الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولد بتونس سنة نَيف وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة
وزر لِابْنِ عَمه الْمُسْتَنْصر مُدَّة وتفقه واتقن النَّحْو ثمَّ ملك سنة ثَمَانِينَ ثمَّ خلع ثمَّ إِنَّه حج سنة تسع وَسبع مائَة وَاجْتمعَ بالشيخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية
ورد إِلَى تونس وَقد مَاتَ صَاحبهَا فملكوه سنة إِحْدَى عشرَة ولقب الْقَائِم بِأَمْر الله وَله نظم وفضائل ثمَّ سَافر إِلَى طرابلس سنة ثَمَان عشرَة فَوَثَبَ على تونس قرَابَته أَبُو بكر فَسَار اللحياني إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد رفض الْملك وَكَانَ جدهم من أكبر أَصْحَاب ابْن تومرت وَكَانَ اللحياني قد أسقط ذكر الْمهْدي الْمَعْصُوم من الْخطْبَة وَكَانَ جد أَبِيه قد ملك الْمغرب وَذَلِكَ فِي دولة الظَّاهِرِيَّة ودامت دولته إِلَى سنة سِتّ وَسبعين وَكَانَ شهماً ذَا جبروت
وتسلطن بعده ابْنه الواثق بِاللَّه يحيى ثمَّ خلع بعد سنتَيْن وَأشهر وتملك الْمُجَاهِد إِبْرَاهِيم فَبَقيَ أَرْبَعَة أَعْوَام ثمَّ توثب عَلَيْهِ الدعي أَحْمد بن مَرْزُوق البخائي الَّذِي زعم أَنه ولد الواثق وَتمّ ذَلِك)
لَهُ لِأَن الْمُجَاهِد قتل الْفضل بن الواثق سرا فَقَالَ هَذَا أَنا هُوَ الْفضل وتملك عَاميْنِ وَقَامَ عَلَيْهِ أَبُو حَفْص أَخُو الْمشَاهد فهرب الدعي ثمَّ أسر وَهلك تَحت السِّيَاط بعد اعترافه أَنه دعِي فتملك أَبُو حَفْص ثَلَاثَة عشر عَاما وَأحسن السِّيرَة ثمَّ مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَقَامَ أَبُو عصيدة مُحَمَّد بن الوثق فتملك خمس عشرَة وَكَانَ صَالحا مشكوراً
وَأما اللحياني فَإِنَّهُ استوطن الْإسْكَنْدَريَّة حَتَّى مَاتَ فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور أَولا وَكَانَ مبخلاً وَمن شعره
(زكري)
3 -
(بدر الدّين التّونسِيّ الدشناوي)
زكري بن يحيى بن هَارُون بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق بن عبد الله بن بدر الدّين الدشناوي مولداً التّونسِيّ محتداً
كَانَ فَقِيها أديباً لَهُ نظم حدث بِشَيْء مِنْهُ روى عَنهُ الشَّيْخ الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس وزين الدّين عمر بن الْحسن بن حبيب وَغَيرهمَا
توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة وَسبع مائَة ظنا
أَنْشدني الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ أَنْشدني لغزاً لنَفسِهِ وَهُوَ فِي طيبرس من الطَّوِيل
(وَمَا اسْم لَهُ بعض هُوَ اسْم قَبيلَة
…
وتصحيف بَاقِيَة تلاقي بِهِ العدى)
(وَإِن قلته عكساً فتصحيف بعضه
…
غياث الظمآن تألم بالصدى)
(وباقية بالتصحيف طير وَعَكسه
…
لكل الورى علم معِين على الردى)
وَمن شعره فِي راقص من الْبَسِيط
(يَا من غَدا الْحسن إِذا غنى وماس لنا
…
مقسم بَين أبصار وأسماع)
(قاسوك بالغصن رطبا والهزار غنا
…
وَمَا تقاس بمياس وسجاع)
(قد تسجع الْوَرق لَكِن غير دَاخِلَة
…
ويرقص البان بل فِي غير إِيقَاع)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(لَا تسلني عَن السلو وسل مَا
…
صنعت بِي لطفاً محَاسِن سلمى)
(أوقعت بَين مقلتي ورقادي
…
وسقامي والجسم حَربًا وسلما)
وَمِنْه فيمليح خطائي من الوافر)
(فَقَالَ لي العذول علام تبْكي
…
فَقلت لَهُ بَكَيْت على خطائي)
قلت أَرَادَ التورية بالْخَطَأ مهموزاً مَقْصُورا ضد الصَّوَاب عَن الخطائي وَهُوَ الْمليح التركي الخطائي وَهُوَ مَمْدُود مَهْمُوز فَمَا قعدت مَعَه التورية وَكَذَا اسْتَعْملهُ جمال الدّين ابْن نباتة فَقَالَ من المتقارب
(عذولي خُذ لَك عين الصَّوَاب
…
ودع فِي الْهوى لي عين الخطا)
وهومن الْمَادَّة الأولى فِي الْخَطَأ وَسُوء الِاسْتِعْمَال
وَمِمَّا قلته أَنا فِي مليح خطائي من الْكَامِل
(أَحْبَبْت من ترك الخطا ذَا قامة
…
فضحت غصون البان لما أَن خطا)
(اياكم وجفونه فَأَنا الَّذِي
…
سهم أصَاب حشاه من عين الخطا)
وَقلت فِي الْمَادَّة من مجزوء الْكَامِل
(يَا قلب لَا تقدم على
…
سحر الجفون إِذا سَطَا)
(وَمن الْعَجَائِب أَنه
…
أضحى يَصح مَعَ الخطا)
وَمن نظم بدر الدّين زكري الْمَذْكُور من موشح أوردهُ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي
(أيا من عَليّ تجنى
…
وَقد حَاز لطف الْمَعْنى)
أجعَل لي من صدودك أمنا