الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الركن الأول التنظيم المناسب]
الركن الأول: التنظيم المناسب لا شكّ أن عظم الفائدة من هذه الدروس يكون في التنظيم الجيِّدِ، والإعدادِ المبكِّرِ، وبذلك تحصل الفائدةُ من هذه الدوراتِ أو الدروسِ.
والتنظيمُ هو ترتيبُ الوضعِ المناسبِ لهذه الدروس.
والمنظمون هم: إمامُ المسجد، أو إخوةٌ يعملون في إدارةِ الدعوةِ، أو في مركزِ الدعوة.
والمُنظِّمُ لا بدّ له أن ينظر إلى حاجة طلبة العلم، وحاجة الشباب الذين يَرُومون هذه الدروسَ.
وهذه الحاجةُ تختلفُ باختلافِ المكانِ والزمانِ، وباختلافِ المعلمين، والمقرراتِ التي يتعلمها الطلبةُ.
فينظر في المكان، وهو البلد، والمسجد.
وفي الزمان، فدورات الشتاء غيرُ دوراتِ الصيفِ ترتيبًا ووقتًا.
فليس كلُّ أحدٍ يريد أن يقيم دورةً أو دروسًا علميةً يناسب أن يقيمها في مسجده؛ لأنه سيحضر الجمُّ الغفيرُ من الطلبة الذين يريدون الاستفادة.
وهذا يدعو إلى ترتيب المكان من جهةِ صلاحيته في نفسه، ومن جهة أن يكون التكييفُ جيدًا، ومن جهة تسهيلِ المداخلِ
والمخارجِ. . إلخ.
فلا بدّ من رعاية الحال في المكان والزمان.
ثم ينبغي على المنظِّمين أن يعتنوا بَدْأةَ ذي بَدْء بالتنظيم والترتيب للدورة قبل قيامها بوقتٍ طويل.
فالترتيب مع المشايخ يجب أن يكون قبل ستةِ أشهرٍ، أو خمسةِ أشهرٍ، أو أربعةِ أشهرٍ؛ ليرتبوا أنفسهم.
حدث أن بعض الإخوة يريد إقامةَ دروسٍ، ودوراتٍ، ويحاولون إقناعَ بعض الشيوخ في الاشتراك قبل أُسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو شهرٍ، فلم تكن الموافقةُ منهم لأنهم ملتزمون ببعض الالتزامات التي تشغلهم عن إجابة الطلبِ. وبخاصةٍ في الإجازات التي يكون لكثير فيها ترتيباتٌ.
إذًا يكون الاختيارُ قبل مدةٍ وافية ليتسنى التنسيق له مع الجميع، وليتحققَ اختيارُ الذين سيشاركون من العلماء والمشايخ وطلبة العلم.
وأمر مهم في التنظيم: هو أن يرتب المنظمون الدورةَ مع مَنْ سبقوا في فهم ما يُحتاجُ إليه في الدورات.
مثلا: اختيار بلدٍ ما لإقامة دورة فيه لأول مرة، سواء كان في داخل المملكة العربية السعودية أو في خارجها، فيحسن أن
يستشيروا مَنْ أقام دوراتٍ ناجحةً، ودروسًا علميةً ناجحةً؛ لأن المؤمن يستشير، وما خاب من استشارَ.
وفشلت بعضُ الدورات لعدمِ الخبرة، ولعدم الاستشارة.
فليس تنظيمُ الدورات ترتيبًا على الورق، فلما حضر الناسُ والزمان والمكان صار هناك نوعٌ من الخلل.
فلا بدّ من النظر في حال الدورات التي نجحتْ، كيف نجحتْ؟
والمهم من الدورات أن يعتني المنظمون في إفادة الطلاب.
ومعلوم أن المشاركين منهم مَنْ يناسب للمحاضرات، لكن قد لا يجيد فنَّ التعليمِ، ولو أجاد فنّ التعليم فقد لا يجيد فنّ التدريس في هذه الدورات المكثّفة، وأيضًا منهم مَنْ لا يُحْسِنُ مخاطبةَ الطلاب في هذا الوقت الوجيز بالعلم الذي يُحْسِنُهُ.
فالمنظمون يحتاجون إلى رعاية المكان وتهيئته، وإلى رعاية الزمان، واختيارِ المدرسِ، واختيارِ الفنون، واختيارِ الموضوعات، واختيارِ الكُتُبِ والمتونِ.
كل ذلك بحاجة إلى دِقَّةٍ. وهذه لا يستطيعها كلُّ أحدٍ.
ولهذا كان من حسنات الإخوة القائمين على هذه الدروس العلمية في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية، وفي مقدمتهم الأخُ: فهدُ الغراب - وفّقه الله للخير، وغيرُه من الإخوة أنهم يستشيرون أهلَ
العلمِ فيما يَحْسُنُ اختياره من الموضوعات والفنون والمتون.
وأهلُ العلم على خبرة في المناسب وغير المناسب، يعرفون ذلك من الدورات الماضية، فَمَتْنُ كذا لا يصلح لتفرقِ مادَّته، أو ضعفِ أسلوبه، أو عدم اشتماله على كلِّ ما يُحتاجُ إليه في هذا الفن، أو ما أَشْبَهَ ذلك.
فالترتيبُ مع مَنْ يُحْسِنُ العلمَ فيمن يُنَظِّم هذه الدورات أمرٌ مهمٌ.