الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[النصيحة السادسة الرحمةُ بين الطلاب]
النصيحة السادسة
الرحمةُ بين الطلاب
قد يكون في هذه الدوراتِ العلميةِ طبقاتٌ مختلفةٌ من الحاضرين (1) فمنهم من يَحْضُرُ للعلم.
(2)
ومنهم من يَحْضُرُ مبتدئًا.
(3)
ومنهم من يَحْضُرُ لمجلس الذكر ويستمع (وبخاصة إن كان بعد الفجر أو في أوقات الإجابة) .
(4)
ومنهم من يَحْضُرُ لفائدةٍ ما، ويكتفي بأيِّ شيءٍ يُحَصِّلُهُ.
والذي ينبغي في الحقيقة أن يتعاهدَ طلابُ العلم بعضَهم بعضًا، فيعلِّمَ الطالبُ أخاه المبتدئَ الطريقةَ، ويُسْدي إليه النصيحةَ.
ولهذا ينبغي أن يرحمَ بعضُنا بعضًا في الدروس العلمية، وفي العلم جميعًا.
وربما ابتدأ العلماء متونَهم بالوصية لطالب العلم بالرحمة.
ولهذا تجد في إجازات الحديث أولَ ما ينقلون حديثَ: «الراحمونَ يرحمُهم الرحمنُ، ارحموا من في الارض يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السماء» (1) هذا الحديث هو المعروف عند العلماء بالمسلسل بالأوَّلِيَّةِ؛ لأن
(1) أخرجه أحمد في " مسنده " برقم 6494 (11: 33) ، والترمذي برقم 1924، والحاكم في " المستدرك " (4: 159) . من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
كلَّ شيخٍ يقول عن شيخه: حدثنا شيخُنا فلانٌ، وهو أولُ حديث سمعته منه.
قال: حدثني شيخي فلانٌ، وهو أولُ حديثٍ سمعته منه.
إلى أن يصل إلى طبقة أتباعِ التابعين كلها أول.
سؤال: لماذا يتعلمون حديث «الراحمون يرحمهم الرحمن. . .» ؟
الجواب: اعلم - رحمك الله - أن من خصال طالب العلم التي يبارك اللهُ عز وجل بها ويرحمُهُ اللهُ - جلَّ وعلا - أن يكون رحيمًا بمَنْ حولَه يرشدهم، ويعلمهم، ويعينهم. . الخ.
فإذا كنت في طلبك للعلم رحيمًا بالخَلْقِ وبزملائك وبأصدقائك وبالحضور في التعاون والخير فأبشرْ برحمةِ اللهِ - جلَّ وعلا - لك بوعده الصادق بقولِ نبيه عليه الصلاة والسلام: «الراحمونَ يرحمهم الرحمنُ. .» .