المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَفِي بعض النُّسَخ المِيابِ، وَفِي بعض الأُصول الجَيِّدةِ: لمَرازِبِ.   ‌ ‌ثَوْر : ( - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ١٠

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الراءِ)

- ‌(فصل الْهمزَة) مَعَ الرَّاء)

- ‌أَبر

- ‌أَتر

- ‌أَثر

- ‌أَجر

- ‌أُخر

- ‌ادِر

- ‌أَذر

- ‌أَرر

- ‌أَزر

- ‌أَسر

- ‌أَشتر

- ‌أَشر

- ‌أَصر

- ‌أَطر

- ‌أفر

- ‌أَقر

- ‌أَكر

- ‌أَمر

- ‌أَور

- ‌أَهر

- ‌أَير

- ‌بَارَ

- ‌(فصل الْبَاء) الْمُوَحدَة مَعَ الرَّاء)

- ‌ببر

- ‌بتر:

- ‌ بَثَرُ

- ‌بثعر

- ‌بجر

- ‌بَحر

- ‌بحتر

- ‌بحثر

- ‌بحدر

- ‌بخر

- ‌بختر

- ‌بخثر

- ‌بدر

- ‌بدقر

- ‌بدكر

- ‌بذر

- ‌بذعر

- ‌بذقر

- ‌بردر

- ‌بردشير

- ‌برر

- ‌بزر

- ‌بزعر

- ‌بسبر

- ‌بسر

- ‌بسكر

- ‌بشتر

- ‌بشر

- ‌بشكر

- ‌بشكلر

- ‌بشطمر

- ‌بشمر

- ‌بصر

- ‌بضر

- ‌بِطْر

- ‌بظر

- ‌بعر

- ‌بعثر

- ‌بِعُذْر

- ‌بعكر

- ‌بغر

- ‌بغبر

- ‌بغثر

- ‌بغشر

- ‌بقر

- ‌بقطر

- ‌ بَكْرَ

- ‌بكبر

- ‌بكهر

- ‌بلذر

- ‌بلر

- ‌بلجر

- ‌بلغر

- ‌بلسر

- ‌بلقطر

- ‌بلهر

- ‌بنر

- ‌بندر

- ‌بنصر

- ‌بور

- ‌بهتر

- ‌بهجر

- ‌بهدر

- ‌بهر

- ‌بهزر

- ‌بهجر

- ‌بير

- ‌(فصل التَّاء الْفَوْقِيَّة مَعَ الرَّاء)

- ‌تأَر

- ‌تبر

- ‌تتر

- ‌تثر

- ‌تجر

- ‌تَخِر

- ‌تدمر

- ‌ترر

- ‌تستر

- ‌ تَعْرِ

- ‌تشر

- ‌تعكر

- ‌تغر

- ‌تَفِر

- ‌تفتر

- ‌تقر

- ‌تكر

- ‌تمر

- ‌تنر

- ‌تور

- ‌تهر

- ‌تير

- ‌(فصل الثَّاء الْمُثَلَّثَة مَعَ الراءِ)

- ‌ثأَر

- ‌ثبجر

- ‌ثبر

- ‌ثجر

- ‌ثرر

- ‌ثعجر

- ‌ثعر

- ‌ثغر

- ‌ثفر

- ‌ثقر

- ‌ثَمَر

- ‌ثنجر

- ‌ثَوْر

- ‌(فصل الْجِيم) مَعَ الرَّاء)

- ‌جأَر

- ‌جبر

- ‌جتر

- ‌جثر

- ‌ججر

- ‌جُحر

- ‌جحبر

- ‌جحدر

- ‌جحشر

- ‌جخر

- ‌جخدر

- ‌جدر

- ‌جذر

- ‌جذمر

- ‌جرر

- ‌جزر

- ‌جسر

- ‌جسمر

- ‌جشر

- ‌جظر

- ‌جعر

- ‌جعبر

- ‌جعثر

- ‌جعجر

- ‌جعدر

- ‌جعذر

- ‌جَعْظَر

- ‌جَعْفَر:

- ‌جعمر

- ‌جفر

- ‌جكر

- ‌جلبر

- ‌جلفر

- ‌جلنر

- ‌جَمْرِ

- ‌جمثر

- ‌جمخر

- ‌جمزر

- ‌جمعر

- ‌جمهر

- ‌جنر

- ‌جنبر

- ‌جنثر

- ‌جنجر

- ‌جندر

- ‌جنديسابور

- ‌جنشر

- ‌جنفر

- ‌جور

- ‌جهبر

- ‌جهدر

- ‌جهر

- ‌جير

- ‌(فصل الْحَاء) الْمُهْملَة مَعَ الرَّاء)

- ‌حبر

- ‌حبتر

- ‌حبجر

- ‌حبقر

- ‌حبكر

- ‌حتر

- ‌حثر

- ‌حثفر

- ‌حجر

- ‌حدر

- ‌حدبر

- ‌حدمر

- ‌حذر

- ‌حذفر

- ‌حذمر

- ‌حرر

الفصل: وَفِي بعض النُّسَخ المِيابِ، وَفِي بعض الأُصول الجَيِّدةِ: لمَرازِبِ.   ‌ ‌ثَوْر : (

وَفِي بعض النُّسَخ المِيابِ، وَفِي بعض الأُصول الجَيِّدةِ: لمَرازِبِ.

‌ثَوْر

: ( {الثَّوْر: الهَيَجانُ) .} ثار الشَّيءُ: هاجَ، وَيُقَال للغَضْبان أَهْيجَ مَا يكونُ: قد {ثارَ} ثائِرُه وفارَ فائِرُه، إِذا هاج غَضَبُه.

(و) الثَّوْر: (الوَثْبُ) ، وَقد ثارَ إِليه، إِذا وَثَبَ. {وثارَ بِهِ النّاسُ، أَي وَثَبُوا عَلَيْهِ.

(و) الثَّوْرُ: (السُّطُوعُ) . وثارَ الغُبَارُ: سَطَعَ وظَهَرَ، وَكَذَا الدُّخَانُ، وغيرُهما، وَهُوَ مَجازٌ.

(و) الثَّوْرُ (نُهُوضُ القَطَا) مِن مَجَاثِمه.

(و) ثارَ (الجَرادُ) } ثَوْراً، {وانْثَارَ: ظَهَرَ.

(و) الثَّوْرُ: (ظُهُورُ الدَّمِ)، يُقَال:} ثارَ بِهِ الدَّمُ {ثَوْراً، (} كالثُّؤُورِ) ، بالضمّ، ( {والثَّوَرانِ) ، محرَّكةً، (} والتَّثَوُّرِ، فِي الكُلّ)، قَالَ أَبو كَبيرٍ الهُذَليُّ:

يَأوِي إِلى عُظْمِ الغَريفِ ونَبْلُهُ

كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ {المُتَثَوِّره

(} وأَثَارَه) هُوَ، (وأَثَرَه) ، على القلْب، (وهَثَرَه) ، على البَدَل، ( {وثَوَّرَه، واسْتَثارَه غيرُ) ، كَمَا} يُستَثارُ الأَسَدُ والصَّيْدُ، أَي هَيَّجَه.

(و){الثَّوْرُ: (القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط. ج} أَثْوَارٌ {وثِوَرَةٌ) ، بكسرٍ ففتْحٍ على الْقيَاس. وَفِي الحَدِيث: (تَوَضَّؤُوا ممّا غَيَّرَت النّارُ وَلَو من} ثَوْرِ أَقِطٍ) . قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد نُسخَ حُكمُهُ.

ورُوِيَ عَن عَمْرو بن مَعْدِيكَرِبَ أَنْه قَالَ: أَتَيتُ بني فلانٍ فأَتَوْني بثَوْرٍ وقَوْسٍ وكَعْبٍ؛! فالثَّوْر: القِطعةُ العَظيمةُ من الأَقِط، والقَوس: البَقيَّةُ من التَّمْر تَبْقَى فِي أَسفَلِ الجُلَّة، والكَعْب: الكُتْلَةُ من السِّمْن الجَامِسٍ. والأَقِطُه ولَبَنٌ جامِدٌ مُسْتَحْجِرٌ.

ص: 337

(و) {الثَّوْرُ: (الذَّكَرُ من البَقَر) قَالَ الأَعشى:

} لَكَالثَّوْر والجِنِّيُّ يضْرِبُ ظَهْرَه

وَمَا ذَنْبُه أَنْ عافَت الماءَ مَشْرَبَا

أَراد بالجِنِّيِّ إسمَ راعٍ. {والثَّوْرُ ذَكَرُ البَقَرِ يُقَدَّم للشَّرْب، ليَتْبَعَه إِناثُ البَقَرِ، قَالَه أَبو مَنْصُور، وأَنشد:

كَمَا الثَّوْر يَضْرِبُه الراعِيَانِ

وَمَا ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرْ

وأَنشدَ لأَنَسِ بن مُدْركٍ الخَثْعَميِّ:

إِنِّي وقَتحلِي سُلَيْكاً ثمَّ أَعْقِلَه

} كالثَّوْر يُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ

قيل: عَنَى الثَّوْرَ الَّذِي هُوَ ذَكَرُ البَقَر؛ لأَن البَقَرَ يَتْبَعُه، فإِذا عافَ الماءَ عافَتْه، فيُضْرَب ليَرِدَ فتَرِدَ مَعَه.

(ج {أَثْوَارٌ} وثِيَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، {وثِيَارَةٌ (} وثِوَرَةٌ {وثِيَرَةٌ) ، بِالْوَاو والياءِ، وبكسر ففتحٍ فيهمَا، (} وثِيرَةٌ) ، بكسرٍ فسكونٍ، ( {وثِيرَان، كجِيرَةٍ وجِيرَان)، على أَن أَبا عليَ قَالَ فِي} ثِيَرَةٍ: إِنّه محذوفٌ من {ثِيَارَةٍ، فتَركوا الإِعلالَ فِي العَيْن أَمارةً لما نَوَوْه من الأَلف، كَمَا جَعَلوا تَصحيحَ نحْوِ اجْتَوَرُوا واعْتَوَنُوا دَلِيلا على أَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ من صحَّته، وَهُوَ تَجاوَرُوا وتَعاوَنُوا. وَقَالَ بعضُهم: هُوَ شاذٌّ، وكأَنهم فرَّقوا بالقَلْب بَين جَمْعِ ثَوْرٍ من الْحَيَوَان، وَبَين جَمْعِ} ثَوْرٍ من الأَقط؛ لأَنَّهُم يقولُون فِي {ثَوْر الأَقط:} ثِوَرَةٌ فَقَط. والأُنثَى: {ثَوْرةٌ، قَالَ الأَخطل:

وفَرْوَةَ ثَفْرَ} الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ

(وأَرْضٌ {مَثْوَرَةٌ: كَثيرَتُه) ، أَي الثَّوْر، عَن ثَعْلَب.

(و) } الثَّوْرُ: (السَّيِّدُ) ، وَبِه كُنِّيَ

ص: 338

عَمْرُ وبن مَعْدِي كَرِبَ: أَبا {ثَوْرٍ، وَقَول عليَ رضي الله عنه: (إِنّمَا أُكِلْتُ يَومَ أُكِلَ} الثَّوْرُ الأَبيضُ) ؛ عَنَى بِهِ عثمانَ رضي الله عنه؛ لأَنه كَانَ سَيِّداً، وجعلَه أَبيضَ؛ لأَنه كَانَ أَشْيَبَ.

(و){الثَّوْرُ: مَا عَلَا الماءَ مِن (الطُّحْلُب) والعَرْمَض والغَلْفَق وَنَحْوه. وَقد ثارَ} ثَوْراً {وثَوَرَاناً،} وثَوَّرْتُه، {وأَثَرْتُه، كَذَا فِي المُحْكم، وَبِه فُسِّر قَولُ أَنَس بن مُدْرِك الخَثْعَميِّ السَّابِق، فِي قَوْلٍ؛ قَالَ: لأَنّ البَقّارَ إِذا أَوْرَدَ القِطْعَةَ من البَقَر، فعافَت الماءَ، وصَدَّهَا عَنهُ الطُّحْلُبُ، ضَرَبَه ليَفْحَصَ عَن الماءِ فَتشْربه، وَيُقَال للطّحْلُب: ثَوْرُ الماءِ، حَكَاه أَبو زَيْد فِي كتاب المَطَر.

(و) الثَّوْر: (البَيَاضُ) الَّذِي (فِي أَصْل الظُّفر) ، ظُفر الإِنسان.

(و) الثَّوْرُ: (كلُّ مَا عَلَا الماءَ) من القُمَاش. وَيُقَال:} ثَوَّرْتُ كُدُورَةَ الماءِ فثَارَ.

(و) الثَّوْرُ: (المَجْنُون)، وَفِي بعض النُّسَخ: الجُنُون، وَهُوَ الصَّواب؛ كأَنْه لهيَجانه.

(و) مِنَ المَجَازِ: الثَّوْرُ: (حُمْرَةُ الشَّفَق النّائرَةُ فِيهِ) . وَفِي الحَدِيث: (صلاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ إِذا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ) . وَهُوَ انتشارُ الشَّفَق، {وثَوَرانُه: حُمْرَتُه ومُعْظَمُه. وَيُقَال: قد} ثَارَ {يَثُور} ثَوْراً {وثَوَراناً، إِذا انتشرَ فِي الأُفُق وارتفعَ، فإِذا غَابَ حَلَّتْ صلاةُ العِشاءِ الآخِرَة. 6 وَقَالَ فِي المَغْرب: مَا لم يَسقُط ثَوْرُ الشَّفَقِ.

(و) } الثَّوْرُ (الأَحْمَقُ)، يُقَال للرَّجُل البَليدِ الفَهْمِ: مَا هُوَ إِلّا ثَوْرٌ.

(و) مِنَ المَجَازِ: الثَوْرُ: (بُرْجٌ فِي السَّمَاء) ، من البُرُوج الإثْنَيْ عَشَرَ، على التَّشْبيه.

(و) مِنَ المَجَازِ: الثَّوْرُ: (فَرَسُ العاصِ بن سَعيدٍ) القُرَشيِّ، على التَّشْبيه.

(! وثَوْرٌ: أَبو قَبيلةٍ من مُضَرَ) ، وَهُوَ

ص: 339

ثَورُ بنُ عبد مَنَاةَ بنِ أُدِّ بن طابخَةَ بن الياسِ بن مُضَرَ، (مِنْهُم) : الإِمام المحدِّثُ الزّاهدُ أَبو عبد الله (سُفيَانُ بنُ سَعِيد) بن مَسْرُوق بن حَبيب بن رَافع بن عبد الله بن موهبةَ (بن أُبَيّ بن عبد الله) بن مُنْقِذ بن نصر بن الْحَارِث بن ثعلبةَ بن عَامر بن مِلْكان بن ثَور، رَوَى عَن عَمْرِو بن مُرّةَ، وسَلَمَةَ بن كُهَيْل، وَعنهُ ابنُ جُرَيج، وشُعبةُ، وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وفُضَيلُ بنُ عِياضٍ. تُوُفِّيَ سنةَ 161 هـ وَهُوَ ابنُ أَربع وَسِتِّينَ سنة.

(و) ثَوْرٌ: (وادٍ بِبِلَاد مُزَيْنَةَ) ، نقلَه الصغانيُّ.

(و) ثَوْرٌ: (جَبَلٌ بمكّةَ شَرَّفَها اللهُ تعالَى، (وَفِيه الغارُ) الَّذِي بَات فِيهِ سيِّدُنا رَسولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم لما هَاجَرَ، وَهُوَ (المذكورُ فِي التَّنْزيل) :{ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ} (التَّوْبَة: 40)(ويُقَال لَهُ: ثَوْرُ أَطْحَلَ، وإسمُ الجَبَل أَطحَلُ، نَزَلَه ثَوْرُ بنُ عبدِ مَناةَ فنُسبَ إِليه) ؛ وَقَالَ جماعةٌ: سُمِّيَ أَطْحَلَ لأَنّ أَطْحَلَ بن عبدِ مَنَاةَ كَانَ يَسكنُه: (و) ثورٌ أَيضاً: (جَبَلٌ) صغيرٌ إِلَى الحُمْرة بتَدْوير، (بِالْمَدِينَةِ) المُشَرَّفة، خَلْفَ أُحُدٍ من جِهة الشِّمَال. قَالَه السيُوطيُّ فِي كتاب الحَجّ من التَّوْشيح، قَالَ شيخُنَا: ومالَ إِلَى القَوْل بِهِ، وتَرْجيحه بأَزْيَدَ من ذالك فِي حاشيَته على التِّرْمذيّ. (وَمِنْه الحديثُ الصَّحيحُ (المدينةُ حَرَمٌ مَا بينِ عَيْرِ إِلى ثَوْرٍ) ؛ وهما جَبلان. (وأَما قولُ أَبي عُبَيْد) القَاسم (بن سَلَام)، بِالتَّخْفِيفِ (وَغَيره من الأَكابر الأَعلام: إِن هَذَا تَصْحيفٌ، والصَّوابُ) (مِن عَيْر (إِلى أُحُد) ؛ لأَن ثَوْراً إِنّما هُوَ بمكةَ) وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَمّا عَيْرٌ فجبلٌ معروفٌ بِالْمَدِينَةِ، وأَما ثَوْرٌ فالمعروفُ أَنه بمكِّةَ، وَفِيه الغارُ، وَفِي رِوَايَة قليلةٍ:(مَا بَين عَيْر وأُحُدٍ) ، وأُحُدٌ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَيكون ثَوْرٌ غَلَطاً من الرّاوي، وإِن كَانَ هُوَ الأَشهرَ فِي الرِّواية والأَكثرَ. وَقيل:

ص: 340

إِن عَيْراً جبلٌ بمكةَ، وَيكون المرادُ أَنه حَرَّمَ من الْمَدِينَة قَدْرَ مَا بَين عَيْرٍ وثَوْرٍ من مكّةَ، أَو حَرَّمَ المدينةَ تَحْرِيمًا مثلَ تَحْرِيم مَا بَين عَيْرٍ وثَوْرٍ بمكةَ، على حذف المُضَاف، ووصْف الْمصدر الْمَحْذُوف (فغيرُ جَيِّدٍ) ، هُوَ جوابُ وأَمّا إِلخ، ثمَّ شَرَعَ المصنِّف فِي بَيَان عِلَّة رَدِّه، وكَوْنه غيرَ جَيِّدٍ، فَقَالَ:(لِمَا أَخْبَرَني) الإِمامُ المحدِّثُ (الشُّجَاعُ) أَبو حَفْصٍ عُمَرُ (البَعْلِيُّ الشيخُ الزّاهدُ، عَن) الإِمام المحدِّث (الْحَافِظ أَبي محمّدٍ عبد السَّلَام) بن محمّد بن مَزْرُوع (البَصْريِّ) الحَنْبَليِّ، مَا نَصّه:(أَن حِذاءَ أُحُدٍ جانِحاً إِلى ورائِه) مِن جِهَة الشَّمَال (جَبَلاً صَغِيرا) مُدَوَّراً إِلى حُمْرة، (يُقَال لَهُ: ثَوْرٌ، و) قد (تَكَرَّرَ سُؤالي عَنهُ طوائفَ) مُخْتَلفَة (من العَرَب، العارفين بِتِلْكَ الأَرض) المُجاورين بالسُّكْنَى، (فكلٌّ أَخبرَني أَنَّ اسمَه ثَوْرٌ) لَا غير، ووجدتُ بخطِّ بعض المحدِّثين، قَالَ: وَجدتُ بخطِّ العَلّامة شمس الدِّين محمّد بن أَبي الْفَتْح بن أَبي الفَضْل بن بَرَكَات الحَنْبَليِّ حاشيَةً على كتاب (مَعَالم السنَن) للخَطّابيّ مَا صُورَتُه: ثَوْرٌ جَبَلٌ صغيرٌ خَلْفَ أُحُد، لكنه نُسِيَ فَلم يَعرِفه إِلّا آحادُ الأَعراب؛ بِدَلِيل مَا حَدَّثَني الشيخُ لإِمامُ العالمُ عَفِيفُ الدِّين عبدُ السَّلَام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصريُّ، وَكَانَ مُجَاوراً بِمَدِينَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فوقَ الأَربعينَ سنة، قَالَ: كنتُ إِذا ركبتُ مَعَ العَرَب أَسأَلُهم عمّا أَمُرّ بِهِ من الأَمِكنَة، فمررتُ رَاكِبًا مَعَ قَوم من بني هَيْثَمِ فسأَلتُهُم عَن جَبَلٍ خَلْفَ أُحُد: مَا يُقَال لهاذا الجَبَل؟ فَقَالُوا: يُقَال لَهُ: ثَوْرٌ، فقلتُ: من أَين لكُم هاذا؟ فَقَالُوا: من عَهْد آبَائِنَا وأَجدادنَا، فنزلتُ وصَلَّيتُ عِنْده ركعتَيْن، شُكْراً لله تعالَى. ثمَّ ذَكَر العلَّةَ الثانيةَ فَقَالَ:(ولمَا كَتَبَ إِليَّ) الإِمامُ المحدِّث (الشيخُ عَفيفُ الدِّين) أَبو محمّد عبدُ الله (المَطَرِيُّ) المَدَنيُّ، نَقْلاً (عَن وَالِده الْحَافِظ الثِّقَة) أَبي عبد

ص: 341

الله محمّد المَطريِّ الخَزْرَجيِّ، (قَالَ: إِنّ خَلْفَ أُحُدٍ عَن شِمَاليِّه جَبَلاً صغِيراً مُدَوَّراً) إِلى الحُمْرة، (يُسَمَّى ثَوْراً، يعرفُه أَهلُ الْمَدِينَة، خَلَفاً عَن سَلَف)، قَالَ مُلّا عليٌّ فِي النّامُوس: لَو صَحَّ نَقْلُ الخَلَف عَن السَّلَف لَمَا وَقَعَ الخُلْفُ بَين الخَلَف. قلتُ: والجوابُ عَن هاذا يُعرَف بأَدْنَى تَأَمُّل فِي الْكَلَام السَّابِق.

(وثَوْرُ الشِّبَاك)، ككتاب:(وبُرْقَةُ الثَّوْر)، بالضمّ:(مَوْضعان)، قَالَ أَبو زِيَاد: بُرْقَةُ الثَّوْر جانبُ الصَّمّان.

( {وثَوْرى، وَقد يُمَدُّ: نَهرٌ بدمشْقَ) فِي شَماليِّ بَرَدَى، هُوَ وبَانَاسُ يَفْتَرقَان من بَرَدَى، يَمُرّان بالبَوادي، ثمَّ بالغُوطة، قَالَ العمَادُ الأَصفَهَاني يذكُر الأَنهارَ من قصيدة:

يَزيدُ اشتْيَاقي ويَنْمُو كَمَا

يَزِيدُ يَزيدُ وثَوْرَى} يَثُورْ

(وأَبو {الثَّوْرَيْن محمّدُ بنُ عبد الرَّحمان) الجُمَحيُّ، وَقيل: المكّيّ (التّابعيُّ) ، يَروِي عَن ابْن عُمَرَ، وَعنهُ عَمْرُو بنُ دِينَار، ومَن قَالَ: عَمْرُو بنُ دِينَار عَن أَبي السّوّار فقد وَهِمَ.

(و) يُقَال: (} ثَوْرَةٌ من مَال) ، كثعرْوة من مالٍ، (و) قَالَ ابْن مُقْبل:

{وثوْرَةٌ من (رِجالٍ) لَو رأَيتَهُمُ

لقُلتَ إِحْدَى حِرَاجه الجَرِّ من أُقُرِ

ويُرْوَى: وثَرْوَةٌ، أَي عَدَد (كثير) ، وَهِي مرفوعَةٌ معطوفةٌ على مَا قبلهَا، وَهُوَ قَوْله:(فينَا خَنَاذيذُ) ، وَلَيْسَت الواوُ واوَ (رُبَّ)، نَبَّه عَلَيْهِ الصَّغَانيُّ وَفِي التَّهْذِيب: ثَوْرَةٌ من رجال،} وثَوْرَةٌ من مَال؛ للكَثير. وَيُقَال: ثَرْوَةٌ من رجال، وثرْوَةٌ من مَال، بهاذا الْمَعْنى. وَقَالَ ابنُ الأَعرابيِّ: ثورَةٌ من رجال، وثَرْوَةٌ؛ يعْني: عَدَدٌ كثيرٌ، وثَرْوةٌ من مالٍ لَا غير.

(! والثَّوّارَةُ: الخَوْرَانُ) ، عَن الصغانيّ.

وَفِي الحَدِيث: (فرأَيتُ الماءَ

ص: 342

{يَثُور (مِن) بَين أَصَابعه) أَي يَنْع بقوَّة وشدَّة.

(} والثَّائرُ) من المجَاز: ثارَ ثائرُه وفارَ فائرُه؛ يُقَال ذالك إِذا هاجَ (الغَضَبُ) .

وثَوْرُ الغَضَب: حدَّتُه.

{والثائرُ أَيضاً: الغَضْبانُ.

(} والثِّيرُ، بِالْكَسْرِ: غِطَاءُ العَيْن) ، نقلَه الصَّغَانيُّ.

(و) فِي الحَدِيث: (أَنه كَتَبَ لأَهل جُرَشَ بالحمَى الَّذِي حَماه لَهُم للفَرَس، والرّاحلَة،

( {المُثيرَة)) وَهُوَ بالكَسْر، وأَراد} بالمُثيرَة:(البَقَرَة {تُثيرُ الأَرضَ) .

وَيُقَال: هاذه} ثِيَرَةٌ {مُثيرَةٌ، أَي} تُثِيرُ الأَرضَ، وَقَالَ الله تعالَى فِي صفة بَقَرَةِ بني إِسرائيلَ:{ {تُثِيرُ الاْرْضَ وَلَا تَسْقِى الْحَرْثَ} (الْبَقَرَة: 71) .

} وأَثارَ الأَرضَ: قَلَبَها على الحَبِّ بعد مَا فُتِحَتْ مَرَّةً، وحُكِيَ:{أَثْوَرَهَا؛ على التَّصْحيح، وَقَالَ الله عز وجل: {} وَأَثَارُواْ الاْرْضَ} (الرّوم: 9) أَي حَرَثُوها وزَرَعُوها، واستَخرجُوا بَرَكاتِهَا، وأَنْزالَ زَرْعِهَا.

( {وثاوَرَه} مُثاوَرَةً {وثِوَاراً) ، بِالْكَسْرِ، عَن اللِّحيانيّ:(وَاثَبَه) وساوَرَه.

(} وثَوَّرَ) الأَمْرَ تَثْويراً: بَحَثَه.

وثَوَّرَ (القُرآنَ: بَحَثَ عَن) معانِيه وَعَن (علْمه) . وَفِي حديثٍ آخَرَ: مَن أَرادَ العِلْمَ {فلْيُثَوِّر القُرآنَ) ، قَالَ شَمرٌ:} تَثْويرُ القرْآن: قِراءَتُه، ومُفَاتَشَةُ العُلَمَاءِ بِهِ فِي تَفْسِيره ومعانيه. وَقيل: ليُنَقِّرْ عَنهُ ويُفَكِّكْ فِي مَعَانِيه وتفسيرِه، وقراءَته.

(! وثُوَيرُ بنُ أبي فاختَةَ سعيدُ بنُ عِلاقَةَ) أَخُو بُرْدٍ، وأَبوهما مَوْلَى أُمِّ

ص: 343

هانيءٍ بنت أبي طَالب، عِدَادُه فِي أَهل الكُوفة:(تابعيٌّ) . الصّوابُ أَنه من أَتباع التّابعين؛ لأَنه يَرْوِي مَعَ أَخيه عَن أَبيهما عَن عَليّ بن أَبي طَالب، كَذَا فِي كتاب الثِّقَات لِابْنِ حِبّانَ.

( {والثُّوَيْرُ: ماءٌ بالجزيرة من مَنَزل تَغْلبَ) بن وائلٍ، وَله يَومٌ معروفٌ، قُتِلَ فِيهِ المُطَرَّحُ وجماعةٌ من النَّجْديَّة، وفِيه يقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَةَ الشَّاعِر:

إِنْ تَقْتُلُونا بالقَطِيف فإِنَّنا

قَتَلْنَاكُمُ يَومَ} الثُّوَيْر وصَحْصَحَا

كَذَا فِي أَنْسَاب البَلاذُريّ.

(و) الثُّوَيْرُ: (أَبْرَقٌ لجَعْفَر بن كلابٍ قُرْبَ) سُوَاجَ، من (جبال ضَرِيَّةَ) .

وممّا يُستدرَكَ عَلَيْهِ:

يُقَال: انْتَظرْ حَتَّى تَسْكُنَ هاذه {الثَّورةُ، وَهِي الهَيْجُ.

وَقَالَ الأَصمعيُّ: رأَيتُ فلَانا} ثائرَ الرَّأْس، إِذا رأَيتَه قد اشْعَانَّ شْرُه، أَي انتشرَ وتَفرَّقَ. وَفِي الحَدِيث:(جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ {ثائرَ الرَّأْس. يسأَلُه عَن الإِيمان) ؛ أَي مُنْتشرَ شَعر الرأْس قائمَه، فحذَفَ المُضاف. وَفِي آخَرَ:(يَقُومُ إِلى أَخيه ثائراً فَريصَتُه) ؛ أَي: مُنْتَفخَ الفَريصَة قائمهَا غَضَباً، وَهُوَ مَجازٌ وأَراد بالفَريصَة هُنَا عَصَبَ الرَّقَبة وعُرُوقها؛ لأَنها هِيَ الَّتِي} تَثُور عِنْد الغَضَب.

ومِن المَجَاز: {ثارتْ نَفْسُه: جَشَأَتْ، قَالَ أَبو مَنْصُور: جَشَأَتْ، أَي ارتفعتْ، وجاشتْ أَي فارَتْ.

ويُقَال: مَرَرتُ بأَرَانبَ} فأَثَرْتُهَا.

ويُقَال: كَيفَ الدَّبَى؟ فَيُقَال: {ثائرٌ وناقرٌ،} فالثّائرُ ساعةَ مَا يَخرج من التُّرَاب، والناقرُ حينَ يَنقُر من الأَرض، أَي يَثِبُ.

{وَثَوَّرَ البَرْكَ} واستثارَهَا، أَي أَزْعَجَهَا وأَنْهَضَهَا. وَفِي الحَدِيث:(بل هِيَ حُمَّى! تَثُورُ أَو تَفُور) .

ص: 344

والثَّورُ: {ثَورَانُ الحَصْبَة:} وثارت الحَصْبَةُ بفلانٍ {ثَوْراً} وثُؤُوراً {وثُؤَاراً} وثَوَرَاناً: انتَشرتْ.

وحَكَى اللِّحْيَانيّ: ثارَ الرجلُ {ثَوَرَاناً: ظَهَرَتْ فِيهِ الحَصْبَةُ، وَهُوَ مَجازٌ.

وَمِنْه أَيضاً: ثار بالمَحْمُوم الثَّوْرُ، وَهُوَ مَا يَخْرجُ بفِيه من البَثْر.

وَمن المَجَاز: أَيضاً:} ثوَّرَ عَلَيْهِم الشَّرَّ، إِذا هَيَّجَه وأَظهرَه، {وثارَتْ بَينهم فِتْنَةٌ وشَرٌّ، وثار الدَّمُ فِي وَجهه.

وَفِي حَدِيث عبد الله: (} أَثِيرُوا القُرآنَ فإِنه فِيهِ خَبَرُ الأَوَّلينَ والآخرين) .

وَقَالَ أَبو عَدْنَان: قَالَ مُحَارِب صاحبُ الخَلِيل: لَا تَقطَعْنا فإِنك إِذا جئتَ {أَثَرْتَ العَرَبيَّةَ، وَهُوَ مَجازٌ.

} وأَثَرْتُ البَعِيرَ أُثِيرُه إِثارَةً، فثارَ {يَثُورُ،} وَتَثَوَّرَ {تَثَوُّراً، إِذا كَانَ باركاً فبَعَثَه فانْبَعَثَ، وأَثارَ التُّرَابَ بقَوائِمِه} إِثارَةً: بَحَثَه، قَالَ:

{يُثيرُ ويُذْرِي تُرْبَهَا ويُهيلُه

} إِثَارَةَ نَبّاثِ الهَوَاجِر مُخْمِسِ

{وثَوْرٌ: قَبيلَةً مِن هَمْدَانَ، وَهُوَ ثَوْرُ بنُ مَالك بن مُعاويَةَ بن دُودانَ بن بَكِيلِ بنِ جُشَم.

وأَبو خَالِد ثَوْرُ بنُ يَزِيدَ الكَلَاعيُّ: مِن أَتباع التّابعِين، قَدِمَ العراقَ، وكَتَبَ عَنهُ الثَّوْرِيُّ.

زأَبو ثَوْرٍ صاحبُ الإِمَامِ الشّافِعِيِّ، والنِّسبةُ إِليه الثَّوْرِيُّ، مِنْهُم: أَبو الْقَاسِم الجُنَيد الزّاهِدُ} - الثَّوْرِيُّ، كَانَ يُفْتى على مَذهبه.

وإِلى مذْهب سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَبو عبد الله الحُسَينُ بنُ محمّدٍ الدِّينَوَرِيُّ الثَّوْرِيُّ. والحافظُ أَبو محمّدٍ عبدُ الراحمان بنُ محمّد الدُّونِيُّ الثَّوْرِيُّ، راوِي النسائِيِّ عَن الكَسَّار.

ص: 345