الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُرْفَعُ زينة الدنيا سنة خمس أو عشرين وَمِائَةٍ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7440 -
وَعَنِ الْمُسْتَورِدِ بْنِ شَدَّادٍ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ، وَإِنَّ أَجَلَ أُمَّتِي مِائَةُ سَنَةٍ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِائَةُ سَنَةٍ أَتَاهَا مَا وَعَدَهَا اللَّهُ- عز وجل".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.
19- بَابٌ فِي التَّلَاعُنِ وَتَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ
7440 -
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَقْرَأُ الْكُتُبَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا تُدْرِكَ زَمَنَ التَّلَاعُنِ، قَالَ: وَمَا زَمَنُ التَّلَاعُنِ؟ قَالَ: زَمَنٌ تَلْعَنُ الْقَبِيلَةُ الْقَبِيلَةَ، وَالرَّجُلُ الرَّجُلَ، فَتَذْهَبُ اللَّعْنَةُ، فَإِنْ وَجَدَتْ مَسْلَكًا فَسَبِيلُ ذَلِكَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى صَاحِبِهَا".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7442 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروٍ- رضي الله عنهما أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ- عز وجل أَضَنُّ بِدَمِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِكُمْ (بَكَرْمَةِ) مَالِهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَى فِرَاشِهِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى الْأَفْرِيقِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
20-
بَابُ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ
7443 -
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: "لَمَّا نَزَلَ الْحَجَّاجُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ- رضي الله عنه أَخَذَ رَجُلًا فَدَفَعَهُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: انْطَلِقْ لَا سَبِيلَ لِيَ عَلَيْكَ. فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ لَهُ: مَا
فَعَلَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: سَأَلْتُهُ: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَسَأَلْتُهُ أَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَأَخْبَرَنِي أَبِي- رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -أَنَّهُ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ كَانَ فِي جُوَارِ اللَّهِ حَتَّى يُصْبِحَ أَوْ يُمْسِي. قَالَ: فَإِنَّهُ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ. قَالَ: فَمَا أَنَا بِوَلِيٍّ لِعُثْمَانَ فَأَقْتُلُ قَتَلَتَهُ. قَالَ: فَبَلَغَ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَخَرَجَ مُسْرِعًا يَجُرُّ إِزَارَهُ (فَلَقَّنَهُ) بِمَا صَنَعَ، فَقَالَ: سَمَّيْتُكَ سَالِمًا لِتَسْلَمَ، سَمَّيْتُكَ سَالِمًا لِتَسْلَمَ".
(رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ مُسَدَّدٍ) بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ، وَفِي طَرِيقِ مُسْنَدِ أَحْمَدَ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَفِي طَرِيقِ الْبَزَّارِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ.
7444 -
وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ- رضي الله عنه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى، وَمَدَارُ الْإِسْنَادِ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7445 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يقول: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَإِيَّاكُمْ أَنْ يَطْلُبَكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
21-
بَابُ الِامْتِنَاعِ عَنِ الدُّخُولِ عَلَى الظَّلَمَةِ وَتَصْدِيقِهِمْ وَإِعَانَتِهِمْ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَغَيْرِهِ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْإِمَارَةِ.
7446 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، لَا إِيمَانَ بَعْدَهُ. فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ لِي: أنْتَ سَمِعْتَهُ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؟ فَقُلْتُ: نعم، وهو شاك فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَعُودَهُ؟ فَانْطَلَقْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ ابْنُ عُمَرَ عَنْ شَكْوَاهُ، ثُمَّ قَالَ: حَدِيثًا حَدَّثَنَا هَذَا عَنْكَ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: نَعَمْ. فَحَدَّثْتُهُ بِهِ فَلَمَّا خَرَجْنَا، قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَا كَانَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ لِيَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
رواه مسدد، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7447 -
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وهو نائم فذكر الدَّجَّالَ فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أخوف عندي عليكم من الدجال الأئمة المضلين".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى، ومدار إسناديهما على جابر الجعفي، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7448 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: "خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وَنَحْنُ تسعة نفر من العرب وتسعة من الموالي فقال: اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون أمراء بعدي؟ فمن أعانهم على ظلمهم، وصدقهم بكذبهم، وغشي أبوابهم، فليس مني ولست منه، ولن يرد علي الحوض، ومن لم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يغش أبوابهم، فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض".
رواه أحمد بن منيع.
7449 -
وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ- رضي الله عنه قال: "كنا قعودًا على باب النبي صلى الله عليه وسلم -فخرج علينا فقال: اسمعوا. قلنا: قد سمعنا. قال: اسمعوا. قلنا: قد سمعنا- مرتين
أو ثلاثًا- قال: إنه سيكون أمراء بعدي، فلا تصدقوهم بكذبهم، ولا تعينوهم على ظلمهم، فإنه من صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فلن يرد علي الحوض".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ في صحيحه.
7450 -
وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- رضي الله عنهما قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -بَعْدَ صلاة العشاء، ونحن في المسجد، فرفع بصره إلى السماء، ثم خفض حتى ظننا أنه حدث في السماء شيء، فقال: ألا إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، ومالأهم على ظلمهم؟ فليس مني ولا أنا منه، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يمالئهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، ألا وإن دم المسلم كفارة، ألا وإن سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله والله أكبر هي الباقيات الصالحات".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بسند فيه راوٍ لم يسم.
22-
باب فضل من قتل الحرورية وغير ذلك مما يذكر
7451 -
عن عاصم بن كليب، حدثني أبي قال: "كانت مجالس الناس المساجد، حتى رجعوا من صفين وبرئوا من القضية، فاستخف الناس، فقعدوا في السكك يتخبرون الأخبار، فبينما نحن قعود عند علي- رضي الله عنه إذ قام رجل، فقال: ائذن لي أن أتكلم. فشغل بما كان فيه، قال له: ما الذي تريد أن تسأل أمير المؤمنين عنه؟ فقال: إني كنت في العمرة، فدخلت على عائشة، فقالت: ما هؤلاء الذين خرجوا قبلكم يقال لهم حروراء؟ فقالت: أشهدت هلكتهم؟ أما ابن أبي طالب لو شاء حدثكم حديثهم. فلما فرغ علي مما كان فيه، قال: أين الرجل؟ فقص عليه فأهل علي وكبر، ثم قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وليس عنده غير عائشة- رضي الله عنها فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ أَنْتَ يَا ابن أبي طالب وقوم كذا وكذا؟ قلت: الله ورسول أعلم. قال: قوم يخرجون من المشرق،
يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدين مروق السهم من الرمية، فيهم رجل (مجدع) اليد كأن يده ثدي حبشية. فقالت: أنشدكم الله قد أخبرتكم أنه فيهم، فقلتم: ليس فيهم. ثم أتيتموني به تسحبونه؟ فقالوا: اللهم نعم. فأهل علي وكبر".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7452 -
وكذا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَنْهُ أَبُو يعلى ولفظه عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"كنت جالسًا عند علي وهو في بعض أمر الناس، إذ جاء رجل عليه ثياب السفر، فقال: يا أمير المؤمنين. فشغل عليًّا ما كان فيه من أمر الناس، قال أبي: فقلت له: ما شأنك؟ قال: كنت حاجًّا- أو معتمرًا- قال: لا أدري في أي ذلك- قال- فمررت على عائشة، فقالت لي وسألتني عن هؤلاء القوم الذين خرجوا (فيكم) يقال لهم: الحرورية. قال: قلت: خرجوا في مكان يقال له: حروراء، فسموا بذلك الحرورية، قال: فقالت: طوبى لمن شهد هلكتهم، قالت: أما والله لو سألتم ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم. فمن ثم جئت أسأله عن ذلك، قال: وفرغ علي فقال: أين المستأذن؟ فقام إليه قال: فقص عليه مثل ما قص علي قال: فأهل علي وكبر- مرتين أو ثلاثًا- ثم قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وليس عنده إلا عائشة. قال: فقال لي: يا علي كيف أنت- مرتين أو ثلاثًا- وقوم يخرجون بمكان كذا وكذا- وأومأ بيده نحو المشرق- يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم- أو تَرَاقِيَهُمْ- يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، فيهم رجل مجدع اليد كأن يده ثدي حبشية؟ ثم قال: نشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو أخبرتكم أنه فيهم؟ قالوا: نعم. قال: فذهبته فالتمستموه ثم جئتم فلم تجدوه، فقلت لكم: نشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو إنه فيهم، قال: أتيتموني تسحبونه كما نعت لكم، قال: ثم قال: صدق الله ورسوله- ثلاث مرات".
قلت: وأصل قصة المجدع في الصحيح وغيره ولم يخرجوه بهذا السياق، ولا من حديث عائشة.
7453 / 1 - وعن حبيب بن أبي ثابت قال: "أتيت أباوائل وهو في مسجد (خير) فاعتزلنا في ناحية المسجد، فقلت: ألا تخبرني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي فيم فارقوه؟ وفيم استجابوا له حين دعاهم؟ وحين فارقوه واستحل قتالهم؟ قال: لما كنا بصفين استحر القتل في أهل الشام
…
فذكر قصة قال: فرجع علي إلى الكوفة، وقال فيه الخوارج ما قالوا، ونزلوا بحروراء، وهم بضعة عشر ألفًا فأرسل علي إليهم يناشدهم الله: ارجعوا إلى خليفتكم، فبم (نقضتم) عليه، أفي قسمة أو قضاء؟ قالوا: نخاف أن ندخل في فتنة. قال: فلا تعجلوا ضلالة العام نحافة فتنة عام قابل. فرجعوا، فقالوا: نكون على ناحيتنا فإن قبل القضية قاتلناه على ما قاتلنا عليه أهل الشام بصفين، وإن نقضها قاتلنا معه. فساروا حتى قطعوا نهروان، وافترقت منهم فرقة يقتلون الناس، فقال أصحابهم: ما على هذا فارقنا عليًّا. فلما بلغ عليًّا صنيعهم قام، فقال: أتسيرون إلى عدوكم، أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في دياركم؟ قالوا: بل نرجع إليهم. قال: فحدث عَلِيٍّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قال: إن طائفة تخرج من قبل المشرق، عند اختلاف من الناس، لا ترون جهادكم مع جهادهم شيئًا، ولا صلاتكم مع صلاتهم شيئًا، ولا صيامكم مع صيامهم شيئًا، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، علامتهم رجل عضده كثدي المرأة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق. فسار علي إليهم، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فجعلت خيول علي تقوم لهم فقال: يا أيها الناس، إن كنتم إنما تقاتلون في فوالله ما عندي ما أجزيكم به، وإن كنتم إنما تقاتلون لله فلا يكونن هذا قتالكم. قال: فأقبلوا عليهم، فقتلوهم كلهم، فقال: ابتغوه، فطلبوه فلم يوجد، فركب علي دابته وانتهى إلى وهدة من الأرض فإذا قتلى بعضهم على بعض، فاستخرج من تحتهم، فجر برجله يراه الناس،
قال علي: لا أغزو العام، فرجع إلى الكوفة فقتل، واسشخلف الناس الحسن بن علي، فبعث الحسن بالبيعة إلى معاوية، وكتب بذلك الحسن إلى قيس بن سعد، فقام قيس بن سعد في أصحابه، فقالت: يا أيها الناس، أتاكم أمران لا بد لكم من أحدهما: دخول في فتنة، أو قتل مع غير إمام، فقال الناس: ما هذا؟ فقال: الحسن بن علي قد أعطى البيعة معاوية، فرجع الناس فبايعوا معاوية ولم يكن لمعاوية هم إلا الذين بالنهروان، فجعلوا يتساقطون عليه فيبايعونه، حتى بقي منهم ثلاثمائة ونيف ولهم أصحاب النخيلة".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
7453 / 2 - وَكَذَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يعلى ولفظه: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وائل قال: "أتيته فسألته عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَومِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ قَالَ: قلت: فيم فارقوه؟ وفيم استحلوه؟ وفيم دعاهم؟ وفيم فارقوه؟ وبم استحل دماءهم؟ قال: إنه لما استحر القتل في أهل الشام بصفين اعتصم معاوية وأصحابه بحيل فقال له عمرو بن العاص: أرسل إليهم بالمصحف فلا والله لا يرده عليك. قال: فجاء رجل يحمله ينادي: بيننا وبينكم كتاب الله {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب
…
} الآية. قال: قال: نعم بيننا وبينكم كتاب الله، أنا أولى به منكم. فجاءت الخوارج وكنا نسميهم يومئذ القراء وجاءوا بأسيافهم على عواتقهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ألا تمشي إلى هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقام سهل بن حنيف، فقال: يا أيها الناس، اتهموا أنفسكم، لقد كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يوم الحديبية ولو نرى قتالا قاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بَيْنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وَبَيْنَ المشركين، فجاء عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رضي الله عنه فَقَالَ: يا رسول الله، ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في
الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني أبدًا. فانطلق عمر فلم يصبر متغيظًا حتى أتى أبابكر، فقال: يا أبابكر، ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطاب، أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ولن يضيعه الله أبدًا. فنزل القرآن على محمد بالفتح، فأرسل إلى عمر (فقرأه) فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: نعم. قال: فطابت نفسه ورجِع، ورجع الناس، ثم إنهم خرجوا بحروراء أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفَا، فأرسل إليهم علي ينشدهم فأبوا عليه، فأتاهم صعصعة بن صوحان فأنشدهم وقال: علام تقاتلون خليفتكم؟ قالوا: مخافة الفتنة. قال: فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل. فرجعوا، وقالوا: نسير على ما جئنا فإن قبل علي القضية قاتلنا على ما قاتلنا يوم صفين، فإن نقضها قاتلنا معه. حتى بلغوا النهروان، فافترقت منهم فرقة جعلوا يهدون الناس ليلا، قالت أصحابهم: ويلكم ما على هذا فارقنا عليًّا. فبلغ عليًّا، أمرهم فخطب الناس فقال: ما ترون؟ أنسير إلى الشام أم نرجع إلى هؤلاء الذين خلفوا في ذراريكم؟ قالوا: بل، نرجع، فذكر أمرهم فحدث عنهم بما فيهم قال، رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فرقة تخرج عند اختلاف من الناس يقتلهم (6) أقرب الطائفتين إلى الحق، علامتهم رجل منهم يده كثدي المرأة. فساروا حتى التقوا بالنهروان، فاقتتلوا قتالا شديدًا، فجعلت خيل علي لا تقف لهم فقام علي، فقال: يا أيها الناس إن كنتم إنما تقاتلون فيَّ فوالله ما عندي ما أجزيكم، وإن كنتم إنما تقاتلون لله فلا يكونن هذا فعالكم. فحمل الناس حملة واحدة، فانجلت الخيل عنهم وهم منكبون على وجوههم، فقال علي: اطلبوا الرجل فيهم. فطلب الناس الرجل فلم يجدوه حتى قال بعضهم: غرنا ابن أبي طالب من إخواننا حتى قتلناهم، قال: فدمعت عين علي. قال: فدعا بدابته فركبها، فانطلق حتى أتى وهدة من الأرض فيها قتلى بعضهم على بعض فجعل يجر بأرجلهم حتى وجدوا الرجل تحتهم فأخبروه فقال علي: الله أكبر، وفرح وفرح الناس، ورجعوا، وقال علي: لا أغزو العام، ورجع إلى الكوفة وقتل- رضي الله عنه واستخلف
حسن، وسار سيرة أبيه، ثم بعث بالبيعة إلى معاوية".
وأصله المرفوع منه في صحيح مسلم وغيره وإنما سقت هذا لأن فيه زيادات على الطرق التي أخرجوها أصحاب الكتب والإمام أحمد، وليس هو بهذه السياقة عند أحد منهم، وفي الصحيح بعضه من قول أسيد بن الحضير وبعض قول علي.
7454 -
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "قلت لأبي سعيد الخدري- رضي الله عنه: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يذكر الحرورية؟ فقال: لا، ولكن سمعته يقول: يوشك أن يأتي قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية، حتى يأخذه صاحبه ينظر إلى نصله فلا يرى فيه شيئًا، ثم ينظر إلى (رعظه) فلا يرى فيه شيئا، ثم ينظر إلى قدحه فلا يرى فيه شيئًا، ثم ينظر إلى قذذه هل يرى فيه شيئًا أم لا".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ له.
23-
باب ستكون فتن النائم فيها خير من اليقظان
7455 -
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ من الساعي، والساعي فيها خير من الراكب، والراكب فيها خير من الموضع".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى والحاكم وصححه، ورواه الترمذي مختصرًا.
7456 -
وعن أيوب، عن حميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم. قال:"دخلوا قرية، فخرج عبد الله بن خباب ذعرًا يجر رداءه، فقال: والله لقد رعبتموني. قالوا: لم ترع قال: والله، لقد رعتموني قالوا: أنت عبد الله بن خباب صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: هل سمعت من أبيك شيئًا تحدثنا به؟ قال: سمعته يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -أَنَّهُ ذكر فتنة يكون الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الساعي، فإن أدركك ذلك فكن عبد الله المقتول- قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال: - ولا تكن عبد الله القاتل. قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك يحدث بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: نعم. فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل امذقر، وبقروا أم ولده عما في بطنها".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ منيع وَأَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ على راو لم يُسم.
7457 -
وعن خرشة بن الحر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال: "إنها ستكون بعدي فتن النائم فيها خير من اليقظان، والقاعد فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ من الماشي، فمن أتت عليه فليأخذ سيفه، ثم ليمش إلى صفاة فليضربها به حتى ينكسر، ثم ليضطجع بها حتى تنجلي عما انجلت عليه".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ومدار إسناديهما على رشدين بن كريب وهو ضعيف، وخرشة مختلف في صحبته.
24-
باب ستكون فتن كقطح الليل المظلم
7458 -
عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- رضي الله عنهما قَالَ: "صَحِبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ثُمَّ يُمْسِي كَافِرًا، ثُمَّ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ خَلَاقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسِيرٍ.
قَالَ الْحَسَنُ: وَلَقَدْ رأيناهم صورًا ولا عقول، أجسام ولا أحلام، فراش نار وذباب طَمَعٍ، يَغْدُونَ بِدِرْهَمَيْنِ وَيَرُوحُونَ بِدِرْهَمَيْنِ، يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ بِثَمَنِ الْعَنْزِ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7459 -
وَعَنْ أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا مَعَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، حَيْثُ خَرَجَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَرَدُّوهُ وَهُوَ يَوْمَ الْجَرْعَةِ قَالَ: فَسَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ- رضي الله عنه يَقُولُ: مَا كُنْتُ أَرَى أن يرجع وَلَمْ يُهْرَقْ فِيهَا دَمٌ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ- رضي الله عنه: وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَتَرْجِعَنَّ عَلَى عَقِبَيْهَا وَلَمْ يُهْرَقْ فِيهَا مِحْجَمَةُ دَمٍ، وَمَا عَلِمْتُ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا عَلِمْتُهُ ومحمد صلى الله عليه وسلم حي: إِنَّ الرَّجُلَ يُصْبِحُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي مَا مَعَهُ مِنْ دِينِهِ شَيْءٌ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ مَا مَعَهُ مِنْ دِينِهِ شَيْءٌ، يُقَاتِلُ فِي فِئَةٍ الْيَوْمَ- أَوْ قَالَ: فِي فِتْنَةٍ الْيَوْمَ شَكَّ أبو داود- ويقتله الله غدًا ينكسر قلبه، ويعلو اسْتُهُ. قَالَ: قُلْتُ: أَسْفَلُهُ؟ قَالَ: اسْتُهُ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7460 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "لَتُظِلَّنَّكُمْ فِتْنَةٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، أَنْجَى النَّاسِ مِنْهَا- أَوْ فِيهَا- صَاحِبُ شَاهِقَةٍ، يَأْكُلُ مِنْ غَنَمِهِ، وَرَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ الدَّرْبِ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ فَيْءِ سَيْفِهِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.
7460 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قليل المتمسك يومئذ بدينه كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ- أَوْ قَالَ: عَلَى الشَّوْكِ".
7461 / 1 - وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "اتهم الأمين واؤتمن غَيْرُ الْأَمِينِ، وَكَذِّبَ الصَّادِقُ، وصدِّق الْكَاذِبُ، وَأَنَاخَ بكم (الشرف الجون) قلنا: يا رسول الله، وما الشرف الجون؟ قَالَ: فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَاللَّفْظُ لَهُ.
7461 / 2 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ بِلَفْظِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، يَظْهَرُ النِّفَاقُ، وَتَرْتَفِعُ الْأَمَانَةُ، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ، وَيُتَّهَمُ الْأَمِينُ، وَيُؤتَمَنُ غَيْرُ الْأَمِينِ، أَنَاخَ بكم الشرف الجون
…
" فَذَكَرَهُ.
7432 -
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ- رضي الله عنه قَالَ: "خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَنَاسٌ عِنْدَ الحُجُرات فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ، سُعِّرَتِ النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
7463 / 1 - وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ- رَجُلٍ مِنْ بُجَيْلَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "سيكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم، تصدم الرجل كصدم جباه فحول الثِّيرَانِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ، وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتِهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولُ، وَلَا يَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ. قال: فإن الرجل يكن فِي فِئَةِ الْإِسْلَامِ، فَيَأْكُلُ مَالَ أَخِيهِ، وَيَسْفِكُ دمه، ويعصي رَبَّهُ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
7463 / 2 - وَكَذَا أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ عَنْ جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ- رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ- قَالَ: "إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -إِذْ جَاءَهُ بَشِيرٌ مِنْ سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا، فَأَخْبَرَهُ بِنَصْرِ اللَّهِ الَّذِي نَصَرَ سَرِيَّتَهُ، وَبِفَتْحِ اللَّهِ الَّذِي فَتَحَ لَهُمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ نَطْلُبُ الْعَدُوَّ وَقَدْ هَزَمَهُمُ اللَّهُ إِذْ لَحِقْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أَحَسَّ أَنَّ السَّيْفَ مُوَاقِعُهُ الْتَفَتَ وَهُوَ يَسْعَى، فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ، إِنِّي مُسْلِمٌ. فَقَتَلْتُهُ وَإِنَّمَا قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُتَعَوِّذًا، قَالَ: فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، فَنَظَرْتَ صَادِقٌ هُوَ أَوْ كَاذِبٌ؟! قَالَ: لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ يُعْلِمُنِي الْقَلْبُ هَلْ قَلْبُهُ إِلَّا مُضْغَةً مِنْ لَحْمٍ؟ قَالَ: فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ، لَا مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلَا لِسَانِهِ صَدَقْتَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتِغْفِرْ لِي. قَالَ: لَا أَسْتَغْفِرُ لَكَ. فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ (بَنُوهُ) اسْتَحْيَوْا وَخَزُوا مِمَّا لَقِيَ، فَحَمَلُوهُ فَأَلْقَوهُ فِي شِعْبٍ من تلك الشعاب". ورواه مسلم مختصرًا.
وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَتَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ فِي بَابُ"كَفُّ الْقَتْلِ عَمَّنْ قَالَ
إِنِّي مُسْلِمٌ" وَآخَرُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ.
7464 -
وعن قيس، أخبرني ابن سيلان رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ:"سُبْحَانَ اللَّهِ يُرْسِلُ عَلَيْهِمُ الْفِتَنَ إِرْسَالَ الْقَطْرَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
25-
بَابُ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
7465 -
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي ضَلَالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
7466 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7467 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: "لا تَرِجِعُنّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
رَوَاهُ أبو يعلى الموصلي.
7468 -
وَعَنْ جَابِرٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنكم اليوم على دين، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تمشوا القهقرى بعدي".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.
7469 -
وَعَنْ مُعَاوِيَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً، أَلَا وَإِنِّي من أولكم وفاة، ولتتبعنني أَفْنَادًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ". رَوَاهُ أَبُو يعلى الموصلي بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِتَدْلِيسِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.
7470 -
وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ- رضي الله عنه قَالَ: "خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: تَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وفاة، ألا وإني من أولكم وفاة، وتتبعوني أَفْنَادًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بسند صحيح.
7471 -
وعن سلمة بن نفيل السكوني قال: "بينا نحن جلوس عِنْدَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَجَاءَ رَجُلٌ من الناس، فقالت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ أتُيت بِطَعَامٍ مِنَ السماء؟ قال: أتيت بطعام بمسخنة، قال: فهل كان فيه فَضْلٌ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فُعِلَ بِهِ؟ قَالَ: رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يُوحَى إلي أني غير لابث فيكم إلا قليلا، ولستم لابثين بعدي إلا قليلا، ثم تأتوني أفنادًا، ويفني بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتَانِ شَدِيدٌ، وبعده سنوات الزلازل".
رواه أبو يعلى الموصلي.
26-
باب فيمن يبقى في حثالة وما جاء فيمن دخل عليه في بيته
7472 / 1 - عن يونس، عن الحسن أن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت إذا بقيت في حثالة؟ قلت: يا رسول الله، كيف؟ قال: إذا مرجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا- وشبك يونس بين أصابعه يصف ذاك- قال: قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال: اتق الله- عز وجل وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، إياك وعامتك".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل واللفظ له.
7472 / 2 - والحاكم وَصَحَّحَهُ وَلَفْظُهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك أن يأتي على الناس زمان يغربل الناس فيه غربلة، ويبقى حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَتُهُمْ واختلفوا هكذا وهكذا. وشبك بن أصابعه قالوا: فكيف تأمرنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتدعون أمر عامتكم".
ورواه أبو داود وابن ماجه مختصرًا.
قال سعيد بن منصور: حثالة الناس: رذالتهم. وَمَعْنَى قَوْلَهُ: "مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ": لَمْ يَفُوا بِهَا.
7473 -
وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كيف أنت يا عبد الله بن عمر إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا وَصَارُوا هَكَذَا؟ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. قَالَ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ مَا تَعْرِفُ، وَتَدَعُ مَا تنكر، وتقبل على خاصتك، وتدع عوامهم"
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7474 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؟ قَالَ: وَذَاكَ مَتَى هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا مَرَجَتْ أَمَانَتُهُمْ وَعُهُودُهُمْ وَصَارُوا هَكَذَا. وَشَبَّكَ بين أصابعه. قالت: مَا تَرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تَعْمَلُ بِمَا تَعْرِفُ، وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ، وَتَعْمَلُ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَتَدَعُ أَمْرَ عَوَامِّ النَّاسِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
7475 -
وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: "سَمِعْتُ رَجُلًا فِي جنازة حذيفة يقول: سمعت، صَاحِبِ هَذَا السَّرِيرِ- رضي الله عنه يَقُولُ: ما بي بأس بعدما سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَلَئِنِ اقْتَتَلْتُمْ لَأَدْخُلَنَّ بَيْتِي، فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ فِي بَيْتِي لَأَقُولَنَّ: هَا بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ورواتهما ثقات.
ولَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
27-
بَابٌ فِيمَنْ يَبِيعُ دِينَهُ فِي الْفِتَنِ بِعَرَضٍ يَسِيرٍ
فِيهِ حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَأَبِيِ هُرَيْرَةَ، وَتَقَدَّمَا فِي بَابِ سَتَكُونُ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ.
7476 -
وَعَنِ الْحَسَنِ: "أَنَّ الضَّحَّاكِ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم، كَقِطَعِ الدُّخَانِ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ، كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ فِيهَا أقوام خلاقهم
ودينهم بعرض من الدنيا قليل. وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَدْ مَاتَ، وَأَنْتُمْ إِخْوَانُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا، فَلَا تَسْبِقُونَا بِشَيْءٍ حَتَّى نَخْتَارَ لِأَنْفُسِنَا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
7477 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَقُولَ: مَنْ يَبِيعُنَا دِينَهُ بِكَفٍّ مِنْ دَرَاهِمَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
28-
بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيَّامِ الْهَرْجِ
7478 -
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: "يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّ الْفِتَنَ قَدْ ظَهَرَتْ. قَالَ: فَقَالَ: وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ، إنَّمَا تكون بعده أو الناس بذي بليان، وبذي بَلْيَانِ زَمَانُ كَذَا وَكَذَا، وَمَكَانُ كَذَا وَكَذَا فينظر الرجل فيتفكر، هَلْ يَجِدُ مَكَانًا لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِثْلُ مَا يَنْزِلُ بِمَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ فَلَا يَجِدُهُ، قَالَ: فَأُولَئِكَ الْأَيَّامُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ. فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكَنَا وَإِيَّاكُمْ أُولَئِكَ الْأَيَّامَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فيها عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7479 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ) قَالَ: الْقَتْلُ، الْقَتْلُ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- قَالُوا: إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْأَلْفَ وَالْأَلْفَيْنِ. قَالَ: لَا أَعْنِي ذَلِكَ، وَلَكِنْ قَتْلَ بعضكم بعضًا. قولوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَنَحْنُ أَحْيَاءُ نَعْقِلُ؟! قَالَ: يُمِيتُ اللَّهُ قُلُوبَ أَهْلِ ذلك الزمان كما يميت أبدانهم".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَهُوَ فِي الصحيح وغيره باختصار.
7480 -
وَعَنْ قُرْظَةَ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: "سمعت أباموسى فِي جُمُعَةٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ يَقُولُ: سُئل رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن السَّاعَةِ وَأَنَا شَاهِدٌ قَالَ: لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، وَلَكِنْ سأحدثكم بمشاريطها وَمَا بَيْنَ أَيْدِيهَا، إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيهَا رَدْمًا مِنَ الْفِتَنِ وَهَرْجًا. فَقِيلَ لَهُ: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هُوَ بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ: الْقَتْلُ، وَأَنْ تَجِفَّ قُلُوبُ النَّاسِ، وَيُلْقَى بَيْنَهُمُ التناكر، فلا يكاد أحد يعرف أحدًا، ويرفع ذوو الحجى، وتبقى رَجَاجَةً لَا تَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا تُنْكِرُ مُنْكَرًا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي بَابِ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا.
29-
بَابٌ فِي شَرِّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ
فِيهِ حَدِيثُ أَنَسٍ، وَتَقَدَّمَ فِي آخِرِ كِتَابِ الْإِيمَانِ، وَحَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ، وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ، وَتَقَدَّمَ فِي آخِرِ التَّفْسِيرِ، وَحَدِيثُ أَنَسٍ، وَسَيأْتِي فِي الْقِيَامَةِ فِي ذِكْرِ الحوض.
7481 / 1 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يُحْسِنُونَ الْقِرَاءَةَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ، وَيَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ- مَرَّتَيْنِ- مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيُجَاهِدْهُمُ الْقِتَالَ، فَلِمَنْ قُتِلَ أَفْضَلُ الشَّهَادَةِ، وَلِمَنْ غَلَبَ أَفْضَلُ الْأَجْرِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
7481 / 2 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ ضَعِيفَةٍ"يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ- أَوْ عِنْدَ اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ- يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ كَأَحْسَنِ مَا يَرَاهُ النَّاسُ، ثُمَّ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يمرق السهم مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَرْمِي الرَّجُلُ الصَّيدَ فَينْفَذُ بِهِ الرفث والدم، ويأخذه السهم، فيتمارى أصحابه شَيْءٌ أَمْ لَا، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، يقتلهم أولى الطائفتين بالله وأقربهم إِلَى اللَّهِ- عز وجل".
7481 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَوْمَ حنين، وهو يقسم بين الناس قسمة، فقام رجل من بني أمية فقال له: اعْدِلْ يَا رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خِبْتَ إِذًا وَخَسِرْتَ إن لا أعدل أنا فَمَنْ يَعْدِلَ، وَيْحَكَ. فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ- رضي الله عنه رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَتْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَنَا بِالَّذِي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ يَقُولُونَ مِثْلَ قَوْلِهِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يمرق السهم من الرمية، فأخذ سهل فَنَظَرَ إِلَى رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى نَصْلِهِ- يَعْنِي الْقَدَحَ- فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى قَذَذِهِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ يَدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ كَالْبُضْعَةِ تُدَرْدِرُ
فيها شعيرات كأنها سخلة سبع. قال أبو سعيد: حضرت هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وَحَضَرْتُ مَعَ عَلِيٍّ- رضي الله عنه يَوْمَ قَتَلَهُمْ بِالنَّهْرَوَانِ. قَالَ: فَالْتَمَسَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، ثُمَّ وَجَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْتَ جِدَارِ عَلِيٍّ هَذَا النَّعْتَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَيُّكُمْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَحْنُ نَعْرِفُهُ هَذَا حُرْقُوصُ وأمه ها هنا، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ، فَقَالَ لَهَا: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: مَا أَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالرَّبَذَةِ، فَغَشِيَنِي شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ، فَحَمَلْتُ منه فولدت هذا".
وتقدم بَعْضُهُ فِي كِتَابِ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ فِي باب قتال الزط.
7482 -
وعن أَبِي بَكْرَةَ- رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِدَنَانِيرَ مِنْ أَرْضٍ فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا، فَكُلَّمَا قَبَضَ قَبْضَةً نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ كَأَنَّهُ يُؤَامِرُ أَحَدًا. وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ فِي الْقَسْمِ. قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: فَمَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ بِشَيْءٍ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ورواته ثقات.
7483 -
وعن شَرَيْكِ بْنِ شِهَابٍ الْحَارِثِيِّ قَالَ: "كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ- صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُنِي عَنِ الْخَوَارِجِ، فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُهُ فِي الْخَوَارِجِ. فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَرَأَتْهُ عَيْنَايَ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِدَنَانِيرَ، فَكَانَ يَقْسِمُهَا وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَكَانَ يَعْرِضُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يُعْطِهِ، فَعَرَضَ لَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فلم يعطه شيئًا، فأتاه من قبل يمينه فلم يعطه شيئًا، ثم أتاه من قبل شماله فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا عَدَلْتَ هَذَا الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَضَبًا شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَا تَجِدُونَ أَحَدًا- يَعْنِي- أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ثُمَّ قَالَ: يخرج من
قِبَلِ الْمَشْرِقِ رِجَالٌ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ، هَدْيُهُمْ هَكَذَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ- وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ- سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ، لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ، حَتَّى يَخْرُجَ آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ- يَقُولُهَا ثَلَاثًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7484 -
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ:"كُنَّا جُلُوسًا عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ نَنْتَظِرُهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فَخَرَجَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا إِنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ". رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
7485 -
وَعَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا، يَتَعَبَّدُونَ وَيَدِينُونَ حَتَّى يَعْجَبَ النَّاسُ، وَتُعْجِبُهُمْ أَنْفُسَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
30-
بَابُ الْقِتَالِ عَلَى الْمُلْكِ وَتَرْكِ قِتَالِ التُّرْكِ
7486 -
عَنْ ثَرْوَانَ بن ملحان قالت: "كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَمَرَّ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ- رضي الله عنه فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفِتْنَةِ. فَقَالَ عَمَّارٌ: سمعت
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَقْتَتِلُونَ عَلَى الْمُلْكِ، يَقْتُلُ عَلَيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. فَقُلْنَا لَهُ: لَوْ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُكَ كَذَّبْنَاهُ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل وأبو يعلى، ورواته ثقات.
7487 / 1 - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَتَنْزِلَنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: البصرة، ويكثر بها عددهم ونخلهم ثم يجيء بَنُو قَنْطُورَاءَ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ صِغَارُ الْعُيُونِ، حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى جِسْرٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، فيفترق الْمُسْلِمُونَ ثَلَاثَ فِرَقٍ: أَمَّا فِرْقَةٌ فَيَأْخُذُونَ بِأَذْنَابِ الْإِبِلِ فَتَلْحَقُ بِالْبَادِيَةِ فَهَلَكَتْ، وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَتَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَكَفَرَتْ فَهَذِهِ وَتِلْكَ سَوَاءٌ وَأَمَّا فرقة فيجعلون عيالاتهم خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَيُقَاتِلُونَ فَقَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7487 / 2 - وَمُسَدَّدٌ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَنْزِلُونَ بِحَائِطٍ يُسَمُّونَهُ الْبَصْرَةَ، عِنْدَهُ نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، يَكُونُ لَهُمْ عَلَيْهَا جِسْرٌ، وَيَكْثُرُ أَهْلُهَا، وَتَكُونُ مِنْ أنصار المهاجرين فإذا كَانُوا مِنْ آخِرِ الزَّمَانِ جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاءَ، أقوام عراض الوجوه، حتى ينزلوا على شاطىء النَّهْرِ، فَيَفْتَرِقُ أَهْلُهَا عَلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ: فَأَمَّا فرقة فتأخذ أذناب الإبل والبرية فيهلكون وأما فرقة فيأخذون لأنفسهم ويكفرون وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَيَجْعَلُونَ ذَرَارِيَهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَهُمْ الشهداء
7487 / 3 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الموصلي لفظ: "ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: الْبَصْرَةُ- أَوِ الْبُصَيْرَةُ- إِلَى جَنْبِهَا نَهْرٌ يُقَالُ لَهُ: دِجْلَةُ، ذُو نَخْلٍ كثير فينزل به بنوقنطوراء، فيفترق النَّاسُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَصْلِهَا وَهَلَكُوا، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَكَفَرُوا، وَفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ فَيُقَاتِلُونَ، قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ، يَفْتَحِ الله على بقيتهم".
7488 -
وعن معاوية بن حديج قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ- رضي الله عنه حِينَ جَاءَهُ كِتَابُ عَامِلِهِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَقَعَ بِالتُّرْكِ وَهَزَمَهُمْ، وَكَثْرَةَ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ، وَكَثْرَةَ مَا غَنِمَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ، قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ مِمَّا قَتَلْتَ وَغَنِمْتَ، فَلَا أَعْلَمَنَّ مَا عُدْتَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا قَاتَلْتَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي. قُلْتُ: لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ التُّرْكَ تجلي العرب حتى تلحقها بمنابت، الشيح والقيصوم. فَأَكْرَهُ قِتَالَهُمْ لِذَلِكَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
31-
بَابٌ يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ وَمَا جَاءَ فِي رَفْعِ الْقُرْآنِ
7489 -
عَنْ حُذَيْفَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يَعْلَمَ أَحَدٌ لَا صَلَاةَ وَلَا صِيَامَ وَلَا نُسُكَ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ لَيَقُولَانِ: قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَنَا يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: يَدْخُلُونَ بِهَا الْجَنَّةَ وَيَنْجُونَ بِهَا مِنَ النَّارِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَابْنُ مَاجَهْ بِزِيَادَةِ وَنَقْصِ أَلْفَاظٍ، وَكَذَا الْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
32-
بَابُ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عِنْدَ لُكَعَ ابْنِ لُكَعَ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينِ.
7490 -
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ قَالَ: "أَقْبَلْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَسَنٍ بَيْنَنَا ابْنُ رُمَّانَةَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، قَدْ نَصَبْنَا لَهُ أَيْدِيَنَا فَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْنَا دَاخِلَ الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَفِيهِ ابْنُ نِيَارٍ- رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ- رضي الله عنه أَنِ ائْتِنِي، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ رُمَّانَةَ بَيْنَكُمَا يَتَوَكَّأُ عَلَيْكَ وَعَلَى زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَنْ تَذْهَبَ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عِنْدَ لُكَعَ ابْنِ لُكَعَ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7491 -
وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ أَسْعَدُ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعَ ابْنَ لُكَعَ، وَأَفْضَلَ الناس مؤمن بين كريمتين".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.
33-
بَابٌ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيها مِمَّا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
7492 / 1 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْربان الشَّمْسِ، حَفِظَهَا مَنْ حَفِظَهَا وَنَسِيَهَا مَنْ نَسِيَهَا: أَلَا إِنَّ الدنيا حلوة خضرة، وإن الله- تبارك وتعالى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى، فَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا ويحيا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا ويحيا مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا ويحيا كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، أَلَا إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، أَلَا وَإِنَّ شَرَّ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ سَيِّئَ الْقَضَاءِ سيئ
الطّلَبِ، فَإِذَا كَانَ حَسَنَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ أَوْ سَيِّئَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا وَإِنَّ شَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الغضب بطيء الفيء، أَلَا وَإِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيء الغضب سريع الْفَيْءِ، فَإِذَا كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ فإنها بها، فإذا كَانَ بَطِيء الْغَضَبِ بَطِيء الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا، ألا إن الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ. قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: يُنْصَبُ عِنْدَ اسْتِهِ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمَ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ، أَلَا لا يمنع الرجل مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ عَلِمَهُ، أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَالْحُمَيْدِيُّ وَأَبُو يَعْلَى، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7492 / 2 - وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فَذَكَرَهُ وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ: "إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يومكم هذا فِيمَا مَضَى مِنْهُ": "تُوفَى بِكُمْ سَبْعُونَ أُمَّةً قَدْ تُوُفِّيَ مِنْهَا تِسْعٌ وَسِتُّونَ وَأَنْتُمْ خَيْرُهَا".
7492 / 3 - وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فَذَكَرَهُ وَزَادَ بعد: "ولا غَادِرَ أَعْظَمَ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ": "أَلَا إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ، أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ أَوْ عَلِمَهُ
…
" وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ.
7492 / 4 - وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ الناس أن يقول الحق إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ".
7492 / 5 - وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ أَوْ عَلِمَهُ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَمَلَنِي ذَلِكَ على أني رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَلَأْتُ أُذُنَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ".
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا.
7492 / 6 - وَالْحَاكِمُ بِنَحْوِ مَا رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "أَلَا إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، أَلَا وَإِنَّ أَكْبَرَ الْغَدْرِ غدر إمام عامة، ألا وإن الغادر لواؤه عِنْدَ اسْتِهِ، أَلَا وَإِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ. فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ قَالَ: إِنَّ مِثْلَ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا كَمِثْلِ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ".
7493 -
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُثْمَانَ إِذْ جَاءَ شَيْخٌ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ قَالُوا: أَبُو ذَرٍّ. فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ قَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا يَا أَخِي، قَالَ أبو ذر: مرحبًا وأهلا يا أخي، لَعَمْرِي لَقَدْ غَلَظْتَ فِي الْعَزْمَةِ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّكَ عَزَمْتَ عَلَيَّ عَلَيَّ أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَحْبُوَ، إِنِّي خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَتَوَجَّهْنَا نَحْوَ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَأَتَيْتُهُ بِطَهُورٍ، فَلَمَّا جَاءَ وَضَعْتُهُ لَهُ فَجَعَلَ يُصَعِّدُ بَصَرَهُ فِيَّ وَيُصَوِّبُهُ، قَالَ: وَيْحَكَ بَعْدِي. فَبَكَيْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنِّي لَبَاقٍ بَعْدَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ عَلَى جبل سلع فالحق بالغرب من أَرْضِ قُضَاعَةَ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي يَوْمٌ قَابَ قَوْسٍ أَوْ قَوْسَيْنِ، أَوْ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَفِي سَنَدِهِ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
34-
بَابُ مَا جَاءَ فِي سُؤَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا فِي أُمَّتِهِ
فِيهِ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ وَتَقَدَّمَ فِي صَلَاةِ الضُّحَى.
7494 -
وَعَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أصحاب الشجرة رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -إذا صلى الناس حَوْلَهُ صَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً تَامَّةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، قال: فسجد ذات يوم فأطال السجود حتى أومأ بعضنا إلى بعض أن اسكنوا، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْكَ. قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلَاثًا فَأَعْطَانِيَ اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ عَذَّبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَى عَامَّتِكُمْ عَدُوًّا يَسْتَبِيحُهَا فَأَعْطَانِيهَا،
وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا، وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا. قَالَ: قُلْتُ: أَبُوكَ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَدَدَ أَصَابِعِهِ هذه عشرًا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
7495 -
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رضي الله عنه قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -صَلَاةً، فَأَطَالَ فِيهَا قِيَامَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ صَلَّيْتُ صَلَاةً أَطَلْتَ قِيَامَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، قَالَ: إِنَّهَا صَلَاةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ سَنَةً فَيُهْلِكَهُمْ مَجَاعَةً فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ لَا يُظْهِرُ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ عَدُوًّا لَيْسَ مِنْهُمْ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَمِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حديث أبي بصرة الْغِفَارِيِّ، وَالْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ خَبَّابِ بن الأرت.
35-
بَابٌ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا وَهَرْجًا وَمَا جَاءَ فِي فِتْنَةِ الْوَلَدِ
7496 -
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: " سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بُكَاءَ الْحَسَنِ- أَوِ الْحُسَيْنِ- فَقَامَ فَقُمْنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: الْوَلَدُ فِتْنَةٌ، لَقَدْ قُمْتُ وَمَا أَعْقِلُ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ.
7497 -
وَعَنْ أَسِيدِ بْنِ الْمُتَشَمِّسِ قَالَ: "كُنَّا مَعَ الْأَشْعَرِيِّ بِأَصْبَهَانَ، فَانْصَرَفْنَا عَنْهَا فتعجل فِي نفر أَنَا فيهم، قَالَ: فانقطعنا مِنَ النَّاسِ، فَنَزَلْنَا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُ عَلَى بَغْلَةٍ فَقَالَتْ: أَلَا فَتًى يُنْزِلُ (كِنّتَه) قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَأَدْنَيْتُهَا إِلَى شَجَرَةٍ فَأَنْزَلْتُهَا، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَجْلِسِي، فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الْقَتْلُ وَالْكَذِبُ. قَالَ: فَقُلْتُ لِلْأَشْعَرِيِّ: أَكْثَرِ مِمَّا يَقْتُلُ الْيَوْمَ النَّاسُ فِي فُرُوجِ الْأَرْضِ؟! قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ. قَالَ: فَأَبْلَسْنَا فَمَا يُبْدِي رَجُلٌ مِنَّا عَنْ وَاضِحِهِ. قَالَ: قُلْتُ: فَمَاذَا؟ قَالَ: يَقْتُلُ الرَّجُلُ أَخَاهُ، فَيَقْتُلُ عَمَّهُ، يقتل ابن عمه، يقتل جاره. قال: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: تنزع عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَيُخَلَّفُ هَبَاءُ مِنَ النَّاسِ، يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ، ثُمَّ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ تِلْكَ الْأُمُورُ، وَلَئِنْ أَدْرَكَتْنَا مَا لِيَ وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا لَا نُحْدِثُ فِيهَا شَيْئًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7497 / 2 - وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: وَلَفْظُهُ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الْقَتْلُ وَالْكَذِبُ- مَرَّتَيْنِ- قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ ولكن قتلا يكون بينكم معاشر الْإِسْلَامِ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقْتُلُ أَخَاهُ
حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقْتُلُ أَبَاهُ. قَالُوا: وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ؟ قَالَ: وَفِيكُمْ كِتَابُ اللَّهِ. قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا؟ قَالَ: تَخْتَلِجُ عُقُولُ عَامَّةِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهَا هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسَ هُمْ عَلَى شَيْءٍ، فَوَاللَّهِ مَا أَرَاهَا إِلَّا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَمَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَيَوْمِ دخلنا".
وقد تقدم بقية طرقها أَبِي يَعْلَى فِي بَابِ أَيَّامِ الْهَرْجِ.
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7498 -
وَعَنْ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ الْمَلْطِيُّ: "شاطىء الْفُرَاتِ طَرِيقُ بَقِيَّةِ الْمُؤْمِنِينَ هِرَابًا مِنَ الدَّجَّالِ، فما تنتظرون بالعمل الدجال فشر الغائب المنتظر، أَوِ السَّاعَةُ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ، وَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ حَصَاةً فَحَكَّهَا بِظُفْرِهِ، وَقَالَ: لَيُدْرِكَنَّهُ أَقْوَامٌ لَا يَنْقُصُ مِنْ إِيمَانِهِمْ إِلَّا مَا انْتَقَصَ ظُفْرِي مِنْ هَذِهِ الْحَصَاةِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنِ الْمَسْعُودِيِّ عَنْهُ بِهِ.
7499 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَقْتُلُهُ- يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ- أَنْ يَقُولَ هَكَذَا- فَرَفَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى- فَيَكُونُ كَالْخَيْرِ مِنِ ابْنَيْ آدَمَ فَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ وَإِذَا قَاتِلُهُ فِي النَّارِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
7500 / 1 - وَعَنِ أَبِي ذَرٍّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت يا أباذر، إذا بلغ الناس من الجهد مَا يَعْجَزُ الرَّجُلُ أَنْ يَقُومَ مِنْ فِرَاشِهِ إِلَى مُصَلَّاهُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: تعفف. ثم قال: كيف تصنع يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا كَثُرَ الْمَوْتُ حَتَّى يَضِيقَ الْبَيْتُ بِالْعَبْدِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: تَصْبِرُ. ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أباذر إِذَا كَثُرَ الْقَتْلُ حَتَّى تَغْرِقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدِّمَاءِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: تَلْحَقُ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أَحْمِلُ مَعِيَ السِّلَاحَ؟ قَالَ: إِذًا تُشَارِكُ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟
قال: إن خفت أن يخيفك شعاع السيف فَأَلْقِ مِنْ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7500 / 2 - وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَلَفْظُهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: "بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ فَقَالَ: أَلَا أَرَاكَ نَائِمًا فِيهِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غَلَبَتْنِي عَيْنِي. قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَلْحَقُ بِأَرْضِ الشَّامِ فَإِنَّهَا أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ. قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرْجِعُ إِلَى مَهَاجِرِي. قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ؟ قُلْتُ: آخُذُ بِسَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ. قَالَ: أَفَلَا تَصْنَعُ خَيْرًا مِنْ ذلك وأقرب، تسمع وتطيع وتنساق معهم تحط ساقوك. قال أبو ذر: والله لَأَلْقَيَنَ اللَّهَ وَأَنَا سَامِعٌ مُطِيعٌ لِعُثْمَانَ".
7501 -
وَعَنْ أبي بردة قَالَ: "مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا فُسْطَاطٌ أَوْ خَيْمَةٌ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فقُلْتُ: يَرْحَمَكَ اللَّهُ إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْأَمْرِ بِمَكَانٍ فَلَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ لِي: إِنَّهُ سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي فِتْنَةٌ وَفِرْقَةٌ وَاخْتِلَافٌ، فَإِذَا كَانَ ذلك فائت بِسَيْفِكَ أُحُدًا فَاضْرِبْ بِهِ عَرْضَهُ، وَكَسِّرْ نَبْلَكَ، وَاقْطَعْ وَتَرَكَ، وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ. وَقَدْ كَانَ ذلك، وفعلت ما أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا سيف معلق بعمود الفسطاط فاستنزله وانتضاه فإذا سَيْفٌ مِنْ خَشَبٍ فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -واتخذت هذا أهيب به الناس".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ. ورواه مِنْ طَرِيقِهِ مُخْتَصَرًا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ.
36-
بَابُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ
فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي ذَرٍّ وَمُحَمَّدِ بْنِ مسلمة المذكورين فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
7502 -
وَعَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرٌو قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ: "خَرَجْتُ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ فَلَمَّا حَاذَيْنَا بِوَادٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ إن لم يأتك؟ قال: فائتني بِرَأْسِهِ. فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَجِبِ الْأَمِيرَ، فَقَالَ: مَنِ الأمير؟ فقلت: مسلم بن عقبة، فقال: وَمَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ فِيَّ الْأَمِيرُ، وَقَدْ بَايَعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي هَذِهِ، فَمَا نَكَثْتُ وَلَا بَدَّلْتُ، فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَقُلْتُ: آتِيهِ بِرَأْسِكَ، فَقَالَ: هَاتِ. فَقُلْتُ: ما يَحْمِلُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -عَهِدَ إِلَيَّ فَقَالَ: إذا رأيت الناس يبايعون لأميرين، فَخُذْ سَيْفَكَ الَّذِي جَاهَدْتَ بِهِ مَعِي، فَاضْرِبْ بِهِ أُحُدًا حَتَّى يَنْكَسِرَ، ثُمَّ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، بِسَنَدٍ فِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ، وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدِيثًا فِي الْمَعْنَى غَيْرَ هَذَا، وَلَيْسَ بِهَذَا السِّيَاقُ وَلَا فِيهِ: "حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ
…
" إِلَى آخِرِهِ.
7503 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَحِلُّ فِيهِ الْعَزْبَةُ، وَلَا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ أَوْ مِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ، كَالطَّائِرِ يَفِرُّ بِفِرَاخِهِ، وَكَالثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَلَمِائَةُ شَاةٍ عَفْرَاءَ أَرْعَاهَا بِسَلْعٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضِيرِ وَذَلِكَ إذا كان كذا وكذا".
رواه الحارث عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، وتقدم في أول النكاح.
7504 -
وَعَنْ عَامِرٍ قَالَ: "لَمَّا قَاتَلَ مَرْوَانُ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ أَرْسَلَ إِلَى أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ الْأَسَدِيِّ فَقَالَ: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَنَا؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا فَعَهِدَا إِلَيَّ أَنْ لَا
أُقَاتِلَ أَحَدًا يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي بِبَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ قَاتَلْتُ مَعَكَ، فَقَالَ: اذْهَبْ. وَوَقَعَ فِيهِ وَسَبَّهُ، فَأَنْشَأَ أَيْمَنُ يَقُولُ:
وَلَسْتُ مُقَاتِلًا رَجُلًا يُصَلِّي عَلَى سلطان آخرمن قريش
له سلطانه وعلي إثمي معاذالله مِنْ جَهْلٍ وَطَيْشِ
أُقَاتِلُ مُسْلِمًا فِي غَيْرِ شيء فليس بنافعي ماعشت عَيْشِي".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
7505 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ- عز وجل ضنائن من عباده، يغذوهم في رحمته ويحييهما في عافيته، فَإِذَا تَوَفَّاهُمْ تَوَفَّاهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ، أُولَئِكَ الَّذِينَ تَمُرُّ عَلَيْهِمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَهُمْ فِيهَا فِي عَافِيَةٍ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَفِي سَنَدِهِ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.
37-
بَابُ مَا جَاءَ فِي إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ وَحُبِّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةِ الِاخْتِلَافِ
7506 -
عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قال: "يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الْقَوْمُ عَلَى قَصْعَتِهِمْ. قَالَ: قِيلَ: مِنْ قِلَّةٍ؟ قال: لا، ولكنه غثاء كغثاء السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ فِي قُلُوبِكُمْ، وَيُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الْمَوْتِ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَفِي إِسْنَادِهِ من لا يُعرف.
قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابن فضالة، عن مرزوق أبي عبد اللَّهِ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
7507 -
وَعَنْ أَبِي مُوسَى- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيسُ بث جُنُودَهُ يَقُولُ: مَنْ أَضَلَّ الْيَوْمَ مُسْلِمًا أَلْبَسْتُهُ التَّاجَ. قَالَ: فَيَجِيئُونَ فَيَقُولُ هَذَا: لَمْ أَزَلْ به حتى طلق امرأته. فيقول: أوشك أن يتزوج. ويجيء هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ والديه. فيقول: يوشك أن يبر. ويجيء هذا فيقول: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشْرَكَ. فَيَقُولُ: أَنْتَ أنت. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى زنى. فيقولن: أنت أنت. ويجيء هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ. فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ وَيُلْبِسَهُ التَّاجُ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
7508 -
وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ- رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَبَّأَ لِابْنِ صَيَّادٍ دُخَانًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا خَبَّأَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: دُخْ. فَقَالَ: اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا قال؟ فقال بعضهم: دُخْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دِيخُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قَدْ اخْتَلَفْتُمْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدَّ اخْتِلَافًا".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
7509 -
وَعَنِ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -أَنَّهُ قَالَ: "يَا خَالِدُ، إِنَّهَا سَتَكُونُ أَحْدَاثٌ، ثُمَّ اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ لَا الْقَاتِلَ فَافْعَلْ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ جُدْعَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
38-
بَابُ مَا جَاءَ فِي خَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّهِمْ
فِيهِ حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَتَقَدَّمَ فِي الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ مُجَازَاةِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ، وحديث ابن عباس، وتقدم في آخر كتاب المواعظ، وحديث أبي سعيد، وتقدم في الزهد في باب العزلة.
7510 -
وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: "أَنَّ أَبَاهُ حِينَ رَأَى اخْتِلَافَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَفَرُّقَهُمْ اشْتَرَى مَاشِيَةً ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَزَلَ فِيهَا بِأَهْلِهِ عَلَى ماء يقال له: قَلَهِّي قَالَ: وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَحَدِّ النَّاسِ بَصَرًا، فَرَأَى ذَاتَ يَوْمٍ شَيْئًا يَدُورُ فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ: تَرَوْنَ شَيْئًا؟ قَالُوا: نَعَمْ نَرَى شَيْئًا كَالطَّيْرِ. قَالَ: أَرَى رَاكِبًا عَلَى بَعِيرٍ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ قَلِيلٍ: أَرَى عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ عَلَى بُخْتِيٍّ- أَوْ بُخْتِيَّةٍ- ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا جَاءَ بِهِ. فَسَلَّمَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ لِأَبِيهِ: أَرَضِيتَ أَنْ تَتْبَعَ أَذْنَابَ هَذِهِ الْمَاشِيَةِ بَيْنَ هَذِهِ الجبال، وأصحابك يتنازعون في أمر الْأُمَّةِ؟ فَقَالَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يقول: إنها ستكون بعدي فتن- أو قال: أُمُورٌ- خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْغَنِيُّ الْخَفِيُّ التَّقِيُّ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ يَا بُنَيَّ أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ فَكُنْ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَمَا عِنْدَكَ غَيْرَ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: لَا، يَا بُني. فَوَثَبَ عُمَرُ لِيَرْكَبَ، وَلَمْ يَكُنْ حَطَّ عَنْ بَعِيرِهِ، فقالت لَهُ سَعْدٌ: أَمْهِلْ حَتَّى نُغَدِّيَكَ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي بِغَدَائِكُمْ. قَالَ سَعْدٌ: فَنَحْلِبُ لَكَ نَسْقِيكَ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي بِشَرَابِكُمْ. ثُمَّ ركب فانصرف لمكانه".
رواه أبو يعلى الموصلي بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.
7511 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ- رضي الله عنه: "شَرُّ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: مُتَكَبِّرٌ عَلَى وَالِدَيْهِ يَحْقِرُهُمَا، وَرَجُلٌ سَعَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ يَنْصُرُهُ عَلَيْهَا غَيْرَ الْحَقِّ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ خَلَفَ بَعْدَهُ، وَرَجُلٌ سَعَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ النَّاسِ بِالْكَذِبِ حَتَّى يَتَعَادَوْا وَيَتَبَاغَضُوا". رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ.
7512 -
وعنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ثَلَاثَةٌ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ وَالِدَيْهِ، وَآخَرُ سَعَى فِي تَفْرِيقٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ لِيَخْلُفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ، وَرَجُلٌ سَعَى بِالْأَحَادِيثِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ لِيَتَعَادَوْا وَيَتَبَاغَضُوا".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ فِيهِ راوٍ لَمْ يُسم، وتقدم هو والذي قبله في الأدب في باب النميمة.
7513 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "يظهر
مَعْدِنٌ فِي أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: فِرْعَوْنُ- أَوْ فِرْعَانُ- وَذَلِكَ بِلِسَانِ أَبِي الْجَهْمِ قريب من السواء- تخرج إليه شرار الناس أو تحشر إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7514 -
وَعَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أَئِمَّتِكُمْ مِنْ شِرَارِهِمْ؟ الذين تحبونهم وَيُحِبُّونَكُمْ وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
39-
بَابٌ فِي نُقْصَانِ كُلِّ شيء والزيادة في الشر وفيما يحصل بِسَبَبِ أَوْلَادِ الزِّنَا
7515 / 1 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ شَيْءٍ يَنْقُصُ إِلَّا الشَّرَّ يُزَادُ فِيهِ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7515 / 2 - وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَلَفْظُهُ: "مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَهُوَ يَنْقُصُ إِلَّا الشَّرَّ يُزَادُ فِيهِ". وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7516 -
وَعَنْ مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ورضي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أُمَّتِي بِخَيْرٍ مُتَمَاسِكٌ أَمْرُهَا مَا لَمْ يَظْهَرْ فِيهِمْ أَوْلَادُ الزِّنَا، فَإِذَا ظَهَرُوا خِفْتُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7517 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -فَذَكَرَ حَدِيثًا وَقَالَ فِيهِ: "مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَا وَالرِّبَا إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
40-
بَابُ مَا جَاءَ فِي أُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ
7518 / 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -قال: "هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى أَيْدِي أُغَيْلِمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
7518 / 2 - وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وأبو يعلى والحاكم أيضًا بلفظ:"إن فساد أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ".
7518 / 3 - وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ: "أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ بَعَثَ مَعَهُ بِكِسْوَةٍ إِلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ مَرْوَانُ لِلْبَوَّابِ: انْظُرْ إِلَى مَنْ عَلَى الْبَابِ. فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ مَرْوَانُ: يا أباهريرة، حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يُوشِكُ أَنْ يَتَمَنَّى رَجُلٌ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ أَنَّهُ خَرَّ
مِنَ الثُّرَيَّا وَأَنَّهُ لَمْ يَلِ مِنْهُ شَيْئًا. فقال: زدنا يا أباهريرة. فَقَالَ: هَلَكَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى يَدَيْ فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: فَقَالَ مَرْوَانُ: بِئْسَ الْغِلْمَانُ هَؤُلَاءِ".
41-
بَابٌ فِيمَا يُخَافُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ مُضَرَ
7519 / 1 - عَنْ حُذَيْفَةَ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لا يدع عبدًا لله فِي الْأَرْضِ صَالِحًا إِلَّا فَتَنَتْهُ وَأَهْلَكَتْهُ حَتَّى يُدْرِكَهُمُ اللَّهُ بَعْدُ بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ- أَوْ مِنَ السَّمَاءِ- فَيُذِلَّهَا حَتَّى لَا تَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7519 / 2 - وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بلفظ قال حذيفة: "والله لَا تَدَعُ مُضَرُ عَبْدًا للَّهِ مُؤْمِنًا إِلَّا فتنوه أو قتلوه، أو يضربهم اللَّهُ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لَا يَمْنَعُونَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، تَقُولُ هَذَا وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَ: لَا أَقُولُ إِلَّا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
7519 / 3 - وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: "قَامَ حُذَيْفَةُ خَطِيبًا فِي دَارِ عَامِرِ بْنِ حَنْظَلَةَ، فِيهَا الْيَمَنِيُّ وَالْمُضَرِيُّ، فَقَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى مُضَرَ يَوْمٌ لَا يَدَعُونَ لِلَّهِ عَبْدًا يَعْبُدُهُ إِلَّا قَتَلُوهُ أَوْ لَيَضْرِبُنَّ ضربًا، لا يمنعون ذَنَبَ تَلْعَةٍ، أَوْ أَسْفَلَ تَلْعَةٍ
…
" فَذَكَرَ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا.
7520 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَتَضْرِبَنَّ مُضَرُ النَّاسَ حَتَّى لَا يَبْقَى لِلَّهِ اسْمٌ يُعْبَدُ، وَلَيَضْرِبُنَّ النَّاسَ حَتَّى لَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
42-
بَابٌ فِي ثَقِيفٍ وَبَنِي حَنِيفَةَ
7521 / 1 - عَنْ أَبِي المحياة، عن أبيه قال:"لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسِفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ- رضي الله عنهما دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ- رضي الله عنهما فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهْ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكِ، فَهَلْ لَكِ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَتْ: مَا لِي مِنْ حَاجَةٍ، وَلَسْتُ لَكَ بأم، ولكن أم المصلوب على رأسه الثَّنِيَّةِ، وَلَكِنِ انْتَظِرْ أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج في ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ. فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ، وأما المبير فأنت. فقال الحجاج: مبير للمنافقين".
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْهُ بِهِ.
7521 / 2 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ لَهَا: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي الْحَرَمِ، وَإِنَّ اللَّهَ فَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ. فَقَالَتْ: كَذَبْتَ بَلْ كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ صَوَّامًا قَوَّامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ أَخْبَرَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الْأَوَّلِ وَهُوَ مُبِيرٌ".
7521 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَلَفْظُهُ قَالَ أَبُو الصِّدِّيقِ: "لَمَّا ظَفَرَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَهُ وَمَثَّلَ بِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ- وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ- فَقَالَتْ: كَيْفَ تَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ وَقَدْ قَتَلْتَ ابْنِي؟! فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي حَرَمِ اللَّهِ فَقَتَلْتُهُ مُلْحِدًا عَاصِيًا حَتَّى أَذَاقَهُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ. فَقَالَتْ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتَهُ صَوَّامًا قَوَّامًا بَرًّا بِوَالِدَيْهِ حَافِظًا لِهَذَا الدِّينِ، وَلَئِنْ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ لَقَدْ أَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ، وَلَقَدْ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ الْآخِرُ شَرٌّ مِنَ الْأَوَّلِ
وَهُوَ المُبير. وَمَا هُوَ إِلَّا أَنْتَ يَا حَجَّاجُ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَدَقْتِ، أَنَا الْمُبِيرُ أُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ".
7522 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا، مِنْهُمْ مُسَيْلِمَةُ وَالْعَنْسِيُّ وَالْمُخْتَارُ، وَشَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو حَنِيفَةَ، وَثَقِيفٌ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ
7523 -
وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ أَبْغَضَ الْأَحْيَاءِ- أَوِ النَّاسُ- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بَنُو أُمَيَّةَ، وَثَقِيفٌ، وَبَنُو حَنِيفَةَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
7524 -
وَعَنْ سَلَّامَةَ بِنْتِ الْحُرِّ- رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فِي ثَقِيفٍ مُبِيرٌ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
43-
بَابٌ فِي ذَمِّ الْحَكَمِ بْنِ أبي العاص وبنيه
فيه حديث عمرو بن مرة، وتقدم في الأدب في باب الاستئذان.
7525 / 1 - وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى قال:"كنت بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَمَرْوَانُ يَشْتُمُ الْحُسَيْنَ، وَالْحَسَنُ يَنْهَى الْحُسَيْنَ، إِذْ غَضِبَ مَرْوَانُ، فَقَالَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ. فَغَضِبَ الْحَسَنُ، وَقَالَ: أَقُلْتَ: أَهْلُ بِيتٍ مَلْعُونُونَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو يَعْلَى.
7525 / 2 - وَفِي رواية لهما، عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ:"كُنْتُ يَوْمَا مَعَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَسَبَّهُمَا مَرْوَانُ سَبًّا قَبِيحًا، حَتَّى قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ أَهْلُ بَيتٍ مَلْعُونُونَ. فَقَالَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ- أَوْ أَحَدُهُمَا-: وَاللَّهِ وَاللَّهِ ثُمَّ وَاللَّهِ، لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ الْحَكَمِ. فَسَكَتَ مَرْوَانُ".
7526 / 1 - وَعَنْ عمير بن إسحاق قال: "كَانَ مَرْوَانُ أَمِيرًا عَلَيْنَا سِنِينَ، فَكَانَ يَسُبُّ عَلِيًّا رضي الله عنه كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عُزِلَ مَرْوَانُ، وَاسْتُعْمِلَ سَعِيدُ بْنُ العاصي سِنِينَ، فَكَانَ لَا يَسُبُّهُ، ثُمَّ عُزِلَ سَعِيدٌ، وَأُعِيدَ مَرْوَانُ، فَكَانَ يَسُبُّهُ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ مَرْوَانُ؟ فَلَا يرد شيئًا، فكان يجيء يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيَدْخُلَ حُجْرَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَكُونُ فِيهَا، فَإِذَا قُضِيَتِ الْخُطْبَةُ دَخَلَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ مَرْوَانُ حَتَّى أَهْدَى لَهُ فِي بَيْتِهِ، فَإِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَهُ إِذْ قِيلَ لَهُ: فُلَانٌ عَلَى الْبَابِ. فَأَذِنَ له، فدخل فقال: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ سُلْطَانٍ، وَجِئْتُكَ بِعَزْمَةٍ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ. فَقَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وبك وَبِكَ، وَمَا وَجَدْتُ مَثَلُكَ إِلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ يقال لها: من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس. فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: وَاللَّهِ لَا أمحو عنك شيئًا مما قلت بأني أسبك، وَلَكِنْ مَوْعِدِي وَمَوْعِدُكَ اللَّهَ، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا يَأْجُرُكَ اللَّهُ بِصِدْقِكَ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَاللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً، قَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلِي مَثَلُ الْبَغْلَةِ، ثُمَّ خَرَجَ فَلَقِيَ الْحُسَيْنَ فِي الْحُجْرَةِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: قَدْ أُرْسِلْتُ بِرِسَالَةٍ وَقَدْ أَبْلَغْتُهَا، قَالَ: وَاللَّهِ لَتُخْبِرُنِّي بِهَا أو لآمرن بِكَ أَنْ تُضْرَبَ حَتَّى لَا تَدْرِي مَتَى يُرْفَعُ عَنْكَ الضَّرْبُ، فَلَمَّا رَآهُ الْحَسَنُ قَالَ: أَرْسِلْهُ. قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: قَدْ حَلَفْتُ: قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وبك وَبِكَ، وَمَا وَجَدْتُ مَثَلُكَ إِلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ يقال لها: من أبوه؟ فَتَقُولُ: أُمِّيَ الْفَرَسُ. فَقَالَ الْحُسَيْنُ: أَكَلْتَ بَظَرَ أُمِّكَ إِنْ لَمْ تُبَلِّغْهُ عَنِّي مَا أَقُولُ لَهُ، قُلْ لَهُ: بِكَ وَبِأَبِيكَ وَبِقَوْمِكَ، وَآيَةُ ما بيني وبينك أن تمسك منكبيك مَنْ لَعَنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7526 / 2 - وَفِي رواية له
…
فذكر نحوه، وقال في حديثه: "قد كرم اللَّهُ جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلُهُ مَثَلَ الْبَغْلَةِ. قَالَ: فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَاسْتَقْبَلَهُ الْحُسَيْنُ وَكَانَ لَا يتعرج عن شيء يريده. وقال: فَقَالَ الْحُسَيْنُ: إِنِّي قَدْ حَلَفْتُ. قَالَ الْحَسَنُ: فَأَخْبِرْهُ فَإِنَّهُ إِذَا لَجَّ فِي شَيْءٍ لَجَّ وقال: فاشتد عَلَى مَرْوَانَ قَوْلُهُ جِدًّا- يَعْنِي قَوْلَهُ: أَنْ تمسك منكبيك
…
" إِلَى آخِرِهِ.
7527 / 1 - وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَكَمَ وَمَا يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ مُرْسَلًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7527 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرٍ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: "وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ، لَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فُلَانًا وَمَا وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ".
7528 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَقَدْ ذَهَبَ عَمْرٌو يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيَلْحَقَنِي، قَالَ- وَنَحْنُ عِنْدَهُ-: لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ. فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ وَجِلًا أَتَشَوَّفُ أنظر داخلا وخارجًا حتى دخل".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ الصحيح.
ومعنى الْحَدِيثِ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ الدَّاخِلَ غَيْرُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَلِهَذَا سَكَنَ وَجَلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُفَسَّرًا فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَزَادَ: "حَتَّى دَخَلَ فُلَانٌ- يَعْنِي: الْحَكَمَ". وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ.
7529 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ، فَأَصْبَحَ كَالْمُتَغَيِّظِ وَقَالَ: مَا لِي رَأَيْتُ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي
نَزْوَ الْقِرَدَةِ! قَالَ: فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِء- صلى الله عليه وسلم -ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7530 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا بَلَغَ بَنُو الْحَكَمِ ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دغلا، وعباد الله خولا، وماله اللَّهِ دُوَلًا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7531 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه أنه قَالَ: "إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِي ثَلَاثِينَ كان دين الله دغلا، وَمَالُ اللَّهِ دُوَلًا، وَعِبَادُ اللَّهِ خَوَلًا".
رَوَاهُ أبو يعلى بسند صحيح.
44-
باب ما جاء في وهب وغيلان
7532 / 1 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلَانِ: أَحَدُهُمَا وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ، وَالْآخَرُ غَيْلَانُ فِتْنَةٌ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الشَّيْطَانِ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ، وَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
7532 / 2 - وَأَبُو يَعْلَى الموصلي بِلَفْظٍ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلَانِ: رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: وَهْبٌ يَهَبُ (اللَّهُ) لَهُ الْحِكْمَةَ، وَرَجُلٌ يقال له: غيلان هو أضر على أمتي من إبليس".
45-
بَابُ مَا جَاءَ فِي يَزِيدَ وَبَنِي أُمَيَّةَ ورعل وذكوان
فيه حديث سعيد بن المسيب وتقدم في العقيقة
7533 -
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَثْلُمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ: يَزِيدُ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ.
7534 -
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ وَآفَةُ هَذَا الدِّينِ بَنُو أُمَيَّةَ". رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ.
7535 -
وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ غَزَا الْمُسْلِمُونَ فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، وَأَبُو ذَرٍّ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ، فَاسْتَعَانَ الرَّجُلُ بِأَبِي ذَرٍّ عَلَى يَزِيدَ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ، فَتَلَكَّأَ- ثَلَاثَ مِرَارٍ- قَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يبدل سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ. ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ فَلَحِقَهُ يَزِيدُ، فَقَالَ: أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ، أَنَا هُوَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا. وَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى وَتَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ من صارت إليه جَارِيَةٌ.
7536 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (ليرعفن جبار من جبابرة بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا. قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ رَعَفَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حتى سالم الدَّمُ عَلَى الدَّرَجِ- دَرَجِ الْمِنْبَرِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ أَيْضًا مَنْ لَمْ يسم، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وفيه أيضًا راو لم يُسم وتقدم حديث عمرو بن حزم فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ سُؤَالِ الْإِمَامِ عَنِ الرَّعِيَّةِ.
7537 -
وَعَنِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ- رضي الله عنهما قَالَ لِأَبِي الْأَعْوَرِ: "وَيْحَكَ، أَلَمْ يَلْعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَعْلًا وَذَكْوَانَ وَعَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ؟! ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
46-
بَابٌ فِي الْمُنَافِقِينَ
7538 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: "قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكُونُ عِنْدَكَ عَلَى حَالٍ فَإِذَا فَارَقْنَاكَ كُنَّا عَلَى غَيْرِهِ. قَالَ: كَيْفَ أَنْتَمْ وَرَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ رَبُّنَا فِي السِّرِّ وَالَعَلَانِيَةِ. قَالَ: لَيْسَ ذَاكُمُ النِّفَاقَ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7539 / 1 - وَعَنْ جَابِرٍ- رضي الله عنه قَالَ: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فهاجت ريح تكاد تدفن الراكب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بعثت هَذِهِ الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنَافِقٍ. فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُنَافِقِينَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ ضعيف.
7539 / 2 - وأبو يعلى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، ثَنَا أَبُو الزُّبَيرِ عَنْ جَابِرٍ: "أَنَّهُمْ غَزَوْا فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى وَقَعَتِ الرِّحَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَذِهِ لِمَوتِ مُنَافِقٍ
…
" فَذَكَرَهُ.
7540 -
وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رضي الله عنه قَالَ:"الْمُنَافِقُونَ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قال: إنهم كانوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخْفُونَهُ وَهُمُ الْيَوْمَ يُظْهِرُونَهُ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7541 -
وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -خُطْبَةً فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فِيكُمْ مُنَافِقِينَ، فَمَنْ سَمَّيْتُ فَلْيَقُمْ. ثُمَّ قَالَ: قُمْ يَا فلان، قُمْ يَا فُلَانُ، قُمْ يَا فُلَانُ- حَتَّى سَمَّى سِتَّةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا- ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فِيكُمْ- أَوْ مِنْكُمْ- فَاتَّقُوا اللَّهَ. قَالَ: فَمَرَّ عُمَرُ عَلَى رَجُلٍ مِمَّنْ سَمَّى مُقَنَّعٍ قَدْ كان يعرفه، قال: ما لك؟ قالت: فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بُعْدًا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7542 / 1 - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ- رضي الله عنهما فَقَالَ: يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالًا. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَمْ يَرَنِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ. فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَقِيَ عُمَرَ- رضي الله عنه فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: بِاللَّهِ مِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَتْ: لَا، وَلَنْ أُبَرِّئَ أَحَدًا بَعْدَكَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7542 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَصْحَابِيَ مَنْ لَا أَرَاهُ وَلَا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَدًا. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ قَالَ: فَأَتَاهَا يَشْتَدُّ- أَوْ يُسْرِعُ، شَكَّ شَاذَانُ - فَقَالَ: أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَتْ: لَا وَلَا أُبَرِّئُ بَعْدَكَ أَحَدًا أَبَدًا".
47-
بَابٌ فِي صِفَةِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ
7543 -
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -خَرَجَ لَيْلَةً فَنَظَرَ إِلَى أفق السماء فقال: ماذا فتحت مِنَ الْخَزَائِنِ، وَمَاذَا وَقَعَ مِنَ الْفِتَنِ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الْحُجَرِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7544 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروٍ- رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ كأشباه الرحال، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٍ، لَوْ كَانَ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ خَدَمَتْهُنَّ نِسَاؤُكُمْ كَمَا خَدَمَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
48-
بَابُ جواز ترك النهي عن المنكر لمن لا يطيقه وليس للمؤمن أن يذل نفسه
7545 -
عن المعلى بْنِ زِيَادٍ قَالَ: "لَمَّا هَزَمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ أَهْلَ الْبَصْرَةِ قَالَ الْمُعَلَّى: خَشِيتُ أَنْ أَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، فَأُوجَدُ فِيهَا فَأُعْرَفُ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ فِي مَنْزِلِهِ،
فدخلت عليه، فقلت له: يا أباسعيد، كَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ- عز وجل؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قلت: قول الله- عز وجل: {كانوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كانوا يفعلون} قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ الْقَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ، فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الْكَلَامِ. قُلْتُ: يَا أباسعيد، فهل تعرف لمتكلم فَضْلًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ الْمُعَلَّى: ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَنْ يَذْكُرَ تَعْظِيمَ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبْعِدُ مِنْ رِزْقٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَ الْحَسَنُ بِحَدِيثٍ آخَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ. قِيلَ: وَمَا إِذْلَالُهُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لما لا يطيق. قيل: يا أباسعيد، فيزيد الضبي في كلامه فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ. قَالَ الْمُعَلَّى: فَقُمْتُ من مجلس الحسن فأتيت يزيد الضبي فقلت: يا أبامودود، بينما أنا والحسن نتذاكر إذ نصبت أَمْرَكَ نَصْبًا، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ. قَالَ: قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: فَمَا قَالَ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ. قَالَ يَزِيدُ: مَا نَدِمْتُ عَلَى مَقَالَتْي، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أَخْطِرُ فِيهِ بِنَفْسِي. قَالَ يَزِيدُ: فَأَتَيْتُ الحسن، فقلت: يا أباسعيد على كل شيء نغلب فنغلب عَلَى صَلَاتِنَا؟ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا، إِنَّكَ تُعَرِّضُ بِنَفْسِكَ لَهُمْ. ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ لِيَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، قَالَ: فَقُمْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ يَخْطُبُ فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، الصَّلَاةَ. قَالَ: فلما قلت ذلك احتوشتني الرجالي يتعاوروني، فأخذوا بلحيتي ورأسي وَتَلْبِيبَتِي وَجَعَلُوا يَجِئُّونَ بَطْنِي بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ وَمَضَوْا بِي نَحْوَ الْمَقْصُورَةِ، قَالَ: فَدَخَلْتُ فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيِ الْحَكَمِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟ أو ما كُنَّا فِي صَلَاةٍ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، هَلْ مِنْ كَلَامٍ أَفْضَلَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَشَرَ مُصْحَفًا يَقْرَؤُهُ غُدْوَةً إِلَى اللَّيْلِ أَكَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلَاتَهُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُكَ مَجْنُونًا. قَالَ: وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِهِ سَاكِتٌ، فَقُلْتُ: يا أنس، يا أباحمزة، أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَحِبْتَهُ، أَبِمَعْرُوفٍ قُلْتُ أَمْ بِمُنْكَرٍ؟ أَبِحَقٍّ قُلْتُ أَمْ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: فَلَا وَاللَّهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ، قَالَ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ: يَا أَنَسُ. قَالَ: لَبَّيْكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ. قَالَ: أَكَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَدْ ذَهَبَ؟ - وكان من الشمس بقية- قال: بل بقي بقية. فقال الحكم: احْبِسُوهُ. قَالَ يَزِيدُ: فَأُقْسِمُ لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ- يَعْنِي لِلْمُعَلَّى- لَمَا لَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِي كان
أَشَدَّ عَلَيَّ مِمَّا لَقِيتُ مِنَ الْحَكَمِ. قَالَ بعضهم: مرائي. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَجْنُونٌ. قَالَ: وَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ إلي يوم الجمعة وأنا أخطب فقال: الصلاة. وَقَدْ شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ عِنْدِي أَنَّهُ مَجْنُونٌ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ: إِنْ كَانَ شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ، وَإِلَّا فَاقْطَعْ يديه ورجليه واسمر عينيه واصلبه. قالت: فَشَهِدُوا عِنْدَ الْحَكَمِ أَنِّي مَجْنُونٌ فَخَلَّى عَنِّي.
قال المعلى، عن يَزِيدَ الضَّبِّيُّ: مَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْنَا جِنَازَتَهُ فصلينا عليه، فلما دفن تنحيت لا عِصَابَةٍ فَذَكَرْنَا اللَّهَ وَذَكَرْنَا مَعَادَنَا، فَإِنَّا كَذَلِكَ إِذْ رَأَيْنَا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ وَالْحِرَابَ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابِي تَفَرَّقُوا وَتَرَكُونِي وَحْدِي، فَجَاءَ الْحَكَمُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، مَاتَ صَاحِبٌ لَنَا فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ، وَقَعَدْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا وَنَذَكُرُ مَعَادَنَا وَنَذْكُرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ. قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفِرَّ كَمَا فَرُّوا؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأمير، أنا أبرأ ساحة من ذلك (أو من الْأَمِيرِ أَفِرُّ) قَالَ: فَسَكَتَ الْحَكَمُ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ - وَكَانَ عَلَى شُرَطَتِهِ- أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا المتكلم يوم الجمعة. قال: فغضب الحكم، وقال: أما إنك لجريء خذاه. قال: فأخذت فضربني أربعمائة سَوْطٍ، فَمَا دَرَيْتُ حِينَ تَرَكَنِي مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَنِي، قَالَ: وَبَعَثَنِي إِلَى وَاسِطَ فَكُنْتُ فِي دِيمَاسِ الْحَجَّاجِ حَتَّى مَاتَ الْحَجَّاجُ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَالْحَارِثُ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ مَنْ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ.
49-
بَابُ مَا يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ فَسَادٍ وَخَسْفٍ وَقَذْفٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
فِيهِ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَتَقَدَّمَ فِي الْحُدُودِ فِي بَابِ الرَّجْمِ، وَحَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَتَقَدَّمَ كُلُّ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْإِمَارَةِ، وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتَقَدَّمَ فِي الْمَنَاقِبِ فِي بَابِ فَضْلِ هذه الأمة.
7546 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "يَبِيتُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى طُعْمٍ وَشُرْبٍ وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ، فَيُصْبِحُونَ قَدْ مُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، وَلَيُصِيبَنَّهُمْ خَسْفٌ وَقَذْفٌ، حَتَّى يُصْبِحَ النَّاسُ فَيَقُولُونَ: خُسِفَ اللَّيْلَةَ بِدَارِ بَنِي فُلَانٍ خَوَاصَّ، وَلَيُرْسَلَنَّ عَلَيْهِمْ صَاحِبُ حِجَارَةٍ مِنَ السَّمَاءِ، كَمَا أُرْسِلَتْ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ قَبَائِلَ مِنْهَا، وَعَلَى دُورٍ، وليرسلن عَلَيْهِمُ الرِّيحُ الْعَقِيمُ الَّتِي أَهْلَكَتْ عَادًا وَعَلَى قَبَائِلَ فِيهَا، وَعَلَى دُورٍ، بِشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَقَطِيعَتِهِمُ الرَّحِمَ. وخصلة نَسِيَهَا جَعْفَرٌ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ على المسند وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، وهو ضعيف.
7547 -
وعن أبي عَطَاءٍ قَالَ: "قَالَ لِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ- رضي الله عنه: يَا أَبَا عَطَاءٍ، كَيْفَ تَصْنَعُونَ إِذَا فَرَّتْ مِنْكُمْ عُلَمَاؤُكُمْ وَقُرَّاؤُكُمْ وَكَانُوا في رءوس الجبال منح الْوُحُوشِ؟ قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: خَشْيَةَ أَنْ تَقْتُلُوهُمْ. قَالَ: قُلْتُ: نَقْتُلُهُمْ وَكِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِنَا؟! قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا أباعطاء، أو لم يؤت التوراة اليهود فتركوها وضلوا عنها؟ أو لم يؤت النصارى الإنجيل فتركوه وضلوا عنه. وإنما هي فتن يتبع بَعْضَهُمْ بَعْضًا، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ شَيء إِلَّا سَيَكُونُ فِيكُمْ مِثْلُهُ. قَالَ دَاوُدُ- يَعْنِي ابْنُ أَبِي هِنْدَ- فَتَرَكْتُهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يا أبا منيب، إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيهِمْ مَسْخُ قِرَدَةٍ. فَقَالَ: حدثني أبو عَطَاءٌ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ شَيء إِلَّا سَيَكُونُ فِيكُمْ مِثْلُهُ، لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى تُمْسَخَ طَوَائِفُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
7548 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "يُمْسَخُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمُسْلِمِينَ هم؟ قال: نعم يشهدون أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَيَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ. قِيلَ فَمَا بَالُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: اتَّخَذُوا الْمَعَازِفَ وَالْقَيْنَاتِ وَالدُّفُوفَ وشربوا هذه الأشربة، فباتوا عَلَى شَرَابِهِمْ وَلَهْوِهِمْ، فَأَصْبَحُوا وَقَدْ مُسِخُوا".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
7548 / 2 - وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ ومسخ وقذف".
7549 -
وَعَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"والذي نفسي بيده، لا تفنئ هَذِهِ الْأُمَّةُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَرْأَةِ فَيَفْتَرِشَهَا فِي الطَّرِيقِ فَيَكُونُ خِيَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ: لَوْ وَارَيْتَهَا وَرَاءَ هَذَا الْحَائِطِ".
رَوَاهُ مسمدد موقوفًا، ورواه أبو يعلى مرفوعًا، وَرُوَاتُهُمَا ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ، وَتَقَدَّمَ فِي الْأَشْرِبَةِ فِي بَابِ الْمَعَازِفِ.
7550 -
وَعَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةَ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ- رضي الله عنهما قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "يَا هَؤُلَاءِ، إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ".
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7551 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "إِنَّ شِرَارَ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ وَنَبَتَتْ عَلَيْهَا أَجْسَادُهُمْ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الْأَفْرِيقِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7552 -
وَعَنْ حُذَيْفَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتُمْ فِي نُبُوَّةٍ وَرَحْمَةٍ، وَسَتَكُونُ خلافة ورحمة، ويكون كذا وكذا ويكون مُلْكًا عَضُوضًا، يَشْرَبُونَ الْخُمُورَ، وَيَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ، وَمَعَ ذَلِكَ يُنْصَرُونَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو دَاوُدَ الطيالسي بسند صحيح، وتقدم في كتاب الإمارة في باب من يملك من هذه الأمة.
7553 -
وَعَنْ صُحَارِ بْنِ صَخْرٍ الْعَبْدِيِّ- رضي الله عنه قال: قالت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ مِنْ بَنِي فُلَانٍ. فَعَلِمْتُ أَنَّ بَنِي فُلَانٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَأَنَّ الْعَجَمَ تُنْسَبُ إِلَى قُرَاهَا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7554 -
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَالْبَلَايَا". -.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَمِنْ طَرِيقِهِ أبو داود في سننه دون قوله:" والبلايا".
7555 -
وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: "خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَإِذَا ابْنُهُ يُعَاقَبُ عُقُوبَةً شَدِيدَةً، فَقَعَدْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -مَغْمُومًا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ عُقُوبَتِهِ، فَقَالَ: مَا لِيَ أَرَاكَ مَغْمُومًا؟ فَقُلْتُ: كُنْتُ عِنْدَ هَذَا الرَّجُلِ فَرَأَيْتُهُ يُعَاقِبُ ابْنَهُ عُقُوبَةً شَدِيدَةً. فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ السَّيفُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
7556 -
وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ. قِيلَ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا ظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ وَاسْتُحِلَّتِ الْخُمُورُ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7557 -
وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ- رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمٌ يمسون فِيهِ، يَتَسَاءَلُونَ فِيهِ بِمَنْ خُسِفَ اللَّيْلَةَ، كَمَا يتساءلون أهل المؤتى: مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلَانٍ، وَمَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلَانٍ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7558 -
و (عن) يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ حَدَّثَهُ:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذكر خَسْفًا يَكُونُ بِالْمَشْرِقِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُخْسَفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ؟! قَالَ: نَعَمْ إِذَا كان أكثر عملهم الخبيث".
رواه الحارث عن داود بن المحبر أيضًا.
7559 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَرَجْفٌ وَقَذْفٌ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7560 -
وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّنْ مُسِخَ أَيَكُونُ لَهُ نَسْلٌ؟ قَالَ: مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ فَكَانَ لَهُ نَسلٌ ولا عقب".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7561 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَنَسُ، إن المسلمين سيمصرون أمصارًا يكون فيها مصرون يقال له: البصيرة، فإن أنت أتيتها فسكنت فيها فاجتنب مسجدها وسوقها وفيضها- قال: وأحسبه قال: عليك بِضَوَاحِيهَا- فَسَيَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَمَسْخٌ. قَالَ أَنَسٌ: فمن ها هنا سَكَنْتُ الْقَصْرَ- يَعْنِي: قَصْرَ أَنَسٍ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
7562 -
وَعَنْ نَافِعٍ"أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامُ وَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا تَقْرَأَنَّ عليه السلام مِنِّي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ- أَوْ قَذْفٌ وَمَسْخٌ- وَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7563 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قَالَ: "سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَهِيَ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يَلْعَنَ قَومًا قَطُّ فَمَسَخَهُمْ فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حَتَّى يُهْلِكَهُمْ، وَلَكِنْ هَذَا خَلْقٌ كَانَ، فَلَمَّا غَضِبَ اللَّهُ عَلَى الْيَهُودِ مَسَخَهُمْ فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7564 -
وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ وهو يسترجع قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَكُونُ مَصْرَعُهُمْ وَاحِدٌ وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى؟ قَالَ: إِنَّ مِنْهُمْ من يكره فيجيء مكرهاً".
وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٌ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَسَيَأْتِي فِي المهدي.
7565 -
وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ- رضي الله عنه"أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَسَمِعُوا غِنَاءً فَتَشَرَّفُوا لَهُ فَقَامَ رجل فاستمع ذلك قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ- فَأَتَاهُمْ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ يَتَغَنَّيَانِ، يُجِيبُ أَحَدُهُمَا الْآخَرُ وَهُوَ يَقُولُ:
لَا يَزَالُ حَوَارِيُّ تَلُوحُ عِظَامُهُ زَوَى الْحَرْبَ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: فَقِيلَ: فُلَانٌ وَفُلَانٌ. قَالَ: فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرْكِسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، وَدُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
50-
بَابُ النَّهْيِ عَنِ اسْتِعْجَالِ الْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا وَمَا جَاءَ فِي خَرَابِ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَالْمَدِينَةِ الْمُشَرَّفَةِ عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ
7566 -
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَعْجَلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا، فَإِنَّكُمْ إِلَّا تَفْعَلُوا أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ مَنْ إِذَا قَالَ سُدِّدَ- أو وفق- وإنكم إن عجلتم تشتتت بكم الطرق ها هنا وها هنا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَتَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ فِي باب حسن السؤال.
7567 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "يُبَايَعُ لرجل أن الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يُعَمَّرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ في صحيحه ومن طريق الْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْحَجِّ مَعَ أَحَادِيثَ أُخَرَ.
7568 -
وعن مَيْمُونَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرَجَ الدِّينُ، وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ، وَاخْتَلَفَ الْأَخَوَانِ، وَحُرِقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَن.
7569 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ أَحْسَنَ ما كانت حتى يجيء الكلب فيشغر عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، أَوْ عَلَى عُودٍ مِنْ أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لِلطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسم.
51-
بَابُ مَا جَاءَ فِي عَدَدِ الْفِتَنِ وَشِدَّةِ الزَّمَانِ
7570 -
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رضي الله عنه قَالَ: "جَعَلَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسَ فِتَنٍ: فِتْنَةً خَاصَّةً، ثُمَّ فِتْنَةً عَامَّةً، ثُمَّ فتنة خاص ثُمَّ فِتْنَةً عَامَّةً، ثُمَّ تَجِيء فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ مظلمة تصير الناس فيها كالبهائم".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7571 -
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً، فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً على الدين فلا تأخذوا، وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَخَافَةُ وَالْفَقْرُ، ألا وإن رحى الإيمان دائرة وإن رحى الإسلام دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ يَدُورُ، أَلَا وَإِنَّ السُّلْطَانَ وَالْكِتَابَ سَيَفْتَرِقَانِ، أَلَا فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ قَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عيسى ابن مريم، حُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، وَنُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللَّهِ خَيرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدمشقي، وهو ضعيف، ورواه أحمد ابن مَنِيعٍ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَلَفْظُهُمَا وَاحِدٌ.
7572 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا الْمَالُ إِلَّا إِفَاضَةً، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ والحاكم.
52-
باب في قوم يأكلون بألسنهم كما تأكل البقر وفيمن بد بعد هجرة وَمَا جَاءَ فِي الْأَمْثَالِ
7573 -
عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ حاجتي كلامًا مما يحدث الناس ويوصلون، فَلَمْ يَكُنْ يَسْمَعُهُ مِنِّي، ثُمَّ طَلَبْتُ حَاجَتِي، قَالَ: فَرَغْتَ مِنْ حَاجَتِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ما كانت حاجتك منك أبعد، ولا كنت فيك
أزهد مُنْذُ سَمِعْتُ كَلَامَكَ هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا مِنَ الْأَرْضِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وتقدم في أول كتاب المواعظ.
7574 -
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَدَا بَعْدَ هِجْرَةٍ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- إِلَّا فِي فِتْنَةٍ، فَإِنَّ الْبُدُوَّ خَيْرٌ مِنَ الْمُقَامِ فِي الْفِتْنَةِ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.
7575 -
وَعَنْ حُذَيْفَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمثالا: وَاحِدَةً وَثَلَاثَةً وَخَمْسَةً وَسَبْعَةً وَتِسْعَةً وَأَحَدَ عَشَرَ وَفَسَّرَ لَنَا وَاحِدَةً وَسَكَتَ عَنْ سَائِرِهَا فَقَالَ: إِنَّ قومًا كانوا أهل أضعف ومسكنة قاتلوا قومًا أهل حيلة وَعَدَاءٍ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ، فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ فَأَسْخَطُوا رَبَّهُمْ عَلَيْهِمْ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
53-
بَابُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُعْبَدَ الْأَوْثَانُ وَحَتَّى يَرِثَ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ وَحَتَّى لَا يُعْرَفَ مَعْرُوفٌ وَلَا يُنْكَرُ مُنْكَرٌ
7576 / 1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -قال: "لا تقوم الساعة حتى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي إِلَى أَوْثَانٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ- عز وجل".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ مَطِيرٍ وهو ضعيف.
7576 / 2 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَفْظُهُ:"لَا تَقُومَ الساعة حتى تعبد العرب ما كانت تعبد آباؤها مائة وخمسين عامًا".
7577 -
وعن حُذَيْفَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (لا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثُ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
7578 -
وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ"سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيَّ أَيَّامَ ابْنِ الْأَشْعَثِ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: يا أهل الشَّامِ، أَبْشِرُوا فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: يكون قَوْمٌ مِنْ آخِرِ أُمَّتِي يُعْطَوْنَ مِنَ الْأَجْرِ مثل ما يعطى أولهم، يقاتلودن أَهْلَ الْفِتَنِ، يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ وَأَنْتُمْ هُمْ. فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَخْطَأَتِ اسْتُكَ الْحُفْرَةَ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْهُ بِهِ.
7579 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ- عز وجل شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَيَبْقَى عَجَاجٌ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا.
54-
بَابٌ فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَأَمَارَتِهَا
7580 -
عَنْ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: "كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ يَسْأَلُ عَنِ الْحَوْضِ- حَوْضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وكان يُكذِّب به بعد ما سَأَلَ أَبَا بَرْزَةَ وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ: إِنِّي أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ فِيهِ شِفَاءُ هَذَا، إِنَّ أَبَاكَ بَعَثَ مَعِيَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِمَالٍ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَأَمْلَاهُ عَلَيَّ وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي فَلَمْ أَزِدْ
حَرْفًا وَلَمْ أَنْتَقِصْ، حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قال: إن الله- تبارك وتعالى يُبْغِضُ الْفَاحِشَ وَالْمُتَفَحِّشِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ، وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، حَتَّى يُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ. قال: وإن موعدكم حوضي، عرضه وطوله واحد كما بين أَيْلَةَ وَمَكَّةَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، فِيهِ أَبَارِيقُ مِثْلُ الْكَوَاكِبِ، شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الْفِضَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: لَمْ أَسْمَعُ فِي الْحَوْضِ بِحَدِيثٍ أَثْبَتَ مِنْ هَذَا. فَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَأَمْسَكَهَا عنده وَصَدَّقَ بِهِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ.
7581 -
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سِتٌّ مِنْ أشراط الساعة: موت نبيكم، وفتح بيت المقدس، وأن يعطى الرَّجُلُ أَلْفَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا، وِفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَرْبُهَا بَيْتَ كُلِّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَمَوْتٌ يَأْخُذُ النَّاسَ كقعاص الغنم، وأن تغدر الروم فيسيرون بثمانين بَنْدًا تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فيه النهاس بن قهم، وهو ضعيف.
ولَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7582 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْفُحْشُ والشح، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، وتظهر ثياب منها كأفواح السحر يلبسها نساء كاسيات عاريات، تعلو التحوت الوعول. كذلك يا عبد الله بن مسعود سمعت حبيبي صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الكعبة. قلنا: وما التحوت والوعول؟ قال: فسول
الرجال أهل البيوتات الْغَامِضَةِ يُرْفَعُونَ قَبْلَ صَالِحِهِمْ وَأَهْلُ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7582 / 2 - وَالْحَاكِمُ وَلَفْظُهُ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالْبُخْلُ وَيُخَوَّنَ الأمين ويؤتمن الخائن ويهلك الوعول، ويظهر التُّحُوتِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوُعُولُ، وَمَا التُّحُوتُ؟ قَالَ: قَالَ: الْوُعُولُ وُجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ، وَالتُّحُوتُ الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ".
وقال الْحَاكِمُ: هَذَا الْحَدِيثُ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ لَمْ يُنسبوا إلى نوع من الجرح.
55-
بَابٌ مِنْهُ
7583 -
عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: "خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه مِنْ دَارِهِ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ، فَرَكَعْنَا، ثُمَّ مَشَيْنَا حَتَّى اتَّصَلْنَا بِالصَّفِ، فَمَرَّ رَجُلٌ فقال: السلام عليك يا أباعبد الرَّحْمَنِ. فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. فلما قضينا الصلاة قلنا: يا أباعبد الرَّحْمَنِ، كَأَنَّهُ رَاعَكَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ، قَالَ: أَجَلْ كان يقال: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَأَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَأَنْ يَتَّجِرَ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ جَمِيعًا، وَأَنْ تَغْلُوَا مهور النساء والخيل، ثُمَّ تَرْخَصَ وَلَا تَغْلُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وأحمد ابن مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَبُو يَعْلَى الموصلي وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
7584 -
وعن أبي خيرة عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ- يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بُعِثْتُ في نَسَمِ السَّاعَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: - يَعْنِي فِي نَفَسِ السَّاعَةِ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.
7584 / 2 - وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفَسِ السَّاعَةِ"
7585 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتْبَعَ الرَّجُلَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ امْرَأَةً كُلٌّ تَقُولُ: انْكِحْنِي انْكِحْنِي".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
7586 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ. قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ لَيَكُونَنَّ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ.
7587 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَتُمْطِرَنَّ مَطَرًا لَا يُكَنُّ مِنْهُ بُيُوتَ الْمَدَرِ، وَلَا يُكَنُّ مِنْهُ إِلَّا بُيُوتُ الشَّعْرِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.
7587 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَلَفْظُهُ:"لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا لَا يُكَنُّ مِنْهَا بُيُوتُ الْمَدَرِ، وَلَا يُكَنُّ مِنْهَا إِلَّا بُيُوتُ الشَّعْرِ".
7588 -
وَعَنَ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ قَالَ: "سَأَلْتُ سَعِيدًا: مَا عَلامَةُ هَلَاكِ النَّاسِ؟ قَالَ: إِذَا هَلَكَ عُلَمَاؤُهُمْ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُوسَى، عَنْهُ.
7589 -
وَعَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ ظَهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ، وَسُوءُ الْخُلُقِ، وَسُوءُ الْجُوَارِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7590 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرًا عَامًّا وَلَا تَنْبُتُ الْأَرْضُ شَيْئًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الإسنا د.
7591 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَرِبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كالساعة، والساعة كاحتراق السَّعْفَةِ- أَوِ الْخُوصَةِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ.
7592 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلَا تَنْبُتَ الْأَرْضُ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ بِالرَّجُلِ فَيَأْخُذُهَا فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: لَقَدْ كَانَ لِهَذِهِ مَرَّةً رَجُلٌ. ذَكَرَهُ حَمَّادٌ هَكَذَا، وَقَدْ ذَكَرَهُ حَمَّادٌ أَيْضًا، عَنْ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -لَا يشك، وقد قال أيضا: عن ثابت، عن النبيء- صلى الله عليه وسلم فِيمَا أَحْسَبُ".
رَوَاهُ أبو يعلى بسند صحيح.
56-
باب فتح القسطنطينية وَمَا جَاءَ فِي الزَّلْزَلَةِ وَطُلُوعِ كَوْكَبِ الذَّنَبِ
4593 / 1 - عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ:"هَاجَتْ رِيحٌ حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى أَلَا: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتِ الساعة؟ قال: وكان عبد الله مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقَسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، وَقَالَ: عدوٌ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ. وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ. قُلْتُ: الرُّومُ تَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَيَكُونُ عِنْدَ ذَلِكَ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَيَشْرِطَ الْمُسْلِمُونَ شُرَطَةً للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَبْقَى هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، قَالَ: وَتَفْنَى الشُّرَطَةُ، ثُمَّ يَشْرِطُ المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُونَ فَيَبْقَى هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ غَيْرَ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرَطَةُ، ثُمَّ يَشْرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرَطَةً لَا تَرْجِعَ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُونَ فَيَبْقَى هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلً غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرَطَةُ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهِدَ إِلَيْهِمْ جُنْدُ أَهْلِ الشَّامِ، فَجَعَلَ اللَّهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ فيقتلون مَقْتَلَةً- إِمَّا قَالَ: لَا يُرَى مِثْلَهَا، أَوْ قال: لم ير مِثْلَهَا- حَتَّى إِنَّ الطَّيْرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ مَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا، فَيَتَعَّادُّ بَنُو الْأَبِّ كَانُوا مِائَةً فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بناس هم أكبر مِنْ ذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ: أَنَّ الدَّجَّالَ قد خلف في ذراريهم. فرفضوا مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ- أَوْ قَالَ: هُمْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَرَوَاةُ أَسَانِيدِهِمْ ثِقَاتٌ إِلَّا أُسَيْدَ بْنَ جَابِرٍ؟ فَإِنِّي لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ الْبَتَّةَ.
7593 / 2 - وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ وَهُوَ ضَعِيفٌ قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ قَالَ:"هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ يَسْعَى إلى ابن مسعود ما له هجيرى إلّا ابْنَ مَسْعُودٍ: جَاءَتِ السَّاعَةُ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَتِهِمْ وَلَا يُقَسَمَ مِيرَاثٌ، يَجْمَعُ الرُّومُ لَكُمْ وَتَجْمَعُونَ لَهُمْ، حَتَّى إِنَّ الرُّبُعَ مِنَ الْحَيِّ لَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الرُّومِ فَيَقْتُلُونَهُمْ، حَتَّى يَدْخُلُونَ جَوْفَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَيَمْلَئُونَ أَيْدِيَهُمْ مِنَ الْغَنَائِمِ، فَيَأْتِيَهُمْ مِنْ خَلْفِهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ: خَلَفَكُمُ الدَّجَّالُ مَنْ بَعْدِكُمْ. فَيُقْبِلُونَ رَاجِعِينَ عَوْدَهُمْ عَلَى بَدْئِهِمْ حَتَّى إِذَا دَنَوْا بَعَثُوا اثْنَيْ عَشَرَ فَارِسًا طَلِيعَةً، حَتَّى إِذَا نَظَرُوا إِلَى الدَّجَّالِ، قَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي إِلَى مَا نَرْجِعُ أَوْ مَاذَا نُخْبِرُ. فَيَحْمِلُونَ جَمِيعًا فَيُقْتَلُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.: أَفْضَلُ شُهَدَاءَ أهريقت دماؤهم في الأرض لو شئت أدت أُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانِ خُيُولِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ فَعَلْتُ".
7594 -
وَعَنْ أبِي قُبَيْلٍ الْمَعَافِرِيِّ قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما فسئل: أي المدينتين تفتح أولا، القسطنطينية أو رومية؟ قال: فدعا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِصُنْدُوقٍ لَهُ حِلَقٌ فأخرج منه كتابًا فجعل يقرؤه، قال: بينا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلُ، الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَا بَلْ مَدِينَةُ ابْنِ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
7595 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ- ريهما اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ. قَالَ: فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَنِي فَحَدَّثْتُهُ، فَغَزَا القسحطنطينية".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7596 -
وعن جبير بن نفير قال: "سمعت أباثعلبة الْخُشَنِيَّ- رضي الله عنه وَهُوَ يَقُولُ بِالْفُسْطَاطِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ- وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَغْزَى النَّاسِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ-: وَاللَّهِ لَا تُعْجِزُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ. فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ".
رواه الحارث بن أبي أُسَامَةَ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْهُ:"لَنْ يَعْجَزَ اللَّهُ أَنْ يُؤَخِّرَ هَذِهِ الْأُمَّةَ نصفه يَوْمٍ فَقَطْ".
7597 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنه قال: لم أنم الليلة. قال: طَلَعَ كَوْكَبُ الذَّنَبِ فَخَشِيتُ أَنَّ الدَّجَّالَ أَوِ الدُّخَانَ قَدْ طَرَقَ، قَالَ: وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ صَغِيرًا، سَلُونِي عَنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَسَلُونِي عَنْ سُورَةِ يُوسُفَ- عليه الصلاة والسلام".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.
7598 -
وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: "زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّا كُنَّا نَرَى الْآيَاتِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن بركات وأنتم ترونها تخويفًا.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ الصحيح.
57-
بَابٌ فِي خُرُوجِ الدَّابَّةِ
7599 -
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أسيد أبي سريحة الْغِفَارِيِّ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "يَكُونُ لِلدَّابَّةِ ثَلَاثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ: تَخْرُجُ أَوَّلَ خَرْجَةٍ بِأَقْصَى الْيَمَنِ، فَيَفْشُو ذِكْرُهَا بِالْبَادِيَةِ وَلَا يَدْخُلُ ذِكْرُهَا القرية- يعني مكة- ثم تمكث زَمَانًا طَوِيلًا، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى دُوْنَ ذلك، فيعلو ذكرها الْبَادِيَةِ، وَيَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ- يَعْنِي مَكَّةَ- قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم بينا الناس في أعظم المساجد حرمة وَأَحَبَّهَا إِلَى اللَّهِ وَأَكْرَمَهَا عَلَى اللَّهِ-
تعالى- المسجد الحرام لم ترعهم إِلَّا وَهِيَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ تَدْنُو- أَوْ تَرْبُو- بَيْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ وَبَيْنَ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ يَمِينِ الْخَارِجِ فِي وَسَطٍ مِنْ ذَلِكَ، فَيَرْفِضُ النَّاسُ عَنْهَا شَتَّى وَمَعًا، وَثَبَتَ لَهَا عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ يعجزوا الله فخرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب، فبدت بِهِمْ فَجَلَتْ عَنْ وُجُوهِهِمْ حَتَّى تَرَكَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوَاكِبُ الدُّرِّيَّةُ، ثُمَّ وَلَّتْ فِي الْأَرْضِ لَا يُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَلَا يُعْجِزُهَا هَارِبٌ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلَاةِ، فَتَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِهِ فَتَقُولُ: أَيْ فُلَانُ، الْآنَ تُصَلِّي؟! فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فتسمه في وجهه، ثم تذهب فيتجاوز النَّاسُ فِي دِيَارِهِمْ وَيَصْطَحِبُونَ فِي أَسْفَارِهِمْ وَيَشْتَرِكُونَ فِي الْأَمْوَالِ، يُعْرَفَ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ، حَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ لَيَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ اقْضِ حَقِّي. وَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: يَا كَافِرُ، اقْضِ حَقِّي".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَالْحَاكِمُ وَاللَّفْظُ لَهُ وَقَالَ: هذا حديث صحيح الإسناد وهو أبين حديث فِي ذِكْرِ دَابَّةِ الْأَرْضِ. قُلْتُ: بَلْ فِي إسناديهما طلحة بن عمرو الحضرمي، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7600 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: "أَلَا أُرِيكُمُ الْمَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -إِنَّ دَابَّةَ الْأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْهُ؟ فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الشَّقَّ الَّذِي فِي الصَّفَا فَقَالَ: وَإِنَّهَا ذَاتُ رِيشٍ وَزَغَبٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا حَضَرُ الْفَرَسِ الجواد ثلاثة أيام وثلاث ليالي، وإنها لتمر عَلَيْهِمْ، وَإِنَّهُمْ لَيَفِرُّونَ مِنْهَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَتَقُولُ لهم: أترون المساجد تنجيكم مني فتخطمهم. فيتشاجرون في الأسواق ويقولون: يا كافر، يا مؤمن".
رواه أبو يعلى.
58-
بَابٌ فِي طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
فِيهِ حديث عبد الله بن مسعود، وسيأتي في أول كِتَابِ الْجَنَّةِ.
7601 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "لَا تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَتَى وُلِدْتَ؟ فَيَقُولُ: يَوْمَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَفِي سَنَدِهِ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ.
7602 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "إِنَّهُ سَيَأْتِي لَيْلَةٌ مِثْلُ ثَلَاثِ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ، فَإِذَا كانت عرفها المتهجدون يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ، ثُمَّ يَقُومُ، فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ، ثُمَّ يَقُومُ، فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، يَقُولُونَ: مَا هَذَا؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قَدْ طلعت من ها هنا- مِنْ مَغْرِبِهَا- فَتَجِيء حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ رَجَعَتْ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمانها خيًرا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَفِي سَنَدِهِ سُلَيْمَانُ بن زيد أبو إدام، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
59-
بَابٌ فِي الْكَذَّابِينَ وَالدَّجَّالِينَ الَّذِينَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَتَقَدَّمَا فِي آخِرِ كِتَابِ الْجُمُعَةِ، وحديث سمرة بن جندب وتقدم في الكسوف في باب الجهر.
7603 / 1 - وَعَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانٍ قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رضي الله عنهما فَجَعَلَ رَجُلٌ يُحَدِّثُهُ عَنِ الْمُخْتَارِ وَكَذِبِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَئِنْ كَانَ مَا تَقُولُ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إن بين يدي الساعة ثلاثون كَذَّابًا دَجَّالًا. قَالَ: فَبَكَتْ صَفِيَّةُ ابْنَةُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَنْ هَذِهِ الَّتِي تَبْكِي؟ قَالُوا: هَذِهِ أُخْتُهُ. قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهَا أُخْتُهُ مَا حَدَّثْتُكَ مِنْ حَدِيثِهِ بِشَيْءٍ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7603 / 2 - وَأَبُو يَعْلَى الموصلي وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا بِسَنَدٍ فِيهِ الْأَفْرِيقِيُّ قَالَ: "سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا عِنْدَهُ عن أمتعة النساء وَقَالَ: مَا كُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زانين وَلَا مُسَافِحِينَ. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم يقول: لَيَكُونَنَّ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ وَثَلَاثُونَ كَذَّابًا أَوْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ".
7604 -
وَعَنْ أَبِي الْجَلَّاسِ قَالَ: "سَمِعْتُ عَلِيًّا- رضي الله عنه يقوله لعبد الله بن السبائي: ويلك والله ما أفضى إليَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بشيء كَتَمَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا. وَإِنَّكَ لَأَحَدُهُمْ".
(رَوَاهُ) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَنْهُ أَبُو يعلى الموصلي.
7605 / 1 - وعن حذيفة- رصْي اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بين يدي السَّاعَةِ كَذَّابِينَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7605 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ وَدَجَّالُونَ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ، مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّيِّنَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي"..
7606 -
وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: "كَتَبْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ- رضي الله عنه مَعَ غلامي نافع
أخبرني بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ إِلَيَّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَشِيَّةَ رَجْمِ الْأَسْلَمِيِّ يَقُولُ: لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونُ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلَّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: عُصَيْبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كسرى وآل كسرى. وسمعته يقوله: إن بين أيدي السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِذَا أَعْطَى اللَّهُ- عز وجل أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وأهل بيته. وسمعته يقوله: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى.
7607 -
وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَبْعُونَ كَذَّابًا".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7608 -
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يقول: "إن بين يدي الساعة كذابين، مِنْهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ صَنْعَاءَ الْعَنْسِيُّ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْيَرَ، وَمِنْهُمْ الدَّجَّالُ وَهُوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً. فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِي: يَقُولُ: هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
7609 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ نَيِّفٌ وسبعون دجالا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7610 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَدَيْهِ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، وَهُمَا كَذَّابَا أُمَّتِي صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَصَاحِبُ الْيَمَنِ، وَلَنْ يَضُرَّا أُمَّتِي شَيْئًا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَغَيْرُهُمَا.
60-
بَابٌ فِي تَتَابُعِ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ
7611 / 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "الْآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سلك فَيَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7611 / 2 - وَالْحَاكِمُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَلَفْظُهُ: "الْآيَاتُ خَرَزٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ، يُقْطَعُ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا. قَالَ خَالِدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ: كُنَّا نَأْذَنُ بِالصَّبَاحِ، وَهُنَاكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَهُنَاكَ امْرَأةٌ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ فَسَمِعَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: ذَاكَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. فقالت: أكذاك يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو تَجِدُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكِتَابِ؟ قَالَ: لَا أَجِدُهُ بِاسْمِهِ، وَلَكِنْ أَجِدُ رَجُلًا مِنْ شَجَرَةِ مُعَاوِيَةَ، يَسْفِكُ الدِّمَاءَ، ويستحل الأموال، وينتقض هذا البيت جرًا حجرًا، فإن كان ذاك وأنا حمب، وَإِلَّا فَاذْكُرِينِي قَالَ: وَكَانَ مَنْزِلُهَا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَأَتِ الْبَيْتَ يُنْقَضُ؟ قَالَتْ: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، قَدْ كَانَ حَدَّثَنَا بِهَذَا".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حديث أنس رواه الحاكم حديث أبي هريرة.
وصححه، وابن حبان في صحيحه
61-
بَابٌ فِيمَا يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ تَكْلِيمِ السِّبَاعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
7612 -
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قال: "بينا راعي يرعى بالحرة إذ عرض ذئب لشاة فَأَخَذَهَا، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، وَقَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ، تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ الرَّاعِي: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ ذِئْبٌ يُقْعِي عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي بِكَلَامِ الْإِنْسِ؟! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُنَبِّئُكَ بِمَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا؟ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَثْرِبَ يُحَدِّثُ الناس بأنباء ماقد سَبَقَ، فَأَقْبَلَ الرَّاعِي بِغَنِمِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: أَخْبِرْهُمْ بِمَا رَأَيْتُ. فَأَخْبَرَهُمُ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكَلَّمَ السباع، ويكلم الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَتُخْبِرَهُ فَخْذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْهُ: "والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
…
" إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ، وقالت: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَتَقَدَّمَ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي بَابِ إِخْبَارِ الذِّئْبِ بِنُبُوَّتِهِ. 62- بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَهْدِيِّ
7613 / 1 - عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ قال: "جاورت أباسعيد الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِ سِنِينَ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ، تُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَيُعْطَى المال صحاحًا تنعم الأمة، وتكثر الماشية، ويجيش سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ".
7613 / 2 - وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسُكَّانُ الْأَرْضِ، ويَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الصِّحَاحُ؟ قَالَ: بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَمْلَأُ اللَّهُ- عز وجل قُلُوبَ أمة محمد صلى الله عليه وسلم -غنى وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ، حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي: مَنْ له في المال؟ فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ، فَيَقُولُ: أنا. فيقول له: ائت المنادي، فتقول: إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعَطِيَنِي مَالًا. فَيَقُولُ لَهُ: احْثُهُ. فَيُحْثِي فِي حِجْرِهِ حَتَّى إِذَا حرزه وَضَمَّهُ قَالَ: يَنْدَمُ. قَالَ: فَيَقُولُ: كُنْتُ أَجْشَعَ أَمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَفْسًا أَوَ أَعْجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ، فَيَنْدَمُ فَيَرُدُّهُ، فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّا لَا نَقْبَلُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ، فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعًا أَوْ ثمانيًا أوتسع سِنِينَ، ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ- أَوْ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهَ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7613 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، فَإِنْ طَالَ عُمُرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمُرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا".
7613 / 4 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْلَأَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي- أَوْ قَالَ: مِنْ عِتْرَتِي- فَيَمْلَؤُهَا قِسْطَا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا".
7613 / 5 - وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي يَعْلَى: "يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ وَلَا يَعُدُّهُ".
7613 / 6 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ: "لَيَقُومَنَّ عَلَى أُمَّتِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أقْنى أَجْلَى، يُوسِعُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا وُسِعَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا يَمْلِكُ سَبْعَ سنين.
7613 / 7 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ: وَلَفْظُهُ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَنْزَلُ بِأُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ بَلَاءٌ شَدِيدٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ لَمْ يسمع بلاء أشد منه، حتى تضيق عنهم الْأَرْضُ الرَّحْبَةُ، وَحَتَّى تُمْلَأَ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، لَا يَجِدُ الْمُؤْمِنُ مَلْجَأَ يَلْتَجِئُ إِلَيْهِ مِنَ الظُّلْمِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ- عز وجل رَجُلًا مِنْ عِتْرَتِي، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، لَا تَدَّخِرُ الْأَرْضُ مِنْ بَذْرِهَا شَيْئًا إلا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئًا إِلَّا صَبَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا، يَعِيشُ فِيهِمْ سبع أو ثمان أو تسع يتمنى الْأَحْيَاءُ الْأَمْوَاتَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ- عز وجل بأهل الأرض من خيره".
وله طرق أخر في الحاكم، ورواه أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ بِاخْتِصَارٍ.
7614 -
وَعَنْ أَبِي يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَحْرٍ أَنَّ أَبَا الْجَلْدِ حَدَّثَهُ وَحَلَفَ عَلَيْهِ:"أَنَّهُ لَا تَهْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ حَتَّى يَكُونَ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً،، كُلُّهُمْ يَعْمَلُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، مِنْهُمْ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَعِيشُ أَحَدُهُمَا أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَالْآخَرُ ثلاثين سنة، ولكن يَكُونُ خُلَفَاءُ بَعْدَهُمْ لَيْسُوا مِنْهُمْ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى، عَنْهُ بِهِ.
7615 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزمان، وَظُهُورٍ مِنَ الزَّمَانِ يُقَالُ لَهُ: السَّفَّاحُ، يَكُونُ عَطَاؤُهُ حَثْيًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كِلَاهُمَا بِسَنَدٍ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7616 -
وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ- رضي الله عنه قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَتُمْلَأَنَّ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا؟ فَإِذَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، بَعَثَ اللَّهُ- عز وجل رَجُلًا مني
اسْمُهُ اسْمِي، أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ، يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا، فَلَا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، وَالْأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا، فَيَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً، فَإِنْ كَثُرَ فِتِسْعَةً- يَعْنِي سِنِينَ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَالْبَزَّارُ وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ، قَالَ الْبَزَّارُ: وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
7617 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجَلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَيَضْرِبَهُمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى الْحَقِّ. قَالَ: قُلْتُ: وَكَمْ يَمْلِكُ؟ قال: خمس واثنتين. قال: قلت: ما خمس واثنتين؟ قَالَ: لَا أَدْرِي".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ.
7618 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"تَجِيء رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ المشرق، وتخوض الخيل الدماء إلى ثنتها يُظْهِرُونَ الْعَدْلَ وَيَطْلُبُونَ الْعَدْلَ، فَلَا يُعْطَوْنَهُ فَيَظْهَرُونَ، فَيُطْلَبُ مِنْهُمُ الْعَدْلَ فَلَا يُعْطُونَهُ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ مُطَوَّلًا وَبِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
7619 -
وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي إِذِ
احْتَفَزَ جَالِسًا وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ، قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَسْتَرْجِعُ؟! قالت: لِجَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ يؤمون البيت لرجل يمنعه اللَّهُ مِنْهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى. قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى؟ قَالَ: إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ، إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ، إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى ابْنِ جُدْعَانَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7620 -
وَعَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -مِثْلَهُ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ورواته ثقات.
7621 -
وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ اخْتَلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ من قريش من أهل المدينة إلى مكة فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُهُمْ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِ جَيْشًا مِنَ الشَّامِ، فَإِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ، فَإِذَا بَلَغَ النَّاسَ ذَلِكَ، أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ، وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ، وَيَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، أَخْوَالُهُ مِنْ كَلْبٍ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بعثًا- أو قال: جيشًا فيهم مؤمنهم وَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، فَيَقْسِمُ بَيْنَ النَّاسِ فِيهِمْ، وَيَعْمَلُ فيهم بسنة نبيهم أو، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ يَمْكُثُ سَبْعَ سِنِينَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
63-
بَابُ مَا يَكُونُ مِنَ الْفِتَنِ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ الطَّوِيلُ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي الدَّجَّالِ.
7622 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، يَخْرُجُ خِيَارُ الْأَرْضِ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ- عليه الصلاة والسلام وَيَبْقَى فِي الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم أنفس اللَّهِ- عز وجل وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نشأ قرن- ثلاث مرار- ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْه: "يَخْرُجُ نَاسٌ
…
" إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَقِيَّتِهِ.
7623 / 1 - وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ- رضي الله عنها قَالَتْ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: إذا كان قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا ثَلَاثَ سِنِينَ، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، فَإِذَا كَانَتِ الثَّانِيَةُ حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا، وَحَبَسَتِ الْأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، فَإِذَا كَانَتِ السَّنَةُ الثَّالِثَةُ، حَبَسَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كَلَّهُ وَحَبَسِتِ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ، وَلَا يَبْقَى ذُو خُفٍّ وَلَا ظِلْفٍ إِلَّا هَلَكَ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ إِبِلَكَ ضِخَامًا ضُرُوعُهَا، عِظَامًا أَسْنِمَتُهَا تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ فَيَتْبَعُهُ، وَيَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ تَعْرِفُ مِنْ أَهْلِكَ أَتَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُوَرِهِمْ فَيَتْبَعُهُ. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمْ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا ذَكَرْتَ مِنَ الدَّجَّالِ، وَاللَّهِ إِنَّ أَمَةُ أَهْلِي لتعجن عجينها فما يبلغ حَتَّى تَكَادَ كَبِدِي تَتَفَتَّتُ مِنَ الْجُوعِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يخرج بَعْدِي فَاللَّهُ- تبارك وتعالى خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مسلم".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَاللَّفْظُ لَهُ وَالْحُمَيْدِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة وأحمد ابن حنبل وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
7623 / 2 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ:"قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُجْزِئُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: يُجْزِئُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ مايجزئ الْمَلَائِكَةَ: التَّسْبِيحُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّحْمِيدُ".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، وَسَيَأْتِي فِي الْبَابِ بَعْدَهُ.
7624 -
وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعُ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصادق، ويصدق فيها الكاذب أو يؤتمن فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ".
وَقَالَ الْبَزَّارُ: الامرؤالتافه يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ،
7625 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَوَادِعَةً يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ"
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (رَوَاهُ) ابن أبي شيبة وعنه ابن ماجه ضَعِيفٍ.
64-
بَابٌ فِيمَا يَكُونُ مِنَ الْجَهْدِ بَيْنَ يَدَيِ الدَّجَّالِ وَمَا جَاءَ فِيمَنْ نَجَا مِنْ ثَلَاثٍ فَقَدْ نَجَا
فِيهِ حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْمَذْكُورُ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.
7626 -
وَعَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ذَكَرَ جَهْدًا شَدِيدًا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الدَّجَّالِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ يَوْمَئِذٍ الْعَرَبُ؟ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الْعَرَبَ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ. قُلْتُ: مَا يُجْزِئُ الْمُؤْمِنَ يومئذ من الطعام؟ قال: التسبيح والتهليل والتكير. قُلْتُ: فَأَيُّ الْمَالِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ؟ قَالَ: غُلَامٌ يَسْقِي أَهْلَهُ مِنَ الْمَاءِ، أَمَّا الطَّعَامُ فَلَا طَعَامَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
7627 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ نَجَا مِنْهُنَّ فَقَدْ نَجَا- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-: مَوْتِي، وَالدَّجَّالُ، وَقَتْلُ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ. قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّيْثِ وابن لهيعة: من هذا الخليفة؟ قال: عُثْمَانُ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
".
65-
بَابُ مَا يَقُولُهُ مَنْ رَأَى الدَّجَّالَ
7628 / 1 - عَنْ أبي قلابة، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمُ الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ وَرَائِهِ حَبْكًا حَبْكًا، وَإِنَّهُ يَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَمَنْ قَالَ: كَذَبْتَ، لَسْتَ بِرَبِّنَا، وَلَكِنْ رَبُّنَا اللَّهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكَ، فَلَا سَبِيلَ لَهُ عَلَيْهِ. قال ابن علية: الحبك الجعودة".
رواه أحمد بن منيع، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ،
7628 / 2 - وَكَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"إِنَّ رَأْسَ الدَّجَّالِ مِنْ وَرَائِهِ حَبْكٌ حَبْكٌ، فَمَنْ قَالَ: أَنْتَ رَبِّي. افْتَتَنَ، وَمَنْ قَالَ: كَذَبْتَ، رَبِّيَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ. فَلَا يَضُرُّهُ- أَوْ قَالَ: فَلَا فِتْنَةَ عَلَيْهِ".
7628 / 3 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: "رَأَيْتُ رَجُلًا بِالْمَدِينَةِ قَدْ أَطَافَ الناس به ويَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ بَعْدَكُمُ الْكَذَّابَ الْمُضِلَّ، وَإِنَّ رَأْسَهُ مِنْ بَعْدِهِ حَبْكٌ حَبْكٌ حَبْكٌ، وَإِنَّهُ سَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ لَسْتَ بِرَبِّنَا، لَكِنَّ رَبَّنَا اللَّهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكَ؟ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ".
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَلِهِشَامِ بْنِ عَامِرٍ حَدِيثٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي الدَّجَّالِ غَيْرَ هَذَا. وَلَهُ شَاهِدٌ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ صِفَةِ الدجال من حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ:"إِنَّ مَنْ قَرَأَ فَوَاتِحَ سورة الكهف كان عليه بردًا وسلامًا".
7628 / 4 - وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا: "مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ فِتْنَةِ الدجال".
66-
باب مِنْ أَيْنَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ وَمَا جَاءَ فِي نُزُولِهِ خَوْزَ وَكَرْمَانَ
7629 -
عَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: "دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ وَأَنَا فِيكُمْ كفيتكموه، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ، فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبُوَابٍ على كل نقب منها ملكان، فيخرج إليه شِرَارُ أَهْلِهَا حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ مَدِينَةَ فِلَسْطِينَ بِبَابِ لُدٍّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً: حَتَّى يَأْتِيَ بَابَ فِلَسْطِينَ، فَيَنْزِلُ عيسى ابن مريم فَيَقْتُلُهُ، وَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَدْلًا، وَحَكَمًا مُقْسِطًا".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وسيأتي من حديث سفينة أن هلاكه يكون عند عقبة أفيق.
7630 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ الدَّجَّالَ إِذَا خَرَجَ يَخْرُجُ مِنْ نَحْوِ المشرق، فتكثر جُنُودُهُ وَمَسَالِحُهُ، فَلَا يَخْلُصُ إِلَيْهِ إِلَّا مَنْ قال: أنا وافد. فيجيء رجل فيقولن: أَنَا وَافِدٌ. فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ قَالَ: ابْنَ آدَمَ، أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ قَالَ: لَا أَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ الدَّجَّالُ. قَالَ: فَإِنِّي قَاتِلُكَ. قَالَ: وَإِنْ قَتَلْتَنِي. قَالَ: فَيَأْخُذُ الْمِنْشَارَ فَيَضَعُهُ بين ثنته فيشقه شقتين، ثُمَّ يَقُولُ: لِمَنْ حَوْلَهُ كَيْفَ تَرَوْنَ إِذَا أنا أحييته؟ قالوا: فذاك حين نستيقن أنك ربنا. قال: فيحييه، قال: فيقولن له: ابْنَ آدَمَ زَعَمْتَ أَنِّي لَسْتُ بِرَبِّكَ. قَالَ: مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي فِيكَ الْآنَ. قَالَ: إِنِّي ذَابِحُكَ. قَالَ: وَإِنْ ذَبَحْتَنِي. قالت: فَيُرِيدُ ذَبْحَهُ فَلَا يَسْتَطِيعَ أَنْ يَذْبَحَهُ، فَيَقُولُ من تحته: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَلْتَذْبَحَنِّي. قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يرتاب في جُنُودُهُ وَيَنْزِلُ عيسى ابن مريم- عليه السلام فَإِذَا رَآهُ وَوَجَدَ رِيحَهُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرُّصَاصُ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7630 / 2 - وَالْحَاكِمُ مَرْفُوعًا وَصَحَّحَهُ وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قال:"يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ هَا هُنَا أَوْ هَا هُنَا أَوْ مِنْ هَا هُنَا بَلْ يَخْرُجُ مِنْ هَا هُنَا- يَعْنِي: مِنَ الْمَشْرِقِ".
7631 -
وَعَنِ العريان بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"دَخَلْتُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْنَا: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَقَالَ بعضنا له: يا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّا نُحَدَّثُ عَنْكَ أَحَادِيثَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَهْلِ الْعِرَاقِ تَأْخُذُونَ الْأَحَادِيثَ مِنْ أَسَافِلِهَا؟ وَلَا تَأْخُذُونَهَا مِنْ أَعَالِيهَا. وَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فقال: إن بأرضكم أرضا يقال له: كُوثَا ذَاتَ سِبَاخٍ وَنَخْلٍ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فإنه يخرج منها".
رواه مسدد.
7632 -
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانَ يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
7633 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَيْهِمُ التيجان.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7634 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "لَيَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ
بِخَوْزَ وَكَرْمَانَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل وأبو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق.
67-
باب مَا جَاءَ فِي ابْنِ صَيَّادٍ
7635 -
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: "ابْنُ صَيَّادٍ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ أَعْوَرَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7636 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: "لَقِيتُ ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمَا وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَإِذَا عينه طَفِئَتْ، وَكَانَتْ خَارِجَةً مِثْلَ عَيْنِ الْجَمَلِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهَا قُلْتُ: ابْنُ صَيَّادٍ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ، مَتَى طُفِئَتْ عَيْنُكَ؟ فَمَسَحَهَا، وَقَالَ: لَا أَدْرِي وَالرَّحْمَنِ. فَقُلْتُ: كَذَبْتَ لَا تَدْرِي وَهِي فِي رَأْسِكَ. فَزَعَمَ لِيَ الْيَهُودِيُّ أَنِّي ضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى صَدْرِهِ، وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ. قَالَ: أَجَلْ لَا أَعْدُو قَدَرِيَ. قَالَ: وَذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ، فَقَالَتْ: اجْتَنِبْ هَذَا الرَّجُلَ؟ فَإِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الدَّجَّالَ لَيَخْرُجُ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا".
رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَرَوَى مُسْلِمُ فِي صَحِيحِهِ مِنْهُ: "إِنَّ الدَّجَّالَ لَيَخْرُجُ
…
" إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ.
7637 / 1 - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رضي الله عنهما قَالَ: "أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ابْنَ صَيَّادٍ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَقَالَ له: أتشهد أني رسول الله؟ فقال له ابْنُ صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي
رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اخْسَأْ بَلْ أَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكْ. قَالَ: إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خِبْئًا. قَالَ: الدُّخْ".
رَواهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7637 / 2 - وَكَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ وَلَدَتْ غُلَامًا مَمْسُوحَةً عَيْنُهُ طَالِعَةً نَاتِئَةً، فَأَشْفَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَكُونَ الدَّجَّالَ، فَوَجَدَهُ تَحْتَ قَطِيفَةٍ يُهَمْهِمُ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ فَاخْرُجْ إِلَيْهِ. فَخَرَجَ مِنَ الْقَطِيفَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تركته لبين! ثم قال- صلى الله عليه وسلم: يَا ابْنَ صَيَّادٍ، مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى حَقًّا وَأَرَى بَاطِلًا وأرى عرشًا على الماء. قال: فلبس. فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ أَتَى مَرَّةً أُخْرَى، فَوَجَدَهُ فِي نَخْلٍ يَهُمْهِمْ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جاء. فقال رسول الله: مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبِينَ. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَطْمَعُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا فَيَعْلَمَ أَهُوَ هُوَ أَمْ لَا؟ قَالَ: يَا ابْنَ صَيَّادٍ، مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى حَقًّا وَأَرَى بَاطِلًا وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَلُبِّسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ أَتَى فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ- رضي الله عنهما فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ: فَبَادَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِينَا وَرَجَا أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا فَسَبَقَتْهُ أُمُّهُ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبِينَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ صَيَّادٍ، مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى حَقًّا وَأَرَى بَاطِلًا وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ: أتشهد أني رسول الله؟ قال: تشهد أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. فَلُبِّسَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا ابْنَ صَيَّادٍ، إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خِبْئًا فَمَا هُوَ؟ قَالَ: الدُّخُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اخْسَأِ، اخْسَأْ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ يَكُنْ هُوَ فَلَسْتَ صَاحِبَهُ، إِنَّمَا صَاحِبُهُ عيسى ابن مريم، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَقْتُلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -مستيقنًا أثر الدجال"
وَلِجَابِرٍ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ فِيِ ابْنِ صَيَّادٍ غَيْرُ هَذَا.
7638 -
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"لَمَّا سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ّ بِابْنِ صَيَّادٍ، قَامَ إِلَيْهِ فِي أَصْحَابِهِ وَقَالَ لهم: إني أخبئ، له خبئًا، وإني أخبئ لَهُ سُورَةَ الدُّخَانِ. قَالَ: فَسَأَلَ عَنْهُ أُمَّهُ، فَقَالَتْ: هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَ: وَلَدَتْهُ أُمُّهُ أَعْوَرَ مَخْتُونًا. قَالَ: فَدُعِيَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَشْهَدُ أني رسول الله؟ فَقَالَ لَهُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ قوله، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خِبْئًا فَمَا هُوَ؟ قَالَ: دُخْ. فَقَالَ: اخْسَأْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انْظُرْ مَا تَرَى؟ قَالَ: أرى عصارًا، وَعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لُبِّسَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ- رضي الله عنه: أَلَا أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا، إِنْ يَكُنِ الدَّجَّالَ فَلَا تُسَلَّطَ عَلَى قَتْلِهِ، وَإِلَّا يَكُنِ الدَّجَّالَ فَلَا يَحِلُّ قَتْلُهُ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُرْسَلًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7639 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قال: "لَأَنْ أَحْلِفَ بِاللَّهِ تِسْعًا أَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ هُوَ الدَّجَّالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ، وَلَأَنْ أَحْلِفَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُتِلَ قَتْلًا أحبّ إليّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ- تَعَالَى- اتَّخَذَهُ خَلِيلًا وَجَعَلَهُ شَهِيدًا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
68-
بَابُ مَا جَاءَ فِي الدَّجَّالِ وَصِفَتِهِ وَفِتْنَتِهِ وَتَكْذِيبِهِ وَحِمَارِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
فِيهِ حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَتَقَدَّمَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ، وَحَدِيثُ الْفَلْتَانِ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ عَجَائِبِ الْمَخْلُوقَاتِ.
7640 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رضي الله عنه قَالَ: "ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ- فَقَالَ: إِحْدَى عَيْنَيْهِ كأنها زجاجة خضراء، وتعوذوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وله شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَتَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ فِي بَابِ الْإِشَارَةِ بِالْمِسْبَحَةِ.
7641 / 1 - وَعَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لم يكن نبي إلا وَقَدْ أَنْذَرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، أَلَا وَإِنَّهُ أَعْوَرُ عَيْنِ الشِّمَالِ، وَبِالْيُمْنَى ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ- يَعْنِي مَكْتُوبٌ: ك ف ر- يَخْرُجُ مَعَهُ وَادِيَانِ، أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ وَالْآخَرُ نَارٌ، فَنَارُهُ جنة وجنته نار، فيقول الدَّجَّالُ لِلنَّاسِ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ أُحْيِي وَأُمِيتُ؟ وَمَعَهُ نَبِيَّانِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ إِنِّي لَأَعْرِفُ اسْمَهُمَا وَاسْمَ آبائهما لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُمَا سَمَّيْتُهُمَا، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَيَقُولُ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ أحيي وَأُمِيتُ؟ فَيقُولُ أَحَدُهُمَا: كَذَبْتَ. فَلَا يَسْمَعُهُ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا صَاحِبُهُ، وَيَقُولُ الَاخر: صَدَقْتَ. فتسمعه النَّاسُ وَذَلِكَ فِتْنَةٌ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ، فَيَقُولُ: هَذِهِ قَرْيَةُ ذَاكَ الرَّجُلُ، فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ أَنْ يَدْخُلَهَا، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ فَيُهْلِكَهُ اللَّهُ- عز وجل عِنْدَ عَقَبَةِ أُفَيْقٍ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَكَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7641 / 2 - وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا وَقَدْ حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، هُوَ أَعْوَرُ الْيُسْرَى، بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، مَعَهُ وَادِيَانِ أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ وَالْآخَرُ نَارٌ، فَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَمَعَهُ ملكان يشبهان نبيين مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
أُحْيِي وَأُمِيتُ؟ فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ: كَذَبْتَ. مَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا صَاحِبُهُ، فيقول له: صدقت. فتسمعه النَّاسُ، فَيَظُنُّونَ إِنَّمَا يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ
…
" فَذَكَرَهُ.
7642 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ، جَعْدٌ، هِجَانٌ، أَقْمَرُ، كَأَنَّ رَأْسَهُ غُصْنُ شَجَرَةٍ، أَشْبَهُ النَّاسَ بِعَبْدِ الْعُزَّى بن قطن، فإن هلك الهُلَّك فإن رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرٍ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
7643 -
وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: "انْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول فِي الدَّجَّالِ، وَلَا تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِكَ وَإِنْ كُنْتَ فِي نَفْسِكَ ثَبْتًا فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فقال: أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ- ثَلَاثًا- فَإِنَّهُ جَعْدٌ، آدَمٌ، مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، تُمْطِرُ السَّمَاءُ وَلَا تَنْبُتُ الْأَرْضُ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، مَعَهُ جَبَلُ خُبْزٍ وَنَهْرَ مَاءٍ، يَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَبْلُغُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ، لَيْسَ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَالطُّورَ، يسلط على نفس واحدة يقتلها ثم يحييها ولا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا، أَلَا وَإِنَّهُ يَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَمَنْ شُبِّهَ عَلَيهِ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ- عز وجل لَيْسَ بِأَعْوَرَ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7644 -
وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ: "سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -حَدِيثًا فِي الدَّجَّالِ مَا سَمِعْتُ فيه حديثا أشرف منه: إنه يجيء عَلَى حِمَارٍ، يَأْتِي الرَّجُلُ عَلَى صُورَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ، إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى الْحَقِّ، إِنَّ أَمْرِي حَقٌّ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7645 / 1 - وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
" أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالَ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأعور، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلًا.
7645 / 2 - وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مَرْفُوعًا مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نَبِيٍّ إلا وقد أنذر أمته الدجال
…
" فذكره.
7646 -
وعن حذيفة- رضي الله عنه قال: "لو خرج الدجال لآمن به قوم".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
7647 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا يُحَدِّثُنَاهُ عَنِ الدَّجَّالِ فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ منذ ذرأ الله ذريته أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّا بَعْدَ نُوحٍ إِلَّا حَذَّرَهُ أُمَّتَهُ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ محلة بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي. ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ. يَقْرَؤُهُ كُلُّ مؤمن كاتب أو غير كاتب، وإدن مِنْ فِتْنَتِهِ: أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَبَعَثْتُ لَكَ أُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَعَلَى صُورَةِ أُمِّهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: يَا بُنَيَّ، اتْبَعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ. وَمِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ عَلَيْهَا وُسُومُهَا، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَتَنَاوَلَ الشَّمْسَ فيشقها، ويتناول الطير في الهواء وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ واحدة فينشرها بالمنشار حتى يلقيها، ثم يقوله: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي. ثُمَّ يَبْعَثُهُ اللَّهُ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ الدَّجَّالُ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّيَ الْآنَ، وَإِنَّ
مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَرْكَبَ حِمَارًا مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَأَنَّهُ يَصِيحُ ثَلَاثَ صَيْحَاتٍ يَسْمَعُهُنَّ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَأَنَّهُ لَا يَبْقَى سَهْلٌ إِلَّا وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ إِلَّا مَكَّةَ والمدينة، لا يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا إِلَّا لَقِيَتْهُ الملائكة صلتا بالسيوف فينزل عِنْدَ الضَّرِيبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبِخَةِ، فَتَرْجِفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَلَا يَبْقَى فِيهَا مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، تَنْفِي الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ مِنْهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، يُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُ الْخَلَاصِ. فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ ابْنَةُ أَبِي الْعَكِرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ النَّاسُ؟ قَالَ: هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وجلهم يومئذ بيت الْمَقْدِسِ، وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ بِهَا فَيُحَاصِرَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَاصِرُهُمْ إِذْ نَزَلَ عيسى ابن مريم- عليه الصلاة والسلام حِينَ يَدْخُلُ ذَاكَ الْإِمَامُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَرَفَهُ، فَيَرْجِعُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيُقَدِّمَ عيسى- عليه الصلاة والسلام فيضع يده بين كتفيه، ثُمَّ يقول: صَلَّ فَإِنَّمَا لك أقيمت فيصلي عيسى وَرَاءَهُ، فَإِذَا سَلَّمَ ذَلِكَ الْإِمَامُ، قَالَ عِيسَى: افْتَحُوا الْبَابَ، وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونُ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلَّى وَسَاجٍ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ وَلَّى هَارِبًا، يَقُولُ عِيسَى- عليه السلام: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُتْنِي، فَيُدْرِكُهُ عِيسَى عِنْدَ بَابِ لُدَّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ، وَيَهْزِمُ اللَّهُ يَهُودَهُ وَيُقْتَلُونَ أَشَدَّ الْقَتْلِ، فَلَا تَبْقَى دَابَّةٌ وَلَا شَجَرَةٌ وَلَا حَجَرٌ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ هُنَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ لَا يَنْطِقُ، وَيُقَالَ: إِنَّهُ مِنْ شَجَرِهِمْ، فَيَكُونُ عيسى ابن مريم فِي أُمَّتِهِ حَكَمًا عَدْلًا وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ، فَلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا عَلَى بَعِيرٍ، وَتُرْفَعُ الشحناء والتباغض، وينزع حُمَّةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَّةٍ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي الْحَنَشِ فَلَا يَضُرُّهُ، وَتَفِرُّ الْوَلِيدَةُ إِلَى الْأَسَدِ فَلَا يَضُرُّهَا، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الغنم كأنه كلبها، يملأ الْأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ، وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلَا يُعْبَدَ غَيْرُ اللَّهِ، وَتَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا، وَتَكُونَ الْأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبْتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقُطْفِ فَيُشْبِعَهُمْ، وَحَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ، وَيَكُونَ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ، وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُرْخِصُ الْفَرَسَ؟ قَالَ: لَا تُرْكَبُ لِحَرْبٍ أَبَدًا. قِيلَ: فَمَا يُغْلِي الثَّورَ؟ قَالَ: تُحْرَثُ الْأَرْضُ كُلُّهَا، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ
أَنَّهُ يَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ، فَلَا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّهُ يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمر فتمطره، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى قروح عَلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كانت وأسمنها وأمده خواصر وأدره ضُرُوعًا، وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً: سَنَةً كَنِصْفِ سَنَةٍ، وَسَنَةً كَثُلُثِ سَنَةٍ، وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ، فَيُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى يُمْسِي. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ: تَقْدِرُونَ فِيهَا الصَّلَاةَ كَمَا تَقْدِرُونَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطُّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ، وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِهِ سنوات شدادًا يُصِيبُ النَّاسَ مِنْهُمْ جُوعٌ شَدِيدٌ، يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ قَطْرِهَا، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ أن تحبس ثُلُثَ نَبْتِهَا، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثانية فتحبس ثلثي مطرها وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسَ ثُلُثَيْ نَبْتِهَا، وَيَأْمُرُ اللَّهُ- عز وجل السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ
الثَّالِثَةِ فَلَا تُمْطِرُ قَطْرَةً، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَلَا تُنْبِتَ خَضَرًا، فَلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ إِلَّا هَلَكَتْ. قِيلَ: يا رسول الله، فما يعيش الناسك إِذَا كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: التَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ والتكبير يجري ذلك عنهم مجزى الطَّعَامِ. فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ ثُمَّ يَقُولُ: وَمَا نَسِيتُ أَكْثَرَ، وَإِنَّ مِنْ فتنته أن معه جنة ونار، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِبَلْوَاهُ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ فَتَكُونُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا، وَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّهُ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تَقْطُرَ فَتَقْطُرَ، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا.
7648 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال: "الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ عَلَيْهَا ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7649 -
وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بن عمرو لِحُذَيْفَةَ- رضي الله عنهما: "أَلَا تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بَلَى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ مَعَ الدجال إذا خرج ماء أو نارًا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ، فَنَارٌ تَحْرِقُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ ماء بارد. فقال عُقْبَةُ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَحَدِيثُ حُذْيَفَةَ عِنْدَهُمْ وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ لِانْضِمَامِهِ مَعَ عُقْبَةَ.
7650 -
وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلَّا وَقَدْ وَصَفَ الدَّجَّالَ لِأُمَّتِهِ وَلَأَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ضَعِيفٍ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.
7651 / 1 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، أَلَا وَإِنَّهُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، أَلَا إِنِّي عَاهِدٌ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ إِلَى أُمَّتِهِ، أَلَا وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَانِبِ حَائِطٍ، أَلَا وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رجلان ينذران أهل القرى، كلما دخلا قرية أنذرا أهلها، فإذا خرجا منها دخل أول أصحاب الدجال، فيدخل الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الْأَرْضِ، فيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَأَنْطَلِقَنَّ فَلَأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ: إِنَّا لَا نَدَعَكَ تَأْتِيِهِ وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَفْتِنُكَ لَخَلَّيْنَا
سبيلك، ولكتا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتْبَعَهُ. فَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مِسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِهِ، أَخَذُوهُ فَسَأَلُوهُ: مَا شَأْنَهُ وَأَيْنَ يُرِيدُ؟ فَيَقُولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ؟ فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ أَنَّا أَخَذْنَا رَجُلًا يقوله كَذَا وَكَذَا. فَنَقْتُلُهُ أَمْ نَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ؟ فيقولن: أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ. فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الدَّجَّالُ الْكَذَّابُ الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ ذَلِكَ؟ لَتُطِيعَنِي فِيمَا آمُرُكَ بِهِ أَوْ لَأَشُقَّنَّكَ شِقَّيْنِ. فَيُنَادِي الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي النَّاسِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ. فَأَمَرَ بِهِ فَمُدَّ بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِحَدِيدَةٍ فَوُضِعَتْ عَلَى عجب ذنبه فشقه شقين، ثم قالت الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ هَذَا أَلَسْتُمْ تعلمون أني ربكم؟ فيقولون: نعم. فيأخذ عَصًا فَيَضْرِبُ إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدَ، فَاسْتَوَى قَائِمًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ صَدَّقُوهُ وَأَحَبُّوهُ وأيقنوا به أنه ربهم واتبعوه، فيقول الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ: أَلَا تُؤْمِنَ بِي؟ فَقَالَ: أَنَا الْآنَ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً. ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ مَنَ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ. فَقَالَ الدَّجَّالُ: لَتُطِيعَنِّي أَوْ لَأَذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَطِيعُكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَأَنْتَ الْكَذَّابُ. فَأَمَرَ بِهِ فَاضْطَجَعَ وَأَمَرَ بذبحه فلا يقدر عليه، لا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ وَهِيَ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي، وَأَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: كَانَ يَحْسَبُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ- رضي الله عنه قُلْتُ: فَكَيْفَ يَهْلِكُ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قُلْتُ: إِنَّ عيسى ابن مريم هُوَ يُهْلِكُهُ، قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يُهْلِكُهُ وَمَنْ مَعَهُ. قُلْتُ: فماذا يكون بعده؟ قالت: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -إِنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ مِنْ بَعْدِهِ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الْأَمْوَالَ. قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَبَعْدَ الدَّجَّالِ؟! قَالَ: نَعَمْ. فَيَمْكُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ أن يمكثوا ثم تفتح يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيُهْلِكُونَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلا مَنْ تَعَلَّقَ بِحِصْنٍ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: إِنَّمَا بَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ وَمَنْ فِي السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ فَخَرَّتْ عَلَيْهِمْ مُنْغَمِرَةً دَمًا، فَقَالُوا: قَدِ اسْتَرَحْتُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَبَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ، فَحَاصَرُوهُمْ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصْرُ وَالْبَلَاءُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَعْنَاقِهِمْ فَقَصَمَتْ أَعْنَاقَهُمْ، فَمَالَ بعضهم على بعض موتى، فقال رجل: قَتَلَهُمُ اللَّهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالُوا: إِنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا مُخَادَعَةً فَنَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فَيُهْلِكُونَا كَمَا أَهْلَكُوا إِخْوَانَنَا. فَقَالَ: افْتَحُوا لِيَ الْبَابَ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لا نفتح. فقالت: دَلُّونِي بِحَبْلٍ. فَلَمَّا نَزَلَ
وَجَدَهُمْ مَوْتَى، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ حُصُونِهِمْ. فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ: أَنَّ مَوَاشِيَهُمْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ حياة يقضمونها مَا يَجِدُونَ غَيْرَهَا، قَالَ: وَحَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُمُ الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ الْأَمْوَالَ. قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَبَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ؟! قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَبَيْنَمَا هُمْ فِي تِجَارَتِهِمْ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَفَزِعَ مَنْ فِي الْأَرْضِ حِينَ سَمِعُوا الدَّعْوَةَ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَفَزِعُوا فَزَعًا شَدِيدًا، ثُمَّ أَقْبَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى تِجَارَتِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ وَضَيَاعِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا نَادِيَةً أُخْرَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَى أَمْرُ اللَّهِ. فَانْطَلَقُوا نَحْوَ الدَّعْوَةِ الَّتِي سَمِعُوا، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَفِرُّ مِنْ غَنَمِهِ وَبَيْعِهِ، وذهلوا فِي مَوَاشِيهِمْ، وَعِنْدَ ذَلِكَ عُطِّلَتِ الْعِشَارُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسْعَوْنَ قِبَلَ الدَّعْوَةِ إِذْ لَقُوا اللَّهَ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فإذا هم قيام ينظرون} ثم جيء بِجَهَنَّمَ لَهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، ثُمَّ جَاءَ آتٍ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَسِيرُ يُكَلِّمُ يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلَاثٍ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَمَنْ دَعَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، ومن قتل نفسًا بغير نفس، فتطوى عليهم فتقذفهم فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ. وَحَدَّثَنِي: أَنَّهَا أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يُنَادِي آدَمَ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. فَيُقَالُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ وَلَدِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مِنْ كل ألف تسعمائة وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ إِلَى النَّارِ وَوَاحِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَذَلِكَ حِينَ شَابَ الْوِلْدَانُ. وَكَبُرَ ذَلِكَ فِي صدورنا حتى عرفه فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ سِوَاكُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ كَثِيرٌ، وَيُحْبَسُ النَّاسُ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ يَدَيْهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ عَرَفَ رَجُلٌ أباه وهو مؤمن أو أبوه كَافِرٌ، فَقَالَ: يَا أَبَةِ أَلَمْ أَكُنْ آمُرُكَ أَنْ تُقَدِّمَ لِيَوْمِكَ هَذَا؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ الْيَوْمَ لَا أَعْصِيكَ شَيْئًا، وَالْأُمَمُ جَثَوْا، كُلُّ أُمَّةٍ عَلَى نَاحِيَتِهَا، فَأَتَى الْيَهُودُ، فَقِيلَ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ كَذَا وَكَذَا. فَقِيلَ لَهُ وَقِيلَ لَهُمْ: رِدُوا. فَوَرَدُوا يَحْسَبُونَهُ مَاءً، فَوَجَدُوا اللَّهَ فَوَفَّاهُمْ حِسَابَهُ، وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ، ثُمَّ فُعِلَ بِالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَسَائِرِ الأمم ثُمَّ أَتَى الْمُسْلِمُونَ فَقِيلَ لَهُمْ: مَنْ رَبُّكُمْ؟ فَقَالُوا: اللَّهُ رَبُّنَا. قِيلَ: وَمَنْ نَبِيُّكُمْ؟ قَالُوا: نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ- صلى الله عليه وسلم. وَعَلَى الصِّرَاطِ مَحَاجِنُ مِنْ حَدِيدٍ، وَالْمَلَائِكَةُ يَخْتَطِفُونَ رِجَالًا فَيُلْقُونَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَجَعَلَتِ الْمَحَاجِنُ تُمْسِكُ رِجَالًا تَأْكُلُهُمُ النَّارُ إِلَّا صُورَةَ وَجْهِهِ لَا تَمَسُّهُ النَّارُ، فَإِذَا خَلُصَ مِنْ جَهَنَّمَ مَا شَاءَ الله أن يخلص وخلص ذلك الرجل، بأبيه فيمن خَلُصَ قِيلَ لَهُ: هَذِهِ الْجَنَّةُ فَادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شِئْتَ، وَأُرْسِلَ هَذَا الرَّجُلُ. فَقَالَ: رَبِّ هَذَا أَبِي وَوَصَّيْتَ لِي أَنْ لَا تخزيني فشفعني في أبي. فقيل: انظر فوقك انظر أسفل
منك. فإذا هو بدابة خبيثة الريح يشبه اللَّوْنَ، فِي مَرَاغَةٍ خَبِيثَةٍ، فَرَأَيْتُهُ مُمْسِكًا بِأَنْفِهِ وَجَبْهَتِهِ، قَالَ: يَقُولُ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَهُوَ آخِذٌ بِأَنْفِهِ وَجَبْهَتِهِ مِنْ خَبَثِ رِيحِهِ، أَيْ رَبِّ لَيْسَ هَذَا أَبِي، فَأُخِذَ أَبُوهُ فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، فَلَمَّا خَلَصَ مَنَ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُصَ، تَفَقَّدَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا، فَقَالُوا: رَبَّنَا إِنَّ رِجَالًا كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيُجَاهِدُونَ مَعَنَا أَيْنَ هُمْ؟ فَقِيلَ لَهُمُ: ادْخُلُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ فَأَخْرِجُوهُ، فَوَجَدُوا الْمَحَاجِنَ الَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ قَدْ أَمْسَكَتْ رِجَالًا قَدْ أَكَلَتْهُمُ النَّارُ إِلَّا صُورَةَ أَحَدِهِمْ يُعْرَفُ بِهَا، فَالْتَبَسُوا فَأُلْقُوا عَلَى الْجَنَّةِ قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ الْآنَ فِي مَسْأَلَتِنَا أَشَدُّ رَغْبَةً، أَرَأَيْتَ رِجَالًا كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيُجَاهِدُونَ مَعَنَا أَيْنَ هُمْ؟ قِيلَ لَهُمْ: ادْخُلُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ فَأَخْرِجُوهُ ونضجت حَتَّى بَرِدَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، فَدَخَلُوا وَوَجَدُوا الَّذِينَ تَخْطَفُهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَمِينًا وَشِمَالًا قَدْ أَكَلَتْهُمُ النَّارُ إِلَّا صُورَةَ أَحَدِهِمْ يُعْرَفُ بِهَا، فَأَلْبَسُوهُمْ فَأَخْرَجُوهُمْ فَأَلْقَوْهُمْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: ألا كل نبي قد أعطي عطية وتنجزها، وإني أختبأت عَطِيَّتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ وَأُذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ، فَأُعْطِيَ كُلُّ مَلِكٍ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ شَفَاعَتَهُ حَتَّى يَرْضَى، فَقَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ: أَقَدْ رَضِيتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَدْ رَضِينَا رَبَّنَا. قَالَ: أَنَا أَرْحَمُ بِخَلْقِي مِنْكُمْ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قلبه وزن خردل مِنْ إِيمَانٍ، فَأُخْرِجَ مِنْ ذَلِكَ شَيء لَا يَعْلَمُ بِعَدَدِهِ إِلَّا اللَّهُ، فَأُلْقُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأُرْسِلَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ، فَيَنْبُتُوا فيها نبات الثعارير وَأُدْخِلَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ الْجَنَّةَ كُلُّهُمْ إلا رجل واحد، وأغلق باب الجنة دونه ووجه تِلْقَاءَ النَّارِ، فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: يَا رَبِّ لَا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ، بَلِ اصْرِفْ وَجْهِيَ عَنِ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ. فَقِيلَ لَهُ: لَعَلَّكَ تَسْأَلُ غَيْرَ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا. فَصُرِفَ وَجْهُهُ عَنِ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَرِّبْنِي مِنْ هَذَا الْبَابِ أَلْزَقُ بِهِ وَأَكُونُ فِي ظِلِّهِ. فَقِيلَ لَهُ: أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ لا تسأل شيئًا إلا يُصْرَفَ وَجْهُكَ عَنِ النَّارِ؟ قَالَ: يَا رَبِّ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَ هَذَا. فَقُرِّبَ إِلَى الْبَابِ فلزق به، فكان في ظله فَفُرِجَ مِنَ الْبَابِ فُرْجَةً إِلَى الْجَنَّةِ. فَحَدَّثَنِي أَنَّ فِيهَا: شَرَاطٌ أَبْيَضُ فِي أَدْنَاهُ شَجَرَةٌ وَفِي أَوْسَطِهِ شَجَرَةٌ وَفِي أَقْصَاهُ شَجَرَةٌ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا. فَقِيلَ لَهُ: أَلَمْ تَزْعُمُ أَنَّكَ لست تسأل شَيْئًا؟ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ هَذَا ثُمَّ لا أسألك غيره. قال: ففتح له الباب فدخل فلما أتى الشجرة فإذا الوسطى أحسن من التي هو تحتها، فقال: قَرِّبْنِي إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَةِ. فَكَانَتْ تِلْكَ مَسْأَلَتُهُ حَتَّى صَارَ إِلَى الْوُسْطَى، وَإِلَى الْقُصْوَى، فَلَمَّا أتى القصيا، أرسل الله رسولين فَقَالَا لَهُ: سَلْ رَبَّكَ. فَقَالَ: فَمَا أَسْأَلُهُ سِوَى مَا أَنَا فِيهِ. فَقَالَا: نَعَمْ سَلْ ربك.
فَسَأَلَهُ وَجَعَلَ الرَّسُولَانِ يَقُولَانِ لَهُ: سَلْ رَبَّكَ من كذا وكذا، وسل ربك كَذَا وَكَذَا، لِشَيء لَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِهِ أَنَّهُ خُلِقَ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ فَسَأَلَ رَبَّهُ مِمَّا يَعْلَمُ وَمِمَّا يَأْمُرَانِ الرَّسُولَانِ حَتَّى انْتَهَتْ نَفْسُهُ، فَقِيلَ لَهُ: فَإِنَّهُ لَكَ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ هُوَ أَدْنَى أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.
7651 / 2 - وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَلَفْظُهُ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: (الم يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ بِالدَّجَّالِ أُمَّتَهُ وإني أنذرتكموه: إِنَّهُ أَعْوَرٌ ذُو حَدَقَةٍ جَاحِظَةٍ وَلَا تَخْفَى، كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَنْبِ جِدَارٍ، وَعَيْنُهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيُّ، وَمَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَمِثْلُ النار، وجنته غبراء ذَاتِ دُخَانٍ، وَنَارُهُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءٌ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلَانِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى، كُلَّمَا خَرَجَا مِنْ قَرْيَةٍ دَخَلَ أَوَائِلُهُمْ، وَيُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ، يَذْبَحُهُ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصًا، ثُمَّ يَقُولُ: قُمْ. فَيَقُومُ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: كَيْفَ ترون ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول الْمَذْبُوحُ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً فَيَعُودُ فَيَذْبَحَهُ فَيَضْرِبَهُ بِعَصًا مَعَهُ فَيَقُولُ: قُمْ فيقوم، فيقولن: كيف ترون ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك، فَيَقُولُ الرَّجُلُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً، فَيَعُودُ فَيَذْبَحُهُ الثَّالِثَةَ فَيَضْرِبَهُ بِعَصًا مَعَهُ فيقول: قم. فيقوم، فيقول لأصحابه: كيف ترون؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح: يا أيها الناس، إن هذا المسيح الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَاللَّهِ مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً، فَيَعُودُ الرَّابِعَةَ فَيَذْبَحُهُ فَيَضْرِبُ اللَّهُ عَلَى حَلْقِهِ صَفِيحَةً من نحاس فيريد أَنْ يَذْبَحَهُ فَلَا يَسْتَطِيعُ- قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَا دَرَيْتُ مَا النُّحَاسُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فَكُنَّا نرى ذلك الرجل عمر ابن الخطاب حتى مات عمر بن الْخَطَّابِ، قَالَ- وَيَغْرِسُ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ وَيَزْرَعُونَ"
وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْحَاكِمُ، وَمَدَارُ طُرِقِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ هَذَا عَلَى عَطِيَّةَ
الْعَوْفِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُخْتَصَرًا جِدًّا بِسَنَدٍ فِيهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7652 -
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ- رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَالْيَوْمُ كَإِضْرَامِ السَّعْفَةِ فِي النَّارِ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
7653 -
وَعَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَرَفَعَ يَدَيْهُ مَدًّا يَسْتَعُيذُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكْنُ نَبِيُّ إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدجال وسأحذركموه بِتَحْذِيرٍ لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ إِنَّهُ أَعْوَرٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ. يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ، وَرُوَاتُهُ ثقات، ورواه مسدد وغيره وتقدم لفظه في عذاب القبر.
7654 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "الدَّجَّالُ قَدْ أَكَلَ وَمَشَى فِي الْأَسْوَاقِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وتقدم في الأطعمة في باب الأكل قائماً.
7655 -
وَعَنْ جَابِرٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ، وَلَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الْأَرْضِ الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَالْيَوْمُ منها كَالشَّهْرِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ، عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ: أَنَا رَبُّكُمْ. وَهُوَ أَعْوَرٌ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ: بَيْنَ عَيْنَيْهِ كافر. يهجاه- يقرؤه- كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ ماء
وَمَنْهَلٍ إِلَّا الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ، حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَامَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ وَخُضْرَةٍ يَسِيرُ بِهَا فِي النَّاسِ، قَالَ: وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ، أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ: نَهْرٌ يَقُولُ الْجَنَّةَ، وَنَهْرٌ يَقُولُ: النَّارَ، فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهِيَ النَّارُ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِيهِ النَّارَ فَهِيَ الْجَنَّةُ، قَالَ: فَيُبْعَثُ مَعَهُ شَيَاطِينُ تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة لا يَخْلُصُ مِنْهَا إِلَّا اللَّهُ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرَ، فَيَقْتُلُ نَفْسًا ثُمَّ يُحْيِيهَا فِيمَا يَرَى النَّاسُ، فيقول للناس: أيها الناس هل يَفْعَلُ مِثْلُ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ؟ قَالَ: فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ، فَيُحَاصِرَهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ وَيَجْهَدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَنْزِلُ عيسى ابن مريم- عليه السلام فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إليَّ، الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ؟ فَيَقُولُونَ: هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌ فَيَنْطَلِقُونَ فَإِذَا هُمْ بِعيسى ابن مريم- عليه السلام فَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَيُقَالَ لَهُ: تَقَدَّمَ يَا رُوحُ اللَّهِ، فَيَقُولُ: لِيَتَقَدَّمَ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ، فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ، فَحِينَ يَرَاهُ الْكَذَّابُ انْمَاثَ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الماء، قال: فيصثي إِلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ، وَيُطْبَعُ عَلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ على اليهودية حتى إن الشجر والحجر يواري كُلُّهَا بَعْضَهُمْ فَيُنَادِي: يَا رُوحَ اللَّهِ هَذَا يهودي. فلا يترك أحدًا مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ إِلَّا قَتَلَهُ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
7656 -
وَعَنْ حُذَيْفَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ فَقَالَ: لَفِتْنَةُ بَعْضِكُمْ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ فِتْنَةٍ صَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ إِلَّا تَخْضَعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، فَمَنْ يَخَافُ فِتْنَةً مَا قَبْلَهَا نَجَا مِنْهَا، وَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ مُسْلِمًا، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرْ يَهْجَاهُ: ك ف ر".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صحيحه.
69-
بَابٌ فِي مَنْعِ الدَّجَّالِ مِنْ دُخُولِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ وَالطُّورَ
فِيهِ حَدِيثُ جُنَادَةَ بْنِ أُمَيَّةَ وَغَيْرِهِ وَتَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلِهِ.
7657 -
وَعَنْ جَابِرٍ- رضي الله عنه قَالَ: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَجْمَعُكُمْ لِخَبَرٍ جَاءَ مِنَ السَّمَاءِ
…
" فَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ وَزَادَ فِيهِ، قَالَ: "هُوَ الْمَسِيحُ، تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ طَيْبَةَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَطَيْبَةُ الْمَدِينَةُ، مَا مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا إِلَّا مَلَكٌ مُصْلِتٌ. سَيْفَهُ يَمْنَعُهُ، وَبِمَكَّةَ مِثْلُ ذَلِكَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7658 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَجْمَعِ السُّيُولِ، فَقَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَنْزِلِ الدَّجَّالِ مِنَ الْمَدِينَةِ؟ هَذَا منزله".
وواه أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
70-
بَابٌ فِي صِفَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه الصلاة والسلام وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
7659 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْأَنْبِيَاءُ أُخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ فِيكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمْصِرَتَيْنِ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يقطر وَلَمْ يُصِبْهُ بَلَلْ، وَإِنَّهُ سَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وحَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ مَسِيحَ الضَّلَالَةِ الْأَعْورَ الْكَذَّابَ، وَتَقَعُ الْأَمَانَةُ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى يَرْعَى الْأَسَدُ من الْإِبِلِ، وَالنِّمْرَ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابَ مَعَ الْغَنَمِ، وَتَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، وَلَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ، ويصلى عليه ويدفنوه".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ دُونَ قَوْلِهِ: "وتقع الْأَمَانَةُ
…
" إِلَى آخِرِهِ.
7660 -
وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَمْ يُسَلَّطْ عَلَى قَتْلِ الدَّجَّالِ إِلَّا عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ- عليه السلام".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ مُطَيْرٍ.
7661 -
وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: "أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ- رضي الله عنه يَوْمَ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ مُصْحَفًا بِمُصْحَفِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةِ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا وَتَطَيَّبْنَا، وَرُحْنَا إِلَى الْجُمُعَةِ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَتَحَوَّلْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَيَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ: مَصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، وَمَصْرٌ بِالْجَزِيرَةِ، وَمَصْرٌ بِالشَّامِ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزْعَاتٍ، فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ جَيْشٍ، فَيَنْهَزِمُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُونَ الْمِصْرَ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ، فَيَصِيرُ النَّاسُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تُقِيمُ وَتَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيَهُمْ، وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ فَأَكْثَرُ تَبَعَتِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيَهُمْ فَيَفْتَرِقُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ، فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ نَنْظُرُ ما هو، وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيَهُمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أُفِيقٍ فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ فَيُصَابُ سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، أو تصيبهم مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، وَجَهْدٌ شَدِيدٌ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ ليحرق وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَاكُمُ الْغَوْثُ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانٍ. فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُ النَّاسِ: تَقَدَّمَ يَا رُوحَ اللَّهِ فَصَلِّ بِنَا. فَيَقُولُ: هَذِهِ الْأُمَّةُ أُمَرَاءٌ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ، تَقَدَّمْ أَنْتَ فَصَلِّ بِنَا. فَيَتَقَدَّمُ الْأَمِيرُ فَيُصَلِّي بِهِمْ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَخَذَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ حَرْبَتَهُ فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرُّصَاصُ فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَينَ ثُنْدُوَتِهِ فَيَقْتُلُهُ، وَيَهْزِمُ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، فليس شيء يومئذ يُوَارِيَ مِنْهُمْ أَحدًا حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ ليقولن: يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل، وأبو يَعْلَى، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى ابْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7662 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَرَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا وَإِمَامًا مَهْدِيًّا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الْجِزْيَةُ، وَتَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا ورواته ثقات.
7662 / 2 - وأحمد بن منيع مرفوعًا ولفظه: عنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يوشك عيسى ابن مريم أن ينزل حكماً مقسطَا وإمامًا عدلا فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، وتكون الدعوى واحدة، فَأَقْرِئُوهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فلما حضرته الوفاة قال: أقرئوه مِنِّي السَّلَامَ". 7662 / 3 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا
…
" فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قال: "ويرجع السلم وَتُتَّخَذُ السُّيُوفُ مَنَاجِلَ، وَتَذْهَبُ حُمَّةَ كُلِّ ذِي حُمَّةٍ، وَتُنْزِلُ السَّمَاءَ رِزْقَهَا، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا، حَتَّى يَلْعَبَ الصَّبِيُّ بِالثُّعْبَانِ فَلَا يَضُرُّهُ، وَتَرْعَى الغنم مع الذئب فلا يضرها".
وهولا الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.
7663 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما قَالَ: {إنه لعلم للساعة} . قَالَ: نُزُولُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ- عليه السلام".
رواه مسدد موقوفًا ورواته ثقات.
ورواه الْحَارِثُ مُطَوَّلًا، وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الزُّخْرُفِ.
71-
بَابٌ فِي يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
7664 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، وَإِنَّهُمْ لَوْ أُرْسِلُوا عَلَى النَّاسِ لَأَفْسَدُوا مَعَايِشَهُمْ، وَلَنْ يَمُوتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا تَرَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَلْفًا فَصَاعِدًا، وَإِنَّ من ورائهم ثلاث أمم: تاويل، وتاريس، ومنسك".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
7665 -
وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ خَالَتِهِ قَالَتْ:"خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ وَهُوَ عَاصِبٌ أُصْبُعَهُ مِنْ لَدْغَةِ عَقْرَبٍ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ لَا عَدُوٌّ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا تُقَاتِلُوا عَدُوًّا حَتَّى تُقَاتِلُوا يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ، صِغَارَ الْعُيُونِ، صُهْبُ الشِّعَافِ، وَمِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7666 / 1 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ النَّاسَ لَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ وَيَغْرِسُونَ النَّخْلَ بَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَالْبُخَارِيُّ في صحيحه دون قوله:"ويغرسون النخل".
7666 / 2 - والحاكم ولفظه: قال: "ليحجن وليعتمرن بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ،
فَإِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُحَجَّ وَيُعْتَمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ الْحَجُّ بِمَرَّةٍ".
7667 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَحْفُرَانِ كُلَّ يَوْمٍ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ مَوْقُوفًا
7667 / 2 - وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قال: "يأجوجِ ومأجوج يحفرون في كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى يَكَادُوا أَنْ يَرَوْا شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالُوا: نَرْجِعُ إِلَيْهِ غدَا. فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ أَشَدَّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ قَالُوا: نَرْجِعُ إِلَيْهِ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ كَهَيْئَةِ مَا تَرَكُوهُ، فَيَحْفُرُونَهُ فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ إِلَى حُصُونِهِمْ".
7667 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -فِي السَّدِّ قَالَ:"يَحْفُرُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يخرقونه، قال الذين عليهم: ارجعوا فستخرقونه غَدًا، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ- عز وجل كَأَشَدِّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مُدَّتَهُمْ، وَأَرَادَ اللَّهُ، قَالَ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَاسْتَثْنَى، قَالَ: فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَخْرِقُونَهُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَيُسْقَونَ الْمِيَاهَ، وَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ فِي السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدِّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ وَغَلَبْنَا مَنْ فِي السَّمَاءِ قُوَّةً وَعُلُوًّا. قال: فيبدث اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغْفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيُهْلِكَهُمْ. قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَ دَوَابَ الْأَرْضِ لَتَسْمِنُ وَتَبْطَرُ وَتَشْكُرُ شُكْرًا- (أَوْ) تَسْكَرُ سُكْرًا- مِنْ لُحُومِهِمْ".
72-
بَابٌ فِي قَبْضِ رُوحِ كُلِّ مُؤْمِنٍ
7668 -
عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبٍ الْأَسْلَمِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"إِلَى مِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ الله ريحا باردة طيبة، يقبض فيها روح كل مؤمن".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ له، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
7669 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى مُؤْمِنٍ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ- عز وجل بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ رِيحًا، فَتَهِبُّ فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا مَاتَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَفِي سَنَدِهِ مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ يَدْرَسُ الْإِسْلَامُ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
7670 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حَمْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ فَيَكْفِتُ اللَّهُ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ مِنْهَا، مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلَانٍ، مَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلَانٍ، وَيَسْرِي عَلَى كِتَابِ اللَّهِ- عز وجل فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتُلْقِي الْأَرْضُ أَفْلَاذُ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمُ، فَيَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ فَيَضْرِبَهَا برجله، ويقول: في هذه كان يقتتل مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لَا يُنْتَفَعُ بها. قال أبو هريرة: إن أولى قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً لَقُرَيْشٌ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى النَّعْلِ وَهِيَ مُلْقَاةٌ فِي الْكُنَاسَةِ فَيَأْخُذَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ يَقُولُ: كانت هذه من نِعَالُ قُرَيْشٍ فِي النَّاسِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
73-
بَابٌ فِي إِرْسَالِ الصَّوَاعِقِ وَخُرُوجِ النَّارِ
7671 -
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ- رضي الله عنه قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ جَمِيعًا، إِنْ كادت لتسبقني".
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات.
7672 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَكْثُرُ الصَّوَاعِقَ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ، فَيَقُولُ: مَنْ صُعِقَ فِيكُمُ الغداة؟ فيقولن: فُلَانٌ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7673 -
وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ- رضي الله عنه قَالَ: "أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلْنَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِتْنَا، فَتَعَجَّلَ قَوْمٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: تَعَجَّلُوا (إِلَى) الْمَدِينَةِ وَالنِّسَاءِ، أَمَا إِنَّهُمْ سَيَدَعُونَهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ. وَقَالَ لِلَّذِينَ أَقَامُوا مَعَهُ مَعْرُوفًا، ثُمَّ قَالَ: لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ اليمن من قبل العراق، تضيء لَهَا أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى، مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
7674 -
وَعَنْ رَافِعِ بْنِ بِشِرٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم: "يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ حَبْسِ سَيْلٍ، تَسِيرُ سَيْرَ بَطِيئَةِ الْإِبِلِ، تسير بالنهار وتكمن بالليل، تغدو وتروح، يقال: غدت النار أيها الناسك فاغدوا، قَالَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَقِيلُوا، رَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَرُوحُوا. مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
99 -
كِتَابُ الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا
1-
بَابُ مَا جَاءَ فِي أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ
7675 / 1 - عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طير تعلق بشجر الجنة حتى يرجعها اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْهُ مُرْسَلًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7675 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُمَا، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- رضي الله عنه قَالَ:"لَمَّا حَضَرَ كَعْبًا الْوَفَاةُ أَتَتْهُ أُمُّ مُبَشِّرٍ بنت البراء، قالت: يا أباعبد اللَّهِ، إِنْ لَقِيتَ أَبِي فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ. قَالَ؟ فَقَالَ لَهَا: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ، نَحْنُ أَشْغَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، وَإِنَّ نَسَمَةَ الْكَافِرِ فِي سجين؟ قالت: بَلَى. قَالَ: فَهُوَ ذَاكَ".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
2-
بَابُ بَلَاءِ الْمَيِّتِ إِلَّا عَجَبَ الذَّنَبِ وَكَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَمَا جَاءَ فِي نَفْخِ الصُّورِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَا يُذْكَرُ
7676 -
وَعَنْ أَبِي رزين العقيلي- رضي الله عنه قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْيِيِ اللَّهُ الْمَوْتَى؟ قَالَ: أَمَا مَرَرْتَ بِوَادٍ مُمْحِلٍ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ خَضِرًا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَكَذَلِكَ النُّشُورُ- أَوْ قَالَ: كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
7677 / 1 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قال: "الصُّورُ كَهَيْئَةِ الْقَرْنِ يُنْفَخُ فِيهِ".
رواه مسدد موقوفا ورواته ثقات.
7677 / 2 - وأبو يعلى الْمَوْصِلِيُّ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ"أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -مَا الصُّورُ؟ قَالَ: قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ".
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، وتقدم في سورة المدثر، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
7678 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَأْكُلُ الْأَرْضُ كُلَّ شَيء مِنَ الْإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ. قِيلَ: وَمَا مَثَلُ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: مثل حبة خردل، منه (تنشئون) ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
عَجْبُ الذَّنَبِ- بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَإِسْكَانِ الْجِيمِ، بَعْدَهَا بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ أَوْ مِيمٌ- هَوُ الْعَظْمُ الْحَدِيدُ الَّذِي يَكُونُ فِي أَصْلِ الصُّلْبِ، وَأَصْلُ الذَّنَبِ مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ.
7679 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ- تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السموات وَالْأَرْضِ خَلَقَ الصُّورَ فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ، شَاخِصٌ إِلَى الْعَرْشِ بِبَصَرِهِ يَنْتَظِرُ متى يؤمر.
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الصُّورُ؟ قَالَ: قَرْنٌ. قَالَ: فَكَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: عَظِيمٌ. قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ أَعْظَمَ دَارَةٍ فيه كعرض السموات وَالْأَرْضِ، يُنْفَخُ فِيهِ ثَلَاثَ نَفْخَاتٍ: الْأُولَى نَفْخَةُ الْفَزَعِ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِالنَّفْخَةِ الْأُولَى فَيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الْفَزَعِ. فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الْفَزَعِ، فيفزع أهل السموات وَالْأَرْضُ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، فَيَأْمُرُهُ فَيَمُدُّهَا ويطليها فلا يفتر، وهي التي يقول:{ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة مالها من فواق} فَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرَ السَّحَابِ فَتَكُونُ سَرَابًا، وَتَرْتَجُّ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا رَجًّا، فَتَكُونُ كَسَفِينَةٍ مُوبَقَةٍ فِي البحر تضربها الأمواج وتكفأ بِأَهْلِهَا، كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ تُرَّجِحُهُ الْأَرْوَاحُ أَلَا وهو الذي يقول الله- عز وجل:{يوم تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} فيميد الناس على ظهرها تذهل المراضع، وتضع الحوامل، وتشيب الْوِلْدَانُ، وَتَطِيرُ الشَّيَاطِينُ هَارِبَةً مِنَ الْفَزَعِ حَتَّى تَأْتِيَ الْأَقْطَارَ، فَتَلْقَاهَا الْمَلَائِكَةُ تَضْرِبُ وُجُوهَهَا فَتَرْجِعُ، ثم تولون مدبرين مالكم مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ، يُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وهو الذي يقول الله- عز وجل:{يوم التَّنَادِ} فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ تَصَدَّعَتِ الأرض بصدعين مِنْ قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ، فَرَأَوْا أَمْرًا عَظِيمًا لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ، وَأَخَذَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْكَرْبِ وَالْهَوْلِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ، ثُمَّ تُطْوَى السَّمَاءُ فَإِذَا هِيَ كَالْمُهْلِ، ثُمَّ انْشَقَّتِ السماء فانتثرت نُجُومُهَا، وَخُسِفَ شَمْسُهَا وَقَمَرُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْأَمْوَاتُ لَا يَعْلَمُونَ بِشَيء مِنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ حِينَ يَقُولُ:{فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا من شاء الله} ؟ قَالَ: أُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ، وَإِنَّمَا يَصِلُ الْفَزَعُ إِلَى الْأَحْيَاءِ،.......وَالْأَحْيَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ وَقَاهُمُ اللَّهُ فَزَعَ ذَلِكَ الْيَوْمُ، وَأَمَّنَهُمْ مِنْهُ، وَهُوَ عَذَابُ اللَّهِ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ، قَالَ: وهو الذي يقول الله: {يا أيها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ الساعهَ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شديد} فَيَمْكُثُونَ فِي ذَلِكَ الْبَلَاءِ مَا شَاءَ اللَّهُ إِلَّا أَنَّهُ يَطُولُ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ- تَعَالَى- إِسْرَافِيلَ بِنَفْخَةِ الصَّعْقِ. فَيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فيصعق أهل السموات والأرض
إلا من شاء الله، فإذا خمدوا، َجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَاتَ أهل السموات وَالْأَرْضُ إِلَّا مَنْ شِئْتَ. فَيَقُولُ اللَّهُ- وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ بَقِيَ-: فَمَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبُّ، بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَبَقِيَتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ، وَمِيكَائِيلُ، وَبَقِيتُ أنا. فيقول الله- عز وجل: ليمت جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ. فَيُنْطِقُ اللَّهُ الْعَرْشَ، فَيَقُولُ: يَا رب ليمت جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ! فَيَقُولُ: اسْكُتْ، إِنِّي كَتَبْتُ الْمَوْتَ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ تَحْتَ عَرْشِي. فَيَمُوتَانِ، ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوتِ إِلَى الْجَبَّارِ- تبارك وتعالى فَيَقُولُ: يَا رَبُّ، بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقيت أَنَا. فَيَقُولُ: لِيَمُتْ حَمَلَةُ عَرْشِي. فَتَمُوتُ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ الْعَرْشَ فَيَقْبِضَ الصُّورَ مِنْ إِسْرَافِيلَ، ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى الْجَبَّارِ، فَيَقُولُ: يَا رَبُّ، بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَبَقِيتُ أَنَا. فَيَقُولُ اللَّهُ: أَنَتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي، خَلَقْتُكَ لَمَّا رَأَيْتُ فَمُتْ. فَيَمُوتُ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، كَانَ إِذًا كما كان أولا، طوى السموات وَالْأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ، ثُمَّ دَحَاهُمَا، ثُمَّ يلقيهما ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَقَالَ: أَنَا الْجَبَّارُ- ثَلَاثًا- ثُمَّ هتف بِصَوْتِهِ: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمُ} ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَا يُجِيبُهُ أحَدٌ، ثُمَّ يَقُولُ لِنَفْسِهِ:{للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} وَيُبَدِّلُ اللَّهُ- عز وجل الْأَرْضَ غَيْرَ الأرض والسموات، فيبسطها ويسطحها وَيَمُدُّهَا مَدَّ الْأَدِيمِ الْعُكَاظِ، لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا، ثُمَّ يَزْجُرُ اللَّهُ الْخَلْقَ زَجْرَةً، فَإِذَا هُمْ فِي هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ فِي مِثْلِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْأُولَى مَنْ كَانَ فِي بَطْنِهَا كَانَ فِي بَطْنِهَا، وَمَنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ، فَتُمْطِرَ أربعين يومًا، حتى يكون الماء فوقهم اثني عَشَرَ ذِرَاعًا، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ الْأَجْسَادَ أَنْ تنبت كنبات الطراثيث، أو كنبات البقل، حَتَّى إِذَا تَكَامَلَتْ أَجْسَادُهُمْ، فَكَانَتْ كَمَا كَانَتْ، قال الله: ليحيا حملة عرشي. فيحيون، وَيَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ فَيَأْخُذُ الصُّورَ وَيَضَعُهُ عَلَى فيه، ثم يقوله: ليحيا جبريل وميكائيل. فيحيان، ثم يدعو الله بالأرواح فيؤتى بهما ترهج أرواح المسلمين نُورًا وَالْأُخْرَى ظُلْمَةً، فَيَقْبِضَهَا جَمِيعًا، ثُمَّ يُلْقِيهَا فِي الصُّورِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ- عز وجل إِسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفُخَ نَفْخَةَ الْبَعْثِ، فَتَخْرُجُ الْأَرْوَاحُ كَأَنَّهَا النَّحْلُ، قَدْ مَلَأَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَيَقُولُ اللَّهُ- تَعَالَى-: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَتَرْجِعَنَّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهَا. فَتَدْخُلُ الْأَرْوَاحُ فِي الأرض إلى الأجساد، فتدخل في الخياشيم ثم تَمْشِي فِي الْأَجْسَادِ مَشْيَ
السُّمِّ فِي اللَّدِيغِ، ثُمَّ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْكُمْ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، فَتَخْرُجُونَ مِنْهَا سِرَاعًا إِلَى رَبِّكُمْ تَنْسِلُونَ مُهْطِعِينَ إِلَى الداع يقول الكافر هذا يوم عسير، حُفَاةً عُرَاةً غُلْفًا غُرْلًا، ثُمَّ تَقِفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا مِقْدَارَ سَبْعِينَ عَامًا لَا يُنْظَرُ إِلَيْكُمْ وَلَا يُقْضَى بَيْنَكُمْ، فَتَبْكُونَ حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ ثُمَّ
تَدْمَعُونَ دَمًا، وَتَعْرَقُونَ حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ منكم أن يلجمكم أو يبلغ الأذقان، فتضجون وَتَقُولُونَ: مَنْ يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا يَقْضِي بَيْنَنَا؟ فَيَقُولُونَ: مَنْ أَحَقُّ بِذَلِكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ آدَمَ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قَبْلًا. فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَطْلُبُونَ ذَلِكَ إليه فيأبى فيقول: مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ. ثُمَّ يَسْتَقْرُونَ الْأَنْبِيَاءَ نَبِيًّا نَبِيًّا، كُلَّمَا جَاءُوا نَبِيًّا أَبَى عَلَيْهِمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حَتَّى يَأْتُونِي، فَأَنْطَلِقُ حَتَّى آتِيَ الْفَحْصَ فَأَخِرُّ سَاجِدًا. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْفَحْصُ؟ قَالَ: قُدَّامَ الْعَرْشِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيَّ مَلِكًا فَيَأْخُذَ بِعَضُدِي فَيَرْفَعَنِي، فَيَقُولُ لِي: يَا مُحَمَّدُ. فَأَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: مَا شَأْنُكَ؟ - وَهُوَ أَعْلَمُ- فَأَقُولُ: رَبِّ وَعَدْتَنِي الشَّفَاعَةَ، فَشَفِّعْنِي فِي خَلْقِكَ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ. قَالَ: قَدْ شَفَّعْتُكَ، أَنَا آتِيكُمْ فَأَقْضِيَ بَيْنَكُمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَأَرْجِعُ فَأَقِفُ مَعَ النَّاسِ، فَبَيْنَا نَحْنُ وُقُوفٌ سَمِعْنَا حَسًّا مِنَ السَّمَاءِ شَدِيدًا، فَيَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا مِثْلَ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْأَرْضِ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِهِمْ وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، وَقُلْنَا لَهُمْ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا؟ قَالُوا: لَا، وَهُوَ آتٍ. ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السماء الثَّانِيَةِ بِمِثْلِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَمِثْلِ من نزلت مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْأَرْضِ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِهِمْ وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، وَقُلْنَا لَهُمْ: أَفِيكُمْ رَبُّنَا؟ قَالُوا: لَا، وَهُوَ آتٍ. ثُمَّ يَنْزِلُونَ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ مِنَ التَّضْعِيفِ، حَتَّى يَنْزِلُ الْجَبَّارُ- تبارك وتعالى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ، يَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ وَهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السفلى، والأرض والسموات إِلَى حُجَزِهِمْ وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ، لَهُمْ زَجَلٌ مِنْ تَسْبِيحِهِمْ تَقُولُ: سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي يميت الخلائق ولا يموت (000) فيضمع اللَّهُ كُرْسِيَّهُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَرْضِهِ، ثُمَّ يَهْتِفُ بِصَوْتِهِ، فَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، إِنِّي قَدْ أَنْصَتُّ لَكُمْ مِنْ يَوْمِ خَلَقْتُكُمْ إِلَى يَوْمِكُمْ هَذَا، أَسْمَعُ قَوْلَكُمْ وَأُبْصِرُ أَعْمَالَكُمْ فَانْصِتُوا لِي، فَإِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ وَصُحُفِكُمْ تُقْرَأُ عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ. ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ سَاطِعٌ مُظْلِمٌ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ
لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ، الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} - أَوَ بِهَا تُكَذِّبُونَ، شَكَّ أَبُو عَاصِمٍ- {وَامْتَازُوا اليوم أيها المجرمون} فيميز الله الناس وتجثو الأمم يقول:{ترى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كتابها اليوم} فيقضي بين خلقه إلا الثَّقَلَيْنِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ، فَيَقْضِي اللَّهُ بَيْنَ الْوُحُوشِ والبهائم حتى إنه ليقيد الجماء من القرناء فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَلَمْ تَبْقَ تَبَعَةٌ وَاحِدَةٌ لِأُخْرَى قَالَ اللَّهُ- عز وجل لَهَا: كُونِي تُرَابًا. فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا. ثُمَّ يَقْضِي اللَّهُ- عز وجل بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَكُونُ أَوَّلُ مَا يُقْضِي فِيهِ الدِّمَاءُ، وَيَأْتِي كُلُّ قَتِيلٍ فِي سبيل الله ويأمر الله فيؤخذ من قتل فيحمل رأسه تشخب أوداجه فيقول: يا رب، فيم قَتَلَنِي هَذَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل وَهُوَ أَعْلَمُ: فِيمَ قَتَلْتَهُمْ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَتَلْتُهُمْ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقْتَ. فَيَجْعَلُ الله وجهه مثل نور السموات وَالْأَرْضِ ثُمَّ يُشَيِّعَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَأْتِي كُلُّ مَنْ كَانَ يَقْتُلُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ويأمر من قتل بحمل رأسه وتشخب أوداجه فيقول: يا رب، فيم قتلني هذا؟ فيقول الله وهو أعلم: لم قَتَلْتَهُمْ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَتَلْتُهُمْ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لي، فَيَقُولُ اللَّهُ- تبارك وتعالى: تَعِسْتَ. ثُمَّ مَا تَبْقَى نَفْسٌ قَتَلَهَا إِلَّا قُتِلَ بِهَا وَلَا مَظْلَمَةٌ إِلَّا أُخِذَ بِهَا وَكَانَ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنَ شَاءَ رَحِمَهُ، ثم يقضي الله بين من بَقِيَ مِنْ خَلْقِهِ حَتَّى لَا تَبْقَى مَظْلَمَةٌ لِأَحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ إِلَّا أَخَذَهَا اللَّهُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُكَلَّفُ شَائِبُ اللَّبَنِ بالماء ثُمَّ يَبِيعُهُ أَنْ يُخَلِّصَ اللَّبَنَ مِنَ الْمَاءِ فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ نَادَى مُنَادٍِ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ يُقَالُ: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِأَهْلِيهِمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ عَبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيئًا إِلَّا مُثِّلَتْ لَهُ آلِهَتُهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، فَيُجْعَلُ يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى صُورَةِ عُزَيْرٍ، وَيُجْعَلُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى صُورَةِ عِيسَى، فَيَتْبَعُ هَذَا الْيَهُودُ، وَيَتْبَعُ هَذَا النَّصَارَى، ثُمَّ قَادَتْهُمْ آلِهَتُهُمْ إِلَى النَّارِ، فَهُوَ الذي يقول:{ولو كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خالدون} فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ فِيهِمُ
المنافقون جاءهم اللَّهُ- تبارك وتعالى فِيمَا شَاءَ (بِرَهْبَتِهِ) فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ذَهَبَ النَّاسُ فَالْحَقُوا بِآلِهَتِكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ، فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا لَنَا إله إلا الله ما كنا نعبد غيره. فينصرف عنهم وهو الله- عز وجل يأتيهم فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ يَأْتِيَهُمْ فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ذَهَبَ النَّاسُ فَالْحَقُوا بِآلِهَتِكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ. فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا لَنَا إِلَهٌ إِلَّا اللَّهُ مَا كُنَّا نَعْبُدُ غَيْرَهُ. فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ وَيَتَجَلَّى لَهُمْ من عظمته ما يعرفون به أَنَّهُ رَبُّهُمْ فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَيَخِرُّ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلَى قَفَاهُ وَيَجْعَلُ اللَّهُ- عز وجل أَصْلَابَهُمْ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ-
عز وجل لَهُمْ فَيُرْفَعُونَ، وَيَضْرِبُ اللَّهُ- عز وجل الصِّرَاطَ بَيْنَ ظَهْرَانِي جَهَنَّمَ كَحَدِّ الشَّعْرِ- أَوْ كَعَقْدِ- أَوْ كَحَدِّ السَّيْفِ، عَلَيْهِ كَلَالِيبٌ وخطاطيف وحسك كحسك السعدان ودونه جسر دحض زلة فيمرون كطرف البصر أو كلمح البرق أو كمر الرِّيحِ أَوْ كَجِيَادِ الْخَيْلِ أَوْ كَجِيَادِ الرِّكَابِ أو كجياد الرحال، فَنَاجٍ سَالِمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٍ وَمَكْدُوحٍ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَهَنَّمَ، فَإِذَا قَضَى اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، قَالُوا: مَنْ يَشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ؟ فَيَقُولُونَ: مَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْ أَبِيكُمْ آدَمَ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَكَلَّمَهُ قَبْلًا، فيأتون آدم فيطلب ذلك إليه، فيذكر ذنبا ويقول: ما أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِنُوحٍ فَإِنَّهُ أَوَّلُ رُسُلِ اللَّهِ. فَيُؤْتَى نُوحٌ فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إليه، فيذكر ذنبا ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، ويقول: عليكم بإبراهيم. فيطلب ذلك إليه، فيذكر ذنبًا، فيقول: ما أنا بصاحبكم عليكم بموسى- عليه الصلاة والسلام فإنه قربه نجيا وكلمه وأنزلت عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ. فَيُؤْتَى مُوسَى- صلى الله عليه وسلم -فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا، فَيَقُولُ: لَسْتُ أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِرُوحِ اللَّهِ- عز وجل وَكَلِمَتِهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم فَيُؤْتَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (فَيَأْتُونَنِي) وَلِي عِنْدَ رَبِي- عز وجل ثَلَاثُ شَفَاعَاتٍ وَعَدَنِيهِنَّ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِيَ الْجَنَّةَ وَآخُذُ بِحَلَقَةِ الْبَابِ، ثُمَّ أَسْتَفْتِحُ، فَيُفْتَحُ لي فأحيا وَيُرَحَّبُ بِي فَإِذَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَنَظَرْتُ إِلَى ربي خررت ساجدًا، فيأذن الله لي مِنْ حَمْدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيء مَا أَذِنَ بِهِ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ- عز وجل لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ تُشَفَّعُ، وَسَلْ تُعْطَهْ. فَإِذَا رَفَعْتُ رَأْسِيَ، قَالَ اللَّهُ- عز وجل وَهُوَ أَعْلَمُ-:
مَا شَأْنُكَ؟ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، وَعَدْتَنِيَ الشَّفَاعَةَ فَشَفِّعْنِي فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: قَدْ شَفَّعْتُكَ وَأَذِنْتُ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَزْوَاجِهِمْ وَمَسَاكِنِهِمْ، فَيَدْخُلُ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةٍ فِيمَا يُنْشِئُ وثنتين وسبعين مِنْ وَلَدِ آدَمَ لَهُمَا فَضْلٌ عَلَى مَا أنشأ الله بعبادتهم اللَّهَ فِي الدُّنْيَا فَيُدْخِلُ اللَّهُ الْأُولَى مِنْهُنَّ فِي غُرْفَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٍ بِاللُّؤْلُؤِ عَلَيْهِ تِسْعُونَ زَوْجًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ وَإِنَّهُ لَيَضَعُ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيْهَا ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى يَدَهِ فِي صَدْرِهَا مِنْ وَرَاءِ ثِيَابِهَا وَجِلْدِهَا وَلَحْمِهَا، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مُخِّ سَاقِهَا كَمَا يَنْظُرُ أَحَدُكُمْ إِلَى السَّلْكِ فِي قَصَبَةِ الْيَاقُوتِ، (كَبِدُهُ لَهَا) مِرْآةٌ، فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَهَا لَا يَمَلُّهَا وَلَا تَمَلُّهُ لَا يَأْتِيهَا مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَجَدَهَا عَذْرَاءَ مَا يفتر ذكره ولا تشتكي قبلها، فبينا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ نُودِيَ: قَدْ عَرَفْنَا أَنَّكَ لاتمل وَلَا تُمَلُّ إِنَّهُ لَا مَنِيَّ وَلَا مَنِيَّةً إِلَّا أَنْ يَكُونَ (أَزْوَاجٌ) غَيْرَهَا، فَيَخْرُجُ فَيَأْتِيهِنَّ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، كُلَّمَا جَاءَ وَاحِدَةً قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا فِي الْجَنَّةِ شَيء أَحْسَنَ مِنْكَ وَمَا فِي الْجَنَّةِ شَيء أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ، فَإِذَا وقع أهل النار النَّارِ وَقَعَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ رَبِّكَ أَوْبَقَتْهُمْ أَعْمَالُهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُ قَدَمَيْهِ لَا تجاوز ذلك، ومنهم من تأخذ إلى حقويه، ومنهم من تأخذ جَسَدَهُ كُلَّهُ إِلَّا وَجْهَهُ فَحَرَّمَ اللَّهُ صُورَتَهُ عَلَيْهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَبِّ، مَنْ وَقَعَ فِي النَّارِ مِنْ أُمَّتِي. فَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ. فَيَخْرُجُ أُولَئِكَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ يَأْذَنَ اللَّهُ فِي الشَّفَاعَةِ فَلَا يَبْقَى نَبِيٌّ وَلَا شَهِيدٌ إِلَّا شُفِّعَ، فيقول الله- عز وجل: أخرجوا من النار مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ زِنَةَ الدِّينَارِ إِيمَانًا. فَيَخْرُجُ أُولَئِكَ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ، ثُمَّ يَشْفَعُ اللَّهُ فَيَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ إِيمَانًا ثُلُثَيْ دِينَارٍ، ثُمَّ يَقُولُ: نِصْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ يَقُولُ: ثُلُثَ دِينَارٍ، ثُمَّ يَقُولُ: سُدُسَ دِينَارٍ، ثُمَّ يَقُولُ: قِيرَاطً ثُمَّ يَقُولُ: حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ. فَيُخْرِجُ أُولَئِكَ حَتَّى لا يبقى منهم واحد وحتى لَا يَبْقَى فِي النَّارِ مَنْ عَمِلَ خيَرا قَطُّ وَحَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ لَهُ شَفَاعَةٌ إِلَّا شُفِّعَ، حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ لَيَتَطَاوَلُ لِمَا يَرَى مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ رَجَاءَ أَنْ يُشْفَعَ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: بَقِيتُ أَنَا وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَيُدْخِلَ اللَّهُ يَدَهُ فِي جَهَنَّمَ، فَيُخْرِجَ مِنْهَا مَا لَا يُحْصِيهُ غَيْرُهُ كَأَنَّهُمْ خَبَثٌ فَيُلْقِيَهُمُ اللَّهُ- عز وجل عَلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: نَهْرُ الْحَيَوَانِ، فَيَنْبِتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ فَمَا يلي الشمس منها أُخَيْضِرُ وَمَا يَلِي الظِّلَّ مِنْهَا أَصْفَرَ
فينبتون كنبات الطراثيث حتى يكونوا أمثال الذر مَكْتُوبٌ فِي رِقَابِهِمُ: الْجُهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ. يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِذَلِكَ الْكِتَابِ مَا عَمِلُوا خَيْرًا قَطُّ فَيُلْقَونَ فِي الْجَنَّةِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ.
7680 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: "ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَاحِبُ الصُّورِ فَقَالَ: عَنْ يَمِينِهِ جِبْرِيلُ، وَعَنْ يَسَارَهِ مِيكَائِيلُ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِي.
3-
بَابٌ فِي الْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
فِيهِ حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَتَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ فِي بَابِ الْحِسَابِ عَلَى الصَّلَاةِ.
7681 -
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بُعِثْتُ أَنَا وَقِيَامِ السَّاعَةِ- قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: وَرَأَى فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ ضَمَّ أُصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةُ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ هَاشِمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ وجه آخر.
7682 / 1 - وَعَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: "مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ثُمَّ تَلَتْ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حسابًا يسيرًا مهو} ثم تلت: {ويعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7682 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ وَلَفْظُهُ: عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "لَا يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ فَيُغْفَرْ لَهُ، يَرَى الْمُسْلِمُ عَمَلَهُ فِي قَبْرِهِ وَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل:{فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جان} {يعرف المجرمون بسيماهم} .
7683 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرَّجُلَانِ يَتَبَايَعَانِ الثَّوْبَ لَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ".
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7683 / 2 - وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ "لتقوم الساعة وثوبهما بَيْنَهُمَا لَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومُ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ بِلَبَنِ لَقْحَتِهِ لَا يَطْعَمَهُ، وَلَتَقُومُ الساعة وهو يَلُوطُ حَوْضَهُ لَا يَسْقِيَهُ، وَلَتَقُومُ السَّاعَةُ وَرَفَعَ لُقْمَتَهُ إِلَى فِيهِ لَا يَطْعَمُهَا".
7684 / 1 - وَعَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رضي الله عنه هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: " إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَامُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى رُءُوسِهِمُ الشَّمْسُ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ، كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ، لَا يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وصوركم ورزقكم، ثم عبدتم غيره أن تولوا كُلّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا؟ فَيَقُولُونَ: بَلَى. فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُمَثَّلُ لِكُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَتَّبِعُونَهَا حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ، وَيَبْقَى الْمُؤمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا، وَتَدْمَجُ أَصْلَابُ الْمُنَافِقِينَ فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا كَأَنَّهَا صَيَاصِيُّ الْبَقَرِ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ: ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مثل الجبل،
وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْبَيْتِ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ فَيَنْصَرِفَ على الصراط كالبرق، وكالريح، وكحضر الفرس، وكاشتداد الرجل، حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رجله مثل السراج، فأحيانًا يضيء له، وأحيانًا يخفى عليه، فتنفث مِنْهُ النَّارُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ فَيَقُولُ: مَا يَدْرِي أَحَدٌ مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي، وَلَا أَصَابَ أَحَدًا مِثْلَ مَا أَصَبْتُ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا وَنَجَوْتُ مِنْهَا. قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أدخلني هذا. فيقول: عبدي لعلي إن أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ. فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ إِنْ أَدْخَلْتَنِيهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. قَالَ: فَيَدْخُلَهُ فَبَيْنَمَا هُوَ مُعْجَبٌ بِمَا هُوَ فِيهِ إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخَرُ، فَيَسْتَحْقِرَ فِي عَيْنَهِ الَّذِي هو فيه، فيقول: يا رب، أدخلتني هَذَا. فَيَقُولُ: أَوَلَمْ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ إِنْ أَدْخَلْتَنِي لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. قَالَ: فَيُدْخِلَهُ، حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَ أَبْوَابٍ كُلُّهَا يَسْأَلُهَا ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّورِ، فَإِذَا رَآهُ هَوَى يَسْجُدُ لَهُ، فَيَقُولُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَيَقُولُ: أَلَسْتَ بِرَبِّي؟ فَيَقُولُ: إِنَّمَا أنا قَهْرَمَانٌ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ قَهْرَمَانٍ عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةَ السَّنَةِ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يُرَى أَدْنَاهَا. ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءٍ، فِيهَا سَبْعُونَ بابًا، في كل باب منها أَزْوَاجٍ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ، فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ، فَتَقُولُ: لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنَ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا. وَيَقُولُ لَهَا: لَأَنْتِ مُنْذُ نَاوَلْتِينِي الْكَأْسَ أَحْسَنَ مِنْكِ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا. وَعَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ أَلْوَانُهَا شَتَّى، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا، وَيَلْبَسُ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا، وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ". رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.
7684 / 2 - وَكَذَا الطَّبَرَانِيُّ وَلَفْظُهُ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ، يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ، قَالَ: وَيَنْزِلُ اللَّهُ- عز وجل في ظلل من الغمام من العرلش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألا ترضون مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا أَنْ يُوَلِّيَ كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا، أليس ذلك
عدلا من ربكم؟ قالوا: بلى. فينطلق كل قوم إلى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فينطلقون ويمثل لَهُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ وَالْأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، قَالَ: وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانَ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانَ عزير، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، قال: فيمثل الرب- تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: إِنَّ لَنَا إِلَهًا مَا رَأَيْنَاهُ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلَامَةٌ إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهَا. قَالَ: فَيَقُولُ: مَا هِيَ؟ فَيَقُولُونَ: يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ. فعند ذلك يكشفه عن ساقه، فيخر كل من كان لظهره، وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فلا يستطيعون، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون، ثم يقول: ارفعوا رءوسكم. فيرفعون رُءُوسَهُمْ، فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَدِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلًا يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إبهام قدمه يضيء مَرَّةً وَيُطْفِئُ أُخْرَى، فَإِذَا أَضَاءَ قدَّم قَدَمَهُ، وَإِذَا أُطْفِئَ قَامَ، قَالَ: وَالرَّبُّ- تبارك وتعالى أمامهم، حتى يمر في النار، فبقى أثره كحد السيف، قال: فيقول: فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرْفَةِ الْعَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ من يمر كالسحاب، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّجُلِ، حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي يُعْطَى نُورَهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ يَجْثُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وَتَعْلَقُ يَدٌ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ، فَإِذَا خَلُصَ وَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَعْطَانِيَ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا إِذْ نَجَّانِي مِنْهَا بَعْدَ إِذْ رَأَيْتُهَا، قَالَ: فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى غَدِيرٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُ، فَيَعُودُ إِلَيْهِ رِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَلْوَانُهُمْ، فَيَرَى مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ، فيقول: رب أدخلني الجنة. فيقول الله: أَتَسْأَلُ الْجَنَّةَ وَقَدْ نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ؟ فَيَقُولُ: رب اجعل بَيْنِي وَبَيْنَهَا حِجَابًا حَتَّى لَا أَسْمَعَ حَسِيسَهَا، قَالَ: فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَرَى- أَوْ يُرْفَعَ لَهُ- مَنْزِلٌ أَمَامَ ذَلِكَ، كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ، فَيَقُولُ: أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ. فَيَقُولُ: لعلك إن أعطيته تسأله غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ، وَأَيُّ مَنْزِلٌ أَحْسَنَ مِنْهُ. فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلَهُ، وَيَرَى أمام
ذَلِكَ مَنْزِلًا كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ حُلْمٌ، قَالَ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ. فَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل لَهُ: فَلَعَلَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهُ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ وَأَيُّ مَنْزِلٌ أَحْسَنَ مِنْهُ. فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلَهُ، ثُمَّ يَسْكُتُ فيقول الله- جل ذكره-: مالك لَا تَسْأَلَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ. فَيَقُولُ اللَّهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ- أَلَمْ تَرْضَ أن أُعْطِيكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشْرَةِ أَضْعَافِهِ؟ فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ الرَّبُّ- جَلَّ ذِكْرُهُ-: لَا وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ. فَيَقُولُ: أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ. فيقول: الحق بالناس. قَالَ: فَيَنْطَلِقُ يَرْمُلُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ فَيَخِرُّ سَاجِدًا، فَيُقَالُ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَبِّي- أَوْ تَرَاءَى لِيَ رَبِّي- فَيُقَالُ: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ. قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلًا فَيَتَهَيَّأُ لِلسُّجُودِ لَهُ فَيُقَالَ لَهُ: مَهْ. فَيَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ وَعَبْدٌ من عبيدك، تحت يدي ألف قهرمالى عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحَ لَهُ الْقَصْرَ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ سَقَائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلَاقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا، تستقبله جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءٌ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا، كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى، في كل جَوْهَرَةٍ سُرُرٍ وَأَزْوَاجٍ وَوَصَائِفٍ، أَدْنَاهُنَّ حَوْرَاءٌ عَيْنَاءٌ، عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا، كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سبَعْيِنَ ضعفًا عما كانت قبل ذلك، فتقول: وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنَيَّ سَبْعِينَ ضِعْفًا. فَيُقَالُ لَهْ: أَشْرِفْ. فَيُشْرِفُ فَيُقَالُ لَهُ: مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُكَ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمُّ عَبْدٍ يَا كَعْبُ عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا، فَكَيْفَ أَعْلَاهُمْ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ
…
" فذكر الحديث.
7684 / 3 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَلَفْظُهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال
…
فذكر نحو حديث الطبراني إلا أنه قال: "ألم ترضوا أني أعطيتكم مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافها؟ قال: قال مسروق: فلما بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث ضحك، قال: فقال له رجل: يا أباعبد الرحمن، لقد حدثت بهذا الحديث مرارًا فما بلغت هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحكت! قال: فقال عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يحدث
بهذا الحديث مرارًا، فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك حتى تبدو لهواته ويبدو آخر ضرس من أضراسه لقول إنسان. قال: فيقول الرب- تبارك وتعالى: لا، ولكني على ذلك قادر
…
" فذكر ما رواه الطبراني وزاد بعد"مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ": "إن الله لا ينام فوق العرش والماء، فخلق لنفسه دارًا بيده، فزينها بما شاء وجعل فيها الثمرات والشراب، ثُمَّ أَطْبَقَهَا فَلَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ منذ خلقها لَا جِبْرِيلُ وَلَا غَيْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، ثُمَّ قرأ كَعْبُ:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قرة أعين} وخلق دون ذلك جنتين فزينهما بما شاء وجعل ما ذكر فيها من الحرير والسندس والإستبرق، وأراها من شاء من خلقه من الملائكة، فمن كان كتابه في عليين يرى في تلك الدار فإذا ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم ينزل خيمة من خيام الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه حتى إنهم يستنشقون ريحه، ويقولون: واهًا لهذا الريح الطيبة، ويقولون: لقد أشرف اليوم علينا رجل من أهل عليين. فقال عمر: وَيْحَكَ يَا كَعْبُ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبُ قَدِ استرسلت فاقبضها. فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إن لجهنم زفرة ما من ملك مقرب ولا نبي إلا يخر لركبتيه حتى يقوله إبراهيم خليل الله: رب نفسي نفسي. وحتى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلَ سَبْعِينَ نَبِيَّا إِلَى عملك لظننت أن لا تنجو منها".
7685 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مُنَادِيًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنَادِي: يَا آدَمُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثًا مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ آدم: كم من كم؟ فيقول: من كل مائة تسعة وتسعون. فقال رجل من القوم: فمن الناجي منا بعد ذلك؟ قَالَ: مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، وَهُوَ ضعيف.
7686 -
وعن حكيم بن معاوية، عَنْ أَبِيهِ- رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَجِيئُونَ يَوْمَ القيامة على أفواهكم الفدام، فأول مايتكلم مِنَ الْإِنْسَانِ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7687 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ- رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُحْشَرُ أَوْلَادُ الزِّنَا فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
7688 -
وعن أم سلمة- رضي الله عنها قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً حُفَاةً. فَقَالَتْ أم سلمة: يا رسول الله، وا سوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض؟ قال: تشغل الناس يا أم سلمة. قالت: ما يشغل الناس؟ قَالَ: نَشْرُ الصُّحُفِ، فِيهَا مَثَاقِيلُ الذَّرِّ، وَمَثَاقِيلُ الْخَرْدَلِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.
7689 -
وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بعث يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، ثُمَّ أَذْهَبُ إِلَى أَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَيُبْعَثُونَ مَعِي، ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتُونَ فَأَبْعَثُ بين أهل الحرمين".
وواه الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُرْسَلًا بِسَنَدٍ فِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٍ.
7690 -
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَأَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَأُحْشَرُ مَعَهُمْ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
7691 -
وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "تُمْطِرُ السَّمَاءُ حَتَّى تشق الأرض عن الْمَوتَى فَيَخْرُجُونَ". رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٍ.
7692 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَيُوقَفُ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوتٍ يُسْمِعُ الخلائق: سعد فلان سعادة لا شقاء بعدها أبدًا، وإن خف مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: شَقِيَ فُلَانٌ شَقَاوَةً لَا يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا".
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَالْبَزَّارُ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى صَالِحٍ الْمُرِّيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7693 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَسْأَلُهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلَا تُرْجُمَانٍ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَالْبَزَّارُ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ الْقُرَشِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7694 -
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ أَنْتَ يَا عُوَيْمِرُ إِذَا قِيلَ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَعَلِمْتَ أم جهلت؟ فإن قلت: علمت. قيل: لك فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ وَإِنْ قُلْتَ: جَهِلْتُ. قِيلَ لَكَ: فَمَا كَانَ عُذْرُكَ فِيمَا جَهِلْتَ أَلَا تَعَلَّمْتَ؟ ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسم.
7695 -
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ فِي سِعَتِهَا كَذَا وَكَذَا، وَجُمِعَ الْخَلَائِقُ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جنَّهمُ وَإِنْسُهُمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ قُبِضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا فَيُنْثَرُونَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدُهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الأرض، فزع إليهم أهل الأرض، وقالوا: فيكم رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا، ليس هو فينا وهو آت. ثم تفاض أهل السَّمَاءُ الثَّانِيَةُ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدُهُمْ أَكْثَرَ من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الْأَرْضِ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ فَإِذَا نُثِرُوا عَلَى وجه الأرض، فزعم إليهم أهل الأرض، وقالوا: فيكم رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا، ليس فينا وهو آت. ثم تفاض السموات كلها فتضعف كل سماء على
السموات الَّتِي تَحْتَهَا، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ، كُلَّمَا نُثِرُوا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ، وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ، وَيَرْجِعُونَ إليهم مثل ذلك ثم يفاض أهل السَّمَاءُ السَّابِعَةُ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرَ أَهْلًا من السموات الست ومن جميع أهل الأرض بالضعف فيجيء الله فيهم والأمم جثاء صفوفًا، قال: فينادي مناد: سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحامدون للَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ. فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الجنة، ثم ينادي ثانية: سيعلمون الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمُ الَّذِينَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ومما رزقناهم ينفقون فقال: فيقومون فيسرحون إلى الجنة، قال: ثم ينادي ثالثة: سيعلمون الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمُ الَّذِينَ كَانَتْ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تتقلب فيه القلوب والأبصار قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيُسَرَّحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ، خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِقِ، لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، قَالَ: ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ، فَيَجْلِسُ بهم في جهنم، ثم يخرج ثالثة- قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ: أَحْسَبُهُ أَنَّهُ قَالَ: - إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ، قَالَ: فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حَبَّ السِّمْسِمِ، فَيَجْلِسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً وَمِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً، نُشِرَتِ الصُّحُفَ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينَ وَدُعِيَ الْخَلَائِقُ لِلْحِسَابِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أسامة موقوفًا بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
7696 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ- رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَعْظَمَ أَيَّامِ الدُّنْيَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَإِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةَ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ- عز وجل أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ فَأَيْنَ الْمَلَائِكَةُ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَضَحِكَ، وَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، هَلْ تَدْرِي مَا الْمَلَائِكَةُ؟ إِنَّمَا الْمَلَائِكَةُ خَلْقٌ كَخَلْقِ السَّمَاءِ، وَخَلْقِ الْأَرْضِ، وَخَلْقِ الرِّيَاحِ، وَخَلْقِ السَّحَابِ، وَخَلْقِ الْجِبَالِ، وَسَائِرِ الْخَلْقِ الَّتِي لَا تَعْصَى اللَّهَ شَيْئًا، وَإِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةَ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ- عز وجل أَبُو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَأَنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَومُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا، قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ:
أين أحمد وأمته؟ قال: فيقوم فتتبعه أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرِهَا، قَالَ: فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ، فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ شِمَالٍ وَيَمِينٍ وَيَنْجُوَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ، فَتَلْقَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَتُورِيهِمْ مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، عَلَى يَمِينِكَ وَعَلَى يَسَارِكَ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ، فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌ مِنَ الْجَانِبِ الآخر، قال: ثم يتبعهم الْأَنْبِيَاءُ وَالْأُمَمُ حَتَّى يَكُونَ آخِرِهِمْ نُوحًا".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُخْتَصَرًا، وَالْحَاكِمُ وَاللَّفْظُ لَهُ وَقَالَ: حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَيْسَ بِمَوْقُوفٍ؟ فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ عَلَى تَقَدُّمِهِ فِي مَعْرِفَةٍ قَدِيمَةٍ مِنْ جُمْلَةِ الصَّحَابَةِ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ بِذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمَ.
7697 -
وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يُبْعَثُ الْمُقْتَتِلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النِّيَّاتِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَضَعْفِ جَابِرِ الْجُعْفِيِّ.
7698 -
وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا نَزَلَ الْعَذَابُ عَلَى قَوْمٍ أَصَابَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7699 -
وَعَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَلْبَاءَ السُّلَمِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "لَا تَقُومُ الساعة إلا على حثالة النَّاسِ"
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ النَّهْيِ عَنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ.
7700 -
وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ قَالَ لِأَنَسِ بْنِ مالك- رضي الله عنه: "كيف يبعث الناس يوم القيامة؟ قالت: يُبْعَثُونَ وَالسَّمَاءُ تَطِشُّ عَلَيْهِمْ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7701 -
وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ- رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَتَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ فِي بَابُ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بُعِثَ عَلَيْهِ.
7702 -
وعن ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ- رضي الله عنها: وَالنِّسَاءُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فقالت: وا سوأتاه. فَقَالَ: وَمِنْ أَيِّ شَيء عَجِبْتِ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ؟ قُلْتُ: عَجِبْتُ مِنْ حَدِيثِكَ يُحْشَرُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. قَالَ: فَضَرَبَ عَلَى مَنْكِبِهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ شُغِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّظَرِ، وَتَسْمُو أَبْصَارُهُمْ مَوْقُوفُونَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ مُتَآمِّينَ بِأَبْصَارِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قدميه، ومنهم من يبلغ ساقيه، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ، ثُمَّ يَرْحَمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعِبَادَ، فَيَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ فَيَحْمِلُونَ عرشه من السموات إِلَى الْأَرْضِ، حَتَّى يُوضَعَ عَرْشُهُ فِي أَرْضٍ بَيْضَاءَ لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ تَقُومُ الملائكة حافين من حول العرش، فذلك أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللَّهِ- عز وجل ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيًا فَيُنَادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ الثَّقَلَانِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ: أَيْنَ فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ؟ فَيَشْرَئِبُّ لِذَلِكَ وَيَخْرُجُ ذَلِكَ الْمُنَادِي مِنَ الْمَوْقِفِ، فَيُعَرِّفَهُ اللَّهُ النَّاسَ ثُمَّ يُقَالُ: تَخْرُجُ مَعَهُ حَسَنَاتُهُ، فَيُعَرِّفَ اللَّهُ أَهْلَ الْمَوْقِفِ تِلْكَ الْحَسَنَاتِ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ- تبارك وتعالى قيل: أين أصحاب الْمَظَالِمِ؟ فَيَجِيئُونَ رَجُلًا رَجُلًا، فَيُقَالُ لَهُ: أَظَلَمْتَ فُلَانًا بِكَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ فَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ، يَوْمَ لَا دِينَارَ وَلَا دِرْهَمَ إِلَّا أُخِذَ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَرُدَّ مِنَ السيئات، فلا يزالا أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَقُومُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئًا، فَيَقُولُونَ: مَا بَالُ غَيْرُنَا اسْتَوفَى وَبَقِينَا. فَيُقَالُ لَهُمْ: لَا تَعْجَلُوا فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَيْهِ حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ أَهْلَ الْمَوْقِفِ أَجْمَعِينَ ذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَسَنَاتِهِ قِيلَ: ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ الْهَاوِيَةِ، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ، إِنَّ اللَّهَ
سَرِيعُ الْحِسَابِ، فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَا صِدِّيقٌ، وَلَا شَهِيدٌ، وَلَا بَشَرٌ إِلَّا ظَنَّ مِمَّا رَأَى مِنْ شِدَّةِ الْحِسَابِ أَنَّهُ لَا يَنْجُوَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ- عز وجل".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
لَكِنْ صَدْرَ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مِنْ حديث أم سلمة وتقدم في الباب.
7703 -
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ- رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَاءَ مُنَادٍ فَيُنَادِي بِصَوتٍ يُسمع جَمِيعَ الْخَلَائِقِ كُلَّهَا: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ. ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمُ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون. فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمُ الَّذِينَ كَانَتْ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار. فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمُ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ. فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يُحَاسَبُ سَائِرُ النَّاسِ".
رواه أبو يعلى الموصلي.
4-
بَابٌ فِيمَا يَبْلُغُ الْعَرَقُ وَالشَّمْسُ مِنَ النَّاسِ يوم القيامة فيه حديث ابن عمر المقدم فِي الْبَابِ قَبْلِهِ.
7704 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قِيدِ مِيلٍ، وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا، تَغْلِي مِنْهَا الْهَامُ كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُ، يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه".
قالت: وسمعت أبا الحكم يقوله: "يُزَادُ فِي حَرِّهَا سَبْعَةُ عَشَرَ ضِعْفًا".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الشَّفَاعَةِ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ: "تُعْطِي الشَّمْسُ يَوْمَ القيامة حر عشر سنين، ثم تدنى من جَمَاجِمِ النَّاسِ
…
" الْحَدِيثَ.
7705 -
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: "جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، وأبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَبْلُغُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ. وَقَالَ الْآخَرُ: إِلَى أَنْ يُلْجِمَهُ العرق. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: هَكَذَا، وَوَصَفَ أَبُو عَاصِمٍ، فأمرَّ أُصْبُعَهُ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى فِيهِ" هَذَا وَذَاكَ سَوَاءٌ.
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وصححه.
ولَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مطولا، والحاكم وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
5-
بَابُ مَا جَاءَ فِي الصِّرَاطِ
7706 -
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَتَقَادَعُ لَهُمْ جَنْبَتَا الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ، قَالَ: وَيُنَجِّي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ. قَالَ: ثُمَّ يُؤْذَنُ لِلْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ أَنْ يَشْفَعُوا، فَيَشْفَعُونَ وَيَخْرُجُونَ، وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً مِنْ إِيمَانٍ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالْبَزَّارُ.
7707 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَجُوزُ الصِّرَاطَ، رَجُلٌ يَتَلَوَّى عَلَى الصِّرَاطِ كَالْغُلَامِ حِينَ يَضْرِبُهُ أَبُوهُ، تَزِلُّ يَدُهُ مَرَّةً، فَتُصِيبَهَا النَّارُ، وَتَزِلُّ رِجْلَهُ مَرَّةً، فَتُصِيبَهَا النَّارُ، قَالَ: فَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثَكَ اللَّهُ مِنْ مَقَامِكَ هَذَا فَمَشِيتَ سَوِيًا أَتُخْبِرَنَا بِكُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: أَيْ وَعِزَّتِهِ لَا أَكْتُمُكُمْ مِنْ عَمَلِي شَيْئًا. قَالَ: فيقولون له: قم فامش. قَالَ: فَيَقُومُ فَيَمْشِي حَتَّى يُجَاوِزَ الصِّرَاطَ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَخْبِرْنَا بِعَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَ. فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ: إِنْ أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا عَمِلْتُ رَدُّونِيَ إِلَى مكاني، قال: فيقول لا وعزته ما أذنبت ذَنْبًا قَطُّ. قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: لَنَا عَلَيْكَ بَيِّنَةٌ. قَالَ: فَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا هَلْ يَرَى مِنَ الْآدَمِيِّينَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي الدُّنْيَا أَحَدًا، فَلَا يَرَى أَحَدًا، فَيَقُولُ: هَاتُوا بَيِّنَتِكُمْ. فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، وَتَنْطِقُ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ وَفَخِذُهُ بِعَمَلِهِ، فَيَقُولُ: أَيْ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ عَمِلْتُهَا فَإِنَّ عندي العظائم المطيمرات قال: فيقول الله- عز وجل: اذهب، فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
7708 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، عَلَيْهِ حَسَكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ به ثم ناج، ومحتبس ومنتكس فِيهَا، فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، يَفْقِدُ الْمُؤْمِنُونَ رِجَالًا كَانُوا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا، يُصَلُّونَ صَلَاتَهُمْ، وَيُزَكُّونَ زَكَاتَهُمْ، وَيَصُومُونَ صِيَامَهُمْ، وَيَحُجُّونَ حَجَّهُمْ، وَيَغْزُونَ غَزْوَهُمْ، فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبَّنَا عِبَادًا مِنْ عِبَادِكَ كَانُوا مَعَنَا فِي دَارِ الدُّنْيَا يُصَلُّونَ صَلَاتَنَا، وَيُزَكُّونَ زَكَاتَنَا، وَيَصُومُونَ صِيَامَنَا، وَيَحُجُّونَ حَجَّنَا، وَيَغْزُونَ غَزْوَنَا لَا نَرَاهُمْ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى النَّارِ فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْهُمْ فَأَخْرِجُوهُ، قَالَ: فَيَجِدُونَهُمْ فِي النَّارِ، قَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النار إلى قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ
أَخَذَتْهُ إِلَى أُزْرَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى ثَدْيَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى عُنُقِهِ وَلَمْ تَغْشَ الْوُجُوهَ، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا فَيَطْرَحُونَهُمْ فِي مَاءِ الْحَيَاةِ قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا مَاءُ الْحَيَاةِ؟ قالْ غُسْلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الزرعة في غثاء السيل، تم تَشْفَعُ الْأَنْبِيَاءُ فِي كُلِّ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا، ثُمَّ يَتَحَنَّنُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ عَلَى مَنْ فِيهَا، فَمَا يُتْرَكُ فِيهَا عَبْدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا أَخْرَجُوهُ مِنْهَا".
رَوَاهُ أحمد بن منيع، ورواته ثقات، وأبو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ مُخْتَصَرًا وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ.
7709 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ دَحِضٌ مَزَلَّةٌ، ذَاتُ حَسَكٍ وَكَلَالِيبٍ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنَيْعٍ.
7710 -
وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُونَ عَلَى الصِّرَاطِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ- يعني المؤمنين".
رواه الحارت بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْقَاسِمِ وَهُوَ ضَعِيفٌ
7711 -
وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ- رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "يَعَرِّفُنِي اللَّهُ- عز وجل نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْجُدُ سَجْدَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ أَمْدَحُهُ مَدْحَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِيَ بِالْكَلَامِ، ثُمَّ تَمُرُّ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ مَضْرُوبٌ بَيْنَ ظَهْرَانِيِّ جَهَنَّمَ، فَيَمُرُّونَ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ وَالسَّهْمِ، وَأَسْرَعَ مِنْ أَجْوَدِ الخيل، حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ فِيهَا يَحْبُو، وَهِيَ الْأَعْمَالُ، وجهنم تسأل المزيد، حتى يضع الجبار قدمه فِيهَا فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ. وَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ. قِيلَ: وَمَا الْحَوضُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ- أَوْ فِي يَدِهِ- إِنَّ شَرَابَهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَآنِيَتِهِ أَكْثَرُ عَدَدًا مِنَ النُّجُومِ لَا يَشْرَبُ مِنْهُ إِنْسَانٌ فَيَظْمَأُ أَبَدًا وَلَا يُصْرَفُ فَيَرْوَى أَبَدًا".
رَوَاهُ أَبُو يعلى الموصلي.
6-
بَابٌ فِي حُضُورِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِلْحِسَابِ
فِيهِ حديث جابر وابن عباس، وسيأتيان فِي الْبَابِ بَعْدَهُ.
7712 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَجِيء الصَّلَاةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَا الصَّلَاةُ. فيقول الله- عز وجل: إنك على خير. ثُمَّ تَجِيء الصَّدَقَةُ فَتَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَنَا الصدقة. فيقول: إنك على خير. ويجيء الصِّيَامُ، وَتَجِيء الْأَعْمَالُ كَذَلِكَ فَتَقُولُ: أَيْ رَبِّ. ويجيء- أحسبه قال الإسلام- فيقول: أَيْ رَبِّ أَنْتَ السَّلَامُ وَأَنَا الْإِسْلَامُ. فَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ آخُذُ الْيَوْمَ وَبِكَ أُعْطِي. ثُمَّ تَلَا الْحَسَنُ: {إن الدين عند الله الإسلام} {ومن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وهو في الآخرة من الخاسرين} ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ
7-
بَابٌ فِيِ الْعَدْلِ فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
7713 / 1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ- رضي الله عنه قَالَ: "بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَرَيْتُ بَعِيرًا فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلا، ثُمَّ سِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ مِصْرَ، قَالَ: فخرج إلي غلام أسود فقلت: استأذن لي على فلان. قالت: فدخل، فقال: إن أعرابيًا بالباب يستأذن. قال: فاخرج إليه فقل له: من أنت؟ فقال له: أخبره أني جابر بن عبد الله. قال: فخرج إليه فالتزم كل واحد منهما صاحبه فقال: ما جاء بك؟ قال: حديث بلغني أنك تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في القصاص، وما أعلم أحدًا يحفظه غيرك، فأحببت أن تذاكرنيه. قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يقول: إذا كان يوم القيامة حشر الله- عز وجل عباده عراة غرلا بُهْما، فيناديهم بصوت يسمعه من
بَعُدَ منهم كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك، أنا الديان، لا تظالموا اليوم، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار قبَلَه مظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار ولأحد من أهل الجنة قبله مظلمة، حتى اللطمة باليد. قالوا: يا رسول الله، وكيف وإنما نأتي عراة غرلا بُهْا؟ قال: من الحسنات والسيئات".
رواه مسدد والحارث.
7713 / 2 - وأبو يعلى
…
فذكره وزاد في آخر: قال: وحدثني جابر بن عَبْدِ اللَّهِ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم -قال: "إن أشد- أو قال: أكبر- ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط".
7713 / 3 - قال: وحدثني جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نكح العبد- أو قال: تزوج العبد - بغير إذن سيده فهو عاهر".
7713 / 4 - ورواه الحاكم وصححه وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بلفظ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ"أنه سمع جابر بن عبد الله قال: بلغني حديث عن رجل سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيًرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرًا حتى قدمت الشام فإذا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنِيسٍ- رضي الله عنه فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله؟ قلت: نعم. فخرج إلي يطأ ثوبه فاعتنقني وعانقته فقلت: حديثًا بلغني عنك أنك سَمِعْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه منك. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر العباد- أو قال الناس- عراة غرلا بهما. فقلت: وما بهم؟ قال: ليس معهم شيء، فيناديهم: أنا الملك أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار
…
" فذكره.
وله شاهد وتقدم في باب الرحلة في طلب العلم.
7714 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ- عز وجل لَيَدْعُو الْعَبْدَ يوم القيامة فيذكره آلاءه ونعماءه حتى يقول فيما يقول: سألتني في
يوم كذا وكذا أن أزوجك فلانة- يسميها- فَزَوَّجْتُكَهَا".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ فِيهِ الْهَجَرِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7715 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَّبِرُونَ؟! ثُمَّ يَطْوِي الْأَرْضِينَ، ثُمَّ يأخذهن بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟! ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هذا السياق.
7716 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ ليلة البدر ليس في سحابة؟ قَالُوا: لَا. قَالَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، فَيَلْقَى الْعَبْدُ رَبَّهُ فَيَقُولُ: أَيْ فُل أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدُكَ، وَأُزَوِّجُكَ، وَأُسَخِّرُ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَذَرُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ. قَالَ: فيقول: بلى يا رب. قال: فيقول: فظننت أَنَّكَ ملاقيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: إِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي. ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَيَقُولُ، أَيْ فُلُ أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدُكَ، وَأُزَوِّجُكَ، وَأُسَخِّرُ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَأَذَرُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ. قَالَ: فَيَقُولُ: بلى يا رب. قال: فيقول: فظننت أَنَّكَ ملاقيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ فَيَقُولُ: أَيْ فُلُ، أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدُكَ وَأُزَوِّجُكَ وَأُسَخِّرُ لَكَ الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: ظننت أنك ملاقيّ؟ فيقول: آمنت بك وبكتابك وَبِرُسُلِكَ، وَصَلَّيْتُ، وَصُمْتُ، وَتَصَدَّقْتُ، وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا استطاع.
قالت: فَيَقُولُ: فَهَا هُنَا إِذَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: ألا نبعث شاهدنا عليك. فيفكر في نفسه من ذا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ. فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ وَيُقَالُ لفخذه: انطقي. فينطق فخذه ولحمه وعظامه بِعَمَلِهِ مَا كَانَ، وَذَلِكَ لِيُعْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ، وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَا لِتَتْبَعَ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانت تعبد من دون الله فتتبع الشياطين والصلب أولياؤهم إِلَى جَهَنَّمَ قَالَ: وَبَقِينَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ فَيَأْتِيَنَا ربنا- عز وجل وهو ربنا وهو يثيبنا، فيقولن: علام هؤلاء؟ فيقولون: نحن عباد الله المؤمنين آمَنَّا بِاللَّهِ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَهَذَا مقامنا حتى يأتينا ربنا- عز وجل وهو ربنا وهو مثبتنا. قَالَ: ثُمَّ يَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ الْجِسْرَ وَعَلَيْهِ كَلَالِيبٌ مِنْ نَارٍ تَخْطَفُ النَّاسَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حلت الشفاعة أو دعوى الرسل يومئذ،: اللَّهُمَّ سَلِّمْ، أَيِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ، فَإِذَا جَاوَزُوا الْجِسْرَ فَكُلُّ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ مِنَ الْمَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكُلُّ خزنة الجنة يدعونه: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا مُسْلِمَ، هَذَا خَيْرٌ فتعال. قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن مذا العبد لا توىً عليه يدع بابًا ويلج (بابًا) قال: فضربه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: والذي نفس محمد بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُوَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".
رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو يَعْلَى إِلَّا أَنَّهُ قَالَ:"فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لِفَخِذِهِ: انْطِقِي. فَذَلِكَ الَّذِي يُعْذَرُ مِنْ نَفْسِهِ وَيَغْضَبُ اللَّهُ- عز وجل عَلَيْهِ".
وَرَوَاهُ مُخْتَصَرًا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ. ترأس بمثناة فوق، ثم راء ساكنة، ثم همزة مفتوحة أي: يصير رئيسًا. وتربع بموحدة بعد
في الراء مفتوحة معناه: يأخذ مأخذة رئيس الجيش لنفسه وهو ربع المغانم ويقال له: الرباع.
7717 -
وعن ابن عباس- رضي الله عنهما أدن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال"إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ حَدَّثَهُ: أَنَّ اللَّهَ- تبارك وتعالى قضى أن يُؤْتَى بِعَمَلِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسَنَاتِهِ وَسَيِّئَاتِهِ فَيُقَصُّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَإِنْ بَقِيَتْ لَهُ حَسَنَةٌ واحدة وسمع اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ". قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنُ أَبَانَ: قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ: يَزْدَادُ فَإِنْ ذَهَبَتِ الْحَسَنَةُ فَلَمْ يَبْقَ شَيء؟ فَقَالَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يوعدون} .
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.
7718 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- أو ابْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهم عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يُدْنِي اللَّهُ عز وجل عَبْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يضع عليه كنفه فيقرره بسيئاته فيقول: هل تعرف؟ فيقول: نعم. فيقول: سترتها في الدنيا وأغفرها اليوم، ثم يُظهِر له حسناته فيقول: {هاؤم اقرءوا كتابيه} أو كما قال. قال: وأما الكافر فإنه ينادى به على رءوس الأشهاد" رواه أبو يعلى الموصلي.
8-
باب ما جاء في المماليك وساداتهم والقصاص بين الحيوانات وَفِيمَنْ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ الْعَذَابُ
7719 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"وَيْلٌ لِلْمَمْلُوكِ مِنَ الْمَالِكِ، وَوَيْلٌ لِلْمَالِكِ مِنَ الْمَمْلُوكِ، وَوَيْلٌ لِلْغَنِيِّ مِنَ الْفَقِيرِ، وَوَيْلٌ لِلْفَقِيرِ مِنَ الْغَنِيِّ، وَوَيْلٌ لِلشَّدِيدِ مِنَ الضَّعِيفِ، وَوَيْلٌ لِلضَّعِيفِ مِنَ الشديد".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ وَلَهُ شَاهِدٌ من حديث حذيفة رواه الطبراني والبزار.
7720 -
وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ- رضي الله عنه قَالَ: "رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شاتين تنتطحان قال: يا أباذر، أَتَدْرِي فِيمَا تَنْتَطِحَانِ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: لَكِنْ رَبُّكَ يَدْرِي وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى التَّابِعِيِّ وَلَمْ يُسَمَّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْعِلْمِ.
7721 -
وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ- رضي الله عنه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْجَمَّاءَ لَتَقْتَصُّ مِنَ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنَّ أَصْلَهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الدِّيَاتِ.
7722 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال: "والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى الشَّاتَيْنِ، فِيمَا انْتَطَحَتَا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وفي سَنَدَيْهِمَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ
ابن عَمْرٍو.
7723 -
وَعَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: "سارَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَجُلًا من أهل الأرض بشيء فَكَلَّمَهُ فِيهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقِيلَ لَهُ: أَغْضَبْتَ الْأَمِيرَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ أَنْ أُغْضِبَهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ والحميدي وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
9-
بَابٌ فِي هَجْعَةِ الْكَافِرِ وَحِسَابُهُ وَكَيْفَ يُنْصَبُ لَهُ وَمَا جَاءَ فِي تَخْفِيفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
7724 -
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: "لِلْكَافِرِ هَجْعَةٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَذُوقُونَ فِيهَا طَعْمَ النَّومِ فَإِذَا كان يوم القيامة قال الكافر: {ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا} فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ المرسلون} ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ لَيْثٍ عَنْهُ بِهِ.
7725 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
7726 / 1 - وَعَنْ جَابِرٍ- رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قال: "العار والتخزية تبلغ من ابن آدم في القيامة بين يدي الله- تعالى- ما يتمنى العبد أن يؤمر به إلى النار".
رواه أبو يعلى بسند ضعيف؟ لضعف الفضل بن عيسى بن أبان الواعظ.
7726 / 2 - ومن طريقه رواه البزار ولفظه: "إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول: يا رب، إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب".
7727 / 1 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّ الْكَافِرُ يَرَى جَهَنَّمَ، وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتَهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً".
7727 / 2 - وَفِي رِوَايَةٍ: "إِذَا كان يوم القيامة أعرف الكافر بعمله فجحد وخاصم. فيقال،: هَؤُلَاءِ جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ. فَيَقُولُ: كَذَبُوا. فَيَقُولُ: أَهُلُكَ عَشِيرَتُكَ! فَيَقُولُ: كَذَبُوا. فَيَقُولُ: احْلِفُوا. فَيَحْلِفُوا، ثُمَّ يُصْمِتَهُمُ اللَّهُ وَتَشْهَدُ أَلْسِنَتُهُمْ، وَيُدْخِلَهُمُ النَّارَ"
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ مَدَارُهُ عَلَى ابْنِ لَهِيعَةَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَكِنْ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.
7728 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قالت: "قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خمسين ألف سنة مَا أَطْوَلَ هَذَا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ من صلاة مكتوبة يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
7729 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ فَيُهَوَّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ- أَوْ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
10-
بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَعْتُوهِ وَالشَّيْخِ الْفَانِي وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُذْكَرُ
7730 -
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُؤْتَى بِأَرْبَعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: بِالْمَوْلُودِ، وَالْمَعْتُوهِ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ، وَالشَّيْخِ الْفَانِي، كُلُّهُمْ يَتَكَلَّمُ بِحُجَّتِهِ، فَيَقُولُ الرَّبَّ- عز وجل لِعُنُقٍ مِنَ النَّارِ: ابْرُزْ. فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنِّي كُنْتُ بَعَثْتُ إِلَى عِبَادِي رُسُلًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وإني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه. قالت: فَيَقُولُ مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ: يَا رَبِّ أَنَّى نَدْخُلَهَا وَمِنْهَا كُنَّا نَفِرُّ. قَالَ: قَالَ: ومن كتب عليه السعادة يمضي يتقحم فيها مسرعًا. قال: فيقول- تبارك وتعالى: أَنْتُمْ لِرُسُلِي أَشَدَّ تَكْذِيبًا
وَمَعْصِيَةً، فَيُدْخِلُ هَؤُلَاءِ الْجَنَّةَ، وَهَؤُلَاءِ النَّارَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حديث الأسود بن لمريع، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ.
7731 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعَةَ كُلُّهُمْ يُدْلِي عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحُجَّةٍ وَعُذْرٍ: رَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ، وَرَجُلٌ أَدْرَكَ الْإِسْلَامَ هَرِمًا، وَرَجُلٌ أَصَمٌّ أَبْكَمٌ، وَرَجُلٌ مَعْتُوهٌ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ- عز وجل إِلَيْهِمْ رَسُولًا، فَيَقُولُ: أَطِيعُوهُ فَيَأْتِيَهُمُ الرَّسُولُ لِيُؤَجِّجَ لَهُمْ نَارًا، فَيَقُولُ: اقْتَحِمُوهَا؟ فَمَنِ اقْتَحَمَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا، وَمَنْ لَا حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٌ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.
11-
باب في ذكر الحوض
فيه حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَتَقَدَّمَ فِي الْفِتَنِ فِي بَابِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَحَدِيثِ أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الصراط وحديث أبي أمامة وسيأتي في كتاب صفة الجنة في باب من يدخل الجنة بلا حساب.
7732 -
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ- رضي الله عنه قَالَ: "بَعَثَ إليَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فَقَالَ: مَا أَحَادِيثَ تَبْلُغُنِي تُحَدِّثُ بِهَا وَتَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تزعم أن له حَوْضًا فِي الْجَنَّةِ، قُلْتُ: حَدَّثَنَا ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ووعدناه، فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ سَمِعَتْهُ إِذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأُ مِقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَا كَذَبْتَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
رواه مسدد وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
ورواه أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا.
7733 -
وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ وَرَدَ عليَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَلَا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7734 -
وَعَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ- رضي الله عنها قَالَتْ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لَكَ حَوْضًا؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَحَبُّ مَنْ يَرِدُهُ إِلَيَّ قَوْمُكِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7735 -
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رضي الله عنه قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
7736 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا بَالُ رجال يقولون إن رحم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَنْفَعُ قَوْمُهُ، بَلَى وَاللَّهِ إِنَّ رَحِمِي مَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، فَإِذَا جِئْتُمْ، قَالَ رجل: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان. وقال آخر: أنا فلان بن فُلَانٍ. فَأَقُولُ! أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي، وَارْتَدَدْتُمُ الْقَهْقَرَى".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ
حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَتَقَدَّمَ فِي الْبِرِّ وَالصِّلَةِ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي رَحِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ.
7737 -
وعن يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ:"قلت: يا أباحمزة، إِنَّ قَوْمًا يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا بِالْكُفْرِ وَالشِّرْكِ. قَالَ أَنَسٌ: أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ. قُلْتُ: وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ لِيَ حَوْضًا عَرْضُهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْكَعْبَةِ- أَوْ قَالَ: صَنْعَاءَ- أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فِيهِ آنِيَةٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ، يَمُدُّهُ ميزابان من الجنة، من كذب به لم يصب به الشُّرْبَ". رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَيَزِيدُ الرُّقَاشِيُّ ضَعِيفٌ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ الْمَسْعُودِيُّ.
وَلَهُ شَوَاهِدٌ تَقَدَّمَتْ فِي الْفِتَنِ فِي بَابِ شَرِّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ.
12-
بَابٌ فِي الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ
فِيهِ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ وَتَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ فِي سورة الإسراء، وحديث سلمان وعلي بن الحسين أو سيأتيان، في باب ذكر الشفاعة.
7738 -
وعن أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- رضي الله عنه قَالَ: "ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ فِي الشَّفَاعَةِ فَيَقُومُ رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلَ- عليه السلام ثُمَّ يَقُومُ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ، ثُمَّ يَقُومُ مُوسَى أَوْ عِيسَى- قَالَ أَبُو الزَّعْرَاءِ: لَا أَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ- ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم -وَعَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ رَابِعًا، فَيَشْفَعُ لَا يُشْفَعُ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ فِي أَكْثَرَ مِمَّا يَشْفَعُ، وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ- عز وجل:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مقامًا محمودًا} .
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى، ورواة النسائي ثِقَاتٌ.
13-
بَابٌ فِي أَوَّلِ مَنْ يُكسى يَوْمَ القيامة وما جاءفي صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
7739 / 1 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رضي الله عنه قَالَ: "أَوَّلُ مَنْ يُكسى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمَ- عليه الصلاة والسلام قِبْطِيَّتَيْنِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وهو عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ". رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.
7739 / 2 - وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ قَالَ عَلِيٌّ: "أَوَّلُ مَنْ يُكسى مِنَ الْخَلَائِقِ إِبْرَاهِيمُ قِبْطِيَّتَيْنِ ويُكسى مُحَمَّدٌ بُرْدَةً حَبِرَةً وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ".
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
77400 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: "قيل: يارسول اللَّهِ، بِمَ تَعْرِفُ أُمَّتُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ، وَفِي سَنَدِهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7741 -
وَعَنْ جَابِرٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ" رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ، وَابْنِ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَتَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ فِي الطَّهَارَةِ، وَسَيَأْتِي حَدِيثُ ابْنِ عباس الطويل في باب ذكر الشفاعة.
7742 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يأتي من أمتي يوم القيامة مثل الليل والسيل، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لَمَا جَاءَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا جَاءَ مَعَ عَامَّةِ الْأَنْبِيَاءِ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
14-
بَابٌ فِيمَنْ يُظل فِي ظِلِّ اللَّهِ أَوْ ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلاظله
وَقَعَ لِي فِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ مِنْ شَرْطِي لِهَذَا الْكِتَابِ فَأَرَدْتُ جَمْعَهَا مَعَ مَا هُوَ مِنْ شَرْطِي لِلْفَائِدَةِ، فِيهِ حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ صِفَةِ الجنة في باب المتحابين لله- عز وجل وَرَوَى الْإِمَامُ مَالِكٌ وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ والترمذي وغيرهم من حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يقول:"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللِّهِ- عز وجل وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٌ وَجَمَالٌ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ. ورجل تصدق بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٍ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عيناه".
7743 -
وعن سَلْمَانَ- رضي الله عنه قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ- عز وجل فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ القيامة: رجل ذكر الله- عز وجل فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ أَفْنَى شَبَابَهُ وَنَشَاطَهُ فِي
عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ من حبها، ورجل تصدق بصدقة بيمينه وكان يخفيها من شِمَالِهِ، وَرَجُلَانِ الْتَقَيَا فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: إني أحبك في الله- عز وجل تصادرا على ذلك، وَرَجُلٌ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ تدعوه إلى نفسها فقال: إني أخاف الله- عز وجل وَإِمَامٌ مُقْتَصِدٌ".
رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سننه موقوفًا وفي سنده إبراهيم الهجري قَالَ الْإِمَامُ أَبُو شَامَةَ شَارِحُ الشَّاطِبِيَّةِ- رحمه الله: وأنشدكم لنفسي في المعنى:
وقال النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى إِنْ سَبْعَةً يُظِلُّهُمُ اللَّهُ الْكَرِيمُ بِظِلِّهِ
مُحِبٌّ عَفِيفٌ نَاشِئٌ مُتَصَدِّقٌ مُصَلٍّ وَبَاكٍ والإمام بعدله
7744 -
وعن أَبِي الْيَسَرِ وَاسْمُهُ: كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عباد- رضي الله عنه قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْ مُعْسِرٍ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ".
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ وَاللَّفْظُ لَهُ وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ. وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ بَلْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وقصَّر الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ- رحمه الله فِي كِتَابِ التَّرْغِيبِ فَعَزَاهُ لِابْنِ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ وَلَمْ يَعْزُهُ لِمُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهِ.
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ وَتَقَدَّمَ في الزكاة في باب استحقاق الإمام.
وعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ غَارِمًا فِي عُسْرَتِهِ، أَوْ مُكَاتَبًا فِي رَقَبَتِهِ، أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يوم لاظل إلاظله".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْمُكَاتِبِ، وَتَقَدَّمَ جُمْلَةِ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ الْقَرْضِ فِي بَابِ فَضْلِ إنظار المعسر.
7746 -
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: "مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
…
" الْحَدِيثُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يحى بْنِ أَبِي عُمَرَ، وَأَبُو يَعْلَى وَابْنُ مَاجَهْ وابن حبان قي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ، وَتَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ في باب من جهز غازيًا.
7747 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم -قال: "أَوْحَى اللَّهُ- تَعَالَى- إِلَى إِبْرَاهِيمَ- عليه الصلاة والسلام: يَا خَلِيلِي، حَسِّنْ خُلُقَكَ وَلَوْ مَعَ الكفار، تدخل مدخل الأبرار، فإن كَلِمَتِي سَبَقَتْ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ أَنْ أُظِلُّهُ تَحْتَ عَرْشِي وَأَنْ أَسْقِيَهُ مِنْ حَظِيرَةِ، قُدْسِي وَأَنْ أُدْنِيهِ مِنْ جُوَارِي".
قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: رواه الطبراني بسند ضعيف.
قالت شيخنا شيخ الإسلام قاضي الْقُضَاةِ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ: وَأُنْشِدُكُمْ لِنَفْسِي فِي المعنى:
وزد سبعة إظلأل غاز وعونه وإنظارذي عسروتخفيف ثُقْلِهْ
وَتَحْسِينُ خُلُقٍ مَعْ إِعَانَةِ غَارِمٍ خَفِيفِ يدحتى مكاتب أهله
7748 -
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ- عز وجل تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْوُضُوءُ فِي الْمَكَارِهِ وَالْمَشْيُ إِلَى الْمَسَاجِدِ فِي الظُّلَمِ، وَإِطْعَامُ الْجَائِعِ".
رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي كِتَابِ الثَّوَابِ وَأَبُو القاسم الأصبهاني.
7749 -
وَعَنْهُ مَرْفُوعًا: "مَنْ حَفَرَ قَبْرًا بَنَى اللَّهُ له بيتًا في الجنة
…
". الحديث بطوله. "ومن كَفَلَ يَتِيمًا أَوْ أَرْمَلَةً أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ".
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِي سَنَدِهِ الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، وَقَدْ ضُعِّفَ.
7750 -
وَعَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَدْرُونَ مَنِ السَّابِقِينَ، وَالسَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ، وَإِذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ، وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وفي سندهما ابْنُ لَهِيعَةَ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَضَاءِ مِنْ حكم عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
7751 -
وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "زر القبور تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ، وَاغْسِلِ الْمَوْتَى فَإِنَّ مُعَالَجَةَ جَسَدٍ خَاوٍ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ، وَصَلِّ عَلَى الْجَنَائِزِ لَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يُحْزِنْكَ فَإِنَّ الْحَزِينَ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَتَعَرَّضُ لِكُلِّ خَيْرٍ".
رَوَاهُ الْحَاكِمُ، قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ: رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7752 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "التَّاجِرُ الصَّدُوقُ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ الْأَصْبَهَانِيُّ وَغَيْرُهُ.
قَالَ شَيْخُنَا قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ أَبْقَاهُ اللَّهُ وَأُنْشِدُكُمْ لِنَفْسِي
في المعنى:
وزدتسعة حزن ومشي لمسجد وكره وضوءثم مُطْعِمِ فَضْلِهِ
وَآخِذُ حقٍّ بَاذِلٌ ثُمَّ كَافِلٌ وتاجرصدق في المقال وفعله
7753 -
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَدِّبُوا أَوْلَادَكُمْ عَلَى خِصَالٍ ثَلَاثٍ: عَلَى حُبِّ نَبِيِّكُمْ، وَحُبِّ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَعَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّ حَمَلَةَ الْقُرْآنِ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ مَعَ أَنْبِيَائِهِ وَأَصْفِيَائِهِ".
رَوَاهُ صَاحِبُ مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ.
7754 -
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ اللَّهُ الْجِنَّ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ وَخَشَاشُ الْأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ، وَخَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ كَالْبَهَائِمِ قَالَ اللَّهُ- عز وجل: {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بها
…
} الْآيَةَ، وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ وَأَرْوَاحُهُمْ أَرْوَاحُ الشَّيَاطِينِ، وَصِنْفٌ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لاظل إلاظله".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رواته وضعف بعضهم.
7755 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَعُودُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ خَاضَ فِي الرَّحْمَةَ إِلَى حَقْوَيْهِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةِ وَغَمَرَتِ الْمَرِيضَ الرَّحْمَةُ، وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظِلِّ قُدْسِهِ
…
" الحد يث.
رواه أبو يعلى الموصلي وتقدم بطوله لا الطِّبِّ فِي بَابِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.
7756 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: "ثَلَاثَةٌ فِي ظِلِّ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: وَاصِلُ الرَّحِمِ وَيُمَدُّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَيُوسَعُ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَامْرَأَةٌ مَاتَ زَوْجُهَا وَتَرَكَ أَيْتَامًا فَتَقُومُ هِيَ عَلَى الْأَيْتَامِ حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ أَوْ يموتوا، ورجل اتخذ طعامًا فدعا إليه اليتامى والمساكين". رواه أبو الليث السمرقندي في كتاب تنبيه الغافلين بغير إسناد ولم أقف له على أصل.
7757 -
وعن رجل من الأنصار- وكان بدريًا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من أحب أَنْ يَسْتَظِلَّ- أَوْ يُظِلَّهُ اللَّهُ- مِنْ فِيحِ جهنم- أو من فَوْحِ-؟ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ: نَحْنُ يَا رَسُولَ الله. قال: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْ غَرِيمَهُ".
رواه عبد بن حميد، وعنه أحمد بن منيع: ثنا أبو مريم، ثنا أبو جعفر
…
فذكره.
15-
باب في ذكر الشفاعة
فيه حديث ابن عمر وَتَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ، وَحَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ وَتَقَدَّمَ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ فِي بَابِ إخباره بالمغيبات، وحديث الحارث بن أقيس وسيأتي في عظم أهل النار
وقبحهم، وحديث أبي سعيد الخدري وتقدم في صفة الدجال، وحديث أبي هريرة وتقدم في كتاب البعث، وَحَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمٍ وَتَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ فِي بَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ وتقدم في الخصائص.
7758 / 1 - وعن أبي نضرة قالت: "خطبنا ابْنُ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ دَعْوَةٌ كُلُّهُمْ قد تنجزها فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي ادَّخَرْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَإِنِّي سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لِوَاءُ الْحَمْدِ، تَحْتَهُ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ وَلَا فَخْرٌ، وَيَشْتَدُّ كَرْبُ ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى النَّاسِ، فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم أبي الشر فيشفع لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِي بَيْنَنَا. فَيَأْتُونَ آدم- عليه الصلاة والسلام فيقولون: أنت خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي أُخْرِجْتُ من الجنة بخطيئتي وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي إِلَّا نَفْسِي وَلَكِنِ ائْتُوا نوحًا- عليه السلام أَوَّلُ النَّبِيِّينَ. فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي دَعَوْتُ دَعْوَةً أَغْرَقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي إِلَّا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا إبراهيم خليل الله. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ- عليه السلام فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي كَذَبْتُ فِي الْإِسْلَامِ ثَلَاثُ كَذِبَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهِ مَا حَاوَلَ بِهِنَّ إِلَّا عَنْ دِينِ اللَّهِ، قَوْلُهُ: إِنِّي سَقِيمٌ، وَقَوْلُهُ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا، وَقَوْلُهُ لِسَارَةَ: قُولِي: إِنَّهُ أَخِي، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى- عليه السلام عَبْدًا اصطفاه الله برسالاته وبكلماته. فيأتون فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى- عليه السلام رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ. فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إني لست هناكم إني اتخذت وأمي إلاهين مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ مَتَاعًا فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ أَكَانَ يُوصَلُ إِلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ فَيَقُولُونَ: لَا: فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَيَأْتِينِي النَّاسُ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا. فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ- عز وجل أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ مُحَمَّدُ وأمته؟ فأقوم وتتبعني أمتي غُرًّا محجلين من أثر الطَّهُورِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ، أَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ وتفرج لنا الأمم عن طريقنا فَأَنْتَهِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ فَيُقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَأَقُولُ: أَحْمَدُ. فَيُفْتَحُ لِي، فَأَنْتَهِي إِلَى رَبِّي- عز وجل وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ فَأَخِرُّ ساجدًا وأحمد ربي
بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلَا يحمده بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقل يسمع، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعَ. فَأَشْفَعُ فَيُقَالُ: اذْهَبْ فَأَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ من الخير كذا. فأنطلق فأخرجهم، ثم أرجع فأخر ساجدًا فيقال: ارفع رأسك، وقل يسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ. فَيُحَدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجَهُمْ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
7758 / 2 - وَالْحَارِثُ وَلَفْظُهُ: عَنِ ابْنِ عباس قَالَتْ: "خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ طَالَ عَلَى النَّاسِ الْحِسَابُ فَقَالُوا: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَبِينَا آدَمَ فَلْيَشْفَعْ إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبَنَا، فَيَأْتُونَ آدم فيقولون: أنت آدَمُ أَبُونَا، وَأَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لك ملائكته، وقد طالب عَلَيْنَا الْحِسَابُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبَنَا، فقد طال علينا الحساب، فيقولن: لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي أُخْرِجْتُ مِنَ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي، ولكن ائتوا أباكم نوحًا. فيأتونه، فيقولون: اشفر لنا إلى ربنا فليحالممبنا فقد طال علينا الحساب. فيقول: إني لست هُنَاكُمْ إِنِّي دَعَوْتُ دَعْوَةً أَغْرَقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، ولكن ائتوا إِبْرَاهِيمَ. فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي اتَّخَذَكَ اللَّهُ خَلِيلًا، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيُحَاسِبَنَا فَقَدْ طالب علينا الحساب. فيقول: إني لست هناكم إني كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى- عليه السلام فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَأْتُونَ مُوسَى فيقولون: أنت الذي كلمك الله، فاشفع لنا إلى ربك فليحاسبنا، فقد طالب عَلَيْنَا الْحِسَابُ. فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى- عليه السلام فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبَنَا، فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الحساب. فيقولط: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي عُبِدْتُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ عَلَيْهِ خَاتَمٌ مَا كَانَ يُوصَلُ إِلَى ذلك المتاع حتى يفك الخاتم، فائتوا مُحَمَّدًا- صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ خَاتَمُ النبيين. قالت: فَيَأْتُونِيَ فَآتِيَ رَبِّي- عز وجل فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ لَيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ. فَأَحْمَدُ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي، وَلَا يَحْمَدَهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ
تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعَ، حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ من قوله: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
7758 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ نَحْوَ حَدِيثِ الْحَارِثِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعًا فِي وِعَاءٍ مَخْتُومٍ أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِيهِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا- صلى الله عليه وسلم -خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَقَدْ حَضَرَ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا حِينَ يَأْذَنُ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ. فَيَجِيئُونَ، فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ الْآخِرُونَ، آخِرُ مَنْ يُبْعَثُ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فتفرج لنا الأمم عن طَرِيقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا".
7758 / 4 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِتَمَامِهِ إِلَا أَنَّهُ قَالَ: "فَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ؟ فَآتِيَ رَبِي- عز وجل عَلَى كُرْسِيِّهِ- أَوْ سَرِيرِهِ شَكَّ حَمَّادٌ- فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَنَ يَحْمَدَهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رأسك، سل تعطه، وقل يسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا- لَمْ يَحْفَظْهُ حَمَّادٌ- ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ فَأَقُولُ مَا قُلْتُ، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رِأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أي رب أُمَّتِي أُمَّتِي. فَيَقُولُ: أخِرْج مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، دُونَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ فَأَقُولُ مِثْلُ ذَلِكَ، فيقال: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع. فأقول: أي رب أمتي. فيقال: أخرج من كان قي قلبه كذا وكذا دون ذلك".
ورواه ابْنُ مَاجَهْ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7759 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّ مُحَمَّدًا- صلى الله عليه وسلم يَشْفَعُ حَتَّى يُخْرَجَ مِنَ، النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَحَتَّى يُخْرَجُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ،
وَحَتَّى يُخْرَجُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى مِنْ شَطْرِ خَرْدَلَةٍ مِنْ خَيْرٍ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7760 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فَتَعَجَّلَهَا، وَإِنِّي أَخَّرْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وهو ضعيف، وتقدم مطولا في الدجال.
7761 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمِّ سَلَمَةَ- رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ رَأَيْتُ ما تلقى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي فَأَخَّرْتُ شَفَاعَتِي إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ". رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَهَذَا مِنْ مسند أم سلمة. أو رواه البيهقي من حديث أم حبيبة.
7762 -
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ قَالَ: "انْطَلَقْتُ فِي وَفْدٍ فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي الناس أبغض إلينا من رجل نلج عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ؟ فضحك، ثم قال ة لعل لصاحبكم عند الله أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتخذ بها دنيا فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إذ عصوه فأهلكوا بها، وإن الله- تعالى- أَعْطَانِيَ دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7763 / 1 - وَعَنْ سَلَمَانَ- رضي الله عنه قَالَ: "يَأْتُونَ مُحَمَّدًا- صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ، وَخَتَمَ بِكَ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَجِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا، وَتَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ فَقُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا. فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكُمْ. قَالَ: فَيَخْرُجُ يَحُوشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: مُحَمَّدٌ. فَيُفْتَحُ لَهُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، فَيَسْتَأْذِنَ فِي السُّجُودِ، فَيُؤْذَنَ لَهُ، فَيَسْجُدَ فَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ. قَالَ: فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ مَا م يَفْتَحْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلَائِقِ، فَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ. فَيَرْفَعْ رَأْسَهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي- مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا- قَالَ سَلْمَانُ: فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خردل من إيمان، فذلكم الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
7763 / 2 - وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَلَفْظُهُ: "تُعْطِي الشَّمْسُ يوم القيامة حر عشر سنين، ثم تدنى مِنْ جَمَاجِمِ النَّاسِ
…
" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُخْتَصَرًا.
7764 -
وَعَنْ أَبِي مُوسَى- رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْرُسُ أَصْحَابَهُ، فَقُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمْ أَرَهُ فِي مَنَامِهِ، فَأَخَذَنِي مَا حَدَثَ وَمَا قَدِمَ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَدْ لَقِيَ مثل الذي لقيت، فسمعت صوتًا مثل هزيز الرَّوَاحِينِ (يَحْرُزُهُمَا) فَوَقَفَا عَلَى مَكَانِهِمَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْبُيُوتِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِيَانِ أَيْنَ كُنْتُ وَفِيمَ كُنْتُ؟ قَالَ: أَتَانِيَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخَلَ شَطْرَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَينَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ. قَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا فِي شَفَاعَتِكَ. فَدَعَا لَهُمَا، وَأَقْبَلَ وَأَقْبَلَا مَعَهُ، فَكُلَّمَا لَقِيَهَ رَجُلٌ سَأَلَهُ، حَتَّى اسْتَقْبَلَهُ مُعْظَمُ النَّاسِ فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا فِي شَفَاعَتِكَ. فَقَالَ: أَنْتُمْ فِي شَفَاعَتِي، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَهُوَ فِي شَفَاعَتِي".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وابن ماجه مُخْتَصَرًا، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ.
7765 -
وَعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ- رضي الله عنه:"أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَنَالَ النَّاسُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ مِنْ عَلِيٍّ وَوَقَعُوا فِيهِ، قَالَ بُرَيْدَةُ: تَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ- وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ سَيَقُولُ مَا قَالَ الْقَوْمُ- فَقَالَ بُرَيْدَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَشْفَعَ فِي جَمِيعِ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَوْ مَدَرَةٍ. فَتَرْجُوهَا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ ولا يرجوها علي ابن أَبِي طَالِبٍ؟! قَالَ: اسْكُتْ؟ فَإِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَأَحْمَدُ بْنِ حَنْبَلٍ.
7766 -
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيتُ خَمْسًا وَلَا أَقُولُهُ فَخْرًا: بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ قَبْلَي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ فَهُوَ يَسِيرُ أَمَامِي شَهْرًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ فَاخْتَرْتُهَا لِأُمَّتِي وَهِيَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ نَائِلَةٌ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ عبد بن حميد بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ التَّيَمُّمِ وَفِي كِتَابِ الْجِهَادِ، وَتَقَدَّمَ لَهُ شَوَاهِدٌ.
7767 / 1 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا أَزَالُ أَشْفَعُ لِأُمَّتِي حَتَّى يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ زِنَةَ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ. ثُمَّ أَشْفَعُ فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ. ثُمَّ أَشْفَعُ فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْرِجْ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مِنْ إِيمَانٍ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7767 / 2 - وكذا رواه أبو يعلى الموصلي وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أقرعِ باب الجنة، فيفتح بَابٌ مِنْ ذَهَبٍ وحِلَقهُ مِنْ فِضَّةٍ، فَيَسْتَقْبِلُنِي النُّورُ الْأَكْبَرُ فَأَخِرُّ ساجدَا، فَأُلْقِيَ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ قَبْلِي، فَيُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ يسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: أُمَّتِي. فَيُقَالُ: لَكَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، ثُمَّ أَسْجُدُ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ أُلْقِيَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيُقَالُ لِيَ مِثْلُ ذَلِكَ، فَأَقُولُ: أُمَّتِي. فَيُقَالُ: لك من كان في قلبه
مثقالا خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، ثُمَّ أَسْجُدُ الثَّالِثَةَ، فَيُقَالُ لِيَ مِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أَرْفَعُ رَأْسِيَ فَأَقُولُ: أمتي، فيقال لي: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
7768 / 1 - وَعَنْ عَلِيِّ بن الحسين زَيْنِ الْعَابِدِينَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ لِعَظَمَةِ اللَّهِ- عز وجل فَلَا يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهَا إِلَّا مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُدعى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا ثُمَّ يُؤْذَنُ لِيَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَخْبِرْنِي هَذَا- وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ وَاللَّهُ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا- إِنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ- وَجِبْرِيلُ عليه السلام سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ- فَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: صَدَقَ. ثُمَّ يُؤْذَنُ لِيَ فِي الشَّفَاعَةِ فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ. فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ".
رَواهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7768 / 2 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مُفَسَّرًا وَصَحَّحَهُ وَلَفْظُهُ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "تُمَدُّ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَدَّ الْأَدِيمِ
…
" فَذَكَرَهُ.
7769 -
وَعَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ- رضي الله عنه قَالَ: "أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ ثُمَّ صَلَّى الْأُولَى وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ، كُلُّ ذَلِكَ لَا يَتَكَلَّمُ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ لِأَبِي بَكْرٍ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -مَا شَأْنُهُ؟ صنع شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ! فَسَأَلَهُ فَقَالَ: نَعَمْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَأَمْرِ الْآخِرَةِ، فَجَمَعَ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ بِصَعِيدٍ واحد ففظع النَّاسُ بِذَلِكَ حَتَّى انْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ وَالْعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمَهُمْ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ، اشْفَعْ لَنَا إلى ربك. قال: لقد لقيت الَّذِي لَقِيتُمْ انْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ نُوحٍ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبراهيم وآل عمران على العالمين} قال: فينطلقون فيقولون: اشفع لنا، أنت الذي
اصْطَفَاكَ اللَّهُ وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي دُعَائِكَ فَلَمْ يَدَعْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا. فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِيَ، انْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ؟ فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا. قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: لست ذَاكُمْ عِنْدِيَ انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى؟ فَإِنَّ اللَّهَ كلمه تكليماً. فيقول موسى: لست ذَاكُمْ عِنْدِيَ، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مريم؟ فإنه يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى، فَيَقُولُ عِيسَى: لست ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ؟ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ- صلى الله عليه وسلم -فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ. قَالَ: فينطلق فَيَأْتِي جِبْرِيلُ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ. قَالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ فَيَخِرُّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: يا محمد، ارفع رأسك وقل يسمع، واشفع أتشفع قَالَ: فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى، فَيَقُولُ اللَّهُ- عز وجل: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّعُ، قَالَ: فَيَذْهَبُ لِيَقَعَ سَاجدًا فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ عليه السلام بِضِبْعَيْهِ. قَالَ: فَيَفْتَحُ اللَّهُ- تعالى- عليه من الدعاء ما لم يفتحه عَلَى بَشَرٍ قَطُّ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرٌ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَكْثَرَ مِمَّا بين صنعاء وأيلة، ثم يقال: ادْعُ الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُوا، ثُمَّ يُقَالَ: ادْعُ الْأَنْبِيَاءَ. فيجيء النَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ، وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يُقَالُ؟ ادْعُ الشُّهَدَاءُ فَلْيَشْفَعُوا لِمَنْ أَرَادُوا. فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ، يَقُولُ اللَّهُ- تبارك وتعالى: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَدْخِلُوا جَنَّتِيَ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ- تبارك وتعالى: انْظُرُوا فِي النَّارِ هَلْ تَلْقَونَ فِيهَا أَحَدًا عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ. قَالَ: فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلًا، فَيُقَالُ له: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحَ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ. فَيَقُولُ اللَّهُ: اسْمَحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ لِعِبَادِيَ، ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ النار رجلا فيقال له: هل عملت خيرا قَطُّ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَمَرْتُ وُلْدِي إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِيَ بِالنَّارِ ثُمَّ اطْحَنُونِيَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الْكُحْلِ فَاذْهَبُوا بِيَ إِلَى الْبَحْرِ فَاذْرُونِيَ فِي الرِّيحِ، فَوَاللَّهِ لَا يقدر علي رب العالمين أبدًا. قال: فقال اللَّهُ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ مَخَافَتِكَ. قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ: انْظُرُوا إِلَى مُلْكِ أَعْظَمَ مَلِكٍ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ. قَالَ: فَيَقُولُ: لِمَ تَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: فَيَضْحَكُ اللَّهُ- عز وجل فَذَلِكَ الَّذِي ضَحِكْتُ مِنْهُ مِنَ الضُّحَى".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ، ورواه أبو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ دُونَ قَوْلِهِ:"فَوَاللَّهِ لَا يَقْدِرُ علي رب العالمين أبدًا" ولم يذكروا"فَيَضْحَكُ اللَّهُ- عز وجل".
الْعِصَابَةُ- بِكَسْرِ الْعَيْنِ-: الجماعة ولا واحد له، قاله الأخفش، وَقِيلَ: هِيَ مَا بَيْنَ الْعَشْرَةِ أَوِ الْعِشْرِينَ إِلَى الْأَرْبَعِينَ.
7770 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلَنِي عَنْهَا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسِي بيده لما يُهِمُّنِي مِنَ انْقِضَاضِهِمْ عَلَى أَبُوَابِ الْجَنَّةِ أَهَّمُ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَهُوَ فِي الْبُخَارِيِّ بِاخْتِصَارٍ عَمَّا هُنَا.
7771 -
وَعَنِ ابْنِ دَارَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ: "أَنَّ أباهريرة- رضي الله عنه قَالَ بِالْبَقِيعِ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فتداك الناس عليه، وقالوا: إِيهِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لكل عبد لقيك لا يشرك بك يُؤْمِنُ بِي".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ.
7772 / 1 - وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، قَالَ: فَانْتَبَهْتُ، بَعْضَ اللَّيْلِ، فَإِذَا ناقة
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَدٌ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ، فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالا: مَا نَدْرِي، غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الوادي، فإذا مثل هزيز الرحى. قَالَ: فَلَبِثْنَا يَسِيرًا ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِيَ مِنْ رَبِي آتٍ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُنْشِدُكَ بِاللَّهِ وَالصُّحْبَةِ، لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ: فأنتم من أهل شفاعتي. قال: فلما أكبوا عَلَيْهِ قَالَ: فَإِنِّي أُشْهَدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِيَ لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.
7772 / 2 - وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَلَفْظُهُ: عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَفَرًا حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَرِقَتْ عَيْنَايَ فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ، فَقُمْتُ فَإِذَا لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ دَابَّةٌ إِلَّا وَاضِعٌ خَدَّهُ إلى الْأَرْضِ، وَأَرَى وَقْعَ كُلِّ شَيء فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فلأكلأنه اللَّيْلَةَ حَتَّى أُصْبِحُ، فَخَرَجْتُ أَتَخَلَّلُ الرِّحَالَ حَتَّى دَفَعْتُ إِلَى رَحْلِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي رَحْلِهِ، فخرجت أتخلل الرحالى حتى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسواد، فتيممت ذلك السَّوَادَ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ- رضي الله عنهما فَقَالَا لِيَ: مَا الَّذِي أَخْرَجَكَ؟ فَقُلْتُ: الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَإِذَا نَحْنُ بِغَيْطَةٍ مِنَّا غَيْرَ بَعِيدٍ، فَمَشَيْنَا إلى الغيطة، فإذا نحن نسمع فيها دوي كَدَوِيِّ النَّحْلِ، وَكَخَفِيقِ الرِّيَاحِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَا هُنَا أَبُو عبيدة بن الجراح؟ قلنا: نعم. قال: ومعاذ بن جبل؟ قلنا: نعم. قال: وعوف بن مالك؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -لَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيء وَلَا يَسْأَلُنَا عَنْ شَيء، حَتَّى رَجَعَ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا خَيَّرَنِي رَبِّي آنِفًا؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قال: خيرني ربي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ ثُلُثَيْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةَ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي اخْتَرْتَ؟ قَالَ: اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ. قُلْنَا جَمِيعًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ. قَالَ: إِنَّ شَفَاعَتِي لِكُلِّ مسلم".
7772 / 3 -، ورواه ابن حبان في صحيحه ولفطه قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ما بعض
مغازيه، فانتهيت ذات لَيْلَةً، فَلَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في مكانه، وإذا أصحابه كأنما عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، وَإِذَا الْإِبِلُ قَدْ وَضَعَتْ جِرَانَهَا. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَدْ نَظَرَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟...." فَذَكَرَهُ.
16-
بَابٌ فِي شَفَاعَةِ الصَّالِحِينَ
فِيهِ حَدِيثُ أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقُ الْمَذْكُورُ فِي الْبَابِ قَبْلِهِ.
7773 -
وَعَنْ حُذَيْفَةَ- رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَخْرُجَنَّ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ مُنْتِنُونَ قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، فَيُسَمُّونَ: الْجَهَنَّمِيُّونَ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَرُوَاتُهُمْ ثِقَاتٌ.
7774 / 1 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَتَمَجَّدَنَّ اللَّهُ عز وجل عَلَى أُنَاسٍ لَمْ يَعْمَلُوا مِنْ خَيْرٍ قَطُّ فَيُخْرِجَهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا أُحْرِقُوا، فَيُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ".
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
7774 / 2 - وَمُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، وَلَفْظُهُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةُ: "لَيَخْرُجَنَّ قَوْمًا مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَحْتَرِقُونَ، فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ طُلَقَاءُ اللَّهِ- عز وجل".
7775 / 1 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَخْرُجُ صُفُوفُ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُرَّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا فُلَانٌ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟
فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي اسْتَوْهَبْتَنِي وَضُوءًا فَوَهَبْتُ لَكَ. فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُشَفَّعَ فِيهِ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا فُلَانٌ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا بَعَثْتَنِي فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ. فَيَشْفَعُ له فيشفع فيه".
رَوَاهُ مُسَدِّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7775 / 2 - وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ وَلَفْظُهُمْ: "شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي".
7775 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي سَارَةَ وَلَفْظُهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُنَادِي مَنْ النَّارِ: يَا فُلَانٌ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ، مَنْ أَنْتَ وَيْحَكَ؟! قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي شربة ماء فسقيتك، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ. قَالَ: فَدَخَلَ ذلك الرجل على ربه في ذروة، فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَشْرَفْتُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَنَادَى: يَا فُلَانٌ. أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتُ بي فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيهِ وَيُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ".
وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ
…
فَذَكَرَ حديث مسدد، وزاد: "قال: وتصديق هذا
في الْقُرْآنُ، قَالَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مدخلا كريماً} فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ الْكَبَائِرَ، وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَقَعُوا فيها ثبت لَهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ- صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَقَالَ يَزِيدُ لِأَنَسٍ: صَدَقْتَ".
7776 -
وَعَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
7777 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ليدخلن الجنة بشفاعة رجل لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ أَوْ أَحَدُ الْحَيَّيْنِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أو ما رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أَقُولُ مَا أَقُولُ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بسند واحد رواته ثِقَاتٌ.
7778 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَلْقَى الرَّجُلُ أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يا أبه، أَيُّ ابْنٍ كُنْتُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: خَيْرُ ابْنٍ، فيقول: هل أنت مطيعي اليوم؟ فَيَقُولُ: خُذْ بِإِزْرَتِي. فَيَنْطَلِقُ بِهِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ- عز وجل وَهُوَ يَعْرِضُ الْخَلْقَ فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَأَبِي مَعِي؟ إِنَّكَ قَدْ وَعَدْتَنِي أَنْ لَنْ تُخْزِيَنِي. فَيُعْرِضُ عَنْهُ وَيَقْضِي بَيْنَ الْخَلْقِ وَيَعْرِضُهُمْ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَأَبِي مَعِي؟ فَإِنَّكَ قَدْ وَعَدْتَنِي أَنْ لَنْ تُخْزِيَنِي. فَيُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْخَلْقِ فَيَعْرِضُهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، وَأَبِي مَعِي" إِنَّكَ قَدْ وَعَدْتَنِي أَنْ لَنْ تُخْزِيَنِي. فَيَمْسَخُ اللَّهُ أَبَاهُ ضَبْعًا أَمْدَرَ- أَوْ أَمْجَرَ، شَكَّ أَبُو جَعْفَرَ- فَيَأْخُذُ بِأَنْفِهِ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَبُوكَ هُوَ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ، مَا هُوَ بِأَبِي. فَيُهْوِي فِي النَّارِ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ هَكَذَا مُرْسَلًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، ثُمَّ رَوَاهُ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هريرة نحوه.
7779 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: "جَلَسْتُ إِلَى رَهْطٍ أَنَا رَابِعُهُمْ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: لَيَدْخُلَنَّ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ: قُلْنَا: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: سِوَايَ. قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدَ مَا قَامَ فَقَالُوا: هَذَا ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَرَوَاهُ مُخْتَصَرًا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَاسْمُ ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَلَيْسَ لَهُ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ.
7780 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ غَرِقُوا فِي النَّارِ برحمة الله وشفاعة الشافعين".
رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه سلمة بن صالح، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
7781 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "سَلَكَ رَجُلَانِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عَابْدٌ وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ، فَعَطِشَ الْعَابِدُ حَتَّى سَقَطَ فَجَعَلَ صَاحِبَهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ صَرِيعٌ، فقال: والله لئن مات هذا العبد الصَّالِحُ عَطَشًا وَمَعِي مَاءٌ لَا أُصِيبُ مِنَ الله خيًرا، وَإِنْ سَقَيْتُهُ مَائِيَ لَأَمُوتَنَّ. فَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وعزم ورش عليه من مائه وسقاه مِنْ فَضْلِهِ، قَالَ: فَقَامَ حَتَّى قَطَعَ الْمَفَازَةَ. قَالَ: فَيُوقَفُ الَّذِي بِهِ رَهَقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْحِسَابِ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَتَسُوقُهُ الْمَلَائِكَةُ فَيَرَى الْعَابِدُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ، أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قال: فيقولن: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانٌ الَّذِي آثَرْتُكَ عَلَى نَفْسِي يَوْمَ الْمَفَازَةِ. قَالَ: فَيَقُولُ: بَلَى أَعْرِفُكَ. قَالَ: فَيُقَالُ لِلْمَلَائِكَةِ: قِفُوا. قَالَ: فَيُوقَفُ ويجيء حَتَّى يَقِفَ وَيَدْعُو رَبَّهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ تَعْرِفُ يَدَهُ عِنْدِي وَكَيْفَ آثَرَنِي عَلَى نَفْسِهِ، يَا رَبِّ هَبْهُ لِي. فَيَقُولُ: هُوَ لك. قال: فيجيء فيأخذ بِيَدِهِ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ أَبِي ظِلَالٍ الْقَسْمَلِيِّ، وَاسْمُهُ هِلَالُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ أَبِي مَالِكٍ.
7782 -
وَعَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ:"يدخل نَاسٌ فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟! فَيُقَالُ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
17-
بَابُ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انْتَقَمَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَلَنْ يُنَجِّي أَحَدًا عَمَلُهُ
7783 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَكَانَ ضَعِيفًا وَكَانَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَاءٍ فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم معسكرًا بالبطحاء، وكان يجيء مِنَ اللَّيْلِ فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ. قَالَ: فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخُطَامِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. فَقَالَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حاجتك. فأبى، فلما خشي أدى يَحْبِسَهُ خَفَقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَومُ حَوْلَهُ فَقَالَ: أين الذي جلدت آنِفًا؟ فَأَعَادَهَا- إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ. قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ ثُمَّ بِرَسُولِهِ. وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ادْنُهُ ادْنُهْ. حَتَّى دَنَا مِنْهُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَاوَلَهُ السَّوْطُ فَقَالَ: خُذْ بِمِجْلَدِكَ فَاقْتَصَّ. فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَهُ. قَالَ: خُذْ بِمِجْلَدِكَ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ. قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ. قَالَ: إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ. قَالَ: فَأَلْقَى السَّوْطَ وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو ذر- رضي الله عنه فقال: يارسول اللَّهِ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ وَكُنْتَ نَائِمًا وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأَتْ وَإِذَا أَخَذْتُ بخطامها أعرضت
فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ، فَقُلْتَ: قَدْ أَتَاكَ الْقَومُ. فَقُلْتُ: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ؟ خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْتَصَّ، قَالَ: قَدْ عَفَوْتُ. قَالَ: اقْتَصَّ. فَإِنَّهُ أَحَبَّ إِلَيَّ. فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: فلقد رأيته يتضور بها مِنْ جَلْدِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ؟ فَوَاللَّهِ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انْتَقَمَ اللَّهُ- تَعَالَى- مِنْهُ".
رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَاسْمُهُ: عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ. لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَتَقَدَّمَ فِي الجنائز، وآخر في الإمارة مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي بَابِ تَمْكِينِ الْإِمَامِ مِنْ نَفْسِهِ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي فِرَاسٍ وَتَقَدَّمَ فِي الدِّيَاتِ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ، وَتَقَدَّمَ كُلُّ ذَلِكَ فِي الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ.
7784 -
وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -قَالَ:"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُنْجِيهُ عَمَلُهُ. قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي بمغفرة منه ورحمة. ووضع ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ".
رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ أَشْهَلِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْهُ بِهِ مُرْسَلًا.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَشُرَيْكُ بْنُ طَارِقٍ.
18-
بَابٌ فِي مُجَازَاةِ أَهْلِ الصَّبْرِ وَأَهْلِ الْفَضْلِ وَغَيْرِهِمْ
7785 -
عَنْ زَاهِرِ بْنِ يَرْبُوعٍ قَالَ: "قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه: أَكْتُمُهُمْ كَرِيمَةَ مَالِيَ؟ قَالَ: لا، إن أقبلوا فلا تعصوهم وإدن أَدْبَرُوا فَلَا تَسُبُّوهُمْ فَتَكُونَ عَاصِيًا يُخَفِّفُ عَنْ ظَالِمٍ، قُلْ: هَذَا الْحَقُّ، خُذِ الْحَقَّ وَدَعِ الباطل، فإن أخذها فَذَاكَ، وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى غَيْرِهَا فَاصْبِرْ، يُجْمَعُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْمِيزَانِ".
رَوَاهُ مُسَدَّدٌ، وَزَاهِرُ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ، وَبَاقِي رُوَاةُ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.
7786 -
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟! فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ. فَيَقُولُونَ: وَمَا فَضْلُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا إِذَا ظُلِمْنَا صبرنا، واذا أسيء إِلَيْنَا عَفَوْنَا، وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا فَيقَالَ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ، فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، فتلقاهم الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ؟ فَمَنْ أَنْتُمْ؟! فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ. فَيَقُولُونَ: وَمَا صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ- عز وجل وَكُنَّا نَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ. فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَحَابُونَ فِي اللَّهِ- أَوْ قَالَ: فِي ذَاتِ اللَّهِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إلى الجنة، فمن أنتم؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله- أو في ذات الله- فيقولون: وما كان تحابكم؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَتَحَابُّ فِي اللَّهِ- عز وجل ونتزاور في الله، ونتعاطف في الله أو نتباذل في اللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَيَضَعُ اللَّهُ الْمَوَازِينَ لِلْحِسَابِ بَعْدَمَا يَدْخُلُ هَؤُلَاءِ الْجَنَّةَ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَفِي سَنَدِهِ الْعَرْزَمِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ.
7787 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه قَالَ: "بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ- رضي الله عنه: مَا أضحكك يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّيَ؟ فَقَالَ: رَجُلَانِ جثيا مِنْ أُمَّتِي بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ- تبارك وتعالى فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي قَالَ اللَّهُ- عز وجل: أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيء، قَالَ اللَّهُ- تبارك وتعالى لِلطَّالِبِ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيء؟ قَالَ: يَا رَبِّ، فَلْيَحْمِلْ عَنِّيَ مِنْ أَوْزَارِيَ. قَالَ: وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ، يَوْمٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ إلى أن يحمل عنهم من أَوْزَارَهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ- تَعَالَى- لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذهب مكللة باللؤلؤ، لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا؟! لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا؟! لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟! قَالَ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنْ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ
ذلك؟ قال: أنت تملكه. قال: بماذا يارب؟ قَالَ: تَعْفُو عَنْ أَخِيكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فإني قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ- تَعَالَى-: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عند ذلك: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ؟ لِضَعْفِ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ وَعَبَّادِ بْنِ شَيْبَةَ.
7788 -
وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ- رضي الله عنه قَالَ: "بَلَغَنَا أَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْعَفْوِ؟ قَالَ: فَيُكَافِئَهُمُ اللَّهُ- تَعَالَى- بِمَا كَانَ مِنْ عَفْوِهِمْ عَنِ النَّاسِ".
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَفِي سَنَدِهِ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، وَهُوَ ضعيف.
19-
باب في رحمة الله تعالى
7789 -
عن سلمان- رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -قَالَ: "إِنَّ للَّهِ- عز وجل مِائَةَ رَحْمَةٍ منها رحمة تتراحم بها الخلق، وتسعة أو تسعون ليوم القيامة".
رواه مسدد، ورواته ثقات.
وتقدم بشواهده، فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ.
7790 -
وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ للَّهِ- عز وجل مِائَةَ رَحْمَةٍ، وَإِنَّهُ قَسَمَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ أَهْلِ الْأَرْضِ فَوَسِعَتْهُمْ إِلَى آجَالِهِمْ، وَدَخِرَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لِأَوْلِيَائِهِ، وَاللَّهُ قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ الَّتِي قَسَمَهَا بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَى التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ فَيُكْمِلُهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ لِأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ الحارث بن أبي أسامة وأحمد حَنْبَلٍ مُرْسَلًا بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.