الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذه الوصايا الجامعة الشاملة من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليست لجيشه فقط، وإنما هي للأمة الإسلامية عامة، فمن تمسك بهذه الضوابط كان الفلاح والنصر حليفه إن شاء الله.
وهناك أمثلة أخرى كثيرة، لكن المقام لا يتسع لذكرها، منها قصة علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع أهل خيبر (1) ، وقصة معاذ بن جبل رضي الله عنه مع أهل اليمن (2)
…
إلخ.
(1) مسلم، رقم الحديث (2404) .
(2)
البخاري، رقم الحديث (4347) .
المطلب الثالث: الاهتمام بافتناء السلاح
…
المطلب الثالث: الاهتمام باقتناء السلاح
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدرك أن قوة السلاح لها أثرها البالغ في إحباط معنويات العدو، ولذلك اهتم صلى الله عليه وسلم باقتناء السلاح، فقد صالح صلى الله عليه وسلم بني النضير عندما أجلاهم إلى خيبر أن لهم ما أقلَّت الإبل من الأمتعة إلا السلاح (1) .
وحرص أيضاً على شرائها، فقد أرسل صلى الله عليه وسلم مع سعد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه بعضاً من سبايا بني قريظة وأمره أن يبيعهم من أهل نجد، ويشتري بالثمن خيلاً وسلاحاً (2) .
كما صالح صلى الله عليه وسلم أهل خيبر على أن يُخَلُّوا بينه وبين الصفراء والبيضاء والحلقة
…
(3) ، واستعار صلى الله عليه وسلم أدرعاً من صفوان بن أمية يوم حنين (4) .
(1) مصنف عبد الرزاق (5/358) رقم (9733) .
(2)
ابن إسحاق (ابن هشام)(2/245) بدون إسناد.
(3)
سنن أبي داود رقم (3006) وحسنه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود (2/583-584) .
(4)
أخرجه أحمد في المسند (24/12) رقم (15302) ، وأبو داود رقم 03562) ، وقد صححه العلامة الألباني، انظر: إرواء الغليل (5/244) رقم (1513) .
وحثّ عليه الصلاة والسلام المسلمين في غزوة تبوك، فقال عليه الصلاة والسلام:"من جهّز جيش العسرة فله الجنة ". فجهزه عثمان رضي الله عنه (1) .
وهذا يدلّ دلالة واضحة على أنّ الجندي المسلم لا بد أن يقتنى السلاح ليكون على أُهبة الاستعداد، وفتّاكاً ليرهب به الأعداء، وذلك على ضوء قوله جل شأنه:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60] .
وحشد الجيوش والعتاد الحربي لمجابهة العدو لاتكفي، فلا بد من وجود القوة المعنوية المتمثلة في غرس العقيدة الصحيحة في نفس المسلم، وأن يكون القتال لإعلاء كلمة الله، فلا قتال لحسَب ولا لمال ولا لجاه "مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"(2) .
فهذه من الأمور المهمة التي لا بد أن يدركها الجندي المسلم في كل زمان ومكان.
الألباني، انظر: إرواء الغليل (5/244) رقم (1513) .
(1)
البخاري مع الفتح (5/406-407) ، رقم (2778) .
(2)
البخاري، رقم الحديث (123) ، ومسلم/ حديث رقم (1904) .