المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأمر الثاني: التركيز على الجانب العقدي - أهمية دراسة السيرة النبوية والعناية بها في حياة المسلمين

[محمد بن محمد العواجي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌تمهيد:

- ‌أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية الدينية (المنهج الدعوي)

- ‌الأمر الأول: في المراحل الدعوية

- ‌الأمر الثاني: التركيز على الجانب العقدي

- ‌الأمر الثالث: أنّ السيرة النبوية مصدر مَعِين لمن يريد التبحر في علوم الشريعة

- ‌المبحث الثاني: أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية الاجتماعية

- ‌المطلب الأول: في كيفية تعامله صلى الله عليه وسلم مع خصومه من الكفار وصبره على أذاهم

- ‌المطلب الثاني: في كيفية تعليمه صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة وتربيته لهم

- ‌المطلب الثالث: في كيفية تعامله صلى الله عليه وسلم مع بعض المشكلات الاجتماعية

- ‌المبحث الثالث: أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية السياسية

- ‌المبحث الرابع: أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية الاقتصادية

- ‌المطلب الأول: في حث الإسلام على العمل والكسب الحلال

- ‌المطلب الثاني: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالنواحي الاقتصادية

- ‌المبحث الخامس: أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية العسكرية

- ‌المطلب الأول: في الغاية من إنشاء الجيوش العسكرية

- ‌المطلب الثاني: في الضوابط التي وضعها الشارع للجيش الإسلامي

- ‌المطلب الثالث: الاهتمام بافتناء السلاح

- ‌المطلب الرابع: في التنظيم العملي للجيش الإسلامي

- ‌الخاتمة:

الفصل: ‌الأمر الثاني: التركيز على الجانب العقدي

‌الأمر الثاني: التركيز على الجانب العقدي

ظلّ النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد الخالص. وهذا أمر معلوم، لكن ليس معنى هذا أنه لم يكن يدعو إلا إلى التوحيد فقط، بل كان يدعو إلى صدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، والنهي عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة (1) ، إلاّ أن تركيزه صلى الله عليه وسلم على الجانب العقدي كان أكثر. والحق أن التركيز على الجانب العقدي في غاية الأهمية؛ لأنّ الإيمان إذا وقر في القلب انتفت جميع الشوائب المؤدية إلى زعزعة الإيمان، وقد آتت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم المكية وتركيزه على الجانب العقدي ثمارها يلحظ من قرأ تاريخ حروب الردة التي أعقبت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم نجد أحداً ارتد من المهاجرين والأنصار أبداً، وما ذلك إلا لرسوخ الإيمان في قلوبهم رضوان الله عليهم أجمعين.

وعلى هذا فالواجب على الدعاة اليوم غرس العقيدة الصحيحة في النفوس أولاً مع الاهتمام أيضاً بالجوانب الأخرى التي مرّ ذكرها آنفاً.

وعندما يركز الداعية اهتمامه على الجانب العقدي، فلا بد أن يدرك معنى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:"ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"(2) .

والحقّ أنّ تلك المضغة إذا وقر الإيمان فيها، منعت صاحبها من الوقوع في الفواحش بأنواعها.

(1) انظر: مسند أحمد (3/266،263) ، رقم (1740) من حديث أم سلمة، وهو حديث حسن، فقد صرح ابن إسحاق فيه بالتحديث.

(2)

البخاري، رقم (52) ، ومسلم، رقم (4094) .

ص: 16