المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3- باب فيما كان في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - جـ ٨

[البوصيري]

فهرس الكتاب

- ‌99- كِتَابُ الْفِتَنِ

- ‌1- بَابٌ فِيمَنْ وَقَاهُ اللَّهُ مَا بَيْنَ لِحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ

- ‌2- بَابٌ فِيمَا كَانَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌3- بَابٌ فِيمَا كَانَ فِي زَمَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌4- بَابٌ مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌5- بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ

- ‌6- بَابٌ فِيمَنْ لَا يَأْمُرُ بِمَعْرُوفٍ وَلَا يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ

- ‌7- بَابٌ فِيمَنْ لَا يَقُولُ لِلظَّالِمِ أَنْتَ ظَالِمٌ وَمَا جَاءَ فِيمَنْ قَدَرَ عَلَى نُصْرَةِ مُؤْمِنٍ فَلَمْ يَنْصُرْهُ

- ‌8- بَابُ لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ قَائِمًا يُقَاتَلُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَمَا يُخَافُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْعَجَمِ

- ‌9- بَابٌ بدأ الإسلام غريباً

- ‌10- بَابٌ مِنْهُ

- ‌11- باب بيان بدء الْفِتْنَةِ

- ‌12- بَابٌ فِيمَا كَانَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم وما جَاءَ فِي نَقْضِ عُرَى الْإِسْلَامِ

- ‌13- بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ

- ‌14- بَابٌ لَيَتَّبِعَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سُنَنَ أَهْلِ الْكِتَابِ

- ‌15- بَابُ الْإِيمَانِ بِالشَّامِ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ

- ‌16- بَابُ إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فَلَمْ يتناهى عَنْهُ

- ‌17- بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينِ وَمِنْ إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ

- ‌18- بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّهُ لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ بَعْدَ الْمِائَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ

- ‌19- بَابٌ فِي التَّلَاعُنِ وَتَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ

- ‌20 - بَابُ رَجَاءِ الْمُذْنِبِينَ رَحْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَا جَاءَ في أول مَا يَقُولُهُ اللَّهُ عز وجل لِلْمُؤْمِنِينَ

- ‌100- كِتَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا

- ‌1- بَابٌ فِي الْوُرُودِ عَلَى النَّارِ وَمَا جَاءَ فِي حَرِّهَا أَجَارَنَا اللَّهُ مِنْهَا

- ‌2- بَابٌ فِي بُعْدِ قَعْرِ جَهَنَّمَ

- ‌3- بَابُ مَا جَاءَ فِي مَقَامِعِ جَهَنَّمَ وَمَا يَصِلُ إِلَى الْعِبَادِ مِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ

- ‌4- بَابٌ فِي أَوَّلَ مَنْ يُكسى حُلة مِنَ النَّارِ

- ‌5- بَابٌ فِي عِظَمِ أَهْلِ النَّارِ وَقُبْحِهِمْ فيها

- ‌6- بَابُ مَا جَاءَ فِي أَهْلِ النَّارِ

- ‌7- بَابٌ فِي تَفَاوُتِهِمْ فِي الْعَذَابِ وَذِكِْر أَهْوَنِهِمْ وَمَا جَاءَ فِي بُكَائِهِمْ وَزِيَادَةِ الْعَذَابِ عَلَيْهِمْ

- ‌8- بَابٌ فِيمَنْ تَصَدَّقَ وَمَاتَ وَهُوَ مُشْرِكٌ

- ‌9- بَابٌ فِي كَثْرَةِ مَنْ يَدْخُلِ النَّارَ مِنْ بَنِي آدَمَ

- ‌10- بَابٌ

- ‌11- باب أكثر أهل النار النِّسَاءِ

- ‌12- بَابٌ فِيمَنْ قَتَلَ نَفْسًا وَمَا جَاءَ فِي الْكِبْرِ

- ‌13- بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَفِيمَنْ كَانَ لَهُ لِسَانَانِ فِي الدُّنْيَا

- ‌14- بَابٌ فِيمَنْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ

- ‌15- بَابٌ فِيمَنْ يَدْخُلِ النَّارَ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا جَاءَ فِي الْجَرْجِيرِ

- ‌16- بَابٌ فِيمَنِ اخْتَارَ عَذَابَ الدُّنْيَا عَلَى عَذَابِ الآخِرَةِ

- ‌17- بَابُ مَا جَاءَ فِي وَلَدِ الزِّنَا

- ‌101- كتاب صفة الجنة

- ‌1- بَابٌ فِي بِنَاءِ الْجَنَّةِ وترابها وحصبائها وغير ذلك مما يذكر

- ‌2- بَابٌ فِي عَدَدِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وسعة أبوابها

- ‌3- باب ما جَاءَ فِي مِفْتَاحِ الْجَنَّةِ وَثَمَنِهَا وَصِفَتِهَا

- ‌4- بَابٌ فِي غُرَفِ الْجَنَّةِ وَمَنْ يَسْكُنُهَا

- ‌5- بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ

- ‌6- باب في شجر الجنة وثمرها

- ‌7- بَابٌ فِي أَكْلِ أَهْلِ الجنة وشربهم وجماعهم وغير ذلك مما ذكر

- ‌8- بَابٌ فِي ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نِسَائِهَا وَغِنَاءِ الْحُورِ الْعِينِ

- ‌9- بَابُ مَا جَاءَ فِي رِيحِ الْجَنَّةِ وَسُوقِهَا وَالْبَيْعِ فِيهَا

- ‌10- بَابٌ فِيمَا أَعَدَّ اللَّهُ سبحانه وتعالى لِلْمُؤْمِنِينَ

- ‌11- بَابٌ فِي أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةٍ

- ‌12- بَابٌ فِي أَوَّلِ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ

- ‌13- بَابُ فِي آخِرِ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ

- ‌14- بَابٌ فِيمَنْ يَدْخِلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ

- ‌15- بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ

- ‌16- بَابُ مَا جَاءَ فِي طُولِ آدَمَ عليه الصلاة والسلام وَعَرْضِهِ وَمِقْدَارُ مُكْثِهِ فِي الْجَنَّةِ

- ‌17- باب ما جاء فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ

- ‌18- بَابٌ فِي دُخُولِ الْفُقَرَاءِ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ

- ‌19- بَابٌ فِي كَثْرَةِ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةَ

- ‌20- بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَطْفَالِ

- ‌21- بَابٌ فِيمَنْ أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَمَا جَاءَ فِي افْتِخَارِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ

- ‌22- بَابٌ فِي تَزَاوُرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَرَاكِبِهِمْ وَمَا جَاءَ فِي نَظَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى رَبِّهِمْ عز وجل

- ‌23- باب ما جاء في كرم الله عز وجل

- ‌24- باب الغنم من دواب الجنة

- ‌25- باب فيمن سئل بشيء من الجنة فأبى

- ‌26- باب في خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها وما جاء وذبح الموت

- ‌سند المصنف

الفصل: ‌3- باب فيما كان في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

7382 -

وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:"شَهِدْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ- رضي الله عنه حِينَ حُوصِرَ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ، فَلَوْ أَنَّ حَصَاةً أَلْقَيْتَهَا مَا سَقَطَتَ إِلَّا عَلَى رَأَسِ رَجُلٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُثْمَانَ حِينَ أَشْرَفَ مِنَ الْخُوْخَةِ الَّتِي تَلِي مَقَامَ جِبْرِيلَ- عليه السلام فَقَالَ لِلنَّاسِ: أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ قَالَ: فَسَكَتُوا. قَالَ: أفِيكُمُ طَلْحَةُ؟ فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله فقال له عثمان: ألا أراك ها هنا قَدْ كُنْتُ أَرَاكَ فِي جَمَاعَةِ قَوْمٍ تَسْمَعُ ندائي آخِرَ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ ثُمَّ لَا تُجِيبُنِي! أُنْشِدُكَ الله ياطلحة أَمَا تَعْلَمْ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -كان بمكان كذا وكذا- سمى الْمَوْضِعَ- وَأَنَا وَأَنْتَ مَعَهُ لَيْسَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، فَقَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيِّ رفيقًا من أمته معه في الجنة، كان عُثْمَانَ هَذَا رَفِيقِي مَعِيَ فِي الْجَنَّةِ. يَعْنِينِي؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. ثُمَّ انْصَرَفَ".

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ الْبُخَارِيُّ لَمْ يَصِحَّ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَبَاقِي رُوَاةِ الْإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

‌3- بَابٌ فِيمَا كَانَ فِي زَمَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

7383 -

عَنْ عِكْرِمَةَ"أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما قَالَ لِي وَلِابْنِهِ عليْ انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا حَدِيثَهُ. قَالَ عِكْرِمَةُ: فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ يَجِيءُ حَائِطًا لَهُ يُصْلِحُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَخَذَ رِدَاءَهُ وَاحْتَبَى، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ نَاقِهٌ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ، فَجَعَلَ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -كَانَ يَنْفِضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَيَقُولُ: وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ. قَالَ: يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ".

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسَدِّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَحْمَدُ بن حنبل، وهو في الصحيح وبغير هذا اللفظ.

7384 / 1 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: "رَأَيْتُ عمار بن ياسر يوم صفين شيخًا آدم، وإن

ص: 13

بيده حربة وإنها لترعد، فنظرت إلى عمرو بْنِ الْعَاصِ وَبِيَدِهِ الرَّايَةُ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الراية قد قاتلت بها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى بَلَغُوا بِنَا شَعَفَاتِ هَجَرٍ لَعَرَفْتُ أَنَّ مُصْلِحِينَا عَلَى الْحَقِّ وَإِنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ".

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7384 / 2 - وَكَذَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: "رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ شيخاً آدم طوالا آخِذٌ الْحَرْبَةَ بِيَدِهِ وَيَدُهُ تَرْعَدُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ قَاتَلْتُ بِهَذِهِ الرَّايَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثلاث مَرَّاتٍ وَهَذِهِ الرَّابِعَةُ".

7385 / 1 - وَعَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِيَ ابن أبي الهذيل:"أن عمار بن ياسر كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ، فَقَامَ فَجَعَلَ يَنْفِضُ التُّرَابَ عن صدره ورأسه وَيَقُولُ: وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ (تَقْتُلُكَ) الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ".

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالْحَارِثُ مُرْسَلًا.

7385 / 2 - وَفِي رِوَايَةٍ لِلْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارٍ أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" (تَقْتُلُكَ) الْفِئةُ الْبَاغِيَةُ".

ص: 14

7385 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضَّبُعِيِّ، ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: "لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ

" فَذَكَرَهُ وَذَكَرَ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو يَحْيَى: فَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا

" فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.

7386 / 1 - وَعَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ- رضي الله عنهما قَالَ: "أَتَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَمَّارٍ وَسَلَبِهِ، قَالَ عَمْرٌو: خَلِّيَا عَنْهُ وَاتْرُكَاهُ" فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أولعت قريش بعمار، قاتل عمار وسالبه فِي النَّارِ".

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

7386 / 2 - وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ: عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ:"إِنِي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ مُنْصَرَفُهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، إِذْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَةِ، أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ".

7386 / 3 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ صَحِيحَةٍ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ: "إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا لَهُ مَعَنَا؟! قَالَ: إِنِّي مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا وَلَا تَعْصِهِ. فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ".

7386 / 4 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو قَالَ:"أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِي: أَطِعْ أَبَاكَ. فَأَطَعْتُهُ".

ص: 15

7386 / 5 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَلَفْظُهُ: عَنْ أَبِي غَادِيَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ:"حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ ياسر يوم صفين، فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أهل الشام فاجتز رَأْسَهُ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الرَّأْسِ، وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كِلَانَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلَانَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَمَّارٍ: تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، بَشِّرْ قاتل عمار بالنار. فتركته مِنْ يَدَي، فَقُلْتُ: لَمْ أَقْتُلْهُ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ، فَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ، أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ قَوْلًا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُولَهُ".

7386 / 6 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ - ضعيف- عن عبد الله بن عمرو قَالَ: "لَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ وَانْصَرَفُوا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٌو: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ؟! زعم أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. قَالَ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنَ الشَّكِّ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ؟ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ".

7386 / 7 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ وَلِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلَ قَالَ: "رَجَعْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ مِنْ صِفِّينَ فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ، وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ لَيْسَ أَحَدٌ غيري، فكنت أحيانًا أوضع إلى هؤلاء وأحيانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلَاءِ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ لِأَبِيهِ: يَا أَبَةِ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول لِعَمَّارٍ حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْأَجْرِ؟ قَالَ: أَجَلْ. قَالَ: إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلَتَقْتُلَنَّكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ؟ قَالَ: بَلَى قَدْ سَمِعْتُهُ، قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ألا تسمع مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ: وَيْحَكَ إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْأَجْرِ، وَلَتَقْتُلَنَّكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ؟ قُلْتُ: بَلَى قَدْ سَمِعْتُهُ. قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟! قَالَ:

ص: 16

وَيْحَكَ مَا تَزَالُ تَدْحَضُ فِي بَوْلِكَ، أَنَحْنُ قتلناه؟ إنما قَتَلُهُ مَنْ جَاءَ بِهِ" لَفْظُ أَبِي يَعْلَى.

7386 / 8 - وفي رواية لأحمد بن حنبل عن رجل من أهل مصر أنه حدث: "أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له، فقال: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية؟ ".

7386 / 9 - وفي رواية له عن أبي غادية قال: "قتل عمار بن ياسر، فأخبر عمرو بن الْعَاصِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إن قاتله وسالبه في النار. فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله؟ قال: إنما قال: قاتله وسالبه".

7387 / 1 - وعن أبي الضحى قال: قال سليمان بْنُ صُرَدٍ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ- رضي الله عنهما"اعْذُرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَلُوذُ بِي وَهُوَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِكَذَا وَكَذَا سَنَةٍ".

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7387 / 2 - وَالْحَارِثُ وَلَفْظُهُ: "جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ فَقُلْتُ: اعذرني عند أمير المؤمنين حين لَمْ أَحْضُرِ الْوَقْعَةَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا، لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ: يَا حَسَنُ، لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً".

7387 / 3 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ مُنْقَطِعَةٍ قَالَ: "قَالَ يَوْمَ صِفِّينَ: لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِثَلَاثِينَ سنة".

7388 -

وعن أبي كثير مَوْلَى الْأَنْصَارِ قَالَ: "كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي- يَعْنِي مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رضي الله عنه حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ قَدْ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ

ص: 17

قَتْلِهِمْ فَقَالَ عَلِيٌّ- رضي الله عنه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنِي أَنَّ نَاسَا يَخْرُجُونَ مِنَ الدين كما يخرج السهم من الرمية، تم لا يعودون فيه أبدًا، ألا إن آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلٌ أَسْودُ مُجَدَّعَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ- قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: حَوْلَهَا سَبْعُ هَلَبَاتٍ- فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّيَ لَا أُرَاهُ إِلَّا مِنْهُمْ. فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهِرِ تَحْتَ الْقَتْلَى فَقَالَ: صدق الله ورسوله. قال: إن عَلِيًّا لَمُتَقَلِّدٌ قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، فَطَعَنَ بِهَا في مخيصتيه. قَالَ: فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَ".

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَالْحُمَيْدِيُّ.

7389 -

وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ- رضي الله عنه قَالَ: "ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَا الثُّدَيَّةِ فَقَالَ: شَيْطَانٌ الرَّدْهَةِ رَاعِيَ الْخَيْلِ- أَوْ رَاعٍ لِلْخَيْلِ- يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ يُقَالُ لَهُ: الْأَشْهَبُ- أَوِ ابْنُ الْأَشْهَبِ- عَلَامَةٌ في قَوْمٍ ظَلَمَةٍ".

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو يَعْلَى الموصلي.

7390 -

وعن عبيد اللَّهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرِو الْقَارِئِ: "أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ مَرْجِعَهُ مِنَ الْعِرَاقِ لَيَالِيَ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا ابْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ حَدِّثْنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَومِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ. قال: وما لي لا أصدقك؟ قال: فَحَدِّثْنِيَ عَنْ قِصَّتِهِمْ. قَالَ: فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ وَحَكَّمَ الْحَكَمَانِ خَرَجَ عَلَيهِ ثَمَانِيَةُ آلَافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، فنزلوا بأرض يقال كما: حَرُورَاءُ مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ، وَأَنَّهُمْ (عَيَّبُوا) عَلَيْهِ فَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ كَسَاكَهُ اللَّهُ وَاسْمٍ سَمَّاكَ اللَّهُ بِهِ، ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمَتَ فِي دين الله، فلا حكم إلا لله، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا مَا (عَيَّبُوا) عَلَيْهِ وَفَارَقُوهُ عَلَيِهْ أَمَرَ مُؤَذِّنًا فَأَذَّنَ: أَلَّا يَدْخُلَ

ص: 18

عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا مَنْ حَمَلَ الْقُرْآنَ. فَلَمَّا امْتَلَأَتِ الدَّارُ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ دَعَا بمصحف إمام عظيم فوضعه بَيْنَ يَدَيْهِ فَطَفِقَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: أَيُّهَا الْمُصْحَفُ حَدِّثِ النَّاسَ. فَنَادَاهُ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَسْأَلُ عَنْهُ؟! إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ فِي وَرَقٍ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْنَاهُ مِنْهُ، فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أَصْحَابُكُمْ أُولَاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ فِي كتابه في امرأة ورجل:{فإن خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ الله بينهما} فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَعْظَمُ حُرْمَةً أَوْ ذِمَّةً مِنِ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ، وَنَقَمُوا عَلَيَّ أَنِّي كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ كَتَبْتُ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ: لَا تَكْتُبْ: بسم الله الرحمن الرحيم. قال: وكيف نكتب؟ قال سهيل: اكتب: باسمك اللهم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فاكتب محمد رسول الله. فقال: لو أعلم أنك رسول الله أُخَالِفْكَ. فَكَتَبَ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قُرَيْشًا. يَقُولُ اللَّهُ فِي كتابه: {ولقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفُهُ فَلْيَعْرِفْهُ، فَأَنَا أَعْرِفُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (مَا أَعْرِفُهُ) هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قومه:{قوم خصمون} فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ لَا تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللَّهِ. قَالَ: فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ الْكِتَابَ؟ فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ وَإِنْ جَاءَ بباطل لنبكتنه بباطل أولنردنه إِلَى صَاحِبِهِ. فَوَاضَعُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ الْكِتَابَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ كُلُّهُمْ تَائِبٌ فِيهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ الْكُوفَةَ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى بَقِيَّتِهِمْ، قَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا أَوْ تَقْطَعُوا سَبِيلًا أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً، فَإِنَّكُمْ

ص: 19

إِنْ فَعَلْتُمْ فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمُ الْحَرْبَ عَلَى سواء، إن الله لا يحب الخائنين. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ شَدَّادٍ، فَقَدْ قَتَلَهُمْ! قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ، وَاسْتَحَلُّوا الذِّمَّةَ. فَقَالَتْ: اللَّهُ؟ قَالَ: آللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانَ. قَالَتْ: فَمَا شَيْءٌ بلغني عن أهل العراق ويتحدثونه يَقُولُونَ: ذَا الثُّدَيَّةِ. مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَقُمْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلَى، فَدَعَا الناس، فقال: تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ جَاءْ يَقُولُونَ: رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَلَمْ يأتوا فيه بثبت يُعْرَفُ إِلَّا ذَاكَ. قَالَتْ: فَمَا قَولُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَتْ: فَهَلْ رَأَيْتَهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا. قَالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، يَرْحَمُ اللَّهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلَامِهِ لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلَّا قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ ورسوله، فَذَهَبَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فَيَكْذِبُونَ عَلَيْهِ وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ".

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7391 -

وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: "شَهِدْتُ عَليًّا يَوْمَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ

" فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ: "فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الْفَرَحِ لَخَرَجَ رُوحُ عَلِيٍّ يَوْمئِذٍ. قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَنْ حَدَّثَنِي مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ رَآهُ قَبْلَ مَصْرَعِهِ فَأَنَا كَذَّابٌ".

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7392 / 1 - وَعَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: "خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا، إِذْ أَتَانَا آتٍ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ

" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي مُنَاشَدَةِ عُثْمَانَ الصَّحَابَةَ وَإِقْرَارِهِمْ بِمَنَاقِبِهِ"قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: فَلَقِيتُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، فَقُلْتُ: لَا أَرَى هَذَا إِلَّا مَقْتُولًا فَمَنْ تَأْمُرَانِيَ أَنْ أُبَايِعَ؟ فقَالَا: عليًّا. فقلت: أتأمراني بذلك؟ وترضيانه لي؟ قالا: ْ نعم. فخرجت حتى قدمت مكة فأنا لكذلك إِذْ قِيلَ: قُتِلَ عُثْمَانُ، وَبِهَا عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ فَأَتَيْتُهَا، فَقُلْتُ لَهَا: أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ مَنْ تَأْمُرِينِي أَنْ أُبَايِعَ؟ قَالَتْ: عَليًّا. فَقُلْتُ: أَتَأْمُرِينِي بِذَلِكَ وَتَرْضَيْنَهُ لِي؟ قَالَتْ:

ص: 20

نَعَمْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ فَقَدِمْتُ عَلَى عَلِيٍّ- رضي الله عنه بِالْمَدِينَةِ فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي بِالْبَصْرَةِ وَلَا أَرَى إِلَّا أَنَّ الْأَمْرَ قَدِ اسْتَقَامَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي آتٍ، فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، قَدْ نَزَلُوا جَانِبَ الْخُرَيْبَةِ. فَقُلْتُ: فَمَا جَاءَ بِهِمْ؟ قَالَ: أَرْسَلُوا إِلَيْكَ يَسْتَنْصِرُونَ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُومًا، فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ أَتَانِيَ قَطُّ. فَقُلْتُ: إِنْ خُذْلَانِيَ قَوْمًا مَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَشَدِيدٌ، وَإِنَّ قِتَالِيَ رَجُلًا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -أَمَرُونِيَ بِبَيْعَتِهِ لَشَدِيدٌ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ قُلْتُ لَهُمْ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا نَسْتَنْصِرُ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُومًا. فَقُلْتُ: يَا أُمَّ المؤمنين، أنشدك بالله أقلت لك: لمن تَأْمُرِينِي؟ فَقُلْتِ: عَليًّا. فَقُلْتُ: أَتَأْمُرِينِيَ بِهِ وَتَرْضَيْنَهُ لِيَ؟ فقُلْتِ: نَعَمْ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَقُلْتُ لِلزُّبَيْرٍ: يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا طَلْحَةُ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، أَقُلْتُ لَكُمَا: مَنْ تَأْمُرَانِي أَنْ أُبَايِعَ؟ فَقُلْتُمَا: لِعَلِيٍّ، فَقُلْتُ: أَتَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ؟ فَقُلْتُمَا: نَعَمْ؟ فقَالَا: نَعَمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَوَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -رَجُلًا أمرتموني ببيعته، اختارا مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِيَ بَابَ الْجِسْرِ فَأَلْحَقُ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا- يَعْنِي بِأَرْضِ الْعَجَمِ- حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي أَمْرِهِ مَا قَضَى، أَوْ أَلْحَقُ بِمَكَّةَ، أَوْ أَعْتَزِلُ فَأَكُونُ قَرِيبًا مِنْكُمْ لَا مَعَكُمْ وَلَا عَلَيْكُمْ فَقَالُوا: نَأْتَمِرُ ثُمَّ نُرْسِلُ إِلَيْكَ. قَالَ: فَأْتَمَرُوا، فقالوا: أما أن تفتح لَهُ بَابُ الْجِسْرِ فَيَلْحَقُ بِأَرْضِ الْأَعَاجِمِ فَإِنَّهُ يأتيه الفارق والخاذل، وَأَمَّا أَنْ يَلْحَقَ بِمَكَّةَ لَيَتَعَجَّسَكُمْ، فِي قُرَيْشٍ ويخبرهم بأخباركم. ليس ذلك لكم بأمر، ولكن اجعلوه ها هنا قريبًا حيث تطئون على صماخه، فاعتزل بلحلجاه مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ، فَاعْتَزَلَ مَعَهُ نَاسٌ زُهَاءَ سِتَّةِ آلَافٍ، ثُمَّ الْتَقَى النَّاسُ فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَكَانَ كَعْبُ بْنُ سُوْرٍ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ وَيَذْكُرُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ حَتَّى قُتِلَ، وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ منهم، وبلغ الزبير سفوان مِنَ الْبَصْرَةِ بِمَكَانِ الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ، قَالَ: فَلَقِيَهُ النغر رجل من بني مجاشع- فقالت: أين

ص: 21

تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ؟ إِلَيَّ فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ. فَأَقْبَلَ مَعَهُ، فأتى إنسان الأحنف بن قيس فقال: ها هو ذا الزبير قد لُقي بسفوان قَالَ: فَمَا يَأْمَنُ جَمْعٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضُهُمْ جَوَانِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ لَحِقَ بِابْنَتَيْهِ وَأَهْلِهِ. قَالَ: فَسَمِعَهُ عُوَيْمِرُ بْنُ جَرْمُوزٍ، وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ، وَنُفَيْعٌ، فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهِ فلقوه مع النغر".

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.

7392 / 2 - وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ- وَذَلِكَ أَنِّي قُلْتُ لَهُ: "أَرَأَيْتَ اعْتِزَالَ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ مَا كَانَ؟ فقَالَ: سَمِعْتُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا حَاجٌّ

" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ. قَالَ: "فَسَمِعَهُ غُوَاةٌ مِنَ النَّاسِ مِنْهُمْ: ابْنُ جُرْمُوزٍ، وَفَضَالَةُ، وَنُفَيْعٌ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهِ فَلَقُوهُ مُقْبِلًا مع النغر فَأَتَاهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ مِنْ خَلْفِهِ، فَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيفَةً وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفٍ فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ يُقَالَ لَهُ: ذُو الْخِمَارِ، فَلَمَّا ظَنَّ ابْنُ جُرْمُوزٍ أَنَّ الزُّبَيْرَ قَاتِلَهُ، نَادَى فَضَالَةَ وَنُفَيْعًا فَحَمَلَا عَلَى الزُّبَيْرِ فَقَتَلَاهُ".

7393 -

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أيتكن صاحبة الجمل الأديب؟ يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرَةٌ تَنْجُو بَعْدَمَا كَادَتْ".

رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثِقَاتٌ.

7394 / 1 - وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أنس بن مالك قال: "لما بَلَغَتْ عَائِشَةُ- رضي الله عنها بَعْضَ مِيَاهِ بَنِي عَامِرٍ لَيْلًا نَبَحَتِ الْكِلَابُ عِلَيْهَا، فَقَالَتْ: أي ماء

ص: 22

هذا؟ قالوا: هذا ماء الحوءب، فوقفت وقالت: ما أظنني إِلَّا رَاجِعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: كَيْفَ بإحداكن تنبح عليها، كلاب الحوءب.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

7394 / 2 - وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ

فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَزَادَ"قَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ: تَرْجِعِينَ، عَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ".

7394 / 3 - وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ: عَنْ قَيْسٍ قَالَ: "مَرَّتْ عَائِشَةُ بماء لبني عامر يقال له: الحوءب، فنبحت عليها الكلاب. فقالت: ما هَذَا؟ قَالُوا: مَاءٌ لِبَنِي عَامِرٍ. فَقَالَتْ: رُدُّونِي رُدُّونِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ

" فَذَكَرَهُ.

7395 -

وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ- رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لَهُ: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ قَاتَلْتَ عَلَى نُصْرَتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لَا يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمُ امْرَأَةُ، قَائِدِهِمْ فِي الْجَنَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْبَزَّارُ.

7396 -

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رضي الله عنه"أَنَّهُ صَعَدَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَخَطَبَ، ثم

ص: 23

قَامَ إِلَيْهِ الْأَشْعَثُ فَقَالَ: غَلَبَتْنَا عَلَيْكُمْ هَذِهِ الْحَمْرَاءُ فَقَالَ: مَنْ يُعَذِّرُنِي مِنْ هَؤُلَاءِ الضَّيَاطِرَةِ يَتَخَلَّفُ أَحَدُهُمْ يَتَقَلَّبُ عَلَى حَشَايَاهُ وَهَؤُلَاءِ يُهَجِّرُونَ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ إِنِّي إِذَا لَمِنَ الظَّالِمِينَ، وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَيَضْرِبُنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا كَمَا ضَرَبْتُمُوهُ عَلَيْهِ بَدْءًا".

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7397 -

وَعَنْ عُمر بْنِ شُعَيْبٍ- أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ- بِالشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: "كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ الله بنت نبيه بْنِ الْحَجَّاجِ تَلَطَّفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ. فقلت: فكيف أنت، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: فكيف عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، وَعَبِدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ: اخْرُجْ فَقَاتِلْ. فَقَالَ: يَا أَبَةِ، كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ وَكَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ سَمِعْتَ؟ قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كان من عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيَّ، فقَالَ: أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ. قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ: آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ. قَالَ: فَخَرَجَ فَقَاتَلَ، فَلَمَّا وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَنْشَأَ عَمْرٌو يَقُولُ:

شَبَّتِ الْحَرْبُ فأعددت لها مفرع الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ

يَصِلُ الشّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا وثب الخيل من الشدمعج

خرشع أَعْظَمَهُ جَفْرَتَهُ فَإِذَا نِيلَ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ

ص: 24

وقال عمرو أيضًا:

لوشهدت جمل مقامي ومشهدي بصفين يومًا شاب فيها الذَّوَائِبُ

عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ

وَجِئْنَاهُمْ تُرْدَى كَأَنَّ سُيُوفَنَا من البحرمد مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ

إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ

فَدَارَتْ رحانا واستدارت رحاهم سُرَاةَ النَّهَارِ مَا تُوَلِّي الْمَنَاكِبُ

فَقَالُوا لَنَا إنا نرى أن تبايعوا عليًّا فقلنا: بل نرى أدن نضارب"

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7398 -

وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يُؤتَى بِي وَبِمُعَاوِيَةَ- رضي الله عنهما يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنَخْتَصِمُ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ، فَأَيُّنَا فَلَحَ فَلَحَ أَصْحَابُهُ".

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ مُنْقَطِعَ.

7399 -

وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ: إِنَّهُ سَيَكُوْنُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَائِشَةَ أَمْرٌ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنَا أَشْقَاهُمْ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَارْدُدْهَا إِلَى مَأْمَنِهَا".

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7400 -

وَعَنِ الْمُخَارِقِ قَالَ: "لَقِيتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ- رضي الله عنه يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَبُولُ فِي قَرْنٍ، فَقُلْتُ لَهُ: أُقَاتِلُ مَعَكَ وَأَكُونُ مَعَكَ؟ فَقَالَ: قَاتِلْ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِكَ" فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم -كَانَ يَسْتَحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُقَاتِلَ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِهِ".

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسم.

ص: 25