الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[النصيحة الثانية إعدادُ العدة كالقلم والورقِ]
فالقلمُ يتعاهدُه قبلَ الدرس وقد ركّز على ذلك " الخطيبُ " في (جامع الجامع) ، و " ابنُ عبد البر " في (الجامع لبيانِ العلمِ وفضله) وغيرهما.
ومن القصور أن يحضر الطالبُ، وينسى القلمَ، أو يكون فارغًا من الحبر.
وأما الورق فأن يعدَّ لكل فن دفترًا أو دفاترَ، وتكونَ منسقة، مرتبة، وهذا كله يتبع ترتيب الذهن.
فإذا كان الطالب مشوشًا في ذهنه ظَهَرَ أثرُ ذلك في علمه ودفاتره.
وينبغي على الطالب أن لا يكتبَ عددًا من العلوم في كراسة واحدةٍ، وأن يبتعد عن كتابة الحواشي على الكتاب فتتزاحم الكتابةُ فلا يهتدي إلى الرجوع إليها.
لهذا سئل الإمامُ أحمدُ عن الكتابة بالخط الصغير، قال: أكرهُهُ؛ لأنه لا يدري متى يُحتاج إليه، فربما احتاج إليه فلم يستطع استخراجَهُ. وهذا صحيح.
والحواشي على الكتب تأتي غير مستقيمة، ونازلة، ومتداخلة مع
أسطر الطباعة وقد يكون الخطُّ غيرَ حسن.
والورقُ - والحمد لله - في هذه الأيام متوفرٌ، ورخيصٌ.
وأما الكتابةُ في الكراريس فلها نظام:
يأخذُ المتنَ الذي يدرسه بأن يجعل عليه أرقامًا متسلسلةً، من واحد إلى الأخير. وكلُّ مسألةٍ علَّقَ عليها المُعلِّمُ يجعلها في صفحة مستقلة. ويكتب تعليقًا آخر في صفحة مستقلة. ولو كانت سطرًا واحدًا، ولا يقالُ: الصفحةُ فارغةٌ؛ لأنه قد يحتاج إليها يومًا ما.
عندما يريد أن يُفَصِّل في هذه المسألة والشيخ لم يُفَصِّلْ فيها. فيكتب أصلَ المسألة ثم يضيف معلوماته.
وتكون هذه الشروح أساسًا لشرح كبير للطالب فيما يستقبل من عمره - إن شاء الله تعالى -.