الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وزجرهما بالكلمة العالية، أو نفض اليد عليهما، وقد جاء حق الوالدين مقروناً بعبادة الله عز وجل في آيات كثيرة (1)، منها قوله عز وجل:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (2). وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (3). وقال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (4). وقال عز وجل: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (5).
2 - بر الوالدين أفضل من الجهاد
، وأعلا مراتب الجهاد في سبيل الله تعالى؛ لحديث عبد الله بن
(1) انظر: تفسير ابن كثير (3/ 35)، وفتح القدير للشوكاني (3/ 218)، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي (4/ 270)، وأضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشنقيطي (3/ 497).
(2)
سورة النساء، الآية:36.
(3)
سورة الأنعام، الآية:151.
(4)
سورة الإسراء، الآية:23.
(5)
سورة لقمان، الآية:14.
عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: ((أحيٌّ والداك؟)) قال: نعم، قال:((ففيهما فجاهد)). وفي لفظ لمسلم: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، قال:((فهل من والديك أحدٌ حيٌّ؟)) قال: نعم، بل كلاهما، قال:((تبتغي الأجر من الله؟)) قال: نعم، قال:((فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)) (1).
قال ابن حجر رحمه الله: ((أي إن كان لك أبوان فبالغ جهدك في برهما والإحسان إليهما؛ فإن ذلك يقوم مقام الجهاد)) (2)؛ لأن المراد بالجهاد في الوالدين: بذل الجهد، والوسع، والطاقة في برهما؛
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد، باب الجهاد بإذن الأبوين، برقم 3004، وكتاب الأدب، باب: لا يجاهد إلا بإذن الأبوين، برقم 5972، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، برقم 2549.
(2)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري (10/ 403).