الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الجيم
1886 -
عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها، فوضعها بين يديه، فأمسك وأمر أصحابه أن يأكلوا"
قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق موسى بن طلحة عن أبي هريرة، ورجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على موسى بن طلحة اختلافا كثيرا" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما منعك أن تأكل؟ "
1887 -
حديث أبي هريرة أنّ ذلك كان في فتح مكة وأوله في قصة فتح مكة إلى أن قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طاف بالبيت فجعل يمرّ بتلك الأصنام فجعل يطعنها بِسِيَةِ القوس ويقول "جاء الحق وزهق الباطل"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1780) والنسائي (2)(11298")(3)
1888 -
عن عليّ قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال: خَيِّر أصحابك في الأسرى، إنْ شاءوا القتل، وإنْ شاءوا الفداء على أنْ يقتل منهم عاما مقبلًا مثلهم، قالوا: الفداء ويقتل منا.
قال الحافظ: وروى الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح عن علي قال: فذكره" (4)
يرويه محمد بن سيرين عن عَبيدة بن عمرو السلماني واختلف عنه:
- فرواه هشام بن حسان عن ابن سيرين واختلف عنه:
(1) 12/ 84 (كتاب الذبائح- باب الأرنب)
(2)
يعني في الكبرى.
(3)
10/ 15 (كتاب التفسير: سورة الإسراء- باب وقل جاء الحق وزهق الباطل)
(4)
8/ 326 (كتاب المغازي- باب حدثني خليفة)
• فقال سفيان الثوري: عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 368 - 369) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن سفيان به.
وأخرجه البزار (551) والترمذي (1567) والنسائي في "الكبرى"(8662) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 211 - 212) وابن حبان (4795) والدارقطني في "العلل"(4/ 31 - 32 و 32) من طرق عن أبي داود الحفري به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري، لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة"
وقال في "العلل"(2/ 670 - 671): سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: روى أكثر الناس هذا الحديث عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا"
وقال البزار: وهذا الحديث لا يعلم عن غير علي، ولا يعلم أسنده إلا أبو داود الحفري عن ابن أبي زائدة عن الثوري"
وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جدا" التفسير 2/ 326
قلت: رواته كلهم ثقات.
ولم ينفرد سفيان به بل تابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام به.
قاله الترمذي في "السنن"(4/ 135) والدارقطني في "العلل"(4/ 30)
• ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا، ولم يذكر عليا.
أخرجه ابن سعد (2/ 22)
ورواته ثقات.
- ورواه جرير بن حازم البصري عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 166) من طريق سُنيد بن داود المصيصي ثني حجاج عن جرير به.
وسنيد مختلف فيه.
- ورواه أيوب السَّخْتِياني عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (9402) عن مَعْمر عن أيوب به.
ورواته ثقات.
وتابعه أشعث بن سوّار الكندي عن ابن سيرين به.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 368) والطبري (4/ 166 و 10/ 46)
- ورواه عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا، منهم:
1 -
إسماعيل بن عُلية.
أخرجه الطبري (4/ 166 و 10/ 46)
2 -
خالد بن الحارث البصري.
قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 31)
3 -
عثمان بن عمر بن فارس العبدي.
قاله الدارقطني.
4 -
معاذ بن معاذ العنبري البصري.
قاله الدارقطني.
• ورواه أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي.
أخرجه الحاكم (2/ 140) والبيهقي (6/ 321 و 9/ 68) وفي "الدلائل"(3/ 139 - 140) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي ثنا أزهر بن سعد به.
قال ابن عرعرة: ردّدت هذا على أزهر فأبى إلا أنْ يقول: عبيدة عن علي.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: قال البزار: أخرجه إليّ بشر بن آدم بن بنت أزهر من أصل كتاب أزهر فإذا فيه: عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة مرسلا" المسند 2/ 177
وقال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب" العلل 4/ 31
1889 -
عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأني ابن مسعود سورة أقرأنيها زيد وأقرأنيها أبي بن كعب فاختلفت قراءتهم فبقراءة أيهم آخذ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ إلى جانبه، فقال عليّ: ليقرأ كلّ إنسان منكم كما عُلِّم فإنّه حسن جميل.
قال الحافظ: وللطبري والطبراني عن زيد بن أرقم قال: فذكره" (1)
ضعيف جدًا
أخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 12 - 13) عن أبى كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن قرطاس عن زيد القصار عن زيد بن أرقم قال: فذكره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5078) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب به.
قال الهيثمي: وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك" المجمع 7/ 154
1890 -
عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام له رجل من مجلسه فذهب ليجلس فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من طريق أبي الخَصيب -بفتح المعجمة وكسر المهملة آخره موحدة بوزن عظيم- واسمه زياد بن عبد عبد الرحمن عن ابن عمر: فذكره، وله أيضا من طريق سعيد بن أبي الحسن: جاءنا أبو بكرة فقام له رجل من مجلسه فأبى أن يجلس فيه وقال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذا.
وأخرجه الحاكم وصححه من هذا الوجه لكن لفظه مثل لفظ ابن عمر الذي في الصحيح، فكأنّ أبا بكرة حمل النهي على المعنى الأعم، وقد قال البزار: إنّه لا يعرف له طريق إلا هذه. وفي سنده أبو عبد الله مولى أبي بُردة بن أبي موسى، وقيل: مولى قريش وهو بصري لا يعرف" (2).
حديث ابن عمر أخرجه الطيالسي (ص 263) عن شعبة عن عقيل بن طلحة قال: سمعت أبا الخصيب يقول: كنت قاعدا فجاء ابن عمر فقام رجل من مقعده فأبى ابن عمر أنْ يقعد فيه، فجعل الرجل يقول: ما عليك أنْ تقعد، ما عليك أنْ تقعد، فقال ابن عمر: ما كنت أقعد في مجلسك ولا مجلس غيرك بعد ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وجاء رجل وذكر الحديث.
ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(9/ 496)
وأخرجه أحمد (2/ 84 - 85) ومن طريقه المزي (9/ 495) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به.
(1) 10/ 401 (كتاب فضائل القرآن- باب أنزل القرآن على سبعة أحرف)
(2)
13/ 304 (كتاب الإستئذان- باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا)
وأخرجه أبو داود (4828) عن عثمان بن أبي شيبة عن محمد بن جعفر به.
ورواته ثقات غير أبي الخصيب واسمه زياد بن عبد الرحمن فذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال في "الديوان": مجهول.
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه الطيالسي (ص 117) عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال: سمعت أبا عبد عبد الله يحدث عن سعيد بن أبي الحسن أنّ أبا بكرة دخل عليهم في شهادة فقام له رجل عن مجلسه فقال أبو بكرة: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا قام لك رجل من مجلسه فلا تجلس فيه" أو قال "لا تُقم رجلًا من مجلسه ثم تجلس فيه، ولا تمسح يدك بثوب من لا تملك"
ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(34/ 33 - 34)
وأخرجه أحمد (4/ 44 و 48) وأبو داود (4827) والبزار (3690) والحاكم (4/ 272) من طرق عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أبي عبد الله مولى آل أبي بردة عن سعيد بن أبي الحسن قال: فذكر الحديث، وقال فيه: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذا، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه"
لفظ أبي داود.
ولفظ الباقين "لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يقعد فيه، ولا تمسح يدك بثوب من لا تملك"
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه إلا أبو بكرة، ولا نعلم له طريقًا إلا هذا الطريق، ولا نعلم أحدا سمى هذا الرجل يعني أبا عبد الله مولى قريش، وإنما ذكرناه على ما فيه لأنّه لا يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: أبو عبد الله مولى آل أبي بردة كما عند أبي داود، ومولى لآل أبي موسى الأشعري كما عند أحمد في الموضع الأول، ومولى لأبي موسى الأشعري كما عند أحمد في الموضع الثاني والحاكم، ومولى لقريش كما عند البزار قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
1891 -
عن قتادة في قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] قال: جاء رجل من الأنصار يقال له: الحبحاب أبو عقيل قال: يا نبي الله، بتّ أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع فأمسكته لأهلي، وأما صاع فها هو، فقال المنافقون: إنْ كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، فنزلت.
قال الحافظ: وللطبري وابن مندة من طريق سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة قال: فذكره، وهذا مرسل وصله الطبراني والبارودي والطبري من طريق موسى بن عُبيدة عن خالد بن يسار عن ابن أبي عقيل عن أبيه بهذا ولكن لم يسموه" (1)
حيث قتادة أخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 195) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قوله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 79] الآية، قال: أقبل عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله فتقرّب به إلى الله، فلمزه المنافقون، فقالوا: ما أعطى ذلك إلا رياء وسمعة، فأقبل رجل من فقراء المسلمين يقال له: حبحاب أبو عقيل، فقال: فذكر الحديث.
وهذا مرسل رواته ثقات.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 283 - 284) عن مَعْمَر عن قتادة نحوه إلا أنّه لم يسم الأنصاري.
وأخرجه الطبري (10/ 195) من طريق محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به.
ورواته ثقات.
وأما حديث أبي عقيل فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 3643) والطبري (10/ 196) وابن أبى حاتم في "تفسيره"(10502) والطبراني في "الكبير"(3598) والبارودي (الإصابة 11/ 260) وأبو نعيم في "الصحابة"(6929) من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذي ثني خالد بن يسار عن ابن أبي عقيل عن أبيه قال: بتّ أجر الجرير على ظهري على صاعين من تمر، فانقلبت بأحدهما إلى أهلي يتبلغون به، وجئت بالآخر أتقرب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال "انثره في الصدقة" فسخر المنافقون منه وقالوا: لقد كان الله غنيا عن صدقة هذا المسكين، فأنزل الله {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] الآيتين.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ خالد بن يسار لم أجد من وثقه ولا جرحه" المجمع 7/ 33
وقال الحافظ: وموسى ضعيف، لكنه يتقوى بمرسل قتادة" الإصابة 11/ 260
وقال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة بسند فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 8/ 378
(1) 9/ 400 (كتاب التفسير: سورة براءة - باب الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات)
قلت: وخالد بن يسار ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا موسى بن عبيدة فهو مجهول.
1892 -
عن ابن عباس قال: جاء رجل من بني سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مسترضعا فيهم، فقال: أنا وافد قومي ورسولهم.
قال الحافظ: ووقع في رواية كُريب عن ابن عباس عند الطبراني: فذكره، وعند أحمد والحاكم: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم علينا، فذكر الحديث" (1)
سيأتي الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث ابن عباس أنّ رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدك الله، آلله أرسلك أنْ نشهد أنْ لا إله إلا الله وأنْ ندع اللات والعزى؟ قال "نعم"- فأسلم.
1893 -
عن وائل بن حُجر قال: جاء رجل من حضر موت ورجل من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: إنّ هذا غلبني على أرض كانت لأبي.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (139) من طريق علقمة بن وائل عن أبيه.
وقال: ووقع في حديث وائل من الزيادة بعد قوله "ألك بينة؟ " قال: لا، قال "فلك يمينه" قال: إنّه فاجر ليس يبالي ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء، قال "ليس لك منه إلا ذلك"
وقال: وفي حديث وائل: فانطلق ليحلف، فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث" (2)
1894 -
عن ابن عباس قال: جاء عمر فقال: يا رسول الله، هلكت، حوّلت رحلي البارحة، فأنزلت هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البَقَرَة: 223] أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.
قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي من وجه صحيح عن ابن عباس قال: فذكره" (3)
حسن
(1) 1/ 160 (كتاب العلم- باب القراءة والعرض على المحدث)
(2)
14/ 369 و 370 (كتاب الإيمان والنذور- باب اليمين الغموس)
(3)
9/ 257 (كتاب التفسير: سورة البقرة- باب نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)
أخرجه أحمد (1/ 297) والترمذي (2980) والنسائي في "الكبرى"(8977 و 11040) وأبو يعلى (2736) والطبري في "تفسيره"(2/ 397) والطحاوي في "المشكل"(6127) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2134) والخرائطي في "المساوئ"(469) وابن الأعرابي (ق 6 - 7) وابن حبان (4202) والطبراني في "الكبير"(12317) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 42) والبغوي في "التفسير"(1/ 218) من طريق يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت، قال "وما الذي أهلكك؟ " قال: حوّلت رحلي البارحة، قال: فلم يردّ عليه شيئًا، فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب".
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 319
قلت: يعقوب بن عبد الله صدوق، وثقه ابن حبان والطبراني، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
وجعفر بن أبي المغيرة وثقه أحمد وابن حبان، فالإسناد حسن.
1895 -
عن إبراهيم النخعي قال: جاء فلان بن معتب الأنصاري فقال: يا رسول الله، دخلت على امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله إلا أني لم أجامعها.
قال الحافظ: وللطبري من طريق الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: فذكره، وأخرجه ابن أبي خيثمة لكن قال: إنّ رجلًا من الأنصار يقال له: معتب" (1)
مرسل
أخرجه الطبري في "تفسيره"(12/ 135) عن أبي السائب سَلْم بن جُنادة الكوفي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: جاء فلان بن معتب رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله! دخلت على امرأة فنلت منها ما ينال الرجل من أهله، إلا أني لم أواقعها، فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجيبه حتى نزلت هذه الآية {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هُود: 114]- الآية، فدعاه فقرأها عليه.
أبو السائب صدوق، والباقون ثقات، وأبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير.
(1) 9/ 426 (كتاب التفسير: سورة هود- باب قوله وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل)
وأخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(283) من طريق ابن أبي خيثمة ثنا أبي ثنا محمد بن خازم به.
وقال فيه: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: فلان بن معتب
وأخرجه (282) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبو معاوية به.
وقال فيه: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار يقال له: ابن معتب
1896 -
حديث أبي هريرة: جاء مشركو قريش يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت (1).
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2656")(2)
1897 -
عن ابن عمرو قال: جاء هلال أحد بني مُتْعَان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعُشُور نَحْل له، وكان سأله أن يحمي له واديا فحماه له، فلما وُلي عمر كتب إلى عامله: إن أدى إليك عشور نحله فاحم له سَلَبَةَ، وإلا فلا"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره، وإسناده صحيح إلى عمرو، وترجمة عمرو قوية على المختار لكن حيث لا تعارض" (3)
حسن
يرويه غير واحد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، منهم:
1 -
عمرو بن الحارث المصري.
أخرجه أبو داود (1600) عن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن أبي شعيب الحراني ثنا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث المصري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء هلال أحد بني متعان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشور نحل له، وكان سأله أن يحمي له واديا يقال له سَلَبَةَ، فحمى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوادي، فلما وُلي عمر بن الخطاب كتب سفيان بن وهب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ذلك، فكتب عمر: إن أدى إليك ما كان يؤدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشور نحله فاحْم له سلبة، وإلا فإنما هو ذُباب غيث يأكله من يشاء"
(1) يعني قوله تعالى- إنا كل شئ خلقناه بقدر-
(2)
14/ 277 (كتاب القدر- باب في القدر)
(3)
4/ 90 (كتاب الزكاة- باب العشر فيما يسقى من ماء السماء)
ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 126) وفي "المعرفة"(6/ 123 - 124) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 410)
وأخرجه النسائي (5/ 34) وفي "الكبرى"(2278) عن المغيرة بن عبد الرحمن الحراني ثنا أحمد بن أبي شعيب به.
وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات.
2 -
عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
أخرجه أبو داود (1601) ومن طريقه البيهقي (4/ 127)
عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث
وابن زنجويه في "الأموال"(2015)
عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي
كلاهما عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ بني شَبَابة- بطن من فَهْم- كانوا يؤدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم من نحل أَلِفَ عليهم، من كل عشر قِرَب قِربة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمي لهم واديين لهم. فلما كان زمان عمر بن الخطاب استعمل على ما هنالك سفيان بن عبد الله الثقفي، فأبوا أنْ يؤدوا إليه شيئًا وقالوا: إنما ذلك شيء كنا نؤديه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكتب سفيان بذلك إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر: إنما النحل ذباب غيث، يسوقه الله رزقا لمن يشاء، فإنْ أدوا إليك ما كانوا يؤدون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحْم لهم وادييهم، وإلا فخلّ بين الناس وبينهما، فأدوا إليه ما كانوا يؤدون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمى لهم وادييهم.
قال ابن زنجويه: الحديث ليس بثابت"
قلت: إسناده حسن.
3 -
أسامة بن زيد الليثي.
أخرجه ابن ماجه (1824)
عن ابن المبارك
والدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1373 - 1374) والطبراني كما في "نصب الراية"(2/ 392)
عن ابن وهب
كلاهما عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فذكر نحو حديث عبد الله بن الحارث المخزومي.
وإسناده حسن.
4 -
عبيد الله بن أبي جعفر المصري.
أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1489) وابن زنجويه (2014) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤخذ في زمانه من قِرَب العسل من عشر قِربات قِربة من أوسطها.
قال ابن زنجويه: الحديث ليس بثابت"
قلت: ابن لَهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.
وخالفهم يحيى بن سعيد الأنصاري فرواه عن عمرو بن شعيب مرسلا.
قال ابن أبي شيبة (3/ 141): ثنا عباد بن العوام عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب أنّ أمير الطائف كتب إلى عمر بن الخطاب: إنّ أهل العسل منعونا ما كانوا يعطون من قبلنا، قال: فكتب إليه: إنْ أعطوك ما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحم لهم وإلا فلا تحْمها لهم.
قال: وزعم عمرو بن شعيب أنّهم كانوا يعطون من كل عشر قِرب قِربة.
1898 -
عن ابن عباس قال: جاءت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتله الله؟ فنزلت {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]- إلى آخر الآية.
قال الحافظ: وأخرج أبو داود والطبري أيضا من وجه آخر عن ابن عباس قال: فذكره، وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس نحوه وساق إلى قوله- المشركون- إنْ أطعتموهم فيما نهيتكم عنه" (1)
له عن ابن عباس طرق:
الأول: يرويه عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله؟ فأنزل الله {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] إلى آخر الآية.
(1) 12/ 43 (كتاب الذبائح- باب التسمية على الذبيحة)
أخرجه أبو داود (2819) والبيهقي في "معرفة السنن"(13/ 448)
عن عثمان بن أبي شيبة
والبزار (تفسير ابن كثير 2/ 171)
عن محمد بن موسى الحَرَشي
والطبري في "تفسيره"(8/ 18 - 19)
عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
وسفيان بن وكيع
والطبراني في "الكبير"(12295)
عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي
والبيهقي (9/ 240)
عن محمد بن أبي بكر المقدمي
كلهم عن عمران بن عُيينة عن عطاء بن السائب به.
ورواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن عمران عن عطاء عن سعيد مرسلا.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(7832)
والأول أصح.
وأخرجه الترمذي (3069) من طريق زياد بن عبد الله البكائي ثنا عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس قال: أتى أناس النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، أنأكل ما نقتل الحديث.
وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضا، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا"
قلت: وعطاء صدوق اختلط بأخرة، وسماع زياد بن عبد الله منه بعد اختلاطه، وأما عمران بن عيينة فلم أر أحدا صرّح بسماعه من عطاء أهو قبل الاختلاط أم بعده.
الثاني: يرويه عكرمة عن ابن عباس في قوله- وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم- يقولون: ما ذبح الله فلا تأكلوا وما ذبحتم أنتم فكلوا، فأنزل الله عز وجل {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]-.
أخرجه أبو داود (2818) وابن ماجه (3173) والطبري (8/ 17) وابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 2/ 171) والبيهقي (9/ 241)
عن إسرائيل بن يونس
والطبري (8/ 16)
عن شَريك بن عبد الله القاضي
كلاهما عن سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس به (1).
ورواه عنبسة بن سعيد الرازي عن سماك فلم يذكر ابن عباس.
أخرجه الطبري (8/ 16) عن محمد بن حميد الرازي ثنا حَكام عن عنبسة به.
وابن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.
وسماك تكلموا في روايته عن عكرمة.
ولم ينفرد به بل تابعه الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]- أرسلت فارس إلى قريش: أن خاصموا محمدا وقولوا له: ما تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال وما ذبح الله بشمشير من ذهب فهو حرام، فنزلت هذه الآية {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: 121]- قال: الشياطين من فارس وأولياؤهم من قريش.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11614) عن علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد المبارك ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم به.
وعلي بن المبارك ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وعكرمة ثقة، والباقون ليس بهم بأس.
الثالث: يرويه هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني عن أبيه عن ابن عباس قال: جادل المشركون المسلمين، فقالوا: ما بال ما قتل الله لا تأكلونه وما قتلتم أنتم أكلتموه، وأنتم تتبعون أمر الله، فأنزل الله:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} إلى آخر الآية.
(1) قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح" التفسير 2/ 171
قلت: سماك مختلف فيه، وقد تكلم العجلي وغيره في روايته عن عكرمة خاصة.
أخرجه النسائي (7/ 209) وفي "الكبرى"(4526 و 11171) والطبري (8/ 17) والنحاس في "الناسخ"(501) والحاكم (4/ 233) والمزي (22/ 424) من طرق عن سفيان الثوري عن هارون به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: وهو كما قال.
الرابع: يرويه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله- فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين- قال: قالوا: يا محمد، أمّا ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه، وأمّا ما قتل ربكم فتحرمونه؟ فأنزل الله {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)} [الأنعام: 121]- وإنْ أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه إنكم إذن لمشركون.
أخرجه الطبري (8/ 17) عن المثنى بن إبراهيم الآملي الطبري ثنا عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة.
وعبد الله بن صالح هو المصري كاتب الليث مختلف فيه، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.
1899 -
عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو إليه الخدمة، فذكرت الحديث مختصرا.
قال الحافظ: وقد وردت القصة من حديث أم سلمة نفسها أخرجها الطبري في "تهذيبه" من طريق شَهر بن حَوشب عنها قالت: فذكره" (1)
حسن
أخرجه أحمد (6/ 298) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا عبد الحميد بن بهرام ثني شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تحدث زعمت أنّ فاطمة جاءت إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه الخدمة، فقالت: يا رسول الله، والله لقد مَجَلَتْ يدي من الرَّحَى، أطحن مرة وأعجن مرة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ يرزقك الله شيئا يأتك، وسأدلك على خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثا وثلاثين، وكبري ثلاثا وثلاثين، واحمدي أربعا وثلاثين، فذلك مائة فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح
(1) 13/ 367 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)
فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير عشر مرات بعد صلاة الصبح، وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإنّ كل واحدة منهنّ تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهنّ كعتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كسب ذلك اليوم أنْ يدركه إلا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو حرسك ما بين أنْ تقوليه غدوة إلى أنْ تقوليه عشية من كل شيطان ومن كل سوء"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 339) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا عبد الحميد بن بهرام به.
قال الهيثمي: إسنادهما حسن" المجمع 10/ 108 و 122
وهو كما قال.
وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(192) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح ثنا عبد الحميد بن بهرام به.
- ورواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي عن شهر بن حوشب، واختلف عن عبد الله بن عبد الرحمن.
وسيأتي بيان هذا الاختلاف في المجموعة الثانية: كتاب الدعوات- باب فضل التهليل
1900 -
"جاءني جبريل فأمرني أنْ آمر أصحابي يرفعون أصواتهم بالاهلال"
قال الحافظ: وقد روى مالك في "الموطأ" وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم من طريق خلاد بن السائب عن أبيه مرفوعا: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه اختلف على التابعي في صحابيه" (1)
أخرجه مالك (1/ 334) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام عن خلاد بن السائب الأنصاري عن أبيه رفعه "أتاني جبريل فأمرني أنْ آمر أصحابي أو من معي أنْ يرفعوا أصواتهم بالتلبية أو بالإهلال"
وأخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 133) ومن طريقه البيهقي (5/ 42) وفي "معرفة السنن"(7/ 129) عن مالك به.
(1) 4/ 151 (كتاب الحج - باب رفع الصوت بالاهلال)
وأخرجه أحمد (4/ 56) والدارمي (1816) وأبو داود (1814) والطحاوي في "المشكل"(5782) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 299) والطبراني في "الكبير"(6626) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(659) وأبو نعيم في "الصحابة"(3465) والبيهقي (5/ 41 - 42) والبغوي في "شرح السنة"(1867) من طرق عن مالك به.
ولم ينفرد مالك به بل تابعه:
1 -
سفيان بن عُيينة.
أخرجه الحميدي (853) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود 300) وفي "المسند"(853) وأحمد (4/ 56) عن سفيان به.
وأخرجه ابن ماجه (2922) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5173) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
ومن طريق الحميدي أخرجه ابن قانع (1/ 299) والطبراني في الكبير (6627) والحاكم (1/ 450)
وأخرجه الدارمي (1817) والترمذي (829) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2153) والنسائي (5/ 125 - 126) وفي "الكبرى"(3734) وابن الجارود (434) والروياني (1488) وابن خزيمة (2625 و 2627) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(761) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1101) والطحاوي في "المشكل"(5781 و 5783) وابن البختري في "الأمالي"(59) وابن حبان (3802) والطبراني في "الكبير"(6628) والدارقطني (2/ 238) والبيهقي (5/ 42) وفي "الصغرى"(1523) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(3) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 314) من طرق عن سفيان بن عيينة (1) به.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وروى بعضهم هذا الحديث عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح، والصحيح هو عن خلاد بن السائب عن أبيه"
2 -
ابن جريج قال: كتب إليّ عبد الله بن أبي بكر.
أخرجه أحمد (4/ 56) والطحاوي في "المشكل"(5783) والطبراني في "الكبير"(6629)
(1) ورواه أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان القطان المدائني عن ابن عيينة فلم يذكر عبد الملك بن أبي بكر.
أخرجه تمام (115) وابن عساكر (7/ 7) وابن المقرئ في "المعجم"(306)
والأول أصح.
ومن هذا الطريق أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(618) فأثبته.
واختلف فيه على عبد الله (1) بن أبي بكر:
فرواه عبد الله بن الفضل الهاشمي المدني عنه عن خلاد بن السائب عن أبيه، ولم يذكر عبد الملك بن أبي بكر.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6630) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا حاتم بن إسماعيل عن ربيعة بن عثمان عن عبد الله بن الفضل به.
والأول أصح، وأحمد بن عمرو الخلال ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ويعقوب بن حميد هو ابن كاسب وهو مختلف فيه.
-- ورواه عبد الله بن أبي لبيد واختلف عنه:
• فرواه شعبة عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب عن أبيه به.
أخرجه البيهقي (5/ 42)
• ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي لبيد عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد الجهني.
أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة 301) وأحمد (5/ 192) وابن ماجه (2923) وابن خزيمة (2628) وابن حبان (3803) والطبراني في "الكبير"(5170) والحاكم (1/ 450) والبيهقي (5/ 42)
عن وكيع
وابن سعد (2/ 178)
عن محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري
وعبد بن حميد (274) والبيهقي (5/ 42) وفي "الشعب"(3731) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 154)
عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني
والطبراني في "الكبير"(5169)
عن معاوية بن هشام القصار
(1) أظنه عبد الملك بن أبي بكر فإنه مذكور في شيوخ عبد الله بن الفضل والله تعالى أعلم.
وأبو نعيم في "الصحابة"(3468)
عن الأسود بن عامر الشامي
كلهم عن سفيان الثوري به.
وخالفهم قَبيصة بن عقبة الكوفي فرواه عن سفيان الثوري وزاد فيه: عن أبيه عن زيد بن خالد.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 150) والطبراني في "الكبير"(5168)
والأول أصح، وقبيصة تكلموا في سماعه من سفيان.
• ورواه أسامة بن زيد الليثي عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/ 325) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا أسامة بن زيد به.
وأخرجه ابن خزيمة (2630) والحاكم (1/ 450) والبيهقي (5/ 42) من طريق عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وعبد الله بن أبي لبيد أخبراه عن المطلب عن أبي هريرة.
• ورواه محمد بن إسحاق المدني عن عبد الله بن أبي لبيد واختلف عنه:
فرواه حماد بن سلمة عنه عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن السائب بن خلاد أنّ جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: كن عَجّاجا ثَجّاجا"
أخرجه أحمد (4/ 56) والطحاوي في "المشكل"(14/ 496)
ورواه أبو تُميلة يحيى بن واضح المروزي عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن إبراهيم بن خلاد بن سويد عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6638)
ورواه إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن إبراهيم بن خلاد بن سويد، ولم يذكر أباه.
أخرجه (1)
(1) سقط مني ذكر من أخرجه.
• ورواه موسى بن عقبة عن عبد الله بن أبي لبيد واختلف عنه أيضًا:
فرواه وهيب بن خالد البصري عنه عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله عن خلاد بن السائب عن زيد بن خالد الجهني.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 150) والطحاوي في "المشكل"(5784) والطبراني في "الكبير"(5172) وأبو نعيم في "الصحابة"(3469)
وتابعه زهير بن معاوية الجعفي عن موسى بن عقبة به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5171)
ورواه محمد بن الزبرقان الأهوازي عن موسى بن عقبة فلم يذكر عبد الله بن أبي لبيد (1).
أخرجه ابن خزيمة (2629) والطحاوي في "المشكل"(5785)
قال الترمذي: سألت محمدا عن حديث موسى بن عقبة هذا فقال: الصحيح ما روى عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر عن خلاد بن السائب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم" العلل الكبير 1/ 377
وقال البيهقي: والصحيح رواية مالك وابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن أبي بكر عن خلاد بن السائب عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كذلك قاله البخاري وغيره"
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(4/ 110) في ترجمة السائب بن خلاد: وحديثه في رفع الصوت بالتلبية مختلف على خلاد فيه، وقد ذكرنا الاختلاف في ذلك في كتاب "التمهيد" وقد جوده مالك وابن عيينة وابن جريج ومعمر"
وقال في "التمهيد"(17/ 239): هذا حديث اختلف في إسناده اختلافًا كثيرًا، وأرجو أن تكون رواية مالك فيه أصح ذلك إن شاء الله"
قلت: وهو كما قالوا، لأنّ ما اتفق عليه مالك وابن عيينة وابن جريج وهم ثقات أثبات حفاظ أولى بالصواب مما اختلف فيه غيرهم والله أعلم.
(1) هكذا رواه محمد بن بشار وموسى بن هارون عن محمد بن الزبرقان فلم يذكرا ابن أبي لبيد.
ورواه محمد بن المثنى عن محمد بن الزبرقان فذكر ابن أبي لبيد في إسناده.
أخرجه البزار (3763)
وقد سلك ابن حبان في هذا مسلكا آخر فقال: سمع هذا الخبر خلاد بن السائب من أبيه ومن زيد بن خالد الجهني، ولفظاهما مختلفان، وهما طريقان محفوظان"
وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعا "إنّ جبريل أتاني فأمرني أنْ أعلن بالتلبية"
أخرجه أحمد (1/ 321) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ثنا أبو حازم عن جعفر عن ابن عباس به.
قال الهيثمي: وفيه جعفر بن عياش وهو من تابعي أهل المدينة، روى عنه أبو حازم سلمة بن دينار ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 224
قلت: جعفر قال الحسيني في "الاكمال": مجهول، وقال الحافظ في "التعجيل": لا يعرف.
1901 -
عن سعد قال: جال الناس يوم أُحد تلك الجولة، تنحيت فقلت: أذود عن نفسي فإما أنْ أنجو وإما أنْ أستشهد، فإذا رجل مخمر وجهه وقد كاد المشركون أنْ يركبوه فملأ يده من الحصى فرماهم وإذا بيني وبينه المقداد فأردت أنْ أسأله عن الرجل، فقال لي: يا سعد، هذا رسول الله يدعوك، فقمت وكأنّه لم يصبني شيء من الأذي وأجلسني أمامه فجعلت أرمي.
قال الحافظ: وعند الحاكم لهذه القصة بيان سبب ذلك، فأخرج من طريق يونس بن بكير وهو في "المغازي" روايته من طريق عائشة بنت سعد عن أبيها قال: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم استجب لسعد"
1902 -
"جاهدوا المشركين بألسنتكم"
قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث أنس رفعه: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه أحمد (3/ 124 و 153 و 251) والدارمي (2436) وأبو داود (2504) والنسائي (6/ 7، 43) وفي "الكبرى"(4304) وأبو يعلى (3875) وابن حبان (4708) وابن عدي (3/ 916) والحاكم (2/ 81) والبيهقي (9/ 20) وفي "الصغرى"(3446 و 3447)
(1) 8/ 362 (كتاب المغازي- باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)
(2)
13/ 163 (كتاب الأدب- باب هجاء المشركين)
والخطيب في "الفقيه"(1/ 233) والهروي في "ذم الكلام"(ق 122/ ب) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 103) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد والمجاهدين"(ص 43) والبغوي في "شرح السنة"(3410) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعا "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم وأيديكم"
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال النووي: إسناده صحيح" رياض الصالحين ص 388
قلت: وهو كما قالا، وحميد هو ابن أبي حميد الطويل وهو ثقة إلا أنّه يدلس عن أنس، لكن ما دلسه عن أنس سمعه من ثابت البُنَاني وهو ثقة.
قال حماد بن سلمة: عامة ما يروي حميد عن أنس سمعه من ثابت"
قال العلائي: قلت: فعلى تقدير أن يكون مراسيل قد تبين الواسطة فيها وهو ثقة محتج به"
وهذا الحديث سمعه حميد من أنس.
فقد أخرجه الدينوري في "المجالسة"(1144) وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر"(6) من طرق عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن سلمة ثنا حميد الطويل ثنا أنس به.
1903 -
"جبل أُحد يحبنا ونحبه، وهو من جبال الجنة"
قال الحافظ: ثبت في حديث أبي عبس بن جبر مرفوعا: فذكره، أخرجه أحمد" (1)
ضعيف
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 145) والطبراني (اللآلئ المصنوعة 1/ 93)
عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي
والبزار (كشف 1199) والطبراني (اللآلئ 1/ 93) وابن بشران في "الأمالي"(500) والخطيب في "تالي التلخيص"(334)
عن علي بن شعيب البغدادي
والدولابي في "الكنى"(1/ 43)
(1) 8/ 381 (كتاب المغازي- باب أُحُد جبل يحبنا ونحبه)
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي
والطبراني في "الأوسط"(6501)
عن عبيد الله بن عبد الله المنكدري
كلهم عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثنا عثمان بن إسحاق عن عبد المجيد بن أبي عبس بن جبر عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد "هذا جبل يحبنا ونحبه، على باب من أبواب الجنة، وهذا عَيْرٌ جبل يبغضنا ونبغضه، على باب من أبواب النار"
اللفظ للبزار.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي عبس بن جبر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك"
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 13
وقال الحافظ: وعبد المجيد هذا نسب في هذه الرواية لجده وهو عبد المجيد بن محمد (1) بن أبي عبس بن جبر والصحبة لأبي عبس لا لوالده، وقد وقع منسوبًا على الصحة في حديث آخر أخرجه الطبراني في ترجمة أبي عبس بن جبر من معجمه الكبير" اللسان 4/ 55 - الإصابة 7/ 43
قلت: وعبد المجيد هذا قال أبو حاتم: لين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعثمان بن إسحاق ترجمه البخاري في "الكبير" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر هو ولا البخاري عنه راويًا إلا ابن أبي فديك فهو مجهول.
وللحديث شاهد عن أبي هريرة وعن عمرو بن عوف وعن أنس وعن عبد الرحمن الأسلمي مرسلا وعن داود بن الحصين مرسلا
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه عمر بن شيبة في "تاريخ المدينة"(1/ 82) عن هارون بن عمر بن يزيد الدمشقي ثنا محمد بن شعيب ثنا عبد الرحمن بن سليم عن يحيى بن عبيد الله أنه أخبره أنّه سمع أباه يقول: سمعت أبا هريرة يقول: لما قدمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر بدا لنا أحد فقال "هذا جبل يحبنا ونحبه، إنّ أُحُدًا هذا لعلى باب من أبواب الجنة"
(1) وقع في رواية الطبراني التي ساقها السيوطي في "اللآلئ": عبد الله.
وقال الخطيب في "تالي التلخيص": عبد المجيد هو ابن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر"
وأبو عبس بن محمد بن أبي عبس ترجمه البخاري في "الكنى"(ص 63) وابن أبي حاتم (4/ 2/ 420) وابن عبد البر في "الكنى"(3/ 1485) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا عبد المجيد، فهو مجهول.
وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله وهو ابن عبد الله بن مَوْهَب التيمي المدني، وأبوه قال أحمد وغيره: لا يعرف.
وأما حديث عمرو بن عوف فيرويه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "أربعة أجبل من جبال الجنة: "أحد" جبل يحبنا ونحبه، جبل من جبال الجنة، و"ورقان" جبل من جبال الجنة، و"لبنان" جبل من جبال الجنة، و"طور" جبل من جبال الجنة"
أخرجه عمر بن شيبة (1/ 80 - 81) واللفظ له والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(4/ 14) وابن عدي (6/ 2080)
وإسناده ضعيف جدًا، كثير بن عبد الله قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، وكذبه الشافعي وأبو داود، وقال ابن حبان: يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه.
وأما حديث أنس فأخرجه عمر بن شبة (1/ 84) عن عبد العزيز بن عمران عن ابن سمعان عن عبد الله بن محمد بن عبيد عن زينب بنت نبيط عن أنس رفعه "أحد على باب من أبواب الجنة. فإذا مررتم به فكلوا من شجره، ولو من عضاهه"
ثم أخرجه عن محمد بن حاتم ثنا الحزامي ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن عبد الله بن تمام مولى أم حبيبة عن زينب بنت نبيط زوج أنس عن أنس رفعه "هذا جبل يحبنا ونحبه"
وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 58) عن إبراهيم بن المنذر وهو الحزامي ثنا سفيان بن حمزة به.
والإسناد الأول تالف. عبد العزيز بن عمران هو ابن عبد العزيز القرشي الزهري قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري والنسائي: لا يكتب حديثه، وابن سمعان وهو عبد الله بن زياد بن سليمان المخزومي كذبه مالك وهشام بن عروة وابن معين وغيرهم.
والإسناد الثاني أصلح من الأول. الحزامي ثقة، وسفيان وكثير هما الأسلميان وهما صدوقان، وعبد الله بن تمام ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا كثير بن زيد فهو مجهول، وزينب بنت نبيط ذكرها جماعة في الصحابة.
ولم ينفرد سفيان بن حمزة به بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن كثير بن زيد به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1926)
ووقع عنده: عن كثير بن زيد عن عبد الله بن عامر.
طريق أخرى: قال عبدة بن سليمان الكلابي: عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن مِكْنَف عن أنس رفعه "أحد جبل يحبنا ونحبه، وهو على تُرعة من ترع الجنة، وعَير على ترعة من ترع النار"
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 193) وابن ماجه (3115) والعباس الدوري في "التاريخ"(2/ 44) والعقيلي (2/ 308) وابن عدي (4/ 1539) من طرق عن عبدة به.
قال البخاري: عبد الله بن مكنف فيه نظر"
وقال العقيلي: وهذا الحديث لا يعرف إلا بعبد الله بن مكنف، ولم يرو عنه إلا ابن إسحاق"
وقال ابن عدي: لا يحدث عنه غير ابن إسحاق"
وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: لا يجوز الاحتجاج به، ولا أعلم لابن إسحاق سماعا منه"
وأما حديث عبد الرحمن الأسلمي فأخرجه عمر بن شيبة (1/ 83) عن عبد العزيز بن عمران القرشي عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن الأسلمى رفعه "أُحد على باب من أبواب الجنة، وعَير على باب من أبواب النار"
وإسناده ضعيف جدًا، عبد العزيز بن عمران متروك، وابن أبي حبيبة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأما حديث داود بن الحصين فأخرجه عمر بن شبة (1/ 83) عن عبد العزيز بن عمران عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين مرفوعا "أُحد على ركن من أركان الجنة، وعير على ركن من أركان النار"
وإسناده كسابقه.
1904 -
"جحد آدم فجحدت ذريته"
سكت عليه الحافظ (1).
(1) 7/ 177 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب خلق آدم وذريته)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إن الله خلق آدم من تراب
…
"
1905 -
عن أبي الدرداء قال: جَزَّأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل- {قل هو الله أحد} - جزءا من أجزاء القرآن.
قال الحافظ: أخرجه أبو عبيد" (1)
صحيح
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 268 - 269) من طريق سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن سالم بن أبي الجَعْد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء قال: جزأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء، فقال " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] جزء منها"
وسعيد بن بشير مختلف فيه، وثقه دحيم، وضعفه ابن معين وغير واحد.
لكنه لم ينفرد به، فقد أخرجه مسلم (1/ 556) من طريق سعيد بن أبي عَروبة وأبان بن يزيد العطار كلاهما عن قتادة عن سالم عن معدان عن أبي الدرداء مرفوعا "إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] جزءا من أجزاء القرآن"
وأخرجه أحمد (6/ 447) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(188) وابن بشران (771) والبيهقي في "الشعب"(5/ 477) من طريق بكير بن أبي السَّميط البصري ثنا قتادة به.
1906 -
"جعل الله السلام تحية لأمتنا وأمانًا لأهل ذمتنا"
قال الحافظ: وأخرج الطبراني والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره" (2)
ضعيف مرفوعا
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7518) و"الأوسط"(3234) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عمرو بن هاشم البيروتي ثنا إدريس بن زياد الألهاني عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي أنه كان يسلم على كل من لقيه، قال: فما علمت أحدا سبقه بالسلام إلا يهوديا مرة اختبأ له خلف اسطوانة فخرج فسلم عليه، فقال له أبو أمامة: ويحك يا يهودي ما حملك على ما صنعت؟ قال: رأيتك رجلًا تكثر السلام فعلمت أنّه فضل فأحببت
(1) 10/ 437 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل قل هو الله أحد)
(2)
13/ 239 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)
أنْ آخذ به، فقال له أبو أمامة: ويحك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله جعل السلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمتنا"
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8419) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن فراس الفقيه ثنا بكر بن سهل به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن زياد إلا إدريس بن زياد، تفرد به عمرو بن هاشم"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي، وقال غيره: مقارب الحديث" المجمع 8/ 33
وقال أيضًا: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفه، وعمرو بن هاشم البيروتي وثق وفيه ضعف" المجمع 8/ 29
قلت: وإدريس بن زياد الألهاني لم أقف له على ترجمة.
وخالفه بَقية بن الوليد فرواه عن محمد بن زياد قال: كنت آخذ بيد أبي أمامة فلا يمرّ بأحد إلا سلم عليه، ثم قال: إنّ السلام أمان لأهل ذمتنا، تحية لأهل ديننا. موقوف
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد"(ص 219) عن أبي عبد الله السلمي ثنا بقية به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8378) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ثنا بقية ثنا محمد بن زياد قال: كنت آخذا بيد أبي أمامة، فأنصرف معه إلى بيته، فلا يمرّ بمسلم ولا نصراني، ولا صغير ولا كبير إلا قال: سلام عليكم، حتى إذا انتهى إلى باب داره التفت إلينا، ثم قال: يا بني أخي أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام.
ورواه إسحاق بن راهويه عن بقية واقتصر على قوله: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7527)
وتابعه الهيثم بن خارجة ثنا بقية به.
أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(مصباح الزجاجة 4/ 108 - 109)
وإسناده صحيح، ولم ينفرد بقية به بل تابعه إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد وشرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة أنه كان لا يمر بمسلم ولا يهودي ولا نصراني إلا بدأه بالسلام.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 628) عن إسماعيل به.
ورواه ابن ماجه (3693) عن ابن أبي شيبة بلفظ: أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام.
وتابعه عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
أخرجه الطبراني (7525) عن عبيد به.
وأخرجه أيضا من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي وسفيان بن بشر الكوفي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش به.
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 108
وهو كما قال.
وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضعه في الأرض تحية لأهل ديننا، وأمانا لأهل ذمتنا"
أخرجه الطبراني (1) في "الصغير"(203) عن أحمد بن محمد بن أيوب الأنصاري البغدادي ثنا محمد بن يحيى الأنيسي أبو عبد الله ثنا عصمة بن محمد الأنصاري عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسب عن أبي هريرة به.
وأخرجه ابن بشران (169) من طريق القاضي محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا أبو سليمان أحمد بن محمد الأنصاري به.
قال الطبراني: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا عصمة بن محمد، تفرد به محمد بن يحيى الأنيسي، من ولد عبد الله بن أنيس الأنصاري"
وقال الهيثمي: وفيه عصمة بن محمد الأنصاري وهو متروك" المجمع 8/ 29
وله شاهد آخر عن أنس مرفوعا "السلام تحية لملتنا وأمان لذمتنا"
أخرجه القضاعي (262) من طريق أبي فروة الرهاوي ثنا أبي ثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس به.
وطلحة بن زيد هو الرقي قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.
(1) ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(4/ 396)
ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1504) وقال: قال ابن معين: عصمة كذاب يضع الحديث، وقال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، ليس ممن يكتب حديثه إلا اعتبارًا"
1907 -
جعل النبي صلى الله عليه وسلم ميراث ابن الملاعنة لأمه ولورثتها من بعدها.
قال الحافظ: أخرج أبو داود من رواية مكحول مرسلًا، ومن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكره" (1)
حسن
وحديث مكحول له عنه طريقان:
الأول: يرويه الوليد بن مسلم أنا ابن جابر ثنا مكحول قال: فذكره.
أخرجه أبو داود (2907) عن محمود بن خالد وموسى بن عامر الدمشقيان قالا: ثنا الوليد به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 259)
وقال: حديث مكحول منقطع"
يعني مرسل، ورواته ثقات، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد.
الثاني: يرويه يحيى بن حمزة الدمشقي عن النعمان بن المنذر الدمشقي عن مكحول أنّه سئل عن ميراث ولد الملاعنة لمن هو؟ قال: جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمه في سببه لما لقيت من البلاء، ولإخوته من أمه.
أخرجه الدارمي (2971) عن محمد بن المبارك الصوري ثنا يحيى بن حمزة به.
ورواته ثقات.
وحديث ابن عمرو أخرجه أبو داود (2908) عن موسى بن عامر الدمشقي ثنا الوليد أخبرني عيسى أبو محمد عن العلاء بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكر مثل حديث ابن جابر عن مكحول.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 259)
وأخرجه المزي (23/ 43) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن راشد الأصبهاني ثنا موسى بن عامر به.
قال البيهقي: عيسى هو ابن موسى أبو محمد القرشي فيه نظر"
(1) 15/ 32 (كتاب الفرائض- باب ميراث الملاعنة)
وقال في "معرفة السنن"(9/ 153): ليس بالمشهور"
وقال في "السنن الصغرى"(2/ 366): مجهول"
قلت: وثقه دحيم، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ولم ينفرد به بل تابعه الهيثم بن حميد الدمشقي عن العلاء بن الحارث ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قضى بميراث ابن الملاعنة لأمه كله لما لقيت فيه من العناء.
أخرجه الدارمي (3119) عن مروان بن محمد الدمشقي ثنا الهيثم بن حميد به.
وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات.
1908 -
"جعلت لي كل أرض طيبة مسجدًا وطهورًا"
قال الحافظ: وقد روى ابن المنذر وابن الجارود بإسناد صحيح عن أنس مرفوعا: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(2/ 12، 181)
عن علي بن عبد العزيز البغوي
وابن الجارود (124) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(71)
عن محمد بن يحيى الذهلي
قالا: ثنا حجاج الأنماطي ثنا حماد عن ثابت وحميد عن أنس به مرفوعا.
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحجاج هو ابن المنهال، وحماد هو ابن سلمة، وثابت هو البُنَاني، وحميد هو الطويل.
1909 -
جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلّ ذلك سنة، وهذا أحبّ إلي.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1707) من طريق أبي ساسان حُضين بن المنذر الرَّقَاشي قال: شهدت عثمان أُتي بالوليد وقد صلى الصبح ركعتين، ثم قال: أَزِيْدُكُم؟ فشهد عليه
(1) 1/ 454 (كتاب التيمم- باب قول الله تعالى- فلم تجدوا ماءًا فتيمموا)
رجلان: أحدهما حُمْرَان يعني مولى عثمان أنّه قد شرب الخمر، فقال: يا عليّ قم فاجلده، فقال عليّ: قم يا حسن فاجلده، فقال: حسن: وَلِّ حارَّها من تولى قارَّها، فكأنّه وَجَدَ عليه، فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده، فجلده وعليّ يَعُدُّ حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: فذكره" (1)
1910 -
حديث أبي هريرة: جلس النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فَضَمَّ رجليه فأقامهما واحتبى بيديه.
قال الحافظ: أخرجه البزار" (2)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 2020) عن محمد بن عثمان بن كرامة العجلي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا الحسن بن صالح عن مسلم عن مجاهد عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس عند الكعبة فضمّ رجليه فأقامهما واحتبى بيديه.
وقال: لا نعلم رواه عن مجاهد عن أبي هريرة إلا مسلم، ولا عنه إلا الحسن"
قلت: ومسلم هو ابن كيسان المُلائي الأعور قال ابن المديني وغير واحد: ضعيف الحديث.
1911 -
"جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم" الحديث وفيه "وإقامة حدودكم"
قال الحافظ: الحديث ضعيف" (3)
وذكره في موضع آخر وقال: حديث مكحول عن أبي الدرداء وواثلة وأبي أمامة مرفوعا: فذكره، أخرجه البيهقي في "الخلافيات" وأصله في ابن ماجه من حديث واثلة فقط وليس فيه ذكر الحدود، وسنده ضعيف" (4)
ضعيف
يرويه مكحول واختلف عنه:
- فرواه العلاء بن كثير مولى بني أمية عنه عن أبي الدرداء وواثلة وأبي أمامة مرفوعا
(1) 8/ 58 (كتاب أحاديث الأنبياء- فضائل عثمان بن عفان)
(2)
13/ 307 (كتاب الإستئذان- باب الإحتباء باليد)
(3)
2/ 95 (كتاب الصلاة- باب أصحاب الحراب في المساجد)
(4)
16/ 279 (كتاب الأحكام- باب من حكم في المسجد)
"جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وسَلَّ سيوفكم، وإقامة حدودكم، وجمروها في الجمع، واتخذوا على أبوابها مطاهر"
أخرجه العقيلي (3/ 347 - 348) والطبراني في "الكبير"(7601) وفي "مسند الشاميين"(3436) ابن عدي (5/ 1861) والبيهقي (10/ 103) وابن الجوزي في "العلل"(677) من طريق أبي نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي ثنا العلاء بن كثير به.
قال العقيلي: الرواية فيها لين"
وقال البيهقي: العلاء بن كثير هذا شامي منكر الحديث، وقيل: عن مكحول عن يحيى بن العلاء عن معاذ مرفوعا وليس بصحيح"
وقال في "المعرفة"(4/ 223): إسناده ضعيف"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد: العلاء ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات"
وقال الهيثمي: وفيه العلاء بن كثير الليثي الشامي وهو ضعيف" المجمع 2/ 62
قلت: وأبو نعيم النخعي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وكذبه ابن معين.
- ورواه أبو سعيد الشامي عن مكحول عن واثلة وحده مرفوعا "جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وشراءكم، وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسَلَّ سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر، وجمروها في الجمع"
أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 35) وابن ماجه (750) والطبراني في "الكبير"(22/ 57) وفي "مسند الشاميين"(3385) من طريق الحارث بن نبهان البصري ثنا عتبة بن يقظان عن أبي سعيد الشامي به.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، أبو سعيد (1) هو محمد بن سعيد المصلوب قال أحمد: عمدا كان يضع الحديث، وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: كذاب.
قلت: والحارث بن نبهان ضعيف" مصباح الزجاجة 1/ 95
وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 175
قلت: وعتبة بن يقظان قال النسائي: غير ثقة، وقال علي بن الحسين بن الجنيد: لا يساوي شيئًا، وقال الدارقطني: متروك.
(1) وقع عند الطبراني في "مسند الشاميين": عن أبي سعيد الشامي- هو عبد القدوس بن حبيب -
- ورواه عبد ربه بن عبد الله الشامي عن مكحول عن معاذ.
أخرجه عبد الرزاق (1)(1726) عن محمد بن مسلم الطائفي عن عبد ربه به.
واختلف فيه على محمد بن مسلم:
• فرواه سعيد بن أبي مريم عنه عن عبد ربه بن عبد الله عن يحيى بن العلاء عن مكحول عن معاذ.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 173)
• ورواه أحمد بن عبد الرحمن عن محمد بن مسلم فقال: عن مكحول عن يحيى بن العلاء.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3591)
قال المنذري والهيثمي والبوصيري: ومكحول لم يسمع من معاذ" الترغيب 1/ 199 - المجمع 2/ 26 - المصباح 1/ 96 - مختصر الإتحاف 2/ 356
- ورواه عبد القدوس بن حبيب الكَلاعي الشامي عن مكحول مرسلا.
أخرجه عبد الرزاق (1727)
وعبد القدوس بن حبيب كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش، وقال الفلاس: أجمعوا على ترك حديثه.
وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "جنبوا مساجدكم الصبيان والمجانين"
أخرجه عبد الرزاق (1728) عن عبد الله بن مُحَرَّر أنّ يزيد بن الأصم أخبره أنّه سمع أبا هريرة به.
وأخرجه ابن عدي (4/ 1453 - 1454) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الله بن محرر به.
وعبد الله بن محرر قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
1912 -
"جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة"
قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث أبي هريرة" (2)
(1) رواه إسحاق في "مسنده"(المطالب 368) عن عبد الرزاق به.
قال الحافظ: هذا منقطع"
(2)
6/ 416 (كتاب الجهاد- باب النساء)
يرويه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي واختلف عنه:
- فرواه عبد الله بن وهب واختلف عنه:
• فقال سعيد بن منصور (2344): ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال- إنْ كان قاله-: فذكره.
ورواته ثقات إلا أنّ محمد بن إبراهيم لم يسمع من أبي هريرة.
• وقال هارون بن معروف المروزي: ثني ابن وهب عن حَيوة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي هريرة به.
أخرجه أحمد (2/ 421)
وإسناده كالذي قبله.
- وقال سعيد بن أبي هلال: عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي (5/ 85) وفي "الكبرى"(3605)
عن شعيب بن الليث بن سعد
والطبراني في "الأوسط"(8746) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(432)
عن عبد الله بن صالح المصري
كلاهما عن الليث بن سعد ثنا خالد بن يزيد المصري عن سعيد بن أبي هلال به.
قال المنذري: رواه النسائي بإسناد حسن" الترغيب 2/ 164
قلت: بل إسناده صحيح.
1913 -
حديث أبي أمامة: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال "جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات"
قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة: فذكره، وقال: حسن" (1)
(1) 13/ 382 (كتاب الدعوات- باب الدعاء بعد الصلاة)
أخرجه عبد الرزاق كما في "نصب الراية"(2/ 235) عن ابن جريج أخبرني عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة به.
وأخرجه الترمذي (3499) والنسائي في "اليوم والليلة"(108) من طريق حفص بن غياث الكوفي عن ابن جريج به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن"
قلت: رواته ثقات إلا أنّه منقطع بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة فإنّه لم يسمع منه (المراسيل ص 128)
قال ابن القطان الفاسي: واعلم أنّ ما يرويه عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة ليس بمتصل وإنّما هو منقطع لم يسمع منه، قال عباس الدوري: قلت ليحيى: سمع من أبي أمامة؟ قال: لا" نصب الراية 2/ 235
وخالفه جماعة رووه عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، منهم:
1 -
سُليم بن عامر الخبائِري وضَمْرة بن حبيب الحمصي ونعيم بن زياد الشامي.
أخرجه النسائي (1/ 224 - 225) وفي "الكبرى"(1544)
عن الليث بن سعد
والطبراني في "الدعاء"(128)
عن عبد الله بن صالح المصري
والحاكم (1/ 309)
عن عبد الله بن وهب
ثلاثتهم عن معاوية بن صالح الحمصي أخبرني أبو يحيى سليم بن عامر الخَبَائِري وضمرة بن حبيب وأبو طلحة نعيم بن زياد قالوا: سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت عمرو بن عبسة يقول: قلت: يا رسول الله، هل من ساعة أقرب من الأخرى؟ أو هل من ساعة يبتغى ذكرها؟ قال "نعم، إنّ أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد جوف الليل الآخر، فإنْ استطعت أنْ تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة فكن
…
" اللفظ للنسائي.
وأخرجه الترمذي (3579) من طريق معن بن عيسى القزاز ثني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة يقول: حدثني عمرو بن عبسة به.
وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج مسلم لضمرة بن حبيب ولا لنعيم بن زياد شيئا.
2 -
ممطور أبو سلام.
أخرجه أبو داود (1277) عن الربيع بن نافع الحلبي ثنا محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة.
ورواته ثقات لكن قال أبو حاتم: ممطور أبو سلام (1) الأعرج الحبشي الدمشقي روى عن أبي أمامة مرسل (المراسيل ص 215)
وقد أخرجه الطبراني في "الدعاء"(129) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا جدي إبراهيم بن العلاء ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْبَاني عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله الشيباني أنّهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة.
شيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، وجده صدوق، وعمرو بن عبد الله وثقه العجلي وابن حبان، والباقون ثقات.
3 -
لقمان بن عامر الحمصي.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1590)
وفيه فرج بن فضالة وهو ضعيف.
1914 -
"الجار أحق بِشُفْعَتِه، ينتظر به إذا كان غائبًا، إذا كان طريقهما واحدًا"
قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند الترمذي: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه عبد الرزاق (14396) عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "الجار أحق بشفعته، ينتظر بها إذا كان غائبًا، إذا كانت طريقهما واحدة"
(1) واختلف فيه على أبي سلام، فرواه عبد الله بن العلاء بن زَبْر عنه قال: سمعت عمرو بن عبسة يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ الليل أسمع دعوة؟ قال "جوف الليل"
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(803) عن محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي ثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلا بن زبر ثنا أبو سلام به.
(2)
5/ 344 (كتاب الشفعة- باب عرض الشفعة على صاحبها قبل البيع)
وأخرجه الطيالسي (ص 234) وابن أبي شيبة (6/ 358) وأحمد (3/ 303) والدارمي (2630) وأبو داود (3518) وابن ماجه (2494) والترمذي (1369) وفي "العلل"(1/ 570) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 120 و 121) والطبراني في "الأوسط"(5456 و 8394) وابن عدي (5/ 1941) والبيهقي (6/ 106) والخطيب في "الموضح"(2/ 453) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1553) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان به.
وإسناده صحيح.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، ولا نعلم أحدًا روى هذا الحديث غير عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر، وقد تكلم شعبة في عبد الملك من أجل هذا الحديث. وعبد الملك هو ثقة مأمون عند أهل الحديث، لا نعلم أحدا تكلم فيه غير شعبة، من أجل هذا الحديث.
وقد روى وكيع عن شعبة عن عبد الملك بن أبي سليمان هذا الحديث.
وروي عن ابن المبارك عن سفيان الثوري قال: عبد الملك بن أبي سليمان ميزان، يعني في العلم.
والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم، أنّ الرجل أحق بشفعته وإنْ كان غائبا، فإذا قدم فله الشفعة وإنْ تطاول ذلك"
وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: لا أعلم أحدا رواه عن عطاء غير عبد الملك بن أبي سليمان، وهو حديثه الذي تفرد به، ويروى عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذا.
قال الترمذي: إنما ترك شعبةُ عبد الملك لهذا الحديث، لم يجد أحدا رواه غيره. وعبد الملك ثقة عند أهل العلم"
وقال الشافعي: سمعنا بعض أهل العلم بالحديث يقول: نخاف أنْ لا يكون هذا الحديث محفوظا" اختلاف الحديث 7/ 265
وقال أحمد: قال شعبة في هذا الحديث: أخر مثل هذا ودمّر" العلل 1/ 220
وقال وكيع: قال لنا شعبة: لو كان شيئا يقويه"
وقال أيضًا: سمعت شعبة يقول: لو أنّ عبد الملك روى حديثًا آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه"
وقال يحيي القطان: لو روى عبد الملك حديثا آخر مثل حديث الشفعة لتركت حديثه" الكامل لابن عدي
وقال أحمد: هذا حديث منكر" سنن البيهقي 6/ 108
وقال الحسين بن حبان: سئل ابن معين عن هذا الحديث فقال: هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك عن عطاء، وقد أنكره عليه الناس، ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يُردّ على مثله. قلت له: تكلم شعبة فيه؟ قال: نعم، قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميت بحديثه" تاريخ بغداد 10/ 394 - 395
وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أحمد وابن معين يقولان في هذا الحديث: قد كان هذا الحديث ينكر على عبد الملك، وعبد الملك ثقة" التاريخ ص 217
وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب تفرد به عبد الملك وأنكر عليه شعبة بن الحجاج"
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": واعلم أنّ حديث عبد الملك حديث صحيح، ولا منافاة بينه وبين رواية جابر المشهورة، وهي "الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة" فإنّ في حديث عبد الملك "إذا كان طريقهما واحدًا" وحديث جابر المشهور لم ينف فيه استحقاق الشفعة إلا بشرط تصرف الطرق، فيقول: إذا اشترط الجاران في المنافع كالبئر أو السطح أو الطريق فالجار أحق بصقب جاره، لحديث عبد الملك، وإذا لم يشتركا في شئ من المنافع، فلا شفعة لحديث جابر المشهور، وطعن شعبة في عبد الملك بسبب هذا الحديث لا يقدح فيه فإنّه ثقة، وشعبة لم يكن من الحذاق في الفقه ليجمع بين الأحاديث، إذا ظهر تعارضها، إنما كان حافظًا، وغير شعبة إنما طعن فيه تبعًا لشعبة، وقد احتج بعبد الملك مسلم في "صحيحه" واستشهد به البخاري، ويشبه أن يكونا إنما لم يخرجا حديثه هذا لتفرده به وإنكار الأئمة عليه فيه، وجعله بعضهم رأيًا لعطاء، أدرجه عبد الملك في الحديث" نصب الراية 4/ 174
وقال ابن القيم: وقول من قال: إنّ عبد الملك إنما تكلم فيه من أجل هذا الحديث، هو كلام باطل، فإنه إذا لم يضعفه إلا من أجل هذا الحديث كان ذلك دورًا باطلا، فإنّه لا يثبت ضعف الحديث حتى يثبت ضعف عبد الملك، فلا يجوز أنْ يستفاد ضعفه من ضعف الحديث الذي لم يعلم ضعفه إلا من جهة عبد الملك، ولم يعلم ضعف عبد الملك إلا بالحديث وهذا محال من الكلام فإنّ الرجل من الثقات الأثبات الحفاظ الذين لا مطمح للطعن فيهم، وقد احتج به مسلم في "صحيحه" وخرّج له عدة أحاديث، ولم يذكر لصحيح حديثه والاحتجاج به أحد من أهل العلم، واستشهد به البخاري، ولم يرو ما يخالف الثقات، بل روايته موافقة لحديث أبي رافع الذي أخرجه البخاري، ولحديث سمرة الذي صححه الترمذي، فجابر ثالث ثلاثة في هذا الحديث: أبي رافع، وسمرة، وجابر، فأيّ مطعن علي عبد الملك في رواية حديث قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة.
والذين ردوا حديثه ظنوا أنّه معارض لحديث جابر الذي رواه أبو سلمة عنه "الشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة"
وفي الحقيقة لا تعارض بينهما، فإن منطوق حديث أبي سلمة انتفاء الشفعة عند تميز الحدود وتصريف الطرق واختصاص كل ذي ملك بطريق، ومنطوق حديث عبد الملك إثبات الشفعة بالجوار عند الاشتراك في الطريق، ومفهومه انتفاء الشفعة عند تصريف الطرق، فمفهومه موافق لمنطوق حديث أبي سلمة وأبي الزبير، ومنطوقه غير معارض له، وهذا بين، وهو أعدل الأقوال في المسألة.
فإن الناس في شفعة الجوار طرفان ووسط.
فأهل المدينة وأهل الحجاز وكثير من الفقهاء ينفونها مطلقًا، وأهل الكوفة يثبتونها مطلقا، وأهل البصرة يثبتونها عند الاشتراك في حق من حقوق الملك، كالطريق والماء ونحوه، وينفونها عند تميز كل ملك بطريقه حيث لا يكون بين الملاك اشتراك.
وعلى هذا القول تدل أحاديث جابر منطوقها ومفهومها، ويزول عنها التضاد والاختلاف، ويعلم أنّ عبد الملك لم يرو ما يخالف رواية غيره.
والأقوال الثلاثة في مذهب أحمد، وأعدلها وأحسنها هذا القول الثالث، والله الموفق للصواب" عون المعبود 9/ 424 - 425
1915 -
"الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"
قال الحافظ: وعنه (أي عمر) مرفوعا قال: فذكره، أخرجه ابن ماجه والحاكم وإسناده ضعيف" (1)
ضعيف
يرويه إسرائيل بن يونس واختلف عنه:
- فرواه غير واحد عنه عن علي بن سالم بن ثوبان عن علي بن زيد بن جُدْعَان عن سعيد بن المسيب عن عمر به مرفوعا.
أخرجه ابن ماجه (2153) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(262)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري
والدارمي (2547) والفاكهي في "أخبار مكة"(1774)
(1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)
عن محمد بن يوسف الفريابي
والحاكم (2/ 11)
عن عبيد الله بن موسى العَبْسي
والبيهقي (6/ 30) وفي "الصغرى"(2025، 2026) وفي "الشعب"(10700)
عن إسحاق بن منصور السلولي
وعبد بن حميد (33) والعقيلي (3/ 232)
عن أبي نعيم الفضل بن دُكين
وابن عدي (5/ 1847)
عن يحيى بن آدم الكوفي
وعن أسد بن موسى المصري
كلهم عن إسرائيل بن يونس به.
- ورواه النعمان بن عبد السلام الأصبهاني عن إسرائيل فلم يذكر علي بن سالم.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(311)
- ورواه عبد الرزاق (14894) عن إسرائيل عن علي بن سالم عن علي بن زيد عن ابن المسيب قوله.
والأول أصح.
قال ابن عدي: علي بن سالم هذا يعرف بهذا الحديث ولا أعلم له غيره"
وقال العقيلي: ولا يتابع عليه أحد بهذا اللفظ"
وقال البيهقي: تفرد به علي بن سالم عن علي بن زيد قال البخاري: لا يتابع على حديثه"
وقال الذهبي: قلت: علي بن سالم ضعيف" تلخيص المستدرك
وقال المنذري: لا أعلم لعلي بن سالم غير هذا الحديث، وهو في عداد المجهولين" الترغيب 2/ 583
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان" مصباح الزجاجة 3/ 10
وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 170
1916 -
"الجرس مزمار (1) الشيطان"
قال الحافظ: وروى مسلم (2114) من حديث العلاء بن عبد الرحمن (2) عن أبي هريرة رفعه فذكره" (3)
1917 -
"الجمعة على من آواه الليل إلى أهله"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي ونقل عن أحمد أنه لم يره شيئا وقال لمن ذكره له: استغفر ربك" (4)
ضعيف جدًا
قال الترمذي في "العلل الصغرى"(5/ 741 - 742): وسمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا عند أحمد بن حنبل، فذكروا من تجب عليه الجمعة، فذكروا فيه عن بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم، فقلت: فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث، فقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟! قلت: نعم.
حدثنا أحمد بن الحسن ثنا حجاج بن نُصير ثنا المُعَارك بن عَبّاد عن عبد الله بن سعيد المَقْبُري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله"
قال: فغضب أحمد بن حنبل وقال: استغفر ربك، استغفر ربك: مرتين.
قال الترمذي: وإنما فعل هذا أحمد بن حنبل لأنّه لم يصدق هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم لضعف إسناده، لأنّه لم يعرفه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والحجاج بن نصير يضعف في الحديث، وعبد الله بن سعيد المقبري ضعفه يحيى القطان جدًا في الحديث"
وأخرجه الترمذي أيضًا في "السنن"(502)
وقال: إنما فعل أحمد بن حنبل هذا لأنّه لم يَعُدَّ هذا الحديث شيئا، وضعفه لحال إسناده.
(1) في مسلم "مزامير".
(2)
في مسلم "عن أبيه"
(3)
6/ 483 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل)
(4)
3/ 35 - 36 (كتاب الجمعة- باب من أين تؤتى الجمعة)
وقال أيضًا: وهذا حديث إسناده ضعيف، إنما يروى من حديث معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد المقبري. وضعف يحيى القطان عبد الله بن سعيد المقبري في الحديث"
وأخرجه البيهقي (3/ 176) من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي عن المعارك بن عباد به.
وقال: تفرد به معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد وقد قال أحمد بن حنبل: معارك لا أعرفه، وعبد الله بن سعيد هو أبو عباد منكر الحديث متروك"
قلت: معارك بن عباد قال أبو زرعة: واهي الحديث جدًا ولاسيما إذا حدّث عن عبد الله بن سعيد المقبري فيقع ضعف على ضعف، وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره العقيلي والدارقطني في الضعفاء.
وعبد الله بن سعيد المقبري قال الفلاس: منكر الحديث متروك الحديث، وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: ليس بثقة تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي.
وللحديث شاهد مرسل أخرجه لوين في "حديثه"(75) عن محمد بن جابر عن أيوب عن أبي قِلابة مرفوعا "الجمعة واجبة على من آواه الليل"
ومحمد بن جابر هو اليمامي قال ابن معين: ليس بثقة.
1918 -
"الجمعة واجبة على كل محتلم، وعلى من راح إلى الجمعة الغسل"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم من طرق عن مفضل بن فضالة عن عياش بن عباس القِتْبَاني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر عن حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، قال الطبراني في "الأوسط": لم يروه عن نافع بزيادة حفصة إلا بكير ولا عنه إلا عياش، تفرد به مفضل. قلت: رواته ثقات فإن كان محفوظًا فهو حديث آخر، ولا مانع أن يسمعه ابن عمر من النبي صلى الله عليه وسلم ومن غيره من الصحابة" (1)
صحيح
أخرجه أبو داود (342) والنسائي (3/ 73) وفي "الكبرى"(1660) وابن الجارود (287) وابن خزيمة (1721) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 15) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 116) وابن حبان (1220) والطبراني في "الكبير"(23/ 195) و"الأوسط"(4813)
(1) 3/ 8 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة)
وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 322) والبيهقي (3/ 172 و 187) وفي "معرفة السنن"(4/ 312) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 148) من طرق عن المفضل بن فضالة بن عبيد القِتْبَاني عن عياش بن عباس القتباني عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر عن حفصة مرفوعا "على كل محتلم رواح الجمعة، وعلى كل من راح إلى الجمعة الغسل" لفظ أبي داود وغيره.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر عن حفصة إلا بكير بن عبد الله، ولا عن بكير إلا عياش بن عباس، تفرد به مفضل بن فضالة"
قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات.
1919 -
"الجنّ على ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وعقارب، وصنف يَحُلّون ويَظْعَنُون"
قال الحافظ: روى ابن حبان والحاكم من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وروى ابن أبي الدنيا من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه لكن قال في الثالث "وصنف عليهم الحساب والعقاب"(1)
صحيح
وحديث أبي ثعلبة أخرجه الحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 117 - 118) وأبو يعلى (المطالب 3455) والطحاوي في "المشكل"(2941) وابن حبان (6156) والطبراني في "الكبير"(22/ 214 - 215) وفي "مسند الشاميين"(1956) وأبو الشيخ في "العظمة"(1087) والحاكم (2/ 456) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 137) وفي "الصحابة"(6586) واللالكائي في "السنة"(2280) والبيهقي في "الأسماء"(ص 492) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 265) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(1/ 485 و 2/ 390 - 391) من طرق عن معاوية بن صالح الحمصي عن أبي الزاهرية حُدَيْر بن كُرَيْب عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة مرفوعا "الجنّ على ثلاثة أصناف (2): صنف (3) لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون"
اللفظ لأبي نعيم وغيره.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
(1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم)
(2)
وفي لفظ "أثلاث"
(3)
وفي لفظ "ثلث"
قلت: وهو على شرط مسلم.
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الهواتف"(156) وأبو يعلى (المطالب 3454) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 107) وأبو الشيخ في "الطبقات"(182) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثنا يزيد بن سنان أبو فروة الرُّهاوي عن أبي المنيب الحمصي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي الدرداء مرفوعا "الجن (1) ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف (2) عليهم الحساب والعقاب" لفظ ابن أبي الدنيا
وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة الرهاوي.
1920 -
"الجنة تحت الأبَارِقة"
قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور بإسناد رجاله ثقات من مرسل أبي عبد الرحمن الحبلي مرفوعا: فذكره" (3)
مرسل
أخرجه سعيد بن منصور (2521) ثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي مرفوعا "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإن بليتم بهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، نواصيهم ونواصينا بيدك، فقاتلهم لنا واهزمهم لنا، وغضوا أبصاركم، واحملوا عليهم على بركة الله، والتمسوا الجنة تحت الأبارقة"
ورجاله ثقات، وأبو هانئ اسمه حميد بن هانئ الخولاني.
وله شاهد عن يحيى بن أبي كثير مرسلًا أخرجه سعيد بن منصور أيضا (2519) ثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عنه مرفوعا نحوه.
ورجاله ثقات، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها.
1921 -
"الجنة تحت ظلال السيوف"
سكت عليه الحافظ (4).
أخرجه البخاري (فتح 6/ 374) من حديث ابن أبي أوفى.
(1) ولفظ ابن حبان "خلق الله الجن"
(2)
زاد ابن حبان "كابن آدم"
(3)
6/ 373 (كتاب الجهاد- باب الجنة تحت بارقة السيوف)
(4)
4/ 472 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد)
1922 -
"الجيران ثلاثة: جار له حق، وهو المشرك، له حق الجوار، وجار له حقان، وهو المسلم، له حق الجوار وحق الإسلام، وجار له ثلاثة حقوق، مسلم له رحم، له حق الجوار والإسلام والرحم"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث جابر رفعه: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 1896) عن عبد الله بن محمد بن أبي الربيع الحارثي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني عبد الرحمن بن الفضيل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر مرفوعا "الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقًا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له له حق الجوار، وأمّا الذي له حقان فجار مسلم له حق الإسلام وحق الجوار، وأمّا الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم"
وقال: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه عبد الله بن محمد الحارثي وهو وضاع" المجمع 8/ 164
قلت: ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن عيسى البسطامي ثنا ابن أبي فديك به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 207) والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الترغيب" لأبي القاسم الأصبهاني (1/ 482)
وقال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء عن الحسن لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي فديك"
وقال العراقي والألباني: ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1227 - ضعيف الجامع 2673
وهو كما قالا، فإنّ الحسن وهو البصري لم يسمع من جابر بن عبد الله كما قال ابن المديني وأبو حاتم، وقال أبو زرعة: لم يلقه.
وللحديث شاهد: عن سعيد بن أبي هلال أنّه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر نحوه.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(340)
وهو مرسل أو معضل.
(1) 13/ 49 (كتاب الأدب- باب الوصاءة بالجار)