المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الحاء 1923 - عن معبد بن كعب قال: حاصرهم خمسًا - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٤

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف الحاء 1923 - عن معبد بن كعب قال: حاصرهم خمسًا

‌حرف الحاء

1923 -

عن معبد بن كعب قال: حاصرهم خمسًا وعشرين ليلة حتى أجهدهم الحصار، وقذف في قلوبهم الرعب، فعرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد أن يؤمنوا، أو يقتلوا نساءهم وأبناءهم ويخرجوا مستقتلين، أو يبيتوا المسلمين ليلة السبت. فقالوا: لا نؤمن، ولا نستحل ليلة السبت، وأي عيش لنا بعد أبناءنا ونساءنا، فأرسلوا إلى أبي لبابة بن عبد المنذر وكانوا حلفاءه، فاستشاروه في النزول على حكم النبي صلى الله عليه وسلم، فأشار إلى حلقه -يعني الذبح- ثم ندم فتوجه إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فارتبط به حتى تاب الله عليه.

قال الحافظ: عند ابن إسحاق عن أبيه عن معبد بن كعب قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن إسحاق في "مغازيه" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 235) بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(21/ 151 - 153) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 15 - 16) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار عن معبد بن كعب بن مالك السلمي به.

وابن إسحاق صدوق، وأبوه ومعبد ثقتان.

1924 -

"حُبُّ الأنصار إيمان وبغضهم نفاق"

قال الحافظ: ولأحمد من حديثه (أي أبي سعيد الخدري) رفعه: فذكره" (2)

صحيح

(1) 8/ 417 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب)

(2)

1/ 69 (كتاب الإيمان- باب علامة الإيمان حب الأنصار)

ص: 2847

أخرجه أحمد (3/ 70) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة عن أفلح الأنصاري عن أبي سعيد به مرفوعا.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وأفلح هو مولى أبي أيوب الأنصاري.

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 29

وللحديث شاهد عن سعد بن عبادة مرفوعا "إنّ هذا الحي من الأنصار محنة، حبهم إيمان وبغضهم نفاق"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1704 و 1904)

عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني

والطبراني في "الكبير"(5377)

عن سليمان بن حرب البصري

وأبو داود في "فضائل الأنصار" كما في "تهذيب الكمال"(11/ 127) والطبراني في "الكبير"(5377) والمزي (11/ 127)

عن مسدد

قالوا: ثنا حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي شُمَيْلَة عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه به.

واختلف فيه على حماد بن زيد:

• فرواه محمد بن موسى الحَرَشي عنه فلم يذكر عبد الرحمن بن أبي شميلة.

أخرجه البزار (كشف 67)

• ورواه يونس بن محمد (1) البغدادي عن حماد بن زيد ثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة عن رجل رده إلى سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه.

أخرجه أحمد (5/ 285)

• ورواه عفان بن مسلم الصفار البصري عن حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي شميلة ثني رجل عن سعيد الصراف أو هو عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه.

(1) تابعه حبان ثنا حماد بن زيد به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 484)

ص: 2848

قال عفان: وقد حدثنا به مرة وليس فيه شك أملاه عليّ أولًا على الصحة.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 159) وأحمد (6/ 7)

وسعيد الصراف ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

1925 -

"حُبب إليّ النساء والطيب"

قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث أنس" (1)

حسن

وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه سلام أبو المنذر القارئ ثنا ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعا "حبب إليّ من الدنيا (2) النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"

أخرجه ابن سعد (1/ 398) وأحمد (3/ 128 و 199 و 285) وابن أبي عاصم في "الزهد"(234 و 235) وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(322 و 323) والنسائي (7/ 58) وفي "الكبرى"(8887) وأبو يعلى (3482 و 3530) والعقيلي (2/ 160) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2/ 105) والطبراني في "الأوسط"(5199) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 229) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 25) والبيهقي (7/ 78) والبغوي في "الشمائل"(1061) من طرق عن سلام أبي المنذر به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثابت إلا سلام أبو المنذر"

وقال العقيلي: فيه رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضًا"

وقال الذهبي: إسناده قوي" الميزان 2/ 177

قلت: سلام أبو المنذر مختلف فيه: قواه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

لكنه لم ينفرد به فقد تابعه جعفر بن سيمان الضُّبَعي عن ثابت عن أنس مرفوعا "حبب إلي النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة"

أخرجه المؤمل بن إهاب في "جزئه"(17) عن سيار بن حاتم العَنَزي البصري عن جعفر بن سليمان به.

(1) 4/ 142 (كتاب الحج- باب الطيب عند الإحرام)

(2)

وفي لفظ "دنياكم"

ص: 2849

وأخرجه النسائي (7/ 60) وفي "الكبرى"(8888)

عن علي بن مسلم الطوسي

والحاكم (2/ 160)

عن الخضر بن أبان الهاشمي

قالا: ثنا سيار بن حاتم به.

قال العراقي: رواه النسائي والحاكم من حديث أنس بإسناد جيد" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 956

قلت: وهو كما قال.

تنبيه: قال المناوي في "فيض القدير"(3/ 371): واعلم أنّ المصنف (أي السيوطي) جعل في الخطبة "حم" رمزا لأحمد في "مسنده" فاقتضى ذلك أنّ أحمد روى هذا في "المسند" وهو باطل فإنه لم يخرجه فيه، وإنما خرجه في كتاب "الزهد" فعزوه إلى "المسند" سبق ذهن أو قلم، وممن ذكر أنّه لم يخرجه في "مسنده" المؤلف نفسه في حاشيته للقاضي فتنبه لذلك"

كذا قال، مع أنّ الحديث مخرج في "المسند" في أربعة مواضع، ولم أره في كتاب "الزهد" فإني نظرت فيه من أوله إلى آخره فلم أجده، وبالله التوفيق.

الثاني: يرويه الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس مرفوعا "جعلت قرة عيني في الصلاة"

أخرجه العقيلي (4/ 420) والطبراني في "الصغير"(741) و"الأوسط"(5768) والخطيب في "التاريخ"(14/ 190) من طرق عن يحيى بن عثمان الحربي ثنا الهِقْل بن زياد عن الأوزاعي به.

قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا الهقل، تفرد به يحيي"

وقال العقيلي: يحيى بن عثمان الحربي عن هقل لا يتابع على حديثه عن الأوزاعي"

وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث هكذا موصولا هقل بن زياد عن الأوزاعي ولم أره إلا من رواية يحيى بن عثمان عن هقل"

قلت: يحيى بن عثمان الحربي وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال صالح جزرة: صدوق.

ص: 2850

والهقل بن زياد ثقة من أثبت أصحاب الأوزاعي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثقة مشهور، فالإسناد صحيح.

واختلف فيه على الأوزاعي، فرواه الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة مرسلًا.

أخرجه الخطيب (14/ 190)

والأول أصح.

الثالث: يرويه سلام بن أبي خبزة ثنا ثابت البُنَاني وعلي بن زيد عن أنس مرفوعا "حبب إليّ النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة"

أخرجه ابن عدي (3/ 1150) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 230)

وسلام بن أبي خبزة قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وللحديث شاهد مرسل أخرجه عبد الرزاق (7939) عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه وعن ليث مرفوعا "حبب إليّ الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة"

معتمر وأبوه ثقتان، وليث وهو ابن أبي سليم ضعيف.

1926 -

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الناقة لما بركت في الحديبية "حبسها حابس الفيل"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 6/ 257 - 281) من حديث المِسْور بن مخرمة ومروان بن الحكم.

1927 -

حديث بُريدة أَنّ امرأة من غامد قالت: يا رسول الله طهرني، فقالت: إنّها حُبلى من الزنا، فقال لها "حتى تضعي" فلما وضعت قال "لا نرجمها وتضع ولدها صغيرًا ليس له من يرضعه" فقام رجل فقال: إليّ رضاعه يا رسول الله، فرجمها.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1695")(2)

1928 -

عن أبي موسى مرفوعا "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحَاتُ وجهه ما أدركه بصره"

(1) 16/ 20 (كتاب التعبير- باب رؤيا الصالحين)

(2)

15/ 156 - 157 (كتاب الحدود- باب رجم الحبلى من الزنا)

ص: 2851

قال الحافظ: أخرجه مسلم (179")(1)

1929 -

قالت أم الحصين: حججت فرأيت بلالا يقول بخطام راحلة النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: رواه النسائي" (2)

أخرجه مسلم (1298) وأبو داود (1834) والنسائي (5/ 219) واللفظ له.

1930 -

عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأة من همدان قالت: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لها: شبهيه، قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله.

قال الحافظ: وروى يعقوب بن سفيان في "تاريخه" من طريق يونس بن أبي يعفور عن أبي إسحاق السبيعي عن امرأة من همدان قالت: فذكرته" (3)

أخرجه يعقوب بن سفيان (البداية والنهاية 6/ 12 - 13) قال: حدثنا سعيد (4) ثنا يونس بن أبي يَعفُور العبدي عن أبي إسحاق الهمداني عن امرأة من همدان سماها قالت: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة، بيده مِحْجَن عليه بردان أحمران يكاد يمس منكبه، إذا مرّ بالحجر استلمه بالمحجن ثم يرفعه إليه فيقبله.

قال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهيه، قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 199) وابن عساكر في "تاريخه"(السيرة النبوية 1/ 268 - 269) من طريق عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان به.

وإسناده ضعيف، يونس بن أبي يعفور مختلف فيه، ضعفه ابن معين وأحمد والنسائي وغيرهم، ووثقه الدارقطني، واختلف فيه قول ابن حبان.

وأبو إسحاق كان قد اختلط، ولم أر أحدًا صرّح بسماع يونس بن أبي يعفور منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

(1) 17/ 143 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134])

و17/ 205 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} [القيامة: 22])

(2)

1/ 167 (كتاب العلم- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: رب مبلغ أوعى من سامع)

(3)

7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

(4)

هو سعيد بن منصور.

ص: 2852

1931 -

عن أبي رَزِين لقيط بن عامر قال: يا رسول الله، إنّ أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، قال "حُجّ عن أبيك واعتمر"

قال الحافظ: ووقع السؤال عن هذه المسألة من شخص آخر وهو أبو رزين- بفتح الراء وكسر الزاي- العقيلي- بالتصغير- واسمه لقيط بن عامر، ففي السنن وصحيح ابن خزيمة وغيرهما من حديثه أنّه قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 147) عن شعبة أخبرني النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس الثقفي عن أبي رزين العقيلي قال: فذكره.

وزاد بعد قوله "ولا العمرة" قال "ولا الظعن"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 329) وأبو نعيم في "الصحابة"(5915)

وأخرجه ابن سعد (5/ 518) وأحمد (4/ 10 و 10 - 11 و 11 و 12) وأبو داود (1810) وابن ماجه (2906) والترمذي (930) والنسائي (5/ 88 - 89) وفي "الكبرى"(3617) وابن الجارود (500) والطبري في "تفسيره"(2/ 211) وابن خزيمة (3040) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(851) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1776) والطحاوي في "المشكل"(2546) وابن النحاس في "الناسخ"(1/ 554) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 8) وابن حبان (3991) والطبراني في "الكبير"(19/ 203) والدارقطني (2/ 283) والحاكم (1/ 481) وأبو نعيم في "الصحابة"(5915، 5916، 5917) والبيهقي (4/ 350) وفي "معرفة السنن"(7/ 57) وفي "الصغرى"(1493) وابن عبد البر في التمهيد (1/ 389 و 389 - 390) وابن بشكوال في "الغوامض"(517، 518) من طرق عن شعبة به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الدارقطني: كلهم ثقات"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وأسند البيهقي عن أحمد بن حنبل قال: لا أعلم في ايجاب العمرة حديثًا أجود من هذا ولا أصح منه ولم يجوده أحد كما جوده شعبة"

(1) 4/ 440 (كتاب الحج- باب حج المرأة عن الرجل)

ص: 2853

قلت: رواته ثقات لكن لم يخرج البخاري للنعمان بن سالم شيئا، ولم يخرج هو ولا مسلم رواية عمرو بن أوس عن أبي رزين.

1932 -

حديث ابن عباس في قصة شبرمة "حُجَّ عن نفسك، ثم حج عن شُبْرُمة"

قال الحافظ: فعند أبي داود: فذكره، وعند ابن ماجه "فاجعل هذا عن نفسك، ثم حج عن شبرمة" وسنده صحيح" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أحججت عن نفسك؟ "

1933 -

عن عروة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِضَبَاعة بنت الزبير فقال "أما تريدين الحج؟ " فقالت: إني شاكية، فقال لها "حجي واشترطي أنّ مَحِلي حيث حبستني"

قال الحافظ: أخرجه الشافعي عن ابن عُيينة عن هشام بن عروة عن أبيه.

قال الشافعي: لو ثبت حديث عروة لم أعده إلى غيره لأنّه لا يحل عندي خلاف ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال البيهقي: قد ثبت هذا الحديث من أوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ساقه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة موصولًا بذكر عائشة فيه، وقال: وقد وصله عبد الجبار وهو ثقة. قال: وقد وصله أبو أسامة ومعمر كلاهما عن هشام. ثم ساقه من طريق أبي أسامة وقال: أخرجه الشيخان من طريق أبي أسامة.

قلت: وطريق أبي أسامة أخرجها البخاري في كتاب النكاح ولم يخرجها في الحج بل حذف منه ذكر الاشتراط أصلا وإثباتا كما في حديث عائشة ونفيا كما في حديث ابن عمر.

وأما رواية معمر التي أشار إليها البيهقي فأخرجها أحمد عن عبد الرزاق، ومسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن هشام والزهري فرقهما كلاهما عن عروة عن عائشة.

ولقصة ضباعة شواهد: منها حديث ابن عباس أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة ثقيلة -أي في الضعف- وإني أريد الحج فما تأمرني؟ قال "أهلي بالحج واشترطي أنّ محلي حيث حبستني" قال: فأدركت. أخرجه مسلم وأصحاب السنن والبيهقي من طرق عن ابن عباس.

قال الترمذي: وفي الباب عن جابر وأسماء بنت أبي بكر.

قلت: وعن ضباعة نفسها وعن سعدى بنت عوف، وأسانيدها كلها قوية، وصح

(1) 15/ 360 (كتاب الحيل- باب في ترك الحيل)

ص: 2854

القول بالاشتراط عن عمر وعثمان وعلي وعمار وابن مسعود وعائشة وأم سلمة وغيرهم من الصحابة، ولم يصح إنكاره عن أحد من الصحابة إلا عن ابن عمر، ووافقه جماعة من التابعين ومن بعدهم من الحنفية والمالكية، وحكى عياض عن الأصيلي قال: لا يثبت في الاشتراط إسناد صحيح. قال عياض: وقد قال النسائي: لا أعلم أسنده عن الزهري غير معمر. وتعقبه النووي بأنّ الذي قاله غلط فاحش لأنّ الحديث مشهور صحيح من طرق متعددة انتهى.

وقول النسائي لا يلزم منه تضعيف طريق الزهري التي تفرد بها معمر فضلًا عن بقية الطرق لأنّ معمرا ثقة حافظ فلا يضره التفرد كيف وقد وجد لما رواه شواهد كثيرة" (1)

صحيح

ورد من حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث ابن عمر ومن حديث ضباعة بنت الزبير ومن حديث أم سلمة ومن حديث سعدى بنت عوف أو أسماء بنت أبي بكر.

فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه عروة عن عائشة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها "لعلك أردت الحج" قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها "حجي واشترطي، قولي: اللهم محلي حيث حبستني"

أخرجه أحمد (6/ 202) والبخاري (فتح 11/ 35 - 36) واللفظ له ومسلم (1207) وابن خزيمة (2602) والبيهقي (5/ 221) وفي "الصغرى"(1767) والبغوي في "شرح السنة"(2000)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

وأحمد (6/ 164) ومسلم (1207) والنسائي (5/ 131) وفي "الكبرى"(3748) والطحاوي في "المشكل"(5908) والدارقطني (2/ 235) والبيهقي (5/ 221)

عن مَعْمَر بن راشد

وابن خزيمة (2602) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(863) والطبراني في "الكبير"(24/ 334) والدارقطني (2/ 219) والبيهقي (5/ 221)

(1) 4/ 379 - 380 (كتاب الحج- أبواب المحصر- باب الإحصار في الحج)

ص: 2855

عن سفيان بن عُيينة (1)

والطبراني في "الكبير"(24/ 335) وأبو نعيم في "الصحابة"(7739)

عن عمر بن علي المُقَدَّمي

والطحاوي في "المشكل"(5907)

عن عبد الله بن نُمير

كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

ورواه معمر أيضًا عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقالت: يا رسول الله، إني أريد الحج وأنا شاكية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني"

أخرجه أحمد (6/ 164) ومسلم (2/ 868) والنسائي (5/ 131) وفي "الكبرى"(3748) وابن الجارود (420) والطحاوي في "المشكل"(5911) وابن حبان (3774) والطبراني في "الكبير"(24/ 334) والدارقطني (2/ 234 - 235) وأبو نعيم في "الصحابة"(7738) والبيهقي (5/ 221)

قال النسائي: لا أعلم أحدًا أسند هذا الحديث حديث الزهري غير عبد الرزاق عن معمر"

الثاني: يرويه حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لضباعة "حجي واشترطي أنّ محلي حيث حبستني"

أخرجه ابن حبان (3773) واللفظ له والدارقطني (2/ 235) من طرق عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ثنا أبو همام الصلت بن محمد الخاركي ثنا حماد بن زيد به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

وأما حديث ابن عباس فيرويه عنه جماعة، منهم:

(1) اختلف فيه علي سفيان، فرواه عبد الجبار بن العلاء البصري ومحمد بن زياد البصري ومحمد بن أبي عمر العدني عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

ورواه الشافعي في "الأم"(2/ 134) عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 221)

والأول أصح.

ص: 2856

1 -

طاوس.

أخرجه أحمد (1/ 337) ومسلم (1208) وابن ماجه (2938) والنسائي (5/ 130) وفي "الكبرى"(3747) وأبو علي الطوسي (865) والطحاوي في "المشكل"(5903 و 5904) وابن حبان (1)(3775) والدارقطني (2/ 235) والبيهقي (5/ 221) من طرق عن ابن جريج (2) أني أبو الزبير أنه سمع طاوسًا وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنّ ضباعة بنت الزبير أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة ثقيلة وإني أريد الحج فما تأمرني؟ قال "أهلي بالحج، واشترطي أنّ محلي حيث تحبسني"

ولم ينفرد أبو الزبير به بل تابعه عبد الكريم بن مالك الجَزَري عن طاوس وعكرمة عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 363)

2 -

سعيد بن جبير.

أخرجه الطيالسي (ص 350) عن حببب بن يزيد البصري عن عمرو بن هَرِم عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة بنت الزبير أنْ تشترط في الحج، ففعلت ذلك عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن طريقه أخرجه مسلم (2/ 868 - 869) والنسائي (5/ 130) وفي "الكبرى"(3746) وأبو نعيم في "الصحابة"(7734) والبيهقي (5/ 221 - 222)

3 -

عطاء بن أبي رباح.

أخرجه مسلم (2/ 869) والطحاوي في "المشكل"(8905) وابن عدي (3/ 1032) والبيهقي (2/ 222) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا رباح بن أبي معروف المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لضباعة "حجي، واشترطي أنّ محلي حيث تحبسني"

4 -

عكرمة مولى ابن عباس.

رواه عنه جماعة منهم أبو الزبير وعمرو بن هرم كما تقدم.

وأخرجه أحمد (1/ 352) والدارقطني (2/ 219) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 238) والبيهقي (5/ 222)

(1) ولم يذكر عكرمة في إسناده.

(2)

خالفه إسماعيل بن أمية الأموي فرواه عن أبي الزبير عن طاوس عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7737)

ص: 2857

عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية

والدارمي (1818) وأبو داود (1776) والترمذي (941) والنسائي (5/ 130) وفي "الكبرى"(3749) وأبو يعلى (2480) وابن الجارود (419) وأبو علي الطوسي (864) والطحاوي في "المشكل"(5906) والطبراني في "الكبير"(11/ 331 و 24/ 333) والدارقطني (2/ 219) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 224) وفي "الصحابة"(7732) والبيهقي (5/ 222) وابن عبد البر في "التمهيد"(15/ 193) وابن الأثير في "أسد الغابة"(7/ 178)

عن هلال بن خَبَّاب البصري

والطبراني في "الكبير"(24/ 333 - 334) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 65 - 66)

عن خالد الحَذَّاء

والطبراني في "الكبير"(24/ 333) و"الأوسط"(6475) وأبو نعيم في "الصحابة"(7736)

عن داود بن الحصين المدني

والطبراني في "الكبير"(24/ 334) وأبو نعيم في "الصحابة"(7735)

عن أيوب السَّخْتِياني

والبيهقي (5/ 222)

عن سِماك بن حرب

وأبو نعيم في "الصحابة"(7733)

عن يحيى بن أبي كثير

كلهم عن عكرمة عن ابن عباس به.

5 -

سعيد بن المسيب.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7731) من طريق محمد بن سلمة الحرّاني عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس.

وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من أبان بن صالح.

ص: 2858

وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 335) وأبو نعيم في "الصحابة"(7741) والبيهقي (5/ 222)

عن هشام الدستوائي

والبيهقي (5/ 222)

عن ابن جريج

كلاهما عن أبي الزبير عن جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لضباعة "حجي واشترطي أنّ محلي حيث حبستني"

ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسًا.

وأما حديث ابن عمر فيرويه يحيى بن مسلم البكّاء واختلف عنه:

• فرواه علي بن عاصم الواسطي عنه ثني ابن عمر قال: أرادت ضباعة بنت الزبير الحج فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "حجي واشترطي وحلي حيث حبست"

أخرجه العقيلي (4/ 412) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(3/ 218)

• ورواه حماد بن سلمة عن يحيى البكاء عن سعيد بن المسيب وثابت عن ابن عمر.

ذكره العقيلي.

• ورواه يزيد بن زُرَيع وعبد الوارث بن سعيد عن يحيى البكاء عن ابن المسيب مرسلًا.

ذكره العقيلي.

وقال: حديث يزيد بن زريع وعبد الوارث أولى"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف يحيى البكاء.

وأما حديث ضباعة فله عنها طرق:

الأول: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن ضباعة قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاكية فقال "أما تريدين الحج العام؟ " قلت: إني لعليلة يا رسول الله، قال "حجي وقولي: محلي حيث تحبسني"

أخرجه ابن ماجه (2937) والطبراني في "الكبير"(24/ 336 - 337)

عن محمد بن فضيل ووكيع

ص: 2859

والطحاوي في "المشكل"(5912)

عن حماد بن سلمة (1)

وحنبل بن إسحاق في "جزئه"(68) والطبراني في "الكبير"(24/ 336)

عن سفيان الثوري

كلهم عن هشام بن عروة به.

قال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 192

قلت: وهو كما قال.

الثاني: يرويه حميد الطويل عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك عن ضباعة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها "حجي واشترطي"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3156) والطبراني في "الكبير"(24/ 336) و"الأوسط"(6849) وأبو نعيم في "الصحابة"(7743 و 7744) والبيهقي (5/ 222) من طرق عن محمد بن كثير العبدي عن سليمان بن كثير العبدي عن حميد الطويل به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا سليمان بن كثير، تفرد به محمد بن كثير"

قلت: وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وسليمان بن كثير قال العجلي وابن عدي وغيرهما: لا بأس به، وحميد الطويل ثقة يدلس، وزينب بنت نبيط مختلف في صحبتها، ذكرها ابن مندة وغيره في الصحابة، وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين.

قال الحافظ في "الإصابة"(12/ 295): وهو الصواب"

والحديث اختلف فيه على محمد بن كثير، فرواه عبيد الله بن جرير بن جبلة العَتَكي عن محمد بن كثير ثنا سليمان بن كثير عن الزهري عن أنس عن ضباعة.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7742)

(1) هكذا رواه أسد بن موسى المصري عن حماد به، ورواه حجاج بن منهال البصري عن حماد عن هشام عن أبيه أنّ ضباعة قالت.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5913)

ص: 2860

وقال: كذا رواه ابن جبلة، والصواب الأول"

الثالث: يرويه يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ضباعة مرفوعا "احرمي وقولي: إنّ محلي حيث تحبسني، فإنْ حبست أو مرضت فقد أحللت من ذلك شرطك على ربك عز وجل"

أخرجه أحمد (6/ 419 - 420) عن أبي عاصم (1) الضحاك بن مخلد عن حجاج الصواف ثني يحيى بن أبي كثير به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3157) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا أبو عاصم به.

واختلف فيه على الحجاج الصواف، فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن عباد بن العوام عن الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني "في الكبير"(24/ 333) والبيهقي (5/ 222)

والحماني ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: سكتوا عنه.

الرابع: يرويه عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن مولى ضباعة عن ضباعة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تحرم، فقالت: إني مريضة، فقال لها "اشترطي أنّ محلي حيث حبستني"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 336)

- ورواه الأوزاعي عن عبد الكريم الجزري واختلف عنه:

• فقيل: عن الأوزاعي عن عبد الكريم الجزري ثني من سمع ابن عباس يقول: حدثتني ضباعة به.

أخرجه أحمد (6/ 420)

عن محمد بن مصعب القَرْقَساني

والطبراني في "الكبير"(24/ 335)

عن عمر بن عبد الواحد الدمشقي

(1) رواه محمد بن يونس الكديمي عن أبي عاصم فقال فيه: عن عكرمة عن الحجاج بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة أن يشترط.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 194)

والكديمي متهم.

ص: 2861

كلاهما عن الأوزاعي به.

• ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن الأوزاعي ثنا عبد الكريم ثني من سمع ابن عباس يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة أنْ تشترط في إحرامها"

أخرجه أحمد (1/ 330)

وتابعه يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي ثنا الأوزاعي به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7740)

الخامس: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن ضباعة بنت الزبير قالت: يا رسول الله، إني أريد الحج فكيف أهل بالحج؟ قال:"قولي: اللهم إني أهل بالحج إنْ أذنت لي به وأعنتني عليه ويسرته لي، وإنْ حبستني فعمرة، وإن حبستني عنهما جميعًا فمحلي حيث حبستني"

أخرجه البيهقي (5/ 222) من طريق ابن خزيمة ثنا عصام بن رَوّاد بن الجراح ثنا آدم ثنا عبد الوارث ثنا يحيى بن سعيد به.

ورواته ثقات، وآدم هو ابن أبي إياس، وعبد الوارث أظنه ابن سعيد.

وأما حديث أم سلمة فأخرجه أحمد (6/ 303)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

والطبراني في "الكبير"(23/ 249 و 377 - 378)

عن عبد الرحمن بن بشير الدمشقي

كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني ثني أبو بكر بن محمد عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير وهي شاكية فقال "ألا تخرجين معنا في سفرنا هذا؟ " قالت: يا رسول الله، إني شاكية وأخشى أن تحبسني شكواي، قال "فأهلي بالحج وقولي: اللهم محلي حيث تحبسني"

قال الهيثمي: وقد صرّح ابن إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 217

قلت: أبو بكر بن محمد هو ابن عمر بن أبي سلمة ترجمه البخاري في "الكنى" وقال: سمع أباه روى عنه محمد بن إسحاق. وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه.

وقال الحافظ في "اللسان": أبو بكر بن محمد وليس هو بابن حزم مجهول، قاله عبد الحق في "الأحكام"

ص: 2862

فيحتمل أنّه هو، ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 378) عن محمد بن علي بن شعيب السمسار ثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري به.

ومحمد بن علي بن شعيب ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وخالد بن خداش قال ابن معين وغيره: صدوق، وعمر بن أبي سلمة هو المخزومي ابن أم سلمة له صحبة، والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث سعدى أو أسماء فأخرجه أحمد (6/ 349) وابن ماجه (2936) والمزي في "تهذيب الكمال"(33/ 102)

عن عبد الله بن نُمير

والطحاوي في "المشكل"(5914)

عن القاسم بن مالك المزني

والطبراني في "الكبير"(24/ 87)

عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر

والبخاري في "الكنى"(ص 9) والطبراني في "الكبير"(24/ 304) وأبو نعيم في "الصحابة"(7694)

عن عبد الواحد بن زياد العبدي البصري

كلهم عن عثمان بن حكيم عن أبي بكر بن عبد الله بن الزبير عن (1) جدته سعدى أو أسماء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة بنت عبد المطلب فقال "ما يمنعك عن الحج يا عمة؟ " قالت: إني امرأة سقيمة وإني أخاف الحبس، قال "فأحرمي واشترطي أنّ محلك حيث حبست"

قال البوصيري: ليس لسعدى بنت عوف عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، وليس لها رواية في شيء من الكتب الخمسة، وهذا من مسندها، وإسناده فيه مقال: أبو بكر بن عبد الله لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 191

وقال الحافظ في "التقريب": أبو بكر بن عبد الله مستور.

(1) وعند البخاري: حدثتني جدتي أم أمي.

ص: 2863

1934 -

"حَدُّ الساحر ضربة بالسيف"

قال الحافظ: وأما ما أخرجه الترمذي من حديث جندب رفعه قال: فذكره، ففي سنده ضعف" (1)

ضعيف

أخرجه الترمذي (1460) وفي "العلل الكبير"(2/ 624) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 96) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(365) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 144) وابن عدي (1/ 282) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 485) والدارقطني (3/ 114) والحاكم (4/ 360) والجصاص في "أحكام القرآن"(1/ 66) وأبو نعيم في "الصحابة"(1590) والبيهقي (8/ 136)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

والطبراني في "الكبير"(1665)

عن مروان بن معاوية الفزاري

كلاهما عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب به مرفوعا.

واختلف فيه على إسماعيل بن مسلم، فرواه سفيان بن عُيينة عنه عن الحسن مرسلًا.

أخرجه عبد الرزاق (18752)

قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث، والصحيح عن جندب موقوف"

وقال في "العلل": سألت البخاري عنه فقال: هو لا شيء وإنما رواه إسماعيل بن مسلم، وضعف إسماعيل بن مسلم المكي جدًا"

وقال ابن المنذر في "الإقناع"(2/ 687): في إسناده مقال"

وقال البيهقي: إسماعيل بن مسلم ضعيف"

وخالفهم الحاكم فقال: هذا حديث صحيح الإسناد وإنْ كان الشيخان تركا حديث إسماعيل بن مسلم فإنّه غريب صحيح"

كذا قال، وإسماعيل بن مسلم ضعفوه.

(1) 12/ 348 (كتاب الطب- باب السحر)

ص: 2864

قال الجوزجاني: واهي الحديث جدًا. قال علي: أجمع أصحابنا على ترك حديثه (أحوال الرجال ص 149)

وقال ابن خلفون: أجمعوا على أنّه ضعيف، وعند بعضهم متروك الحديث.

ولم ينفرد به بل تابعه خالد العبد عن الحسن عن جندب به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1666) وأبو نعيم في "الصحابة"(1589)

وخالد العبد قال الفلاس: متروك الحديث (الجرح 1/ 2/ 364) وقال الدارقطني: متروك (الضعفاء)

والحسن قال أبو حاتم: لم يصح له سماع من جندب (المراسيل ص 42)

1935 -

عن أبي هريرة قال: استوى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال "حدثني تميم" فرأى تميمًا في ناحية المسجد فقال "يا تميم حدّث الناس بما حدثتني" فذكر الحديث، وفيه: فإذا أحد منخريه ممدود، وإحدى عينيه مطموسة، الحديث، وفيه: لأطأن الأرض بقدمي هاتين إلا مكة وطابا.

قال الحافظ: ولم يخرج البخاري حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم، وقد توّهم بعضهم أنّه غريب فرد، وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس أبو هريرة وعائشة وجابر.

أمّا أبو هريرة فأخرجه أحمد من رواية عامر الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه بطوله، وأخرجه أبو داود مختصرًا وابن ماجه عقب رواية الشعبي عن فاطمة، قال الشعبى: فلقيت المحرر فذكره.

وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أبي هريرة قال: فذكره.

وأما حديث عائشة فهو في الرواية المذكورة عن الشعبي قال: ثم لقيت القاسم بن محمد فقال: أشهد على عائشة حدثتني كما حدثتك فاطمة بنت قيس.

وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود بسند حسن من رواية أبي سلمة عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر "إنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفذ طعامهم، فرفعت لهم جزيرة فخرجوا يريدون الخبر فلقيتهم الجساسة" فذكر الحديث، وفيه سؤالهم عن نخل بيسان، وفيه أن جابرا شهد أنّه ابن صياد، فقلت: إنّه قد مات، قال: وإنْ مات، قلت: فإنه أسلم، قال، وإنْ أسلم، قلت: فإنه دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة" (1)

(1) 17/ 94 - 95 (كتاب الاعتصام- باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة)

ص: 2865

حديث أبي هريرة له عند طريقان:

الأول: يرويه مُجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: فذكرت حديث الجساسة بطوله.

قال الشعبي: فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة بنت قيس فقال: أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة.

أخرجه الحميدي (364) وإسحاق (1741 و 2362 و 2363 و 2364) وأحمد (6/ 373 - 374 و 416 - 418) والطبراني في "الكبير"(24/ 393 - 395) من طرق عن مجالد به.

وإسناده ضعيف لضعف مجالد، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن الشعبي به.

أخرجه الطبراني (24/ 392 - 393) عن الحسين بن إسحاق التُّسْتري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن الشيباني به.

والمحرر ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون كلهم ثقات.

الثاني: يرويه أبو عاصم سعد بن زياد ثني نافع مولاي عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم استوى علي المنبر فقال "حدثني تميم" فرأى تميمًا في ناحية المسجد فقال "يا تميم حدّث الناس ما حدثتني" قال: كنا في جزيرة فإذا نحن بدابة لا يُدرى قبلها من دبرها فقالت: تعجبون من خلقي، وفي الدير من يشتهي كلامكم، فدخلنا الدير فإذا نحن برجل موثق في الحديد من كعبه إلى أذنه، فإذا أحد منخريه مسدود، وإحدى عينيه مطموسة، قال: من أنتم؟ فأخبرناه، فقال: ما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: بعهدها، قال: فما فعل نخل بيسان؟ قلنا: بعهده، قال: لأطأن الأرض بقدمي هاتين إلا بلدة إبراهيم وطابا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "طابا هي المدينة"

أخرجه أبو يعلى (النهاية لابن كثير ص 69) عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي ثنا أبو عاصم به.

قال ابن كثير: وهذا حديث غريب جدًا وقد قال أبو حاتم: أبو عاصم هذا ليس بالمتين"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، ونافع هو مولى حمنة بنت شجاع ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ص: 2866

ولم يذكر سماعًا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا.

وأما حديث عائشة فيرويه عامر الشعبي واختلف عنه:

- فرواه مجالد بن سعيد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: فذكرت حديث الجساسة بطوله.

قال الشعبي: ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة.

أخرجه الحميدي (364) وإسحاق (1741 و 2362 و 2363 و 2364) وأحمد (6/ 373 - 374 و 416 - 417) والطبراني في "الكبير"(24/ 393 - 395) من طرق عن مجالد به.

وإسناده ضعيف لضعف مجالد.

- ورواه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن الشعبي فقال فيه: عن عبد الله بن أبي بكر عن عائشة.

أخرجه الطبراني (24/ 392 - 393) عن الحسين بن إسحاق ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن الشيباني به.

وهذا أصح.

وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود (4328) وأبو يعلى (2164 و 2178 و 2200) من طرق عن محمد بن فضيل ثنا الوليد بن عبد الله بن جُميع عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر فقال "إنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفذ طعامهم فَرُفِعَتْ لهم جزيرة فخرجوا يريدون الخُبْزَ فلقيتهم الجساسة" قلت لأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة تجر شعر رأسها "قالت لهم: في هذا القصر خبر ما تريدون فَأتَوه، فإذا هم برجل مُوْثَق فقال: أخبروني، أو سلوني أخبركم، فسكت القوم، فقال: أخبروني عن نخل بيسان وأريحيا - أو أريحا- أأطعم؟ قالوا: نعم، قال: فأخبروني عن حَمْأَة زُغَرَ، هل فيها ماء؟ قالوا: نعم، قالوا: هو المسيح تُطوى له الأرض فيسلكها في أربعين يومًا إلا ما كان من طيبة" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا وإنّ طيبة هي المدينة ما من باب من أبوابها ألا ملك صَالِتٌ سيفه يمنعه منها، وبمكة مثل ذلك" ثم قال "في بحر فارس ما هو، في بحر الروم ما هو"

ص: 2867

فقال لي أبو سلمة (1): إنّ في هذا الحديث شيئا ما حفظت. قال: شهد جابر بن عبد الله أنّه ابن صياد. قلت: فإنه قد مات، قال: وإن مات، قلت: فإنه أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإنّه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة.

قال ابن كثير: غريب جدًا" النهاية ص 69

قلت: إسناده حسن، الوليد بن عبد الله صدوق، وابن فضيل وأبو سلمة ثقتان.

1936 -

"حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي"

قال الحافظ: الحديث صحيح" (2)

قلت: هو في "صحيح البخاري"(فتح 6/ 218 و 251 و 8/ 87 و 11/ 124) معلقًا وموصولًا.

وأخرجه مسلم (4/ 1903) موصولًا.

1937 -

عن سلمة بن صخر أنّه ظاهر من امرأته في رمضان وأنّه وطئها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "حرر رقبة" قلت: ما أملك رقبة غيرها وضرب صفحة يده، قال "فصم شهرين متتابعين" قال: وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام، قال "فأطعم ستين مسكينًا" قال: والذي بعثك بالحق ما لنا طعام، قال "فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وغيره من طريق سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر: فذكره" (3)

أخرجه إسحاق في مسنده (معرفة السنن للبيهقي 11/ 121) وأحمد (4/ 37 و 5/ 436) والدارمي (2278) وأبو داود (2213) وابن ماجه (2062) والترمذي (3299) وفي "العلل"(1/ 471) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 335 - 336) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2185) وابن الجارود (744) وابن خزيمة (2378) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1021 و 1022) والطبراني في "الكبير"(6333) والخطابي في "الغريب"(1/ 299) والحاكم (2/ 203) وأبو نعيم في "الصحابة"(3400) والبيهقي (7/ 390 - 391 و 391) وفي "معرفة السنن"(11/ 121) وابن بشكوال في "المبهمات"(185) والمزي في "تهذيب

(1) وعند أبي داود ورواية عند أبي يعلي: ابن أبي سلمة.

(2)

11/ 343 (كتاب الطلاق- باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذمي أو الحربي)

(3)

5/ 66 (كتاب الصوم- باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيئًا فتصدق عليه فليكفر)

ص: 2868

الكمال" (11/ 289 - 290) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي قال: كنت امرءا أصيب من النساء ما لا يصيب غيري، فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأتي شيئا يتايع بي، حتى أصبح، فظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان، فبينا هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء، فلم ألبث أنْ نزوت عليها، فلما أصبحت خرجت إلى قومي فأخبرتهم الخبر، وقلت: امشوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: لا والله، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال "أنت بذاك يا سلمة" قلت: أنا بذاك يا رسول الله، مرتين، وأنا صابر لأمر الله فاحكم فِيّ ما أراك الله، قال "حرر رقبة" قلت: والذي بعثك بالحق ما أملك رقبة غيرها، وضربت صفحة رقبتي، قال "فصم شهرين متتابعين" قال: وهل أصبت الذي أصبت إلا من الصيام؟ قال: "فأطعم وَسْقا من تمر بين ستين مسكينًا" قلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا وَحْشَين ما لنا طعام، قال "فانطلق إلى صاحب صدقة بني زريق فليدفعها إليك فأطعم ستين مسكينًا وسقا من تمر، وكل أنت وعيالك بقيتها" فرجعت إلى قومي، فقلت: وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي، ووجدت عند النبي صلى الله عليه وسلم السعة، وحسن الرأي، وقد أمرني أو أمر لي بصدقتكم. لفظ أبي داود.

قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال محمد: سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر"

وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث مرسل لم يدرك سليمان بن يسار سلمة بن صخر"

وقال البخاري: سلمة بن صخر ويقال: سلمان بن صخر البياضي الأنصاري له صحبة ولم يصح حديثه" التاريخ الكبير 2/ 2/ 72

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 221): أعله عبد الحق بالانقطاع وأنّ سليمان لم يدرك سلمة"

قلت: ومحمد بن إسحاق كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من محمد بن عمرو، وقد أخرج له مسلم في المتابعات كما في "التهذيب".

وللحديث طريق أخرى فأخرج الترمذي (1200) والطبراني في "الكبير"(6331) والبيهقي (7/ 390) وفي "الصغرى"(2734) وفي "معرفة السنن"(11/ 120) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 430 - 431)

عن علي بن المبارك الهُنَائي

ص: 2869

والحاكم (2/ 204)

عن حرب بن شداد البصري

كلاهما عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أنّ سلمان بن صخر الأنصاري أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان

الحديث بنحوه.

وأخرجه عبد الرزاق (11528) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(6328)

عن مَعْمَر بن راشد

والطبراني (6330) والبيهقي في "الصغرى"(2735 و 2736) وفي "معرفة السنن"(11/ 121)

عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي

كلاهما عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن سليمان بن صخر.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6329) من طريق أبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير أنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن حدّثه أنّ سلمة بن صخر به (1).

قال الترمذي: هذا حديث حسن. يقال: سلمان بن صخر، ويقال: سلمة بن صخر البياضي"

وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط الشيخين"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني وهو مرسل رجاله ثقات" المجمع 5/ 6

قلت: لم يذكر أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان سماعا من ابن صخر فالظاهر أنّهما لم يدركاه.

1938 -

حديث عثمان مرفوعا "حرس ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه والحاكم" (2)

ضعيف

(1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن بشكوال (187) ووقع عنده: سليمان بن صخر.

(2)

6/ 423 (كتاب الجهاد- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله)

ص: 2870

يرويه كَهْمس بن الحسن البصري عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير عن عثمان بن عفان به مرفوعاً، منهم:

1 -

النضر بن شميل.

أخرجه إسحاق في "مسنده" كما في "النكت الظراف"(7/ 260)

2 -

أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ.

أخرجه إسحاق في "مسنده" وابن قانع في "الصحابة"(2/ 254 - 255) والطبراني في "الكبير"(145) والحاكم (2/ 81) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 214 - 215) وفي "معرفة الصحابة"(283) والبيهقي في "الشعب"(3929)

3 -

يونس بن بكير الشيباني.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(150)

4 -

رَوح بن عبادة البصري.

أخرجه إسحاق في "مسنده" عنه به.

واختلف فيه على روح بن عبادة، فرواه أحمد (1/ 61) عنه فلم يذكر عبد الله بن الزبير.

- ورواه غير واحد عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عثمان ولم يذكروا عبد الله بن الزبير، منهم:

1 -

محمد بن جعفر البصري.

أخرجه أحمد (1/ 64 - 65)

2 -

معتمر بن سليمان التيمي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(151)

3 -

أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري.

ذكره الدارقطني في "العلل"(3/ 37)

4 -

عبد الله بن إدريس الكوفي.

رواه عثمان بن أبي شيبة عنه.

ص: 2871

واختلف فيه على عبد الله بن إدريس، فرواه أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي عنه عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن أبيه عن عثمان.

وحديث عثمان بن أبي شيبة قال الدارقطني: هو المحفوظ.

5 -

جعفر بن سليمان الضُّبَعي.

رواه خالد بن يزيد المقري عنه.

واختلف فيه على جعفر بن سليمان، فرواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عنه عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير عن عثمان.

ذكره الدارقطني.

- ورواه محمد بن عبد الله الأنصاري عن كهمس عن مصعب بن ثابت -أحسبه- عن عبد الله بن الزبير عن عثمان. على الظن.

أخرجه البزار (350)

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ عن عثمان إلا بهذا الإسناد"

وصوب الدارقطني رواية من رواه عن كهمس عن مصعب بن ثابت عن عثمان ليس فيه عبد الله بن الزبير.

وقال الحاكم بعد أنْ أخرجه بالإسناد الأول: صحيح الإسناد"

كذا قال، ومصعب بن ثابت قال النسائي وأبو زرعة والدارقطني: ليس بالقوي.

ولم يدرك جده ولا عثمان بن عفان.

وأما كهمس بن الحسن فهو ثقة، وقد توبع.

قال ابن ماجه (2766): ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير عن عثمان مرفوعا "من رابط ليلة في سبيل الله سبحانه كانت كألف ليلة صيامها وقيامها"

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي، وقال الحاكم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه" مصباح الزجاجة 3/ 154 - 155

ص: 2872

1939 -

عن يحيى بن أبي كثير يرفعه في هذه الآية- إن علمتم فيهم خيرا- قال "حِرْفَة، ولا ترسلوهم كَلّا على الناس"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود في "المراسيل"، وهو مرسل أو معضل فلا حجة فيه" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 417) عن الحسن بن علي الحُلواني عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا- قال "إنْ علمتم فيهم حرفة، ولا ترسلوهم كلّا على الناس"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 317)

وإسناده ضعيف، عكرمة بن عمار قال أحمد: روايته عن يحيى ضعيفة، وقال البخاري: مضطرب في حديث يحيى، وقال النسائي، ليس به بأس إلا في حديث يحيى.

1940 -

حديث جابر قال: حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمر الإنسية، ولحوم البغال، وكلّ ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير.

قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث جابر بسند لا بأس به قال: فذكره، ومن حديث العِرْبَاض بن سارية مثله وزاد "يوم خيبر"(2)

حديث جابر أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 397) وأحمد (3/ 323) والترمذي (1478) والبزار (كشف 2857) والطحاوي في "المشكل"(3064) والطبراني في "الأوسط"(3704) من طرق عن عكرمة بن عمار اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال: لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة فأخذوا الحمر الإنسية (3) فذبحوها وملأوا منها القدور، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال جابر: فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفأنا القدور، فقال "إنّ الله عز وجل سيأتيكم برزق هو أحلّ لكم من ذا وأطيب من ذا" قال: فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي، فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الحمر الإنسية (4)، (5) ولحوم

(1) 6/ 116 (كتاب المكاتب- باب استعانة المكاتب)

(2)

12/ 78 (كتاب الذبائح- باب أكل كل ذي ناب من السباع)

(3)

ولفظ الطحاوي "الأهلية"

(4)

ولفظ البزار "الأهلية"

(5)

زاد الطحاوي والبزار "ولحوم الخيل"

ص: 2873

البغال، وكلّ ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور، وحرّم المُجَثّمَةً والخلسة والنُّهْبَة. اللفظ لأحمد.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة بن عمار"

وقال الترمذي: حديث حسن غريب"

وقال البزار: النهي عن لحوم الخيل والبغال لا نعلمه يُروى إلا بهذا الإسناد"

وقال الطحاوي: أهل الحديث يضعفون حديث عكرمة عن يحيى ولا يجعلون فيه حجة"

قلت: منهم: أحمد وابن المديني ويحيى القطان والبخاري وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وابن حبان.

وأما حديث العرباض بن سارية فيرويه أبو عاصم الضحاك بن مخلد ثني وهب بن خالد أبو خالد الحمصي حدثتني أم حبيبة بنت العرباض بن سارية عن أبيها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى (1) يوم خيبر عن لحوم كل ذي ناب من السبع، وعن كل ذي مخلب من الطير، وعن لحوم الحمر الأهلية (2)، وعن المجثمة، وعن الخليسة (3)، وأنْ توطأ الحبالى (4) حتى يضعن ما في بطونهن.

أخرجه أحمد (4/ 127) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 168) والترمذي (1474) والدولابي في "الكنى"(1/ 163) والطبراني في "الكبير"(18/ 259 و 260) والحاكم (2/ 135) والمزي في "تهذيب الكمال"(35/ 338)

واللفظ للترمذي.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: أم حبيبة بنت العرباض ذكرها الذهبي في "الميزان" في النسوة المجهولات وقال: تفرد عنها وهب أبو خالد.

وأبو عاصم وأبو خالد ثقتان.

(1) وفي لفظ "حرم"

(2)

زاد البخاري "وعن النهبة"

(3)

ولفظ الحاكم "الخلسة"

(4)

ولفظ أحمد والحاكم "السبايا"

ص: 2874

1941 -

حديث ابن عباس رفعه "حُرِّمت الخمر قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب"

قال الحافظ: أخرجه النسائي ورجاله ثقات إلا أنّه اختلف في وصله وانقطاعه وفي رفعه ووقفه، وعلى تقدير صحته فقد رجح الإمام أحمد وغيره أنّ الرواية فيه بلفظ "والمسكر" بضم الميم وسكون السين لا "السكر" بضم ثم سكون أو بفتحتين" (1)

موقوف صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب"

وفي لفظ "والمسكر"

أخرجه أحمد في "الأشربة"(109) وابن قتيبة في "الأشربة"(ص 63) والبزار كما في "نصب الراية"(4/ 307) والنسائي (8/ 287) وفي "الكبرى"(5195 و 6778 و 6779) والطحاوي في "المشكل"(4981) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(1/ 618) والطبراني في "الكبير"(10837) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(204) والدارقطني (4/ 256) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 45) وابن حزم في "المحلى"(8/ 235) والبيهقي (8/ 297) وفي "معرفة السنن"(13/ 30 - 31) وفي "الصغرى"(3366) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(34/ 135)

عن شعبة واللفظ الثاني له.

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 214) وفي "المشكل"(12/ 505) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(1/ 617) والطبراني في "الكبير"(10839) وقاسم بن أصبغ كما "الجوهر النقي"(8/ 297) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 224) وابن حزم في "المحلى"(8/ 235 - 236)

عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين

والطبراني في "الكبير"(10839) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 224) وفي "مسند أبي حنيفة"(ص 45)

(1) 12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل وهو البتع)

ص: 2875

عن خلاد بن يحيى الكوفي

وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 131/ أ) والخطيب في "السابق واللاحق"(ص 107 - 108)

عن إبراهيم بن عُيينة الكوفي

والبيهقي (8/ 297)

عن جعفر بن عون الكوفي

والبزار كما في "نصب الراية"(4/ 307) والطبراني في "الكبير"(10840)

عن سفيان الثوري (1)

وابن أبي شيبة (8/ 193)

عن محمد بن بشر العبدي

والطحاوي في "المشكل"(12/ 505)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

و (12/ 506)

عن وكيع بن الجراح

كلهم عن أبي سلمة مِسْعَر بن كِدام عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

(1) هكذا رواه محمد بن كثير العبدي ويزيد بن أبي حكيم العدني عن الثوري عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

وخالفهما يعلي بن عبيد الطنافسي فرواه عن الثوري ولم يذكر مسعرا.

أخرجه البيهقي (8/ 297)

وتابعه محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(12/ 506)

ورواه عبد الحميد الحماني عن أبي حنيفة ومسعر وسفيان عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 44)

والحماني مختلف فيه.

ص: 2876

وصححه ابن حزم في "المحلى"(8/ 235)

ولم ينفرد مسعر به بل تابعه أبو حنيفة عن أبي عون به (1).

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 44) والطحاوي في "المشكل"(12/ 506)

- ورواه شريك بن عبد الله القاضي واختلف عنه:

• فرواه إبراهيم بن أبي العباس السَّامَرِّي عنه عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: الخمر حرام بعينها، قليلها وكثيرها، وما أسكر من كل شراب.

أخرجه أحمد في "الأشربة"(23) عن إبراهيم بن أبي العباس به (2).

وتابعه إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي عن شريك ولفظه "

والسكر من كل شراب"

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(957) عن موسى بن هارون البزاز ثنا إسماعيل به.

ورواه دعلج بن أحمد عن موسى بن هارون ثنا بعض أصحابنا عن إسماعيل به.

أخرجه الدارقطني (4/ 256)

• ورواه إسماعيل بن عمرو البجلي عن شريك عن العباس بن ذَريح عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10841)

وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم وابن عدي وغيرهما.

وشريك سيئ الحفظ.

- ورواه عبد الله بن شبرمة أيضًا واختلف عنه:

• فرواه هُشيم عنه عن عمار الدُّهْني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها، قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب.

(1) وتابعه أيضًا مغيرة بن مقسم الضبي الكوفي عن أبي عون به.

أخرجه الخطيب في "المتفق المفترق"(1429) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1614)

(2)

هذه رواية أبي القاسم البغوي عن أحمد بن حنبل، ورواه الحسين بن منصور النيسابوري عن أحمد بن حنبل ثنا إبراهيم بن أبي العباس ثنا شريك عن عباس بن ذريح عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

أخرجه النسائي (8/ 287) وفي "الكبرى"(5196 و 6780)

ص: 2877

أخرجه البزار كما في "نصب الراية"(4/ 307) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 157) عن محمد بن حرب الواسطي ثنا أبو سفيان الحميري ثنا هشيم به.

وأخرجه أبو الحسن الحربي في "الفوائد"(132) عن أحمد بن كعب الواسطي ثنا محمد بن حرب به.

وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة"(3/ 45) عن غير واحد من أصحابه عن محمد بن حرب به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن شبرمة عن عمار الدهني عن ابن شداد عن ابن عباس إلا هشيم، ولا عن هشيم إلا أبو سفيان، ولم يكن هذا الحديث إلا عند محمد بن حرب وكان واسطيًا ثقة"

قلت: رواه سُريج بن يونس البغدادي عن هشيم عن ابن شبرمة ثني الثقة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

أخرجه النسائي (8/ 287) وفي "الكبرى"(5194) والطحاوي في "المشكل"(12/ 506 - 507) ووكيع في "أخبار القضاة"(3/ 44)

وقال النسائي: وهشيم بن بشير كان يدلس وليس في حديثه ذكر السماع من ابن شبرمة" (1)

• ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري قال: سمعت ابن شبرمة يذكره عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

أخرجه النسائي (8/ 287) وفي "الكبرى"(5193) وخيثمة بن سليمان في "فوائده"(من حديث خيثمة ص 74)

وتابعه حصين بن نمير الواسطي ثنا ابن شبرمة به.

أخرجه وكيع (3/ 44)

(1) قلت: رواه محمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(45 - منتقاه للمزي) عن أحمد بن منيع البغوي ثنا هُشيم ثنا ابن شبرمة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

ورواه أحمد في "العلل"(1/ 145) عن هشيم قال: أخبرنا ابن شبرمة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

ورواه عن أبي الأحوص محمد بن حيان البغوي أنّ هشيما حدثهم عن ابن شبرمة ثم حرّك هشيم شفتيه

فقال: عمن حدثه، ثم قال: عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

قال أحمد: ابن شبرمة لم يسمع من عبد الله بن شداد شيئا"

ص: 2878

قال النسائي: ابن شبرمة لم يسمعه من عبد الله بن شداد"

الثاني: يرويه داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: حرّم الله الخمر بعينها، والسكر من كل شراب.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" كما في "الجوهر النقي"(8/ 297) عن محمد بن موسى الحَرَشي ثنا عبد الله بن عيسى ثنا داود بن أبي هند به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عيسى الخزاز البصري.

الثالث: يرويه منصور بن دينار السهمي عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها، والسكر من كل شراب.

أخرجه العقيلي (4/ 191) والطبراني في "الكبير"(12389) و"الأوسط"(3464) من طريق أبي عاصم أنا منصور بن دينار به.

قال العقيلي: وقد روي من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا"

قلت: منصور بن دينار مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول أبي زرعة، وحماد أظنه ابن أبي سليمان وهو صدوق، وأبو عاصم وسعيد بن جبير ثقتان.

الرابع: يرويه الأعمش عن يحيى أبي عمر عن ابن عباس قال: حرمت الخمر بعينها، قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12633) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا أحمد بن حواس الحنفي ثنا عَبثر بن القاسم عن الأعمش به.

والحسين بن إسحاق التستري ذكره الذهبي في "السير"(14/ 57) وقال: كان من الحفاظ الرحالة.

وأحمد بن حواس لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات إلا أن الأعمش كان يدلس ولم يذكر سماعا من يحيى أبي عمر.

1942 -

حديث أبي ريحانة رفعه "حُرِّمت النار على عين بكت من خشية الله"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم، وللترمذي نحوه عن ابن عباس ولفظه "لا تمسها النار" وقال: حسن غريب. وعن أنس نحوه عند أبي يعلى، وعن

ص: 2879

أبي هريرة بلفظ "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله" الحديث وصححه الترمذي والحاكم" (1)

حسن

ورد من حديث أبي ريحانة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث معاوية بن حَيْدة ومن حديث أنس ومن حديث العباس بن عبد المطلب ومن حديث الفضل بن عباس ومن حديث زيد بن أرقم ومن حديث أبي عمران الأنصاري ومن حديث أبي سعيد ومن حديث الزبير بن عبد الله العنسي مرسلا.

فأما حديث أبي ريحانة فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 350) وفي "المسند"(733) وأحمد (4/ 134 - 135) وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(3) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(145) وفي "الآحاد"(2325) والنسائي (6/ 13 - 14) وفي "الكبرى"(4325) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(573)

عن زيد بن الحباب العُكْلي

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(144) وفي "الآحاد"(2326) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد"(29)

عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك

والنسائي في "الكبرى"(8869) والحاكم (2/ 83) والبيهقي (9/ 149)

عن عبد الله بن وهب

والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 264) والطبراني في "الأوسط"(8736) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 28) والمزي في "تهذيب الكمال"(12/ 566)

عن عبد الله بن صالح المصري

والدارمي (2405)

عن القاسم بن كثير الإسكندراني

كلهم عن أبي شريح عبد الرحمن بن شريح المَعَافري الاسكندراني قال: سمعت

(1) 14/ 94 (كتاب الرقاق- باب البكاء من خشية الله)

ص: 2880

محمد بن سمير (1) أبو الصباح الرُّعَيني يقول: سمعت أبا علي (2) يقول: سمعت أبا ريحانة يقول: كنا (3) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأتينا (4) ذات ليلة إلى شرف (5) فبتنا عليه، فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقي (6) عليه الحجفة -يعني الترس- فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس نادى "من يحرسنا في هذه الليلة وأدعو له بدعاء يكون فيه فضل" فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال "أدنه" فدنا فقال "من أنت؟ " فتسمى (7) له الأنصاري ففتح (8) رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء فأكثر منه.

قال أبو ريحانة: فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أنا رجل آخر، فقال "أدنه" فدنوت فقال "من أنت؟ " قال: فقلت: أنا أبو ريحانة، فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري، ثم قال "حرمت النار على (9) عين دمعت أو بكت من خشية الله، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله (10) أو (11) قال: حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمعها (12) محمد بن سمير (13). اللفظ لأحمد

قال الحاكم: صحيح الإسناد" (14)

قلت: محمد بن سمير ويقال: شمير ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال

(1) وقال بعضهم: شمير.

(2)

قال زيد بن الحباب وابن أبي فديك: أبو علي التجيبي. وقال عبد الله بن وهب: أبو علي الجنبي. وقال عبد الله بن صالح والقاسم بن كثير: أبو علي الهمداني.

(3)

وفي لفظ "خرجنا"

(4)

وفي لفظ "فأوينا"

(5)

ولفظ الحاكم "فأوفينا على شرف"

(6)

ولفظ أبي نعيم "ويكفي" ولفظ الحاكم "ويغطي"

(7)

ولفظ ابن أبي عاصم في "الآحاد""فانتسب" ولفظ أبي نعيم "أنا فلان بن فلان الأنصاري"

(8)

ولفظ البخاري "ثم استفتح"

(9)

زاد ابن أبي شيبة "ثلاثة أعين"

(10)

زاد الدارقطني "وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله، وعين فقئت في سبيل الله"

(11)

وعند الحاكم وغيره "ونسيت الثالثة"

(12)

ولفظ ابن أبي شيبة "يذكرها" ولفظ ابن أبي عاصم في "الجهاد""يحفظها"

(13)

زاد الحاكم وغيره: قال أبو شريح: وسمعت بعد أنه قال: حرمت النار على عين غضت عن محارم الله أو عين فقئت في سبيل الله.

ولفظ الدارمي وغيره: سمعت من يقول ذلك.

(14)

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي ريحانة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو شريح"

ص: 2881

ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 4/ 347)، وقال الذهبي في "الميزان": لم يَرو عنه سوى عبد الرحمن بن شريح، وقال في "الديوان": مجهول.

فقول المنذري في "الترغيب"(2/ 251) والهيثمي في "المجمع"(5/ 287): ورواته ثقات. ليس بصواب، وكأنهما اغترا بذكر ابن حبان له في "الثقات" وغفلا عن قاعدته التي خالف بها جمهور المحدثين، وبالله التوفيق.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي (1639) وفي "العلل الكبرى"(2/ 704 - 705) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(146) وابن شاهين في "الترغيب"(224) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 209) والبيهقي في "الشعب"(775) والخطيب في "المتفق والمفترق"(279) والمزي في "تهذيب الكمال"(12/ 525) من طرق عن بشر بن عمر الزهراني ثنا أبو شيبة شعيب بن رزيق ثنا عطاء الخراساني عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت (1) من خشية الله، وعين باتت تحرس (2) في سبيل الله" اللفظ للترمذي.

ولفظ أبي نعيم "حرمت النار على ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب بن رزيق"

وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: شعيب بن رزيق مقارب ولكن الشأن في عطاء الخراساني. ما أعرف لمالك بن أنس رجلا يروي عنه مالك يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني. قلت: ما شأنه؟ قال: عامة أحاديثه مقلوبة"

قلت: عطاء الخراساني وثقه ابن معين وجماعة، وضعفه البخاري وغيره، فهو حسن الحديث، وشعيب بن رزيق مختلف فيه: قواه دحيم، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني، وضعفه ابن حزم، واختلف فيه قول الدارقطني.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة بن

(1) زاد ابن أبي عاصم والبيهقي "في جوف ليل"

(2)

زاد ابن أبي عاصم "سرية"

ص: 2882

عبيد الله عن أبي هريرة رفعه "لا يدخل النار عين بكت من خشية الله عز وجل حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع دخان جهنم وغبار في سبيل الله في منخري عبد أو قال مسلم"

أخرجه الطيالسي (ص 321) عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن به.

وأخرجه أحمد (2/ 505) وابن بشران (1498) والبيهقي في "الشعب"(779) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(509) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(602)

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ

وأحمد (2/ 505) وابن بشران (1498) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري (602)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وهناد في "الزهد"(465) والترمذي (1633 و 2311) والنسائي (6/ 11) وفي "الكبرى"(4316)

عن عبد الله بن المبارك

والبغوي في "شرح السنة"(2620)

عن داود بن هلال

وفي "معالم التنزيل"(4/ 189)

عن علي بن عاصم الواسطي

والحاكم (4/ 260)

عن جعفر بن عون الكوفي

وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(1) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 366 - 367)

عن عبد الله بن خيران البغدادي

كلهم عن المسعودي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

ص: 2883

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: اختلف فيه على المسعودي:

فرواه وكيع في "الزهد"(23) وعنه أحمد في "الزهد"(ص 222 - 223) عن المسعودي فأوقفه على أبي هريرة.

وتابعه يونس بن بكير الشيباني عن المسعودي به.

أخرجه هناد في "الزهد"(466)

والمسعودي كان قد اختلط، وسماع جعفر بن عون ووكيع منه قبل اختلاطه، فالظاهر أنّ هذا الاختلاف من المسعودي نفسه.

وتابعه مسعر بن كدام عن محمد بن عبد الرحمن واختلف عنه أيضًا:

- فرواه غير واحد عنه عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة مرفوعا، منهم:

1 -

الحميدي في "مسنده"(1091)

2 -

عبد الله بن موسى الخُرَيْبي.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(856)

3 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه ابن حبان (4607) من طريق محمد بن ميمون الخياط ثنا سفيان به. واختلف فيه على سفيان، فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عنه فلم يذكر مسعرا.

- ورواه غير واحد عن مسعر عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قوله، منهم:

1 -

وكيع في "الزهد"(23) وعنه أحمد في "الزهد"(ص 222 - 223) وابن أبي شيبة (5/ 304)

2 -

محمد بن بشر العبدي.

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 351)

3 -

جعفر بن عون.

أخرجه النسائي (6/ 11) وفي "الكبرى"(4315) والبيهقي في "الشعب"(780) وإسناده صحيح.

ص: 2884

الثاني: يرويه عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله"

أخرجه الحاكم (2/ 82) والبيهقي في "الشعب"(774)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عمر ضعفوه"

وكذا المنذري قال: بل في إسناده عمر بن راشد اليمامي" الترغيب 2/ 250

وأخرجه البزار (كشف 1659) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(148) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 163) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(497) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 110 - 111) من طريق عمر بن محمد بن صُهْبان عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين (1): عينا غضت عن محارم الله، وعينا سهرت (2) في سبيل الله، وعينا يخرج من ملمعها (3) مثل رأس الذباب دموع من خشية الله" اللفظ لابن أبي عاصم

قال أبو نعيم: غريب من حديث صفوان وأبي سلمة، تفرد به عمر بن صهبان"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي والدارقطني وغيرهما.

الثالث: يرويه صالح بن كيسان المدني قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا هريرة رفعه "حُرّم على عينين أنْ تنالهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر"

أخرجه الحاكم (2/ 82 - 83) وعنه البيهقي في "الشعب"(3930) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح بن كيسان به.

قال الذهبي في "التلخيص" والمنذري في "الترغيب"(2/ 250): فيه انقطاع"

الرابع: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "حَرّم الله عينا بكت من خشية الله على النار، وحرّم الله عينا سهرت في طاعة الله على النار، وحرّم الله عينا بكت على الفردوس على النار، ويل لمن استطال على مسلم وانتقصه حقه، ويل له ثم ويل له ثم ويل له"

(1) ولفظ البزار "ثلاثة أعين لا تدخل النار"

(2)

ولفظ البزار "حرست"

(3)

ولفظ البزار وأبي نعيم "خرج منها"

ص: 2885

أخرجه البيهقي في "الشعب"(776) من طريق أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا وثيمة عن سلمة ثنا موسى بن كثير وسفيان الثوري وعباد بن كثير عن سهيل بن أبي صالح به.

ووثيمة هو ابن موسى بن الفرات المصري ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن أبي حاتم: كتب إليّ أحمد بن إبراهيم عن وثيمة عن سلمة بأحاديث موضوعة.

ورواه ميسرة بن عبد ربه عن عباد بن كثير وسفيان الثوري وموسى بن عبيدة الرَّبَذي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه ابن عدي (6/ 2423)

وقال: وهذا الحديث عن الثوري عن سهيل منكر"

قلت: ميسرة بن عبد ربه كذبه جماعة، وقال ابن حبان وغيره: يضع الحديث.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه شعيب بن حرب المدائني البغدادي ثنا سفيان الثوري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "رحم الله عينا بكت من خشية الله، ورحم الله عينا سهرت في سبيل الله

"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 142 - 143) عن أبي الشيخ ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن عبد الله الجهبذي ثنا شعيب بن حرب به.

وقال: غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث الجهبذي"

قلت: وأظنه الجهدى المترجم في "اللسان"(5/ 235) أو الجهيد كما في "العلل"(1/ 173) للدارقطني وقال: كان ضعيفا.

الخامس: يرويه الزهري عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا "كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا حرست في سبيل الله أو عينا غضت عن محارم الله، أو عينًا بكت من خشية الله"

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(668) من طريق سعيد بن هاشم المخزومي الفيومي ثنا مالك عن الزهري به.

وقال: سعيد بن هاشم حدّث عن مالك أحاديث مناكير"

وأما حديث معاوية بن حيدة فأخرجه أبو يعلى في "معجمه"(215) وفي "مسنده"(المطالب 1607) عن عبد الله بن محمد بن واقد أبي محمد المؤدب الباهلي البصري ثنا أبو حبيب القنوي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا "ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم

ص: 2886

القيامة: عين بكت في خشية الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله عز وجل"

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 416) والبغوي في "شرح السنة"(4169) وفي "معالم التنزيل"(4/ 189) من طرق عن عبد الله بن محمد بن واقد به.

قال المنذري: ورواته ثقات إلا أنّ أبا الحبيب القنوي لا يحضرني حاله" الترغيب 2/ 249

وقال الهيثمي: وفيه أبو حبيب العنقزي ويقال: القنوي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 288

قلت: عبد الله بن محمد بن واقد ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 361) وقال: يروي عن أبي حبيب العنقزي، وأبو حبيب هذا لا أدري من هو.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه الضحاك بن مخلد أنا شبيب بن بشر عن أنس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار أبدًا: عين باتت تكلأ المسلمين في سبيل الله، وعين بكت (1) من خشية الله"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(147) وأبو يعلى (4346) واللفظ له عن عمرو بن الضحاك بن مخلد ثنا أبي الضحاك بن مخلد به.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 288

قلت: شبيب بن بشر مختلف فيه: وثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، فهو حسن الحديث، وعمرو بن الضحاك بن مخلد وأبوه ثقتان، فالإسناد حسن إنْ كان شبيب بن بشر سمع من أنس فإنّه لم يذكر سماعا منه.

ولم ينفرد الضحاك بن مخلد به بل تابعه إسرائيل بن يونس عن شبيب بن بشر عن أنس.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 231 - 232)

عن حميد

والطبراني في "الأوسط"(5775)

(1) زاد ابن أبي عاصم "في خلاء"

ص: 2887

عن حفص بن عبد الله الحلواني

وابن عدي (3/ 1087)

عن محمد بن حميد الرازي

ثلاثتهم عن زافر بن سليمان عن إسرائيل به.

واختلف فيه على زافر بن سليمان، فرواه الحسن بن علي الخلال عنه عن سفيان عن إسرائيل عن شبيب عن أنس.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 119)

وقال: غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث زافر"

قلت: وزافر مختلف فيه: وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وضعفه ابن عدي وابن حبان وغيرهما.

الثاني: يرويه يحيى بن المتوكل الباهلي البصري عن هلال بن أبي هلال أبي ظلال القسملي عن أنس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله عز وجل"

أخرجه العقيلي (4/ 346) من طريق محمد بن حرب الواسطي ثنا يحيى بن المتوكل به (1).

وقال: والرواية في هذا الباب لينة وفيها ما هو أصلح من هذا الإسناد"

قلت: وهذا الإسناد ضعيف لضعف أبي ظلال القسملي.

الثالث: يرويه سليمان التيمي عن قتادة عن أنس. ولفظه كالذي قبله.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(2/ 360) من طريق بشر بن عمرو بن سام ثني أبي ثني سليمان التيمي به.

وبشر بن عمرو بن سام وأبوه لم أر من ترجمهما، وقتادة كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أنس.

وأما حديث العباس بن عبد المطلب فأخرجه أبو إسحاق الفزاري (2) في "السير"(500)

(1) ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 209) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(288)

(2)

ورواه كثير بن هشام الرقي عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن جده قال: قال العباس بن عبد المطلب.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2061)

ص: 2888

عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال: كان العباس بن عبد المطلب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "عينان لا تمسهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس بسرية في سبيل الله"

وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء.

واختلف عنه، فقال عمر بن هارون: ثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن العباس.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(289) والطبراني في "مسند الشاميين"(2427) والقضاعي (320)

وعمر بن هارون البلخي قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه ابن معين وغيره.

واختلف فيه على عطاء الخراساني، فرواه شعيب بن رزيق عنه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس وقد تقدم.

وأما حديث الفضل بن عباس فأخرجه ابن عدي (6/ 2212) من طريق محمد بن أبي زعيزعة عن عطاء عن الفضل بن عباس مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله في جوف الليل، وعين حرست في سبيل الله"

ومحمد بن أبي الزعيزعة قال البخاري: منكر الحديث جدًا لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به منكر الحديث.

وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(4) والخطيب في "التاريخ"(8/ 362) وابن الجوزي في "العلل"(1371) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(507) من طريق أيوب بن خُوْط الحبطي عن نفيع بن الحارث الهمداني عن زيد بن أرقم قال: قال رجل: يا رسول الله! بم أتقي النار؟ قال: "بدموع عينيك، فإنّ عينا بكت من خشية الله لا تمسها النار أبدًا"

قال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ابن معين: لا نكتب حديث أيوب بن خوط ليس بشيء، وقال الفلاس والرازي والنسائي والدارقطني: هو متروك. وأما نفيع فهو أبو داود الأعمى كذبه قتادة، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي والدارقطني: متروك"

وأما حديث أبي عمران الأنصاري فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(508)

ص: 2889

من طريق سعيد بن رحمة المصيصي ثنا ابن المبارك (الجهاد 188) عن إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن أبي عمران الأنصاري رفعه "ثلاثة أعين لا تحرقها النار أبدًا: عين بكت من خشية الله، وعين سهرت بكتاب الله، وعين حرست في سبيل الله"

وسعيد بن رحمة قال ابن حبان في "المجروحين": لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(474) من طريق صالح بن حرب ثنا إسماعيل بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن مِسْعَر عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين نامت تحرس الحرس في سبيل الله"

وإسماعيل بن يحيى كذبه الدارقطني وغيره، وقال صالح جزرة وغيره: يضع الحديث.

وأما حديث الزبير بن عبد الله فأخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 171) عن عمران بن بكار البراد ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثنا صفوان بن عمرو ثنا أبو ذر عبد الرحمن بن فضالة عن الزبير بن عبد الله رفعه "عينان حرمهما الله على النار: عين بكت من خشية الله، وعين حرست في سبيل الله"

وهو مرسل، لأنّ الزبير بن عبد الله تابعي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المراسيل.

1943 -

حديث أبي ريحانة مرفوعا "حُرِّمت النار على عين سهرت في سبيل الله"

قال الحافظ: أخرجه النسائي، ونحوه للترمذي عن ابن عباس، والطبراني من حديث معاوية بن حَيْدة، ولأبي يعلى من حديث أنس وإسنادها حسن، وللحاكم عن أبي هريرة نحوه" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

1944 -

حديث "حُرِّمت عليهم الشحوم فَجَمَلُوها فباعوها وأكلوا أثمانها"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 319 - 320 و7/ 308 - 309) من حديث عمر و (5/ 320) من حديث أبي هريرة و (5/ 329 - 330 و9/ 365) من حديث جابر.

(1) 6/ 423 (كتاب الجهاد- باب الحراسة في الغزو في سبيل الله)

(2)

15/ 359 (كتاب الحيل)

ص: 2890

1945 -

"حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإنْ كان ولا بد فثلث للطعام"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث المقدام بن معد يكرب" (1)

صحيح

وله عن المقدام طرق:

الأول: يرويه يحيى بن جابر الطائي عن المقدام، وعن يحيى غير واحد، منهم:

1 -

أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني.

أخرجه أحمد (4/ 132) والطبراني في "الكبير"(20/ 272 - 273) وفي "مسند الشاميين"(1375) والحاكم (4/ 331 - 332) والخطيب في "الفقيه"(2/ 104) وفي "الموضح"(2/ 125) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 239 - 240)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي

والمعافى بن عمران في "الزهد"(225) والنسائي في "الكبرى"(6769) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 718) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 249)

عن بقية بن الوليد

والبيهقي في "الشعب"(5262)

عن محمد بن حرب الحمصي

والشجري في "أماليه"(2/ 209)

عن إسماعيل بن عياش

أربعتهم عن أبي سلمة سليمان بن سليم الكناني ثني يحيى بن جابر الطائي قال: سمعت المقدام بن معد يكرب رفعه "ما ملأ ابن آدم (2) وعاءً شرًا من بطن (3)، حسب (4) ابن آدم (5) أكلات (6) يقمن صلبه، فإنْ كان لا محالة (7) فثلث طعام (8)، وثلث شراب (9)، وثلث لنفسه (10) " اللفظ لأحمد.

(1) 12/ 232 (كتاب المرضى- باب تمني المريض الموت)

(2)

وفي لفظ للحاكم وغيره "آدمي"

(3)

ولفظ الحاكم "بطنه"

(4)

ولفظ الطبري "حسبك"

(5)

زاد الحاكم "ثلاث"

(6)

ولفظ الطبري "لقيمات"

(7)

ولفظ الطبري "لابد"

(8)

ولفظ الطبري "للطعام"

(9)

ولفظ الطبري "للشراب"

(10)

ولفظ الطبري "للنفس"

ص: 2891

2 -

حبيب بن صالح الطائي.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(603) عن إسماعيل بن عياش أنا أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم وحبيب بن صالح عن يحيى بن جابر الطائي عن المقدام مرفوعا نحوه.

وأخرجه الترمذي (2380) والقضاعي في "مسند الشهاب"(1341) والبغوي في "شرح السنة "(4048) من طرق عن ابن المبارك به.

وأخرجه الترمذي (4/ 590) والطبراني في "الكبير"(20/ 273 - 274) وفي "مسند الشاميين"(1116) والقضاعي (1340) والخطيب في "الموضح"(2/ 43 - 44) من طرق عن إسماعيل بن عياش به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5261)

عن يحيى بن يحيى النيسابوري

و (5263)

عن محمد بن الصباح

كلاهما عن إسماعيل بن عياش ولم يذكرا حبيب بن صالح.

3 -

معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي.

أخرجه ابن سعد (1/ 410) والنسائي في "الكبرى"(6770) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 717) وابن حبان (674) والطبراني في "الكبير"(20/ 273) وفي "مسند الشاميين"(1946) والحاكم (4/ 121) والقاضي عياض في "الشفا"(1/ 111) والذهبي في "المعجم"(2/ 17) من طرق عن معاوية بن صالح عن يحيى بن جابر الطائي عن المقدام مرفوعا نحوه.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد"

وقال البغوي: هذا حديث حسن"

وقال الحافظ: حديث حسن" الفتح 11/ 458

قلت: إسناده صحيح، لكن قال أبو حاتم والمزي: روى يحيى بن جابر الطائي عن المقدام مرسل.

وجعل الحافظ في "التقريب" يحيى بن جابر في المرتبة السادسة الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة.

ص: 2892

وخالفهم ابن حبان فذكره في ثقات التابعين الذين رووا عن الصحابة وشافهوهم (الثقات 5/ 520) وقال العجلي: شامي تابعي ثقة. وذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام.

وهو كما قالوا، فقد صرّح يحيى بن جابر بالسماع من المقدام عند أحمد والحاكم، والإسناد إليه صحيح، أضف إلى ذلك أنّ المقدام قد نزل حمص ويحيى بن جابر حمصي فهذا يقوي سماعه من المقدام والله تعالى أعلم.

الثاني: يرويه حَرِيز بن عثمان عن حبيب بن عبيد عن المقدام مرفوعا "ما ملأ أحد وعاءً شرا من بطن، فإنْ غلبته نفسه فليدع ثلثا لنفسه"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 279 - 280) عن الحسن بن العباس الرازي ثنا علي بن ميسرة الرازي ثنا حسان بن حسان عن حريز بن عثمان به.

ومن دون حريز بن عثمان لم أر من ترجمهم، وشيخ الطبراني يحتمل أنّه المترجم في "تاريخ بغداد"(7/ 397) والمعروف بالجمال.

الثالث: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن خالد بن معدان وحبيب بن عبيد عن المقدام مرفوعا نحو حديث يحيى بن جابر.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(348) وفي "الجوع"(1) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2130) عن منصور بن أبي مزاحم البغدادي ثنا يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

الرابع: يرويه صالح بن يحيى بن المقدام بن معد يكرب عن أبيه عن جده مرفوعا نحو الذي قبله.

أخرجه ابن حبان (5236) والبيهقي في "الآداب"(701) وفي "الشعب"(5262) من طريق محمد بن المتوكل -وهو ابن أبي السري- العسقلاني عن محمد بن حرب الأبرش عن سليمان بن سليم الكناني عن صالح بن يحيى بن المقدام به.

واختلف فيه على محمد بن حرب، فرواه عمرو بن عثمان الحمصي عنه فلم يذكر عن أبيه.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(6768) عن عمرو بن عثمان به.

ورواه إبراهيم بن محمد بن عِرق الحمصي عن عمرو بن عثمان ثنا محمد بن حرب ثنا سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن صالح بن يحيى بن المقدام عن جده.

ص: 2893

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1376)

وإسناده ضعيف لضعف صالح بن يحيى بن المقدام.

الخامس: يرويه محمد بن حرب الحمصي حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام.

أخرجه ابن ماجه (3349)

وأم محمد بن حرب عن أمها لا تعرفان.

1946 -

"حسبك من نساء العالمين خديجة وفاطمة ومريم وآسية"

قال الحافظ: وعند الترمذي بإسناد صحيح عن أنس: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أفضل نساء أهل الجنة خديجة

"

1947 -

أنّ أبا سفيان رجع بقريش بعد أنْ توجه من أُحُد فلقيه معبد الخزاعي فأخبره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في جمع كثير وقد اجتمع معه من كان تخلف عن أُحُد وندموا فثنى ذلك أبا سفيان وأصحابه فرجعوا، وأرسل أبو سفيان ناسا فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم أنّ أبا سفيان وأصحابه يقصدونهم فقال "حسبنا الله ونعم الوكيل"

قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق مطولا في هذه القصة: فذكره.

ورواه الطبري من طريق السدي نحوه ولم يسم معبدا قال: أعرابيا. ومن طريق ابن عباس موصولا لكن بإسناد لين قال: استقبل أبو سفيان عيرا واردة المدينة.

ومن طريق مجاهد أنّ ذلك كان من أبي سفيان في العام المقبل بعد أُحُد وهي غزوة بدر الموعد" (2)

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 102 - 103) قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: مَرَّ معبد بن أبي معبد الخزاعي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أما والله لقد عزّ علينا ما أصابك، ولوددنا أنّ الله عافاك فيهم، ثم خرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد، حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فذكر الحديث وفيه طول.

(1) 7/ 282 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك)

(2)

9/ 297 (كتاب التفسير: سورة آل عمران- باب قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عِمرَان: 173])

ص: 2894

وأخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 179 - 180) وفي "تاريخه"(2/ 535 - 536) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 315 - 317) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 217 - 218) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق به.

وهذا مرسل بإسناد حسن.

وأما حديث السُّدِّي فأخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 180) عن محمد بن الحسين الحنيني ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال: لما ندموا، يعني: أبا سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قالوا: ارجعوا فاستأصلوهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب، فهزموا، فلقوا أعرابيا، فجعلوا له جُعْلا، إنْ لقيت محمدا وأصحابه فأخبرهم أنا قد جمعنا لهم، فأخبر الله جل ثناؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، فلقوا الأعرابي في الطريق، فأخبرهم الخبر، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، ثم رجعوا من حمراء الأسد، فأنزل الله تعالى فيهم وفي الأعرابي الذي لقيهم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [آل عِمرَان: 173]

وهذا مرسل بإسناد حسن.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 180) عن محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العَوْفي ثني أبي ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال: استقبل أبو سفيان في منصرفه من أُحُد عيرا واردة المدينة ببضاعة لهم، وبينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم حبال، فقال: إنّ لكم علىّ رضاكم إنْ أنتم رددتم عني محمدا ومن معه، إنْ أنتم وجدتموه في طلبي، وأخبرتموه أني قد جمعت له جموعًا كثيرة، فاستقبلت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا له: يا محمد، إنا نخبرك أنّ أبا سفيان قد جمع لك جموعًا كثيرة، وإنه مقبل إلى المدينة، وإن شئت أن ترجع فافعل، ولم يزده ذلك ومن معه إلا يقينا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فأنزل الله تبارك وتعالى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: 173] الآية.

وإسناده ضعيف، محمد بن سعد مختلف فيه، وسعد بن محمد قال أحمد: لم يكن ممن يستاهل أن يكتب عنه، والحسين بن الحسن قال ابن معين والنسائي: ضعيف، وقال ابن حبان: منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج بخبره، والحسن بن عطية قال البخاري: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وعطية بن سعد قال أحمد: ضعيف الحديث.

ص: 2895

وأما حديث مجاهد فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: 173] قال: هذا أبو سفيان قال لمحمد: موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عسى" فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده حتى نزل بدرا، فرافقوا السوق فيها، وابتاعوا، فذلك قوله تبارك وتعالى {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174] وهي غزوة بدر الصغرى.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 181) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ثنا أبو عاصم عن عيسى بن ميمون عن ابن أبي نَجيح به.

ورواته ثقات، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد.

الثاني: يرويه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج عن مجاهد بنحوه.

أخرجه الطبري (4/ 181) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين بن داود ثني حجاج به.

والحسين بن داود هو الملقب بسُنَيْد وهو مختلف فيه، قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف، وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وقال النسائي: ليس بثقة.

والقاسم بن الحسن لم أر من ترجمه، والباقون ثقات.

1948 -

"حق المسلم على المسلم ست" وزاد "وإذا استنصحك فانصح له"

قال الحافظ: وله (أي مسلم 4/ 1705) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: فذكره" (1)

1949 -

"حُقَّت محبتي للمتزاورين فِيَّ"

قال الحافظ: وعند مالك وصححه ابن حبان من حديث معاذ بن جبل مرفوعا: فذكره، وأخرجه أحمد بسند صحيح من حديث عتبان بن مالك" (2)

صحيح

وله عن معاذ بن جبل طرق:

(1) 3/ 356 (كتاب الجنائز- باب الأمر باتباع الجنائز)

(2)

13/ 112 (كتاب الأدب- باب الزيارة)

ص: 2896

الأول: يرويه أبو إدريس الخولاني عن معاذ واختلف عنه:

فرواه مالك (2/ 953 - 954) عن أبي حازم سلمة بن دينار المدني عن أبي إدريس الخولاني أنّه قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن قوله، فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل. فلما كان الغد هجّرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قِبل وجهه فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله. قال: فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تبارك تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين في، والمتباذلين فيّ"

رواه ابن وهب في "الجامع"(234) عن مالك به.

ورواه الطحاوي في "المشكل"(3890) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي أنا ابن وهب به.

وأخرجه أحمد (5/ 233) وعبد بن حميد (125) والطحاوي في "المشكل"(3891) والهيثم بن كليب (1381 و 1383 و 1384) وابن حبان (575) والطبراني في "الكبير"(20/ 80) والحاكم (4/ 168 - 169) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 127 - 128) والقضاعي (1449 و 1450) والبيهقي في "الشعب"(8579) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 126 و 130) والبغوي في "شرح السنة"(3463) من طرق عن مالك به.

ولم ينفرد مالك به بل تابعه عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن أبي إدريس الخولاني به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 126)

وخالفهما سعيد بن عبد الرحمن الجمحي فرواه عن أبي حازم عن محمد بن المنكدر عن أبي إدريس الخولاني.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 111)

والأول أصح، لأنّ مالكًا أثبت من سعيد بن عبد الرحمن.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (1)

(1) قلت: لم يخرج الشيخان رواية أبي إدريس الخولاني عن معاذ.

ص: 2897

وقال أبو نعيم: مشهور ثابت من حديث أبي إدريس عن معاذ"

وقال المنذري: رواه مالك بإسناد صحيح" الترغيب 4/ 18

وقال النووي: حديث صحيح رواه مالك في "الموطأ" بإسناد الصحيح" رياض الصالحين ص 183

وقال ابن عبد البر: وفي هذا الحديث لقاء أبي إدريس الخولاني لمعاذ بن جبل وسماعه منه، وهو إسناد صحيح، ولكن لقاء أبي إدريس هذا لمعاذ بن جبل مختلف فيه، فطائفة تنفيه، وطائفة لا تنكره من أجل هذا الحديث وغيره، ومن نفاه احتج بما رواه مَعْمر وابن عُيينة عن الزهري قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: أدركت عبادة بن الصامت، وفلانا وفلانا، وفاتني معاذ بن جبل، فحدثني أصحاب معاذ عن معاذ- وذكر الحديث- ولهذا الخبر عن الزهري زعم قوم أنّ هذا الحديث خطأ، فقال قوم: وَهِمَ فيه مالك، وأسقط من إسناده أبا مسلم الخولاني، وزعموا أنّ أبا إدريس رواه عن أبي مسلم عن معاذ.

وقال آخرون: وهم فيه أبو حازم وغلط في قوله: عن أبي إدريس الخولاني أنّه لقي معاذ بن جبل.

وهذا كله تخرص وتظنن لا يغني من الحق شيئا، وقد رواه غير مالك جماعة عن أبي حازم كما رواه مالك سواء، وروي أيضًا عن أبي ادريس من وجوه شتى غير طريق أبي حازم أنّه لقي معاذ بن جبل وسمع منه، فلا شيء في هذا على مالك ولا على أبي حازم عند أهل العلم بالحديث والاتساع في علمه، وإذا صح عن أبي إدريس أنّه لقي معاذ بن جبل، فيحتمل ما حكاه ابن شهاب عنه من قوله: فاتني معاذ- يريد فوت لزوم وطول مجالسة، أو فاتني في حديث كذا أو معنى كذا والله أعلم.

وغير نكير لقاء أبي ادريس لمعاذ، لأن أبا ادريس الخولاني ولد عام حنين.

وسئل الوليد بن مسلم: هل لقي أبو إدريس الخولاني معاذ بن جبل؟ فقال: نظنّ أنّ أبا إدريس الخولاني لقي معاذا، وأبا عبيدة بن الجراح وهو ابن عشر سنين.

وأما معاذ بن جبل فتوفي في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة في خلافة عمر وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة" التمهيد 21/ 125 - 128 مختصرًا

ولم ينفرد أبو حازم به بل تابعه محمد بن قيس المدني عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأثر عن الله عز وجل قال: وجبت محبتي للذين يتحابون فيّ، ويتجالسون فيّ، ويتباذلون في"

ص: 2898

أخرجه أحمد (5/ 247) والطبراني في "الكبير"(20/ 81) من طريق أبي معشر نجيح عن محمد بن قيس به.

وأبو معشر قال ابن معين وغيره: ضعيف.

والحديث رواه غير واحد عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بلفظ "المتحابون في الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، منهم:

1 -

يزيد بن أبي مريم الدمشقي.

أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" كما في "تهذيب الكمال"(14/ 91) والطبراني في "الكبير"(20/ 79 - 80) وفي "مسند الشاميين"(1403) من طريقين عن الوليد بن مسلم عن يزيد بن أبي مريم قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول (1): قلت لمعاذ بن جبل: إني لأحبك في الله، فأخذ بحقوي واجتذبني إليه ثم قال: والله إنك تحبني؟ قلت: والله إني لأحبك في الله، قال: أبشر فإني سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول "المتحابون (2) في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله" اللفظ للطبراني.

ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة الوليد بن مسلم فإنّه كان مدلسًا.

2 -

ربيعة بن يزيد الأيادي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 78 - 79) وفي "مسند الشاميين"(1926) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا حماد بن خالد الخياط ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ رفعه "المتحابون في الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"

رواته ثقات.

3 -

شريح بن عبيد الحمصي (3).

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 80 - 81) وفي "مسند الشاميين"(1659) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي إدريس قال: سمعت معاذ بن جبل رفعه "إنّ الذين يتحابون في الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله"

(1) ولفظ أبي زرعة "جلست خلف معاذ بن جبل وهو يصلي فلما انصرف من الصلاة قلت"

(2)

زاد أبو زرعة "في الله"

(3)

ورواه غير هؤلاء الثلاثة عن أبي إدريس أيضًا كما سيأتي.

ص: 2899

ابن زبريق لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن إسماعيل بن عياش تكلم فيه أبو حاتم وغيره، والباقون كلهم ثقات.

- ورواه غير واحد عن أبي إدريس فجعلوا اللفظ الأول وهو "حقت محبتي

" لعبادة بن الصامت، واللفظ الثاني وهو "المتحابون في الله في ظله

" لمعاذ بن جبل (1)، منهم:

1 -

الوليد بن عبد الرحمن الجُرَشي الحمصي.

أخرجه الطيالسي (ص 78) عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت المسجد وفيه نحو من عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا فيهم رجل أدعج العينين أغر الثنايا إذا اختلفوا في شيء فقال قولا انتهوا إلى قوله، فسألت عنه فإذا هو معاذ بن جبل، فلما كان من الغد دخلت المسجد فإذا هو قائم يصلي إلى سارية فجلست إليه، فلما فعلت ذلك حذف من صلاته، فقلت: والله إني لأحبك من جلال الله، قال: آلله، قلت: آلله، قال: فإن المتحابين من جلال الله في ظل الله عز وجل- أحسبه قال- يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بقربهم من الله النبيون والشهداء والصالحون (2).

قال: فأتيت عبادة بن الصامت فقال: لا أحدثك إلا ما سمعت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يقول "قال الله عز وجل: حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين في"

ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3895) والبيهقي (10/ 233) وفي "الآداب"(232) وابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله"(43)

وأخرجه أحمد (5/ 229) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 324) والهيثم بن كليب (1234) والحاكم (4/ 169 - 170) والبيهقي في "الشعب"(8580) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 126 - 127) من طرق عن شعبة به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (3)

وقال ابن عبد البر: وهذا أيضا إسناد صحيح ثابت"

2 -

شَهر بن حَوشب.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 81 - 82) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي ثنا

(1) رفعه بعضهم وأوقفه بعضهم.

(2)

موقوف.

(3)

قلت: لم يخرج البخاري ليعلي بن عطاء ولا للوليد بن عبد الرحمن شيئا.

ص: 2900

عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ مرفوعا "المتحابون في الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون"

قال: فقمت من عنده فأتيت عبادة بن الصامت فقال عبادة: وخير منها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتجالسين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين في"(1).

ورواه عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري عن شهر بن حوشب ثني أبو إدريس عن معاذ مرفوعاً نحوه، ولم يذكر حديث عبادة بن الصامت.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(715) عن عبد الحميد بن بهرام به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(3) والبزار (2672) والطبراني في "الكبير"(20/ 78) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 127) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام به.

وفي رواياتهم تصريح أبي إدريس بالسماع من معاذ.

ولفظ الطبراني: قال أبو إدريس: قلت لمعاذ: إني لأحبك وأحبّ حديثك، قال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وعبد الحميد بن بهرام وثقه أحمد وجماعة، وشهر بن حوشب مختلف فيه، واختلف عنه في هذا الحديث، فرواه الحجاج بن أبي زياد الأسود القسملي عن شهر عن معاذ مرفوعا "المتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة"

لم يذكر أبا إدريس:

أخرجه أحمد (5/ 233) عن رَوح بن عبادة ثنا الحجاج الأسود به.

واختلف فيه على الحجاج الأسود، فرواه حماد بن سلمة عنه عن شهر بن حوشب أنّ رجلا قدم حمص يلقى معاذا فحدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1088)

ورواه عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي عن شهر بن حوشب عن رجل- ولم يسمه - أنّه أتى الشام فدخل مسجدًا من مساجدها فإذا رجل آدم شاب جميل وضاح الثنايا.

(1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن وهب في "الجامع"(187)

ص: 2901

فذكر الحديث وفيه قال معاذ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يرفعه إلى الرب تعالى "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ"

أخرجه الهيثم بن كليب (1386) عن إبراهيم بن أبي العنبس القاضي ثنا يعلي بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان به.

ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن عبد الملك بن أبي سليمان فلم يذكر شهر بن حوشب.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1089) من طريق أبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا جرير به.

واختلف فيه على جعفر بن محمد بن شاكر:

فقال أبو بكر الشافعي في "فوائده"(1065): ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا جرير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير قال: قال رجل: دخلت المسجد.

ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 142)

وحديث عبد الحميد بن بهرام أصح.

قال يحيى القطان: من أراد حديث شهر فعليه بعبد الحميد بن مهران"

وقال أحمد: حديثه عن شهر مقارب، كان يحفظها، كأنّه يقرأ سورة من القرآن"

وقال أبو حاتم: أحاديثه عن شهر صحاح"

وقال أحمد بن صالح: أحاديثه عن شهر صحيحة"

3 -

عطاء الخراساني.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 325 - 326) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" كما في "تهذيب الكمال"(14/ 92) والطحاوي في "المشكل"(3893) والهيثم بن كليب (1235 و 1382) والطبراني في "مسند الشاميين"(625) وفي "الأوسط"(6856) وفي "الكبير"(20/ 79) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 206) والحاكم (4/ 170)

عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي

والطبراني في "الكبير"(20/ 79) وفي "مسند الشاميين"(744 و 2434)

ص: 2902

عن عتبة بن أبي حكيم الأردني

والطحاوي في "المشكل"(3894) والطبراني في "الكبير"(20/ 79) وفي "مسند الشاميين"(2433)

عن شعيب بن رزيق الشامي

وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 127)

عن ابن عطاء

كلهم عن عطاء الخراساني قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: دخلت مسجد حمص فجلست في حلقة كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث وفيه سماعه من معاذ حديث "المتحابون من جلال الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله"

وفيه إتيانه لعبادة بن الصامت وسماعه منه حديث "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي على المتجالسين فيّ، وحقت محبتي على المتزاورين فيّ، وحقت محبتي على المتباذلين فيّ"

وإسناده حسن.

4 -

يونس بن ميسرة بن حَلْبَس.

أخرجه الحاكم (4/ 169)

عن الوليد بن مزيد البيروتي

والبزار (2697) والطحاوي في "المشكل"(3892) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 25) والخطيب في "الموضح"(2/ 303 - 304) والشجري في "أماليه"(2/ 149) وابن بلبان المقدسي في "المقاصد السنية"(ص 142 - 144)

عن محمد بن كثير المصيصي (1)

كلاهما عن الأوزاعي (2) عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني

(1) رواه أحمد بن مسعود المقدسي الخياط عن محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن معاذ عن عبادة رفعه "إنّ المتحابين لجلال الله في ظل الله"

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2224)

(2)

رواه أحمد بن عنتر عن الأوزاعي عن يونس بن ميسرة عن أبي ادريس عن عبادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأثر عن الله عز وجل قال "حقت محبتي للمتحابين في

"

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2225)

ص: 2903

قال: دخلت مسجدًا بحمص فإذا فيه حلقة نيف وثلاثين رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث وفيه قول معاذ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "المتحابون في الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله"

وفيه قول عبادة بن الصامت: سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أفضل منه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأثر عن ربه تبارك وتعالى: حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ"

قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رواته ثقات إلا أن الشيخين لم يخرجا ليونس بن ميسرة شيئا.

واختلف فيه على الأوزاعي، فرواه هِقْل بن زياد الدمشقي عنه حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير عن أبي إدريس به.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 328) ومن طريقه ابن قدامة في "المتحابين"(42)

والأول أصح.

الثاني: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذي قال: أخبرني عبد الله بن أبي سليمان عن أبي بحرية قال: قدمت الشام فدخلت المسجد، فإذا أنا بنفر جلوس في المسجد شيوخ، فيهم شاب يحدثهم قد أنصتوا له، فقلت: ألا تسألون من هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: من الرجل الشاب الذي يحدثهم؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل، قال: فرحت إلى الصلاة فإذا هو قد هَجَّر فقضى صلاته ثم جلس، فجلست إليه فقلت: والله إني لأحبك، فأخذ بحبوتي ثم جبذني فقال: آلله- مرتين أو ما شاء الله، قلت: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قال الله عز وجل: وجبت محبتي أو رحمتي للذين يتحابون فيّ، ويتباذلون فيّ، ويتجالسون فيّ؟ ويتحاورون فيّ"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 92) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 129) واللفظ له وابن عساكر (38/ 7)

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

الثالث: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيْري عن رجل قال: قلت لمعاذ بن جبل: إني أحبك في الله، أو أحبك لله، فقال لي: انظر ما تقول- قالها ثلاث مرات- ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله يحبّ الذين يتحابون في الله، ويحبّ الذين يتقاعدون

ص: 2904

فيه، ويحبّ الذين يتباذلون فيه، ويحبّ الذين يتزاورون فيه، ويحبّ الذين يتجاورون فيه"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8582) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 133 - 134) من طريق مسدد ثنا حماد بن زيد عن الجريري به (1).

ورواته ثقات إلا الذي لم يسم.

الرابع: يرويه عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني عن معاذ.

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 145) وأحمد (5/ 236 - 237 و 239) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 323) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1108) والترمذي (2390) والهيثم بن كليب (1236 أو 1237 و 1385) والطبراني في "الكبير"(20/ 87 - 88) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 230 و 2/ 131) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 130 - 131 و 132) والمزي في "تهذيب الكمال"(34/ 292 - 293)

عن جعفر بن برقان الرقي

وأحمد (5/ 237) وابنه (5/ 328) وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(7 و 9 و 99 و 156) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2102) وابن حبان (577) والطبراني في "الكبير"(20/ 88) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 121 - 122)

عن أبي المليح الحسن بن عمر الرقي

كلاهما عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا، ساكت لا يتكلم، فإذا امترى القوم في شئ أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل، فوقع له في نفسي حب، فكنت معهم حتى تفرقوا، ثم هَجَّرت إلى المسجد، فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية، فصليت، ثم جلست واحتبيت بردائي، فسكت لا أكلمه، وسكت لا يكلمني، ثم قلت: والله إني لأحبك، قال: فيم تحبني؟ قلت: في الله، قال: فأخذ بحبوتي فجذبني إليه هنية ثم قال: أبشر إنْ كنت صادقا، فلسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "المتحابون في جلال الله على منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء"

قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني

(1) وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(1064) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ثنا حماد بن زيد ثنا الجريري عن رجل عن رجل آخر عن معاذ.

ص: 2905

به معاذ بن جبل في المتحابين، قال: فأنا أحدثك بما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعه إلى الرب تبارك وتعالى قال "حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ" اللفظ للحارث.

قال الترمذي: حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

الخامس: يرويه أبو الزبير عن ابن غَنْم عن معاذ مرفوعا "قال الله عز وجل: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5791) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا أبو بكر النهشلي (1) عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الملك بن أبي سليمان إلا أبو بكر النهشلي، تفرد به عبد الحميد بن صالح"

قلت: وهو ثقة كما قال مطين وغيره، وكذا باقي رواته كلهم ثقات، لكن أبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من ابن غنم واسمه عبد الرحمن.

واختلف فيه على عبد الملك بن أبي سليمان كما تقدم.

وللحديث شاهد عن عمرو بن عبسة مرفوعا "قال الله تعالى: حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتصافون من أجلي، أو قال يتواصلون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي"

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(715) عن عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري قال: قال شهر بن حوشب: حدثنا أبو ظَبْية أنّ شُرحبيل بن السِّمْط دعا عمرو بن عبسة السلمي فقال: يا ابن عبسة هل أنت محدثي حديثا سمعته أنتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فيه تزيد ولا تحدثني عن أحد سمعه منه غيرك؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وأخرجه أحمد (4/ 386)

عن هاشم بن القاسم البغدادي

(1) ورواه أحمد بن محمد بن موسى الكندي السهيلي ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي ثنا أبو بكر بن عياش به.

أخرجه ابن قانع (3/ 25)

ص: 2906

وعبد بن حميد (304)

عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي

وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(8 و 98 و 155)

عن علي بن الجَعْد البغدادي

وأبو نعيم في "الأربعين على مذهب المتحققين"(30)

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني

أربعتهم عن عبد الحميد بن بهرام به

قال المنذري والهيثمي: رجاله ثقات" التركيب 4/ 19 - المجمع 10/ 279

قلت: عبد الحميد وشهر مختلف فيهما، وحديثهما في مرتبة الحسن.

ولم ينفرد أبو ظبية به بل تابعه عبد الرحمن بن عائذ الحمصي أنّ شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 116) وفي "مسند الشاميين"(654) وفي "الأوسط"(9076) عن مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي ثنا منبه بن عثمان ثنا الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ به.

وقال: لم يروه عن الوضين إلا منبه"

كذا قال، وقد أخرجه هو في "مسند الشاميين"(654) والبيهقي في "الشعب"(8583) وابن قدامة في "المتحابين"(44) من طريق صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي عن الوضين بن عطاء به.

وأما حديث عتبان بن مالك الذي أشار إليه الحافظ فلم أره في "مسند أحمد" ولعله يريد حديث عمرو بن عبسة والله تعالى أعلم.

1950 -

حديث أم قيس "حكيه بِضِلَع واغسليه بماء وسدر"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وإسناده حسن" (1)

صحيح

أخرجه عبد الرزاق (1226) عن سفيان الثوري عن أبي المقدام ثابت بن هُرمز عن

(1) 1/ 347 (كتاب الوضوء- باب إذا غسل الجنابة أو غيرها فلم يذهب أثره)

ص: 2907

عدي بن دينار عن أم قيس ابنة محصن أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دم الحيضة يصيب الثوب، فقال "اغسليه بماء وسدر وحكيه بضِلَع"

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 182) والمزي في "تهذيب الكمال"(19/ 532)

وأخرجه أحمد (6/ 355) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 44) وأبو داود (363) وابن ماجه (628) والنسائي (1/ 126 و 161) وفي "الكبرى"(286) والدولابي في "الكنى"(2/ 128) وابن خزيمة (277) وابن حبان (1395) والبيهقي (2/ 407)

عن يحيى بن سعيد القطان

وأحمد (6/ 356) وابن ماجه (628)

عن عبد الرحمن بن مهدي

قالا: ثنا سفيان الثوري ثني أبو المقدام ثابت بن هرمز الحداد ثني عدي بن دينار مولى أم قيس بنت محصن قال: سمعت أم قيس بنت محصن به.

واختلف فيه على الثوري، فرواه إسماعيل بن منصور عن الثوري عن ثابت بن عبيد عن عدي بن دينار عن أم قيس.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 123)

وقال: هكذا رواه إسماعيل بن منصور عن الثوري عن ثابت بن عبيد وتفرد به، ورواه عبد الرزاق عن الثوري فقال: ثابت بن هرمز"

قلت: ورواية عبد الرزاق ومن وافقه أصح لأنهم ثقات أثبات، وأما إسماعيل بن منصور فلم أقف له على ترجمة، والحديث إسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

قال ابن القطان الفاسي: وهذا غاية في الصحة، فإنّ أبا المقدام وثقه أحمد وابن معين والنسائي، ولا أعلم أحدًا ضعفه غير الدارقطني، وعدي بن ثابت وثقه النسائي، ولا أعلم لهذا الإسناد علة" الوهم والإيهام 5/ 281

ولم ينفرد الثوري به بل تابعه:

1 -

إسرائيل بن يونس.

أخرجه أحمد (6/ 356)

2 -

حجاج بن أرطاة.

أخرجه ابن أبي شيبة (990)

ص: 2908

وزاد "وصَلّي فيه"

وحجاج بن أرطاة ضعيف.

1951 -

عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه قالت: زعمت أنّ الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك وأنا آمرك بهذا، فنزلت {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: فذكره، كذا وقع عنده، وفيه انتقال من آية إلى آية فإن في رواية العنكبوت {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} إلى {مَرْجِعُكُمْ} والمذكور عنده بعد قوله {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى} إلى آخره إنما هو في لقمان، وقد وقع عند الترمذي إلى قوله {حُسْنًا} الآية فقط، ومثله عند أحمد لكن لم يقل الآية، ووقع في أخرى لأحمد {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} وقرأ حتى بلغ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وهذا القدر الأخير إنما هو في رواية العنكبوت وأوله من آية لقمان، ويظهر لي أن الآيتين معا كانتا في الأصل ثابتتين فسقط بعضهما على بعض الرواة" (1)

أخرجه مسلم (4/ 1877 - 1878) من طريق زهير بن معاوية الكوفي ثنا سِماك بن حرب ثني مصعب بن سعد عن أبيه أنّه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصّاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا.

قال: مَكَثَتْ ثلاثا حتى غُشي عليها من الجَهْد، فقام ابن لها يقال له: عُمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} وفيها {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمَان: 15].

وأخرجه أحمد (1/ 185 - 186) عن محمد بن جعفر غندر ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قالت أم سعد: أليس الله قد أمرهم بالبر، فوالله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أموت أو تكفر بمحمد، قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها، فنزلت هذه الآية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8].

وأخرجه مسلم (4/ 1878) والترمذي (3189) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا: ثنا محمد بن جعفر به.

(1) 13/ 3 - 4 (كتاب الأدب- باب البر والصلة)

ص: 2909

ولم يسق مسلم الحديث بتمامه، ووقع عند الترمذي: فنزلت هذه الآية {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8] الآية، هكذا ولم يسقها بتمامها.

وأخرجه أحمد (1/ 181) عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به.

ووقع عنده: فأنزلت {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} [لقمَان: 14] وقرأ حتى بلغ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].

1952 -

"حليف القوم منهم"

قال الحافظ: وقد ثبت حديث: فذكره" (1)

انظر حديث "ادخلوا عليّ ولا يدخل عليّ إلا قرشي"

1953 -

عن عدي بن زيد قال: حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّ ناحية من المدينة بريدا بريدا: لا يخبط شجره ولا يعضد، إلا ما يساق به الجمل.

قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث عدي بن زيد قال: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أبو داود (2036) وأبو نعيم في "الصحابة"(5500)

عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني

والطبراني في "الكبير"(17/ 111) ومن طريقه المزي (19/ 533)

عن عبدة بن عبد الله الصفار البصري

كلاهما عن زيد بن الحباب ثنا سليمان بن كنانة مولى عثمان بن عفان أنا عبد الله بن أبي سفيان عن عدي بن زيد قال: فذكره.

واللفظ لحديث أبي كريب.

وإسناده ضعيف، سليمان بن كنانة قال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.

وعبد الله بن أبي سفيان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو في خلق الله.

(1) 10/ 258 - 259 (كتاب التفسير: سورة الممتحنة- باب {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1])

(2)

4/ 456 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حرم المدينة)

ص: 2910

1954 -

"حواري من الرجال الزبير، ومن النساء عائشة"

قال الحافظ: أخرجه الزبير بن بكار من مرسل أبي الخير مرثد بن اليزني بلفظ: فذكره، ورجاله موثقون لكنه مرسل" (1)

موضوع

أخرجه الزبير بن بكار في "المنتخب من كتاب أزواج النبي"(ص 37) حدثني محمد بن حسن عن حاتم بن إسماعيل عن مصعب بن ثابت عن عطاء بن دينار أو ابن زبان عن يزيد بن أبي حبيب مرفوعا "للرجال حواري، وللنساء حوارية، فحواري الرجال الزبير، وحوارية النساء عائشة"

ومحمد بن حسن هو ابن زَبَالة كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أحمد بن صالح المصري: يضع الحديث.

1955 -

"حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنّه كان يخالط الناس وكان موسرا"

قال الحافظ: ولمسلم (1561) من طريق شقيق عن ابن مسعود رفعه: فذكره" (2)

1956 -

قالوا: أية ساعة يا رسول الله؟ قال: "حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها"

قال الحافظ: رواه الترمذي وابن ماجه من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف

عن أبيه عن جده مرفوعا، وفيه: فذكره، وقد ضعف كثيرٌ رواية كثيرٍ، ورواه البيهقي في "الشعب" من هذا الوجه بلفظ "ما بين أن ينزل الإمام من المنبر إلا أن تنقضي الصلاة"(3)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) وعبد بن حميد (291) وابن ماجه (1138) والترمذي (490) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 198) والطبراني في "الكبير"(17/ 14) وفي "الدعاء"(182) والبيهقي في "الشعب"(2721) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 20 - 21) والبغوي في "شرح السنة"(1052) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(43) من طرق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "في الجمعة ساعة من النهار لا يسأل العبد فيها شيئا إلا أعطي سؤله" قيل: أي ساعة هي؟ قال "حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها"

(1) 8/ 81 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب الزبير بن العوام)

(2)

5/ 211 (كتاب البيوع- باب من أنظر موسرًا)

(3)

3/ 71 (كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة)

ص: 2911

قال الترمذي: حديث حسن غريب" (1)

وقال أيضًا: قلت لمحمد: في حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة كيف هو؟ قال: هو حديث حسن إلا أنّ أحمد كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه" تهذيب التهذيب 8/ 422

قلت: قد حمل على كثير وضعفه كثيرٌ من أهل العلم غير أحمد، منهم:

1 -

قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أيضًا: ليس بشيء.

2 -

وقال الشافعي: أحد الكذابين أو أحد أركان الكذب.

3 -

وقال أبو زرعة: واهى الحديث، ليس بقوي.

4 -

وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.

5 -

وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أيضًا: ليس بثقة.

6 -

وقال الدارقطني: متروك الحديث.

7 -

وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب.

8 -

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

9 -

وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث.

10 -

وقال الحاكم: حدّث عن أبيه عن جده بصحيفة أكثرها مناكير.

وضعفه غير هؤلاء أيضا ابن المديني ويعقوب بن سفيان والساجي وابن البرقي وغيرهم، وذكره العقيلي وأبو نعيم في الضعفاء، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه. فالقول قولهم.

1957 -

"الحب في الله والبغض في الله من الإيمان"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره من حديث أبي أمامة" (2)

أخرجه أبو داود بلفظ "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان"

(1) وتعقبه النووي في "الخلاصة"(2/ 756) فقال: وليس كذلك، فإن كثير بن عبد الله متفق على ضعفه، قال الشافعي: هو أحد أركان الكذب، وقال أحمد: هو منكر الحديث، ليس بشيء"

(2)

13/ 72 (كتاب الأدب- باب الحب في الله)

ص: 2912

وسيأتي الكلام عليه في حرف الميم.

1958 -

الحجامة في الرأس تنفع من سبع: من الجنون، والجُذام، والبرص، والنعاس، والصداع، ووجع الضرس، والعين"

قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن عدي من طريق عمر بن رياح عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رفعه: فذكره، وعمر متروك رماه الفلاس وغيره بالكذب" (1)

ضعيف جدًا

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه عمر بن رياح أبو حفص الضرير عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "الحجامة في الرأس تنفع (2) من سبع (3): من الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، والصداع، ووجع الأضراس، ومن ظلمة (4) يجدها في عينيه"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 86) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(10938) وابن عدي (5/ 1708) وابن الجوزي في "العلل"(1469)

وقال: هذا حديث لا يصح"

وقال الهيثمي: وفيه عمر بن رياح العبدي وهو متروك" المجمع 5/ 94

وقال ابن حبان: عمر بن رياح كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.

وقال النسائي وغيره: متروك.

الثاني: يرويه إسماعيل بن شيبة الطائفي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "الحجامة من الجنون والجذام والبرص والأضراس والنعاس"

أخرجه العقيلي (1/ 83) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(11446) وابن عدي (6/ 2074) من طريق قدامة بن محمد بن قدامة ثنا إسماعيل بن شيبة (5) به.

(1) 12/ 258 (كتاب الطب- باب الحجامة في الرأس)

(2)

وفي لفظ "شفاء"

(3)

زاد ابن عدي والطبراني "إذا نوى صاحبها ذلك"

(4)

وفي لفظ "وجع العين"

(5)

وعند العقيلي "شبيب"

ص: 2913

قال العقيلي: إسماعيل بن شبيب أحاديثه مناكير ليس منها شيء محفوظ، وهذا الحديث غير محفوظ من حديث ابن جريج ولا من حديث غيره إلا من حديث من كان مثله في الضعف أو نحوه فأما من حديث ثقة فلا"

وقال ابن عدي: هذا الحديث في هذا الإسناد غير محفوظ"

قلت: إسماعيل بن شيبة ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث.

وقدامة بن محمد مختلف فيه.

1959 -

"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" قيل: يا رسول الله، ما بِرّ الحج؟ قال "إطعام الطعام وإفشاء السلام"

قال الحافظ: ووقع عند أحمد وغيره من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إطعام الطعام وإفشاء السلام"

1960 -

"الحج عرفة"

سكت عليه الحافظ (2).

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 185) عن شعبة عن بكير بن عطاء قال: سمعت عبد الرحمن بن يَعْمَر يقول: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "الحج عرفة، الحج عرفات، من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، أو تمّ حجه. أيام مني ثلاثة أيام من تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 173)

وأخرجه ابن سعد (2/ 179) وأحمد (4/ 309 و 310) وعبد بن حميد (310) والدارمي (1894) ومسلم في "التمييز"(77) والنسائي في "الكبرى"(4180) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1915) والطحاوي في "المشكل"(3369 م و 4861) وفي "شرح المعاني"(2/ 210) والدارقطني (2/ 241) والحاكم (2/ 278) وأبو نعيم في "الصحابة"(4631) من طرق عن شعبة به.

(1) 4/ 347 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب وجوب العمرة وفضلها)

(2)

1/ 146 (كتاب الإيمان- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة)

و4/ 228 (كتاب الحج- باب الكلام في الطواف)

و6/ 499 (كتاب الجهاد- باب الحرب خدعة)

و13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: ادعوني أستجب لكم)

ص: 2914

وفي لفظ لأحمد وغيره "من أدرك ليلة جمع قبل صلاة الصبح فقد تمّ حجه"

قال الحاكم: هذا حديث صحيح"

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه سفيان الثوري عن بكير بن عطاء الليثي قال: سمعت عبد الرحمن بن يعمر الديلي يقول: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة (1) وأتاه ناس من أهل نجد (2) فقالوا (3): يا رسول الله، كيف الحج؟ فقال "الحج (4) عرفة (5)، فمن جاء قبل صلاة (6) الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه (7). أيام مني ثلاثة أيام فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه" ثم أردف رجلا خلفه فجعل ينادي بهن (8).

أخرجه الحميدي (899) وابن أبي شيبة (ص 224 - 225 النسخة المفقودة) وفي "المسند"(731) وأحمد (4/ 309 و 335) واللفظ له والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 111 و 3/ 1/ 243) ومسلم في "التمييز"(76) وأبو داود (1949) وابن ماجه (3015) والترمذي (889 و 890 و 2975) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(957) والنسائي (5/ 206 و 214) وفي "الكبرى"(4011 و 4012 و 4050) وابن الجارود (468) وابن خزيمة (2822) والطحاوي في "المشكل"(3369 و 4860) وفي "شرح المعاني"(2/ 209 - 210) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(814 و 815) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 165) وابن حبان (3892) وأبو الشيخ في "الأقران"(341) والباغندي في "جزئه"(26) والدارقطني (2/ 240 - 241) والحاكم (1/ 463 - 464) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 119 - 120) وفي "الصحابة"(4632 و 4633) وابن حزم في "المحلى"(7/ 153 - 154) والبيهقي (5/ 116 و 152 و 173) وفي "الصغرى"(1728) وفي "معرفة السنن"(7/ 374 و375) وفي "الشعب"(3772) وابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 22 - 23) وأبو زكريا ابن مندة في

(1) ولفظ الطحاوي وغيره "بعرفات"

(2)

ولفظ ابن أبي عاصم "من أهل مكة" وفي رواية للبيهقي "من أصحابه" وزاد ابن خزيمة "وهم بعرفة"

(3)

وعند ابن خزيمة وغيره "فسألوه فأمر مناديا فنادى"

(4)

زاد البخاري وغيره "يوم"

(5)

ولفظ الحميدي وغيره "عرفات" وزاد البيهقي في رواية "مرتين" وزاد ابن الجارود وغيره "ثلاثا"

(6)

ولفظ ابن خزيمة وغيره "طلوع"

(7)

ولفظ النسائي وغير واحدا "من أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه"

(8)

زاد النسائي "في الناس"

ص: 2915

"أرداف النبي"(ص 73 - 74) والبغوي في "شرح السنة"(2001) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(209 و 210 و 301) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 503) والمزي في "تهذيب الكمال"(18/ 21 - 22) من طرق عن سفيان الثوري به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث بكير بن عطاء"

قلت: وهو كما قال.

1961 -

"الحج والعمرة فريضتان"

قال الحافظ: وقد روى ابن لهيعة عن جابر مرفوعا: فذكره، أخرجه ابن عدي. وابن لهيعة ضعيف، ولا يثبت في هذا الباب عن جابر شيء بل روى ابن الجهم المالكي بإسناد حسن عن جابر "ليس مسلم إلا عليه عمرة" موقوف على جابر" (1)

ضعيف

روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث زيد بن ثابت

فأما حديث جابر فيرويه ابن لهيعة واختلف عنه:

• فرواه عبد الله بن صالح المصري عنه عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "الحج والعمرة فريضتان واجبتان"

أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 127)

• ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن ابن لهيعة عن عطاء بن أبي رباح عن جابر.

أخرجه ابن عدي (4/ 1468) والبيهقي (4/ 350 - 351) والواحدي في "الوسيط"(1/ 296)

وقال ابن عدي: غير محفوظ"

وقال البيهقي: وابن لهيعة غير محتج به"

وقال في "المعرفة"(7/ 59): ضعيف لا يصح"

وقال الذهبي: هذا الحديث إسناده ساقط" فيض القدير 3/ 407

(1) 4/ 346 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب وجوب العمرة وفضلها)

ص: 2916

وقال الحافظ: رواه ابن عدي والبيهقي من حديث ابن لهيعة عن عطاء عن جابر، وابن لهيعة ضعيف" التلخيص 2/ 225

وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الغطريفي (20) والدارقطني (2/ 284) والحاكم (1/ 471) والواحدي في "الوسيط"(1/ 295 - 296) من طريق إسماعيل بن مسلم عن محمد بن سيرين عن زيد بن ثابت مرفوعاً "إنّ الحج والعمرة فريضتان، لا يضرك بأيهما بدأت"

قال الحاكم: والصحيح عن زيد بن ثابت قوله"

وقال البيهقي: والصحيح موقوف" السنن الكبرى 4/ 351

وقال الحافظ: وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف ثم هو عن ابن سيرين عن زيد وهو منقطع، ورواه البيهقي موقوفا على زيد من طريق ابن سيرين أيضا وإسناده أصح" التلخيص 2/ 225

قلت: والموقوف أخرجه الدارقطني (2/ 285) والحاكم (1/ 471) والبيهقي (4/ 351) من طريق يحيى بن أيوب المَقَابري ثنا عباد بن عباد المُهَلبي ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أنّ زيد بن ثابت سئل عن العمرة قبل الحج؟ قال: صلاتان لا يضرك بأيهما بدأت.

وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن سيرين قال البخاري: سمع زيد بن ثابت.

1962 -

"الحرب سجال"

قال الحافظ: في حديث أوس بن أبي أوس عند ابن ماجه، وأصله عند أبي داود: فذكره" (1)

هو من حديث أوس بن حذيفة وسيأتي الكلام عليه في حرف الطاء فانظر حديث "طرأ عليّ حزبي من القرآن فأردت أنْ لا أخرج حتى أقضيه"

1963 -

"الحسب: المال، والكرم: التقوي"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي وصححه هو والحاكم" (2)

ضعيف

(1) 8/ 355 (كتاب المغازي - باب غزوة أحد)

(2)

11/ 37 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)

ص: 2917

روي من حديث سَمُرة بن جُندب ومن حديث أبي هريرة ومن حديث الحسن البصري مرسلا

فأما حديث سمرة فيرويه سلام بن أبي مطيع عن قتادة واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عنه عن قتادة عن الحسن عن سمرة به مرفوعا.

أخرجه أحمد (5/ 10) وابن ماجه (4219) والترمذي (3271) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(4) وفي "إصلاح المال"(46) وابن أبي عاصم في "الزهد"(229) والطبراني في "الكبير"(6913) والدارقطني (3/ 302) والحاكم (2/ 163 و 4/ 325) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 190) والبيهقي (7/ 135 - 136) وابن عبد البر في "التمهيد"(1)(19/ 166) والبغوي في "شرح السنة"(3545) وابن الجوزي في "العلل"(1002)

عن يونس بن محمد المؤدب

والدارقطني (3/ 302) والقضاعي (21)

عن محمد بن عيسى بن نجيح البغدادي

والطبراني في "الكبير"(6912) والخطيب في "الكفاية"(ص 132)

عن محمد بن معاوية النيسابوري

وابن الجوزي في "العلل"(1002)

عن عبد الرحمن بن عمرو بن جَبَلة الباهلي

والقضاعي (21)

عن أبي عبيد القاسم بن سلام

كلهم عن سلام بن أبي مطيع به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سلام بن أبي مطيع"

(1) سقط من إسناد ابن عبد البر "عن الحسن"

ص: 2918

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

وقال أبو نعيم: تفرد به سلام عن قتادة"

- ورواه إسحاق بن راهوية عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم

مرسلا.

وتابعه ابن المبارك عن سلام به.

أخرجهما أبو نعيم في "الحلية"(6/ 190)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

والحديث إسناده ضعيف، سلام بن أبي مطيع وثقه أحمد وغيره، وتكلم ابن عدي في روايته عن قتادة فقال: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة.

قال: ولسلام عن قتادة عن الحسن عن سمرة أحاديث لا يتابع عليها فمنها هذا الحديث، ولم أر أحدا من المتقدمين نسبه إلى الضعف، وأكثر ما في حديثه أنّ روايته عن قتادة فيه أحاديث ليست بمحفوظة لا يرويها عن قتادة غيره، ومع هذا كله فهو عندي لا بأس به وبرواياته.

قلت: ولم يخرج له البخاري من روايته عن قتادة شيئا، وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من الحسن، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف مشهور بين أهل العلم، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس ولم يذكر سماعا من سمرة.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 3607) والدارقطني (3/ 302) من طريق معدي بن سليمان ثنا ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.

وإسناده ضعيف لضعف معدي بن سليمان.

وأما حديث الحسن فأخرجه ابن المرزبان في "المروءة"(93) عن أحمد بن منصور الرمادي ثني زيد بن الحباب أنا مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن رفعه "الكرم: التقوى، والحسب: المال".

ورواه المعافى بن عمران في "الزهد"(138) عن مبارك به.

ص: 2919

1964 -

"الحمد لله الذي أطعم وسقى وسَوّغه وجعل له مخرجًا"

قال الحافظ: ولأبي داود والترمذي من حديث أبي أيوب: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أبو داود (3851) وابن أبي الدنيا في "الشكر"(171) والنسائي في "اليوم والليلة"(285) وابن حبان (5220) والطبراني في "الكبير"(4082) وفي "الأوسط"(5380) وفي "الدعاء"(897) وابن السني (470) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 219) والبيهقي في "الدعوات"(455) والخطيب في "التاريخ"(10/ 62) والبغوي في "شرح السنة"(2830) وفي "الشمائل"(1037) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(2053) من طرق عن أبي عقيل زُهْرَة بن مَعبد القرشي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: فذكره.

وإسناده صحيح، وأبو عبد الرحمن اسمه عبد الله بن يزيد.

1965 -

"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين"

قال الحافظ: ووقع في حديث أبي سعيد عند أبي داود: فذكره" (2)

له عن أبي سعيد طرق:

الأول: يرويه رباح بن عَبيدة واختلف عنه:

- فرواه سفيان الثوري واختلف عنه:

• فقال وكيع: ثنا سفيان ثنا أبو هاشم (3) الرمانى الواسطي عن إسماعيل بن رباح بن عَبيدة عن أبيه أو غيره عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين"

أخرجه أحمد (3/ 32 و 98) وأبو داود (3850) والبيهقي في "الدعوات"(454) وفي "الشعب"(5639)

• وقال قَبيصة بن عقبة الكوفي: أنا سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن إسماعيل بن رباح عن أبي سعيد.

(1) 11/ 514 (كتاب الأطعمة- باب ما يقول إذا فرغ من طعامه)

(2)

11/ 514 (كتاب الأطعمة- باب ما يقول إذا فرغ من طعامه)

(3)

اسمه يحيى بن دينار فيما قاله ابن سعد والنسائي، وقال غيرهما: يحيى بن الأسود، وقيل: ابن أبي

الأسود، وقيل: ابن نافع.

ص: 2920

لم يذكر رباح بن عبيدة.

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 219) والبيهقي في "الدعوات"(454)

• وقال مؤمل بن إسماعيل البصري: عن سفيان عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رباح عن أبي سعيد.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 353 - 354)

• وقال معاوية بن هشام الكوفي: ثنا سفيان عن أبي هاشم عن رباح بن عبيدة عن أبي سعيد.

لم يذكر إسماعيل بن رباح.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(288) والطبراني في "الدعاء"(898) وابن السني (464)

• وقال أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري: ثنا سفيان عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رباح بن عبيدة عن أبيه عن أبي سعيد.

أخرجه الترمذي في (الشمائل)(182) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو أحمد الزبيري به.

ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(2829) وفي "الشمائل"(1036)

ورواه أحمد بن سعيد الرباطي عن أبي أحمد الزبيري فقال فيه: عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(289)

وهو وهم.

وإسماعيل بن رباح ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: لا أعرفه مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": شبه تابعي، ما أدري من ذا، روى عنه أبو هاشم الرماني وحده، وحديثه مضطرب، وحديث أبي هاشم هذا عنه غريب منكر.

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وقال ابن القطان الفاسي: وهذا في غاية الضعف، فإنّ إسماعيل هذا لا يعرف بغير هذا، ولا روى عنه إلا أبو هاشم، فحاله مجهولة، وأبوه أجهل منه، بل هو لا يعرف البتة" الوهم والإيهام 4/ 601

ص: 2921

- ورواه مسلمة بن علي الخُشَني عن إسماعيل بن أبي خالد عن رباح بن عبيدة ابن أخت أبي سعيد عن أبي سعيد.

أخرجه أبو الشيخ (ص 219)

ومسلمة قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

- ورواه حجاج بن أرطأة عن رباح بن عبيدة واختلف عنه:

• فقال أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر: عن حجاج عن رباح عن مولى لأبي سعيد عن أبي سعيد.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 309 و 10/ 342) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(89) وابن ماجه (3283) والترمذي (3457)

• وقال حفص بن غياث الكوفي: عن حجاج عن رباح عن ابن أخي أبي سعيد عن أبي سعيد.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 354) وأبو سعيد الأشج (89) والترمذي (3457)

• وقال يزيد بن هارون: أنا الحجاج عن رباح عن رجل عن أبي سعيد.

أخرجه عبد بن حميد (907)

وحجاج بن أرطأة ضعيف، ورياح بن عبيدة قال الذهبي في "الميزان" (1/ 228): فيه جهالة.

وقيل: هو الباهلي الذي وثقه ابن معين وغيره، والله أعلم.

الثاني: يرويه منصور بن المعتمر عن رجل عن أبي سعيد.

أخرجه أحمد (3/ 98) عن وكيع عن إسرائيل عن منصور به.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

الثالث: وهو عن أبي سعيد قوله.

- يرويه حصين بن عبد الرحمن الكوفي واختلف عنه:

- فقال محمد بن فضيل في "الدعاء"(112): ثنا حصين عن إسماعيل قال: كان أبو سعيد إذا فرغ من طعام قال: الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا وجعلنا مسلمين.

رواه علي بن المنذر الكوفي عن ابن فضيل هكذا.

ص: 2922

ورواه ابن أبي شيبة (8/ 310) عن ابن فضيل فقال فيه: عن إسماعيل بن أبي سعيد عن أبيه.

وتابعه عبد الله بن إدريس الكوفي عن حصين عن إسماعيل بن أبي سعيد عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 309 - 310 و 10/ 343)

• وقال عَبْثر بن القاسم الكوفي: عن حصين عن إسماعيل عن أبي سعيد.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 354)

• وقال هشيم: عن حصين عن إسماعيل بن أبي إدريس عن أبي سعيد.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(290)

وإسماعيل هذا قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

1966 -

حديث ابن عباس: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحدث نفسي بالأمر لأن أكون حممة أحبُّ إليّ من أن أتكلم به، قال:"الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة"

قال الحافظ: قال ابن بطال: ولابن أبي شيبة من حديث ابن عباس: فذكره.

وحديث ابن عباس أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان" (1)

صحيح

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه منصور بن المعتمر والأعمش عن ذَر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، الرجل منا يجد الشيء يحدث نفسه لأن يكون حممة أحب إليه من أنْ يتكلم به.

قال: قال أحدهما "الحمد لله الذي لم يقدر منكم إلا على الوسوسة"

وقال الآخر "الحمد لله الذي دايره على الوسوسة"

أخرجه الطيالسي (ص 352) عن شعبة عن منصور والأعمش به.

ومن طريقه أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(669) وابن منده في "الإيمان"(1/ 474)

(1) 17/ 33 - 34 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

ص: 2923

وفيه: وقال الآخر "الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة"

وأخرجه أحمد (1/ 340) وابن نصر في "الصلاة"(781) والطحاوي في "المشكل"(1638 و 1639) والطبراني في "الكبير"(10838) وابن مندة في "الإيمان"(1/ 474) والبيهقي في "الشعب"(334) والبغوي في "شرح السنة"(60) من طرق عن شعبة به.

ولم يذكر الطحاوي "الأعمش" في الموضع الأول.

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:

1 -

سفيان الثوري عن منصور والأعمش عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس أنّ رجلا قال: يا رسول الله! إني لأجد في نفسي شيئا لأن أكون حممة أحبّ إليّ من أن أتكلم به، فقال في حديث منصور "الله أكبر" وقالا جميعًا "الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(668) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان به (1).

وأخرجه أحمد (1/ 235) والخطيب في "المتفق والمفترق"(538)

عن وكيع

وعبد بن حميد (701) وابن مندة (345)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

وابن نصر في "الصلاة"(780)

عن أبي داود عمر بن سعد الحفري

وابن مندة (345)

عن قبيصة بن عقبة الكوفي

والطحاوي في "المشكل"(1640)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

كلهم عن سفيان عن منصور عن ذر به، ولم يذكروا الأعمش.

2 -

جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أحدنا يحدث نفسه بالشيء،

(1) ومن هذا الطريق أخرجه ابن مندة في "الإيمان"(345) والبيهقي في "الشعب"(335) إلا أنهما لم يذكرا الأعمش.

ص: 2924

يعرض له، لأن يكون حممة أحبُّ إليه من أن يتكلم به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي ردّ كيده (1) إلى الوسوسة"

أخرجه أبو داود (5112) وابن نصر في "الصلاة"(779) وابن حبان (147) من طرق عن جرير به.

قال العراقي: إسناده جيد" إتحاف السادة 8/ 296

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات.

3 -

شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس.

أخرجه ابن مندة (1/ 473) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا شيبان به (2).

الثاني: يرويه حماد بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنّ رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني لأجد في صدري (3) الشيء لأن أكون حُمما أحبّ إلى من أن أتكلم به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الله أكبر، الحمد لله الذي رد أمره (4) إلى الوسوسة"

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(658) والنسائي في "اليوم والليلة"(667) واللفظ له وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(2/ 285 - 286) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان الثوري عن حماد بن أبي سليمان به.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 115) من طريق أحمد بن سنان الواسطي ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق به.

ولفظه "قال: ذاك صريح الإيمان"

قال النسائي: ما علمت أنّ أحدا تابع إسحاق على هذه الرواية، والصحيح ما رواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان"

وقال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا إسحاق الأزرق"

قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغيره، وحماد صدوق، فالإسناد حسن.

(1) وفي لفظ "أمره"

(2)

واختلف فيه على شيبان، فقال آدم بن أبي إياس: ثنا شيبان ثنا قتادة عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(336)

(3)

وفي لفظ "نفسي"

(4)

وفي لفظ "كيده"

ص: 2925

1967 -

حديث أبي هريرة: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام سخن فأكل فلما فرغ قال: "الحمد لله ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا"

قال الحافظ: وعند ابن ماجه من حديث أبي هريرة: فذكره، وسنده حسن" (1)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (4150) ثنا سويد بن سعيد ثنا علي بن مُسْهِر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: فذكر الحديث.

وأخرجه البيهقي (7/ 280) من طريق أحمد بن الحسن الصوفي عن سويد بن سعيد به.

قال البوصيري: هذا إسناد حسن، سويد مختلف فيه" مصباح الزجاجة 4/ 225

وقال ابن التركماني: هذا السند على شرط مسلم" الجوهر النقي 7/ 280

قلت: إنما أخرج مسلم لسويد بن سعيد في المتابعات كما قال الحافظ في "النكت"(1/ 276) وفي "تلخيص الحبير"(2/ 268)

وقال: وقد اشتد إنكار أبي زرعة الرازي على مسلم في تخريجه لحديثه فاعتذر إليه من ذلك بما ذكرناه من أنّه لم يخرج ما تفرد به، وكان سويد بن سعيد مستقيم الأمر ثم طرأ عليه العمى فتغير وحدّث في حال تغيره بمناكير كثيرة حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته. فليس ما ينفرد به على هذا صحيحًا فضلا عن أنْ يخالف فيه غيره.

وقال أيضًا: ضعيف جدًا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضا فكان أخذه عنه قبل أنْ يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أنْ عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا. من شدة ما كان يُذكر له عنه من المناكير انتهى

ووثقه بعضهم لكن الأكثر على تضعيفه منهم: ابن معين وابن المديني والبخاري والنسائي وابن عدي وابن حبان.

واختلف في هذا الحديث على الأعمش، فرواه وكيع عنه عن أبي صالح مرسلا.

أخرجه أحمد في "الزهد"(1/ 37)

وهذا أصح.

(1) 14/ 73 (كتاب الرقاق- باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 2926

1968 -

"الحمرة من زينة الشيطان، والشيطان يحب الحمرة"

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي شيبة من مرسل الحسن: فذكره، وصله أبو علي بن السكن وأبو محمد بن عدي ومن طريقه البيهقي في "الشعب" من رواية أبي بكر الهذلي وهو ضعيف عن الحسن عن رافع بن يزيد الثقفي رفعه "إنّ الشيطان يحب الحمرة، وإياكم والحمرة، وكلّ ثوب ذي شهرة" وأخرجه ابن مندة وأدخل في رواية له بين الحسن ورافع رجلا، فالحديث ضعيف، وبالغ الجورقاني فقال: إنه باطل. وقد وقفت على كتاب الجورقاني المذكور وترجمه بالأباطيل وهو بخط ابن الجوزي وقد تبعه على ما ذكر في أكثر كتابه في "الموضوعات" لكنه لم يوافقه على هذا الحديث فإنه ما ذكره في "الموضوعات" فأصاب" (1)

ضعيف

يرويه الحسن البصري واختلف عنه:

- فرواه أبو بكر الهذلي عنه عن رافع بن يزيد الثقفي مرفوعا "إنّ الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة وكلّ ثوب ذي شهرة"

أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة"(3/ 245) والطبراني في "الأوسط"(7704) وابن عدي (3/ 1172) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 151) وأبو نعيم في "الصحابة"(2670) والبيهقي في "الشعب"(5915) والجورقاني في "الأباطيل"(646)

وقال: هذا حديث باطل"

وتعقبه الحافظ فقال: كذا قال، وقوله: باطل، مردود، فإنّ أبا بكر الهذلي لم يوصف بالوضع، فغايته أنّ المتن ضعيف، أما حكمه عليه بالوضع فمردود" الإصابة 3/ 245 - 246

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف" المجمع 5/ 130

قلت: هو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

- ورواه قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا "إياكم والحمرة فإنها أحب الزينة إلى الشيطان"

(1) 12/ 423 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر)

ص: 2927

وفي لفظ "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل عليه ثياب حمر فقال: هذه زينة الشيطان"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 148) ومن طريقه الجورقاني في "الأباطيل"(648)

عن يعقوب بن خالد بن نجيح البكري العبدي

والطبراني (18/ 148)

عن بكر بن مضر المصري

قالا: ثنا سعيد بن بشير عن قتادة به.

واختلف فيه على سعيد بن بشير، فرواه غير واحد عنه عن قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن يزيد بن رافع (1) مرفوعا "إياكم والحمرة فإنّها من أحب الزينة إلى الشيطان"

أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" وابن مندة في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة"(6/ 327) وأبو نعيم في "الصحابة"(4660) والجورقاني (647) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1286)

عن يحيى بن صالح الوُحَاظي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2789) وأبو نعيم في "الصحابة"(4659)

عن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي

والحسن بن سفيان في "مسنده" وأبو نعيم في "الصحابة"(4660)

عن أبي الجُمَاهر محمد بن عثمان التنوخي

ثلاثتهم عن سعيد بن بشير به.

قال الجورقاني: هذا حديث باطل، وإسناده مضطرب، والحسن لم يسمع من عمران شيئًا"

قلت: وسعيد بن بشير قال ابن معين وابن المديني والنسائي وأبو داود وأبو مسهر: ضعيف.

وتكلم ابن نمير وابن حبان والساجي في روايته عن قتادة، وقواه بعضهم.

- ورواه غير واحد عن الحسن مرسلا، منهم:

(1) وسماه بعضهم: راشد.

ص: 2928

1 -

يونس بن عبيد.

أخرجه ابن قتيبة في "الغريب"(3/ 683)

2 -

المبارك بن فَضالة،

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 1127)

2 -

رجل لم يسم.

أخرجه عبد الرزاق (19975)

وهذا أصح.

وله شاهد عن يحيى بن أبي كثير مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (19965)

وآخر عن قتادة مرسلًا.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(25/ 71)

1969 -

"الحُمَّى حظ المؤمن من النار"

قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث عائشة بسند حسن، وفي الباب عن أبي أمامة عند أحمد، وعن أبي ريحانة عند الطبراني، وعن ابن مسعود في "مسند الشهاب"(1)

حسن

ورد من حديث عائشة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي ريحانة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث أنس ومن حديث الحسن مرسلا.

فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة مرفوعا "الحمى حظ كل مؤمن من النار"

أخرجه البزار (كشف 765) عن محمد بن موسى الواسطي ثنا عثمان بن مخلد ثنا هُشيم عن المغيرة عن إبراهيم به.

وقال: لا نعلم أسنده عن هشيم إلا عثمان"

(1) 12/ 282 (كتاب الطب- باب الحمي من فيح جهنم)

ص: 2929

وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" (1) الترغيب 4/ 300 - المجمع 2/ 306

وحكى المناوي عن الهيثمي أنّه قال: فيه عثمان بن مخلد ولم أجد من ذكره" فيض القدير 3/ 421

قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني في "العلل" (2): لا بأس به.

وباقي رواته كلهم ثقات إلا أنّ فيه عنعنة هشيم فإنّه كان مدلسًا.

وأعله الدارقطني بالوقف وقال: المحفوظ عن عائشة موقوفًا" (3)

الثاني: يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: فقد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا كان يجالسه فقال: "ما لي فقدت فلانا" قالوا: اغتبط، وكانوا يسمون الوعك الاغتباط، فقال "قوموا حتى نعوده" فلما دخل عليه بكى الغلام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا تبك فإنّ جبريل عليه السلام أخبرني أنّ الحمى حظ أمتي من جهنم"

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 113 - 114) عن تميم بن محمد الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان الفسوي ثنا عمر بن راشد المديني مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ثنا محمد بن عجلان عن هشام بن عروة به.

وقال: لم يروه عن هشام بن عروة إلا محمد بن عجلان، ولا عن ابن عجلان إلا عمر بن راشد، تفرد به يعقوب بن سفيان"

وقال الهيثمي: وفيه عمر بن راشد ضعفه أحمد وغيره، ووثقه العجلي" المجمع 2/ 306

قلت: عمر بن راشد الذي ضعفه أحمد ووثقه العجلي هو اليمامي، وأما عمر بن راشد راوي هذا الحديث فهو المديني مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان وهو متهم بالوضع.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد بن حنبل (5/ 252 و 264) وأحمد بن منيع

(1) وحسنه العراقي أيضًا. تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2334

(2)

انظر "العلل المتناهية"(2/ 382)

(3)

انظر "العلل المتناهية"(2/ 382)

ص: 2930

(إتحاف الخيرة 5244) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(46) والروياني (1269) والطحاوي في "المشكل"(2216) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(817) والطبراني في "الكبير"(7468) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 103) والبيهقي في "الآداب"(1050) وفي "الشعب"(9383) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 259 و 23/ 171) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف الليثي عن أبي الحصين الشامي عن أبي صالح الأشعري عن أبي أمامة مرفوعا "الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار"

قال العراقي: حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2334

وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" إتحاف الخيرة 5/ 487

وقال المنذري: رواه أحمد بإسناد لا بأس به" الترغيب 4/ 300

وقال الهيثمي: وفيه أبو الحصين الفلسطيني ولم أر له راويا غير محمد بن مطرف" المجمع 2/ 305

قلت: هو مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو غسان محمد بن مطرف.

وخالفه إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر فرواه عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضا ومعه أبو هريرة، من وعك كان به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبشر (1) إن الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن (2) في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 229) وأحمد (2/ 440) وهناد في "الزهد"(391) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي أني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله به.

وأخرجه ابن ماجه (3470) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(541) عن عبدان بن أحمد الأهوازي عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه الترمذي (2088) عن هناد به.

وأخرجه الترمذي أيضا وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(19) والحاكم (1/ 345) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 86) والبيهقي في "الشعب"(9384) وابن عبد البر في

(1) وفي لفظ "اصبر"

(2)

ولفظ الترمذي "المذنب"

ص: 2931

"التمهيد"(6/ 259) والواحدي في "الوسيط"(3/ 192) والأصبهاني في "الترغيب"(574) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(509) وابن بلبان في "المقاصد السنية"(ص 436 - 438) من طرق عن أبي أسامة به.

ووقع عند الأصبهاني: عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.

وهو الصواب فإنّ الذي يروي عنه أبو أسامة هو ابن تميم لا ابن جابر، قاله موسى بن هارون وأبو داود وغيرهما (1).

وأخذ الحاكم بظاهر الإسناد فقال: صحيح الإسناد" (2)

ولم ينفرد أبو أسامة به بل تابعه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلًا من أصحابه وبه وَعَك وأنا معه، ثم قال "إنّ الله يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الآخرة"

أخرجه الطبري في "تفسيره"(16/ 111) واللفظ له وابن السني (542) والبيهقي (3/ 381 - 382)

قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 914

قلت: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم قال أبو زرعة وغيره: ضعيف.

وخالفه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي فرواه عن إسماعيل بن عبيد الله قال: مرضت فعادني أبو صالح الأشعري فحدثني عن كعب قال: الحمى كير من النار يبعثه الله على عبده المؤمن في الدنيا فيكون حظه من نار جهنم"

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 483) والبيهقي (3/ 382)

وهذا أصح.

وكذا صوب الدارقطني أنّه عن كعب. علل الدارقطني 10/ 221

ولحديث أبي أمامة طريق أخرى عند الخطيب في "تالي التلخيص"(218)

وفيها زافر بن سليمان وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وضعفه ابن حبان وابن عدي وغيرهما.

(1) قال الدارقطني في "العلل"(10/ 220): رواه أبو أسامة فقال: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ووهم في نسبه وإنما هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم"

(2)

وكذا البوصيري حيث قال: هذا إسناد صحيح رجاله موثقون" مصباح الزجاجة 4/ 61

ص: 2932

وأما حديث أبي ريحانة فأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 63) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(21) والطحاوي في "المشكل"(2217) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 345) وابن عدي (4/ 1356) والبيهقي في "الشعب"(9386) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 360) من طريق عصمة بن سالم الهنائي عن الأشعث بن جابر الحُدّاني عن شهر بن حوشب عن أبي ريحانة مرفوعا "الحمى كير من نار جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار"

قال ابن طاهر: إسناده فيه جماعة ضعفاء" فيض القدير 3/ 420

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام ووثقه جماعة" المجمع 2/ 306

قلت: شهر بن حوشب وعصمة بن سالم صدوقان، والأشعث هو ابن عبد الله بن جابر الحداني وثقه النسائي وغيره، فالإسناد حسن إنْ كان شهر بن حوشب سمع من أبي ريحانة فإنّه لم يذكر سماعا منه.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه القضاعي (62) من طريق صالح بن أحمد الهروي ثنا أحمد بن راشد الهلالي ثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن الحسن بن صالح عن الحسن بن عمرو عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود مرفوعا "الحمى حظ كل مؤمن من النار، وحُمّى ليلة يكفر خطايا سنة مُجَرَّمة"

قال العراقي: حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2334

وقال المناوي: وأعله ابن طاهر بالحسن بن صالح وقال: تركه يحيى القطان وابن مهدي. فقول شارحه العامري: إنه صحيح، خطأ صريح" الفيض 3/ 421

قلت: الحسن بن صالح هو ابن صالح بن حي الهمداني وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي والعجلي والدارقطني وغيرهم، فإعلال ابن طاهر الحديث بالحسن بن صالح ليس بصواب، ولعل ترك ابن القطان وابن مهدي له لأمر آخر غير الحديث (1).

وأما حديث عثمان فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(157) والعقيلي (2/ 287 و 3/ 448) من طريق الفضل بن حماد الأزدي الواسطي ثنا عبد الله بن عمران القرشي ثنا مالك بن دينار عن معبد الجهني عن عثمان مرفوعا "الحمى حظ المؤمن في الدنيا من النار يوم القيامة"

(1) انظر ترجمة الحسن بن صالح في "تهذيب التهذيب"

ص: 2933

قال العقيلي: إسناده غير محفوظ والمتن معروف بغير هذا الإسناد، وقد روي في هذا أحاديث مختلفة في الألفاظ بأسانيد صالحة، وعبد الله بن عمران لا يتابع على حديثه.

وقال: الفضل بن حماد عن عبد الله بن عمران في إسناده نظر. وهذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا"

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سليمان بن داود الشاذكوني ثنا عُبيس بن ميمون ثني قتادة عن أنس مرفوعا "الحمى حظ المؤمن من النار"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7536) وأبو نعيم في "الصحابة"(2592)

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عبيس بن ميمون، تفرد به الشاذكوني"

وقال الهيثمي: وفيه عبيس بن ميمون ضعفه أحمد وجماعة، وقال الفلاس: صدوق كثير الخطأ والوهم متروك الحديث" المجمع 2/ 306

قلت: والشاذكوني قال البغوي: رماه الأئمة بالكذب.

وخالفه محمد بن جامع العطار فرواه عن عبيس بن ميمون عن قتادة بن دعامة السدوسي عن أبيه مرفوعا.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2591)

وقال: وهو تصحيف ووهم، وصوابه قتادة عن أنس"

الثاني: يرويه أبو خلف الأعمى عن ثابت عن أنس مرفوعا "إنّ الحمى كُور من كُؤور جهنم، من ابتلي بشيء منها كانت حظه من النار"

أخرجه أبو يعلى (3457) عن إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي ثنا زهير بن إسحاق ثنا أبو خلف به.

وأبو خلف الأعمى كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم وابن حبان: منكر الحديث.

وأما حديث الحسن فأخرجه هناد في "الزهد"(392) عن عبدة بن سليمان الكلابي عن جُويبر عن أبي سهل عن الحسن مرفوعا "إنّ لكل آدمي حظًا من النار، وحظ المؤمن منها الحمى، يحترق جلده ولا يحترق جوفه وهي حظه منها"

وإسناده ضعيف لضعف جويبر.

ص: 2934

1970 -

عن عبد الرحمن بن المرقع رفعه "الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض، فبردوا لها الماء في الشنان وصبوه عليكم فيما بين الأذانين: المغرب والعشاء" قال: ففعلوا فذهب عنهم.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)

ضعيف

روي من حديث عبد الرحمن بن المرقع ومن حديث أنس ومن حديث الحسن البصري مرسلا

فأما حديث عبد الرحمن بن المرقع فأخرجه البخاري في "تاريخه"(3/ 1/ 248) وإسحاق بن راهويه والحسن بن سفيان في "مسنديهما" والبغوي والطبراني في "الكبير" كما في "المقاصد"(ص 194) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 164) وأبو نعيم في "الصحابة"(4538 و 4657) والقضاعي (59) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 160 - 161) من طريق عبد الله بن عبيد الله أبي عاصم العباداني عن محبر بن هارون عن أبي يزيد المديني عن عبد الرحمن (2) بن المرقع قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قسمها على ثمانية عشر سهما، فجعل لكل مائة سهما، وهي مخضرة من الفواكه، فواقع الناس الفاكهة فمغثتهم الحُمّى، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحمى رائد الموت، وسجن الله في الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتهم فبردوا لها الماء في الشنان، فصبوها عليكم بين الصلاتين -يعني المغرب والعشاء" قال: ففعلوا فذهب عنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الله لم يخلق وعاءً إذا ملئ شرًا من البطن، فإن كان لابد فاجعلوا ثلثا للطعام، وثلثا للشراب، وثلثا للريح" اللفظ للبيهقي.

قال الهيثمي: وفيه المحبر بن هارون ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 95

قلت: المحبر بن هارون ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 526) وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راويا إلا أبا عاصم العباداني فهو مجهول.

وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الطب" كما في "المقاصد"(ص 193) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أنس مرفوعا "الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض"

(1) 12/ 285 (كتاب الطب- باب الحمى من فيح جهنم)

(2)

وسُمي في رواية للطبراني "عبد الله"

ص: 2935

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

وأما حديث الحسن فله عنه طرق:

الأول: يرويه جرير بن عبد الحميد الرازي عن ابن شبرمة عن الحسن مرفوعا "الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض للمؤمن"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(73) والبيهقي في "الشعب"(9404)

الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم عن الحسن مرفوعا "إنّ الحمى رائد الموت، وهي سجن المؤمن، وهي قطعة من النار، ففتروها عنكم بالماء البارد"

أخرجه هناد في "الزهد"(407)

الثالث: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن مرفوعا "الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض، يحبس عبده إذا شاء، ثم يرسله إذا شاء، ففتروها بالماء"

أخرجه ابن قتيبة في "الغريب"(1/ 349) وابن أبي الدنيا في "المرض"(92) والقضاعي (58) والبيهقي في "الشعب"(9405)

قال السخاوي بعد أن ذكر هذه الأحاديث، وبالجملة فهو حديث حسن"

وقال السيوطي: الحديث ضعيف" الحاوي للفتاوي 2/ 105

قلت: وهو كما قال.

1971 -

"الحلال بيّن والحرام بيّن"

سكت عليه الحافظ (1).

- هو في "صحيح البخاري"(فتح 1/ 134 - 136) من حديث النعمان بن بشير.

1972 -

"الحياء خير كله"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 13/ 136 - 137) ومسلم (1/ 64) من حديث عمران بن حَصين.

(1) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

1/ 58 (كتاب الإيمان- باب أمور الإيمان)

ص: 2936

1973 -

"الحياء خير كله"

قال الحافظ: وأخرج البزار هذا الحديث من حديث أنس وزاد في آخره: وكان يقول: فذكره" (1)

أخرجه البزار (كشف 1968 و 2458) عن محمد بن عمر بن علي المُقدمي ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحياء خير كله"

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 40 - 41) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن عمر بن علي به.

قال البزار: لم نسمع أحدا يحدث به عن معاذ إلا محمد بن عمر، وكان ثقة، وإنما يعرف هذا الحديث عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري، ورواه محمد بن سواء عن سعيد عن قتادة عن أبي السوار عن أبي سعيد"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمر المقدمي وهو ثقة" المجمع 8/ 26 و 9/ 17

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد هشام الدَّسْتُوائي به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن أنس قال: فذكره، ولم يذكر قوله "الحياء خير كله"

أخرجه أبو يعلى (3124) عن موسى بن عبد الرحمن أبي عمران السلعي ثنا عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة به.

وأخرجه أبو الشيخ (ص 40) عن أبي يعلى به.

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن سعيد الأبح.

1974 -

"الحياء لا يأتي إلا بخير"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 13/ 136 - 137) ومسلم (1/ 64) عن عمران بن حَصين.

(1) 7/ 387 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

1/ 81 (كتاب الإيمان- باب الحياء من الإيمان)

ص: 2937