأما حديث سفيان:
• فرواه إسماعيل بن عمر أبو المنذر الواسطي عن سفيان عن أبي علي الصيقل ثني جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه به.
أخرجه أحمد (1/ 214) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 253)
وتابعه أبو قتيبة سَلْم بن قتيبة الشَّعيري ثنا سفيان به.
أخرجه النسائي في "الإغراب"(171)
• ورواه معاوية بن هشام القصّار عن سفيان عن أبي علي الصيقل عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن أبيه.
أخرجه أحمد (3/ 442) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1289) وابن الأثير (1/ 254)
• ورواه قَبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان عن أبي علي الصيقل عن جعفر بياع الأنماط عن جعفر بن قثم بن العباس أو ابن تمام بن العباس عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1301) وعنه أبو نعيم في "المعرفة"(1289)
ومدار هذه الأسانيد على أبي علي الصيقل قال ابن السكن وغيره: مجهول. الميزان 4/ 554 - المجمع 1/ 221 و 2/ 98
وقال الذهبي: لا يعرف حاله. الميزان 2/ 221
وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال ولا اسم، وقد رد ابن السكن الحديث من أجله، وقال: إنّه مجهول، وقال: إنه حديث مضطرب فيه نظر" الوهم والإيهام 5/ 121
وأما حديث ابن عباس - وهو الحديث الذي أشار إليه الحافظ - فأخرجه ابن ماجه (1098) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد بن السَّبَّاق عن ابن عباس رفعه "إنّ هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإنْ كان طيب فليس منه، وعليكم بالسواك"
وصالح بن أبي الأخضر ضعيف.
وخالفه مالك (1/ 65) فرواه عن الزهري عن ابن السباق مرسلا.
وهذا أصح.
وقد تقدم الكلام على حديث ابن عباس هذا في حرف الهمزة بأطول مما هنا فانظر حديث "إنّ هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين"
وأما حديث ابن الزبير فأخرجه البزار (2233) من طريق أبى عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن سنان أبي حبيب عن رجل عن ابن الزبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالسواك"
وقال: لا نعلمه يُروى عن ابن الزبير إلا من هذا الوجه"
ورواه سليمان بن قَرم البصري عن أبي حبيب عن رجل من أهل الحجاز عن ابن الزبير مرفوعا بلفظ "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".
أخرجه ابن أبي شيبة (1771)
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
وأما حديث علي فأخرجه البيهقي (1/ 38) من طريق عمرو بن عون الواسطي ثنا خالد بن عبد الله عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ قال: أُمرنا بالسواك، وقال: إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك"
وأخرجه البزار (كشف 496) من طريق فضيل بن سليمان عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي أنّه أَمر بالسواك، وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ العبد إذا تسوك ثم قام يصلي" فذكر نحوه.
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 99
قلت: فضيل بن سليمان هو النميري قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي وأبو حاتم: ليس بالقوي.
وخالفه خالد بن عبد الله الواسطي فلم يرفعه.
وكذا رواه الأعمش عن سعد بن عبيدة فلم يرفعه، ولم يذكر الأمر بالسواك.
أخرجه ابن أبي شيبة (1775) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش به.
ورواته ثقات.
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن حلحلة ورافع بن خديج معا فأخرجه أبو نعيم في "كتاب السواك" كما في "الجامع الصغير" ولفظه "السواك واجب
…
"
قال الحافظ: وإسناده واهي" التلخيص 1/ 68
وأما حديث عائشة فأخرجه البزار (كشف 499) من طريق السري بن إسماعيل الكوفي عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواك وقال: "نعم الشيء هو"
قال الهيثمي: وفيه السري بن إسماعيل وهو ضعيف" المجمع 2/ 99
1828 -
عن ابن عباس قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله نبيه على ذلك فبات عليّ على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم يعني ينتظرونه حتى يقوم فيفعلون به ما اتفقوا عليه، فلما أصبحوا ورأوا عليّا ردّ الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال.
قال الحافظ: وذكر أحمد من حديث ابن عباس بإسناد حسن في قوله تعالى - وإذ يمكر بك الذين كفروا الآية، قال: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: وروى أحمد والطبراني من حديث ابن عباس قال: تشاورت قريش فقال بعضهم: إذا أصبح محمد فأثبتوه بالوثاق، الحديث" (2)
أخرجه أحمد (1/ 348) عن عبد الرزاق ثنا مَعْمَر أني عثمان الجزري أنّ مِقْسَما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] قال: فذكره.
قال ابن كثير: وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار (3) " البداية والنهاية 3/ 181
(1) 8/ 237 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
9/ 377 (كتاب التفسير: سورة الأنفال - قوله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1])
(3)
وقال البوصيري: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر وأحمد بن حنبل بإسناد حسن" مختصر الإتحاف 8/ 376
قلت: ولم ينفرد أحمد به بل تابعه:
1 -
إسحاق بن راهوية.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(9/ 228)
2 -
علي بن المديني.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12155)
3 -
محفوظ بن الفضل بن أبي توبة.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(13/ 191 - 192)
4 -
محمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده"(إتحاف الخيرة 7686)
واختلف فيه على عبد الرزاق، فرواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق (المصنف 5/ 389) فلم يذكر ابن عباس.
وتابعه سلمة بن شبيب النيسابوري عن عبد الرزاق (التفسير 2/ 258) به.
وإسناده ضعيف، عثمان الجزري ترجمه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 258) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وقال ابن أبي حاتم: عثمان الجزري ويقال له: عثمان المشاهد روى عن مقسم، وروى عنه معمر والنعمان بن راشد، سئل عنه أحمد فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنّه ذهب كتابه، وسألت أبي عنه فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان" الجرح والتعديل 3/ 1/ 174
ولم يذكره الحسيني في: "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" مع أنّه من شرطهما. واختلف في هذا الحديث على معمر، فرواه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر فلم يذكر عثمان الجزري ولا ابن عباس. أخرجه الطبري (9/ 228) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور به.
1829 -
"تشويه النار فتقلص شفته العليا وتسترخي السفلى"
قال الحافظ: أخرجه الحاكم وصححه من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: فذكره" (1)
(1) 10/ 61 (كتاب التفسير: سورة المؤمنون)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم 292) وفي "المسند"(126) عن أبي شجاع سعيد بن يزيد الحميري عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104] قال "تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سُرّته"
وأخرجه أحمد (3/ 88) وابنه في "زيادات الزهد"(1/ 53) والترمذي (2587 و 3176) وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(109) وأبو يعلى (1367) والحاكم (2/ 246 و 395) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 182) وابن بشران (1474) والبيهقي في "البعث"(507) والواحدي في "الوسيط"(3/ 298) والبغوي في "شرح السنة"(4416) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(611) من طرق عن ابن المبارك به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"
وقال أبو نعيم: تفرد به أبو شجاع عن أبي السمح"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد"
وقال أيضاً: هذا حديث صحيح من إسناد المصريين ولم يخرجاه، سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقال: هذا إسناد صحيح"
قلت: دَرَّاج أبو السمح مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين كما تقدم، وضعفها أحمد وأبو داود.
وأبو شجاع وأبو الهيثم سليمان بن عمرو ثقتان.
1830 -
"تصافحوا يذهب الغِل"
قال الحافظ: وفي مرسل عطاء الخراساني في "الموطأ": فذكره، ولم نقف عليه موصولا، واقتصر ابن عبد البر على شواهده من حديث البراء وغيره" (1)
أخرجه مالك (2/ 908) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني رفعه "تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء"
ورواه ابن وهب في "الجامع"(247) عن مالك به.
(1) 13/ 294 (كتاب الاستئذان - باب المصافحة)
وهذا معضل لأنّ عطاء الخراساني لم يسمع من أحد من الصحابة.
قال المنذري: رواه مالك هكذا معضلا وقد أسند من طرق فيها مقال" الترغيب 3/ 434
وقال السخاوي: وهو حديث جيد وقد بينت ذلك مع ما وقفت عليه من معناه في تكملة شرح الترمذي" المقاصد ص 166
وقال ابن البارد: حديث مالك جيد" فيض القدير 3/ 247
وقال ابن عبد البر: وهذا يتصل من وجوه شتى حسان كلها.
ثم ذكر عدة أحاديث في المصافحة لكن ليس فيها أنّ المصافحة تُذهب الغل. التمهيد 21/ 12
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمر بن عبد العزيز مرسلا
فأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي (4/ 68) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 288) وابن عدي (6/ 2211) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2484) من طريق محمد بن أبي الزعيزعة عن نافع عن ابن عمر رفعه "تصافحوا فإنّ المصافحة تذهب بالشحناء (1)، وتهادوا فإنّ الهدية تذهب بالغل"
قال ابن عدي: ابن أبي الزعيزعة عامة ما يرويه عن من رواه ما لا يتابع عليه"
وقال ابن حبان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير حتى إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به"
وقال العقيلي: قال البخاري: محمد بن أبي الزعيزعة منكر الحديث ا. هـ والكلام يُروى بغير هذا الإسناد وخلاف هذا اللفظ من طريق أصلح من هذا"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عساكر
ولفظه "تهادوا تحابوا وتصافحوا يذهب الغل عنكم"
وفي إسناده بشر الأنصاري وهو ممن يضع الحديث كما قال ابن حبان والعقيلي وابن عدي (الإرواء 6/ 46 - 47)
(1) وفي لفظ "السخيمة"
وأما حديث عمر بن عبد العزيز فأخرجه ابن وهب في "الجامع"(246) عن أسامة بن زيد الليثي ثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه رفعه "تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تذهب الشحناء"
وهو مرسل، وأسامة بن زيد مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو مسهر.
1831 -
"تصدق امرؤ من ديناره، من درهمه، من صاع تمره"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه مسلم (1017) عن جرير.
1832 -
"تصدقن ولو بِظِلْفِ مُحْرَقِ"
سكت عليه الحافظ (2).
سيأتي بعد حديثين.
1833 -
حديث أبي سعيد: أصيب رجل في ثمار ابتاعها فكثر دَينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "تصدقوا عليه" فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال "خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1556) وأصحاب السنن" (3)
1834 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا" فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، عندي أربعة آلاف، ألفين أقرضهما ربي، وألفين أمسكهما لعيالي، فقال "بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت" قال: وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر، الحديث.
قال الحافظ: وروى البزار من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال البزار: لم يسنده إلا طالوت بن عباد عن أبي عَوَانة عن عمر، قال: وحدثناه أبو
(1) 2/ 21 (كتاب الصلاة - باب الصلاة في القميص)
(2)
15/ 89 (كتاب الحدود - باب لعن السارق إذا لم يسم)
(3)
5/ 303 (كتاب البيوع - باب إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها)
كامل عن أبي عوانة فلم يذكر أبا هريرة فيه، وكذلك أخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد عن أبي عوانة، وأخرجه ابن أبي حاتم والطبري وابن مردويه من طرق أخرى عن أبي عوانة مرسلا" (1)
مرسل
أخرجه البزار (كشف 2216) عن طالوت بن عباد الصيرفي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "تصدقوا فإني أريد أنْ أبعث بعثا" قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، عندي أربعة آلاف، ألفان أقرضهما ربي، وألفان لعيالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بارك الله لك فيما أعطيت، وبارك لك فيما أمسكت" وثاب رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر، فقال: يا رسول الله، إني أصبت صاعين من تمر، صاع لربي وصاع لعيالي، قال: فلمزه المنافقون وقالوا: ما أعطى الذي أعطى ابن عوف إلا رياءً، وقالوا: ألم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا، فأنزل الله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] إلى آخر الآية.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولم نسمع أحداً أسنده من حديث عمر بن أبي سلمة إلا طالوت"
قلت: وهو صدوق كما قال صالح جزرة وغيره، لكن خالفه غير واحد رووه عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه مرسلاً، منهم:
1 -
أبو كامل فضيل بن حسين الجَحْدري.
أخرجه البزار (كشف 3/ 51)
2 -
الحجاج بن المنهال الأنماطي.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 195 - 196)
3 -
أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10508)
4 -
يونس بن محمد المؤدب.
أخرجه عبد بن حميد كما قال الحافظ.
(1) 9/ 401 (كتاب التفسير - سورة التوبة - باب قوله: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79])
5 -
مسدد بن مسرهد.
أخرجه البرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف"(21) وابن أبي حاتم (10508) وهذا أصح.
وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وأبو عوانة الوَضَّاح بن عبد الله وأبو سلمة بن عبد الرحمن ثقتان مشهوران.
1835 -
"تصدقوا ولو بِظِلْفٍ مُخرَقِ، ولو بِفِرْسِن شاة"
سكت عليه الحافظ (1).
هما حديثان: الأول: في الصدقة ترويه أم بُجَيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: في الهبة يرويه أبو هريرة وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأما حديث أم بجيد فأخرجه ابن سعد (8/ 459) وأحمد (6/ 382 و 382 - 383) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 262) وأبو داود (1667) والترمذي (665) والنسائي (5/ 64) وفي "الكبرى"(2355) وابن خزيمة (2473) والطحاوي في "المشكل"(4585) وابن حبان (3373) والحاكم (1/ 417) وأبو نعيم في "الصحابة"(7579) والبيهقي (4/ 177) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 299 - 300) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 717) والبغوي في "شرح السنة"(1672)
عن الليث بن سعد
والطيالسي (ص 231) وأحمد (6/ 382) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3386) والطبراني في "الكبير"(24/ 221) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 72) وفي "الصحابة"(7580 و 7886) وابن عبد البر (4/ 299)
عن ابن أبي ذئب
وابن سعد (8/ 459 - 460) وأحمد (6/ 383) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/262) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 72)
عن محمد بن إسحاق المدني
(1) 11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)
ثلاثتهم عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن عبد الرحمن بن بُجَيْد (1) أخي بني حارثة أنّ جدته حدثته وهي أم بُجَيْد - وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا رسول الله، إنّ المسكين ليأتي على بابي فما أجد شيئا أعطيه إياه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لم تجدي شيئا تعطينه إياه إلا ظِلْفاَ مُحْرَقاً فادفعيه إليه في يده"
واللفظ لحديث الليث.
قال الترمذي: حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: وهو كما قالا.
ولم ينفرد المقبري به بل تابعه منصور بن حَيَّان الأسدي عن ابن بجيد عن جدته قالت: قلت: يا رسول الله، السائل يأتيني وليس عندي ما أعطيه؟ قال "لا تردي سائلك ولو بظلف"
أخرجه ابن خزيمة (2472) عن عبد الله بن سعيد الأشج وهارون بن إسحاق الهمداني قال: ثنا أبو خالد الأحمر (2) ثنا منصور بن حيان به.
وقال: ابن بجيد هذا هو عبد الرحمن بن بجيد بن قبطي"
ورواه ابن أبي شيبة (3/ 111) عن أبي خالد الأحمر فقال فيه: عن ابن بجاد عن جدته.
ورواه ابن أبي عاصم (3388) عن ابن أبي شيبة به.
ورواه الطبراني (24/ 221) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
- ورواه سفيان الثوري عن منصور بن حيان واختلف عنه في شيخ منصور:
• فقال عبد الرزاق: ثنا الثوري عن منصور عن ابن بجيد عن جدته.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 221)
• وقال وكيع: ثنا سفيان عن منصور عن ابن بجاد عن جدته مرفوعا "ردوا السائل ولو بظلف شاة محترق أو مُحْرَق"
أخرجه أحمد (4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 383)
(1) ووقع عند الطيالسي "ابن بجادة"
(2)
رواه يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبي خالد الأحمر فزاد في إسناده: عن عائشة.
أخرجه عبد بن حميد (1527)
والحماني ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: سكتوا عنه، وقال النسائي: ليس بثقة.
وتابعه خلاد بن يحيى السلمي ثنا سفيان به.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 262)
- ورواه زيد بن أسلم واختلف عنه:
• فقال مالك (2/ 923): عن زيد بن أسلم عن ابن بجيد الأنصاري ثم الحارثي عن جدته مرفوعا "ردوا المسكين ولو بظلف مُحْرَق"
أخرجه أحمد (6/ 435) وابن أبي عاصم (3387) والنسائي (5/ 61) وفي "الكبرى"(2346) والطحاوي (4584) وابن حبان (3374) والطبراني (24/ 219 - 220) وأبوالفضل الزهري في "حديثه"(671) وأبونعيم في "الصحابة"(7577) والبيهقي في "الشعب"(3127) والبغوي في "شرح السنة"(1673) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 73) من طرق عن مالك به.
قال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة رواة الموطأ عن مالك" التمهيد 4/ 298
قلت: رواه يحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن مالك فقال فيه: عن محمد بن بجيد الأنصاري الحارثي عن جدته حواء.
أخرجه البيهقي (4/ 177) وفي "الشعب"(3127)
• وقال روح بن القاسم البصري: ثنا زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته مرفوعا "لا تردوا السائل ولو بظلف محرق"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(720) عن أحمد بن علي الأبار ثنا أمية بن بِسْطَام عن يزيد بن زُرَيع عن روح بن القاسم به.
وأخرجه في "الكبير"(24/ 220) بهذا الإسناد إلا أنّه قال فيه: عن ابن بجيد الأنصاري عن جدته.
وأخرجه الحاكم في: "علوم الحديث"(ص 225) من طريق محمد بن إبراهيم العبدي عن أمية بن بسطام فقال فيه: عن عبد الله بن بجيد عن جدته.
وهكذا رواه الهَيَّاج بن بسطام عن روح بن القاسم فقال فيه: عن عبد الله بن بجيد (1) عن جدته أم بجيد.
(1) ومن هذا الطريق أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(1/ 190 - 191) ووقع عنده: عن ابن بجيد الأنصاري.
أخرجه الحاكم أيضا (ص 226)
• وقال مَعْمَر بن راشد: عن زيد بن أسلم عن رجل من الأنصار عن أمه مرفوعا به.
أخرجه عبد الرزاق (20019)
• وقال غير واحد: عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ الأنصاري عن جدته حواء مرفوعا به، منهم:
1 -
زهير بن محمد التميمي.
أخرجه أحمد (6/ 435) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا زهير بن محمد به.
وأخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(411) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا زهير بن محمد به.
وزهير بن محمد صدوق فيما يرويه أهل العراق عنه، وهذا منه فإنّ أبا عامر العقدي وابن مهدي بصريان.
2 -
حفص بن ميسرة الصنعاني.
أخرجه سعيد بن منصور في "السنن"(الإصابة 12/ 206) عن حفص بن ميسرة به.
وأخرجه ابن سعد (8/ 460) وابن أبي خيثمة (الإصابة 12/ 206) عن سعيد بن منصور به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 220) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا سعيد بن منصور به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3128) من طريق خلف بن عمرو العكبري ثنا سعيد بن منصور به.
وأخرجه حمزة الكناني في "جزء البطاقة"(10) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 32 - 33) من طريق زهير بن عباد الرؤاسي ثنا حفص بن ميسرة به.
وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد"
وحفص بن ميسرة وثقه ابن معين وغيره، واحتج الشيخان بروايته عن زيد بن أسلم.
3 -
هشام بن سعد المدني.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3381) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 423)
عن إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق
والطبراني في "الكبير"(24/ 220)
عن أبي همام محمد بن مُحَبّب الدلال
كلاهما عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عمرو بن معاذ عن جدته ولم يسمها به.
وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه ولا بأس به في المتابعات.
وعمرو بن معاذ ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان ولم يذكروا عنه راويا إلا زيد بن أسلم فهو مجهول.
وأما الحديث الثاني فيرويه أبو هريرة وعائشة وحواء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري (فتح 11/ 124 - 125) من طريق المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "يا نساء المسلمات، لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فِرْسِنَ شاة"
وأما حديث عائشة فسيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا نساء المؤمنين تهادوا ولو بفرسن شاة
…
"
وأما حديث حواء فيرويه زيد بن أسلم واختلف عنه:
- فقال مالك (2/ 931 و996): عن زيد بن أسلم عن عمرو بن سعد بن معاذ الأشهلي الأنصاري عن جدته مرفوعا "يا نساء المؤمنات لا تحقرنّ إحداكنّ أنّ تُهدي لجارتها، ولو كُرَاع شاة مُحْرَقا"
وأخرجه إسحاق (2218) وأحمد (4/ 64 و5/ 377 و 6/ 434) والبخاري في "الأدب المفرد"(122) والدارمي (1679) وابن أبي عاصم (3390) والطبراني في "الكبير"(24/ 220 - 221) ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي"(16) وأبو نعيم في "الصحابة"(7578) وابن الجوزي في "البر والصلة"(285) وابن بشكوال في "الغوامض"(410) من طرق عن مالك به.
ووقع عند الدارمي وأبي نعيم: عن جدته يقال لها: حواء.
- وقال روح بن القاسم التميمي البصري: عن زيد بن أسلم عن معاذ بن أبي حواء التيمي عن جدته حواء.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 221 - 222) و"الأوسط"(719)
1836 -
"تطلع الشمس بين قَرْني شيطان"
قال الحافظ: وروى أحمد بإسناد حسن عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة ولم نكن نطوف بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (3/ 348) عن موسى بن داود الضبي و (3/ 393) عن حسن بن موسى الأشيب
قالا: ثنا ابن لَهيعة ثنا أبو الزبير قال: سألت جابرا عن الطواف بالكعبة فقال: فذكره.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وللمرفوع منه شاهد عن جماعة من الصحابة منهم: عمرو بن عَبْسة والصُّنَابحي وأبي هريرة وأبي بشير الأنصاري وابن عمر وزيد بن ثابت وصفوان بن المعطل ويعلي بن أمية وهلب أبي قبيصة وابن مسعود وابن عباس وسَمُرة بن جُندب وعائشة وبلال وأنس وعبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده وأبي أمامة
فأما حديث عمرو بن عبسة فله عنه طرق:
الأول: يرويه أبو أمامة الباهلي عنه قال: فذكر حديثا وفيه أنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الصلاة؟ فقال له "صلِّ صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان
…
"
أخرجه ابن سعد (4/ 215 - 217) وأحمد (4/ 111 و 112 - 113) ومسلم (832) وأبو داود (1277) والنسائي (1/ 224 - 225) وفي "الكبرى"(1544) وابن خزيمة (165) وابن المنذر في "الأوسط"(1832) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 152) وفي "المشكل"(3971) والطبراني في "مسند الشاميين"(1969) والبيهقي (2/ 454 - 455 و455) وفي "الصغرى"(925) وفي "الخلافيات"(279 و 280) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 12 - 14و 14 - 15 و 51 - 56 و 22 - 23) والبغوي في "شرح السنة"(777) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1950)
الثاني: يرويه يعلي بن عطاء الطائفي عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هل من ساعة أحبّ إلى الله من
(1) 4/ 234 (كتاب الحج - باب الطواف بعد الصبح والعصر)
أخرى؟ قال "نعم، جوف الليل الأوسط فصلّ ما بدا لك حتى يطلع الصبح، ثم انته حتى تطلع الشمس، وما دامت كأنها حَجَفَةٌ حتى تُبشبش، ثم صلّ ما بدا لك حتى يقوم العمود على ظله، ثم انته حتى تزيغ الشمس فإنّ جهنم تسجر نصف النهار، ثم صل ما بدا لك حتى تصلي العصر، ثم انته حتى تغرب الشمس، فإنّها تغرب بين قرني الشيطان وتطلع بين قرني الشيطان"
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 351) وفي "المسند"(755) وأحمد (4/ 113 - 114) وابن ماجه (1251 و 1364) والنسائي (2/ 228) وفي "الكبرى"(1560) والطبراني في "الدعاء"(132) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 24 - 25)
عن شعبة
وأحمد (4/ 111 - 112) والطبرانى في الدعاء (131) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 24 - 25)
عن حماد بن سلمة
كلاهما عن يعلي بن عطاء به.
وإسناده ضعيف، يزيد بن طلق لم يَرو عنه غير يعلي بن عطاء فهو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وابن البيلماني لينه أبو حاتم وضعفه الدارقطني وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأنكر صالح جزرة سماعه من غير سُرَّق.
الثالث (1): يرويه يحيى بن أبي كثير ثني أبو قِلابة أنّ أبا إدريس الخولاني أخبره أنّ
(1) وله طريق رابعة عند الطبراني في "مسند الشاميين"(1847) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثنا لقمان بن عامر عن سويد بن جبلة عن عمرو بن عبسة قال: فذكر الحديث بطوله.
وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، وعمرو بن الحارث هو الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة، وعبد الله بن سالم ومحمد بن الوليد الزبيدي ثقتان، ولقمان بن عامر وثقه العجلي وابن حبان، وسويد بن جبلة وثقه ابن حبان.
وله طريق خامسة عند ابن أبي شيبة في "مسنده"(757) وغيره سيأتي الكلام عليها في حرف الميم عند حديث "من عقر جواده وأهريق دمه"
عمرو بن عبسة أخبره: فذكر الحديث وفيه "ثم اقصر حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع في قرن الشيطان
…
"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6960) عن محمد بن علي المروزي ثنا خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة ثني أبي عن جدي ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير به.
وقال: لم يروه عن يحيى بن أبي كثير إلا ابن المبارك، تفرد به عثمان بن جبلة"
وأما حديث الصنابحي فأخرجه مالك (1/ 219) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي مرفوعا "إنّ الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان، فإذا ارتفعت فارقها، ثم إذا استوت قارنها، فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها" ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في تلك الساعات.
وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 130) وفي "الرسالة"(874) وفي "اختلاف الحديث"(ص 125 - 126) عن مالك به.
وأخرجه البيهقي (2/ 454) وفي "المعرفة"(5148) من طريق الشافعي به.
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 221) والنسائي (1/ 221) وفي "الكبرى"(1542) وأبو يعلى (1451) والطحاوي في "المشكل"(3974) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 73 - 74) وأبو نعيم في "الصحابة"(4227) والبيهقي (2/ 454) والخطيب في "الفقيه"(1/ 107) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(776) وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 281) من طرق عن مالك به.
قال ابن عبد البر: هكذا قال يحيى (ابن يحيى الليثي) في هذا الحديث، عن مالك عن عبد الله الصنابحي، وتابعه القعنبي وجمهور الرواة عن مالك، وقالت طائفة، منهم مطرف، وإسحاق بن عيسى الطباع، فيه: عن مالك عن زيد عن عطاء عن أبي عبد الله الصنابحي" التمهيد 4/ 1 - 2
قلت: لم ينفرد مالك به على الوجه الأول بل تابعه غير واحد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي به، منهم:
1 -
زهير بن محمد التميمي.
أخرجه أحمد (4/ 349) عن رَوح بن عبادة البصري
والدارقطني في: "غرائب مالك" كما في "الإصابة"(6/ 248) والتهذيب (6/ 91 - 92) عن إسماعيل بن أبي الحارث عن روح بن عبادة
والطحاوي في "المشكل"(3975) عن علي بن شيبة السدوسي عن روح بن عبادة
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1694) عن زياد بن أيوب البغدادي ثنا روح بن عبادة
وابن مندة كما في "الإصابة"(6/ 248)
عن إسماعيل الصائغ
كلاهما عن مالك وزهير بن محمد قالا: ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: سمعت عبد الله الصنابحي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الشمس تطلع بين قرني شيطان، فإذا طلعت قارنها، فإذا ارتفعت فارقها، ويقارنها حين تستوي فإذا زالت فارقها، فصلوا غير هذه الساعات الثلاث"
وهذا إسناد صحيح، وزهير بن محمد إنما تكلم في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فهي مستقيمة كما صرح بذلك أحمد وغيره، وهذا الحديث من رواية أهل العراق عنه، وفيه تصريح عبد الله الصنابحي بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على صحبته.
والحديث اختلف فيه على روح بن عبادة، فرواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "التهذيب" (6/ 92) عن روح بن عبادة بإسناده هذا وقال: عن أبي عبد الله فالله أعلم.
2 -
أبو غسان محمد بن مطرف المدني.
أخرجه ابن مندة كما في "الإصابة"(6/ 248)
3 -
حفص بن ميسرة العقيلي.
أخرجه ابن سعد (7/ 426) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1693) عن سويد بن سعيد الهروي عنه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: سمعت عبد الله الصنابحي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
وأخرجه ابن السكن في "الصحابة"(الوهم والإيهام 2/ 615) عن عبد الله (1) بن محمد ثنا سويد بن سعيد به.
وسويد بن سعيد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
(1) هو أبو القاسم البغوي فيما أظن.
وهكذا رواه مالك ومن تابعه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وخالفهم مَعْمر فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد الله الصنابحي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فجعله عن أبي عبد الله الصنابحي.
أخرجه عبد الرزاق (3950) وأحمد (4/ 348 و 349) وابن ماجه (1253)
قال البوصيري: هذا إسناد مرسل ورجاله ثقات، أبو عبد الله الصنابحي هو عبد الرحمن بن عسيلة وهو تابعي" المصباح 1/ 149
قلت: قد اختلف في الصنابحي هذا، فقالت طائفة: هو عبد الرحمن بن عُسَيْلة أبو عبد الله الصنابحي.
وممن قال بهذا القول:
1 -
البخاري.
فقد نقل الترمذي عنه أنّه قال: وهم مالك بن أنس فيه وقال: عبد الله الصنابحي، وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن عسيلة، ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث مرسل" علل الترمذي 1/ 78 - 79
2 -
ابن عبد البر.
قال في "الاستيعاب"(7/ 57): عن أبي عبد الله الصنابحي هو الصواب إنْ شاء الله تعالى، أبو عبد الله الصنابحي من كبار التابعين واسمه عبد الرحمن بن عسيلة، ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله الصنابحي غير معروف في الصحابة وقد اختلف ابن معين فيه فمرة قال: حديثه مرسل، ومرة قال: عبد الله الصنابحي الذي يروي عنه المدنيون يشبه أنْ يكون له صحبة. والصواب عندي أنّه أبو عبد الله لا عبد الله"
وقال في "التمهيد"(4/ 2 - 4): وممن قال عن أبي عبد الله الصنابحي مَعْمَر وهشام بن سعد والدراوردي ومحمد بن مطرف أبو غسان وغيرهم، وما أظنّ هذا الاضطراب جاء إلا من زيد بن أسلم، والصواب عندهم قول من قال فيه: أبو عبد الله وهو عبد الرحمن بن عسيلة تابعى ثقة ليست له صحبة.
ولما ذكر رواية زهير بن محمد قال: وهذا خطأ عند أهل العلم والصنابحي لم
يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وزهير بن محمد لا يحتج به إذا خالفه غيره وقد صحف فجعل كنيته اسمه وكذلك فعل كل من قال فيه عبد الله لأنّه أبو عبد الله.
والصواب ما قاله مالك فيه في رواية مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع ومن رواه كروايتهما عن مالك في قولهم في عبد الله الصنابحي أنّ كنيته أبو عبد الله واسمه عبد الرحمن.
ثم بعد أنْ ذكر قولي ابن معين اللذين تقدما قال: صدق ابن معين ليس في الصحابة أحد يقال له عبد الله الصنابحي وإنما في الصحابة الصنابح الأحمسي وهو الصنابح بن الأعسر كوفي روى عنه قيس بن أبي حازم أحاديث منها حديثه في الحوض، ولا في التابعين أيضا أحد يقال له عبد الله الصنابحي فهذا أصح قول من قال إنه أبو عبد الله لأنّ أبا عبد الله الصنابحي مشهور في التابعين كبير من كبرائهم واسمه عبد الرحمن بن عسيلة وهو جليل كان عبادة بن الصامت كثير الثناء عليه"
وقالت طائفة: هو عبد الله الصنابحي، واختلفوا في صحبته، فقالت طائفة منهم: له صحبة.
وممن قال بذلك:
1 -
الحاكم. المستدرك 1/ 130 (1)
2 -
ابن معين. تاريخ العباس الدوري 2/ 339
3 -
السراج البلقيني.
قال: إعلم أنّ جماعة من الأقدمين نسبوا الإمام مالكا إلى أنّه وقع له خلل في هذا الحديث باعتبار اعتقادهم أنّ الصنابحي في هذا الحديث هو عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله، وإنما صحب أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وليس الأمر كما زعموا، بل هذا صحابي غير عبد الرحمن بن عسيلة، وغير الصنابحي بن الأعسر الأحمسي، وقد بينت ذلك بيانا شافيا في تصنيف لطيف سميته "الطريقة الواضحة في تبيين الصنابحة"، فلينظر ما فيه فإنّه نفيس" حاشية الأم 1/ 130
4 -
ابن سعد.
ذكره فيمن نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر له هذا الحديث وفيه التصريح بسماع الصنابحي من النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) قال الذهبي في "تلخيص المستدرك" عند قول الحاكم: الصنابحي صحابي: كذا قال، قلت: لا.
5 -
الشيخ أحمد شاكر. الرسالة للإمام الشافعي ص 317 - 320
وقالت طائفة أخرى: ليست للصنابحي صحبة.
قال أبو حاتم: الصنابحي هم ثلاثة، فالذي يروي عنه عطاء بن يسار هو عبد الله الصنابحي ولم تصح صحبته" المراسيل ص 106 (1)
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو يعلى (6581) وابن خزيمة (1275) والطحاوي في "المشكل"(3973) وابن حبان (1550) والبيهقي (3/ 302 - 303) من طريق عبد الله بن وهب وهو في "الموطأ"(329) له عن عياض بن عبد الله القرشي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنّ رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أمِنْ ساعات الليل والنهار ساعة تأمرني أن لا أصلي فيها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان، ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار، فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس الحديث"
عياض بن عبد الله مختلف فيه والأكثر على تضعيفه لكنه لم ينفرد به بل تابعه الضحاك بن عثمان بن عبد الله المدني عن المقبري به.
أخرجه ابن ماجه (1252) وابن حبان (1542) وأبو نعيم في "الصحابة"(3817) والبيهقي (2/ 455) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عنه به.
قال البوصيري: هذا إسناد حسن" المصباح 1/ 148
قلت: اختلف فيه على الضحاك بن عثمان، فرواه حميد بن الأسود البصري عنه عن المقبري عن صفوان بن المعطل، فجعله عن صفوان لا عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (5/ 312) والطبراني في "الكبير"(7344) والحاكم (3/ 518) وأبو نعيم في "الصحابة"(3816)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وأما حديث أبي بشير الأنصاري فأخرجه أحمد وابنه (5/ 216) عن هارون بن معروف المروزي ثنا عبد الله أخبرني مخرمة عن أبيه عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو بشير الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي صلاة الضحى حين طلعت الشمس فعاب عليّ ذلك ونهاني ثم قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تصلوا حتى ترتفع الشمس فإنّها تطلع بين قرني الشيطان".
(1) انظر حديث "إني فرطكم على الحوض" في حرف الهمزة.
هكذا رواه أحمد وابنه عن هارون بن معروف، واختلف عليه في هذا الحديث في كنية صحابي الحديث، فرواه أبو يعلى (1572) عنه فقال فيه: عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري.
ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 317 - 318)
ورواه البزار (2304) عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن هارون بن معروف فقال فيه: عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو اليسر.
قال البزار: لا نعلمه عن أبي اليسر إلا من هذا الوجه، وسعيد لا نعلمه حدّث عنه إلا بكير"
وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات" المجمع 2/ 226
قلت: وهو كما قال، إلا أنّهم اختلفوا. في سماع مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج من أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6520) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السَّرْح المصري ثنا ابن وهب أخبرني مخرمة به، وسمى الصحابي أبو بشير.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بكير إلا ابنه مخرمة، تفرد به ابن وهب، ولا يُروى عن أبي بشير إلا بهذا الإسناد"
وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:
الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنّها تطلع بين قرني شيطان، فإذا طلع حاجب الشمس فلا تصلوا حتى تبرز، وإذا غاب حاجب الشمس فلا تصلوا حتى تغيب" أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 354) وأحمد (2/ 13) والبخاري (فتح 7/ 146) ومسلم (828) وابن خزيمة (1273) وابن المنذر في "الأوسط"(1086) والطبراني في "الكبير"(13259) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 115) والبيهقي (2/ 453)
الثاني: يرويه ابن جُريج عن نافع قال: قلت له: رأيت ابن عمر يصلي يوم النحر في أول النهار؟ قال: لا، ولا في غير يوم النحر حتى ترتفع الشمس، قال: وكان ابن عمر يقول: أما أنا فإني أصلي كما رأيت أصحابي يصلون، وأما أنا فلا أنهى أحداً أن يصلي ليلاً أو نهاراً لا يتحرى طلوع الشمس ولا غروبها، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وقال "إنّه يطلع قرن الشيطان مع طلوع الشمس، فلا يتحرى أحد طلوع الشمس ولا غروبها"
أخرجه عبد الرزاق (3968)
وإسناده صحيح.
الثالث: يرويه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار قال: رأيت ابن عمر طاف بعد صلاة الصبح (1)، ثم صلى ركعتين، ثم قال: إنما تكره الصلاة عند طلوع الشمس، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الشمس تطلع بين قرني شيطان".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(13648) و"الأوسط"(1232) ثنا أحمد بن محمد بن الجهم السمري ثنا عبدة بن عبد الله الصفار ثنا عوف بن محمد أبو غسان ثنا محمد بن مسلم به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو إلا محمد، تفرد به عوف"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 229
قلت: السمري ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد"(4/ 403) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والطائفي صدوق، والباقون كلهم ثقات.
الرابع: يرويه سيار أبو الحكم العَنَزي عن حفص بن عبيد الله أنّ عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب مات فأرادوا أنْ يخرجوه من الليل لكثرة الزحام، فقال ابن عمر: إنْ أخرتموه إلى أنْ تصبحوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشمس تطلع بقرن شيطان"
أخرجه أحمد (2/ 86) ثنا هشيم ثنا سيار به.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(40/ 332)
ولم ينفرد أحمد به بل تابعه سعيد بن منصور ثنا هشيم به.
أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(101) وابن عساكر (40/ 332)
ورجاله ثقات إلا أنّ أبا حاتم قال: لا يثبت لحفص بن عبيد الله بن أنس السماع إلا من جده أنس بن مالك.
وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه أحمد (5/ 190)
عن عفان بن مسلم الصفار البصري
والطحاوي في: "شرح المعاني"(1/ 151)
(1) فعل ابن عمر هذا مخالف لفعل جابر بن عبد الله، وفهمه للحديث مخالف لفهم جابر للحديث نفسه.
عن حَبّان بن هلال البصري
قالا: ثنا همام ثنا قتادة عن محمد بن سيرين عن زيد بن ثابت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يصلى إذا طلع قرن الشمس أو غاب قرنها، وقال: إنّها تطلع بين قرني شيطان أو من بين قرني شيطان"
ورجاله ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا.
وأما حديث صفوان بن المعطل فقد تقدم الكلام عليه.
وأما حديث يعلي بن أمية فأخرجه أحمد (4/ 223) عن أبي عاصم (1) الضحاك بن مخلد ثنا عبد الله بن أمية بن أبي عثمان القرشي ثنا محمد بن حيي بن يعلي بن أمية عن أبيه قال: رأيت يعلى يصلي قبل أنْ تطلع الشمس، فقال له رجل أو قيل له: أنت رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تصلي قبل أنْ تطلع الشمس، قال يعلى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الشمس تطلع بين قرني شيطان" قال له يعلى: فإنْ تطلع الشمس وأنت في أمر الله خير من أنْ تطلع وأنت لاه.
قال الهيثمي: وفيه حيي بن يعلى ولا يعرف" المجمع 2/ 226
وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر.
وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
وابنه محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا عبد الله بن أمية.
وأما حديث هلب أبي قبيصة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 167 - 168) عن عمر بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الله بن الوزير الطائفي ثنا محمد بن جابر عن سِماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سئل: هل من ساعة من الدهر تحبسنا عن الصلاة؟ فقال "لا إلا عند طلوع الشمس وعند سقوطها، فإنّها تطلع بين قرني شيطان وتغيب على قرني شيطان"
وأخرجه ابن قانع (3/ 200) من طريق محمد بن سليمان المصيصي ثنا محمد بن جابر به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر السُّحَيْمي، وقبيصة بن هلب لم يَرو عنه إلا
(1) رواه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري عن أبي عاصم فلم يذكر عن أبيه.
أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(790)
سماك بن حرب كما قال ابن المديني ومسلم، وقال ابن المديني والنسائي: مجهول، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات".
وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زِر عن ابن مسعود رفعه "إنّ الشمس تطلع بين قرني شيطان" قال: فكنا نُنهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، ونصف النهار.
أخرجه أبو يعلى (4977) عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم به.
هكذا رواه أبو يعلى عن ابن أبي شيبة فرفعه، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 353 - 354) بهذا الإسناد فأوقفه على ابن مسعود.
وهكذا رواه زائدة بن قدامة الكوفي عن عاصم عن زر عن ابن مسعود موقوفا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(9280)
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 228
وهو كما قال.
الثاني: يرويه سعيد المَقْبُري عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أنّه قال: فذكر حديثا وفيه "أما الليل إذا صلينا المغرب فالصلاة مقبولة مشهودة حتى نصلي صلاة الفجر، فاجتنب الصلاة حتى ترتفع الشمس وتبيض، فإنّ الشمس تطلع بين قرني الشيطان، فإذا ابيضت الشمس فإن صلاة محضورة مقبولة حتى ينتصف النهار وتعتدل الشمس كأنّها رمح منصوب ويقوم كل شيء في ظله، فتلك الساعة التي تستعر فيها جهنم، فإنّ شدة الحرّ من فيح جهنم، فإذا مالت الشمس فإن الصلاة مقبولة محضورة حتى تصفر الشمس، فإنها تغرب بين قرني الشيطان"
أخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 300) والهيثم بن كليب (901)
وإسناده منقطع، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود. قاله الترمذي (1).
وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 6 - 8) من طريق عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال: قلت لابن عباس: أرأيت
(1) وقال البوصيري: رواه إسحاق بسند رجاله ثقات إلا أنه منقطع" مختصر الإتحاف 2/ 313
وقال الحافظ: وهذا الإسناد صحيح إلا أنّ فيه انقطاعا، لأنّ عونا لم يدرك ابن مسعود"
ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمية بن أبي الصلت: آمن شعره وكفر قلبه؟ قال: هو حق فما أنكرتم من ذلك؟ قلت: أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلة
…
ليست بطالعة لهم في رسلها
حمراء يصبح لونها يتورد
…
إلا معذبة وإلا تجلد
فما بال الشمس تجلد؟ قال: والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك فيقولون لها: اطلعي اطلعي، فتقول: لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله، فيأتيها ملك عن الله تعالى يأمرها بالطلوع فتطلع لضياء بني آدم، فيأتيها شيطان يريد أنْ يصدها عن الطلوع، فتطلع بين قرنيه فيحرقه الله بحرها، وما غربت الشمس قط إلا خرّت لله ساجدة، فيأتيها شيطان فيريد أنْ يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها، وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما طلعت إلا بين قرني شيطان، ولا غربت إلا بين قرني شيطان"
وإسناده ضعيف جدا، أبو بكر الهذلي متروك الحديث، قاله النسائي وغيره.
وأما حديث سمرة بن جندب فله عنه طريقان:
الأول: يرويه شعبة أخبرني سِماك بن حرب قال: سمعت المهلب بن أبي صُفرة يقول: سمعت سمرة بن جندب يخطب يقول في خطبته: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة قبل طلوع الشمس فإنّها تطلع بين قرني الشيطان أو على قرني شيطان"
أخرجه الطيالسي (ص 121 - 122) عن شعبة به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 349) وفي "مسنده"(المطالب 307) عن الطيالسي به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6974) عن عبيد بن غنام الكوفي عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه البزار (كشف 612) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به.
وأخرجه أحمد (5/ 15 و 20) والروياني (849) وابن خزيمة (1274) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 152) والطبراني في "الكبير"(6973) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 9 - 10) من طرق عن شعبة به.
وإسناده حسن رواته ثقات غير سماك بن حرب وهو صدوق فيما يرويه عن غير عكرمة (1).
(1) والحديث ذكره البوصيري في "مختصر الإتحاف"(2/ 311) وقال: إسناده حسن"
الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن سمرة رفعه "لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع في قرني شيطان، وتغرب في قرني شيطان"
أخرجه البزار (كشف 611) وابن ماسي في "حديث الأنصاري"(72) والطبراني في "الكبير"(6946) وأبو نعيم في "الصحابة"(3580)
وقال البزار: أحاديث إسماعيل لا نعلم رواها عن الحسن غيره"
قلت: إسماعيل ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم وغيره.
وأما حديث عائشة فله عنها طرق:
الأول: يرويه سعيد بن سعيد قال: أخبرتني عَمرة عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاتين، عن صلاة بعد طلوع الفجر حتى تطلع الشمس وترتفع فإنّها تطلع بين قرني شيطان، وعن صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس فإنّها تغيب بين قرني شيطان"
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 348) ثنا أبو أسامة وابن نُمير عن سعيد بن سعيد به. وسعيد بن سعيد هو التّغْلِبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: لا أعرفه.
الثاني: يرويه ابن طاوس عن أبيه قال: قالت عائشة: أوهم عمر رضي الله عنه، إنما نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان"
أخرجه النسائي (1/ 223 - 224) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المُخَرَّمي ثنا الفضل بن عنبسة ثنا وهيب عن ابن طاوس به.
ورجاله ثقات إلا أنّ طاوسا لم يسمع من عائشة كما قال ابن معين وأبو داود.
الثالث: يرويه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة حين تطلع الشمس حتى ترتفع فيقول "إنها تطلع بقرن شيطان" وينهى عن الصلاة حين تقارب الغروب حتى تغرب.
أخرجه أبو يعلى (4844) واللفظ له عن كامل بن طلحة الجَحْدَري
وأحمد (6/ 74) عن موسى بن داود الضبي
قالا: ثنا ابن لَهيعة ثنا أبو الأسود به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأما حديث بلال فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 354)
عن سفيان
والطيالسي (منحة 1/ 76) وأحمد (6/ 12) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 215) وابن المنذر في "الأوسط"(1108) والهيثم بن كليب (977) والطبراني في "الكبير"(1070)
عن شعبة
كلاهما عن قيس بن مسلم الكوفي عن طارق بن شهاب عن بلال قال: لم يُنه عن الصلاة إلا عند غروب الشمس لأنّها تغرب في قرن الشيطان"
لفظ حديث سفيان، وأما شعبة فساقه بلفظ "لم ينه عن الصلاة إلا عند طلوع الشمس، فإنّها تطلع بين قرني الشيطان"
وإسناده صحيح رجاله ثقات.
وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 2/ 226
وأما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي 345)
عن محمد بن عبد الله بن نُمير
وابن المنذر في الأوسط (1089)
عن أبي بشير
قالا: ثنا رَوح ثنا أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس مرفوعا "لا صلا عند طلوع الشمس ولا عند غروبها فإنّها تطلع وتغرب على قرني شيطان، وصلوا بين ذلك ما شئتم"
وأخرجه البزار (كشف 613) عن محمد بن المثنى ثنا روح بن عبادة به بلفظ "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس"
وقال: لا نعلم رواه عن حفص إلا أسامة"
قلت: هو الليثي وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.
وأما حديث عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده فأخرجه ابن الأعرابي (ق 245/ ب) من طريق علي بن عاصم الواسطي ثنا عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس قال "إنها تطلع بين قرني شيطان" وعن الصلاة عند المغرب وقال "إنها تغرب بين قرني شيطان" وعن الصلاة نصف
النهار وقال "إنّ جهنم تسجر في تلك الساعة"
وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم، وعبد الحميد بن سلمة وأبوه وجده قال الدارقطني: لا يعرفون.
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 260) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 216) والروياني (1243) والطبراني في "الكبير"(8105 و 8106 و 8107) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 16) من طرق عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة (1) مرفوعا "لا تصلوا عند طلوع الشمس فإنّها تطلع بين قرني شيطان ويسجد لها كل كافر، ولا عند غروبها فإنّها تغرب بين قرني شيطان ويسجد لها كل كافر، ولا نصف النهار فإنّه عند سجر جهنم".
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وعبد الرحمن بن سابط قال ابن معين: لم يسمع من أبي أمامة.
1837 -
"تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قِبَل المغرب مثل التَّرْس، فما تزال ترتفع حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد: يا أيها الناس ثلاثا يقول في الثالثة: أتى أمر الله. قال: والذي نفسي بيده إنّ الرجلين لينشران الثوب بينهما فما يطويانه"
قال الحافظ: ووقع في حديث عقبة بن عامر عند الحاكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 325) والحاكم (4/ 539) من طريق يحيى بن آدم الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن محمد بن عبد الله مولى المغيرة بن شعبة عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن حُجَيرة عن عقبة بن عامر مرفوعا "تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من المغرب مثل الترس، فما تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد: يا أيها الناس فيقبل بعضهم على بعض: هل سمعتم؟ فمنهم من يقول: نعم، ثم ينادي الثانية: يا أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالذي نفسي بيده إن الرجلان لينشران الثوب فما يطويانه، وإنّ الرجل ليدر حوضه فما يسقي منه شيئا أبدا، وإنّ الرجل ليحلب ناقته فما يشربه أبداً"
(1) ووقع عند بعضهم: عن أبي أمامة أو عن أخي أبي أمامة.
(2)
16/ 202 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)
قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة" المجمع 10/ 331
قلت: محمد بن عبد الله مولى المغيرة بن شعبة لم أقف له على ترجمة (1)، وكعب بن علقمة وثقه ابن حبان، واحتج به مسلم.
ولم ينفرد به بل تابعه سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة به.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(26) عن هارون بن سفيان بن بشير المستملي ثنا محمد بن عمر ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك الحديث.
1838 -
عن مسعود بن الأسود قال: لما سرقت المرأة تلك القطيفة من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمنا ذلك، فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نكلمه، فقلنا: نحن نفديها بأربعين أوقية، فقال "تطهير خير لها" فلما سمعنا لين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أتينا أسامة.
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه الحاكم من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن رُكانة عن أمه عائشة بنت مسعود بن الأسود عن أبيها قال: فذكره، وسنده حسن، وقد صرّح فيه ابن إسحاق بالتحديث في رواية الحاكم وكذا علقه أبو داود فقال: روى مسعود بن الأسود.
وقال الترمذي بعد حديث عائشة المذكور هنا: وفي الباب عن مسعود بن العجماء.
وقد أخرجه أبو الشيخ في "كتاب السرقة" من طريق يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن طلحة فقال: عن خالته بنت مسعود بن العجماء عن أبيها. فيحتمل أنْ يكون محمد بن طلحة سمعه من أمه ومن خالته.
(1) ويحتمل أنه محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني مولى المغيرة بن شعبة فقد ذُكر كعب بن علقمة في شيوخه وذكر أبو بكر بن عياش في الرواة عنه، فإن كان هو فهو مجهول كلما قال أبو حاتم والدارقطني وغيرهما.
وقال: وفي آخر حديث مسعود بن الأسود عند الحاكم: قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان بعد ذلك يرحمها ويصلها" (1)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 3/ 105) وفي "مصنفه"(9/ 466 - 467) وابن ماجه (2548) وابن قانع (3/ 65 - 66) والطبراني في "الكبير"(20/ 334 - 335)
عن عبد الله بن نُمير
والطبراني (20/ 333 - 334 و 334 - 335) والحاكم (4/ 379 - 380) والبيهقي (8/ 281) وفي "معرفة السنن"(12/ 431)
عن أحمد بن خالد الوَهْبي
وابن قانع (3/ 65 - 66) وأبو نعيم في "الصحابة"(6129) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 256 - 257)
عن عباد بن العوام الواسطي
والخطيب (ص 256)
عن زهير بن معاوية الجُعْفي
كلهم عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن طلحة بن يزيد بن رُكانة عن أمه (2) عائشة بنت مسعود بن الأسود عن أبيها به.
ووقع في حديث عباد بن العوام عند أبي نعيم والخطيب: عن أمه عائشة بنت مسعود بن العجماء.
والعجماء أمه.
ورواه يزيد بن أبي حبيب عن ابن إسحاق فقال فيه: عن محمد بن طلحة بن يزيد أنّ خالته بنت مسعود بن العجماء حدثته أنّ أباها قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المخزومية التي سرقت القطيفة
…
أخرجه أحمد (6/ 329) وابن قانع (3/ 65) والطبراني (20/ 333) وأبو نعيم (6128) من طريق الليث بن سعد عن يزيد به.
(1) 15/ 95 و100 و 102 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
(2)
وفي حديث زهير: عن أمه عن عائشة عن أبيها.
ولعل عن الثانية زائدة.
والأول أصح.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحافظ: سنده حسن" الإصابة 9/ 183
وقال البوصيري: إسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق" المصباح 3/ 105
قلت: صرّح بالتحديث من محمد بن طلحة في رواية زهير، وعائشة بنت مسعود ذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان".
وقال الحافظ: لها رؤية؛ لأنّ أباها استشهد بمؤتة.
كذا قال، ولم أر من ذكرها في الصحابة، ولا ذكرها الحافظ في "الإصابة".
1839 -
عن أبي اليمان عامر الهوزني قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فقال لأصحابه "تعادّوا" فوجدهم ثلاثمائة وأربعة عشر، ثم قال لهم "تعادّوا" فتعادوا مرتين، فأقبل رجل على بَكْر له ضعيف وهم يتعادون فتمت العدة ثلاثمائة وخمسة عشر.
قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور من مرسل أبي اليمان عامر الهوزني ووصله الطبراني والبيهقي من وجه آخر عن أبي أيوب الأنصاري قال: فذكره.
وروى البيهقي أيضا بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ومعه ثلاثمائة وخمسة عشر" (1)
حديث أبي أيوب أخرجه الطبراني في "الكبير"(4056) وعنه ابن مردويه في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 2/ 287)
عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي
والبيهقي في "الدلائل"(3/ 73)
عن سعيد بن أبي مريم
والطبري في "تفسيره"(9/ 188)
عن عبد الله بن وهب
وعن عبد الله بن المبارك
(1) 8/ 293 (كتاب المغازي - باب عدة أصحاب بدر)
كلهم عن ابن لَهيعة (1) ثني يزيد بن أبي حبيب ثني أسلم أبو عمران أنّه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة "هل لكم أنْ نخرج فنلقى هذه العير لعل الله يغنمنا؟ " قلنا: نعم، فخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نتعاد، ففعلنا فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدتنا، فَسُرَّ بذلك وحمد الله، وقال "عدة أصحاب طالوت"
اللفظ للبيهقي وساقه الطبراني مطولا.
قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 6/ 74
قلت: بل ضعيف لضعف ابن لَهيعة.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن سعد (2/ 20) وأبو داود (2747) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 38) من طرق عن عبد الله بن وهب ثنا حُيي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر (2)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)"اللهم إنّهم حفاة فاحملهم، اللهم إنّهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم" ففتح الله له يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين (4)، واكتسوا، وشبعوا" اللفظ لأبي داود
ورواته ثقات غير حيي بن عبد الله المَعَافري وهو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره.
وأما المرسل فأخرجه سعيد بن منصور (2874) عن إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان عامر بن عبد الله بن لُحَي الهوزني قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال لأصحابه "تعادّوا" فوجدهم ثلاثمائة وأربع عشرة رجلا، ثم قال لهم "تعادّوا" فتعادوا مثل ذلك مرتين، فأقبل رجل وهم يتعادّون على بَكْر له ضعيف فتمت العدة ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا فقال "أنتم اليوم على عدة النبيين، وعدة أصحاب طالوت"
أبو اليمان الهوزني زكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف له حال، وقال الحافظ في التقريب: مقبول.
وإسماعيل وصفوان ثقتان.
(1) قال ابن كثير: ورواه ابن أبي حاتم من حديث ابن لهيعة" التفسير 2/ 287
(2)
زاد ابن سعد والبيهقي "من المقاتلة كما خرج طالوت"
(3)
ولفظ ابن سعد والبيهقي "فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجوا فقال"
(4)
ولفظ ابن سعد "بحمل أو حملين"
1840 -
حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حَدِّ فقد وجب"
قال الحافظ: ترجم له أبو داود العفو عن الحد ما لم يبلغ السلطان، وصححه الحاكم، وسنده إلى عمرو بن شعيب صحيح" (1)
ضعيف
يرويه عمرو بن شعيب واختلف عنه:
- فرواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا به.
أخرجه أبو داود (4376) والنسائي (8/ 63) وفي "الكبرى"(7373) والحاكم (4/ 383) والبيهقي (8/ 331)
عن عبد الله بن وهب
والنسائي (8/ 62 - 63) وفي "الكبرى"(7372)
عن الوليد بن مسلم
وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 94 - 95) والطبراني في "الأوسط"(6208) وابن عدي (1/ 293) والدارقطني (3/ 113)
عن إسماعيل بن عياش
والدارقطني (3/ 113)
عن مسلم بن خالد الزَّنْجي
كلهم عن ابن جريج به.
• وقال عبد الرزاق (18937): عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وأخرجه الدارقطني (3/ 113) من طريق إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق به.
وتابعه إسماعيل بن عُلية عن ابن جريج به.
(1) 15/ 93 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
أخرجه الدارقطني (3/ 113)
- وقال المثنى بن الصباح: ثنا عمرو بن شعيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (18937) والدارقطني (3/ 113)
والمثنى بن الصباح ضعيف.
وابن جريج قال البخاري: لم يسمع من عمرو بن شعيب (علل الترمذي 1/ 325)
فقول الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ليس بصحيح.
1841 -
حديث سلمان "تُعطى الشمس يوم القيامة حرّ عشر سنين، ثم تدنو من جماجم الناس فيعرقون حتى يرشح العرق في الأرض قامة، ثم يرتفع الرجل حتى يقول: غِقْ غِقْ"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من حديث سلمان.
وقال: وفي حديث سلمان "فإذا رأوا ما هم فيه قال بعضهم لبعض: ائتوا أباكم آدم"
وقال: وفي حديث سلمان عند أبي بكر بن أبي شيبة "يأتون محمدا فيقولون: يا نبي الله، أنت الذي فتح الله بك وختم، وغفر لك ما تقدم وما تأخر، وجئت في هذا اليوم آمنا وترى ما نحن فيه، فقم فاشفع لنا إلى ربنا، فيقول: أنا صاحبكم، فيحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة"
وقال: وفي حديث سلمان "فيأخذ بحلقة الباب وهي من ذهب فيقرع الباب فيقال: من هذا؟ فيقول: محمد، فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له"
وقال: وفي حديث سلمان "فينادى: يا محمد إرفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع، وادع تجب"
وقال: وفي حديث سلمان "فيفتح الله له من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لأحد من الخلائق"
وقال: وفي حديث سلمان "فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة من حنطة ثم شعيرة ثم حبة من خردل، فذلك المقام المحمود"(1)
موقوف صحيح
(1) 14/ 225 و 226 و230 و230 - 231 و 231 و 232 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 4567) وفي "مصنفه"(11/ 31 - 32 و 447 - 449 و 13/ 340) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن عاصم بن سليمان الأحول عن أبي عثمان النّهدي عن سلمان قوله.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(834) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6117) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 706 - 707) عن يوسف بن موسى القطان ثنا أبو معاوية به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 371 - 372
وقال الحافظ: صحيح موقوف"
وقال البوصيري والمنذري: إسناده صحيح" مختصر الإتحاف 10/ 606 - الترغيب 4/ 435
قلت: وهو كما قالوا.
ولم ينفرد عاصم به بل تابعه سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان به.
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(زيادات نعيم 347)
وأخرجه عبد الرزاق (20850) عن مَعْمَر بن راشد عن سليمان به.
وأخرجه هناد في "الزهد"(332) من طريق سفيان الثوري عن سليمان به.
1842 -
"تعلموا الفرائض وعلموها الناس"
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني من طريق عطية وهو ضعيف عن أبي سعيد الخدري" (1)
ضعيف جداً
أخرجه الدارقطني (4/ 82) من طريق إبراهيم بن يوسف البلخي ثنا المسيب بن شريك ثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد رفعه "تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، وتعلموا القرآن وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض، وإنّ العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في فريضة فلا يجدان أحدا يفصل بينهما".
(1) 5/ 15 (كتاب الفرائض - باب تعليم الفرائض)
وإسناده ضعيف جدا، المسيب بن شريك هو التميمي الكوفي قال الفلاس والنسائي ومسلم والساجي وغيرهم: متروك الحديث (تاريخ بغداد 13/ 139 - 140)
وعطية هو ابن سعد العَوْفي وهو ضعيف مدلس.
1843 -
"تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرؤ مقبوض، وإنّ العلم سيقبض حتى يختلف الإثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الحاكم من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، ورواته موثقون إلا أنّه اختلف فيه على عوف الأعرابي اختلافا كثيرا فقال الترمذي: إنّه مضطرب. والاختلاف عليه أنّه جاء عنه من طريق ابن مسعود، وجاء عنه من طريق أبي هريرة، وفي أسانيدها عنه أيضا اختلاف، ولفظه عند الترمذي من حديث أبي هريرة "تعلموا الفرائض فإنه نصف العلم، وإنه أول ما ينزع من أمتي"(1)
ضعيف
يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي واختلف عنه:
- فقيل: عن عوف عمن حدثه (2) عن سليمان بن جابر الهَجَري عن ابن مسعود رفعه "تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموه (3) الناس (4) فإن العلم سينقضي (5) وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما"
أخرجه الترمذي (4/ 414) والهيثم بن كليب (843) والبيهقي (6/ 208) وفي "الصغرى"(2277)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
والحاكم (4/ 333) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(261) وابن عبد البر في "العلم"(1/ 186) والمزي في "تهذيب الكمال"(11/ 378 - 379)
عن هَوذة بن خليفة الثقفي
كلاهما عن عوف به.
(1) 15/ 5 (كتاب الفرائض - باب تعليم الفرائض)
(2)
وفي حديث هوذة "عن رجل"
(3)
وفي لفظ "وعلموها"
(4)
زاد الحاكم وغيره "فإني امرؤ مقبوض"
(5)
وفي لفظ "سيقبض"
واللفظ للبيهقي
- ورواه عبد الله بن المبارك عن عوف قال: بلغني عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6306)
وتابعه أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد عن عوف به.
أخرجه الطيالسي (ص 53)
قال المزي: وحديث أبي أسامة وهم"
وتعقبه الحافظ في "النكت الظراف" فقال: قلت: قد تابع أبا أسامة عبدُ الله بن المبارك وكفى به حافظا وأبو عبيدة الحداد وهوذة بن خليفة كلهم عن عوف"
- وقيل: عن عوف عن سليمان بن جابر الهجري عن ابن مسعود بإسقاط الواسطة.
أخرجه الهيثم بن كيب (842) والحاكم (4/ 333)
عن النضر بن شُميل المازني
والنسائي في "الكبرى"(6305) والطبراني في "الأوسط"(5716)
عن شَريك بن عبد الله النخعي
والدارمي (227)
عن عثمان بن الهيثم البصري
والدارقطني (4/ 81)
عن عمرو بن حمران البصري
أربعتهم عن عوف به.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد وله علة. ثم ذكر حديث هوذة بن خليفة بزيادة: عن رجل.
- ورواه المثنى بن بكار العطار عن عوف ثنا سليمان عن أبي الأحوص عن ابن مسعود.
أخرجه أبو يعلى (5028) والبيهقي (6/ 208) وفي "الشعب"(1548)
- ورواه محمد بن القاسم الأسدي عن الفضل بن دَلْهم ثنا عوف عن شَهر بن حَوشب عن أبي هريرة.
أخرجه الترمذي (2091) وابن عدي (6/ 2254) والمزي (7/ 41)
وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب، ومحمد بن القاسم الأسدي قد ضعفه أحمد بن حنبل وغيره"
وقال ابن عدي: محمد بن القاسم عامة أحاديثه لا يتابع عليها"
وقال الحاكم: إذا اختلف هوذة والنضر فالحكم للنضر بن شميل"
وقال الدارقطني: والقول قول ابن المبارك ومن تابعه"
قلت: وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وسليمان بن جابر الهجري قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وخالفه جماعة رووه عن ابن مسعود قوله، منهم:
1 -
أبو الأحوص عوف بن مالك بن نَضلة الجُشَمي الكوفي.
أخرجه سعيد بن منصور (3) وابن أبي شيبة (11/ 233)
عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي
وابن أبي شيبة (11/ 233)
عن سفيان الثوري
والبيهقي (6/ 209)
عن شعبة
ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت أبا الأحوص يحدث عن ابن مسعود قال: من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال له: أمهاجر أنت يا عبد الله؟ فيقول: نعم، فيقول: إنّ بعض أهلي مات وترك كذا وكذا، فإنْ هو علمه فَعِلْمٌ آتاه الله، وإنْ كان لا يحسن فيقول: فبم تفضلونا يا معشر المهاجرين" واللفظ لحديث أبي الأحوص.
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.
2 -
القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 235)
عن وكيع
والدارمي (2856) والطبراني في "الكبير"(8926)
عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين
قالا: ثنا المسعودي عن القاسم به.
قال الهيثمي: وهو منقطع الإسناد" المجمع 4/ 224
قلت: وهو كما قال، لأنّ القاسم بن عبد الرحمن لم يدرك جده ابن مسعود كما قال البيهقي (السنن / 255) وقال الترمذي: لم يسمع منه.
3 -
أبو عُبيدة بن عبد الله بن مسعود.
أخرجه الدارمي (2861) والحاكم (4/ 333) والبيهقي (6/ 209) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن أبا عبيدة عن أبيه قال: من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض، فإنْ لقيه أعرابي قال: يا مهاجر أتقرأ القرآن؟ فإنْ قال: نعم، قال: تفرض؟ فإن قال: نعم، فهو زيادة وخير، وإن قال: لا، قال: فما فضلك عليّ يا مهاجر؟ " اللفظ للدارمي.
قال الحاكم: هذا موقوف صحيح على شرط الشيخين"
قلت: لم يخرج مسلم رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة، ولم يخرج الشيخان رواية أبي عبيدة عن أبيه، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، قاله الترمذي وابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.
4 -
القاسم بن الوليد الهمداني.
أخرجه الدارمي (2859) والبيهقي (6/ 209) من طريق محمد بن طلحة بن مصرِّف عن القاسم بن الوليد الهمداني عن ابن مسعود قال: تعلموا الفرائض والطلاق والحج فإنّه من دينكم"
وإسناده منقطع لأنّ القاسم بن الوليد من أتباع التابعين ولم يدرك ابن مسعود.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (2719) والعقيلي (1/ 271) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 255) وابن عدي (2/ 791) والدراقطني (4/ 67) والحاكم (4/ 332) والبيهقي (6/ 208 - 209) والخطيب في "التاريخ"(3/ 319 و 12/ 90) والواحدي في "الوسيط"(2/ 22 - 23) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(194) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(617) وابن الجوزي في "العلل"(197) والمزي (7/ 40 و 40 - 41) من
طرق عن حفص بن عمر بن أبي العَطَّاف ثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم، وهو يُنسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي" اللفظ لابن ماجه
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: حفص واه بمرة"
وقال البوصيري: وتصحيح الحاكم له فيه نظر فإنّ حفص بن عمر المذكور ضعفه ابن معين والبخاري والنسائي وأبو حاتم" مصباح الزجاجة 3/ 145
وقال العقيلي: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به"
وقال البيهقي: تفرد به حفص بن عمر وليس بالقوي"
وقال ابن حبان: يأتي بأشياء كأنّها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به حفص بن عمر قال البخاري: هو منكر الحديث رماه يحيى بن يحيى النيسابوري بالكذب"
1844 -
"تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإنّ القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" من وجه آخر عن أبي سعيد وصححه الحاكم رفعه: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 106) عن سعيد بن أبي مريم وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري عن ابن لَهيعة عن موسى بن وردان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وموسى بن وردان مختلف فيه.
1845 -
"تعلموا القرآن والفرائض وعلموها الناس، أوشك أنْ يأتي على الناس زمان يختصم الرجلان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق راشد الحِمَّاني عن
(1) 10/ 478 (كتاب فضائل القرآن - باب إثم من راءى بقراءة القرآن)
عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رفعه: فذكره، وراشد مقبول لكن الراوي عنه مجهول" (1)
ضعيف
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 510) والطبراني في "الأوسط"(4087) والبيهقي في "الشعب"(1611) من طريق محمد بن عقبة السدوسي ثنا سعيد بن أبي كعب الكعبي ثنا راشد أبو محمد الحماني عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعاً "تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، يوشك
…
الحديث" واللفظ للطبراني
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن راشد إلا سعيد، تفرد به محمد بن عقبة، ولا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عقبة السدوسي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم، وسعيد بن أبي كعب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 223
قلت: ومحمد بن عقبة ضعفه أبو زرعة أيضا، وسعيد بن أبي كعب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا محمد بن عقبة فهو مجهول كما قال الحافظ (2).
1846 -
"تعلموا القرآن وغنوا به وأفشوه"
قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة من حديث عقبة بن عامر رفعه: فذكره، كذا وقع عنده والمشهور عند غيره في الحديث "وتغنوا به"(3)
صحيح
أخرجه (4) ابن أبي شيبة (10/ 477) عن زيد بن الحباب العُكْلي عن موسى بن عُلي بن رباح قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر رفعه "تعلموا القرآن وأفشوه، والذي نفسي بيده لهو أشدّ تَفَصِّيا من المخاض من عقله"
وليس فيه اللفظ الذي ذكره الحافظ.
(1) 15/ 5 (كتاب الفرائض - باب تعليم الفرائض)
(2)
وقال أبو حاتم: شيخ. وهذه ليست بعبارة جرح ولا توثيق كما قال الذهبي في "الميزان"(2/ 385)
(3)
10/ 447 (كتاب فضائل القرآن - باب من لم يتغن بالقرآن)
(4)
وأخرجه في موضع آخر (2/ 500) عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن واتلوه فوالذي نفسي بيده لهو أسرع تفصيا من قلوب الرجال من النَّعَم من عقلها"
وأخرجه ابن حبان (119) عن الحسن بن سفيان النسوي عن ابن أبي شيبة بلفظ "تعلموا القرآن واقتنوه
…
"
ورواه عثمان بن أبي شيبة عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن وغنوا به واقتنوه"
أخرجه الفريابي في "فضائل القرآن"(163)
ورواه القاسم بن زكريا بن دينار القرشي عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن وتغنوا به واقتنوه
…
"
أخرجه النسائي في "فضائل القرآن"(59) ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن"(32)
وقال: صحيح الإسناد"
ورواه الحسن بن علي بن عفان العامري عن زيد بن الحباب بلفظ "تعلموا القرآن وتننوا به وأفشوه
…
"
أخرجه البيهقي في "الشعب"(1815)
وإسناده صحيح رواته ثقات.
ولم ينفرد زيد بن الحباب به بل تابعه غير واحد عن موسى بن علي عن أبيه عن عقبة، منهم:
1 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه أحمد (4/ 146) والفريابي (162)
ولفظه عندهما "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا به
…
"
2 -
وكيع.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 290 - 291) ومن طريقه الضياء المقدسي (32)
ولفظه عنده "تعلموا القرآن وغنوا به واقتنوه
…
"
3 -
عبد الله بن صالح المصري.
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 29) والدارمي (3352) والروياني (209)
ولفظه "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به
…
"
4 -
يونس بن بكير الشيباني.
أخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(123)
ولفظه "تعلموا كتاب الله وتعاهدوه وتغنوا به
…
"
واختلف فيه على موسى بن علي، فرواه وهب بن جرير بن حازم عنه عن أبيه عن عقبة قوله.
أخرجه الدارمي (3351)
والأول هو المحفوظ.
ولم ينفرد موسى بن علي به بل تابعه قَبَاث بن رزين اللخمي قال: سمعت علي بن رباح يقول: سمعت عقبة رفعه "تعلموا كتاب الله وأفشوه (1) وتغنوا به"
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 29) وأحمد (4/ 150 و 153) والنسائي في "فضائل القرآن"(60 و 74) وأبو يعلى (1740) والطبراني في "الكبير"(17/ 290 و 291) وابن بطة (2) في الإبانة (الرد على الجهمية 1/ 362) والشجري في "أماليه"(1/ 73) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه"(29) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(38) والمزي في "تهذيب الكمال"(23/ 470) من طرق عن قباث به.
وإسناده حسن.
1847 -
"تعلموا سيد الإستغفار"
قال الحافظ: وفي حديث جابر عند النسائي: فذكره" (3)
حسن
أخرجه عبد بن حميد (1063) والنسائي في "اليوم والليلة"(467 و468) والطبراني في "الدعاء"(311) وابن السني في "اليوم والليلة"(372) والمزي (26/ 515 - 516) من طريق السري بن يحيى الشيباني عن هشام الدَّسْتُوَائي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "تعلموا سيد الإستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما استطعت، وأعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنبي إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلسا.
وله شاهد من حديث شداد بن أوس أخرجه البخاري في الباب المذكور فيتقوى به.
(1) وفي لفظ "واقتنوه"
(2)
سقط من إسناده: عن قباث.
(3)
13/ 344 (كتاب الدعوات - باب أفضل الإستغفار)
1848 -
"تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم"
قال الحافظ: ورد في المرفوع حديث: فذكره، وله طرق أقواها ما أخرجه الطبراني من حديث العلاء بن خارجة. وجاء هذا أيضا عن عمر، ساقه ابن حزم (أي في كتاب النسب) بإسناد رجاله موثقون إلا أنّ فيه انقطاعا" (1)
صحيح
ورد من حديث العلاء بن خارجة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث علي ومن حديث عمر قوله ومن حديث عطاء مرسلا
فأما حديث العلاء بن خارجة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 98) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا وهيب بن خالد ثنا عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الملك بن يعلى عن العلاء بن خارجة رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرَّحم محبة للأهل، مثراة للمال، ومنساة للأجل"
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5511) عن الطبراني به.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 303) من طريق المغيرة بن سلمة القرشي المخزومي ثنا وهيب به (2).
قال المنذري: إسناده لا بأس به" الترغيب 3/ 335
وقال الهيثمي: ورجاله موثقون"
وذكره في موضع آخر وقال: ورجاله قد وثقوا" المجمع 1/ 193 و 8/ 152
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرحم محبة في الأهل، ومثراة في المال، ومنساة في الأثر"
أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة"(197) عن عبد الملك بن عيسى به.
وأخرجه أحمد (2/ 374) والترمذي (1979) وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(252) والحاكم (4/ 161) وابن الجوزي في "البر والصلة"(227) من طرق عن ابن المبارك به.
(1) 7/ 337 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب)
(2)
ووقع عنده: عبد الملك بن عيسى عن العلاء بن جارية.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: إسناده حسن إنْ كان يزيد مولى المنبعث سمع من أبي هريرة فإنه لم يذكر سماعا منه.
والحديث اختلف فيه على عبد الملك بن عيسى، فرواه إسماعيل بن أبي أويس عن أبي ضَمرة أنس بن عياض عن عبد الملك بن عيسى عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة.
فجعله عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3430)
والأول أصح.
الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8304) وابن عدي (2/ 445) والحاكم (1/ 89) وفي "علوم الحديث"(ص 169) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني ثنا أبو الأسباط الحارثي اليماني عن يحيى بن أبي كثير به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا أبو الأسباط، تفرد به حاتم"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الأسباط بشر بن رافع وهو مجمع على ضعفه"
وذكره في موضع آخر وقال: وفيه أبو الأسباط وهو ضعيف" المجمع 1/ 192 و 8/ 152
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (ص 360) عن إسحاق بن سعيد ثني أبي قال: كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله: من أنت؟ قال: فمت له برحم بعيدة فألان له القول فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنّه لا قُرب بالرحم إذا قطعت وإنْ كانت قريبة ولا بُعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة"
ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 157) وفي "الشعب"(7569) والحاكم (1/ 89)
وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه واحد منهما، وإسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص قد احتج البخاري بأكثر رواياته عن أبيه"
وقال الذهبي: قلت: لكن لم يخرج لأبي داود الطيالسي"
وأخرجه في موضع آخر (4/ 1612)
وقال: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: إسناده صحيح، لكن اختلف فيه على إسحاق بن سعيد، فرواه أحمد بن يعقوب الكوفي عنه عن أبيه عن ابن عباس قوله.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(73)
وأحمد بن يعقوب وثقه العجلي وغيره، وأبو داود الطيالسي ثقة ثبت وقد رفع الحديث فالقول قوله.
وتابعه قراد أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان الضبي أنا إسحاق بن سعيد به.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(7570)
وأما حديث علي فأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 394 - 395) قال: كتب إلىّ أبو الطيب أحمد بن علي بن محمد الجعفري من الكوفة وحدثني محمد بن علي الصوري عنه قال: حدثنا أبو المفضل عبد الله بن عبد الخالق حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني ثنا علي بن حمزة العلوي ثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عن علي بن أبي طالب رفعه "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرحم منسأة في الأجل، مثراة للمال، مرضاة للرب تعالى"
وقال: قال لي الصوري: سألت أبا الطيب الجعفري عن عبد الله بن عبد الخالق فقال: هو أبو المفضل الشيباني"
قلت: واسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن همام بن المطلب وهو متهم بوضع الحديث (انظر اللسان 5/ 231)
وأما حديث عمر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(72) عن عمرو بن خالد الحراني ثنا عتاب بن بشير عن إسحاق بن راشد عن الزهري ثني محمد بن جبير بن مطعم أنّ جبير بن مطعم أخبره أنه سمع عمر بن الخطاب يقول على المنبر: تعلموا أنسابكم ثم صلوا أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم لأوزعه ذلك عن انتهاكه"
إسحاق بن راشد هو الجزري وهو صدوق تكلموا في حديثه عن الزهري، وقد احتج البخاري بروايته عن الزهري فالله أعلم.
وأما حديث عطاء فأخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(145) عن طلحة بن عمرو المكي عن عطاء قال: بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم"
وطلحة بن عمرو قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
1849 -
"تعوذوا بالله من شرِّ هذا"
قال الحافظ: وفي حديث أبي الطفيل عند أحمد فقال: فذكره.
وقال: ولأحمد من حديث أبي الطفيل أنه حضر ذلك أيضا" (1)
أخرجه أحمد (5/ 454) والبخاري في "الضعفاء الكبير"(الميزان 4/ 195) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 295) والطبراني في "الكبير"(المجمع 8/ 4) من طرق عن مهدي بن عمران المازني قال: سمعت أبا الطفيل وسئل: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فقيل: فهل كلمته؟ قال: لا، ولكن رأيته انطلق مكان كذا وكذا ومعه عبد الله بن مسعود وأناس من أصحابه حتى أتى دار قوراء، فقال "افتحوا هذا الباب" ففتح ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت معه فإذا قطيفة في وسط البيت فقال "ارفعوا هذه القطيفة" فرفعوا القطيفة فإذا غلام أعور تحت القطيفة فقال:"قم يا غلام" فقام الغلام، فقال "يا غلام أتشهد أني رسول الله؟ " قال الغلام: أتشهد أني رسول الله؟ قال "أتشهد أني رسول الله؟ قال الغلام: أتشهد أني رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تعوذوا بالله من شر هذا" مرتين.
قال البخاري: لا يتابع مهدي بن عمران على حديثه"
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات".
1850 -
عن عطاء الخراساني قال: حدثتني بنت ثابت بن قيس قالت: لما أنزل الله هذه الآية دخل ثابت بيته فأغلق بابه، فذكر القصة مطولة وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم "تعيش حميدا، وتموت شهيدا" وفيها: فلما كان يوم اليمامة ثبت حتى قتل"
قال الحافظ: رواه ابن المنذر في "تفسيره"(2)
(1) 6/ 513 و 514 (كتاب الجهاد - باب كيف يعرض الإسلام على الصبي)
(2)
7/ 434 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)
يرويه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن عطاء الخراساني واختلف عنه:
- فقال الوليد بن مسلم: ثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس بن شَمَّاس فأرشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18] اشتدت على ثابت وغلّق عليه بابه وطَفِق يبكي، فَأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فأخبره بما كَبُر عليه منها فقال: أنا رجل أحبّ الجمال وأحبّ أنْ أسود قومي، فقال "إنك لست منهم، بل تعيش بخير، وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة"
فلما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2] فعل مثل ذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه منها، وأنه جهير الصوت، وأنّه يتخوف أنْ يكون ممن حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنك لست منهم، بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة"
وذكر الحديث وفيه طول.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(314 و 1921) وفي "الجهاد"(225) عن محمد بن مُصفى الحمصي ثنا الوليد بن مسلم به مطولا.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 167) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم ببعضه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1320) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا الوليد بن مسلم به مطولا.
- وقال غير واحد: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني عطاء الخراساني حدثتني ابنة ثابت بن قيس قالت: لما أنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] دخل ثابت بيته وأغلق عليه بابه وطفق يبكي
…
وذكرت الحديث وليس فيه سماعها له من أبيها.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3399) والروياني (1002) وأبو نعيم في "الصحابة"(8091) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 174 - 176) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(309) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 415 - 416)
عن صدقة بن خالد الأموي
وأبو يعلى (المطالب 3733 و 4081) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(251) والحاكم (3/ 235) والخطيب في "المتفق والمفترق"(332)
عن بشر بن بكر التِّنِّيسي
والبيهقي في "الدلائل"(6/ 356 - 357)
عن الوليد بن مزيد البيروتي
ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
قال البخاري: إسناده ليس بقوي"
وقال الهيثمي: وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها، وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أنّ بنت ثابت بن قيس صحابية فإنّها قالت: سمعت أبي، والله أعلم" المجمع 9/ 322.
1851 -
عن جابر قال: تفرق الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وبقي معه أحد عشر رجلاً من الأنصار وطلحة"
قال الحافظ: وللنسائي والبيهقي في "الدلائل" من طريق عمارة بن غَزِيَّة عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره، وإسناده جيد.
وقال: وفي حديث جابر عند النسائي "قال: فأدرك المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "من للقوم؟ فقال طلحة: أنا، فذكر قتل الذين كانوا معهما من الأنصار وقال: ثم قاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه فقال: حس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون قال: ثم ردّ الله المشركين" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لما ولى الناس يوم أحد كان النبي صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر رجلاً
…
"
1852 -
"تقبل توبة العبد ما لم يبلغ الغرغرة"
قال الحافظ: قال الطبري: ثبت في الحديث الصحيح: فذكره" (2)
حسن
روي من حديث ابن عمر ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث الحسن البصري مرسلا ومن حديث أبي أيوب بشير بن كعب مرسلا.
(1) 8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)
(2)
14/ 139 (كتاب الرقاق - باب حدثنا أبو اليمان)
فأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد (2/ 132 و 153) وابن ماجه (4253) والترمذي (3537) وأبو يعلى (5609 و 5717) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3529) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 56) وابن حبان (628) والطبراني في "مسند الشاميين"(194 و 3519) وابن عدي (4/ 1592) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 190) والحاكم (4/ 257) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1306) والذهبي في "السير"(5/ 160) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر (1) رفعه "إنّ الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِر"
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الذهبي: هذا حديث عال صحيح الإسناد"
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لتدليس مكحول الدمشقي" مصباح الزجاجة 4/ 249
قلت: وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، وجبير بن نفير لم يذكر سماعا من ابن عمر فلا أدري أسمع منه أم لا.
وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (3/ 425 و5/ 362) وابن أبي الدنيا في "التوبة"(150) من طريقين عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلمانى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه "إنّ الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه"
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن وهو ثقة" المجمع 10/ 197
قلت: بل هو ضعيف كما قال الدارقطني والحافظ في "التقريب"، وقال أبو حاتم: لين، وقال البزار: له مناكير وهو ضعيف عند أهل العلم، وقال صالح جزرة: حديثه منكر ولا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سُرَّق.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 3243) من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة رفعه "لا يزال الله تبارك وتعالى يقبل التوبة من عبده ما لم يغرغر نفسه"(2)
(1) وقع عند ابن ماجه "عن ابن عمرو" قال المزي في "التحفة": وهو وهم. وقال الذهبي في "السير": فلم يصنع شيئا، صوابه ابن عمر.
(2)
ووقفت له على طريق أخرى: قال أبو الشيخ في "الطبقات"(408): ثنا أبو صالح بن المهلب =
وقال: علته يزيد بن عبد الملك"
وقال الهيثمي: وهو متروك" المجمع 10/ 198
وأما حديث عبادة بن الصامت فأخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 302)
عن سعيد بن أبي عَروبة
والقضاعي (1085)
عن هشام الدَّسْتُوَائي
كلاهما عن قتادة عن عبادة بن الصامت رفعه "إنّ الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر"
وإسناده منقطع لأنّ قتادة لم يدرك عبادة بن الصامت.
وأما حديث الحسن البصري فأخرجه الطبري (4/ 302) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن عوف عن الحسن قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهو مرسل رواته ثقات، وعوف هو ابن أبي جميلة.
وأما حديث بشير بن كعب فأخرجه الطبري (4/ 201 - 302) عن محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن العلاء بن زياد عن بشير بن كعب رفعه: فذكره.
وهو مرسل رواته ثقات.
والحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن مرتبة الحسن.
1853 -
"تقتل عماراً الفئة الباغية"
قال الحافظ: روى حديث: فذكره، جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليَسَر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم" (1)
= ثنا الحسن بن عبد الرحمن ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر"
وأبو صالح بن المهلب اسمه محمد بن الحسن ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والحسن بن عبد الرحمن هو ابن عمر بن يزيد الزهري ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.
(1)
2/ 89 (كتاب الصلاة - باب التعاون في بناء المسجد)
وذكره في موضع آخر وسكت عليه (1).
صحيح
ورد من حديث أبي قتادة ومن حديث أم سلمة ومن حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث عمرو بن العاص ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أبي أيوب الأنصاري ومن حديث أبي رافع ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث أبي اليَسَر ومن حديث خزيمة بن ثابت ومن حديث أبي هريرة ومن حديث حذيفة بن اليمان ومن حديث أبي مسعود الأنصاري ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن سَمُرة ومن حديث زيد بن أبي أوفى ومن حديث عمرو بن حزم ومن حديث زياد بن القرد
فأما حديث أبي قتادة فأخرجه ابن سعد (3/ 252 - 253) وأحمد (5/ 306 و 306 - 307) ومسلم (2915) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1870 و 1871) والنسائي في "خصائص علي"(163) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 197 - 198) والبيهقي (8/ 189) وفي "الدلائل"(2/ 548) والخطيب في "التاريخ"(2/ 282 و 7/ 344) والبغوي في "الشمائل"(96) من طرق عن شعبة عن أبي مسلمة سعيد بن زيد عن أبي نَضْرَة المنذر بن مالك عن أبي سعيد الخدري قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار (2) وهو يمسح التراب (3) عن رأسه " (4) بؤسا لك ابن سمية، تقتلك فئة باغية (5) اللفظ لابن سعد.
وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطيالسي (ص 223) وابن سعد (3/ 251 - 252 و 252) وابن أبي شيبة (15/ 293) وأحمد (6/ 289 و300 و 311 و315) ومسلم (2916) والنسائي في "الخصائص"(158 و 159 و 160 و161) وأبو يعلى (1645 و6990 و7025) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 110/ ب، 213/ ب) والطبراني في "الكبير"(23/ 363 و 364 و 369 و 369 - 370) وأبو الشيخ في "الطبقات"(703) وفي "حديثه"(136) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 318 - 319) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 84) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 197) والبيهقي (8/ 189) وفي "الإعتقاد"(ص 374)
(1) 7/ 432 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)
(2)
زاد مسلم وغيره "حين جعل يحفر الخندق"
(3)
وفي لفظ "الغبار"
(4)
زاد أبو نعيم "ويحك يا ابن سمية"
(5)
وفي لفظ "الفئة الباغية"
و"الدلائل"(2/ 549 و 550) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1382) وفي "التاريخ"(11/ 288 - 289) والبغوي في "شرح السنة"(3952) من طريق أم الحسن البصري عن أم سلمة مرفوعا "تقتل عمارا الفئة الباغية"
وفي لفظ: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار (1)"تقتلك (2) الفئة الباغية"
وفي لفظ آخر: قالت أم سلمة: ما نسيت يوم الخندق، وهو يعاطيهم اللبن، وقد اغبر شعره (3)، وهو يقول:
اللهم إنّ (4) الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
وجاء عمار فقال " (5) يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية"
وأما حديث معاوية فأخرجه أبو يعلى (7364) والطبراني في "الكبير"(19/ 396) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي قال: سمعت شيخا يحدث مغيرة عن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة - وكانت تمرض عمار بن ياسر - قالت: جاء معاوية إلى عمار يعوده، فلما خرج من عنده قال: اللهم لا تجعل منيته بأيدينا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتل عمارا الفئة الباغية".
قال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني، وابنة هشام والراوي عنها لم أعرفهما، وبقية رجالهما رجال الصحيح" المجمع 9/ 296
وأما حديث ابن عمرو فله عنه طرق:
الأول: يرويه أسود بن مسعود العَنَزي البصري عن حنظلة بن خويلد العنزي: قال إني لجالس عند معاوية إذ أتاه رجلان يختصمان في رأس عمار، كلّ واحد منهما يقول: أنا قتلته، قال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتله الفئة الباغية" فقال معاوية: ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو، فما بالك معنا؟ قال: إني معكم ولست أقاتل، إنّ أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه" فأنا معكم ولست أقاتل.
(1) وفي لفظ "في عمار"
(2)
وفي لفظ "تقتله"
(3)
وفي لفظ "صدره" وفي لفظ آخر "شعر صدره"
(4)
وفي لفظ "إنّ العيش عيش الآخرة"
(5)
زاد ابن سعد وغيره "ويحك" وفي لفظ "ويحه"
أخرجه ابن سعد (3/ 253) وابن أبي شيبة (15/ 291) وفي "مسنده"(المطالب 4419) وأحمد (2/ 164 - 165) عن يزيد بن هارون أنا العوام بن حوشب ثني أسود بن مسعود به.
وأخرجه أحمد أيضا (2/ 206 - 207) والبخاري (1) في "الكبير"(2/ 1/ 39) والنسائي في "الخصائص"(164) والمزي في "تهذيب الكمال"(7/ 437 - 438) من طرق عن يزيد بن هارون به.
وأخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص ص 248) من طريق أحمد ثنا يزيد بن هارون به.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 7/ 244
قلت: اختلف فيه على العوام بن حوشب، فرواه شعبة عنه عن رجل من بني شيبان عن حنظلة بن سويد الغنوي قال: فذكر نحوه.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 39) والنسائي في "الخصائص"(165) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 198)
والصواب قول يزيد بن هارون، فقد تابعه هُشيم ثنا العوام بن حوشب به.
أخرجه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في "سيرة علي" كما في "البداية والنهاية"(7/ 268) والآجري في "الشريعة"(1975)
وإسناده صحيح رواته ثقات، وأسود بن مسعود وحنظلة بن خويلد وثقهما ابن معين وابن حبان.
الثاني: يرويه الأعمش واختلف عنه:
- فرواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير (2) عنه عن عبد الرحمن بن زياد عن
(1) ووقع عنده: عن حنظلة بن خويلد الغنوي أو العنزي.
(2)
تابعه أسباط بن محمد القرشي عن الأعمش، لكنه ساقه سياقة غريبة. قال عبد الله بن الحارث: رجعت مع معاوية من صفين، فكان معاوية وأبو الأعور السلمي يسيرون من جانب، ورأيته يسيرون من جانب. فكنت بينهم ليس أحد غيري، فكنت أحيانا أوضع إلي هؤلاء، وأحيانا أوضع إلى هؤلاء. فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه: أبة: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار حين يبني المسجد "إنك لحريص على الأجر" قال: أجل، قال "وإنك من أهل الجنة، ولتقتلك الفئة الباغية؟ " قال بلى قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: فالتفت إلى معاوية فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار وهو يبني المسجد "ويحك، إنك لحريص على الأجر، ولتقتلك الفئة الباغية" =
عبد الله بن الحارث قال: إني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين بينه وبين عمرو بن العاص قال: فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: يا أبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية" قال: فقال عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال: فقال معاوية: ما تزال تأتينا بهنةٍ تدحض بها في بولك، أنحن قتلناه؟ إنّما قتله الذين جاءوا به.
أخرجه ابن سعد (3/ 253) وابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 4418) وأحمد (2/ 161و 206) والنسائي في "الخصائص"(167) والمزي في "التهذيب"(17/ 113 - 114)
- ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال: فذكر نحوه.
فسمى شيخ الأعمش: عبد الرحمن بن أبي زياد.
أخرجه أحمد (2/ 161 و 206) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 283) والنسائي في "الخصائص"(168)
- ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش فلم يذكر عبد الله بن الحارث.
أخرجه النسائي في "الخصائص"(166) وأبو يعلى (المطالب 4422)
- ورواه عطاء بن مسلم الحلبي عن الأعمش قال: قال أبو عبد الرحمن السلمي: فذكره مطولا وساقه بنحو سياق أسباط بن محمد عن الأعمش.
أخرجه الطبري في "تاريخه"(5/ 40 - 41) والحاكم (3/ 387) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 551 - 552)
قال الذهبي في "تلخيص "المستدرك": قلت: وهو كما ترى خطأ فأين كان عمرو وابنه يوم بناء المسجد، وعطاء ضعفه أبو داود"
قلت: كان قد دفن كتبه ثم أخذ يحدث من حفظه فأخطأ.
= قال: بلى قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: ويحك ما تزاله تدحض في بولك، أو نحن قتلناه؟ إنما
قتله من جاء به.
أخرجه ابر يعلى (7351)
وهذه الرواية خطأ لأنّ عبد الله بن عمرو وأباه لم يشهدا بناء المسجد لأنهما كانا بمكة ولم يسلما بعد.
وحديث سفيان أصح لأنّه من أثبت الناس في الأعمش كما قال أبو حاتم، والحديث رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الأعمش فإنّه كان مدلسا.
الثالث: يرويه نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مُليكة أنّ عبد الله بن عمرو قال لأبحِه: لولا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بطاعتك ما سرت معك هذا المسير، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار بن ياسر "تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في "سيرة علي" كما في "البداية"(7/ 268) عن يحيى بن نصر ثنا حفص بن عمران البُرْجُمي ثني نافع بن عمر الجمحي به.
وحفص بن عمران مستور كما في: "التقريب".
الرابع: يرويه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمرو رفعه "تقتل عمارا الفئة الباغية"
أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 4416) والبزار (2368) والطبراني في "الأوسط"(7904) وابن المقرئ في "معجمه"(252) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 283)
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
الخامس: يرويه أبو الغادية الجني سمع ابن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار "تقتلك الفئة الباغية، بشر قاتل عمار بالنار"
أخرجه أبو يعلى (المطالب 4421) ثنا عمرو بن مالك ثنا يوسف بن عطية ثنا كلثوم بن جبر قال: سمعت أبا الغادية به.
وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن عطية.
وأما حديث عمرو بن العاص فله عنه طرق:
الأول: يرويه ورقاء بن عمر اليشكري عن عمرو بن دينار عن زياد بن الحرد مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص رفعه "تقتل عمارا (1) الفئة الباغية"
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 302) وأبو يعلى (7342) والخطيب في "التاريخ"(11/ 429) وفي "تلخيص المتشابه"(2/ 716)
(1) وفي لفظ "ويح عمار"
وزياد بن الحرد ذكره ابن حبان في "الثقات" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راويا إلا عمرو بن دينار فهو مجهول.
الثاني: يرويه جعفر بن محمد الصادق قال: سمعت رجلا من الأنصار يحدث عن أبي عن هُنَي مولى عمر بن الخطاب قال: كنت أول شيء مع معاوية على عليّ فكان أصحاب معاوية يقولون: لا والله لا نقتل عمارا أبداً إنْ قتلناه فنحن كما يقولون: فلما كان يوم صفين ذهبت انظر في القتلى فإذا عمار بن ياسر مقتول، فقال هني: فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره فقلت: أبا عبد الله، قال: ما تشاء؟ قلت: أنظر أكلمك، فقام إليّ فقلت: عمار بن ياسر ما سمعت فيه؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقتله الفئة الباغية"
أخرجه ابن سعد (3/ 253 - 254) عن خالد بن مخلد الكوفي ثني سليمان بن بلال ثني جعفر بن محمد به.
وخالد بن مخلد صدوق، والباقون ثقات إلا الذي لم يسم.
الثالث: يرويه ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أخبره قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتله الفئة الباغية" فقام عمرو يرجع فزعاً حتى دخل على معاوية فقال له معاوية: ما شأنك؟ فقال: قتل عمار، فقال له معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتله الفئة الباغية" فقال له معاوية: دحضت في بولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله عليّ وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه تحت رماحنا - أو قال: بين سيوفنا-.
أخرجه عبد الرزاق (20427) عن مَعْمَر عن ابن طاوس به.
وأخرجه أحمد (4/ 199) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو يعلى (7175 و 7346) والحاكم (2/ 155 - 156 و3/ 386 - 387) والبيهقي (8/ 189) وفي "الدلائل"(2/ 551) من طرق عن عبد الرزاق به.
وقال الحاكم: صحيح على شرطهما"
قلت: إسناده صحيح، وعمرو بن حزم لم يخرجا له شيئا.
الرابع: يرويه عمرو بن دينار عن رجل من أهل مصر يحدث أنّ عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضّل عمار بن ياسر، فقيل له فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتله الفئة الباغية"
أخرجه أحمد (4/ 197) عن محمد بن جعفر البصري وحجاج بن محمد المصيصي قالا: ثنا شعبة عن عمرو بن دينار به.
ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1685) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 198)
إلا أنّهما لم يذكرا حجاج بن محمد.
بإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
الخامس: يرويه عبد الرحمن الكندي عن أبيه عن عمرو بن العاص أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار "تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه إبراهيم بن الحسين بن ديزيل في "سيرة علي" كما في "البداية"(7/ 268) من طريق أبي يوسف عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الرحمن الكندي به.
وإسناده ضعيف، ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن أبي بكر.
وأما حديث أبي سعيد فله عنه طرق:
الأول: يرويه داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد (1)، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمار (2) ينقل لبنتين لبنتين، فتترب رأسه. قال: فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه جعل ينفض (3) رأسه ويقول "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه الطيالسي (ص 288) وابن سعد (3/ 252) وأحمد (3/ 5) واللفظ له والبزار (كشف 2687) والطبراني في "الأوسط"(8546) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 548 - 549) من طرق عن داود بن أبي هند به.
قال الحافظ: وهذا الإسناد على شرط مسلم، وقد عيّن أبو سعيد من حدّثه بذلك، ففي مسلم والنسائي من طريق أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: حدثني من هو خير مني أبو قتادة: فذكره" الفتح 2/ 89
وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 296
قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات.
(1) ولفظ الطيالسي "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حفر الخندق"
(2)
ولفظ الطيالسي "وعمار ناقه من وجع كان به فجعل يحمل لبنتين لبنتين"
(3)
زاد الطيالسي وابن سعد "التراب عن"
الثاني: يرويه خالد الحَذَّاء عن عكرمة أنّ ابن عباس قال له ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه (1)، قال (2): فانطلقنا فإذا هو في حائط له (3)، فلما رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد (4) فأنشأ يحدثنا حتى (5) أتى على ذكر بناء المسجد، قال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه (6) ويقول "يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك" قال: إني أريد الأجر من الله، قال: فجعل ينفض التراب عنه ويقول "ويح عمار (7) تقتله الفئة الباغية: يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار" قال: فجعل عمار يقول: أعوذ بالرحمن من الفتن.
أخرجه (8) أحمد (3/ 22 و 90 - 91) واللفظ له والبخاري (فتح 2/ 87 - 89) والنسائي في "الخصائص"(162) والحاكم (2/ 149) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 197) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 546 و 547)
وليس عند البخاري "تقتله الفئة الباغية"
قال ابن كثير: وفي بعض نسخ البخاري: فذكرها" البداية والنهاية 7/ 270
وقال الحافظ: وقع في رواية ابن السكن وكريمة وغيرهما وكذا ثبت في نسخة الصغاني التي ذكر أنّه قابلها على نسخة الفربري التي بخطه زيادة
…
فذكرها. قال: واعلم أنّ هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في "الجمع"، وقال: إنّ البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود. قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري أو وقعت فحذفها عمدا قال: وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث.
قال الحافظ: قلت: ويظهر لي أنّ البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية، وهي أنّ
(1) زاد الحاكم "في شأن الخوارج"
(2)
زاد البيهقي "عكرمة"
(3)
زاد البخاري وغيره "يصلحه"
(4)
ولفظ البخاري "فاحتبى" ولفظ الحاكم "ثم احتبى"
(5)
ولفظ الحاكم "حتى علا ذكره في المسجد"
(6)
ولفظ الحاكم "عن رأسه"
(7)
وفي لفظ "ابن سمية"
(8)
رواه شعبة وعبد العزيز بن المختار وخالد بن عبد الله الواسطي وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم عن خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي سعيد.
وخالفهم يحيى بن مطر المجاشعي فرواه عن خالد الحذاء عن عكرمة عن عمار بن ياسر.
أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص"(254)
والأول أصح.
أبا سعيد الخدري اعترف أنّه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنّها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري، ثم ذكر حديث داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الذي تقدم
…
" الفتح 2/ 88 - 89
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري".
الثالث: يرويه عمرو بن دينار عن أبي هشام عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في عمار "تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه الطيالسي (ص 293) عن شعبة عن عمرو بن دينار به.
وأخرجه ابن سعد (3/ 252) وأحمد (3/ 28) عن الطيالسي به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1684) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 197) من طرق عن الطيالسي به.
وأبو هشام ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن عبد البر في "الإستغناء" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا عمرو بن دينار فهو مجهول.
وأما حديث أبي أيوب فأخرجه الطبراني في "الكبير"(4030) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن موسى القطان الواسطي ثنا معلي بن عبد الرحمن ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن أبي أيوب رفعه "تقتل عماراً الفئة الباغية"
وأخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(77) من طريق إسماعيل بن إسحاق الراشدي ثنا معلي بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(13/ 186 - 187) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 11 - 12) من طريق أحمد بن عبد الله المؤدب ثنا معلي بن عبد الرحمن ثنا شريك عن الأعمش ثنا إبراهيم عن علقمة والأسود عن أبي أيوب.
ومعلي بن عبد الرحمن هو الواسطي وهو متهم بالوضع.
وأما حديث أبي رافع فأخرجه أبو يعلى في "معجمه"(181)
عن أبي أيوب سليمان بن داود المنقري الشاذكوني
وحنبل بن إسحاق في "جزئه"(49) والروياني (1/ 461) والطبراني في "الكبير"(954) ومحمد بن الحسين البزاز في "فوائده"(التدوين للرافعي 1/ 430)
عن أبي نعيم ضرار بن صُرَد الطحان
قالا: ثنا علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر "تقتلك الفئة الباغية"
الشاذكوني وضرار بن ورد كذبهما ابن معين.
وأما حديث عثمان بن عفان فأخرجه الطبراني في "الصغير"(516) من طريق أحمد بن بُديل القاضي ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: سمعت عثمان بن عفان رفعه "تقتل عماراً الفئة الباغية"
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 218)
قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلا يحيى بن عيسى"
وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة وفيه أحمد بن بديل الرملي وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف" المجمع 7/ 242
قلت: هو مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به فقد تابعه أحمد بن محمد الرملي (1) ثنا يحيى بن عيسى ثنا الأعمش ثنا زيد بن وهب أنّ عمارا قال لعثمان: حملتَ قريشا على رقاب الناس، عَدَوْا عليّ، فضربوني، فغضب عثمان ثم قال: ما لي ولقريش؟ عدوا على رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فضربوه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمار "تقتلك الفئة الباغية، وقاتله في النار"
أخرجه أبو يعلى في "معجمه"(283) وفي "مسنده"(المطالب 4425) وأبو عوانة في "مسنده" كما في "سير الأعلام"(1/ 420)
وأحمد بن محمد الرملي لم أقف له على ترجمة، ويحيى بن عيسى مختلف فيه: وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، والأعمش وزيد بن وهب ثقتان مشهوران.
وللحديث طريق أخرى يرويها القاسم الحُدَّاني عن قتادة عن سالم بن أبي الجَعْد عن عبد الله بن محمد بن الحنفية عن أبيه عن عثمان.
أخرجه أبو عوانة في "مسنده" كما في "السير"(1/ 421)
وله طريق ثالثة: يرويها أبو إسحاق السبيعي عن عمرو بن غالب عن عثمان.
(1) في "السير": الباهلي.
أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(1240)
وأما حديث عمار بن ياسر فله عنه طرق:
الأول: يرويه أبو التيَّاح يزيد بن حميد الضُّبَعي عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار رفعه "تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1017) عن عبيد الله بن محمد بن حفص العائشي ثنا حماد (1) - هو ابن سلمة - عن أبي التياح به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 361) والذهبي في "السير"(4/ 171)
واختلف فيه على أبي التياح، فرواه عبد الوارث بن سعيد البصري عنه عن عبد الله بن أبي الهذيل مرسلا.
أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 4413/ 1) وابن سعد (1/ 240 - 241) والحارث (1018) وأبو يعلى (4181) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 361) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 550 - 551 و 551)
وتابعه شعبة عن أبي التياح به.
أخرجه الطيالسي (ص 90)
- ورواه الأجلح بن عبد الله الكندي واختلف عنه:
• فرواه أسود بن عامر الشامي عن شَريك بن عبد الله القاضي عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عمار.
أخرجه البزار (1428)
• ورواه حسين بن حسن الأشقر عن الأجلح وأبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل - قال أحدهما: عن عمار وقال الآخر: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 361)
وحسين الأشقر قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.
وشريك سيئ الحفظ.
(1) تابعه عبد الواحد - أظنه ابن زياد - عن أبي التياح به. انظر مسند الطيالسي ص 90
وخالفه عبد الله بن نُمير فرواه عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل مرسلا.
أخرجه ابن سعد (3/ 251)
وهذا أصح، والأجلح مختلف فيه.
الثاني: يرويه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مولاة لعمار بن ياسر قالت: اشتكى عمار شكوى ثقل (1) منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله، فقال: ما يبكيكم؟ أتخشون أني أموت على فراشي؟ أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم أنّه تقتلني الفئة الباغية، وأنّ آخر زادي (2) مذقة من لبن"
أخرجه أبو يعلى (1614) واللفظ له
عن عبيد الله بن عمر القواريري
والبيهقي في "الدلائل"(6/ 421)
عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري
قالا: ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أبي عبيدة به.
ورواته ثقات غير مولاة عمار فلم أعرفها.
الثالث: يرويه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عمار: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7522) وأبو الشيخ في "حديثه"(12) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم ثني يزيد بن أبي زياد به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا يزيد بن أبي زياد، انفرد به أبو مريم"
قلت: وهو متروك الحديث، قاله أبو حاتم والنسائي، وإسماعيل بن عمرو ضعفه أبو حاتم وغيره.
وأما حديث أبي اليَسَر فأخرجه الهيثم بن كليب (1532) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 376) والطبراني في "الكبير"(19/ 170 - 171 و 171) وأبو نعيم في "الصحابة"(5820)
(1) ولفظ البيهقي "أرق"
(2)
ولفظ البيهقي "أُدْمي"
من طريق يحيى (1) بن سلمة بن كُهيل عن أبيه عن أبي بكر بن حفص عن رجل (2) عن أبي اليسر رفعه "تقتل عمارا الفئة الباغية"
ويحيى بن سلمة بن كهيل قال ابن سعد وأبو زرعة: ضعيف جداً، وقال النسائي: متروك الحديث.
وأما حديث خزيمة بن ثابت فأخرجه أحمد (5/ 214 - 215)
عن يونس بن محمد المؤدب وخلف بن الوليد العَتَكي
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(605) وأبو نعيم في "الصحابة"(2364)
عن محمد بن بكار بن الريان البغدادي
وابن أبي شيبة (15/ 302)
عن علي بن حفص المدائني
وأبو القاسم البغوي (605)
عن حسين بن محمد التميمي
خمستهم عن أبي معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافا سلاحه يوم صفين ويوم الجمل حتى قتل عمار، فلما قتل سلَّ سيفه وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتل عمارا الفئة الباغية" فقاتل حتى قتل.
لفظ ابن أبي شيبة.
واختلف فيه على أبي معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي، فرواه محمد بن سليمان بن أبي رجاء العباداني عنه عن محمد بن عمارة بن خزيمة عن أبيه قال: كان أبي كافّا سلاحه
…
وذكر الحديث.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3720)
قال الهيثمي: وفيه أبو معشر وهو لين" المجمع 7/ 242
قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وجماعة، ومحمد بن عمارة قال الحسيني في "الإكمال": لا يكاد يعرف.
(1) وقع عند ابن قانع "محمد"
(2)
وقع عند أبي نعيم "عن أبيه"
وللحديث طريق أخرى عند أبي القاسم البغوي (672)
وفيها محمد بن حُميد وعلي بن مجاهد الرازيان وهما واهيان.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (3800) عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر المدني ثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية"
وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن"
قلت: وهو كما قال.
وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(160) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(673) عن محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ثنا أبو مصعب به.
ولم ينفرد عبد العزيز بن محمد به بل تابعه عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني ثنا العلاء بن عبد الرحمن به.
أخرجه أبو يعلى (6524) وابن عدي (4/ 1495) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 261)
قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 296
قلت: عبد الله بن جعفر لم يخرجاه، وهو ضعيف الحديث كما قال الفلاس وغيره.
وأما حديث حذيفة فأخرجه البزار (2948) والطبري في "تاريخه"(5/ 38 - 39)
عن محمد بن فضيل الكوفي
والحاكم (3/ 391)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
وأبو يعلى (المطالب 4415)
عن علي بن مُسْهر الكوفي
ثلاثتهم عن مسلم الأعور عن حَبَّة بن جُوين العُرَني قال: انطلقت أنا وأبو مسعود إلى حذيفة بالمدائن، فدخلنا عليه، فقال: مرحبا بكما خلفتما من قبائل العرب أحدا أحبّ إليّ منكما. فأسندته إلى أبي مسعود، فقلنا: يا أبا عبد الله، حدثنا فإنا نخاف الفتن، فقال: عليكما بالفئة التي فيها ابن سمية، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تقتله الفئة الباغية الناكبة عن الطريق، وإنّ آخر رزقه ضياح من لبن"
اللفظ للطبري، ولفظ الحاكم نحوه.
ولفظ البزار: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "تقتل عمارا الفئة الباغية" وصدقه الآخر.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح عال ولم يخرجاه"
كذا قال.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف" المجمع 9/ 297
قلت: وهو كما قال.
وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(5/ 315) من طريق أبي عبد الله محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطار ثني أبو يحيى عمرو بن عبد الجبار اليامي ثني أبي ثنا أبو عَوَانة عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أنس رفعه "ابن سمية تقتله الفئة الباغية، قاتله وسالبه في النار"
وقال: كذا قال: عن الحسن عن أنس، والمحفوظ عن الحسن عن أمه عن أم سلمة"
قلت: ومحمد بن سهل العطار قال الدارقطني والحسن بن محمد الخلال: يضع الحديث.
طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(6311): ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا أحمد بن عمر العلاف ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا حماد بن سلمة عن أبي التيَّاح عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد، وكان عمار بن ياسر يحمل صخرتين، فقال "ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا أبو سعيد مولى بني هاشم، تفرد به أحمد بن عمر الرازي"
وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2511) من طريق ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رفعه "تقتل عمارا الفئة الباغية"
وناصح هو ابن عبد الله المحلِّمي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال النسائي: ضعيف.
وأما حديث زيد بن أبي أوفى فله عنه طريقان:
الأول: يرويه إبراهيم التيمي عن سعد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث فيه - فدعا عمارا فقال "تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه ابن عدي (3/ 1064) من طريق القاسم بن معن القيسي ثنا إبراهيم التيمي به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 386) و"الأوسط"(1/ 217) من طريق يحيى بن معين المدني ثنا إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى به.
وقال: وهذا إسناد مجهول لا يتابع عليه ولا يعرف سماع بعضهم من بعض"
وقال أبو حاتم: إبراهيم القرشي وسعيد بن شرحبيل مجهولان (الجرح)
وقال ابن عبد البر: في إسناده ضعفا" الاستيعاب 3/ 41
الثاني: يرويه عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "يا عمار تقتلك الفئة الباغية"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2707) عن نصر بن علي الجَهْضَمِي ثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي ثنا يزيد بن معن أني عبد الله بن شرحبيل به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5146) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا نصر بن علي به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(908) عن محمد بن علي الجوزجاني ثنا نصر بن علي به.
واختلف فيه على عبد المؤمن بن عباد، فرواه حسين بن محمد الذارع عنه فلم يذكر عن رجل من قريش.
أخرجه أبو القاسم البغوي (908 و 915) وابن عدي (3/ 1062 - 1064)
وعبد المؤمن بن عباد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في "الضعفاء" وذكره ابن حبان في "الثقات".
ويزيد بن معن لم أقف له على ترجمة.
وأما حديث عمرو بن حزم فقد تقدم الكلام عليه في الطريق الثالثة من طرق حديث عمرو بن العاص.
وأما حديث زياد بن القرد فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 236) وأبو نعيم في "الصحابة"(3060) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا فردوس بن الأشعري عن مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن مسلم بن شهاب عن أبي اليسر وزياد بن القرد أنّهما شهدا أنّهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار وهو يمسح التراب عن وجهه في المسجد "يا عمار تقتلك الفئة الباغية"
ومن هذا الطريق أخرجه الباوردي في "الصحابة" كما في "الإصابة"(3/ 32)
قال ابن مندة: غريب"
وقال الحافظ: وفيه انقطاع بين الزهري وبينهما"
وقال ابن عبد البر: حديث لا يتصل" الاستيعاب 3/ 32
1854 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأيت فيما يرى النائم كأنّ في إحدى أصبعي سَمْنا، وفي الأخرى عسلا فألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال "تقرأ الكتابين: التوراة والإنجيل"
قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (2/ 222) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 166) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1468) والطحاوي في "المشكل"(672) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 286) والخطيب في "الفقيه"(2/ 135) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص) ص 228 و 228 - 229 و 229) والرافعي في "التدوين"(3/ 288) من طرق عن ابن لهيعة ثنا واهب بن عبد الله المَعَافري عن ابن عمرو قال: فذكره، وزاد: فكان يقرؤهما.
وفي لفظ "في إحدى يديه"
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
قال الذهبي: ابن لهيعة ضعيف الحديث، وهذا خبر منكر" سير الأعلام 3/ 86
وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف" المجمع 7/ 184
(1) 16/ 96 (كتاب التعبير- باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب)
1855 -
"تقطع اليد في ربع دينار فصاعدا"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 15/ 106 - 107) من حديث عائشة.
1856 -
حديث أبي هريرة: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال:"تقوى الله وحسن الخلق"
قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن حبان وصححاه وهو عند البخاري في "الأدب المفرد" من حديث أبي هريرة: فذكره" (2)
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(294) والترمذي (2004) وابن حبان (476) وابن شاهين في "الترغيب"(356) والحاكم (4/ 324) والبيهقي في "الشعب"(5372) من طرق عن عبد الله بن إدريس ثني أبي عن جدي عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال "تقوى الله وحسن الخلق" وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال "الأجوفان: الفم والفرج"
وأخرجه ابن ماجه (4246) وابن أبي الدنيا في "الورع"(135) و"الصمت"(4) و"المداراة"(76) و"التواضع"(170) والطحاوي في "المشكل"(4429) والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 158) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(709) والبغوي في "شرح السنة"(3498) والمزي في "تهذيب الكمال"(32/ 186 - 187) من طرق أيضا عن عبد الله بن إدريس عن أبيه وعمه عن جده عن أبي هريرة، بزيادة "عمه"
قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب، وعبد الله بن إدريس هو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
ولم ينفرد عبد الله بن إدريس به بل تابعه عبد الله بن سلمة بن الأفطس عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1206)
وأخرجه الطيالسي (ص 324) وأحمد (3)(2/ 392 و 442) وفي "الزهد"(ص 474 - 475) والبخاري في "الأدب المفرد"(289) والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(1/ 74 و75 و 448) وفي "اعتلال القلوب"(ص 69) والطبراني في "الأوسط"(8991) وأبو نعيم في
(1) 2/ 385 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)
(2)
13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق والسخاء)
(3)
وأخرجه في موضع آخر (2/ 291) وسقط منه "عن أبيه"
"الرواة عن الفضل بن دكين"(6) وابن بشران (1488) وأبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة"(10) والبيهقي في "الشعب"(4570 و 5025 و 7642) وفي "الآداب"(884) وفي "الزهد"(953) والبغوي في "شرح السنة"(3497 و 4127) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1107) والمزي في "تهذيب الكمال"(8/ 470) من طرق عن داود بن يزيد الأودي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة به.
قال البغوي: هذا حديث حسن غريب، وداود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي أبو يزيد عم عبد الله بن إدريس بن يزيد"
قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد كما تقدم، وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وأبوه يزيد بن عبد الرحمن ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
1857 -
عن أبي هريرة رفعه "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيئ القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيئ السارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1013")(1)
1858 -
حديث أبي سعيد "تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة"
قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)
صحيح
أخرجه أحمد (3/ 64 - 65) والحارث (795) عن محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا عُمارة عن أبي نَضْرَة عن أبي سعيد به مرفوعا.
وزاد "حتى يأتي الرجل القوم فيقول: من صُعِق تلكم الغداة؟ فيقولون: صعق فلان وفلان"
وأخرجه الحاكم (4/ 444) من طريق موسى بن الحسن بن عباد النسائي الجلاجلي ثنا محمد بن مصعب به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(787) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متويه
(1) 16/ 193 (كتاب الفتن - باب خروج النار)
(2)
16/ 201 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد)
الأصبهاني ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا محمد بن مصعب وقرة بن حبيب عن عمارة عن أبي نضرة عن أبي سعيد به.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال الذهبي: قلت: عمارة ثقة لم يخرجوا له"
قلت: ومحمد بن مصعب مختلف فيه، ولم يخرج له مسلم شيئا، وتابعه قرة بن حبيب كما تقدم، وهو ثقة كما قال أبو حاتم وغيره، وكذا باقي رواته ثقات فالإسناد صحيح، وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك، وإبراهيم بن سعيد هو الجوهري، وعمارة هو ابن مِهْران.
1859 -
حديث سهل بن الحنظلية أنّهم ساروا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين فأطنبوا السير فجاء رجل فقال: إني انطلقت من بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم قد اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "تلك غنيمة المسلمين غداً إنْ شاء الله تعالى"
قال الحافظ: ولأبي داود بإسناد حسن من حديث سهل بن الحنظلية: فذكره، وعند ابن إسحاق ما يدل على أنّ هذا الرجل هو عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي" (1)
صحيح
أخرجه أبو داود (916 و2501) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنّه سمع أبا سلام قال: حدثني السلولي أبو كبشة أنّه حدثه سهل بن الحنظلية، أنّهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كانت عشية، فحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "تلك غنيمة المسلمين غدا إنْ شاء الله" وذكر الحديث وفيه طول.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 125 - 126) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 392)
(1) 9/ 88 (كتاب المغازي - باب قول اله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25]
عن أبي بكر بن داسة
وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 153 - 154)
عن أبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي
كلاهما عن أبي داود به.
وخالفهما أبو عوانة (المسند الصحيح 5/ 98) فرواه عن أبي داود ولم يذكر أبا سلام.
واختلف فيه على أبي توبة الربيع بن نافع:
- فرواه غير واحد عنه كرواية أبي داود، منهم:
1 -
محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحرّاني.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(8870)
2 -
أحمد بن خليد الحلبي.
أخرجه (1) الطبراني في "الكبير"(5619) وفي "الأوسط"(409) وفي "مسند الشاميين"(2866) وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(828)
3 -
الحسن بن علي الحُلواني.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(149)
4 -
إبراهيم بن الحسين.
أخرجه الحاكم (1/ 237) والبيهقي (2/ 13)
5 -
الحسن غير منسوب (2).
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 30)
6 -
أبو حاتم الرازي.
قاله ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 154)
7 -
فهد بن سليمان.
أخرجه ابن خزيمة (1/ 246)
(1) وأخرجه المزي (34/ 218) من طريق أبي نعيم الأصبهاني وأبي بكر بن ريذة قالا: أخبرنا الطبراني به.
(2)
أظنه الحسن بن علي الحلواني أو الحسن بن الصباح.
8 -
محمد بن عبد الملك بن زنجويه.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(19)
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاوية بن سلام"
وقال الحاكم: إسناده صحيح"
وقال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح" الإصابة 1/ 117
- ورواه محمد بن عامر الأنطاكي عن أبي توبة ولم يذكر أبا سلام.
أخرجه أبو عوانة (5/ 98)
وتابعه عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة به.
أخرجه الحاكم (2/ 83 - 84) والبيهقي (9/ 149)
وقال الحاكم: هذا الإسناد من أوله إلى آخره صحيح على شرط الشيخين غير أنّهما لم يخرجا مسانيد سهل بن الحنظلية لقلة رواية التابعين عنه وهو من كبار الصحابة"
قلت: لم يخرج البخاري لزيد بن سلام شيئا.
والحديث اختلف فيه على معاوية بن سلام:
• فرواه مروان بن محمد الطاطري عنه ولم يذكر أبا سلام.
أخرجه البيهقي (9/ 149)
• ورواه الوليد بن مسلم عن معاوية بن سلام واختلف عنه:
فرواه موسى بن أيوب النصيبي عن الوليد عن معاوية بن سلام أنه سمع أخاه زيد بن سلام يحدث أنه سمع أبا سلام يقول: ثنا أبو كبشة ثنا سهل بن الحنظلية.
أخرجه السرقسطي في "الغريب"(1/ 176 - 177)
ورواه هشام بن عمار الدمشقي عن الوليد فلم يذكر زيد بن سلام.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2076)
وتابعه أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي ثنا الوليد به.
أخرجه أبو القاسم البغوي (1004)
وحديث أبي توبة عن معاوية عن زيد عن أبي سلام عن السلولي عن سهل بن الحنظلية أصح.
فقد تابعه مُعَمَّر بن يَعْمر الدمشقي ثنا معاوية بن سلام به.
أخرجه ابن خزيمة (487)
وأما حديث جابر الذي أشار إليه الحافظ فقد أخرجه البيهقي في "الدلائل "(5/ 119 - 121) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من فتح مكة جمع مالك بن عوف النصري بني نصر وبني جُشم وبني سعد بن بكر وأوزاعا من بني هلال، وهم قليل، وناسا من بني عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، وأَوْعَيَت معه ثقيف الأحلاف، وبنو مالك، ثم سار بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق معه الأموال والنساء والأبناء، فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي فقال "اذهب فادخل في القوم حتى تعلم لنا من علمهم" وذكر الحديث
وإسناده حسن.
1860 -
حديث ابن مسعود: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال: "تلك محض الإيمان"
قال الحافظ: وأخرج (أي مسلم 133) من حديث ابن مسعود فذكره" (1)
1861 -
: "تمام تحيتكم بينكم المصافحة"
قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي بسند ضعيف من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره" (2)
انظر الحديث الذي بعده.
1862 -
"تمام عيادة المريض أنْ يضع أحدكم يده على جبهته فيسأله كيف هو"
قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة بسند لين (3) رفعه: فذكره، وأخرجه ابن السني ولفظه "فيقول: كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت" (4)
ضعيف
وله عن أبي أمامة طرق:
الأول: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رفعه
(1) 17/ 34 (كتاب الإعتصام - باب ما يكره من كثرة السؤال)
(2)
13/ 293 (كتاب الإستئذان - باب المصافحة)
(3)
وكذا قال في "بذل الماعون"(ص 356)
(4)
12/ 225 (كتاب المرضى - باب وضع اليد على المريض)
"تمام عيادة المريض أنْ يضع أحدكم يده على جبهته، أو قال على يده فيسأله كيف هو؟، وتمام تحياتكم بينكم المصافحة"
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 620) وأحمد (5/ 260) وهناد في "الزهد"(374) والترمذي (2731) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(96، 109) وفي "الإخوان"(117) والروياني (1217 و 1231) والطبراني في "الكبير"(7854) وابن عدي (4/ 1632 و 7/ 2672) والبيهقي في "الشعب"(8547 و 8768 و 8769) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2124) والشجري في "أماليه"(2/ 286) وابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله"(145) من طرق عن يحيى (1) بن أيوب الغافقي المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن علي بن يزيد به.
واللفظ للترمذي.
زاد ابن أبي الدنيا والطبراني في أوله "عائد المريض يخوض في الرحمة"
وزاد الطبراني "ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه على ركبتيه ثم قال: "فإذا جلس عنده غمرته الرحمة"
ولفظ هناد "إنّ من تمام عيادة المريض أن تمد يدك إليه، وتسأله كيف هو، وأنْ تضع يدك عليه"
قال الترمذي: هذا إسناد ليس بالقوى، قال محمد: وعبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة"
وقال النووي والعسقلاني: سنده ضعيف" الخلاصة 2/ 915 - الفتح 13/ 293
قلت: وهو كما قالا لضعف علي بن يزيد الألهاني.
ولكنه لم ينفرد به بل تابعه (2) الزهري عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "من تمام العيادة أنّ تضع يدك على المريض، وتقول: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ "
(1) تابعه مطرف عن عبيد الله بن زحر.
أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 288)
(2)
وتابعه أيوب بن عتبة اليمامي عن القاسم عن أبي أمامة.
أخرجه ابن شاهين في "الترغيب (406) من طريق صبح بن دينار البلدي ثنا عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة به.
وأيوب بن عتبة قال ابن المديني وجماعة: ضعيف.
أخرجه العقيلي (3/ 61 - 62) وابن السني في "اليوم والليلة"(536) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 208) من طريق عبد الأعلى بن محمد التاجر ثنا يحيى بن سعيد عن الزهري به.
قال العقيلي: عبد الأعلى بن محمد التاجر يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري بواطيل لا أصول لها"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح"
قلت: وقع عند ابن السني: عن عبد الأعلى بن محمد البصري عن يحيى بن سعيد المدني - وليس هو يحيى بن سعيد بن قيس - عن الزهري به.
ويحيى بن سعيد هذا قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: يروي عن الزهري أحاديث موضوعة متروك الحديث.
الثاني: يرويه بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن أبي أمامة رفعه "تمام التحية الأخذ باليد، وقال: المصافحة باليمين"
أخرجه تمام في "فوائده"(711)
وبشر بن عون وبكار بن تميم قال أبو حاتم: مجهولان، وقال ابن حبان: بشر بن عون لا يجوز الاحتجاج به بحال.
الثالث: يرويه عيسى بن يوسف الطباع ثنا ابن أبي فُديك ثنا زيد بن يزيد الجَزَري عن أبي أمامة رفعه "من تمام عيادة أحدكم أخاه المريض أن يضع يده عليه فيسأله كيف أصبح، كيف أمسى؟ "
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(67) والبيهقي في "الشعب"(8770) وزيد بن يزيد الجزري لم أقف له على ترجمة.
وللحديث شاهد عن أبي رهم السمعي وعن أبي هريرة وعن ابن مسعود وعن جابر
فأما حديث أبي رهم فأخرجه الطبراني كما في "الآلئ"(2/ 406) عن أحمد (1) بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا معاوية بن يحيى الإطرابلسي ثنا معاوية بن سعيد عن يزيد بن أبلا حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي رهم رفعه "إنّ من تمام عيادة المريض أنّ تضع يدك عليه وتسأله كيف هو"
(1) تابعه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا هشام بن عمار به.
أخرجه المزي (28/ 175 - 176)
ومعاوية بن سعيد هو التجيبي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المجرد": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
وأحمد بن المعلى ومعاوية بن يحيى صدوقان، والباقون ثقات، وأبو رهم السمعي مختلف في صحبته.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 111) وابن السني (542) والبيهقي (3/ 381 - 382) من طرق عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يعود رجلا مريضا من أصحابه وعدناه معه فقبض على يده ووضع (1) على جبهته وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض ثم قال: إنّ الله عز وجل يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة" اللفظ لابن السني
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الترمذي (2730) وفي "العلل الكبير"(2/ 863) وابن عدي (7/ 2676) والبيهقي في "الشعب"(8548) من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن سفيان عن منصور بن المعتمر عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود رفعه "من تمام التحية الأخذ باليد"
قال الترمذي: هذا حديث غريب ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعده محفوظا وقال: إنما أراد عندي حديث سفيان عن منصور عن خيثمة عمن سمع ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا سمر إلا لمصل أو مسافر" قال محمد: وإنما يُروى عن منصور عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد أو غيره قال: من تمام التحية الأخذ باليد"
وقال في "العلل": سألت عنه محمدا فقال: هذا حديث خطأ وإنما يُروى من قول الأسود بن يزيد أو عبد الرحمن بن يزيد"
وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل" علل الحديث 2/ 307
وقال الحافظ: في سنده ضعف" الفتح 13/ 295
(1) زاد البيهقي "يده"
وأما حديث جابر فأخرجه البيهقي في "الشعب"(8779)
وفيه عمر بن موسى بن وجيه التيمي وهو متهم بالوضع.
1863 -
"تمَدْ الأرض مَدّ الأديم ثم لا يكون لابن آدم منها إلا موضع قدميه" الحديث وفيه "ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: أي ربّ عبادك عبدوك في أطراف الأرض. قال: فذلك المقام المحمود"
قال الحافظ: وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن الحسين بن علي أخبرني رجل من أهل العلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الحاكم من حديث جابر رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه اختلف على الزهري في صحابيه" (2)
أخرجه الحاكم (4/ 570) عن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا
إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن جابر رفعه "تمد الأرض يوم القيامة مداً لعظمة الرحمن ثم لا يكون لبشر من بني آدم إلا موضع قدميه، ثم أُدعى أول الناس فأخرّ ساجداً، ثم يؤذن لي فأقوم فأقول: يا ربّ أخبرني هذا - لجبريل وهو عن يمين الرحمن والله ما رآه جبريل قبلها قط - أنّك أرسلته إليّ، قال: وجبريل ساكت لا يتكلم حتى يقول الله: صدق، ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض، فذلك المقام المحمود"
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين"
قلت: إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: قال الحاكم: ارتبت في لقيه بعض الشيوخ.
وجده هو الفضل بن محمد البيهقي أبو محمد الشعراني النيسابوري وهو مختلف فيه: قال الحاكم: ثقة مأمون لم يطعن في حديثه بحجة، وقال أبو عبد الله بن الأخرم: صدوق، وقال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، ورماه الحسين بن محمد القباني بالكذب (السير)
وإبراهيم بن حمزة الزبيري صدوق احتج به البخاري وحده.
والباقون كلهم ثقات.
(1) 10/ 14 (كتاب التفسير - سورة بني إسرائيل - باب قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79])
(2)
14/ 164 (كتاب الرقاق - باب يقبض الله الأرض يوم القيامة)
واختلف فيه على إبراهيم بن سعد، فرواه محمد بن جعفر الوَرَكاني عنه عن الزهري عن علي بن الحسين ثني رجل من أهل العلم رفعه قال: فذكر نحوه.
أخرجه الحارث في "مسنده"(1131) عن الوركاني به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 145)
وقال: صحيح، تفرد بهذه الألفاظ علي بن الحسين، لم يروه عنه إلا الزهري، ولا عنه إلا إبراهيم بن سعد، وعلي بن الحسين هو أفضل وأنقى من أنْ يروه عن رجل لا يعتمده فينسبه إلى العلم ويطلق القول به"
• ورواه محمد بن يونس الكُدَيمي عن محمد بن خالد بن عتمه ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن علي بن الحسين قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه قال: فذكره.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(298)
والكديمي كذبه أبو داود وغيره، وقال ابن حبان: يضع الحديث
واختلف في هذا الحديث على الزهري أيضاً:
• فرواه يونس بن يزيد الأيلي عنه عن علي بن الحسين عن رجل من أهل العلم قوله ولم يرفعه.
أخرجه الحاكم (4/ 571)
• ورواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:
فرواه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 387) عن معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره"(15/ 146) والحاكم (4/ 571)
وتابعه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر به.
أخرجه الطبري (15/ 146)
ورواه ابن المبارك في "الزهد"(زيادات نعيم بن حماد 375) عن معمر عن الزهري عن علي بن حسين أن رجلا من أهل العلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
1864 -
"تنام عيناي ولا ينام قلبي"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 275) من حديث عائشة.
1865 -
حديث أبي ذر قال: تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهنّ حنينا، ثم وضعهنّ في يد أبي بكر فسبحن، ثم وضعهنّ في يد عمر فسبحن، ثم وضعهنّ في يد عثمان فسبحن".
قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني في "الأوسط" وفي رواية للطبراني "فسمع تسبيحهنّ من في الحلقة" وفيه "ثم دفعهنّ إلينا فلم يسبحن مع أحد منا" قال البيهقي في "الدلائل": كذا رواه صالح بن أبي الأخضر ولم يكن بالحافظ عن الزهري عن سويد بن يزيد السلمي عن أبي ذر، والمحفوظ ما رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: ذكر الوليد بن سويد أنّ رجلاً من بني سليم كان كبير السن ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر له عن أبي ذر بهذا.
قال الحافظ: وأما تسبيح الحصى فليست له إلا هذه الطريق الواحدة مع ضعفها" (2)
صحيح
ورد من حديث أبي ذر ومن حديث أنس
فأما حديث أبي ذر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه داود بن أبي هند عن رجل من أهل الشام -يعني الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي - عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال: إني لشاهد عند النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة، وفي يده حصى، فسبحن في يده، وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي. فسمع تسبيحهنّ. في الحلقة، ثم دفعهنّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، فسبحن مع أبي بكر، سمع تسبيحهنّ من في الحلقة، ثم دفعهنّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر، فسبحن في يده، وسمع تسبيحهنّ من في الحلقة ثم دفعهنّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان، فسبحن في يده، ثم دفعهنّ إلينا، فلم يسبحن مع أحد منا"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1266) عن أحمد بن محمد بن صدقة (3) ثنا المنذر بن الوليد الجارودي ثنا أبي ثنا حميد بن مهران عن داود بن أبي هند به.
(1) 1/ 299 (كتاب الوضوء - باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره)
(2)
7/ 403 - 404 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب علامات النبوة في الإسلام)
(3)
هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي. له ترجمة في "سير الأعلام"(14/ 83)
وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(338) عن الطبراني به.
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 214 - 215)
وأخرجه أبو نعيم أيضا (338) من طريق أحمد بن يوسف بن الضحاك ثنا المنذر بن الوليد الجارودي به.
قال الطبراني: لم يروه عن داود إلا حميد بن مهران، تفرد به الجارودي عن أبيه عنه"
وقال الحافظ: قلت، كلهم موثقون، لكن الرجل الشامي ما عرفت من سماه هل هو الطبراني أو شيخه، فإنْ كان هو الوليد بن عبد الرحمن فالإسناد صحيح"
قلت: جزم أبو نعيم بأنّ الذي سماه هو شيخ الطبراني، وهو ثقة وكذا باقي رواته فالإسناد صحيح (1).
ولم ينفرد داود بن أبي هند به بل تابعه محمد بن الوليد الزُّبيدي عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن أبي ذر به.
أخرجه البزار (4044) عن عمر بن الخطاب السجستاني ثنا إسحاق بن إبراهيم الحمصي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي به.
وإسحاق (2) بن إبراهيم هو ابن العلاء بن الضحاك بن المهاجر الحمصي الزبيدي المعروف بابن زبريق وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره.
وعمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الزبيدي الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة.
وخالفه عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي أبو تقي الحمصي فرواه عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثني حميد أنّ عبد الرحمن بن أبي عوف حدّثه أنّه سمع عبد ربه أنّه سمع عاصم بن حميد قال: إنّ أبا ذر قال: فذكره.
(1) وجبير بن نفير سمع أبا ذر كما قال البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 2/ 223)
(2)
واختلف عنه، فقال عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثنا حميد بن عبد الله أنّ عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي حدثه أنه سمع ابن عبد ربه يقول: إنه سمع عاصم بن حميد يقول: إنّ أبا ذر كان يقول: فذكر الحديث بطوله.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1837) ومن طريقه ابن عساكر (ص 109 - 110)
ورواه يعقوب بن سفيان عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء فلم يذكر ابن عبد ربه (وأظنه سقط من المطبوع والله أعلم)
أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1662)
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1146)
وعبد الحميد بن إبراهيم ضعيف لأنّه كان لا يحفظ وليس عنده كتب وكان يلقن.
الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فرواه صالح بن أبي الأخضر عنه عن سويد بن يزيد السلمي عن أبي ذر قال: فذكر حديثا وفيه: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سبع حصيات أو تسع حصيات في كفه فسبحن حتى سمعت لهنّ حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن النبي صلى الله عليه وسلم فوضعهنّ في يد أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهنّ حنيا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهنّ النبي صلى الله عليه وسلم فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهنّ فخرسن، ثم أخذهنّ النبي صلى الله عليه وسلم فوضعهنّ في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهنّ حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن.
أخرجه البزار (4040) والخلال في "السنة"(351) وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة"(من حديث خيثمة ص 105 - 106) واللالكائي في "السنة"(1484 و1485) وأبو نعيم في "الدلائل"(339 و 538) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 64 - 65) وأبو القاسم الأصبهاني "الدلائل"(32 و33) وفي "الحجة"(2/ 179 - 180) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان 107 - 108 و 108) وابن الجوزي في "العلل"(325) من طرق عن قريش بن أنس البصري عن صالح بن أبي الأخضر به.
قال البيهقي: صالح لم يكن حافظا"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: صالح بن أبي الأخضر ليس بشيء، وقال ابن حبان: اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع فحدث بالكل فلا ينبغي أنْ يحدث عنه"
- ورواه محمد بن أبي حميد المدني عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر قال: فذكر نحوه وزاد "ثم أعطاهنّ عليا فوضعهن في يده فخرسن"
أخرجه الطبراني في "لأوسط"(4109)
عن علي بن سعيد الرازي
والدارقطني في "الأفراد" كما في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 214) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(326)
عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري
قالا: ثنا مَوْهَب بن يزيد بن خالد ثنا عبد الله بن وهب أنا محمد بن أبي حميد به.
قال الطبراني: لم يروه عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب إلا محمد بن أبي حميد، ولا عن محمد بن أبي حميد إلا عبد الله بن وهب، تفرد به موهب"
وقال الدارقطني: تفرد به محمد بن أبي حميد عن الزهري، وتفرد به ابن وهب عن ابن أبي حميد، وقد رواه عن الزهري جماعة بغير هذا الإسناد فلم يذكروا عليا غير ابن أبي حميد"
وقال ابن الجوزي: قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا حديث باطل منكر، ومحمد بن أبي حميد ليس بشيء"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف" المجمع 5/ 179
وقال الحافظ: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ومحمد بن أبي حميد هذا مدني ضعيف الحديث، وروايته هذه معدودة من نوع المقلوب؛ لأنّ المحفوظ في هذا عن الزهري عن غير سعيد بن المسيب.
ثم ذكر حديث صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سويد بن يزيد عن أبي ذر.
وقال: قلت: وهو أيضا من نوع المقلوب، وصالح ضعيف.
قال: وقد رواه أربعة من حفاظ أصحاب الزهري، منهم: شعيب بن أبي حمزة ومحمد بن أبي عتيق وعبيد الله بن أبي زياد فقالوا: عن الزهري عن الوليد بن سويد عن رجل من بني سليم كبير السن عن أبي ذر. قال البيهقي: هذا هو المحفوظ عن الزهري انتهى.
ورواية شعيب في "الزهريات" للذهلي وأخرجها من طريقه ابن عساكر (1).
ورواية محمد بن أبي عتيق ذكرها البخاري في ترجمة الوليد بن سويد من "تاريخه"(4/ 2/ 144)
ورواية عبيد الله بن أبي زياد ذكرها الدارقطني في "العلل" تخريج أحاديث المختصر 1/ 214
(1) وذكرها البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 144)، وأخرجها الطبراني في "مسند الشاميين"(3198) وابن عساكر (ص 108 - 109)
وأما حديث أنس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سعيد القافلاني عن الحسن عن أنس قال: تناول النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهنّ أبا بكر فسبحن كما سبحن في يد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهنّ النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم تناولهنّ عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر"
أخرجه خيثمة بن سليمان (ص 106) عن أحمد بن سليمان الصوري ثنا محمد بن مُصفى ثنا يوسف بن الصباح ثنا جرير بن عبد الحميد ثنا سعيد القافلاني به.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 110 - 111) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 215 - 216)
وقال: هذا حديث غريب وفي إسناده من لا يعرف حاله"
قلت: قوله: عن سعيد القافلاني، أظنه خطأ، وإنما هو سليمان القافلاني وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره (انظر اللسان 3/ 94)
الثاني: يرويه محرز القتات (1) عن ثابت البُنَاني عن أنس نحوه وزاد: ثم صيّرهنّ في أيدينا رجلا رجلا فما سبحت حصاة منهن.
أخرجه ابن عساكر (ص 110) وابن الجوزي في "العلل"(327) من طريق إسحاق بن وهب العلاف ثنا عمرو بن حماد الفراهيدي ثنا محرز القتات به.
وعمرو بن حماد الفراهيدي قال الحافظ في "التقريب": مجهول.
1866 -
"تهادوا فإنّ الهدية تذهب وَحَرَ الصدر"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق أبي مَعشر عن سعيد عن أبي هريرة، وقال: غريب وأبو معشر يضعف" (2)
ضعيف
أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة"(236) والطيالسي (ص 307) عن أبي معشر قال: سمعت سعيدا يحدث عن أبي هريرة رفعه: فذكره وزاد "ولا تحقرنّ جارة لجارتها وإنْ كان شق فِرْسِن شاة"
(1) في "تهذيب الكمال"(21/ 595): محرز القصاب.
(2)
6/ 124 (كتاب الهبة- حدثنا عاصم بن علي)
ولفظ الطيالسي "وَغَرَ الصدر"
ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 18 - 19)
ووقع عنده "سعيد بن المسيب"
وأخرجه أحمد (2/ 405) والترمذي (2130) وأبو الشيخ في "الأمثال"(246) والقضاعي (656) من طرق عن أبي معشر به.
ووقع عند أبي الشيخ "سعيد المقبري" وعند القضاعي "سعيد بن أبي سعيد"
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأبو معشر اسمه نجيح مولى بني هاشم وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه"
وقال الحافظ: وفي إسناده أبو معشر المديني وتفرد به وهو ضعيف" التلخيص 3/ 69
1867 -
حديث عطاء: "توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَحَسَرَ العمامة عن رأسه ومسح مقدم رأسه"
قال الحافظ: رواه الشافعي من حديث عطاء: فذكره، وهو مرسل لكنّه اعتضد بمجيئه من وجه آخر موصولا أخرجه أبو داود من حديث أنس، وفي إسناده أبو معقل لا يعرف حاله فقد اعتضد كل من المرسل والموصول بالآخر وحصلت القوة من الصورة المجموعة، وهذا مثال لما ذكره الشافعي من أنّ المرسل يعتضد بمرسل آخر أو مسند، وظهر بهذا جواب من أورد أنّ الحجة حينئذ بالمسند فيقع المرسل لغوا" (1)
ضعيف
أخرجه عبد الرزاق (739) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء قال: بلغني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ وعليه العمامة يؤخرها عن رأسه ولا يَحُلّها، ثم مسح برأسه فأسال الماء بكف واحد على اليافوخ قط، ثم يعيد العمامة"
وأخرجه ابن أبي شيبة (233)
عن عبد الله بن إدريس الأودي
والشافعي في "الأم"(1/ 22) ومن طريقه البيهقي (1/ 61) وفي "المعرفة"(1/ 275)
عن مسلم بن خالد الزَّنْجي
(1) 1/ 304 (كتاب الوضوء- باب مسح الرأس كله)
كلاهما عن ابن جريج عن عطاء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فحسر العمامة عن رأسه ومسح مقدم رأسه أو قال ناصيته بالماء"
وهو مرسل.
وله شاهد عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وعليه عمامة قطرية، فأدخل يده من تحت العمامة: فمسح مقدم رأسه، ولم ينقض العمامة.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 28) وأبو داود (147) وابن ماجه (564) والحاكم (1/ 169) والبيهقي (1/ 60 - 61) وفي "معرفة السنن"(1/ 276) والمزي في "تهذيب الكمال"(18/ 205 - 206) من طريق عبد الله بن وهب ثني معاوية بن صالح عن عبد العزيز بن مسلم عن أبي معقل عن أنس به.
قال الحاكم: هذا الحديث وإنْ لم يكن إسناده من شرط الكتاب فإنّ فيه لفظة غريبة وهي أنّه مسح على بعض الرأس ولم يمسح على عمامته"
وقال الحافظ: في إسناده نظر" التلخيص 1/ 58
وقال في "التهذيب": قلت: قال أبو علي بن السكن: لا يثبت إسناده، وقال ابن القطان: أبو معقل مجهول، وكذا نقل ابن بطال عن غيره"
وقال في "التقريب": أبو معقل مجهول"
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح"(1/ 374): أبو معقل غير معروف"
وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف"
وعبد العزيز بن مسلم هو الأنصاري المدني ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في التقريب: مقبول، أي عند المتابعة وإلا فهو لين الحديث.
1868 -
حديث أبي هريرة: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين"
قال الحافظ: وقد روى أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة: فذكره" (1)
حسن
(1) 1/ 269 (كتاب الوضوء- باب الوضوء مرتين مرتين)
أخرجه ابن أبي شيبة (79) وأحمد (الفتح الرباني 2/ 48) وأبو داود (136) والترمذي (43) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 407 - 408) وابن حبان (1094) والحاكم (1/ 150) والبيهقي (1/ 79)
عن زيد بن الحباب العُكْلي
وابن الجارود (71)
عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي
قالا: ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثني عبد الله بن الفضل الهاشمى عن عبد الرحمن بن هُرْمز الأعرج عن أبي هريرة به.
ولفظ ابن الجارود "قال: ربما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ مثنى مثنى"
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل وهو إسناد حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: لم يخرج مسلم لعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شيئا، وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، والباقون كلهم ثقات فالإسناد حسن.
وقد ذكر الحافظ هذا الحديث شاهدا لرواية فُليح بن سليمان عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد مثله.
وقال: وهو شاهد قوي لرواية فليح هذه"
وله شاهد آخر عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين"
أخرجه تمام في "فوائده"(ق 7/ أ) من طريق محمد بن كثير المصيصي ثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس به.
ومحمد بن كثير مختلف فيه، وقتاده مدلس ولم يذكر سماعا من أنس.
1869 -
"توضأ كما أمرك الله"
قال الحافظ: حسنه الترمذي وصححه الحاكم من قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: فذكره" (1)
صحيح
(1) 1/ 272 (كتاب الوضوء- باب الاستنثار في الوضوء)
يرويه علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي واختلف عنه:
(1)
- فرواه غير واحد عنه عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع، منهم:
1 -
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 319 - 320) وفي "القراءة خلف الإمام"(73) والدارمي (1335) ومحمد بن مسلم الطوسي في "الأربعين"(10) وأبو داود (858) وابن ماجه (460) والبزار (3727) والنسائي (2/ 179) وفي "الكبرى"(722) وابن الجارود (194) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(284) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 35) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 214 - 215) والطبراني في "الكبير"(4525) والحاكم (1/ 241 - 242) وأبو نعيم في "الصحابة"(5998) وابن حزم في "المحلى"(3/ 330 - 332) والبيهقي (2/ 102 و 345) والخطيب في "المتفق والمفترق"(566) وابن بشكوال في "الغوامض"(583) من طرق عن همام بن يحيى العَوْذي ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثني علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع أنّه كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل فدخل المسجد (1) فصلى (2)، فلما قضى صلاته جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى القوم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "وعليك ارجع فصلِّه فإنك لم تصلّ" قال: فرجع فصلى، قال: فجعلنا نرمق صلاته (3) لا ندري ما يعيب منها، فلما قضى صلاته جاء فليسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وعليك ارجع فصلّه فإنك لم تصلّ" وذكر ذلك إما مرتين وإما ثلاثا، فقال الرجل:(4) ما أدري ما عبت علىّ من صلاتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ من القرآن ما أذن الله له فيه وتيسر، ثم يكبر فيركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي (5)، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، يستوي قائما حتى يأخذ كل عظم (6) مأخذه ويقيم صلبه، ثم يكبر فيسجد فيمكن جبهته- قال همام: وربما قال: فيمكن وجهه من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي (7)، ثم يكبر فيرفع
(1) ولفظ النسائي "فأتى القبلة" ولفظ الدارمي والطبراني "فاستقبل القبلة"
(2)
زاد الطبراني "ركعتين"
(3)
ولفظ النسائي والطبراني "فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمق صلاته"
(4)
زاد الدارمي "ما ألوت"
(5)
ولفظ الحاكم والبيهقي "ويستوي"
(6)
ولفظ ابن حزم "عضو"
(7)
ولفظ الحاكم والبيهقي "ويستوي"
رأسه ويستوي قاعدا على مقعدته ويقيم صلبه، فوصف الصلاة هكذا (1) حتى فرغ، ثم قال: لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك (2) "
اللفظ لابن الجارود.
- ورواه حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عنه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن عمه، لم يذكروا أباه.
أخرجه أبو داود (857)
عن موسى بن إسماعيل البصري
وابن بشران (462)
عن إبراهيم بن الحجاج السامي
والطبراني في "الكبير"(4526)
عن حجاج بن منهال البصري
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1977)
عن هُدبة بن خالد البصري
ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به.
• ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة فلم يذكر عمه.
أخرجه الحاكم (1/ 242)
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين بعد أنْ أقام همام بن يحيى إسناده فإنّه حافظ ثقة وكلّ من أفسد قوله فالقول قول همام، وقد روى محمد بن إسماعيل هذا الحديث في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 320) عن حجاج بن منهال وحكم له بحفظه ثم قال: لم يقمه حماد بن سلمة"
قلت: وهو على شرط البخاري وحده فإنّ من فوق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لم يخرج لهم مسلم شيئا.
(1) زاد الدارمي وأبو داود "أربع ركعات"
(2)
ولفظ النسائي "فإذا لم يفعل هكذا لم تتم صلاته"
وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 406): رواه أبو داود والبيهقي بإسنادين صحيحين"
2 -
محمد بن عجلان المدني.
أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 88) وابن أبي شيبة (1/ 287 و 14/ 219) وأحمد (4/ 340) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 320) وفي "القراءة خلف الإمام"(67 و 68 و 69 و 74) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1976) والنسائي (2/ 151 و 3/ 50) وفي "الكبرى"(640 و 1236) والحسن بن سفيان في "الأربعين"(24) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(677) والطحاوي في "المشكل"(2245) وابن حبان (1787) والطبراني في "الكبير"(4521 و 4522 و 4523 و 4524) والآجري في "الأربعين"(ص 71) والبيهقي (2/ 372 - 373 و 373) وفي "الشعب"(2862) وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 86 و 9/ 182 و 183) من طرق عن محمد بن عجلان ثني علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه (1) رفاعة بن رافع قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في (2) المسجد فإذا رجل يصلي في ناحية المسجد (3)، قال: ورسول الله -صلي الله عليه وسلم- يرمقه ولا يفطن له (4)، فلما صلى أقبل حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: ارجع فصل (5) فإنك لم تصل" فرجع فصلى ثم أقبل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فردّ عليه ثم قال "ارجع فصل فإنك لم تصلّ" فصنع ذلك مرتين أو ثلاثا، قال الرجل (6): والذي أنزل عليك الكتاب بالحق (7) لقد جهدت وحرصت فأرني يا رسول الله وعلمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أردت أنْ تصلي (8) فتوضأ وأحسن وضوءك كما أمر الله، ثم (9) استقبل القبلة (10)، ثم اقرأ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل (11) قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع (12) حتى
(1) وفي رواية "عن عم أبيه" وفي رواية أخرى "أخبرني أبي عن عمه وكان بدريا"
(2)
ولفظ النسائي "إذ دخل رجل المسجد فصلى"
(3)
زاد ابن أبي شيبة وغيره "فصلى صلاة خفيفة لا يتم ركوعها ولا سجودها"
(4)
ولفظ النسائي "ولا يشعر" ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "ونحن لا نشعر"
(5)
ولفظ ابن أبي شيبة "أعد فإنك لم تصل"
(6)
ولفظ أحمد "فقال له في الثالثة أو في الرابعة: والذي بعثك بالحق"
(7)
ولفظ البيهقي وغيره "والذي أكرمك يا رسول الله"
(8)
ولفظ النسائي "إذا أردت الصلاة" ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "إذا قمت إلى الصلاة" ولفظ البيهقي وغيره "إذا قمت تريد الصلاة"
(9)
زاد النسائي "قم"
(10)
زاد أحمد وكبره "ثم كبر"
(11)
ولفظ أحمد وغيره "تطمئن"
(12)
زاد النسائي "رأسك"
تستوي (1) قاعدا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم (2) قم فإن أتممت صلاتك على هذا فقد تمت (3)، وإن انتقصت من ذلك فإنما تنقصه من صلاتك"
اللفظ للطبراني.
ورواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المصري عن ابن لَهيعة والليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن من أخبره عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1594)
والأول أصح، فقد رواه قتيبة بن سعيد البلخي وعبد الله بن صالح المصري عن الليث فلم يقولا: عن من أخبره، وهكذا رواه غير واحد عن ابن عجلان فلم يذكروه.
3 -
داود بن قيس الفراء.
قال عبد الرزاق (3739): أنا داود بن قيس ثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك الزرقي ثني أبي عن عمه -وكان بدريا- قال: بينا نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فذكر الحديث وقال فيه "إذا أردت أنْ تصلي فأحسن وضوءك، ثم استقبل القبلة فكبر
…
"
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(4520)
وتابعه ابن وهب "الموطأ"(383 و 467) عن داود بن قيس به.
ومن طريقه أخرجه الحاكم (1/ 242 - 243) والبيهقي (2/ 374) وفي "القراءة خلف الإمام"(6)
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(71 و 72) وفي "الكبير"(2/ 1/ 320 - 321) والنسائي (3/ 50 - 51) وفي "الكبرى"(1237) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 67) والحاكم (1/ 242 - 243) والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(4 و 6) من طرق عن داود بن قيس ثنا علي بن يحيى بن خلاد ثني أبي عن عمه (4) به.
4 -
محمد بن إسحاق المدني.
أخرجه أبو داود (860) وابن خزيمة (597 و 638) والطبراني في "الكبير"(4528)
(1) ولفظ أحمد وغيره "تطمئن"
(2)
ولفظ النسائي وغيره "ثم ارفع، ثم افعل كذلك حتى تفرغ من صلاتك"
(3)
ولفظ أحمد "أتممتها" ولفظ النسائي وغيره "فإذا صنعت ذلك فقد قضيت صلاتك"
(4)
وفي رواية "عن عم له يدري" وفي رواية أخرى "عن عم أبيه رفاعة بن رافع"
والحاكم (1/ 243) والبيهقي (2/ 133 - 134) وفي "معرفة السنن"(2/ 437) من طرق عن إسماعيل بن علية عن محمد بن إسحاق ثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الأنصارى عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع قال: فذكر الحديث، ولم يذكر فيه الوضوء.
5 -
يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي.
أخرجه الطيالسي (ص 196) عن إسماعيل بن جعفر المدني ثني يحيى بن علي بن خلاد عن أبيه عن جده عن رفاعة البدري قال: فذكر الحديث وفيه "إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله"
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2714) والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(183) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 224)
وأخرجه أبو داود (861) ومن طريقه البيهقي (2/ 380)
عن عباد بن موسى الخُتَّلي
والنسائي (2/ 18) وفي "الكبرى"(1631) وابن خزيمة (545) وأبو نعيم في "الصحابة"(2714)
عن علي بن حجر السعدي
وابن المقرئ في "الأربعين"(30)
عن أبي عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ
قالوا: ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع به.
وأخرجه الترمذي (302) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"(553) عن قتبة بن سعيد وعلي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر فلم يذكرا عن أبيه.
وقد أخرجه الحاكم (1/ 243) من طريق الترمذي فذكر فيه عن أبيه.
وقال الترمذي: حديث حسن"
ورواه البخاري (1) في "الكبير"(2/ 1/ 321) عن قتيبة بن سعيد فقال فيه: عن أبيه.
واختلف فيه على إسماعيل بن جعفر، فرواه علي بن معبد بنت شداد العبدي عنه عن يحيى بن علي عن أبيه عن جده رفاعة.
(1) ورواه في موضع آخر (4/ 2/ 297) عن قتيبة فلم يقل: عن أبيه.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1593 و 2244 و 6073) وفي "شرح المعاني"(1/ 232)
وتابعه حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا إسماعيل بن جعفر به.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6074)
ورواية الطيالسي ومن تابعه أصح.
ولم ينفرد إسماعيل بن جعفر به بل تابعه سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4527) عن أحمد بن محمد بن رشدين المصري ثني أبي عن أبيه عن جده عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال به.
(2)
- ورواه محمد بن عمرو بن علقمة عن علي بن يحيى بن خلاد عن عمه رفاعة بن رافع، ولم يقل "عن أبيه".
أخرجه أبو داود (859) ومن طريقه البيهقي (2/ 374) وفي "القراءة خلف الإمام"(7)
عن خالد بن عبد الله الواسطي
والطبراني في "الكبير"(4529)
عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي
وأحمد (4/ 340) والبغوي (1) في "شرح السنة"(554)
عن يزيد بن هارون
وابن أبي شيبة (1/ 244) وابن بشكوال في "الغوامض"(584)
عن عباد بن العوام الواسطي
وأبو القاسم البغوي (678)
عن عباد بن عباد البصري
كلهم عن محمد بن عمرو به.
ورواه أحمد بن سنان القطان عن يزيد بن هارون أنبا محمد بن عمرو عن علي بن يحيى- أحسبه عن أبيه- عن رفاعة.
(1) وقال: هذا حديث حسن"
أخرجه ابن حبان (1787)
ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه شريك بن أبي نمر عن علي بن يحيى عن عمه رفاعة بن رافع، ولم يقل "عن أبيه".
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 232) وفي "المشكل"(2243) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا سليمان بن بلال ثني شريك بن أبي نمر به.
(3)
- ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن عبد الله بن عون عن علي بن يحيى عن خلاد بن رفاعة عن رافع (1).
أخرجه الطبراني في "الكبير"(4530)
وشريك سيئ الحفظ.
وحديث إسحاق بن أبي طلحة ومن تابعه أصح.
وإسناده صحيح.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رفاعة بن رافع وأبو هريرة، وحديث رفاعة أتم من حديث أبي هريرة وإسناده حسن"
1870 -
حديث جابر رفعه "توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات، فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال حبَّة دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال حبَّة دخل النار" قيل: فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال "أولئك أصحاب الأعراف"
قال الحافظ: أخرجه خيثمة في "فوائده"(2)
انظر حديث "من زادت حسناته على سيئاته"
1871 -
"التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، والراجح
(1) ومن هذا الطريق أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 574 - 575) ووقع عنده: عن خلاد بن رفاعة بن رافع- وكان بدريا-
(2)
17/ 325 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)
أنّ قوله: والمستغفر إلى آخره موقوف، وأوله عند ابن ماجه والطبراني من حديث ابن مسعود وسنده حسن" (1)
ضعيف جدًا
أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة"(85) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(6780) عن أحمد بن بُديل اليامي
والبيهقي في "الكبرى"(10/ 154)
عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني
قالا: ثنا سلم بن سالم عن سعيد بن عبد الجبار الحمصي عن عاصم الجذامي (2) عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "ومن آذى مسلما كان عليه من الإثم كذا وكذا" ذكر شيئا.
قال البيهقي: هذا إسناد فيه ضعف"
وقال الذهبي: إسناده مظلم" إتحاف السادة المتقين 8/ 506
وقال المنذري: وقد روي بهذه الزيادة موقوفا ولعله أشبه" الترغيب 4/ 97
وقال السخاوي: وسنده ضعيف فيه من لا يعرف، وروي موقوفا قال المنذري: ولعله أشبه. بل هو الراجح" الأجوبة المرضية 1/ 77 - 78، المقاصد ص 152
قلت: إسناده ضعيف جدا، سلم بن سالم قال الخليلي: أجمعوا على ضعفه، وقال ابن الجوزي: اتفق المحدثون على تضعيف رواياته.
وسعيد بن عبد الجبار قال مسلم: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، ومنهم من كذبه.
وعاصم الجذامي قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
وروي أول الحديث من حديث ابن مسعود ومن حديث أبي سعد الأنصاري ومن حديث أنس ومن حديث أبي عتبة الخولاني ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة
فأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن ماجه (4250) والدارقطني في "العلل"(5/ 297)
(1) 17/ 249 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفَتْح: 15])
(2)
وعند البيهقي "الحداني"
والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 399) والقضاعي (108) والبيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح"(1/ 210)
عن محمد بن عبد الله الرقاشي
والطبراني في "الكبير"(10281) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 210)
عن معلي بن أسد العمي
قالا: ثنا وهيب بن خالد ثنا مَعْمَر عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به مرفوعا.
وأخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 198) عن أبي بكر بن ريذة أنا الطبراني به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الكريم لم يصله عن معمر إلا وهيب"
وقال الخطيب: تفرد بروايته محمد بن عبد الله الرقاشي عن وهيب بهذا الإسناد مرفوعا ولم يتابع عليه"
كذا قال، وقد تابعه معلي بن أسد كما تقدم.
وقال المنذري: رواه ابن ماجه والطبراني كلاهما من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه ولم يسمع منه، ورواية الطبراني رواية الصحيح" الترغيب 4/ 97
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ أبا عبيدة لم يسمع من أبيه" المجمع 10/ 200
وقال السخاوي: ورجاله ثقات بل حسنه شيخنا يعني لشواهده وإلا فأبو عبيدة جزم غير واحد بأنّه لم يسمع من أبيه" المقاصد - الأجوبة المرضية.
قلت: واختلف فيه على معمر، فرواه عبد الرزاق عنه عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن ابن مسعود قوله.
أخرجه البيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح"(1/ 257)
وقال البيهقي: كذا قال (أي عبد الرزاق) وهو وهم"
وأما حديث أبي سعد الأنصاري فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 306) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 398) وفي "الصحابة"(6821) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعد الأنصاري عن أبيه رفعه "الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له"
قال أبو حاتم: يحيى بن أبي خالد مجهول، وابن أبي سعد مثله، وهو حديث ضعيف" علل الحديث 2/ 132
وقال البيهقي: ضعيف" السنن الكبرى 10/ 154
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 200
وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 152 - الأجوبة المرضية 1/ 88
وأما حديث أنس فأخرجه القشيري في "الرسالة"(ص 49) عن أبي بكر محمد بن الحسين بن فورك أنا أحمد بن محمود بن خرزاذ ثنا محمد بن فضل بن جابر ثنا سعيد بن عبد الله ثنا أحمد بن زكريا ثني أبي قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "التائب من الذنب كمن لا ذنب له
…
"
أحمد بن محمود بن خرزاذ له ذكر في "اللسان"(6/ 314) ومن فوقه إلى الصحابي لم أر من ذكرهم.
وأما حديث أبي عتبة الخولاني فأخرجه البيهقي (10/ 154) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي ثنا أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا عثمان بن عبد الله الشامي ثنا بَقية بن الوليد ثنا محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا عتبة الخولاني رفعه قال: فذكره.
عثمان بن عبد الله الشامي هذا يضع الحديث (انظر اللسان 4/ 143 - 147)
وأما حديث عائشة فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 231 - 232) والبيهقي في "الشعب"(6640) من طريق الفضل بن عبد الله بن مسعود اليشكري ثنا أحمد بن عبد الله أبو علي النهرواني الهروي ثنا رَوح بن عبادة عن محمد بن مسلم عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا "الموت غنيمة، والمعصية مصيبة، والفقر راحة، والغنى عقوبة، والعقل هدية من الله، والجهل ضلالة، والظلم ندامة، والطاعة قرة العين، والبكاء من خشية الله النجاة من النار، والضحك هلاك البدن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له"
قال البيهقي: تفرد به هذا النهرواني وهو مجهول، وقد سمعته من وجه آخر عن روح وليس بمحفوظ"
قلت: والفضل بن عبد الله بن مسعود قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني: ضعيف.
وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف أيضا.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه القاسم بن علي الدمشقي في "التعزية"(60)
وفيه مِيْنَاء الخَرّاز قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.
1872 -
حديث "التحالف عند اختلاف المتبايعين"
سكت عليه الحافظ (1).
ضعيف
يرويه إسماعيل بن أمية واختلف عنه:
- فقال الشافعي: أنا سعيد بن سالم القداح أنا ابن جُريج أنّ إسماعيل بن أمية أخبره عن عبد الملك بن عمير أنّه قال: حضرت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأتاه رجلان يتبايعان سلعة فقال هذا: أخذت بكذا وكذا، وقال هذا: بعت كذا وكذا، فقال أبو عبيدة: أُتي عبد الله بن مسعود في مثل هذا فقال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي في مثل هذا فأمر بالبائع أنْ يستحلف ثم يخير المبتاع إنْ شاء أخذ وإنْ شاء ترك"
أخرجه أحمد (1/ 466) عن الشافعي به.
ومن طريقه أخرجه الدارقطني (3/ 19) والحاكم (2/ 48) والبيهقي (5/ 332 - 333)
وأخرجه الحاكم أيضا (2/ 48) من طريق الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي به.
وقال: هذا حديث صحيح إن كان سعيد بن سالم حفظ في إسناده عبد الملك بن عمير"
قلت: اختلف فيه على ابن جريج في تسمية والد عبد الملك.
فرواه حجاج بن محمد المِصيصي الأعور عن ابن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيدة.
أخرجه أحمد (1/ 466) عن حجاج به.
ومن طريقه أخرجه الدارقطني (3/ 19) والحاكم (2/ 48) والبيهقي (5/ 333)
ووقع عند الدارقطني (3/ 18 - 19) والحاكم "عبد الملك بن عبيد"
(1) 5/ 233 (كتاب البيوع- باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا)
وأخرجه الدارقطني (3/ 18 - 19) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد ثنا حجاج عن ابن جُريج أني إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيدة.
وأخرجه النسائي (7/ 266) وفي "الكبرى"(6245) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي ويوسف بن سعيد المصيصي وعبد الرحمن بن خالد بن يزيد القطان قالوا: ثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أني إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيد.
ورواه هشام بن يوسف الصنعاني عن ابن جريج فقال: عن عبد الملك بن عبيدة.
أخرجه أحمد (1/ 466)
ومن طريقه أخرجه الدارقطني والحاكم والبيهقي.
ووقع عند الحاكم والبيهقي "عبد الملك بن عبيد"
- ورواه سعيد بن مسلمة الأموي عن إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عبيدة عن ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه.
أخرجه الدارقطني (3/ 18) والبيهقي (5/ 333)
- ورواه يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن عبد الملك بن عمير عن بعض بني عبد الله بن مسعود مرسلا.
أخرجه البيهقي (5/ 333)
وقال: وهذا الحديث مرسل، وأبو عبيدة لم يدرك أباه"
وقال الحافظ: وفيه انقطاع على ما عرف من اختلافهم في صحة سماع أبي عبيدة من أبيه" التلخيص 3/ 30
1873 -
"التؤدة والاقتصاد وحسن السَّمْت جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه الترمذي (2010) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1105) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 569) والطبراني في "الصغير"(1065) وابن عدي (1/ 260) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 101) وفي "الصحابة"(4202) والخطيب في "الفقيه"(2/ 27) والمزي في "تهذيب الكمال"(15/ 383)
(1) 16/ 21 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين)
عن نصر بن علي الجَهْضَمي
وعبد بن حميد (512)
عن مسلم بن إبراهيم الأزدي
وابن حبان في "الثقات"(7/ 38 - 39) وأبو نعيم في "الصحابة"(4202)
عن عبيد الله بن عمر القواريري
والخطيب في "التاريخ"(3/ 66) وفي "الجامع"(921)
عن أبي بكر بن أبي الأسود ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي
وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(323)
عن أحمد بن إبراهيم الموصلي
والمزي في "تهذيب الكمال"(15/ 382 - 383)
عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي
قالوا: ثنا نوح بن قيس الطاحي عن عبد الله بن عمران الطلحي عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سَرْجِس رفعه "التؤدة والإقتصاد والسمت جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة"
اللفظ لعبد بن حميد وغيره.
ولفظ الطبراني "الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد، والتؤدة"
ولفظ ابن عدي "الهدي الحسن، والسمت الحسن، والاقتصاد، جزء من كذا وكذا جزءا من النبوة"
واختلف فيه على نوح بن قيس، فرواه قتيبة بن سعيد البلخي عنه عن عبد الله بن عمران عن عبد الله بن سرجس، ولم يذكر عاصما الأحول.
أخرجه الترمذي (4/ 366)
وقال: والصحيح حديث نصر بن علي"
وهو كما قال، وأما رواية قتيبة فهي شاذة.
وقال الترمذي: حسن غريب"
وقال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلا عبد الله بن عمران، تفرد به نوح بن قيس"
قلت: ورواته ثقات غير عبد الله بن عمران ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فهو لين الحديث.
وللحديث شاهد عن ابن عباس سيأتي الكلام عليه في حرف الهاء عند حديث "الهدى الصالح والسمت الصالح
…
"
***