الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وفيات الطبقة الخامسة والأربعون:
وفيات سنة إحدى وأربعين وأربعمائة:
حرف الْألف:
1-
أَحْمَد بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن حمزة1، أبو إسماعيل الهرويّ الحدّاد، الصوفيّ، الملقَّب بعُّمَويّه.
كان كبير الصُّوفيّة بهَرَاة، سافر الكثير ولقي المشايخ.
وسمع بدمشق من عبد الوهاب الكلابيّ، وببعلبك الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد الكِنْديّ، وبهرَاةَ أبا معاذ الهَرَويّ وجماعة.
روى عنه: خَلَف بن أبي بِشْر القُهُنْدزيّ2، ومسعود بن ناصر السِّجْزيّ، وجماعة.
توفيّ في رجب، وقد جاوز التّسعين.
2-
أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان بْن أَبِي نصر قاسم التميمي3.
أبو عليّ الدّمشقيّ المُعدّل، ولد الشّيخ العفيف.
حدّث عن: يوسف المَيَانجيّ، وأبي سليمان محمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، وعبد المحسن الصفّار، وغيرهم.
روى عنه: الكتّّاني، وأبو الوليد الدّربَنْديّ، ونجا العطّار، وسهل بن بِشْر الْإِسْفرائينيّ، ومحمد بن الحسين الحنّائيّ، والحسن بن سعيد العطّار.
قال الكتّاني: توفِّي شيخنا أبو عليّ في شعبان، وكان ثقة مأمونّا صاحب أصول لم أر أحسن منها، وكان سماعه وسماع أخيه بخطّ والدهما، وكانت له جنازة عظيمة حضرها أمير البلد.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 59، 60".
2 القهندري: نسبة إلى قهندز بخارى بلاد شتَّى الأنساب "10/ 274".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 649".
3-
أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن خُرجة.
القاضي العلَّامة أبو عبد اللَّه النهاونديّ.
سمع من: عليّ بن عبد الرحمن البكّائيّ، وغيره.
روى عنه: العفيف محمد بن المظفّر، وأبو القاسم عُبَيْد اللَّه بن محمد بن خُرْجة، وأخوه الخطيب أبو محمد الحسن، ومحمد بن عزّ، والنهاونديّون.
سمعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات.
4-
أَحْمَد بن عمر بن أحمد البرمكي1.
البغداديّ، أخو أبي إسحاق.
سمع: أبا حفص بن شاهين، قال الخطيب2: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات في جُمَادَى الْآخرة.
5-
أَحْمَد بن محمد بن أحمد بن منصور3، أبو الحسن العَتيَقِيّ4 المجهِز5، بغداديّ مشهور.
سمع: علي بن محمد بن سعيد الرّزّاز، وأبا الحسن بن لؤلؤ، وإسحاق بن سعد، وأبا بكر الأبهري، وأبا الفضل الزُّهْريّ، والحسين بن أَحْمَد بن فهد الموصِليّ، ومحمد بن سُفيان، وتمَّام بن محمد الرّازيّ الدمشقيّ، وأبا الحسين بن المُظفّر، وطائفة كبيرة.
روى عنه: ابنه أبو غالب محمد، وأبو عبد اللَّه بن أبي الحديد، وعبد المحسن بن محمد الشّيحيّ، وأبو القاسم ابن أبي العلاء، وخلقٌ كثير، آخرهم أبو عليّ محمد بن محمد بن المهدي.
1 تاريخ بغداد "4/ 295، 296"، وطبقات الحنابلة "2/ 190".
2 في تاريخه.
3 تاريخ دمشق "7/ 173-176"، وسير أعلام النبلاء "17/ 602"، والبداية والنهاية "12/ 60".
4 العتيقي: نسبة إلى عتيق، وهو اسم لبعض أجداده "الأنساب 8/ 393".
5 المجهز: نسبة لمن يحمل مال البحار من بلد إلى بلد، ويسلمه إلى شريكه، ويرد مثله إليه.
وقال الخطيب1: كان صدوقًا، وُلِدَ في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة، وذكر لي أنَّ بعض أجداده كان يسمَّى عتيقًا، وإليه يُنْسَب.
وقال ابن ماكولا2: قال لي شيخنا العتيقيّ: إنّه رُوَيّاني الأصل. خرَّج على الصحيحين، وكان ثقة متقنًا يفهم ما عنده، وكان الخطيب ربّمّا دلَّسه يقول: أنبا أحمد بن أبي جعفر القطيعي.
قال الخطيب: توفِّي في صفر3.
6-
أَحْمَد بن المظفَّر بن أَحْمَد بن يزداد4.
أبو الحسن الواسطيّ العطّار.
روى عن: أبي محمد بن السقّاء "مُسْنَد مُسدَّد".
رواه عنه: أبو نُعيْم محمد بن إبراهيم الْجُمّاري.
توفِّي فِي شعبان.
7-
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن زكريّا بن زكريّا بن مفرّج بن يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن خالد بن سعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ5.
أَبُو الْقَاسِمِ الزُّهْريّ الْإِفليليّ ثُمّ القُرْطُبيّ، وإفليل التي والده منها قرية من قرى الشّام.
روى عن: أبيه، وأبي عيسى اللَّيْثيّ، وأبي محمد الفاسي، وأبي زكريا من عائذ، وأبي بكر الزُّبيديّ، وأحمد بن أبّان بن سيّد، وجماعة.
ولي الوزارة للمستكفي باللَّه، وكان حافظًا للغة والأشعار، قائمًا عليها، لا سيما شِعر أبي تمّام، وأبي الطيّب المُتَنبيّ. وكان ذاكرًا للأخبار وأيام الناس، وبارعًا في اللغة، صادق اللهجة.
1 في تاريخه "4/ 379".
2 في الإكمال "7/ 150".
3 تاريخ بغداد "4/ 379".
4 العبر "3/ 195".
5 الصلة لابن بشكوال "1/ 93"، وشذرات الذهب "3/ 266".
ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو مروان الطبني، وأبو سراج، وآخرون.
وأقرأ الْأدب مُدّة.
وله مصنَّف في "شرح معاني شعر المُتنبّي"، وغير ذلك.
وتوفِّي في ذي القعدة بقُرطُبة.
حرف الباء:
8-
بِشْروَيْه بن محمد بن إبراهيم.
الرئيس أبو نُعَيْم الْجُرْجانيّ الزاهد.
سمع من: بِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وأجاز له إسماعيل بن نُجيد، وتُوُفّي في ربيع الأوّل بنيسابور.
حرف الحاء:
9-
الحسين بن يعقوب:
أبو عبد اللَّه بن الدبّاس الواسطيّ، الملقَّب بجدَيرة -بالجيم.
سمع: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص، وأحمد بن عُبَيْد بن بيْريّ، وابن جَهْضم، وجماعة.
سمع منه: عليّ بن محمد الجلّابيّ، وورَّخه.
10-
الحسين بن عُقْبَةَ1:
أبو عبد اللَّه البصْريّ الضّرير. من أعيان الشّيعة.
قرأ على الشريف المُرتضى كتاب الذّخيرة وحَفِظَه، وله سبع عشرة سنة، وكان من أذكياء بني آدم، وَرَدَ أنّه قال: أقدر أحكي مجالس المرتضى وما جرى فيها من أول يوم حضرتُها.
ثم يسردها مجلسًا مجلسًا، والناس يتعجَّبون.
1 لسان الميزان "2/ 299".
حرف الرّاء:
11-
رفق المستنصريّ1:
أمير دمشق عدّة الدولة.
ولي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعين بعد طارق المستنصريّ، وعُزِلَ بعد أيّام، وولي إمرة حلب.
حرف العين:
12-
الملك العزيز2:
أبو منصور خسرو فيروز ابن الملك جلال الدولة أبي طاهر فيروز ابن الملك بهاء الدولة خرة فيروز الديلمي ابن الملك عضد الدولة فناخسرو ابن رُكن الدّين الحسين بن بُوَيَه.
وُلِدَ بالبصرة سنة سبع وأربعمائة، وولي إمرة واسط لَأبيه، وبرع في الأدب والَأخبار والعربية، وأكبَّ على اللَّهو والخلاعة.
وله شِعرٌ رائق، فمن ذلك وأجاد:
وأرقصٍ يستحثُّ الكفَّ بالقدم
…
مُسْتَمْلِح الشَّكْل والأعطاف والّشَيمِ
يُرى لهُ نَبَرَاتٌ من أنامله
…
كأنّها نبضات البرْق في الظُّلَمِ
يُراجِعُ الحثّ في الْإِيقاع من طربٍ
…
تَرَاجُعَ الرَّجُلِ الفأْفاءِ في الكلِمِ
وله:
مَنْ ملَّني فلْينأَ عنّي راشدًا
…
فمتى عرضتُ لهُ فلستُ براشِدِ
ما ضاقت الدُّنيا عليَّ بأسرِها
…
حتّى تراني راغبًا في زاهدِ
ولمَّا مات أبوه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة فارق العزيز واسطًا وأقام عند أمير العرب دُبَيْس بن مَزْيَد، ثمّ توجَّه إلى ديار بكر منتجعًا للملوك، فمات في ربيع الأوّل بميافارقين.
1 أمراء دمشق في الإسلام "34" رقم "109".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 632"، شذرات الذهب "3/ 268".
13-
العبّاس بن الفضل بن جعفر بن الفضل بن موسى بن الحسين بن الفُرات:
أبو أحمد ابن الوزير، من بيت حشمة ورئاسة بمصر.
روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس، وغيره.
وعنه: الرّازيّ في مشيخته.
14-
عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن:
أبو نصر بن الصّابونيّ النَّيْسابوريّ.
سافر للحجِّ فدخل بلاد الروم، وعقد مجلسًا في قوله تعالى:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّه} [النساء: 100] الْآيَةُ. فمرض ومات رحمه الله، وحُمِلَ تابوته إلى نيسابور.
15-
عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن محمد بن عوْن اللَّه بن جُدَيْر القُرطُبيّ1:
رجل كبير القدْر، طويل العُمر، رحل سنة ثمانٍ وسبعين وثلاثمائة، فقرأ بمصر على أبي الطيّب بن غلْبُون.
ولقي بمكّة الدّينوريّ، وبالقيروان أبا محمد بن أبي زيد. ورجع.
وكان فاضلًا ناسكًا، زاهدًا، وَرِعًا، صدوقًا، من بيت علمٍ وشرف. وقد جرِّبت له دعوات مُستجابات، وكان إمام مسجد عبد اللَّه البَلَنْسيّ.
توفِّي رحمه الله فِي جُمادى الْأولى، عن أربعٍ وثمانين سنة.
16-
علي بن أَحْمَد الحاكم:
أبو أَحْمَد الْإِستِرَابَاذيّ، توفِّي بسمرقند.
17-
عبد الصمد بن أبي نصر المعاصمي البخاريّ:
حدَّث عن أبي عمْرو محمد بن محمد بن جابر، وغيره.
وروى عنه: القاضي أبو المحاسن الروياني.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 332".
18-
علي بن إبراهيم بن نَصرُوَيْه بن سَخْتَام بن هَرْثَمة1:
الفقيه أبو الحسن الغزِّيّ السَّمَرْقَنْديّ، الحنفيّ المفتي.
رحل ليحجَّ، فحدَّث في الطريق ببغداد، وبدمشق عن: أبيه وأخيه إسحاق، ومحمد بن أحمد بن مت الأشتيخني2، وإبراهيم بن عبد اللَّه الرازي نزيل بُخارى، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، ومنصور ابن نصر الكاغديّ، ومحمد بن يحيى الغيّاثي، وغيرهم.
روى عنه: أبو عليّ الْأهوازيّ، وهو أكبر منه، وأبو بكر الخطيب، ومنصور بن عبد الجبّار السمعاني، والفقيه نصر المقدسيّ، وفَيد بن عبد الرحمن الهمذانيّ، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن الحسين الحِنائيّ.
قال الخطيب3: كان من أهل العلم والتّقدُّم في مذهب أبي حنيفة. قال لي: ولدتُ في شعبان سنة خمسٍ وستين وثلاثمائة، وكان أبي يذكر أنّه من العرب، وأدركه أجَلُهُ في الطريق.
قلت: قد حدَّث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة، وذلك في سنة إحدى وأربعين.
19-
علي بن عبد اللَّه بن حسين بن الشبيه4:
أبو القاسم العلويّ البغداديّ الناسخ.
سمع: محمد بن المظفّر.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا ديّنًا يورِّق بالَأجرة.
20-
عليّ بن عمر بن محمد5:
أبو الحسن الحرَّاني، ثُمّ المصريّ الصوَّاف، المعروف بابن حمِّصَة، لم يرو شيئًا سوى "مجلس البطاقة"، لكنَّه تفرَّد به مدّة سنين. وكان آخر من حدَّث عن حمزة الحافظ، سمعه وهو مُراهق، فإنَّ شيخنا الدِّمياطيّ أنبأ أنه سمع ابن رواح قال: أنا السِّلَفيّ قال: قال أبو عبد اللَّه الرّازيّ: سمعنا ابن حِمِّصة يقول: وُلِدت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
1 تاريخ بغداد "11/ 342"، وسير أعلام النبلاء "17/ 604، 605"، وشذرات الذهب "3/ 266".
2 الإشتيخني: نسبة إلى إشتيخن، وهي من قرى السغد بسمرقند "الأنساب 1/ 268".
3 في تاريخه "11/ 342".
4 تاريخ بغداد "12/ 9"، والبداية والنهاية "12/ 10".
5 سير أعلام النبلاء "17/ 601، 602"، وشذرات الذهب "3/ 266".
وبالسند إلى السفلي: أنا أبو صادق، والرّازي قالا: قال لنا أبو الحسن: لمَّا أملى علينا حمزة حديث البطاقة صاح غريب من الحلقة صيحة فاضت نفسه معها، وأنا ممّن حضر جنازته وصلّى عليه.
روى عنه: هبة اللَّه بن محمد الشيرازيّ، وأبو النّجيب عبد الغفّار الْأرمويّ1، وأبو العبَّاس أَحْمَد بن إبراهيم الرّازيّ، وولده أبو عبد اللَّه محمد الرّازيّ، وهو آخر أصحابه، وأحمد بن عبد القادر اليوسُفيّ، وأبو صادق مرشد ابن يحيى، وآخرون.
وكمان سماعه من حمزة الكِنانيّ في سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة.
وتوفِّي في ثالث رجب، وصلَّى عليه الفقيه أبو محمد عبد اللَّه بن الوليد المالكي.
حرف الفاء:
21-
فارس بن نصر2:
أبو القاسم البغدادي الخبّاز، سمع: أبا الحسين بن سمعون.
روى عنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا، ثمّ ذكر وفاته.
22-
الفضل بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن محمود:
أبو القاسم الثقفيّ الْأصبهانيّ، والد الرئيس.
أملى عن: الحسن بن داود الْأصبهاني، وغيره.
وسمع بعد السبعين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
حرف القاف:
23-
قِرْواش بن مُقَلِّد بْن المُسَيّب بْن رافع العَقِيلي3:
الْأمير أَبُو المنيع معتمد الدّولة ابن الْأمير حسام الدّولة أبي حسّان صاحب الموصل.
1 الأرموي: نسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان "الأنساب "1/ 190".
2 تاريخ بغداد "12/ 391".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 633، 634"، والبداية والنهاية "12/ 62".
ذكرنا والده في سنة إحدى وتسعين، وإنَّ قرواشًا وليَ الموصِل بعده، فطالت أيامه، واتَّسعت مملكته، فكان بيده الموصل والمدائن والكوفة وسقي الفرات، وقد خطب في بلاده للحاكم صاحب مصر، ثم رجع عن ذلك وخطب لخليفة الْإِسلام القادر باللَّه. فجهَّز صاحب مصر جيشًا لحربه، ووصلت الغُزّ إلى الموصل ونهبوا دار قِرْواش، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدُبَيْس بن صدقة الْأَسَديّ، واجتمعا على حرب الغزِّ، فنصرا عيهم، وقتلا منهم خلقًا.
وكان قِرواش ظريفًا أديبًا شاعرًا نهَّابًا وهَّابًا جوّادًا.
ومِن شِعرهِ:
مَنْ كان يحمَدُ أو يذمّ مُوَرِّثًّا
…
للمال من آبائه وجدوده
فأنا امرؤٌ لله أشكر وحده
…
شكرًا كثيرًا جالبًا لمزيده
لي أشقرٌ ملء العِنانِ مُغَاوِرٌ
…
يُعطيك ما يُرْضيك من محموده
مهند غضبٌ إذا جرّدْتُهُ
…
خلت البروقَ تموج في تجريده
وبذا حويتُ المال إِلَّا أنني
…
سلطتُ فيه يدي على تبديده1
وكان على سنن العرب، فورد أنّه جمع بين أختين فلاموه، فقال: خبِّروني ما الذي نستعمل من الشَّرع حتّى تتكلّموا في هذا.
وقال مرّةً: ما في رقبتي غير دمٍ خمسةٍ أو ستةٍ من العرب قتلْتُهم، فأمَّا الحاضرة فما يعبأ اللَّه بهم2.
ثم إنَّه وقع بينه وبين بركة ابن أخيه، فقبض عليه بركة وحبسه، وتلقَّب: زعيم الدّولة، وذلك في سنة إحدى وأربعين هذه، فلم تطُل دولته ومات في أواخر سنة ثلاثٍ وأربعين، فقام بعده أبو المعالي قُريش بن بدران بن مقلّد ابن أخيه، فأوّل ما ملك عمد إلى عمّه قِرواش أخرجه من السجن وقتله صبرًا بين يديه، وذلك في رجب سنة أربعٍ وأربعين.
وقيل: بل مات في سجنه، وقوي أمر قريش وعظم شأنه.
1 الأبيات في الكامل في التاريخ "9/ 588".
2 المنتظم "8/ 147"، وفيات الأعيان "5/ 267".
حرف الميم:
24-
محمد بن إسحاق بن محمد:
القاضي أبو الحسن القُهُستانيّ1، الذي روى مُسند عليّ لمُطيّن في اثني عشر جزءًا بمصر، عن علي بن حسّان الذمميّ، فحدَّث به في هذا العام في ذي الحجّة.
وسمعه منه: أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرازيّ، فهذا الرجل ليس في مشيخة الرّازيّ.
وسمعه منه: أبو صادق مرشد المدينيّ، فسمعه السِّلفيّ من مرشد.
وقد حدَّث يحيى بن محمد بن أَحْمَد الرّازيّ بالمُسْنَد عن والده، عن القُهُستانيّ.
25-
محمد بن أَحْمَد بن عليّ بن حمدان2:
الحافظ أبو طاهر، محدِّث مكثِر رحَّال.
تخرَّج بالحاكم، وسمع من: زاهر بن أَحْمَد بِسَرْخَس.
ومن: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن عثمان الطرّازيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الجوزقي الحافظ، وطَبقتهما بنَيْسابور.
ومن: محمد بن أَحْمَد غُنْجَار البخاري ببُخارى.
ومن: أبي سعد الْإِدريسيّ بسَمَرْقَند.
ومن: عليّ بن محمد بن الفقيه بالري.
ومن: أبي الصَّلْت الْأهوازيّ ببغداد.
ومن: عليّ بن أَحْمَد الخُزاعيّ ببُخارى.
ومن: أبي الفضل محمد بن الحسين الحدّاديّ بَمْرو.
عرفتُ سماعه منهم، من جَمْعِهِ طُرُق "حديث الطير"، ومن جَمْعِهِ مُسند بُهْز بن حكيم، كتبه عَنْه أبو سعْد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسين النَّيْسابوريِّ في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
1 القهستاني والقوهستاني: نسبة إلى قوهستان بنواحي هراة بالعراق وهمذان ونهاوند، وبروجرد وما يتصل بها. "الأنساب "10/ 264".
2 تذكرة الحفاظ "3/ 1111، 1112"، وسير أعلام النبلاء "17 663، 664".
26-
محمد بْن أَحْمَد بْن عيسى بْن عبد اللَّه1:
القاضي أبو عبد اللَّه، أبو الفضل السَّعْديّ البغداديّ، الفقيه الشافعيّ، راوي معجم الصّحابة للبَغَويّ، عن ابن بطَّة العُكْبَريّ.
سمع: موسى بن محمد بن جعفر السِّمسار، وأبا الفضل عُبْيد اللَّه الزُّهريّ، وأبا بكر بن شاذان، وأبا طاهر المخلّص، وابن بطَّة، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبا الحسن بن الجنديّ ببغداد، وأبا عبد اللَّه الْجُعْفيّ بالكوفة، وابن جُمَيْع بصيداء، وحامد بن إدريس بالموصِل، وأبا مسلم الكاتب بمصر.
وسكن مصر وأملى وأفاد، وكان من تلامذة أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
وري عنه: سهل بن بشِر الْإِسفرائينيّ، وعليّ بن مكي الأزدي، وأبو نصر الطرايثيثي، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون2.
وقد كتب عنه شيخه الحافظ عبد الغني، ومات قبله بنيّفٍ وثلاثين سنة.
توفِّي أبو الفضل السعديّ في شعبان، وقيل: في شوّال، فيحرَّر.
27-
مُحَمَّد بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بْن رُحيْم3:
أبو عبد اللَّه الصوريّ الحافظ، أحد أعلام الحديث.
سمع الحديث على كِبَر، وعُنِيَ به أتمَّ عناية، إلى أن صار فيه رأسًا.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وأبا عبد اللَّه بن أبي كامل الْأطرابُلُسيّ، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ، ومحمد ابن جعفر الكلاعيّ، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وأبا محمد بن النحّاس، وعبد اللَّه بن محمد بن بُنْدار، وطائفة كبيرة بمصر.
وتخرَّج بعبد الغنيّ، ثم رحل إلى بغداد فأدرك بها صاحب الصفّار أبا الحسن بن مخلد، وطبقته.
1 سير أعلام النبلاء "18/ 5، 6"، وشذرات الذهب "3/ 267".
2 تاريخ دمشق "25/ 413".
3 تاريخ بغداد "3/ 103"، والكامل في التاريخ "9/ 561"، وسير أعلام النبلاء "17/ 627-631".
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقاضي العراق أبو عبد الله الدامغاني، وجعفر السرَّاج، والمبارك بن الطيوريّ، وسعد اللَّه بن صاعد الرّحبي، وآخرون.
قال: وُلِدت في سنة ست أو سبع وسبعين وثلاثمائة.
قال الخطيب1: وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم كُتُبًا له، وأحسنهم معرِفةً به، لم يَقدِم علينا أفهم منه لعلم الحديث. وكان دقيق الخطّ، صحيح النقل، حدَّثني أنّه كان يكتب في الوجهة من ثُمْن الكاغد الخُراسانيّ ثمانين سطْرًا.
وكان مع كثرة طلبه ضعيف المذهب فيما يسمعه، ربّما كرّر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرَّات، وكان رحمه الله يسرد الصَّوم لَا يُفطِر إِلَّا في الْأعياد.
وذكر لي أنَّ عبد الغنيّ كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرَّح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد ابن عليّ.
قال الخطيب: وكان صدوقًا، كتب عنِّي وكتبت عنه، ولم يزل في بغداد حتّى توفِّي بها في جُمَادى الْآخرة، وقد نيّفَ على السِّتين.
وذكره أبو الوليد الباجيّ فقال: الصوريُّ أحفظ من رأيناه.
وقال غيث بن عليّ الْأرمنازيّ: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا أحفظ من الصُّوريّ.
وقال عبد المحسن البغداديّ الشيميّ: ما رأينا مثله، كان كأنّه شُعْلة نارٍ بلسانٍ كالحسام القاطع2.
وقال السِّلفيّ: كتب الصُّوريّ صحيح البُخاريّ في سبعة أطباقٍ من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة.
قال: وذكر أبو الوليد الباجيّ في كتاب فِرق الفُقهاء قال: حدَّثني أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ الورّاق -وكان ثِقةً متقنًا- أنَّه شاهد أبا عبد اللَّه الصُّوريّ، وكان فيِهِ حُسْنُ خُلقٍ ومِزاحٍ وضحِك، لم يكن وراءه إِلَّا الدّين والخير، لكنَّه كان شيئًا جُبِلَ عليه، ولم يكُن في ذلك بالخارق للعادة، ولا الخارج عن السَّمت، فقرأ يومًا جزءًا
1 في تاريخ بغداد "3/ 103".
2 تاريخ بغداد "3/ 103".
على أبي العبّاس الرّازيّ، وعنَّ لهُ أمرٌ أضحكهُ، وكان بالحضرة جماعة من أهل بلدنا، فأنكروا عليه ضِحكَهُ وقالوا: هذا لَا يصلُح ولا يليق بعلمِك وتقدُّمِك أن تقرأ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنت تضحك. وأكثروا عليه وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون هذا.
فقال: ما في بلدكم شيخٌ إِلَّا يجب أن يقعد بين يديّ ويقتدي بي. ودليل ذلك أنِّي قد صرتُ معكُم على غير موعد، فانظروا إلى أي حديثٍ شئتم مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، اقرأوا إسناده لَأقرأ متنه، أو اقرأوا متنه حتى أخبركم بإسناده1.
قال الباجيّ: لزمتُ الصوريُّ ثلاثة أعوام، فما رأيتهُ تعرَّض لفتوى.
وقال أبو الحسن بن الطُّيوريّ: كتبتُ عن خلْقٍ فما رأيت فيهم أحفظ من الصُّوريّ، كان يكتب بفرد عين، وكان متفنّنًا، يعرف من كل علم، وقوله حجّة.
قال: وعنه أخذ الخطيب علم الحديث.
قلت: وشعره ممّا رواه عنه الخطيب:
في جدّ وفي هزل إذا شئـ
…
ت وجَدِّي أضعاف أضعاف هزلي
عاب قومٌ عليَّ هذا ولجّوا
…
في عِتابي وأكثروا فيه عذْلي
قلتُ: مهلًا، لَا تُفرِطوا في ملامي
…
واحكموا لي فيكم بغالب فِعْلي
أنا راضٍ بِحُكمُكم إن عدَلتم
…
رُبَّ حُكمٍ يمضي على غير عدْلِ
وللصُّوريّ أيضًا:
قُل لمن عاند الحديث وأضَحى
…
عائِبًا أهله ومن يدَّعيه
أبِعلمٍ تقولُ هذا؟ أبن لي،
…
أم بجهلٍ فالجهلُ خُلُقُ السفيه
أيُعابُ الذين هم حفظوا الدِّ
…
ين من التُّرِّهاتِ والتمويه
وإلى قولهم وما قد رَوَوْهُ
…
راجِعٌ كلُّ عالمٍ وفقيه2
28-
مزيد بن محمد السلمي:
الطوسي الفقيه.
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1115، 1116"، وسير أعلام النبلاء "27/ 629".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 631"، والبداية والنهاية "12/ 61".
روى عن: زاهر بن أَحْمَد الفقيه.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الجرجاني.
29-
مودود بن مسعود بن محمد بن سُبُكْتِكِين1:
أبو الفتح. توفِّي بغَزْنَة في رجب عن تسعٍ وعشرين سنة، تملَّك غَزَنة عشر سنين.
قال ابن الْأثير2: كان قد كاتب أصحاب الْأطراف ودعاهم إلى نُصْرته، وبذل لهم الأموال والْإِمرة على بلاد خُراسان، فأجابوه، منهم: أبو كاليجار صاحب أصبهان، فإنه سار بجيوشه في المفازة فهلك كثير من عسكره، ومرض هو ورجع، ومنهم: خاقان التُّرْك، فإنَّه أتى ترمذ فنَهِبَ وخرّبَ وصادر.
وسار مودود من غَزَنة فاعتراه قُولنج، فرجع وبعث وزيره لَأَخْذ سِجِستان من الغُزّ، فمات مودود، وملَّكوا بعده ابنه، خلعوه بعد خمسة أيّام، وملَّكوا عمَّ مودود، وهو عبد الرّشيد بن السّلطان محمود، ولقِّبَ شمس دين اللَّه.
30-
الملك العزيز أبو منصور بن جلال الدّولة أبي طاهر بن بويه3:
توفِّي بظاهر ميّافارِقين، وله شِعرٌ رائق.
ورَّخه ابن نظيف، وقد كان قرأ العربيّة مُدّة بواسط على أبي الحسن الحسيني النّحْويّ المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين، وكانت مُدّة مملكته سبع سنين.
وهو أوَّل من تلقَّب بألقاب ملوك زماننا، وكانت دولته ضعيفة.
سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة:
حرف الْألف:
31-
أَحْمَد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن مهران:
أبو بكر، الفقيه الأصبهاني الحافظ، توفِّي في شوال.
1 الكامل في التاريخ "9/ 558، 559"، وسِيَر أعلام النبلاء "17/ 634"، والبداية والنهاية "12/ 62".
2 الكامل في التاريخ "9/ 558، 559".
3 تقدَّمت ترجمته برقم "12".
يروي عن: أبي مسلم بن شهدل، وطبقته. وعنه: الحدّاد.
32-
أَحْمَد بن عليّ بن الحسين1:
أبو الحسين التُّوزِيّ المُحتسِب البغداديّ.
سمع: عليّ بن لؤلؤ الورَّاق، ومحمد بن المظفّر الحافظ، ويوسف القوّاس.
قال الخطيب2: كان صدوقًا مُديمًا للسماع معنا. كتبتُ عنه.
ومات في ربيع الْأوّل، ولهُ سبعٌ وسبعون سنة.
قلت: روى عنه: جعفر السرَّاج.
33-
أَحْمَد بن مسرور بن عبد الوهّاب بن مسرور بن أَحْمَد الْأسدّي البلديّ3:
ثم البغدادي، أبو نصر الخبّاز المقرئ.
قرأ على: منصور بن محمد القزاز صاحب ابن مجاهد برواية الدُّوريّ.
وعلى: عمر بن إبراهيم الكتّاني صاحب ابن مجاهد برواية عاصم.
وعلى: المُعافَى بن زكريّا الجريريّ، برواية قُنْبُل.
وقرأ المعافى على ابن شبنوذ، وغيره.
وقد قرأ أبو نصر أيضًا على: إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبريّ، وعلى عليّ بن محمد العلّاف، وعلى الحماميّ، وأبي الحسن علي بن إسماعيل القطَّان المعروف بالخاشع، وغيرهم.
قرأ عليه: الزّاهد أبو منصور محمد بن أَحْمَد الخيَّاط، وأبو طاهر بن سَوّار، وأبو البركات عبد الملك بن أَحْمَد.
وقد سمعتُ من طريقه جزءًا في ترتيب التنزيل.
ومِمّن قرأ عليه أبو نصر: الحسن بن أَحْمَد الشَّهْرُزُوريّ والد أبي الكرم، وعبد
1 العبر "3/ 199"، ولسان الميزان "1/ 223".
2 في تاريخ بغداد "4/ 324".
3 لسان الميزان "1/ 310"، وكشف الظنون "1778".
السّيّد بن عَتَاب، وعلي بن الفَرَج الدِّينوريّ ابن الحارس، وأحمد بن الحسين القطّان، وغيرهم.
وكان قد سمع ببلده من: المطهّر بن إسماعيل القاضي أبي يعلى الموصلي، وببغداد من: ابن سمعون، وعيسى بن الوزير، وطائفة.
وصنَّف كتاب المفيد في القراءات السَّبْع، روى عنه: أبو منصور الخيّاط، وعبد الملك بن أَحْمَد الشَّهْرزُوريّ، وعلي بن أَحْمَد بن غنجان الشَّهْرُزُوريّ.
قال ابن خَيْرُون: مات سنة اثنتين وأربعين، وخلّط في بعض سماعه، ومولده سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
34-
أحمد بن محمد بن عبد الواحد ابن الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري1 التيمي:
الإمام أبو بكر المروروذي الفقيه الشافعيّ.
قَدِم بغداد وتفقَّه على أبي حامد الْإِسْفرائينيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الفرضيّ، وابن مهديّ.
وبنيسابور: الحاكم، وطائفة.
ولهُ شِعرٌ وفضائل، حدَّث عنه: أبو بكر الخطيب.
ومات رحمه الله بمَرو الرُّوذ، وقد قارب السَّبعين.
حرف الحاء:
35-
الحسين بن الحسين بن يحيى بن زكريّا بن أَحْمَد البلخيّ2.
ثم الدّمشقيّ، أبو محمد:
روى عن جده يحيى عن ابن أبي ثابت.
ورى عنه: عبد العزيز الكتّاني.
36-
الحسن بن خلَف بن يعقوب:
1 تاريخ بغداد "1428"، والمنتخب من السياق "95، 96"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "تاريخ بغداد "3/ 33".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "6/ 334"، وتهذيب تاريخ دمشق "4/ 174".
أبو القاسم البغداديّ المقرئ، الملقَّب بالحكيم.
سكن مصر، وأدَّب صاحب مصر.
وروى عن: ابن ماسي، وعليّ بن محمد بن كيسان، وابن لؤلؤ.
روى عنه: مشرف بن علي، والحبَّال، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وجماعة.
قال الحبَّال: كان ثقة، لكنَّه ابتلي.
37-
الحسن بن عبد الواحد النجيرمي1 ثم المصري:
روى عن المهندس وغيره.
38-
الحسن بن الشريف المُرْتَضي عليّ الموسويّ الرّافضيّ:
كان يلقَّب بالَأظهر. شيعيّ جلْد، معتزليٌّ لهُ تواليف. مات كهْلا.
39-
الحسن بن محمد بن ناقة2:
أبو يَعْلى البغدادي الرزَّاز.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسي، وأبا الحسن الجراحيّ.
قال الخطيب3: كتبت عنه، وكان يتشيّع. مولده سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وسماعه صحيح.
توفِّي في ربيع الْآخر.
40-
حمد بن عليّ بن محمّد:
أبو القاسم اللّاسلكيّ الرّوُيانيّ4 العدْل.
من التُّجَّار المعروفين.
سكن الرّيّ، وسمع من حَمْد بن عبد اللَّه، ومن عليِّ بن محمد القصار.
1 البخيرمي: نسبة إلى بخيرم، وهي محلة بالبصرة. "الأنساب 12/ 45".
2 تاريخ بغداد "7/ 426"، والمنتظم "8/ 146".
3 في تاريخه.
4 الروياني: نسبة إلى رويان، وهي بلدة بنواحي طبرستان. "الأنساب "6/ 189".
ورحل فسمع السُّنن بالبصرة من الهاشميّ.
وسمع من أصحاب الْأصمّ بنَيسابور، وأنفق على أهل الحديث أموالًا كثيرة.
ثمَّ رحل إلى ما وراء النّهر، فسمع من منصور الكاغَديّ. وكان البلد محصورًا.
قال: فأخذت الجواز لجماعة معي حتى دخلوا البلد وسمعوا من الكاغدي، يعني: بلد سَمرَقْند، فلمَّا فتح عليُّ تكين سمرقند قصدته وأخذت منه خطًا بأن لَا يؤذي ذلك الشيخ ومن في سكّته، وبذلت على ذلك مالًا.
توفِّي حمْد رحمه الله بالريّ، وذكر ترجمته عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ.
حرف الخاء:
41-
الخليل بن هبة اللَّه1:
أبو بكر التّميميّ البزّاز، الدّمشقي.
سمع: عبد الوهّاب الكِلابيّ، والحسن بن درسْتُوَيْه.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ، وأبو طاهر الجنائي.
قال الكتاني: كان ثقة.
حرف الدال:
42-
داود بن محمد بن الحسين بن داود:
أبو عليّ الحَسَنيّ العلويّ.
حرف السين:
43-
سعيد بن وهْب:
أبو القاسم الكوفيّ، الدِّهْقان.
ثقة، روى عن: عليِّ بن عبد الرحمن البكائي، وأبي الطيب بن النحاس.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "8/ 87، 88".
44-
سَلَمة بن أُميّة بن وديع1:
أبو القاسم التُّجَيْبيّ، الْإِمام الأندلُسيّ، نزيل إشبيلية.
رحل وأخذ عن: أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الطيب بن غلبون، وابي أحمد السامري، وغيرهم.
وأسرته الروم حال رجوعه، ثم أنقذه الله بعد سنين.
وكان مولده سنة خمس وستين وثلاثمائة، وتوفِّي في صفر بإشبيلية رحمه الله.
قال ابن خزرج: كان ثقة فاضلا.
حرف العين:
45-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حسين الأصبهاني:
أبو محمد الكتاني. حدَّث عن أبي المقريّ.
مات في ذي الحِجّة.
46-
عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن فادويْه:
أبو القاسم الْأصبهاني التاجر.
توفِّي في جُمَادَى الآخرة، وكان مُتَشَدِّدّا على المبتدعة.
روى عن: أبي الشيخ، وجماعة.
وعنه: أَحْمَد بن الحسين بن أبي ذرٍّ الصّالْحانيّ، وغيره.
47-
عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان:
أبو الحسن بن أبي عبد اللَّه الخَوْلانيّ المصريّ.
سمع: محمد بن الحسين الدّقّاق، عن محمد بن الربيع الجيزيّ.
روى عنه: محمد بن أَحْمَد الرّازي في مشيخته.
وتوفِّي في شوال.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 225".
48-
عليّ بن عمر بن محمد1:
أبو الحسن بن القزوينيّ الحربيّ الزاهد.
سمع: أبا حفْص بن الزيّات، والقاضي أبا الحسن الجراحيّ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبا بكر بن شاذان، وطبقتهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان أحد الزهَّاد المذكورين، ومن عبَّاد اللَّه الصالحين، يقرِئُ القُرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إِلَّا للصلاة -رحمةُ اللَّه عليه.
قال: ولِدتُ سنة ستين وثلاثمائة.
وتوفِّي في شعبان، وغلِّقت جميع بغداد يوم دفْنهِ، ولم أرَ جمْعًا على جنازةٍ أعظم منه.
قلت: وله مجالس مشهورة يرويها النجيبُ الحرّانيُّ2.
روى عنه: أبو عليّ أَحْمَد بن محمّد البَرَدانيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن محمد بن شاكر الطَّرَسُوسيّ شيخ ذاكر بن كامل، وجعفر بن أَحْمَد السرَّاج، والحسن بن محمد بن إسحاق الباقَرْحِيّ، وأبو العز محمد بن المختار، وهبة اللَّه بن أَحْمَد الرَّحْبيّ، وأبو منصور أَحْمَد بن محمد الصَّيَرَفيّ، وعليّ بن عبد الواحد الدينوري، وآخرون.
قال أبو نصر هبة اللَّه بن عليّ بن المُجلّى: حدّثني أبو بكر محمد بن أَحْمَد بن طلحة بن المنقّي الحربيّ قال: حضَرَت والدي الوفاةُ فأوصى إليَّ بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزوينيّ وتقول لَهُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَامِ، وَقَالَ لي: اقرأ على القزوينيّ منِّي السلام، وقُل لهُ: العلامة أنَّك كنت بالموقف في هذه السنة، فلمَّا مات أبي جئت إلى القزويني، فقال لي ابتداءً: مات أبوك؟ قلت: نعم.
فقال: رحمه الله، وصدق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وصدق أبوك. وأقسم عليَّ أن لَا أحدِّث به في حياته، ففعلت.
أَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السِّلَفيّ سألته -يعني شجاعًا الذُّهْليّ، عن أبي الحسن القزويني فقال: كان علَم الزهَّاد والصالحين وإمام الْأتقياء الورِعين. له كرامات
1 تاريخ بغداد "12/ 43"، وسِيَر أعلام النبلاء "17/ 609-613"، والبداية والنهاية "12/ 62"، وشذرات الذهب "3/ 268، 269".
2 الكامل في التاريخ "9/ 570".
ظاهرة ومعروفة يتداولها الناس عنه. لم يزل يقرِئُ ويحدِّث إلى أن مات1.
وقال أبو صالح المؤذّن في مُعْجَمِهِ: أبو الحسن بن القزويني الشافعيّ المُشار إليه في زمانه ببغداد في الزُّهد والورَع وكثرة القراءة، ومعرفة الفقه والحديث.
قرأ القرآن على أبي حفص الكتّانيّ، وقرأ القراءات، ولم يكن يعطي من يقرأ عليه إسنادًا بها.
وقال هبة اللَّه بن المُجلْي في كتاب مناقب ابن القزوينيّ ما معناه: إنَّ ابن القزوينيّ كان كلمة إجماعٍ في الخير، وكان ممّن جُمِعت له القلوب، فحدَّثني أَحْمَد بن محمد الأمين قال: كتبت عنه مجالس أملاها في مسجده، كان أي جزءٍ وقع بيده خرّج به، وأملى منه عن شيخٍ واحد جميع المجلس، ويقول: حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُنْتَقى.
قال: وكان أكثر أُصوله بخطّه.
قال: وسمعت عبد اللَّه بن سبعون القيرواني يقول: أبو الحسن القزوينيّ ثقة ثَبْت، وما رأيت أعقل منه2.
وحدَّث أبو الحسن البيضاويّ، عن أبيه عبد اللَّه قال: كان أبو الحسن يتفقَّه معنا على الدّارِكيّ وهو شابّ، وكان مُلازمًا للصمت قلَّ أن يتكلّم.
وقال: قال لنا أبو محمد المالكيّ: خرج في كتب القزوينيّ تعليق بخطِّه على أبي القاسم الدّاركيّ، وتعليق في النحو عن ابن جنِّي.
سمعت أبا العبّاس المؤدِّب وغيره يقولان: إنَّ أبا الحسن سمع الشاة تذكر اللَّه تعالى.
حدَّثني هبة اللَّه بن أَحْمَد الكاتب أنَّه زار قبر الشّيخ ابن القزوينيّ، ففتح ختمةً هناك، وتفاءل للشيخ، فطلع أول ذلك:{وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِين} [آل عمران: 45] .
وعن أبي الحسن الماوردي القاضي قال: صلَّيتُ خَلْفَ أبي الحسن القزويني،
1 سير أعلام النبلاء "17/ 610".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 611".
فرأيت عليه قميصًا نقيا مطرَّزًا، فقلت في نفسي: أين الطُّرز من الزُّهد؟ فلمَّا سلَّم قال: سبحان الله، الطرز لا ينتقض أحكام الزهد1.
حدَّثني محمد بن الحسين القزّاز قال: كان ببغداد زاهدٌ خشِن العيْش، وكان يبلغه أنَّ ابن القزوينيّ يأكل الطيّب، ويلبس الرّقيق، فقال: سبحان اللَّه، رجلٌ مجمَعٌ على زهده وهذا حاله أشتهي أن أراه.
فجاء إلى الحربية، قال: فرآه، فقال الشّيخ: سبحان اللَّه، رجلٌ يومَأُ إليه بالزُّهد يعارض اللَّه في أفعاله، وما هُنا مُحرّمٌ ولا مُنكَر.
فطفق ذلك الرّجل يشهق ويبكي، وذكر الحكاية.
سمعت أبا نَصْر عبد السيّد بن الصبَّاغ يقول: حضرتُ عند القزوينيّ، فدخل عليه أبو بكر بن الرّحْبيّ فقال: أيُّها الشّيخ، أيُّ شيءٍ أمرتني نفسي أخالفها؟ قال: إن كنت مريدًا فنعم، وإن كنت عارفًا فلا.
فانصرفت وأنا مفكِّر وكأنَّني لم أُصوّبُه، فرأيتُ في النوم ليلتي شيئًا أزعجني، وكأنّ من يقول لي: هذا بسبب ابن القزوينيّ، يعني: لمّا أخذت عليه2.
وحدَّثني أبو القاسم عبد السّميع الهاشميّ عن الزّاهد عبد الصّمد الصّحراويّ قال: كنت أقرأ على القزوينيّ، فجاء رجلٌ مغطَّى الوجه، فوثب الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بين يديه ساعة، ثم قام وشيَّعَه، فاشتدَّ عجيي، وسألت صاحبي: مَنْ هذا؟ فقال: أومَا تعرِفه؟ هذا أمير المؤمنين القادر باللَّه.
وحدَّثنا أَحْمَد بن محمد الْأمين قال: رأيت الملك أبا كالَيْجَار قائمًا يشير إليه أبو الحسن بالجلوس فلا يفعل.
وحدّثني عليّ بن محمد الطرّاح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بُوَيْه قائمًا بين يديّ أبي الحسن يومِئُ إليه ليجلس فيأبَى3.
ثم حكى ابن المُجْلي لهُ عِدَّة كرامات منها شهود عرَفَة، وهو ببغداد، ومنها ذهب إلى مكّة فطاف ورجع من ليلته.
1 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 302".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 612".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 612".
وقد أَنَا ابن الخلال، أَنَا جَعْفَر، أَنَا السِّلَفيّ: سمعت جعفر بن أحمد السرّاج يقول: رأيت علي أبي الحسن القزوينيّ الزاهد ثوبًا رفيعًا ليِّنًا، فخطر ببالي كيف مثله في زُهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال بعد أن نظر إليَّ:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] .
وحضرنا عنده يومًا في السّماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذَّيْنَا بحرِّها، فقلتُ في نفسي: لو تحوَّل الشّيخ إلى الظّلّ. فقال لي في الحال: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة: 81] .
49-
عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ:
أَبُو الْحَسَن المقرئ الرّازيّ الحافظ الصّالح.
حدَّث بدمشق عن: أبي عليّ حمْد بن عبد اللَّه الْأصبهاني الرّازّي، وأبي سعد المالينيّ.
روى عنه: عبد العزيز الكتّاني.
50-
عمر بن ثابت1:
أبو القاسم الثمانينيّ الموْصِليّ النحويّ الضرير.
من كبار أئِمّة العربيّة.
أخذ عن أبي الفتح بن جنّيّ، وغيره.
وعنه أخذ: أبو المعمر بن طباطبا العلويّ.
وكان هو وأبو القاسم بن برهان يقرئان العربي بالعراق، فكان الرؤساء يقرأون على ابن بُرْهان، وكان العوام يقرأون على الثمانينيّ.
وثمانين بُلَيْدَة كقرية من جزيرة ابن عمر، يُقال أنّها أوَّل قريةٍ بُنيت بعد الطوفان، ونزلها الثمانون أهل السفينة، فسُمّيَت بهم2.
1 معجم البلدان "2/ 74"، والبداية والنهاية "12/ 62"، وشذرات الذهب "3/ 269"، ومعجم المؤلفين "7/ 279".
2 الأنساب "3/ 143".
وله من التصانيف كتاب "شرح اللُّمَع"، وكتاب "المفيد" في النحو، وكتاب "شرح التصريف الملوكي".
توفِّي في هذه السنة في ذي القعدة.
حرف القاف:
51-
القاسم بن أَحْمَد بن القاسم بن أبان:
حدَّث بأصبهان عن: عليّ بن محمد بن عمر الفقيه الرّازيّ.
روى عنه: أبو علي الحدّاد.
حرف الميم:
52-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن الْحُسَيْن1:
أبو الحسن بن المَحَاملّي. توفِّي في ربيع الْآخر.
53-
محمد بن إسماعيل:
أبو بكر الجوهري.
حدَّث بمصر عن: ابن محمِش الزّياديّ، وأبي عمر بن مَهديّ.
روى عنه: الرّازي في مشيخته، وسهل بن بِشر الْإِسفْرائينيّ.
54-
محمد بن طلحة بن علي بن الصّقر الكتّانّي2 البغداديّ:
من أولاد الشيوخ.
روى عن: أبيه، وأبي عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبي القاسم بن حبابة، والمخلّص.
قال الخطيب: كُتب عنه، وكان صدوقًا ديّنًا.
55-
محمد بن عبد اللَّه بن فَضلَويَهْ:
أبو منصور الأصبهاني الوكيل.
روى عن: عبد الرحمن بن طلحة الطّلْحيّ، شيخ، روى عن: الفضل بن الخصيب، وابن الجارود.
1 تاريخ بغداد "1/ 291"، والمنتظم "8/ 147، 148".
2 تاريخ بغداد "5/ 384".
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد.
56-
محمد بن عبد المؤمن1:
أبو إسحاق الْإِسكافيّ.
وُلِدَ سنة ستين وثلاثمائة ببغداد.
وسمع: أبا عبد اللَّه بن عُبيْد العسكري، ومحمد بن المُظفّر، والَأْبهريّ.
وكان فقيهًا مالكيا ثقةً.
وثَّقه الخطيب، وروى عنه.
57-
محمد بن عبد الواحد ابن زوج الحُرّة محمد البغداديّ2:
الَأوسط من الْإِخوة، وهو أبو الحسن أخو أبي عبد اللَّه وأبي يَعْلَى. سمع من أصحاب البَغَوِيّ.
وسمع من: أبي عليّ الفارسيّ النحويّ، وعليّ بن لؤلؤ الورَّاق، وابن المظفّر، وهؤلاء.
قال الخطيب3: كتبنا عنه، وكان صدوقًا. وُلِدَ سنة إحدى وسبعين، ومات في جُمادى الْآخرة.
58-
محمد بْن علي بْن محمد بْن يوسف4:
أبو طاهر بن العلّاف البغداديّ الواعظ.
سمع: أَحْمَد بن جعفر القطيعيّ، وأحمد بن جعفر الخُتُّليّ، ومخلد بن جعفر الباقرحي، وغيرهم.
قال الخطيب5: كتب عنه، وكان صدوقًا ظاهر الوقار، له حلقة في جامع المنصور، ومجلس وعظ.
1 تاريخ بغداد "2/ 385".
2 تاريخ بغداد "2/ 361"، وشذرات الذهب "3/ 269".
3 في تاريخ بغداد "2/ 361".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 608"، وشذرات الذهب "3/ 269".
5 في تاريخه "3/ 104".
مات في ربيع الْآخر.
قلت: روى عنه أيضًا: الحسن بن محمد الباقرجيّ، وأبو الحسين المبارك بن الطُّيُوريّ، وجماعة.
59-
محمد بْن علي بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن بهرام1:
أبو بكر الجوزداني، ثم الأصبهاني.
وجوزدان مدينة ممّا يلي بلْخ، غير جوزدان التّي منها أبو بكر. والّتي هذا منها قرية على باب أصبهان.
كان مقرئًا مجوّدًا، طيّب الصَّوت، مُحّدثًا صاحب أصول.
قرأ القرآن على الشّيخ محمد بن أَحْمَد بن عبد الْأعلى الأندلسي.
وسمع من: أبي بكر بن المقري.
ورحل إلى بغداد فسمع من: أبي حفص بن شاهين، والمخلّص.
روى عنه: يحيى بن مَنْدَه الحافظ، ويحيى بن حسين الرّازيّ الحافظ، وغيرهما.
وتوفِّي في ذي القعدة، وكان إمام الجامع العتيق بأصبهان.
60-
محمد بن محمد بن إسماعيل2:
أبو بكر البغداديّ الطاهريّ.
كان من أهل القرآن والعبادة والصّلاح والحجّ.
قال الخطيب: بلغني أنَّه حجَّ على قدميه أربعين حَجّة، وكان يصحب الفقراء. ثنا عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي الحسين بن سمعون، وكان ثقة.
توفِّي فِي شعبان.
61-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي عبد الرحمن محمد بن يوسف3:
1 الأنساب "3/ 363".
2 تاريخ بغداد "3/ 235".
3 المنتخب من السياق "46"، رقم "76".
أبو بكر بن أبي نصر الشّحّام النَّيسابوريّ المقرئ الشروطي الزاهد الصالح، والد طاهر، وجدّ زاهر.
روى عن الحافظ أَحْمَد بن محمد الحِيريّ، وفائق الخاصّة، وصحيفة همّام، عن أبي القاسم النضر بن محمد المحميّ، وعن أبي بكر القطّان.
62-
محمد بن مَهْرَان بن أَحْمَد بن محمد بن مهران1:
أبو عبد الله الخويي2، يُعْرَف بشيخ الإسلام.
حدَّث بدمشق، وحدَّث بأصبهان في هذه السنة، وانقطع خبره.
روى عن: المخلّص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبي الحسن بن الْجُنْديّ.
روى عنه: أبو القاسم بن أبي العلاء المصِّيصِّي، وعبد الرزّاق بن عبد اللَّه المَعَرّيّ، ومشرِّف بن المُرجَّا، وأبو عليّ الحسن بن أَحْمَد الحدّاد، وآخرون.
63-
منصور بن محمد بن عبد اللَّه3:
أبو الفتح الْأصبهانيّ، ويُعْرَف بابن المُقدّر.
سكن بغداد، وحدَّث بها عن: أبي بكر عبد اللَّه بن محمد القبّاب.
قال الخطيب: كان داعية إلى الاعتدال يستهزئ بالَآثار. ثنا من لفظه فذكر حديثًا.
64-
ماجة بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن ماجه القَزْوينيّ:
سمع: عليّ بن أَحْمَد بن صالح، والَّدارَقطنِيّ، وابن شاهين.
65-
مهديّ بن أَحْمَد بن محمد بن شبيب:
الفقيه أبو الوفاء القانتيّ، نزيل أصبهان.
سمع بنيسابور: عبد اللَّه بن يوسف، وأبا عبد الرحمن السُّلَميّ.
وببغداد: هبة الله بن سلامة.
1 مختصر تاريخ دمشق "23/ 274".
2 الخويي: نسبة إلى خوى، وهي إحدى بلاد أذربيجان. "الأنساب 5/ 213".
3 تاريخ بغداد "13/ 86".
روى عنه: أبو الفتح الحدّاد، وأبو عليّ الحدّاد، وأبو طاهر عبد الواحد الوشيح الذّهبي.
وكان أشعريًّا واعظًا، وصنَّف تفسيرًا.
وتوفِّي في ذي الحجّة بأصبهان.
حرف الياء:
66-
يونس بن أَحْمَد بن يونس بن عيشون1:
أبو سهل الجذامي ابن الحرَّاني القُرْطُبيّ اللُّغَويّ.
أخذ عن: عمر بن أبي الحُباب، وابن سيّد.
وكان بصيرًا باللسان، حافظًا للُّغة والعَرُوض، قيِّمًا بالَأشعار، مليح الخطّ متقنًا، أقرأ النَّاس مُدّةً.
وكان عظيم اللّحية جدًّا.
روى عنه: أبو مروان بن سرّاج، وأبو مروان الطبني.
توفِّي في ذي الحجة عن تسع وسبعين سنة.
وفيَّات سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
67-
أَحْمَد بن عثمان2:
أبو نصْر الجلّاب.
سمع: محمد بن إسماعيل الورَّاق، وابن أخي ميمي.
وعنه: الخطيب، وقال: ثقة صالح.
مات في المحرَّم، وقد نيَّف على الثمانين.
68-
أَحْمَد بن عليّ بن أحمد3:
أبو الحسين البغدادي المؤدّب.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 686".
2 تاريخ بغداد "4/ 301".
3 تاريخ بغداد "4/ 324".
أخو أبي طاهر ابن الأنباري الفارض.
سمع: أبا بكر الورَّاق.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا.
69-
أحمد بن علي بن محمد بن سَلَمَة:
أبو العبّاس الفهميّ الأنماطيّ.
توفِّي بمصر في شعبان.
سمع قطعةً من "الموطَّأ" على عتيق بن موسى، عن أبي الرَّقْراق، عن يحيى بن بُكَيْر.
روى عنه: الرّازي في مشيخته.
وسمع منه جماعة أجزاء.
70-
أَحْمَد بن قاسم بن محمد1:
أبو جعفر التجيبي الطليطلي، ويعرف بابن رافع رأسه.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وعبد اللَّه بن دُنيْن.
وكان من كبار الفقهاء، شاعر شُرُوطيّ، وكان بصيرًا بالحديث وعِللِه، له حلقة اشتغال.
توفِّي يوم عاشوراء.
قال ابن مظاهر: سمعتُ النّاس يقولون يوم وفاته: اليوم مات العِلمْ.
71-
إسماعيل بن صاعد2:
أبو الحسن القاضي.
توفِّي بنيسابور في شهر رجب.
ذكره الفارسيّ فقال: إسماعيل بن صاعد بن محمد بن أحمد، قاضي القضاة أبو الحسن ابن عماد الْإِسلام أبي العلاء، أكبر أولاد أبيه سنًا، وأوسطهم حشمة وجاهًا.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 53".
2 المنتخب من السياق "136".
ولي قضاء الرّيّ، ثم قضاء نَيْسابور ونواحيها، وكان من الرجال الدُّهاة، ولم يشتهر بشيءٍ من العلوم، إِلَّا أنّه كان دقيق النّظر، كيِّسَ الطّبْع، عارفًا برسوم القضاء وتربية الحشمة. كان قصير اليد عن الأموال، نقيّ الجانب.
وُلِدَ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وسمّعه أبوه في سنة ثلاثٍ وثمانين، وبعدها.
وحدَّث عن: أبي الحسين الخفَّاف، والمخلَّديّ، وظفر بن محمد السيد.
وحجَّ سنة اثنتين وأربعمائة، فسمع من: أبي أَحْمَد الفَرَضيّ وغيره. وعقد للإملاء بعد الثلاثين وأربعمائة، وبُعِثَ رسولًا في أيّام طُغْرُلْبَك إلى فارس.
وتوفِّي بأيذَج، ونُقِل تابوته إلى نَيْسابور. أنا عنه الوالد، ومسعود بن ناصر، وجماعة.
حرف الباء:
72-
بركة بن مقلّد1:
زعيم الدّولة أبو كامل العُقَيْليّ.
كان قد غلب على مملكة الموصل وغيرها، وقهر أخاه قِرْواشًا. وعاث وأفسد وعسَفَ، وانحدر في هذا العام إلى تكريت ليستولي على العراق، أو ينهب البلاد، فانتفض عليه جُرْحُهُ الّذي أصابه من الغزِّ فمات، فاجتمع جيشه العربُ على تأمير علَم الدّين قريش بن بدران بن مقلّد، فعاد إلى الموصل، وبعث إلى عمّه قِرْواش وهو محبوس يعرِّفه بوفاة بركة، ثمّ تقرَّر الأمر لقُريش، ودانت له تلك النّاحية، وردَّ عمه إلى الحبْس لكونه نازعًا.
حرف الحاء:
73-
الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد2:
أبو عليّ الشاموخيّ المقرئ بالبصرة. له جزء معروف.
روى عنه: أَحْمَد بن محمد بن العبّاس صاحب أبي خليفة، ونحوه.
روى عنه: محمد بن الحسن بن باكير الفارسي.
1 المنتظم "8/ 151".
2 شذرات الذهب "3/ 270"، وتاريخ التراث العربي "1/ 484".
74-
الحسين بن الحسن بن يعقوب بن الحسين بن بيان1:
أبو عبد اللَّه الواسطيّ، الدبَّاس المعروف بجُرَيْرة2.
توفِّي في صفر.
حرف الخاء:
75-
خلف:
أبو القاسم البَلَنْسيّ3، مولى يوسف بن بُهْلُول.
كان فقيهًا عارفًا بمذهب مالك، له مُختصر في "المُدوَّنة" جمع فيه أقوال أصحاب مالك، هو كثير الفائدة.
روى عن: أبي بكر عمر بن المكويّ، وابن العطّار.
وأخذ عن: أبي محمد الأصيليّ.
وكان مقدَّمًا في علم الوثائق، وكان يُعرَف بالبربلي. وكان أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه يقول: من أراد أن يكون فقيهًا من ليلته فعليه بكتاب البربلي.
توفِّي في ربيع الآخر.
حرف العين:
76-
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبْدان4:
الَأزديّ الدِّمشقيّ الصفّار، المقرئ.
سمع: عبد الوهّاب الكلابيّ، وغيره.
روى عنه: ابن بنته أبو طاهر محمد بن الحسين الحنَّائيّ، وجماعة.
77-
عبدُ الرحمن بن عبد اللَّه بن حسن5:
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ الشّافعيّ.
1 تقدَّمت ترجمته رقم "9".
2 في الترجمة الأولى "جديرة".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 169"، ومعجم المؤلفين "4/ 104".
4 تاريخ مولد العلماء ووفاتهم للكتاني "مخطوطة"140.
5 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "14/ 276".
حدَّث بمصر عن: عبد الوهّاب الكلّابي.
روى عنه: عبد المحسن البغداديّ.
وأثنى عليه أبو إسحاق الحبّال.
78-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أبي عليّ أَحْمَد بن عبد الرحمن1:
أبو القاسم الهمداني الذّكوانيّ الْأصبهانيّ المعدّل.
من بيت حشمة ورواية وعلم.
وروى عن: أبي الشّيخ بن حيّان، وأبي بكر عبد الله بن محمد القباب، وجماعة.
وروى بالإجازة عن أبي القاسم الطَّبرانيّ، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ الطَّبَرانيّ.
وقد أملى عدّة مجالس، وحدَّث فِي هذا العام، ولا أعلمُ متَى توفِّي.
روى عنه: هادي بن الحسن العَلَويّ، وجعفر بن عبد الواحد بن محمد الثّقفيّ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وبُنْدار بن محمد الخلقانيّ، وأبو سعْد المطرّز، وأبو عليّ الحدّاد، وآخرون.
وتوفِّي في عَشْر السبعين سنة ثلاث.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: تكلّموا فيه، أَلْحَقَ في "بعض" سماعه، وسماعه "كثير" بخطّ أبيه.
وقال يحيى أيضًا: مات في ربيع الآخر.
79-
عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن عبد الأعلى2:
أبو القاسم ابن الرَّقّيّ المعروف بابن الحرَّانيّ.
حدّث عن: نصر بن أَحْمَد المُرَجَّى، وأبي نصر الملاحميّ.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 608، 609".
2 تاريخ بغداد "10/ 387"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 301".
ووثَّقه الخطيب، وقال1: مات بالرحبة، وكان قد سكنها، وقد تفقه على أبي حامد الإسفرائيني.
80-
عبد الرزاق بن القاضي أبي بكر أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن جعفر:
أبو منصور اليرذي، ثم الأصبهاني الخطيب.
روى عن: أبي الشيخ، وجماعة.
وعنه: أبو سعد المطرز.
قال أبو موسى المديني: توفِّي في سنة ثلاث وأربعين.
81-
عبيد الله بن محمد بن قزعة النجار2:
أبو القاسم بن الدلو.
سمع: أبا عبد الله بن عبيد الدقاق العسكري.
وحدَّث وتوفِّي في رمضان.
قال الخطيب: صدوق.
82-
عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن لؤلؤ3:
أبو القاسم أمين القضاة.
وُلِدَ سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
وروى عن: القطيعي أبي محمد بن ماسي.
83-
عليّ بن شجاع4:
أبو الحسن المصقلي الْأصبهاني الصُّوفيّ.
رحل إلى العراق، وإلى فارس وخُراسان، وسمع ثم سمَّع ولديه من الحافظ ابن منده.
1 في تاريخه.
2 تاريخ بغداد "10/ 386"، والمنتظم "8/ 152".
3 المنتظم "8/ 151".
4 المنتخب من السياق "380"، والعبر "3/ 202".
توفِّي في ربيع الأوّل.
وكان من أفاضل أهل أصبهان، حدَّث عن: الدَّارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبي بكر بن جِشْنِش.
وهو شيبانيّ صريح النّسَب. سمع أبو طاهر السِّلفيّ من جماعةٍ من أصحابه.
84-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم:
أَبُو القاسم الْأصبهانيّ القطَّان الدلَّال.
سمع: عبد الرحمن بن طلحة الطلحي بعد الثمانين وثلاثمائة.
وروى عنه: أبو علي الحدّاد.
85-
عليّ بن محمد بن زيدان:
كان فاضلًا صالحًا ورعًا.
روى عن: قاضي الكوفة أبي القاسم بن أبي عابد.
روى عنه: أُبيّ النَّرْسِيّ.
86-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بن عيسى1:
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ المصري، مُسنَد وقته بمصر.
سمع الكثير من أبي أَحْمَد بن النّاصح، والقاضي الذُّهليّ، وابن حَيَّوَيْهِ النَّيْسَابوريّ، والحسن بن رشيق، وعليّ بن عبد اللَّه بن العبَّاس البغداديّ، وغيرهم.
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بْن يحيى المَدِينيّ، وأبو عبد اللَّه الرّازيّ وقال: سمعتُ عليه ستّين جُزءًا أو أزيد.
توفِّي في شوّال.
حرف الميم:
87-
محمد بن إسماعيل بن الحسن بن جعفر:
القاضي أبو جعفر العَلَويّ الحُسينيّ النّقيب بواسط.
توفِّي في شوَّال.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 613"، ومرآة الجنان "3/ 61".
حدَّث عن الحافظ أبي محمد بن السّقّاء.
88-
محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عُبَيْد بن سعدان1:
أبو عبد اللَّه الْجُذَاميّ الزِّنْبَاعيّ، مولاهم الدّمشقيّ.
كان أسنَد من بقي بدمشق.
سمع: جمح بن القاسم، والحسن بن منير، وأبا عمر بن فَضَالة، ومحمد بن سليمان الرَّبَعيّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن زَبْر، ويوسف بن القاسم المَيَانِجِيّ، وغيرهم.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو القاسم المصِّيصيّ، والفقيه نصر المقدسيّ، وسهل الْإِسْفَرائينيّ، ونجا العطّار، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ، وعليّ بن الموازينيّ، وهو آخر من حدَّث عنه.
قال الكتاني: توفِّي يوم عرفة، وعنده ستّة أجزاء أو نحوها2.
قلت: وأخطأ من قال: إنَّ عبد الكريم بن حمزة سمع منه.
89-
محمد بن عليّ بن عَمْرَوُيَهْ3:
أبو سعد، الوكيل النَّيْسَابُوريّ.
سمع: أبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفاف، وغيرهما، وحدَّث.
90-
محمد بن علي بن محمد بن صخر4:
أبو الحسن القاضي الأزدي البصري الضرير.
كان كبير القدر، عالي الْإِسناد، حدَّث بمصر والحجاز، وانتقى عليه الحافظ أبو نصر السِّجْزي، وأملى عِدَّة مجالس، وقع لنا منها خمسة.
روى عن: أبي بكر أَحْمَد بن جعفر السَّقْطي، وفهد بن إبراهيم بن فهد السَّاجيّ، ويوسف بن يعقوب النَّجِيرميّ، وأبي العبَّاس أَحْمَد بن عبد الرحمن الخاركي، وأبي
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "23/ 19"، وسير أعلام النبلاء "17/ 635، 636".
2 مختصر تاريخ دمشق "23/ 19".
3 المنتخب من السياق "48".
4 سير أعلام النبلاء "17/ 638"، وشذرات الذهب "3/ 271".
محمد الْحَسَن بْن عليّ بْن الْحَسَن بن عمرو الحافظ ابن غلام الزُّهريّ، وأبي أَحْمَد محمد بن محمد بن مكِّي الْجُرْجانيّ، وعمر بن محمد بن سيف، وأحمد بن محمد بن أبي غسَّان الدَّقيقيّ، وطائفة سواهم.
روى عنه: جعفر بن يحيى الحكاك، وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الوهّاب القَرَويّ، وأبو خَلَف عبد الرّحيم بن محمد الآملي الصوفي، والمطهر بن علي المبيذي1، والقاضي أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى القرطبي جَدّ الطرطوشي لأمه، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وأبو الوليد سليمان بن خلَفَ الباجيّ، وغيرهم.
قال أبو إسحاق الحبّال: توفِّي بزَبِيد في جُمادى الآخرة رحمه الله.
قلتُ: وقد روى البيهقيّ في "الطّلاق" عن الحسن بن أَحْمَد السَّمَرْقَنْديّ قال: كتب إلينا ابن صخر من مكّة. فذكر حديثًا.
91-
محمد بن محمد بن خلف2:
أبو الحسن البصروي الشاعر.
مدج الأكابر، وبُصرى الّذي هو منها قرية دون عُكْبرا.
92-
مُسافر بن الطَّيِّب بن عبَّاد3:
الزاهد المقرئ أبو القاسم، صاحب قراءة يعقوب.
شيخٌ معمر، عارف قراءة يعقوب الحَضْرميّ.
قرأ بها على الْإِمام أَبِي الْحَسَن عليَّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن خُشنام المالكيّ بالبصرة.
وسمع الحديث من أبي إسحاق الهُجَيْميّ، لكنْ ضاع سماعه، قال الخطيب4: كان شيخًا صالحًا. توفِّي في شوَّال. وقال لي أَحْمَد بن خيرون: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة أربعٍ وأربعين وثلاثمائة.
1 الميبذي: نسبة إلى ميبذ، وهي بلدة بنواحي أصبهان. "الأنساب 11/ 557".
2 الكامل في التاريخ "9/ 580، 581"، والبداية والنهاية "12/ 63".
3 تاريخ بغداد "13/ 231"، وغاية النهاية "2/ 293، 294".
4 في تاريخه "13/ 231".
قلت: قرأت عليه أبو الفضل أَحْمَد بن خيْرون، وعَبْدُ السّيّد بن عتّاب، وعليّ بن الجرّاح، وثابت بن بندار، وأحمد ابن عبد القادر يوسف.
93-
مَسْعَدَة بن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي بَكْر أحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيلي1:
أبو الفضل الْجُرْجَانيّ.
سمع: أباه، وعمّه أبا نصر، وأحمد بن موسى الباغشيّ2، ويوسف بن إبراهيم السَّهْميّ، وأبا بكر الآبَنْدُونيّ3، وأملى الكثير.
توفِّي في شوّال.
وهو والد الشيخ أبي القاسم إسماعيل بن مَسْعَدَة.
حرف الهاء:
94-
هبة اللَّه بْن الحسين بْن عليّ:
كمال الملك أبو المعالي، أخو الوزير عميد المُلْك محمد.
وَزَر لجلال الدّولة أبي طاهر بن أبي نصر بن بُوَيْه مرَّتين، الأخيرة سبع سنين.
ووزر لَأبي كالَيْجار ولولده، وفتح له ممالك، وظَلَم وسفك وعسف وصَادَرَ. هلك في المصاف بين أبي نصر وأخيه أبي منصور.
وقد مدحه الشَّريف المُرتضى، فسُرَّ بذلك.
هلك في ربيع الآخر كهلًا.
سنة أربع وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
95-
أَحْمَد بن عليّ بن الحسين4:
1 تاريخ جرجان للسهمي "465".
2 الباغشي: نسبة إلى باغش، وهي من قرى جرجان. "الأنساب 2/ 44".
3 الآبندوني: نسبة إلى أبندون، وهي من قرى جرجان. "الأنساب 1/ 91".
4 الأنساب "10/ 374"، وسير أعلام النبلاء "17/ 607".
أبو غانم المَرْوَزِيّ الكُرَاعيّ1، نسبة إلى بيع الأكارع.
كان مُسْنِد مَرْو في زمانه.
روى عن: أبي العبَّاس عبد اللَّه بن الحسين النَضْريّ، صاحب الحارث بن أبي أُسامة، وأبي الفضل محمد بن الحسين الحدّادي، وغيرهما.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن أَحْمَد الطَّبَسيّ، وأبو المُظَفَّر منصور بن السَّمْعانيّ، وطائفة، آخرهم حفيده أبو منصور محمد بن عليّ الكُراعيّ.
وروى عنه أيضًا: أبو المحاسن الرُّويَانيّ.
وحديثه في بلد الرّيّ من أربعي البلدان.
96-
أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث2:
أبو نصر الكُشّانيّ3 السَّمَرْقَنْديّ القاضي.
توفِّي في هذه السّنة، أو بعدها بقليل.
وكان مُعمّرًا طاعنًا في السِّن، عاش مائة وعشرين سنة فيما بَلَغَنا.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
حرف الحاء:
97-
الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن أَحْمَد بن وهب4:
التميمي الواعظ، أبو علي ابن المُذْهِب البغداديّ.
راوي المُسْنَد.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسيّ، وأبا سعيد الحُرْفيّ، وأبا الحسن بن لُؤلُؤ، وأبا بكر الورَّاق، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة كثيرة.
1 الكراعي: نسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. "الأنساب 10/ 431".
2 الأنساب "10/ 432".
3 الكشاني: نسبة إلى الكشانية، وهي بلدة بنواحي سمرقند. "الأنساب 10/ 431".
4 تاريخ بغداد "7/ 390"، وسير أعلام النبلاء "17/ 640-643"، والبداية والنهاية "12/ 63، 64"، وشذرات الذهب "3/ 271".
قال الخطيب1: كتبنا عنه، وكان يروي عن القطيعيّ مُسْنَد أَحْمَد بأسره، وكان سماعه صحيحًا إلّا من أجزاءٍ منه، فإنه أُلحِق اسمَه فيها. وكان يروي كتاب الزُّهْد لَأحمد، ولم يكن له به أصل، وإنّما كانت النُّسخة بخطِّه، وليس بمحلٍّ للحجّة.
حدَّث عن أبي سعيد الحُرْفيّ، وابن مالك، عن أبي شُعَيْب، ثنا البابْلُتّي2، ثنا الأوزاعي، ثنا هارون بن رياب قال:"من تبرَّأ من نسبٍ لدقِّتِهِ أو ادَّعاه فهو كُفر"3.
قال الخطيب4: وجميع ما كان عنده عن ابن مالك جزء، وليس هذا فيه. وكان كثيرًا يعرض عليَّ أحاديث في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين ويسألني عنهم فأنسبهم له، فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالَأسماء، فأنهاه فلا ينتهي.
وسألته عن مولده فقال: سنة خمسٍ وخمسين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: أبو الحسين المبارك بن الطُّيوري، وأبو طالب عبد القادر بن محمد اليوسفيّ، وابن عمه أبو طاهر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد اليُوسفيّ، وأبو غالب عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الملك الشَّهْرُزُوريّ، وأبو المعالي أَحْمَد بن محمد بن علي ابن البُخاريّ الذي كان يُبَخِّر في الْجُمَع، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن وهُوَ آخِرُ من حدَّث في الدُّنيا عن ابن المُّذهِب.
وقال أبو بكر بن نقطة5: قال الخطيب: كان سماعه صحيحًا إِلَّا في أجزاء، ولم يُنبّه الخطيب في أيّ مُسْندٍ هي، ولو فعل لَأتى بالفائدة، وقد ذكرنا أنَّ مُسْنَدَيْ فَضَالة بن عبيد وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المُذَهِب، وكذلك أحاديث من مُسْنَد جابر لم توجد في نسخته، رواها الحرَّاني عن القطيعيَّ، ولو كان يُلْحِق اسمه كما زعم لَألحق ما ذكرناه أيضًا، والعجب من الخطيب يُردّ قوله بِفِعْلِهِ، وهو أنّه قال: روي "الزُّهْد" من غير أصل، وليس بمحل للحجة، ثم روى عنه من "الزهد" في مصنفاته6.
1 في تاريخه "7/ 390، 391".
2 البابلتي: نسبة إلى بابلت موضع بالجزيرة. "الأنساب 2/ 14".
3 تاريخ بغداد "7/ 391".
4 في تاريخه.
5 في الاستدراك.
6 ميزان الاعتدال "1/ 511"، وسير أعلام النبلاء "17/ 642".
أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الخلَّال، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السِّلفيّ: سألتُ شجاعًا الذُّهَليّ، عن ابن المُّذْهِب فقال: كان شيخًا عسرًا في الرّواية، وسمع حديثًا كثيرًا، ولم يكُن مِمَّن يُعتَمَد عليه في الرّواية، كأنّه خلط شيئًا من سماعه1.
قال لنا السِّلَفيّ: كان مع عُسْره متكلِّمًا فيه؛ لَأنَّهُ حدَّث بكتاب الزُّهْدَ لأحمد بعدما عُدِمَ أصله، من غير أصل، فتُكُلِّم فيه لذلك.
وقال الحافظ أبو الفضل بن خيرون: توفِّي ابن المُذَهِب ليلة الجمعة، ودُفِنَ يوم الْجُمعة تاسع عشر شهر ربيع الآخر. حدَّث عن ابن مالك بمسند أَحْمَد، وعن ابن ماسي، وعن جماعة.
وحدَّث أيضًا بزُهْد أَحْمَد.
سمعت منه الجميع، وسمع ابن أخي منه زُهْد أَحْمَد.
98-
الحسن بن عليِّ بن زيد بن الهَيْثَم:
أبو عليِّ الدِّهقان الصوفيّ.
توفِّي بالكوفة.
روى عن: أبي الطَّيّب بن النّحّاس.
روى عنه: أبو الغنائم النَّرسيّ.
99-
الحسن بن عليِّ بن عَمْرو2:
أبو محمد المصحِّحِّ التّميميّ الدِّمشقيّ النُّحْويّ.
سمع: عبد اللَّه بن محمد الحِنّائي، وابن أبي الحديد.
روى عنه: أبو القاسم النّسيب ووثَّقه، وأبو سعد السَّمّان.
100-
الحسين بن عليّ بن الدبَّاغ:
أبو عبد اللَّه الطائيِّ الكوفيّ الخزّاز.
روى عن: أبي هشام التيْمُليّ. روى عنه: النَّرسيّ.
1 ميزان الاعتدال "1/ 511"، وسير أعلام النبلاء "17/ 642، 643".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 50"، وتهذيب تاريخ دمشق "4/ 232، 233".
101-
حمزة بن عليّ الزُّبَيْرِيّ المصريّ:
توفِّي في رمضان. قاله الحبَّال.
حرف الرَّاء:
102-
رشأ بن نظيف بن ما شاء اللَّه1:
أبو الحسن الدِّمشقيِّ المقرئ.
قرأ بحرف ابن عامر على أبي الحسن بن داود الدَّارانيّ.
وقرأ بمصر والعراق بالرِّوايات.
قرأ عليه جماعة آخرهم موتًا أبو الوحش.
وسمع الحديث من عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن محمد بن سرام، وأبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الفتح بن سيخت، والحسن بن إسماعيل الضرَّاب، وطلحة بن أُسد، وأبي عمر بن مهديّ، وجماعة كثيرة.
روى عنه: رفيقه أبو عليّ الأهوازيّ، وعبد العزيز الكتّانيّ، وعليّ بن الحسين بن صصرى، وسهل بن بِشر، وأحمد بن عبد الملك المؤذِّن، وأبو القاسم عليِّ بْن إِبْرَاهِيم النّسيب، وأبو الوحش سبيع.
ووُلِدَ في حدود سنة سبعين وثلاثمائة.
وله دارٌ موقوفة على القرَّاء بباب النّاطفانّيين.
قال الكتّانيّ: توفِّي في المحرَّم، وكان ثقةً مأمونًا، وانتهت إِليْهِ الرئاسة في قراءة ابن عامر2.
حرف الزَّاي:
103-
زيد بن أَحْمَد بن الصَّيْقَل النَّسّاج:
سمع: أبا خازم الوشَّاء، وأبا طالب بن الصباغ. وعنه: أبو النرسي.
1 الإعلام بوفيات الأعلام "184"، وشذرات الذهب "3/ 271".
2 مختصر تاريخ دمشق "8/ 324".
حرف السين:
104-
سعيد بن محمد بن البغونش الطليطلي1 الطبيب:
أخذ الطب عن: سليمان بن جُلْجُل، ومحمد بن عَبْدُون.
وأخذ الهندسة والعدد عن: مسلمه بن أَحْمَد بقُرْطُبَة.
واتَّصل بأمير طُلَيْطِلَة الظافر إسماعيل بن عبد الرَّحمن بن ذي النَّون، وحظي عنده، ثم لزِم بيته، وأقبل على تلاوة القرآن. وله تصانيف.
توفِّي في رجب، وله خمسٌ وسبعون سنة.
105-
سوار بن محمد بن عبد اللَّه بن مطرِّف بن سوار بن دحون:
أبو القاسم القُرْطُبيّ.
كان من أهل العِلم والذَّكاء، حافظًا للمسائل، عارفًا بعقد الشّروط، حافظًا لَأخبار قُرْطُبَة وسِيَر مُلُوكها.
وكان حليمًا وقورًا فصيحًا بليغًا متودّدًا.
عاش خمسًا وسبعين سنة، وتوفِّي في جُمَادى الآخرة.
106-
سيف بن محمد العلويّ:
أبو القاسم.
قال أبو الغنائم النُّرْسيّ: ثنا عن عليِّ بن عبد اللَّه العُطّارَديّ النجَّار، وكان صحيح السَّمَاع.
حرف العين:
107-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مكِّيّ2:
أبو محمد بن ماردة المقرئ السوّاق.
قرأ برواية أبي عمرو علي بن الفرج الشنبوذي.
1 تاريخ بغداد "10/ 143"، والمنتظم "8/ 156".
2 في تاريخه.
وسمع من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وعليّ بن كَيْسان.
قال الخطيب1: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديِّنًا.
مات في ذي القعدة.
قلت: روى عنه أبو منصور بْن أَحْمَد بْن
…
108-
عَبْد اللَّه بْن محمد الْجَدَليّ2:
أبو محمد بن الزَّفت الأندلسيِّ، خطيب المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي الحسن القابِسي، وأحمد بن فراس المكِّيّ.
توفِّي في جمادى الأولى.
109-
عبد الرَّشيد بن الملك محمود بن سُبُكْتِكِين3:
صاحب غَزْنة، تملَّك بعد موت ابن أخيه نحو ثلاثة أعوام.
وكان مقدِمَ جيشه طُغْرُل أحد الأبطال فجهَّزه، فافتتح فتوحًا، وحدَّث نفسه بالمُلك، وأطاعه الجيش وجاء بهم، فأحسَّ عبد الرَّشيد بالغدر، فالتجأ إلى قلعةٍ وتحصَّن، فعمل عليه نُوّاب القلعة، وأسلموه إلى طُغْرُل، فقتله وتملَّك في هذا العام، ثم قتله بعض الأمراء ولم يُمْهِله اللَّه.
110-
عبد العزيز عليِّ بن أَحْمَد بن الفضل بن شَكَر4:
أبو القاسم البغداديِّ الأزجيّ الخيَّاط المفيد.
سمع الكثير من: ابن كَيْسان، وأبي عبد اللَّه العسكريّ، وأبي سعيد الحُرْفيّ، وعبد العزيز الخِرَقيّ، وابن لؤلؤ الورَّاق، ومحمد بن أَحْمَد المفيد، فمن بعدهم.
قال الخطيب5: كتبنا عنه، وكان صدوقًا كثير الكتاب.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 274، 275".
2 الكامل في التاريخ "9/ 582-584".
3 تاريخ بغداد "10/ 468"، وسير أعلام النبلاء "18/ 18، 19".
4 في تاريخه.
5 نسبة إلى بلدة من بلاد المشرق يقال لها: كاشغر. "الأنساب".
وُلِدَ سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وتوفِّي في شعبان. قلت: وله مصنَّف في الصفات.
روى عنه: القاضي أبو يعلي الحنبليّ، وعبد اللَّه بن سبعون القيروانيّ، والحسين بن الألمعيِّ الكاشْغَريّ، وحمد بن إسماعيل الهمذاني.
111-
عبد الكّريم بن إبراهيم1:
أبو منصور الْأصبهانيّ، ابن المطرِّز.
روى عن: أبي الحسن بن كَيْسان.
وعنه: الخطيب، وقال: كان صدوقًا.
112-
عبْد الوَهّاب بن أَحْمَد بن إبراهيم2:
المقرئ البغداديّ أبو محمد، المعروف بابن بُكَيْر العطَّار.
سمع: السَّوسنِجْرديّ، وابن الصّلت المحبّر.
روى عنه: أبو طاهر بن سوار شيئًا من القراءات.
وورَّخه ابن خَيْرون.
113-
عُبَيْد اللَّه بن أَحْمَد بن مَعْمَر3:
أبو بكر التميميّ القُرْطُبيّ.
روى عن أبي محمد الأصيليّ، وأبي عُمَر بن المكْويّ، وعبّاس بن أصْبَغ.
وكان عالمًا بمذهب مالك، قائمًا بحُجَجِه، حسن الاستنباط، بارعًا في الأدب.
توفِّي رحمه الله في المحرَّم، وقد ناهز الثمانين.
114-
عُبَيْد اللَّه بن سعيد بن حاتم بن محمد بن علويه4:
1 تاريخ بغداد "11/ 80"، المنتظم "8/ 156".
2 ذيل تاريخ بغداد لابن النجار "15/ 313-315".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 302".
4 معجم البلدان "5/ 356"، وسير أعلام النبلاء "17/ 654-657"، وشذرات الذهب "3/ 271، 272".
الحافظ أبو نصْر الوائليّ البكريّ السِّجْزيّ، نزيل مصر، ومصنِّف كتاب "الْإِبانة الكبرى عن مذهب السَّلف في القرآن"، وهو كتاب طويل جليل في معناه، يدلُّ على إمامة المُصنِّف رحمه الله.
وهو راوي الحديث المسلسل بالَأوَّليَّة.
روى عن: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس العَبْقَسِيّ، وأبي عبد الله محمد بْن عَبْد الله الحاكم، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وحمزة المهلّبيّ، وأحمد بن محمد بن موسى المُجْبِر، ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري، والقاضي أبي محمد عبد اللَّه بن محمد الأسديِّ بن الاكفانيِّ، وابن مهديِّ، وأبي العلاء عليِّ بن عبد الرَّحيم السُّوسيّ، وأبي محمد بن محمد بن البيِّع، سمعوا من المحامليِّ أربعتهم، وأبي عبد الرحمن السُّلميِّ، وأبي محمد عبد الرّحمن بن عمر بن النَّحّاس، وعبد الرحمن بن إبراهيم القطار، وعبد الصَّمد بن زُهير بن أبي جرادة الحلبيِّ، وسمعوا ثلاثتهم من أبي سعيد بن الأعرابي.
ورحل في الحديث بعد سنة اثنتين وأربعين، فسمع بنَيْسابور، وببغداد، وبالبصرة، وواسط، ومكّة، وحلب، ومصر.
وقد سمع قبل أن يرحل بسِجِسْتان من الوزير محمد بن يعقوب بن حمُّويْه، أنا محمد بن أَحْمَد بن الغَوْث بِبُسْت: ثنا الهيثم بن سهل التستُّريّ، ثنا حمَّاد بن زيد، فذكر حديثًا.
روى عنه: أبو إسحاق الحبَّال، وجعفر بن أَحْمَد السّرّاج، وسهل بن بشر الْإِسْفرَائينيّ، وأحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو مَعْشَر الطَّبَريّ، وإسماعيل بن الحسن العَلَويّ، وعبد الباقي بمكَّة.
قال ابن طاهر في "المنثور": سألت الحافظ أبا إسحاق الحبَّال عن أبي نصر السِّجزيّ، وأبي عبد الله الصوري، أيهما أحفظ؟ فقال: كان أبو نصر أحفظ من خمسين أو ستين مثل الصوري1.
وسمعت الحبَّال قال: كنت يومًا عند أبي نصر فدقَّ الباب، فقمتُ ففتحت، فرأيت امرأةً، فدَخَلَت وأخرجت كيسًا فيه ألف دينار، فوضعتها بين يدي الشّيخ، وقالت: أنفِقْهَا كما ترى.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 655".
قال: ما المقصود؟ قالت: تزوَّجني ولا لي حاجة في الزَّوج، ولكنْ لَأخدمك.
فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف، فلمَّا انصرفت قال: خرجتُ من سِجِسْتان بنّية طلب العلم، ومتى تزوّجت سقط عنِّي هذا الاسم، وما أُوثِرُ على طلب العلم شيئًا.
توفِّي رحمه الله بمكّة في المحرَّم.
115-
عثمان بن سعيد بن عثمان بن سيد بن عمر1:
الْإِمام أبو عَمْرو الأُمَويّ، مولاهم القُرْطُبيّ المُقرئ الحافظ، المعروف في وقته بابن الصيرفي، وفي وقتنا بأبي عمرو الدّانيّ، صاحب التّصانيف.
قال: أخبرني أبي أنِّي ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أوَّل سنة ستٍّ وثمانين، ورحلتُ إلى المشرق سنة سبعٍ وتسعين، ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجَّهت إلى مصر، فدخلتها في شوَّال من السَّنة، ومكثت بها سنةً، وحَجَجت.
قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سَرَقُسْطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قُرْطُبَة، وقَدِمْتُ دانيةً2 سنة سبع عشرة3.
قلت: واستوطنها حتّى توفِّي بها، ونُسِبَ إليها لطول سكناه بها.
وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خُوَاشتيّ الفارسيّ ثم البغداديّ، نزيل الأندلس، وعلى جماعة بالَأندلس.
وقرأ بمصر بالروايات على: أبي الحسن طاهر بن الطيب بن غَلْبُون، وعلى أبي الفتح فارس بن أحمد الضّرير.
وقرأ لورْش على أبي القاسم خَلَف بن إبراهيم بن خاقان المصريّ.
وسمع كتاب "السَّبعة" لابن مجاهد على أبي مسلم محمد بن أحمد بن علي
1 تذكرة الحفَّاظ "3/ 1120، 1121"، وسير أعلام النبلاء "18/ 77-83"، وكشف الظنون "1/ 135"، وشذرات الذهب "3/ 272".
2 دانية: مدينة، بالأندلس من أعمال بلنسية، على ضفة البحر شرقًا. "معجم البلدان 2/ 434".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 407".
الكاتب، وسمع منه الحديث، ومن: أَحْمَد بن فِراس العَبْقَسيّ، وعبد الرَّحمن بن عثمان القُشَيِريّ الزَّاهِد، وحاتم بن عبد اللَّه البزَّاز، وأحمد بن فتح بن الرَّسَّان، ومحمد بن خليفة بن عبد الجبَّار، وأحمد بن عمر بن محفوظ الجيزيّ القاضي، وسَلَمَة بن سعيد الْإِمام، وسلمون بن القرويّ صاحب أبي عليّ بن الصّوّاف، وعبد الرَّحمن بن عمر بن محمد بن النحّاس المعدل، وعلي بن محمد بن بشير البربعي، وعبد الوهَّاب بن أَحْمَد بن منير المصريّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن عيسى المُرّيّ الأندلُسيّ، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنِين، والفقيه أبي الحسن عليّ بن محمد القابسيّ، وغيرهم.
قرأ عليه القراءات: أبو بكر بن الفصيح، وأبو الذواد1 مفرج قني إقبال الدولة، وأبو الحسن يحيى بن أبي زيد، وأبو داود، وسليمان بن أبي القاسم نجاح، وأبو الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن الدوش2، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية.
قال بعض الشّيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يُضاهيه في حِفظِه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئًا قطّ إِلَّا كتبته، ولا كتبته إِلَّا حفَظْتُه، ولا حفِظُتْه فنسيته.
وكان يُسأل عن المسألة مِمّا يتعلّق بالَآثار وكلام السَّلف فيوردها بجميع ما فيها مسنَدة من شيوخه إلى قائلها3.
قال ابن بَشْكُوال4: كان أحد الأئِمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه.
وجمع في ذلك كلّه تواليف حِسانًا مفيدة يطول تعدادها. وله معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخطّ، جيِّد الضّبط، من أهل الحِفظ والذّكاء والتفنُّن في العلم. وكان ديّنًا فاضلًا، ورعًا، سنيًّا.
1 في تذكرة الحفاظ "الدؤاد".
2 في سير أعلام النبلاء "18/ 79""الدش".
3 سير أعلام النبلاء "18/ 80".
4 في الصلة "2/ 406".
وقال المُغاميّ: كان أبو عمرو مُجاب الدّعوة، مالكيِّ المذهب1.
وذكره الحُمَيْدِي فقال2: محدِّث مُكثِر، ومُقرئ متقدِّم، سمع بالَأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألَّف بها تواليف معروفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة.
قلت: وما زال القرَّاء مُعترفين ببراعة أبي عمرو الدَّانيّ وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرَّسم والتَّجويد والوجوه.
لهُ كتاب "جامع البيان في القراءات السّبع وطُرُقها المشهورة والغريبة"، في ثلاثة أسفار، وكتاب "إيجاز البيان في أصول قراءة ورْش"، في مُجلَّد كبير، وكتاب "التلخيص في قراءة ورش" في مجلَّد متوسط، وكتاب "التيسير"، وكتاب "المقنع" وكتاب "المحتوى في القراءات الشواذ" في مُجلَّد كبير، وكتاب "الأرجوزة في أصول السُّنّة" نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب "معرفة القُرَّاء" في ثلاثة أسفار، وكتاب "الوقف والابتداء".
وبلغني أنَّ مصنّفاته مائةٌ وعشرون تصنيفًا.
ومن نظمه في "عُقُود السُّنّة":
كلَّم موسى عبدَه تكليما
…
ولم يَزَل مُدبّرًا حكيما
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ
…
وهُوَ فَوْقَ عرشِهِ العظيمُ
والقولُ في كتابه المفصَّل
…
بأنَّهُ كلامُهُ المنزَّل
على رسوله النّبيّ الصادق
…
ليس بمخلوقٍ ولا بخالق
من قال فيه أنّه مخلوقُ
…
أو مُحْدَثٌ فقولُهُ مُرُوقُ
والوقفُ فيه بدعةٌ مُضلة
…
ومثلُ ذلك اللَّفظ عند الجلَّة
كلا الفَريقيّْن مِن الجهميَّة
…
الواقفون فيه واللَّفْظيهْ
أَهْوِنْ بقَوْل جَهْمٍ3 الخَسيسِ
…
وواصل4 وبشر المريسي5
1 الصلة "2/ 406".
2 في جذوة المقتبس "305".
3 هو: جهم بن صفوان.
4 هو: واصل بن عطاء.
5 انظر ترجمته في تاريخ الإسلام "حوادث ووفيات 211-220" رقم "55".
ثم سائق سائرها1.
وقد روى عنه أيضًا: الأستاذ أبو القاسم بن العربيّ، وأبو عليّ الحسين بن محمد بن مبشّر المقرئ، وأبو القاسم خَلَف بن إبراهيم الطُّلَيْطُليّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن فرج المَغَامِيّ، وأبو عبد اللَّه محمد بن مُزَاحم، وأبو بكر محمد بن المُفَرّج البَطَلْيُوسيّ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عليّ نزيل الْإِسكندرية، وخلقٌ سواهم. حملوا عنه تلاوةً وسماعًا.
ورَوَى عَنْهُ بالْإِجازة: أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّه الخَوْلانيّ.
وآخر من روى عنه بالْإِجازة أبو العبّاس أَحْمَد بن عبد الملك بن أبي حَمْزَة المُرْسيّ، والد القاضي أبي بكر محمد.
وتوفِّي أبو عَمْرو بدانية يوم الْإِثنين نصف شوّال، ودُفِنَ يومئِذٍ بعد العصر، ومشى السُّلطان أمامَ نَعْشِه، وكان الجمع في جنازته عظيمًا.
وتوفِّي أبو العبّاس بن أبي حمزة في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
116-
عليّ بن محمد بن صافي بن شُجاع2:
أبو الحسن الدّمشقيّ.
عًرِفَ بابن أبي الهَوْل الرَّبَعيّ.
حدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وعبد اللَّه بن بكر الطَّبرانيّ، وأبي بكر بن أبي الحديد، وتمَّام، وأبي الحسن بن جهضم، وطائفة كبيرة.
روى عنه: الكتّانيّ، ونجا بن أَحْمَد، وسهل بن بِشرْ، وعليّ بن أَحْمَد بن زهير، ومحمد بن الحسين الحنائي.
قيل: إنَّه اتُّهِمَ في سماعه كتاب "هواتف الجانّ".
توفِّي فِي ذي القعدة.
117-
عليّ بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن جعفر البغداديّ3:
ابن الجبّان.
1 سير أعلام النبلاء "18/ 82، 83".
2 ميزان الاعتدال "3/ 155"، ولسان الميزان "4/ 259".
3 تاريخ بغداد "12/ 102".
سمع: أبا الحسين محمد بن المُظفّر، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، وجماعة.
توفِّي في المحرَّم.
حرف الفاء:
118-
الفضل بن إسحاق بن إبراهيم:
أبو زيد الأزْديّ الهرويّ، الخطيب المفتيّ، ناظر أوقاف هراة، وابن عمّ قاضيها محمد بن الأزديّ.
روى عن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حَمَّوْيه السَّرْخسيّ، وعبد الرّحمن بن أبي شُرَيْح.
119-
الفضل بن محمد بن عليّ1:
أبو القاسم القصبانيّ البصْريّ النّحويّ، أحد أئِمة العربيّة.
وعنه أَخَذَ: أبو زكريّا يحيى بن عليّ التبريزيّ، وأبو محمد القاسم بن عليّ الحريري.
وله كتاب "الصَّفوة في مُخَتار أشعار العرب" وهو كبير، وكتاب "الأمالي"، و"مقدمة في النحو".
ومن شعره:
في الناسِ منْ لَا يُرْتَجى نفعُه
…
إِلَّا إذا مُسَّ بإضْرَارِ
كالعُود لَا مَطْمَع في ريِحِهِ
…
إِلَّا إذا أُحْرِقَ بِالنَّارِ
حرف القاف:
- قِرْواش:
صاحب الموصِل.
ذُبِح في هذه السّنة، وقد مَرَّ عام أحد2.
1 كشف الظنون "165"، ومعجم المؤلفين "8/ 71".
2 برقم "23".
حرف الميم:
120-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أَحْمَد1.
أبو جعفر السّمنانيّ2، قاضي الموصِل وشيخ الحنفيّة.
سكن بغداد، وحدَّث عن: نصر بن أَحْمَد المَرْجيّ، والدَّارقُطْنيّ، وعليّ بن عمر الحربيّ، وجماعة غيرهم.
قال الخطيب3: كتبت عنه، وكان صدوقًا فاضلًا حنفيا، يعتقد مذهب الأشعريّ، ولهُ تصانيف.
قلت: توفِّي بالموصِل وله ثلاثٌ وثمانون سنة.
وقد ذكره ابن حزم فقال: أبو جعفر السِّمْناني المكفوف، قاضي الموصِل، هو أكبر أصحاب الباقِلانيّ، ومقدِّم الأشعرية في وقتنا، قال: من سمَّى اللَّه جسمًا من أجل أنّه حامل لصفاته في ذاته فقد أصاب المعنى وأخطأ في النِّسبة فقط.
ثُمّ أخذ ابن حزم يُشنِّع على السِّمْنَانيّ ويسبَّه لهذه المقالة المبتدعة ولنحوها، فنعوذ باللَّه من البِدَع، فليت ابن حزم سكت رأسًا برأسٍ، فله أوابد في الأصول والفُروع.
121-
محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه4:
أبو عبد اللَّه بن أبي حَبّة الأُمَويّ، مولاهم القُرُطبِيّ.
روى عن: أبي عبد الله من مفرج، وعباس بن أصبغ، وابن أبي الحُبَاب، وأبي محمد الأصيليّ.
وكان متفنِّنًا في العلوم، ثاقب الذهن، حافظًا للَأخبار.
توفِّي في آخر السَّنة وقد نيِّف على الثمانين.
122-
محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن سبنك5:
1 تاريخ بغداد "1/ 355"، والبداية والنهاية "12/ 64".
2 السمناني: نسبة إلى سمنان، وهي قرية من قرى نسا في العراق. "الأنساب "7/ 149".
3 في تاريخه.
4 الصلة لابن بشكوال "2/ 533".
5 تاريخ بغداد "2/ 55"، والمنتظم "8/ 156، 157".
أبو الحسين البَجَليّ البغداديّ المعدّل.
روى عن: جدِّه عمر، وأبي عبد اللَّه العسكري، وأبي سعيد الحرفيّ، والدّارَقطنيّ.
وتُوُفّي في رمضان.
123-
محمد بن عبد العزيز بن العبَّاس بن المهديّ الهاشميّ العبّاسيّ1:
أبو الفضل، خطيب الحربيّة.
سمع: أبا الحسين بن سمعون، والحسن بن محمد المخزوميّ، وأبا بكر بن أبي موسى الهاشميّ، وجماعة.
قال الخطيب2: كتبت عنه، وكان صدوقًا خيّرًا فاضلًا معدّلًا.
توفِّي في المحرَّم، وكان مولده في سنة ثمانين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه: ولده أبو عليّ محمد بن محمد.
124-
محمد بن أبي عَدِيّ بن الفضل:
أبو صالح السَّمَرْقَنْديّ، ثُمّ المصري.
روى عن: القاضي أبي الحسَن الحلبيّ، وأحمد بن محمد بن الأزهر السّمناويّ.
روى عنه الرّازيّ في مشيخته.
125-
مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن داود3:
أبو نصر البغداديّ ابن الرّزّاز.
سمع: ابن حُبابَة، وأبا طاهر المخلّص.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
126-
محمد بن محمد بن أخي سعاد الأسديّ الكوفيّ.
قال أبي النَّرْسيّ: ثنا عن أبي الطِّيب بن النحاس، وسماعه صحيح.
1 تاريخ بغداد "2/ 354"، والمنتظم "8/ 157".
2 في تاريخه.
3 تاريخ بغداد "3/ 14".
127-
محمد بن محمد بن مغيث بن أَحْمَد بن مغيث1:
أبو بكر الصدفيّ الطُّلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخشني، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد اللَّه بن أبي زَمَنين.
وكان من جُلَّة الفقهاء وكبار العُلماء، مقدَّمًا في الشُّورَى.
قال ابن مظاهر: أخبرني من سمع محمد بن عمر بن الفخَّار مرَّات يقول: ليس بالَأندلُس أبصَر من محمد بن محمد بن مغيث بالَأحكام.
توفِّي في جمادى الآخرة.
128-
المطهِّر بن محمد النهشلي:
كوفِّي وثَّقه أبو النَّرسِيّ، وقال: حدّثنا عن أبي الطِّيب بن النّحّاس.
129-
مكِّي بن عمر:
أبو عبد اللَّه المُحتَسِب الهمذانيّ، العبد الصّالح.
روى عن: أَحْمَد بن جانجان، وأبي طاهر بن سَلَمَة، وأبي مسعود البَجَليّ.
قال شِيرَوَيْه: لم أُدرِكه، وثنا عنه الميدانيّ، وكان صدوقًا مُكثِرًا زاهدًا، كان يقرأ على المشايخ -رحمه اللَّه تعالى.
حرف النون:
130-
ناصر بن الحسين بن محمد بن علي القرشي المعمري2:
أبو الفتح المَرْوَزيّ الفقيه الشّافعيّ.
سمع: أبا العبّاس السَّرْخَسيّ بمرو، وأبا محمد المخلديّ، وأبا سعيد ابن عبد الوهاب الرّازيّ بنْيَسابُور، وأبا محمد عبد الرّحمن بن أبي شُرَيْح الأنصاريّ بهراة.
وتفقَّه بمرْو على: القفَّال، وبنيسابور على: أبي طاهر بن مَحْمِش، وأبي الطيِّب الصُّعلُوكيّ، ودرَّس في حياتهما.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 533".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 643، 644"، وشذرات الذهب "3/ 272".
وتفقَّه به خلقٌ مثل: أبي بكر البَيْهقيّ، وأبي إسحاق الجيليّ.
وتوفِّي بنيسابور في ذي القعدة.
وكان عليه مدار الفتوى والمناظرة، وكان فقيرًا قانعًا باليسير، متواضعًا خيِّرًا.
وقد تفقَّه بمرَوْ على القفَّال وغيره.
وكان من أفراد الأئِمة، وقد أملى مُدّة سنين1.
وروى عنه: مسعود بن ناصر السّجْزيّ، وأبو صالح المؤذِّن، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ، وطائفة.
سنة خمس وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
131-
أَحْمَد بن عليّ بن هاشم2:
أبو العبّاس المصريّ المقرئ المجوّد، الملقَّب بتاج الأئمة.
قرأ على: أبي حفص عمر بن عِرَاك، وأبي عديّ عبد العزيز بن عليّ بن مُحَمَّد بن إسحاق، وأبي الطيّب عبد المنعم بن غَلْبُون، وعليّ بن سليمان الأنطاكيّ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن إسحاق الحلبيّ.
ثمّ رحل إلى العراق فقرأ بالروايات على أبي الحسن الحماميّ.
وتصدَّر للإقراء بمصر.
قرأ عَلَيْهِ: أبو القاسم الهُذليّ، وغيره.
ودخل الأندلس في سنة عشرين وأربعمائة مجاهدًا، فأتى سَرَقُسْطَة وأقام بها دهرًا.
وكان رجُلًا ساكنًا عفيفًا، فيه بعض الغَفْلَة.
وذكره أبو عمر بن الحذّاء وقال: كان أحفظ من لقيتُ لاختلاف القُرّاء وأخبارهم. وانصرف إلى مصر واتَّصل بنا موته.
1 المنتخب من السياق "461".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 86"، وشذرات الذهب "3/ 272، 273".
قلت: وقال ابن بشكوال1: سمع منه أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر بْن الحذَّاء، وغيرهم.
قلت: وقد سمع من أبي الحسن الحلبيّ، والميمون بن حمزة الحُسَيْنيّ، وأحمد بن عبد اللَّه بن زريق المخزوميّ، وأبي محمد الضرّاب.
روى عنه: الرّازي.
وقال الحبّال: توفِّي في شوّال.
132-
أَحْمَد بن عمر بن رَوْح2:
أبو الحسين النّهْروانيّ.
سمع: أبا حفص بن الزيّات، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والحسن بن جعفر الخِرَقيّ، والدَّارقُطَنيّ.
قال الخطيب3: كتبت عنه، وكان صدوقًا أديبًا حسن المذاكرة معتزليا. توفِّي في ربيع الآخر.
قلت: روى عنه: أبو منصور بن النَّقُّور، وجماعة.
133-
أَحْمَد بن محمد بن إبراهيم ابن رأس البغل:
أبو عبد اللَّه العبّاسيّ، مولاهم.
قال ابن النَّرسِيّ: كان صالحًا صحيح السَّماع. سمعته يقول: وُلِدت في ذي الحِجّة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
مات في ربيع الأوَّل.
134-
إبراهيم بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم4:
أبو إسحاق البرمكيّ البغدادي، الفقيه الحنبلي.
1 في الصلة "1/ 86".
2 تاريخ بغداد "4/ 296"، والمنتظم "8/ 158"، والبداية والنهاية "12/ 64".
3 في تاريخه.
4 الكامل في التاريخ "9/ 596"، وسير أعلام النبلاء "17/ 605، 606"، والنجوم الزاهرة "5/ 55"، وشذرات الذهب "3/ 273".
كان أسلافه يسكنون محلَّةً تُعرَف بالبرامكة. وقيل: بل كانوا يسكنون قريةً تسمَّى البرمكيّة1، وإلّا فليس هو من ذريّة البرامكة.
سَمِعَ: أبا بَكْر القَطِيعيّ، وأبا محمد بْن ماسيّ، وعبد اللَّه بن إبراهيم الزَّيْنَبيّ، وأبا الفتح محمد بن الحسين الأزْديّ، وابن بخيت الدقَّاق، وإسحاق بن سعْد النسويّ، وطائفة سواهم.
قال الخطيب2: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديّنًا فقيهًا على مذهب أَحْمَد بن حنبل، وله حلقة للفتوى.
وُلِدَ سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وتوفِّي يوم التَّروِية.
قلت: وكان إمامًا في الفرائض، صالحًا زاهدًا، أجاز له أبو بكر عبد العزيز غلام الخلّال.
وتفقَّه على: أبي عبد اللَّه بن بُطَّة، وعلى: ابن حامد.
روى عنه: أبو غالب محمد بن عبد الواحد الشيبانيّ، وأبو منصور محمد بن عليّ القزويني الفرَّاء، وعبد القادر ابن محمد بن يوسف، وهبة اللَّه بن أَحْمَد بن الطَّبر الحريري، وجماعة.
وآخر من حدَّث عنه: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
135-
إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز3:
أبو إسحاق الدّمشقيّ المقرئ القصَّار.
كهل، سمع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، وغيره.
روى عنه: عبد المنعم بن عليّ الكِلابيّ.
وكان ثقة.
1 طبقات الحنابلة "2/ 190".
2 في تاريخه "6/ 139".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "4/ 100، 101".
136-
إسماعيل بن عليّ بن الحسين بن زَنْجَوَيْهِ1:
أبو سعْد بن السّمّان الرّازيّ الحافظ، سمع: عبد الرّحمن بن محمد بن فضالة بالرّي، ومحمد بن عبد الرّحمن المخلّص ببغداد، وبمكّة: أَحْمَد بن إبراهيم بن فِراس، وبمصر: عبد الرحمن بن عمر النّحّاس، وبدمشق: عبد الرّحمن بن أبي نصر، وخَلقًا كثيرّا.
روى عنه: الخطيب، والكتّانيّ، وابن أخته ظاهر بن الحسين الرّازيّ، وأبو عليّ الحدّاد، وغيرهم.
قال المرتضى أبو الحسن المطهِّر بن عليّ العلويّ الرّازيّ: سمعت أبا سعد السّمّان إمام المعتزلة يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الْإِسلام2.
وقال عمر العُلَيْميّ: وجدت على ظهر جُزء: مات الزَّاهد أبو سعد إسماعيل بن عليّ السمّان في شعبان سنة خمسٍ وأربعين، شيخ العدليّة3 وعالمهم وفقيههم ومُحدّثهم. وكان إمامًا بلا مُدافعة في القراءات والحديث والرجال والفرائض والشّروط، عالِمًا بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف بين أبي حنيفة والشّافعيّ، وفقه الزَّيْديّة.
وكان يذهب مذهب الشّيخ أبي هاشم، ودخل الشّام والحجاز والمغرب، وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد أصبهان في آخر عمره لطلب الحديث. وكان يُقال في مدحه: إنّه ما شهد مثل نفسه، كان تاريخ الزّمان وشيخ الْإِسلام، ثُمّ ذكر فصلًا في مدحه.
وقال الحافظ ابن عساكر4: سألتُ أبا منصور عبد الرحيم بن الظفر بالرّيّ عن أبي سعد السّمّان، فقال: سنة ثلاثٍ وأربعين.
قال: وكان عدليّ المذهب -يعنيّ معتزليًّا، وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، وصنَّف كتبًا كثيرة، ولم يتأهل قطّ.
1 معجم البلدان "5/ 109"، وميزان الاعتدال "1/ 239"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1131-1123"، وسير أعلام النبلاء "18/ 55-60"، والبداية والنهاية "12/ 12".
2 تاريخ دمشق "33/ 27".
3 العدلية: المعتزلة.
4 في تاريخ دمشق "22/ 221".
وقال الكتّانيّ: كان من الحُفّاظ الكِبار، زاهدًا عابدًا يذهب إلى الاعتزال.
قلت: وقع لنا من تأليفه "المسلسلات"، و"الموافقة بين أهل البيت"، و"الصحابة".
ومع براعته بالحديث ما نفعه اللَّه به، فالَأمرُ لله.
حرف الطّاء:
137-
طَرَفَة بن أَحْمَد بن الكميت1:
الخرستاني الدّمشقيّ، أبو صالح الماسح. روى عن: عبد الوهاب الكلابي، وغيره.
روى عنه: ابنه صالح، ونجا بن أَحْمَد، وسهْل بن بشر، والشّريف النَّسيب.
وكان ثقة.
توفِّي رحمه الله في شعبان، وسماعه قليل.
حرف العين:
138-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أبو القاسم الْأصبهاني الرّفاعيّ، حافظ.
قال الخطيب: ثنا عن أَحْمَد بن موسى بن مردَوْيه، ومات ببغداد، وكنت إذ ذاك في برّيّة السَّماوة قاصدًا دمشق.
ويروي عن أبي عمر الهاشميّ.
139-
عبد الوهّاب بن محمد بن محمد:
أبو القاسم الخطَّابي الهرويّ.
سمع: أبا الفضل بن خَميروَيْه، وأبا سليمان الخطابي.
روى عنه: الحسين بن محمد بن الكتبي.
140-
عتبة بن عبد الملك بن عاصم2:
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "11/ 174، 175".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 450، 451".
أبو الوليد الأندلسي المقرئ.
رحل في صباه، وقرأ بالروايات على: أبي أحمد السامري، وأبي حفص بن عراك، وابن غلبون أبي الطيب، وأبي بكر محمد بن علي الأدفوي.
قال ابن النجار: سمع من والده عبد الملك بن عاصم بن الوليد الأموي بالأندلس سنة خمس وسبعين، وأمَّا أبوه فيروي عن أبي العبَّاس أَحْمَد بن يحيى المليانيّ، لقِيَه بِتِنَّيْس يروي عن يحيى بن بُكَيْر.
وذكر أنَّه قرأ على أبي حفص سنة ثمانين وثلاثمائة.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو بكر أَحْمَد بن الحسين القطّان.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وأحمد بن علي الطريثيثي، والمبارك بن طيوري، وغيرهم.
وقال أبو الفضل بن خَيْرون: كان رجلًا صالحًا، قد كتبتُ عنه.
ومات في رجب ببغداد1.
141-
عطيّة اللَّه بن الحسين بن محمد بن زهير2:
الخطيب أبو محمَّد الصَّوريّ.
سمع: أبا الحسين بن جُميْع، وحمدان بن عليّ المْوصِليّ.
روى عنه: ابنه حسن، وأبو نصر الطُّرَيْثِيثيّ، وسهل بن بشرْ.
وكان ينوب في القضاء ببلده.
وكان أحد الخُطباء البُلَغاء، ذا عناية بالعلوم والَآداب.
142-
عليّ بْن سَعِيد بْن عليّ:
أَبُو نصر، الفقيه المعدل.
سَمِعَ: أَبَا مُحَمَّد عبد اللَّه بْن السقاء.
وتوفِّي بواسط في شعبان.
1 غاية النهاية "1/ 449".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 85".
143-
علي بن عبيد الله بن محمد1:
أبو الحسن الهمذانيّ الكسائيّ الصُّوفيّ، المحدِّث بمصر.
سمع: أَحْمَد بن عبدان الشّيرازيّ الحافظ بالَأهواز، ونَصْر بن أَحْمَد، وعبد الوهّاب الكِلابيّ بدمشق، وأبا الفتح محمد بن أَحْمَد النّحوي بالرَّمْلَة، ومنير بن عطيّة بقِيّْساريّة، وإسماعيل بن الحسن الضّرّاب بمصر.
روى عنه: عبد المحسن بن محمد الشيحيّ، وسهل بن بشْر الْإِسْفَرائينيّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
وقد كتب عنه: عبد العزيز النخشبي، وأبو نصر السَّجْزِيّ.
وتوفِّي في جُمَادى الأولى.
144-
عمر بن أَحْمَد بن محمد2:
أبو حفص البُوصِيريّ3 المصريّ، الفقيه المالكيّ.
حدَّث عن: قاضي أَذَنَة عليّ بن الحسين.
145-
عمر بن الواعظ أبي طالب محمد بن علي بن عطية المكيّ4.
أبو حفص.
روى عن والده كتاب القوت ببغداد.
وروى عن: أبي حفص بن شاهين.
حرف الميم:
146-
محمد بْن أَحْمَد بْن عثمان5:
أبو طالب بن السّوادي، أخو أبي القاسم الأزهري.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 652، 653".
2 الأنساب "2/ 334".
3 البوصيري نسبة إلى بوصير، وهي بلدة بصعيد مصر.
4 تاريخ بغداد "1/ 275".
5 البداية والنهاية "12/ 65"، ولسان الميزان "5/ 37".
سمع: الحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وابن لؤلؤ الوراق، ومحمد بن المظفر.
قال الخطيب1: كتبنا عنه وكان صدوقًا، توفِّي بواسط في ذي الحجة.
وقال السلفي: سألت خميسا الحوزي عن أبي طالب بن الصيرفيّ أخي الأزهريّ فقال: سمع بإفادة أخيه، وكان يُتَّهم بالرفض. نزل واسط مُدّة.
147-
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرّحيم2:
أبو طاهر الْأصبهانيّ الكاتب.
حدَّث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر القباب، وأبي بكر بن المقرئ، والدّارَقُطْنيّ حدَّث عنه بسُنَنِه3، وأبي الفضل الزُّهريّ، وابن شاهين، وغيرهم.
وَولِدَ في أوّل سنة ثلاثٍ وستّين.
قال عبد الغنيّ النّخشبيّ: سمعته يقول: أوّل ما سمعت الحديث من أبي محمد بن حيَّان في صَفر سنة ثمانٍ وستين، مات يوم الجمعة الحادي عشر من ربيع الآخر.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: ولم يحدِّث في وقته أوثق مِنْهُ وأكثر حديثًا. صاحب الكُتُب والَأُصول الصِحاح، وهو آخر من حدَّث عَن أبي الشّيخ والقَبَّاب.
قلت: روى عنه: أبو نصر الشيرازيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن نَصْرَويْه الصوفيّ، وعبد الغفّار بن محمد بن شيرويه النَّيَسابُوريّ، وهبة اللَّه بن حسن الأبرقوهي، وأبو زكريا يحيى بن الوهّاب بن مَنْدَهْ، وإسماعيل بن الفضل السّرّاج، وأبو الرّجاء محمد بن أبي زيد أَحْمَد بن محمد الْجُرْجَانيّ، وأبو منصور أَحْمَد بن محمد بن إدريس الكرمانيّ، وأبو الطِّيب حبيب بن أبي مُسلِم الطُّهرانيّ، وأبو الفتح رجاء بن إبراهيم الخبَّاز، وأبو الفتح سعيد بن إبراهيم الصفَّار، وآخر من حدَّث عنه أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصالحاني، عاش بعده خمسًا وثمانين سنة.
1 في تاريخه "1/ 319".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 639، 640"، وشذرات الذهب "1/ 362".
3 التقييد "52".
148-
محمد بن إدريس بن يحيى الحَسَنيّ الأندلُسيّ1:
صاحب مالقة.
توفِّي في هذه السّنة، ووَلِيَ مالقة بعده إدريس بن يحيى بن عليّ الملقَّب بالعالي.
149-
محمد بن إسحاق بن مَذُّوَيْه الكوفيُّ2:
ثقة جليل، فيها مات. قاله أُبيٌّ. لقبه أبو الحسن المُعدّل.
روى عن: عليّ بن عبد الرحمن البكائي، وغيره.
روى عنه: أبو النّرسيّ، وجماعة.
قال الخطيب: كان ثقة ذا وقار. قال لي الصّوريُّ: ليت كُلّ مَن كتبت عنه بالكوفة مثله.
مات في شوّال.
وسمع ابن النحاس، ووُلِدَ سنة ستين وثلاثمائة.
150-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن عَبْد الرّحمن العلويّ الكوفيّ3:
أبو عبد اللَّه، مُسْنَد الكوفة في وقته.
انتَقَى عليه الحافظ الصُّوريُّ.
وحدَّث عن: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ، وأبي الفضل محمد بن الحسن بن حُطَيْط الأسدي، ومحمد بن زيد ابن مروان، وأبي الطّيِّب محمد بن الحُسَين التَّيمُّلّيّ، ومحمد بن عبد اللَّه بن المُّطّلِب الشيبانيّ، ومحمد بن عليّ بن أبي الجرَّاح، وأبي طاهر المُخلِّص، وأبي حفص الكتّانيّ، وغيرهم.
وهو من كبار شيوخ أُبَيِّ النَّرسيّ.
توفِّي بالكُوفَة في ربيع الأوَّل. أرَّخه أَبِي ووثَّقه، وقال: مولده في رجب سنة
1 تاريخ حلب للعظيمي "342".
2 تاريخ بغداد "1/ 263"، وسير أعلام النبلاء "17/ 637، 638".
3 المنتظم "8/ 8"، العبر "3/ 210"، وسير أعلام النبلاء "17/ 636، 637".
سبع وستين وثلاثمائة. ما رأيت مَنْ كان يفهم فقه الحديث مثله. وكان حافظًا خرَّج عليه الصُّوريّ وأفاد عنه، وكان يفتخر به.
قلت: روى عنه من شيوخ السِّلفيّ: أبو منصور أَحْمَد بن عبد اللَّه العلويّ الكوفيّ، ومحمد بن عبد الوهّاب الشُّعيريّ، وأبو الحارث عليّ بن مُحَمّد الجابريّ، وعليّ بن قطر الهَمَذانيّ، وعليّ بن عليّ بن الرّطاب، وعبد المنعم بن يحيى بن الهِقل الكوفيّون.
151-
مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن بشران:
أبو نصر بن العدل المُسْنِد أبي الحسين.
توفِّي في شعبان، وقد روى الحديث.
152-
محمد بن عيسى بْن محمد1:
أبو عَبْد اللَّه الأُمويّ القُرْطُبيّ، المؤدّب المعمّر.
رَوَى عَنْ: أَبِي جَعْفَر بْن عَوْن اللَّه، وأبي عبد الله بن مفرِّج القاضي، وأبي بكر الزُّبَيْدِيّ.
وقرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكيّ، وكان شيخًا صالحًا.
حدَّث عنه الخولانيّ وقال: سألته عن مولده، فذكر أنّه في النصف من جُمَادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وقال ابن خَزْرَج: كان شيخًا فاضلًا وَرِعًا من أهل القرآن، ذا حظٍّ صالح من علم الحديث، قديم العناية بطلبه، ثقة ثبت، توفِّي في ربيع الأوّل.
قلتُ: هذا آخر من قرأ على الأنطاكيّ، وأحسبه آخر من سمع من المذكورين.
153-
المهلَّب بن أبي صُفْرَة:
مرَّ سنة خمس وثلاثين.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 533، 534".
وقال أبو الوليد بن الدبّاغ: سنة خمسٍ وأربعين.
154-
محمد بن محمد بن عليّ بن الحَسَن1:
النّقيب الأفضل، أبو تمَّام الهاشميّ الزّينبيّ، أخو طراد وأبي نصر وأبي منصور، والحسين.
ولي نقابة الهاشميين بعد أبيه.
وروى عن: المخلّص، وعيسى بن الوزير، وغيرهما.
ولم يسمع منه إِلَّا بعض النّاس.
وتوفِّي في الخامس والعشرين من ربيع الأوّل سنة خمس.
155-
محمد بن الفضل بن محمد بن سعيد:
أبو الفرج القاسانيّ الْأصبهانيّ.
سمع: إبراهيم بن خُرشيد قُوَله.
روى عنه: أبو علي الحداد في معجمه.
توفِّي في المحرَّم.
حرف الهاء:
156-
هبة اللَّه بن محمد2:
أبو رجاء الشيرازيّ.
توفِّي بمصر في سلْخ صَفَر.
وقد سَمِعَ بخراسان أصحاب الأصَمّ، وببغداد أصحاب ابن البُخْتُريّ.
قال الخطيب: علَّقت عنه، وكان ثقة يفهم.
1 تاريخ بغداد "3/ 337"، والكامل في التاريخ "9/ 596"، والبداية والنهاية "12/ 65".
2 تاريخ بغداد "14/ 72".
سنة ست وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
157-
أَحْمَد بن أبي الربيع الأندلُسيّ البجانيّ1:
أبو عُمر المُقرئ.
قال ابن مدبّر: كان من أهل القراءات والَآثار.
قرأ على: أبي أَحْمَد السّامريّ وجماعة سواه.
وتصدَّر للإقراء.
وتوفِّي بالمريّة سنة ستٍّ وأربعين.
158-
أَحْمَد بن رشيق2:
أبو عُمر الثَّعْلَبيّ3، مولاهم البَجَّانيّ.
قرأ القُرآن على: أَحْمَد بن أبي الحصن الحدلي.
وسمع من: المُهلّب بن أبي صُفْرة.
وجلس إلى أبي الوليد مِيقُل، وشووِرَ بالمريَّة، ونظر عليه في الفقه، وكان له حافظًا.
سمع منه: أبو إسحاق بن ورْدون.
ومن طبقته:
- أَحْمَد بن رشيق.
الكاتب الأندلسيّ، سيأتي تقريبًا4.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 53".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 53".
3 في الصلة "التغلبي".
4 برقم "369".
159-
أَحْمَد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حَمَش1:
القاضي أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ، حفيد قاضي الحَرَمَيْن.
من بيت الحشمة والسّيادة والثّروة، وَلِي قضاء نَيْسابور في اختلاف العساكر التُّرْكُمانيّة، ولم يزل مُحتَرمًا مُكرَّمًا.
حدَّث عن: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أحمد الحافظ، وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي، والمعافى بن زكريا والبغاددة.
وخرَّج له الخشكاني "الفوائد"، وأملى سنين في داره.
وعاش اثنتين وثمانين سنة.
160-
أَحْمَد بن محمد:
أبو العبَّاس الْجُرْجَانيّ الحنيفيِّ الناطفيِّ2.
توفِّي بالرّيّ.
حدَّث عن: أبي حفص بن شاهين، وأبي حفص الكتّانيّ.
161-
أَحْمَد بن محمد بن الأستاذ أبي عَمْرو أَحْمَد3 بن أُبيّ بن أَحْمَد الرّئيس:
أبو الفضل الفُراتيّ الخُراسانيّ.
رئيس مُحتشم وصدر مبجَّل، اتّصل بالتركمانيَّة ووَلِيَ رئاسة نيسابور مُدَّة، وبعد ذلك حجَّ ودخل الشّام ومصر، وطوَّف، ورُدّ إلى بغداد فأُكرِمَ في دار الخلافة إكرامًا لم تجرِ العادة بمثله، ولقِّبَ برئيس الرّؤساء.
وعقد الإملاء، وكان حسن العشرة، سحب للصوفيّة4، وله مصاهرة مع شيخ الْإِسلام أبي عثمان الصّابونيّ، ثم صاهر بيت الصّاعديّة، وجرى بسبب تعصُّب المذهب معه وحشة، وأخذ بسببه غيره من الأئمة، وقصد الرّئيس بما لم يقصد به أحد
1 المنتخب من السياق "97، 98".
2 الناطفي: نسبة إلى بيع النطاق وعمله "الأنساب "12/ 18".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 1124".
4 تاريخ دمشق "7/ 117".
قبله مثله، وصار حديثًا وسمرًا، وكلّ ذلك من تعنتٍ واستهزاءٍ وقِلّة مُبالاة كانت غالبةً عليه، واستبدادٍ برأيٍ غير مُصيب.
حدَّث عن: جدِّه، وأبي يَعْلَى بن حمزة المُهلّبيّ، وعبد اللَّه بن يوسف الْأصبهانيّ، وطبقتهم، وابن مَحْمِش، والسُّلميّ.
روى عنه: أبو القاسم عليّ بن محمد المصيصي، وأبو الفتح نصر المقدسيّ، وعليّ بن محمد بن شُجاع، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، وأبو الحسن بن المَوَازينيّ، وعبد اللَّه بن الحسن بن هلال الدّمشقيّون، وأبو سعْد عبد اللَّه بن القُشيْريّ، وإسماعيل بن عبد الغافر.
وتوفِّي في شَعْبَان قبل وصوله إلى بيته. وهو من أهل أُسْتُوا.
162-
إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الصّوّاف المصريّ:
أبو إسحاق.
توفِّي في المحرَّم.
163-
إبراهيم بن محمد بن عمر1:
أبو طاهر العَلَويّ.
سمع: محمد بن عبد اللَّه الشّيبَانيّ.
روى عنه: الخطيب البغداديّ.
وعاش سبعًا وسبعين سنة.
حرف الحاء:
164-
الْحَسَن بْن عليّ بن إبرهيم بن يَزْداد بن هُرْمز2:
الَأستاذ أبو عليّ الأهوازي المقرئ، نزيل دمشق.
1 تاريخ بغداد "6/ 174".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 13-18"، وميزان الاعتدال "1/ 512"، وشذرات الذهب "3/ 274"، وكشف الظنون "1/ 140".
قَدِمَها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أوّل سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
عُنِيَ بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار.
وقرأ للدوري على أبي الحسن بن حسين بن عثمان الغَضَائريّ، عن القاسم بن زكريّا، عنه.
وقرأ لحفص، على الغَضَائريّ، عن ابن سهل الأُشْنَانيّ، عن عبيدٍ، عنه، وقرأ للّيث صاحب الكسائيّ على أبي الفرج الشَّنْبُوذيّ.
وقرأ لَأبي بكر على أبي حفص الكتّانيّ، عن ابن مجاهد.
وقرأ للبزي بالَأهواز على أبي عُبَيْد اللَّه محمد بن فيروز صاحب الحسين بن الْجُباب.
وقرأ لِوِرْش على أبي بكر محمد بن عُبَيْد اللَّه بن القاسم الخِرقيّ.
وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشام، والعراق، والأهواز.
وصنَّف "الموجز"، و"الوجيز"، و"الإيجاز"، وغير ذلك من القراءات، ورحل إليه القرَّاء لعلوِّ سنده وإتقانه.
قرأ عليه: أبو علي غلام الهرَّاس، وأبو القاسم الهُذَليّ، وأبو بكر أَحْمَد بن عمر بن أبي الأشعث السَّمَرْقَنْديّ، وأبو نَصْر أَحْمَد بن عليّ بن محمد الزّينبيّ البغداديّ، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني الضّرير، وأبو الوحش سُبيْع بن المُسلِم، وأبو بكر محمد بن المُفرِّج البَطَلْيُوسيّ، وأبو بكر عَتِيق بن محمد الرّدائيّ، ومؤلّف "المفتاح" أبو القاسم عبد الوهّاب بن محمد القُرْطُبيّ.
وقد روى الحديث عن: نصر بن أَحْمَد بن الخليل المرْجئ، وعبد الوهّاب بن محمد الطّلْحيّ، وأبي حفص الكتّانيّ، وهبة اللَّه بن موسى الموصِليّ، والمعافى بن زكريّا النهروانيّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ، وتمَّام بن محمد الرّازيّ، وأبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وخلْقٌ يطول ذكرهم. وله تواليف في الحديث.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السّمّان، وعبد الرحيم البخاري، وعبد
العزيز الكتاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسيّ، وأبو ظاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ، وأبو القاسم النّسيب.
ووثَّقه النّسيب.
ولكن من غُلاة السُّنّة. صنَّف كتابًا في الصفات1، وروى فيه الموضوعات ولم يضعِّفْها، فما كأنّهُ عرف بوضعها، فتكلّم فيه الأشاعرة لذلك؛ ولَأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعريّ.
قال أبو القاسم بن عساكر2: كان مذهبه مذهب السّالمية، يقول بالظّاهر ويتمسَّك بالَأحاديث الضّعيفة التي تُقوّي له رأيه.
سألتُ3 شيخنا ابن تيميّة عن مذهب السّالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبَّادها، وهو أبو الحسن أَحْمَد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل ابن عبد اللَّه التَّسَتُّريّ، خالفوا في مسائلٍ فَبُدِّعُوا.
ثم قال ابن عساكر4: سمعت أبا الحسن عليّ بن أَحْمَد بن منصور -يعني: أبي قُبَيْس- يحكي عن أبيه قال: لمّا ظهر من أبي عليّ الأهوازيّ الْإِكثار من الروايات في القراءات أتُّهِم في ذلك، فسار رشأ بْن نظيف، وأبو القاسم بْن الفُرات، ووصلوا إلى بغداد.
وقرأوا على الشّيوخ الّذين روى عنهم الأهوازيّ، وجاءوا بالْإِجازات، فمضى الأهوازيّ إليهم وسألهم أن يرونه تلك الخطوط، فأخذها وغيِّر أسماء مَن سمَّى ليستُر دعواه، فعادت عليه بَرَكَة القرآن فلم يفتضح، فحدّثني والدي أبو العبّاس قال: عُوتِبَ، أو قال: عاتبتُ أبا طاهر الواسطيّ في القراءة على الأهوازيّ، فقال: أقرأ عليه للعِلم ولا أصدِّقه في حرف واحد.
1 هو كتاب "البيان في شرح أهل الإيمان""تبيين كذب المفتري 369".
2 في تاريخ دمشق "10/ 29".
3 أي: المؤلف رحمه الله.
4 في تاريخه "10/ 29".
وقال ابن عساكر في "تبيين كذِب المفتري"1: لَا يستبعدنَّ جاهلٌ كذِبَ الأهوازيّ فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب النّاس فيما يدَّعي من الرّوايات في القراءات.
وقال أبو طاهر محمد بن الحسن المِلَحيّ: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع، وله طاقة في الطريق، فاطَّلَع منها وقال: قد عَبَرَ رجل كذَّاب، فاطَّلَعت فوجدته الأهوازيّ2.
وقال الحافظ عبد الله بن أحمد بن السَّمَرْقَنْديّ: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو عليّ الأهوازيّ كذَّاب في الحديث والقراءات جميعًا.
وقال الكتّانيّ: اجتمعت بالحافظ هبة اللَّه بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عمَّن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو عليّ الأهوازيّ، فقال: لو سَلِمَ من الراويات في القراءات3.
قلت: أمَّا القراءات فتلقّوا ما رواه من القراءة وصدّقوه في اللّقاء. وكان مقرئ أهل الشّام بلا مدافعة معرفةً وضبطًا وعُلُوّ إسناد.
قال أبو عمر الدّانيّ: أخذ أبو عليِّ القراءة عَرْضًا وسماعًا عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شَنَبوذ، وكان واسع الرِّواية كثير الطُّرق حافظًا ضابطًا، أقرأ النّاس بدمشق دهْرًا.
قلت: وقد زعم أنّ شيخه الغَضَائريّ قرأ القرآن على أَبِي محمد بْنُ عبد الله بْن هاشم الزعفراني، عند قراءته على خَلَف بن هشام البزَّار، ودَحَيْم الدِّمشقيّ، وأن شيخه العِجْليّ قرأ على الخَضر بن الهيثم الطوسي سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبَّة. وفي النَّفس شيء من قرب هذه الأسانيد، ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل.
وذكر أن الغَضَائريّ قرأ على المطِّرز، عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وهذا قول منكر.
1 ص415.
2 تبيين كذب المفتري "416".
3 تبيين كذب المفتري "368".
قال ابن عساكر في حديثٍ هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي عليِّ الأهوازيّ: هو متَّهم.
قلتُ: رَوَاهُ الأَهْوَازِيُّ فِي الصِّفَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ الأَطْرَابُلُسِيِّ، عَنِ الْقَاضِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَغَوِيِّ، عَنْ هُدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عن أبي زر، عن لقيط ابن عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ ربِّي بمِنَى عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ عَلَيْهِ جبة. هذا كذب على الله ورسوله. قد اتّهَمَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَبَا عَلِيٍّ الأَهْوَازِيَّ كَمَا تَرَى، وَهُوَ عِنْدِي آثِمٌ ظَالِمٌ لِرِوَايَتِهِ مِثْلُ هَذَا الْبَاطِلِ، وَلِرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: نا جَدِّي لِأُمِّي الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التَّسَتُّريُّ، نا حماد ابن دَلِيلٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَفَعَهُ: إِذَا كَانَ عِشِيَّةَ عَرَفَةَ هَبَطَ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَيَكُونُ إِمَامَهُمْ إِلَى الْمَزْدَلِفَةِ، وَلا يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَإِذَا أَسْفَرَ غَفَرَ لَهُمْ حَتَّى الْمَظَالِمِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءِ.
وَأَطِمَ مَا للأَهْوَازِيِّ فِي كِتَابِ الصِّفَاتِ لَهُ حَدِيثٌ: إنَّ اللَّه لمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ نَفْسَهُ خَلَقَ الْخَيْلَ فَأَجْرَاهَا حَتَّى عَرِقَتْ، ثُمَّ خَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ العرق.
وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده، مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة.
قال ابن عساكر1: قرأت بخطِّ الأهوازيّ قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالَأهواز، وكأنّه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب. فمضيت في ضوء أشدَّ بياضًا من الشّمس، وأَنْوَر من القمر، حتى انتهيت إلى طاقة أمام بيتٍ، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت.
قال ابن عساكر: وأنبأنا أبو الفضائل الحَسَن بن الحَسَن الكِلابيّ قال: حدَّثني أخي عليِّ بن الخِضر العثمانيّ قال: أبو عليِّ الأهوازيِّ تكلّموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنَّه كذب فيها.
وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْحِنَّائِيُّ، أنا الأَهْوَازِيُّ، نا أَبُو حَفْصِ بْنِ سَلَمُونٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن يوسف الأصبهاني، ثنا شعيب بن بيان الصفار، نا
1 في تاريخ دمشق "10/ 30".
عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ يَنْزِلُ اللَّهُ فِي قِبْلَةِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُقبِلا عَلَيْهِ، فَإِذَا سلَّم الإِمَامُ صَعَدَ إِلَى السَّمَاءِ".
وَبِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَلَمُونٍ، بِإِسْنَادٍ ذَكَرَهُ، عَنْ أَسْمَاءَ مَرْفُوعًا:"رَأَيْتُ رَبِّي بِعَرَفَاتٍ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ إِزَارٌ".
وَهَذَانِ وَاللَّهِ مَوْضُوعَانِ، وَحَدُّ السُّوفِسْطَائِيِّ أَنْ يُشَكَّ فِي وَضْعِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ.
قال الكتّانيّ: وكان الأهوازيّ مُكثرًا من الحديث، وصنَّف الكثير في القراءات، وكان حسن التّصنيف، وفي أسانيد القراءات لهُ غرائب يُذكَر أنَّه أخذها روايةً وتلاوةً، وتوفِّي في ذي الحجّة.
وزاد غيره: في رابع ذي الحجّة.
وقد وهّاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذِب غير مرَّة في كتابه "تبيين كذِب المُفتري"، وقال: رماه اللَّه بالدَّاء الأكبر.
165-
الحسين بن جعفر1:
أبو عبد اللَّه السَّلمَاسيّ، ثُمّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن محمد بن أَحْمَد بن كَيْسان، وأبا سعيد الحُرفيّ، وعليّ بن لؤلؤ، وجماعة.
قال الخطيب2: كتبنا عنه، وكان ثِقةً أمينًا كثير البرّ والخير.
قلت: أخذ السِّلَفيّ عن أصحابه.
حرف الخاء:
166-
الخليل بن عبد اللَّه بن أَحْمَد3:
أبو يعلي الخليلي القزويني الحافظ، صنَّف "الإرشاد في معرفة المحدثين".
1 تاريخ بغداد "8/ 29"، والبداية والنهاية "12/ 65".
2 في تاريخه.
3 سير أعلام النبلاء "17/ 666-668"، وشذرات الذهب "3/ 275"، ومعجم طبقات الحفاظ "84".
كان ثقةً حافظًا عارفًا بالعِلل والرِّجال، عالي الْإِسناد1.
سمع من: عليّ بن يزيد بن أَحْمَد بن صالح القزوينيّ المقرئ، ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي، والقاسم ابن علْقَمة، وجدُّه محمد بن عليِّ بن عمر، وعليّ بن عمر القصّار، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتّانيّ، ومحمّد بن الحسن بن الفتح الصفّار، ومحمد بن أَحْمَد بن ميمون الكاتب، وأبي الحسين أَحْمَد بن محمد النّيسابُوريّ الخفّاف، وأبي بكر محمد بن أَحْمَد بن عبدوس المزكّي، وأبي عبد اللَّه الحاكم.
وسأل الحاكم عن أشياء من العِلَل.
وروى بالْإِجازة عن: أبي بكر بن المقرئ الْأصبهانيّ، وعن: أبي حفص بن شاهين.
روى عنه: أبو بكر بن لال مع تقدُّمه، وهو من شيوخه، وولده أبو زيد واقد بن الخليل، وإسماعيل بن عبد الجبّار ابن ماك.
مات رحمه الله في آخر العام.
167-
عبد اللَّه بن الحسين بن عثمان الهَمدانيّ الخبّاز2:
روى عن: الدَّارقُطْنيّ.
روى عنه: أبو الغنائم النّرْسِيّ.
168-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن النعمان بن عبد السّلام الْأصبهانيّ3:
أبو محمد اللبان.
قال الخطيب4: كان أحد أوعية العلم. سمع: أبا بكر بن المقرئ، وإبراهيم بن
1 التقييد "262".
2 تاريخ بغداد "9/ 444".
3 تاريخ بغداد "10/ 144، 145"، وسير أعلام النبلاء "17/ 653، 654"، والبداية والنهاية "12/ 66".
4 في تاريخه.
خرشيد قوله، وأبا طاهر المخلّص، وأحمد بن فِراس العبْقسيّ. وكان ثِقةً، صحِب القاضي أبا بكْر بن الباقِلّانيّ، ودرس عليه الأُصُول.
ودرس الفقه على أبي حامد الإسفرائيني.
وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيْذَج1، ولهُ مصنَّفات كثيرة، وكان من أحسن النّاس تلاوةً.
كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المُناظرة، مع تديُّن وعِبَادةُ ووَرَع بيِّن، وحُسن خُلُقٍ، وتقشُّف ظاهر.
أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد، فصلى بالناس التروايح في جميع الشّهر، فكان إذا فَرَغَها لا يزال يُصلّي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلَّى درَّس أصحابه.
وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنّوم في هذا الشّهر ليلًا ولا نهارًا. وكان ورده لنفسه سبعًا مُرَتّلًا.
قال ابن عساكر2: سمعتُ ببغداد من يحكي أنَّ أبا يَعْلَى بن الفرّاء، وأبا محمد التميميّ شيخي الحنابلة كانا يقرءان على أبي محمد بن اللبَّان في الأصول سِرًّا، فاجتمعا يومًا في دِهليزه فقال أحدهما لصاحبه: ما جاء بك؟ قال: الّذي جاء بك، وقال: أكتُم عليّ وأكتُم عليك.
ثُمّ اتفقا على أن لَا يعودا إليه خوفًا أن يطَّلع عوامّهم عليهما.
وقال الخطيب3: سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سِنين، وأحضرت مجلس أبي بكر بن المقرئ ولي أربع سِنين، فتحدّثوا في سماعي، فقال ابن المقرئ: اقرأ "والمُرْسَلات". فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمِّعوا لهُ والعهدة عليَّ.
قال الخطيب4: ولم أرَ أجود ولا أحسن قراءة منه.
1 إيذج: بلد بين خوزستان وأصبهان "معجم البلدان "1/ 288".
2 في تبيين كذب المفتري "261".
3 في تاريخه بغداد "10/ 144".
4 في تاريخه.
قلت: روى عنه أبو عليّ الحدَّاد، وقرأ عليه بالرّوايات غَيْرُ واحد.
ومات بأصبهان في جُمادى الآخرة.
169-
عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد1:
أبو القاسم الخَزْرَجيّ القُرطُبيّ.
رحل إلى المشرق في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، فحجَّ أربع حجج.
قال أبو عليّ الغسّانيّ: سمعته غير مرّة يقول: من شيوخي في القرآن: أبو أَحْمَد السَّامريّ، وأبو الطِّيّب بن غَلْبُون، وأبو بكر محمد بن عليّ الأُدْفُويّ.
ومن شيوخه في الحديث: أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وأبو مسلم الكاتب.
قال: لقيتُ كُلَّ هؤلاء بمصر.
ولقيَ بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد.
وقرأ بالَأندلُس على: أبي الحسن الأنطاكيّ.
وأقرأ النّاس في مسجِدِهِ بَقُرْطُبَةِ زمانًا، ثُمّ نقله يونس بن عبد اللَّه القاضي إلى الجامع، فواظب على الْإِقراء، وأمَّ في الفريضة إلى أن توفِّي لستٍّ بقين في المُحرّم فجأة.
وقال أبو عمر بن مهديّ: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظًا للخُلْف بين القرّاء، مُجَوِّدًا للقُرآن، بصيرًا بالنحو، مع الحجّ والخير والأحوال المُستحسَنَة.
أُجْلِسَ للإقراء بجامع قُرْطُبة.
170-
عبد الّرحمن بن عبد الوهّاب بن محمد بن حُمَيْد الدّمشقيّ:
حدَّث عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وتمَّام.
روى عنه: نجا بن أَحْمَد.
171-
عبد الرحمن بن مَسْلَمة بن عبد الملك بن الوليد2.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 333، 334"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1124، 1125".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 334، 335".
أبو المطرّف القُرَشيّ المالِقيّ.
سكن إشبيليّة.
كان مقدَّمًا في الفهم، بصيرًا بالعلوم الكبيرة؛ قرآنٍ وأصولٍ وحديث وفقه وعربية، قد أخذ من كلِّ علمٍ بحظٍّ وافِر.
أخذ عن: أبي محمد الأصيلي، وعباس بن أصبغ، وخَلَف بن قاسم وجماعة.
توفِّي في شوَّال، وكان مولده سنة تسعٍ وستّين.
172-
عبد السّلام بن الحسين بن بكّار:
أبو القاسم البغداديّ.
حدَّث عن: عيسى بن الوزير.
وعنه: أبو عليّ البَرَدَانيّ.
173-
عليّ بن الفضل بن أَحْمَد بن محمد بن الفُرات1:
أبو القاسم الدّمشقيّ المقرئ، إمام جامع دِمشق.
سمع: عبد الوهّاب الكلابي، والحسن بن عبد الله بن سعيد البَعَلْبَكيّ.
ورحل إلى بغداد فقرأ بها القراءات.
وسمع من: أبي عمر بن مهديّ.
وبالكوفة من: القاضي محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ.
وبمصر من: عبد الجبّار بن أَحْمَد الطَّرَسُوسيّ.
روى عنه: ابنه أبو الفضل، وأبو بكر الخطيب، وعبد المنعم بن الغمر، ومحمد بن الموازينيّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو طاهر الحِنّائيّ، وأبو الحسن بن المَوَازِينيّ.
ووثَّقه النسيب.
توفِّي في رجب، ويقال في شعبان.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "18/ 146".
174-
عليّ بن ميمون بن حمْدان الأَسَديّ المؤذّن:
كوفي. روى عن: ابن عزال.
روى عنه: أُبَيّ النُّرسيّ.
175-
عمر بْن محمد بْن أَحْمَد بْن جعفر1:
أبو عبد الرحمن البَحيريّ النّيسابوريّ المُزكّيّ.
شيخ من كبار العُدُول، ومن بيت الحديث والرّواية.
سمع من: جدّه، وأبيه، وأبي الحسن الحجّاجيّ، وأبي عمرو بن حمدان، وزاهر السَّرْخَسيّ، وأبي طاهر بن خُزَيمة.
وحدَّث سنين، وأملى مُدّةً في الجامع.
قال أبو صالح المُؤذِن: خلط في سماعه في آخر عمره، وتوفِّي فِي ربيع الأوّل.
176-
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن قُزْعة المؤدّب2:
بغداديّ، يُعْرَف بابن الدِّلْو.
روى عن: أبي عمر بن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: أبو بكر بن الخاضبة، وغيره.
قال الخطيب: كتبتُ عنه، وكان صدوقا.
حرف القاف:
177-
القاسم بن إبراهيم بن قاسم بن يزيد الأنصاري3:
من ولد الأمير عبد الله بن رواحة صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
أَبُو محمد القُرْطُبيّ، المعروف بابن الصّابونيّ. نزيل إشبيليّة.
1 المنتخب من السياق "401، 402"، ولسان الميزان "4/ 326".
2 تاريخ بغداد "11/ 275، 276".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 469، 470"، ومجم المؤلفين "8/ 92".
روى عن: أَحْمَد بن فتح الرّسّان، وسعيد بن سَلَمَة، ومخلد بن عبد الرّحمن، وابن الجسور، ويونس بن عبد اللَّه.
وقال ابن خَزْرَج: كان من أهل العِلم بالقراءات والحديث، ذا حظٍّ وافرٍ من الفقه والَأدب، صدوقًا.
توفِّي بمدينة لَبْلَة، وكان خطيبها وقاضيها في شعبان. وولِدَ سنة ثلاثٍ وثمانين.
حرف الميم:
178-
محمد بن الحسن بن زيد بن حمزة:
أبو الحسن اليَشْكُريّ الكُوفيّ.
حدَّث عن: عليّ البكّائيّ، وأبي زُرعة أَحْمَد بن الحُسين الرّازيّ.
قال أُبَيّ النَّرْسيُّ: سماعه صحيح، سمعته يقول: وُلِدتُ سنة 352.
179-
محمد بن عبد الرحمن1:
أبو الفضل النَّيْسَابُوريّ الحُرَيْضِيّ2 -تصغير الحُرْضيّ، يعني الأُشْنَانيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي الحسين الخفّاف، والعَلَويّ، وابن فُوَرك.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
توفِّي بهَمَذَان.
180-
محمد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم3:
أبو الحسين بْن أبي محمد بن أبي نصر التميميّ الدّمشقيّ المعدّل.
سمع: أباه، وأبا بكر المَيَانِجِيّ، وأبا سليمان بن زبر، هو آخر من حدَّث عنهما.
وروى عنه: سهل بن بِشْر، وموسى الصِّقليّ، وأبو القاسم النّسيب، وأبو الحسن بن الموازيني، وأبو طاهر الحنائي.
1 تاريخ بغداد "2/ 324".
2 الحريضي: نسبة إلى الحرض. "الأنساب "4/ 124، 125".
3 سير أعلام النبلاء "17/ 648، 649"، وشذرات الذهب "3/ 274".
وكانت له جنازة عظيمة، غُلق له البلد، وحضره النّائب.
توفِّي في رجب.
181-
محمد بْن عليّ بن إبراهيم1:
أبو طالب البيضاويّ.
توفِّي في رمضان، وكان مكثرّا.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وابن حَيَّوَيْهِ.
روى عنه: الخطيب، وأثنى عليه، وعبد العزيز الكتّانيّ.
وكان صدوقًا.
182-
محمد بن الفضل بن محمد:
أبو بكر النَّيْسابوريّ اللبَّاد.
روى الكثير عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي الحسين محمد بن المظفّر، وطبقتهما.
183-
محمد بن محمد بن عيسى بن حازم:
أبو الحسين البكريّ الكوفيّ، المعروف بابن نَفِّطْ.
سمع إفادة أبيه من: عليّ بن عبد الرّحمن البكّائيّ.
وكان أُميًّا لَا يكتُب.
روى عنه: أُبَيّ النَّرسيّ.
184-
محبوب بن محبوب بن محمد2:
أبو القاسم الخشنيّ الطُلَيْطُليّ.
روى عن: محمد بن إبراهيم الخُشَنيّ، وأبي إسحاق بن شنظير، وأبي جعفر بن ميمون.
1 تاريخ بغداد "3/ 104"، والأنساب "2/ 369".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 628".
وكان من أعلم أهل زمانه باللغة والعربيّة، بصيرًا بالحديث وعلله، فهِمًا فطِنًا صالحًا.
توفِّي في المحرَّم. ترجمه ابنُ مظاهر.
حرف النون:
185-
نصر بن سيّار بن يحيى:
أبو الفتح الهَرَويّ القاضي، رئيس بلده.
روى عن: جدّه، وعن: خاله أبي القاسم الدّاووديّ.
وخرَّج له شيخ الْإِسلام أمالي.
وقُتِلَ مظلومًا.
186-
بنت فايز القُرطُبيّ:
امرأة أبي عبد اللَّه بن عتّاب.
عالمة فاضلة متفنِّنَة في العلوم، أخذت عِلم الآداب عن أبيها، والفِقه عن زوجها.
وقدِمَت على أبي عمرو الدّانيّ ليقرأ عليها، فوجدتهُ مريضًا فمات، فذهبت إلى بَلَنْسِية وقرأت بالرِّوايات السبع على أبي داود صاحب الدّانيّ.
ثم حجَّت سنة خمسٍ، وتوفِّيت راجعةً بمصر سنة ستٍّ.
سنة سبع وأربعين وأربعمائة:
حرف الألِف:
187-
أَحْمَد بن بابشاذ بن داود بن سليمان1:
أبو الفتح المصريّ الجوهريّ الواعظ.
روى عن: أبي مسلم محمد بن أَحْمَد الكاتب، وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون.
1 ميزان الاعتدال "1/ 84"، ولسان الميزان "1/ 139".
قال أبو طاهر السَّلفيّ: وفيه على ما قيل ليْنٌ.
قلت: وروى عنه: ابنه طاهر صاحب العربيّة، وأبو الحسين يحيى بن علي الخشاب المقرئ، وأبو عبد الله محمد ابن أحمد الرازي، وغيرهم.
وتوفِّي في رمضان.
188-
أحمد بن سلامة:
أبو زيد الأصبهاني.
عن: أبي بكر بن المقري.
وعنه: يحيى بن منده.
مات فِي جُمَادَى الأولى.
189-
أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن ثابت1:
الإمام أبو نصر الثابتي البخاري، الفقيه الشافعي.
روى عن: أبي القاسم بن جُبَارة، وأبي طاهر المخلّص.
وتفقَّه على: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
ودرَّس وأفتى.
قال الخطيب2: كتب عنه، وكان ليِّنًا في الرّواية.
قال الذُّهَليّ: كان يدرِّس ويُفتي، وله حلقة في جامع المدينة.
وقال النرسي: نا عن زاهر السَّرْخَسيّ.
وتوفِّي في رجَب.
190-
أَحْمَد بن علي بن عبد اللَّه3:
أبو بكر البغداديّ الزَّجّاجيّ المؤدِّب.
سمع: أبا القاسم بن حبابة، وأبا حفص الكتاني.
1 تاريخ بغداد "4/ 239، 240"، ولسان الميزان "1/ 201".
2 في تاريخه.
3 تاريخ بغداد "4/ 325"، وطبقات الشافعي للسبكي "3/ 17".
قال الخطيب: كان ديّنًا فقيهًا شافعيا. كتبت عنه، وذكر لي أنّه سمع من: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، إِلَّا أن كتابه ببلده بطَبْرستان.
وأرَّخ ابن خَيْروُن وفاته في ذي الحجّة، وأنَّه كان صالحًا.
191-
أَحْمَد بن محمد بن أَحْمَد بن عبدوس1:
أبو الحسن البغداديّ الزَّعفرانيّ المؤدِّب.
سمع: أبا بكر القَطيعيّ، وابن ماسيّ، وابن شاهين.
قال الخطيب: كتبت عنه من سماعه الصحيح، ومات في صفر.
وقد وُلِدَ في سنة ثمان وخمسين.
وقال ابن خيرون في الوفيَّات: كان في كلامه وسماعه تخليط.
حرف التّاء:
192-
التّقي بن نجم بن عُبَيْد اللَّه2:
أبو الصّلاح الحَلَبيّ، شيخ الشّيعة وعالِم الرّافضة بالشّام.
قال يحيى بن أبي طيّء في تاريخه: هو عين علماء الشّام، والمُشار إليه بالعلم والبيان، والجمع بين علوم الأديان، وعلوم الأبدان.
وُلِدَ في سنة أربعٍ وسبعين بِحَلَبْ، ورحل إلى العراق ثلاث مرّات.
وقرأ على: الشّريف المُرتضى.
وقال ابن أبي رَوْح: توفِّي بعد عوده من الحجّ بالرّملة في المحرَّم، وكان أبو الصّلاح علّامةً في فقه أهل البيت.
وقال غيره: لهُ مصنَّفات في الأصول والفروع، منها: كتاب "الكافي"، وكتاب "التقريب"، وكتاب "المُرشِد إلى طريق التّعبُّد"، وكتاب "العُمْدة في الفقه"، وكتاب "تدبير الصّحة" صنَّفه لصاحب حلب نصر بن صالح، وكتاب "شُبَه الملاحدة"، وكُتُبُهُ مشهورة بين أئمّة القوم.
1 تاريخ بغداد "4/ 380".
2 لسان الميزان "2/ 71".
وذُكِرَ عنهُ صلاح وزُهْد وتقشُّف زائد وقناعة مع الحُرمة العظيمة والجلالة، وأنّه كان يُرغِّب في حضور الجماعة، وكان لا يُصلّي في المسجد غير الفريضة، ويتنفَّل في بيته، ولا يقبل ممّن يقرأ عليه هديّة. وكان من أذكياء النّاس وأَفْقههم وأكثرهم تفنُّنًا.
وطوَّل ابن أبي طيء ترجمته.
193-
تمَّام بن محمد بن هارون1:
الخطيب أبو بكر الهاشميّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن حسّان الحدليّ صاحب مطيّن.
وكان صدوقًا معظَّمًا.
كتب عنه: أبو بكر الخطيب، والكِبار.
حرف الجيم:
194-
جعفر بن محمد بن عفَّان2:
الفقيه أبو الخير المِرْوَزيّ الشافعيّ.
قدِمَ معرَّة النّعْمَان، وأقرأ بها الفقه، وصنَّف في المُذهَّب كتاب "الذّخيرة"، وكان قدومه المعرَّة في سنة 418، ودرَّس بها، وأخذ عنه أهلها.
حرف الحاء:
195-
الحسن بن رجاء البغداديّ3:
الدَّهان النَّحْويّ.
أقرأ العربية مُدّة.
196-
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه4:
أَبُو عليّ العطَّار المقرئ البغداديّ، المؤدب.
1 تاريخ بغداد "7/ 141"، والمنتظم "8/ 166".
2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 131".
3 الكامل في التاريخ "9/ 616".
4 تاريخ بغداد "27/ 392"، والمنتظم "8/ 166".
ويُعْرَف بالقَرِع، والد فاطمة صاحبة الخطّ المنسوب.
سمع من: عيسى بن الوزير، وأبي حفص الكتاني، والمخلص.
وقرأ بالرويات على: أبي الفَرَج عبد الملك بن بكران النَّهْرَوانيّ، وأبي إسحاق إبراهيم بن أَحْمَد الطَّبَرِيّ، وأبي الحسن الحمَّاميّ، وجماعة.
قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو طالب القزَّاز.
وروى عنه: أبو بكر الخطيب وقال1: لم يكن به بأس.
197-
الحسين بن أَحْمَد بْن محمد بْن حبيب2:
أبو عبد اللَّه القادسيّ البزَّاز.
كان يُملي في جامع المنصور مُدّة عن: أبي بكر القَطيعيّ، والورَّاق، وأبي بكر بن شاذان.
قال الخطيب3: حضرته يومًا وطالبته بأُصول، فدفع إليَّ عند ابن شاذان وغيره أصولًا صحيحة.
فقلت: أرني أصلك عن القطيعيّ.
فقال: أنا لَا يُشكُّ في سَمَاعي منه. سمَّعني خالي هبة اللَّه المفسِّر منه المُسند كُلُّه.
فقلت: لَا تروينَّ ههنا شيئًا إِلَّا بعد أن تُحضِر أصولك وتُوقِف عليها أصحاب الحديث، فانقطع ومضى إلى مسجد براثًا فأملى فيه، وكانت الرَّافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منَعَتني النَّواصِب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت.
ثم جلس في مسجد الشَّرقيّة، واجتمعت إليه الرَّافضة، ولهم إذ ذاك قوَّة، وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطَّعن على السَّلَف.
وقال لي يحيى بن حسين العلويّ: أخرج إليَّ ابن القادسي أجزاء كثيرة من القَطِيعيّ، فلم أرَ في شيءٍ منها له سماعًا صحيحًا إِلَّا في جزءٍ واحد، وكانت أجزاءً عُتقًا قد غيَّر أوائلها وكتَبَهُ بخطِّه، وأثبت فيها سماعه.
1 في تاريخه "7/ 392".
2 الأنساب "10/ 10، 11"، وميزان الاعتدال "1/ 529"، ولسان الميزان "2/ 264، 265".
3 في تاريخ بغداد "8/ 16".
وقال أُبَيّ النَّرْسيِّ: كان ابن القادسيّ يسمِّع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكُديْميّ، وجزء من حديث القَعْنَبِيّ، وأجزاء من "مُسنَد أَحْمَد". سمعنا منه.
قلتُ: حديث الكُدَيْميّ وقع لنا، وكان قد تفرَّد به ابن المَوَازينيّ، عن البهاء.
ومات ابن القادسي في ذي القعدة.
198-
الحسين بن عليِّ بن جعفر بن علّكان ابن الأمير أبي دُلَف العِجْليّ الفقيه1:
قاضي القُضاة أبو عبد الله الجرباذقاني، والمعروف بابن ماكولا.
وَلِيَ قضاء القُضاة ببغداد سنة عشرين وأربعمائة.
قال الخطيب2: ولم نرَ قاضيا أعظم نزاهةً منه. سمعته يقول: سمعت من أبي عبد اللَّه بن منده بأصبهان.
توفِّي في شوَّال وهو حينئِذٍ قاضي القُضاة، وكان عارفًا بمذهب الشافعيّ، وقيل: إنّهُ وُلِدَ سنة 368، وهو عمّ الحافظ أبي نصر الأمير.
199-
الحُسَيْن بن عليّ بن محمد بن أبي المضاء3:
أبو عليِّ البعلبكيِّ القاضي.
حدَّث عن: الحسن بن عبد الله سعيد الكِنْديّ الحِمصي، والحسين بن أَحْمَد البَعَلْبَكيّ.
روى عنه: أبو المضاء محمد بن عليّ المعروف بالشّيخ الدَّيِّن، وسماعه منه بِبَعَلْبَك في سنة ستٍّ وأربعين.
وتوفِّي بعدها بسنة.
200-
حَكَمُ بن محمد بن حَكَم4:
أبو العاص الْجُذّاميِّ القرطبي، ويعرف بابن إفرانك.
1 تاريخ بغداد "7/ 392"، والكامل في التاريخ "9/ 615".
2 في تاريخه.
3 تاريخ دمشق "11/ 161، 162"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 160".
4 سير أعلام النبلاء "17 659، 660"، وشذرات الذهب "3/ 275".
روى عن: عبَّاس بن أَصبَغ، وخلف بن القاسم، وعبد اللَّه بن إسماعيل بن حرب، وهاشم بن يحيى، وجماعة كبيرة.
ولقي بطُلَيطُلَة: عبدوس بن محمد، وغيره.
ورحل سنة إحدى وثمانين وحجَّ، فأخذ عَن: أبي يعقوب بن الدّخيل، وأبي بكر أحمد بن محمد المهندس، وإبراهيم بن علي التمار، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه.
وقرأ القرآن على: أبي الطيب بن غلبون.
وكان مسند أهل الأندلس في عصره.
روى عنه الكبار: أبو مروان الطبني، وأبو علي الغسَّاني، وقال: كان رجلًا صالحًا ثقةً، مُسنِدًا.
عَلَت روايته لتأخُّر وفاته، وكان صليبًا في السُّنّة، مشدِّدًا على أهل البِدَع، عفيفًا ورِعًا، صبورًا على القِلَّة، متين الدّيانة، رافضًا للدُّنيا، مُهينًا لَأهلِها، مُنقبضًا عن السُّلطان، يتمعَّش من بُضَيْعَةِ حِلٍّ ببلده، يُضارب لهُ بِها بعضُ إخوانه المُسافرين.
توفِّي في صدْر ربيع الآخر عن سنٍّ عالية عن بضعٍ وتسعين سنة1.
وقال عبد الرَّحمن بن خَلَف: أنَّهُ رأى على نَعْش حَكَم هذا يوم دفنه طيورًا لم تُعهَد بعد كانت تُرفرِف فوقه، وتتبع جنازته إلى أن دُفِنَ كالَّذي رُئِي على نَعْش أبي عبد اللَّه بن الخفار -رحمهما اللَّه تعالى.
201-
حمزة بْن مُحَمَّد2 بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الحسين3:
أبو طالب الهاشميِّ الجعفريِّ الطوسيّ الصُّوفيّ، وكان كثير الأسفار.
سمع بدمشق: عبد الوهاب الكِلابيّ، وطلحة بن أسد.
وسمع بأصبهان: الحافظ ابن مردويه. وبأماكن.
1 الصلة "1/ 150".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 269"، والمنتخب من السياق "208".
3 في المنتخب من السياق "الحسن".
روى عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن سهل السرَّاج، وأبو المحاس الرُّويَّانيّ، وغيرهم.
وسكن نُوقان1، وسمع منه بها خلق.
وبها توفِّي رحمه الله في شَعبَان.
202-
حمزة بن القاسم بن عفيف:
أبو القاسم المصريِّ الورَّاق.
توفِّي أيضًا في شعبان.
حرف الذَّال:
203-
ذو النُّون بن أَحْمَد بن محمد:
أبو الفَيْض المصريّ العصَّار.
سمع: القاضي أبا الحسن الحلبيّ، وغيره.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الرَّازيّ.
حرف الرّاء:
204-
رافع بْن نصر2:
أبو الحسن البغداديّ الشّافعيّ، الزَّاهد الفقيه المُفتي.
المعروف بالحمَّال.
روى عن: أبي عمر بن مهديِّ الفارسيّ.
وحكى عن: أبي بكر بن الباقلّانيّ، وعن: أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
وكان يعرف الأُصُول.
أخذ عنه: عبد العزيز الكتَّانيّ، ولهُ شعر حسن.
1 انظر "معظم البلدان "5/ 311".
2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 164، 165".
وتوفِّي بِمَكَّة.
وقال محمد بن طاهر: سمعتُ هيَّاج بن عُبَيْد يقول: كان لرافع الحمَّال في الزُّهد قِدَم. وإنَّما تفقَّه أبو إسحاق الشِّيرازيّ والقاضي أبو يعلى الفرَّاء بمعاونة رافعٍ لهما. كان يحمل ويُنفِق عليهما.
ومن شِعر رافع الحمّال:
كُرّ كَرّ العّبْدِ إن أحْ
…
ببت أن تحسب حرًّا
واقطع الآمال عن فض
…
ل بني آدم طُرّا
أنتَ ما استغنيت عن مث
…
لك أعلى الناس قدرًا
وكان عرَّافًا بمذهب الشافعي، وكان يُفتي بِمكَّة.
قال ابن النَّجَّار: قرأ شيئًا من الأصول على ابن الباقِلّانيّ، وتفقَّه على أبي حامد الْإِسْفَرائينيّ.
حدَّث عنه: سهل بن بِشر الْإِسْفَرَائِينيّ، وجعفر السرّاج.
وكان موصوفًا بالزُّهْد والعبادة والمعرفة رحمه الله.
حرف السين:
205-
سُلَيْم بن أيوب بن سُلَيْم1:
أبو الفتح الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ المفسِّر الأديب، سكن الشَّام مُرابِطًا مُحتَسِبًا لِنَشْرِ العِلْمِ والسُّنَّة والتصانيف. حدَّث عن: محمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ، ومحمد بن جعفر التميميّ الكُوفيّيّْن، وأحمد بن محمد البصير، وحمد بن عبد الله الرّازيّيْن، وأبي حامد الْإِسْفَرائينيّ، وأحمد بن محمد المُجْبَر، وأحمد بن فارس اللُّغَويّ، وجماعة.
روى عنه: الكتّانيّ، وأبو بكر الخطيب2، والفقيه نصر المقدِسيّ، وأبو نَصْر الطُّرَيثِيثيّ، وعليّ بن طاهر الأديب، وعبد الرَّحمن بن عليِّ الكامليّ، وسهل بن بشر
1 تاريخ بغداد "2/ 159"، ومعجم البلدان "5/ 171"، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور "10/ 197-199"، وسير أعلام النبلاء "17/ 545-647"، والعبر "3/ 213".
2 تاريخ دمشق "44/ 429"، ومعجم البلدان "5/ 171".
الْإِسْفَرائينيّ، وأبو القاسم عليّ بن إبراهيم النّسيب وقال: هو ثقة، فقيه، مقرئ، محدِّث.
وقال سهل الْإِسْفَرائينيّ: حدَّثني سُلَيْم أنَّه كان في صِغَره بالرّي، ولهُ نحو عشر سِنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقَّن فقال لي: تقدَّم فاقرأ، فجَهِد أن أقرأ الفاتحة، فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.
فقال: لك والدة؟ قلت: نعم. قال: هل تدعو لكَ أن يرزقك اللَّه قراءة القُران والعِلم. قلت: نعم.
فرجعت فسألتها الدُّعاء، فَدَعَت لي، ثُمَّ إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفِقْه، ثُمَّ عُدت إلى الرّيّ، فبينا أنا في الجامع أقرأ بمختصر المُزنيّ وإذا الشّيخ قد حضر وسلَّم علينا وهو لَا يعرفني، فسمع مُقابلتنا وهو لَا يعلم ما نقول، ثُمَّ قال: متى يُتَعلَّم مثل هذا؟ فأردت أن قول له: إن كانت لك والدة قُل لها تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال1.
وقال أبو نصر الطرايثيثي: سمعتُ سُلَيْمًا يقول: علَّقتُ عن شيخنا أبي حامد جميع التّعليق، وسمعته يقول: وَضَعَتْ منِّي صُور، ورفعت بغداد من أبي الحسن بن المَحَامليّ.
قال ابن عساكر2: بلغني أنّ سُليمًا تفقَّه بعد أن جاز الأربعين، وقرأت بخطّ غيث الأرمنازيِّ: غرق سُلَيمُ الفقيه في بحر القُلْزُم عند ساحل جدَّة بعد الحجّ في صَفَر سنة سبعٍ وأربعين، وقد نيَّف على الثمانين.
وكان رحمه الله فقيهًا مُشارًا إِلَيْهِ، صنَّف الكثير في الفقه وغيره، ودرَّس، وهو أوَّل من نشر هذا العِلم بصُور، وانتفع به جماعة، منهم الفقيه نصر.
وحُدِّثت عنهُ أنَّه كان يُحاسب نفسهُ على الأنفاس، لَا يدع وقتًا يمضي بغير فائدة، إمَّا ينسخ، أو يدرس، أو يقرأ.
وحُدِّثتُ عَنْه أنَّهُ كان يحرّك شفتيه إلى أن يلقط القلم رضي الله عنه.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 645، 646".
2 في تبيين كذب المفتري "262".
206-
سُتَيْتَة بنت عبد الواحد بن محمد بن سَبَنَك البجليّ1:
امرأة صادقة فاضلة بغداديّة.
سمعت من عمر بن سَبنك. وحدَّثت.
روى عنها الخطيب.
207-
سهل بن طَلْحة:
قال الحبَّال: ذكر أنَّهُ سمع من ابن المقرئ بأصبهان.
208-
سهل بن محمد بن الحسن2:
أبو الحسن القاينيّ3 الصُّوفيُّ، عُرِفَ بالخشَّاب.
سكن دمشق، وحدَّث عن: أبي جعفر محمد بن عبد اللَّه القاينيّ الحافظ، والقاضي أبي القاسم حسين بن عليّ.
روى عنه: أحمد بن أبي الفتح الشهروزوري، ونصر بن إبراهيم المقدسيّ، وجماعة.
توفِّي بمصر في صفر4.
تمناه ظرفي في الكَرى فتَجَنَّبا
…
وقبَّلتُ يومًا ظِلَّهُ فتغضَّبا
وخبر أني قد عبرت بابه
…
لأخلس منه نظرة فتحجبا
ولو هبَّت الرِّيحُ الصَّبا نَحْوَ أُذْنِهِ
…
بِذِكْرى لسَبَّ الرِّيحَ أو لَتَعَتَّبا
وما زادَهُ عندي قَبِيحُ فِعَالِهِ
…
ولا الصَّدُ والهِجْرانُ إِلَّا تَحَبُّبَا
حرف الطّاء:
209-
طلحة بْن عَبْد الرزَّاق بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد الأصبهاني:
1 تاريخ بغداد "14/ 446"، والمنتظم "8/ 168".
2 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "10/ 225"، والنجوم الزاهرة "5/ 53".
3 القايني: نسبة إلى قاين. بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان. "الأنساب "10/ 36".
4 تاريخ دمشق "16/ 593".
رحل وسمع من: أبي طاهر المخلّص.
روى عنه: أبو علي الحداد.
وتوفِّي في جمادى الآخرة.
وأبوه هو أخو أبي نُعَيْم الحافظ، ولهُ سماع من ابن المقري.
حرف العين:
210-
عبد اللَّه بن الحسين1:
قاضي القُضاة أبو محمد النّاصحيّ، الفقيه الحنفيّ.
ولي قاضي القُضاة للسُلطان الكبير محمود بن سُبُكْتِكِين.
وروى عن: بشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرائينيّ.
وطال عمره وعظم قَدْره.
211-
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حَمُّوَيْه الْأصبهانيّ الجمَّال:
روى عن: ابن المقرئ.
توفِّي في جُمَادَى الأولى.
212-
عبد الرَّحيم بن الحسين2:
الوزير الأوحد أبو عبد اللَّه الكاتب، ويلقَّب بالعادل.
وَزَرَ للملك الرَّحيم أبي نصر بن أبي كالَيْجَار، وخلع عليه الخليفة.
وكان سمحًا جوادًا، ظالمًا سفَّاكًا للدِّماء.
غضب عليه أبو نصر وطلبه، وقد غطُّوا على حُفيْرة في دار المَلِك بحصيرة، فلمَّا مرَّ نزل فيها وطمَّ عليه في الحال، وذلك في شهر رمضان سنة سبعٍ.
213-
عبد الغفّار بن محمد الأمديّ3:
1 المنتخب من السياق "277".
2 الكامل في التاريخ "9/ 615"، وسير أعلام النبلاء "17/ 665".
3 تاريخ بغداد "11/ 117"، والمنتظم "8/ 167، 168".
أبو طاهر سمع: إسحاق بن سَعْد النَّسويّ، وغيره.
قال أُبَيّ النَّرسيّ: كان ثقة، حدَّثنا ببغداد.
214-
عبد الملك بن عبد اللَّه بن محمود بن صُهَيْب بن مِسْكين1:
أبو الحسن المصريّ الفقيه الشّافعيّ.
روى عن: أبيض بن محمد الفِهْريّ صاحب النِّسائي، وعُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن أَبِي غالب البزّار، وأبي بكر بن المُهندِس، وأبي بكر محمد بن القاسم بن أبي هُريرة، وعليّ بن الحسين الأنطاكيّ قاضي أَذَنَة، وغيرهم.
ويُعْرَف أيضًا بالزجَّاج.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
215-
عبد الملك بن محمد بن محمد بن سَلْمان2:
أبو محمد البغداديّ.
روى عن: القاضي أبي بكر الأبهريّ، وعليّ بن لؤلؤ، وغيرهما.
توفِّي في شعبان.
216-
عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن بُرهان3:
أبو الفَرَج البغداديّ، المحدِّث الغزَّال، أخو محمد.
سمع: أبا عبد اللَّه العسكريّ، وإسحاق بن سعد النّسويّ، وعليّ بن لؤلؤ، ومحمد بن عبد اللَّه بن بَخِيت، وابن الزّيَّات، وأبا بكر الأبهريّ، وابن المُظفّر.
وسكن صور وحدَّث بها.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقه4، والفقيه نصر المقدسيّ، وآخرون.
وُلِدَ سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وتوفِّي بصور في شوال.
1 سير أعلام النبلاء "17/ 661".
2 تاريخ بغداد "10/ 434".
3 تاريخ بغداد "1/ 409"، ومعجم البلدان "2/ 490"، والعبر "3/ 214".
4 انظر "تاريخ بغداد "11/ 34".
217-
عبد الوهّاب بن محمد بن موسى1:
أبو أَحْمَد الغَنْدَجانيّ2.
قال الخطيب: سمع من: أَحْمَد بن عبدان الحافظ، ومن: أبي طاهر المخلّص، وحدَّثنا بتاريخ البخاري عن ابن عبدان بعضه بقوله، وأرجو أن يكون صدوقًا.
مات في جُمَادى الأُولى.
قلت: روى عنه: أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم النّرسي.
218-
عُبَيْد اللَّه بن عليّ بن أبي قربة:
أبو القاسم العَجْليّ الحذّاء الكوفيّ.
قال أبو الغنائم النرسي: ثنا عن علي بن بكار، وغيره.
وهو ثقة.
219-
عُبَيْد اللَّه بن محمد بن زمناتة:
أبو القاسم الشيباني، سبط ابن النَّحّاس الكوفيّ.
قال أُبَيّ أبو الغنائم: ثنا عَن جدِّه والكهبُليّ.
220-
عُبَيْد اللَّه بن المعتز بن منصور بن عبد اللَّه بن حمزة3:
أبو الحسن النَّيْسَابوريّ، من بيت الحشمة والثروة بنيسابور.
سمع من: أبي الفضل بن خُزَيْمة، وأبي بكر الْجَوْزَقيّ، وأبي الفضل الفاميّ، وأبي محمد المخلّديّ.
وحدَّث بأصبهان والرّيّ.
روى عنه: أبو علي الحداد، وغيره.
1 تاريخ بغداد "11/ 33، 34"، والأنساب "9/ 179"، والعبر "3/ 212"، وسير أعلام النبلاء "17/ 661".
2 الغندجاني: نسبة إلى غندجان: بلدة من كور الأهواز من بلاد الخوذ.
3 المنتخب من السياق "296"، وسير أعلام النبلاء "17/ 662".
وتوفِّي في أواخر السَّنة.
وروى عنه أيضًا: أبو بكر محمد بن يحيى المزكّيّ، ومحمد بن عبد اللَّه خوروست، وإسحاق بن أَحْمَد الرَّاشتيانيّ.
ولهذا أخٌ اسمه:
221-
منصور المُعْتَزّ:
يروي عن أبي الحسن العلويّ.
وعنه: إسماعيل بن المؤذِّن.
222-
عليّ بن أحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جبريل القلانسيّ:
الرَّئيس النَّسَفيّ.
روى عن: أبي بكر الْإِسماعيليّ، كذا قال صاحب القنْد.
وعن: جدِّه أبي بكر محمد بن إبراهيم، والحسن بن صدِّيق النَّسَفيّ، وفائق الخاصَّة، وجماعة.
كنيته أبو الحسن.
توفِّي في رجب وقد قارب التسعين.
223-
علي بن المحسن بن علي1:
أبو القاسم بن أبي عليِّ التّنُوخيّ، القاضي، صاحب "الطِّوالات".
سمع: ابن سعيد الرّزّاز، وعليّ بن محمد بن كيسان، وأبا سعيد الحُرَفيّ، وأبا عبد اللَّه الحسين بن محمد العَسْكريّ، وعبد الله بن إبراهيم الزيني، وإبراهيم بن أَحْمَد الخِرقيّ، وعَبْد العزيز بْن جعفر الخرقي، وخلقًا.
قال الخطيب2: سمعته يقول: وُلِدْتُ بالبصرة في النِّصف من شعبان سنة وخمس وستين، وأول سماعي في شعبان سبعين.
1 تاريخ بغداد "12/ 115"، والأنساب "8/ 168"، والكامل في التاريخ "9/ 615"، والبداية والنهاية "12/ 67"، وشذرات الذهب "3/ 276".
2 في تاريخه "12/ 115".
قال: وكان مُتحفّظًا في الشّهادة عند الحُكَّام، صدوقًا في الحديث. تقلَّد قضاء المدائن، وقِرْمَيسْين، والبَرَدان، وغيرها من النواحي.
ومات في ثاني المحرَّم سنة سبع.
وكذا ورَّخه ابن خيرون وقال: قيل: كان رأيه الرّفض والاعتزال.
قلت: وقد انتَخَبَ عليه الخطيب، وغيره.
وحدَّث عنه خلق، منهم: أُبَيّ النرسي، والحسن بْن محمد الباقَرْحيّ، ونور الهُدَى أبو طالب الحسين بن محمد الزّيْنَبِيّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو شُجَاع بهرام، وأبو منصور محمد بن أَحْمَد بن النَّقُّور، وأبو القاسم هبة اللَّه بن الحُصَيْن، وخلق سواهم.
قال شجاع الذُّهليّ: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال.
حرف الفاء:
224-
الفضل بن صالح بن عليّ.
أبو عليّ الرّوذباريّ، ثُمَّ المصريّ.
روى عن: علي ابن الحافظ أبي سعيد بن يونس.
روى عنه: الرّازيّ في مشيخته.
حرف القاف:
225-
القاسم بن سعيد بن العباس.
أبو أحمد بن المحدِّث أبي عثمان القُرَشيّ الهَرَويّ.
سمع: أباه، وعبد اللَّه بن حَمُّوَيْه السَّرْخَسيّ، وعبد الرَّحمن بن أبي شُرَيْح. وحدَّث.
حرف الميم:
226-
محمد بن أحمد بن بدر1:
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 534".
أبو عبد اللَّه الطُّلَيطُليّ.
روى عن: أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن حُسين، وعبد اللَّه بن دُنِّين، والمنذر بن المنذر، وأبي جعفر بن ميمون.
وكان فقيهًا مفتيا جامعًا للعلم، كثير العناية به، عاقلًا وقورًا خيِّرًا. كان يتخيّر للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته.
قرأ الموطَّأ في يومٍ على المنذر بن المنذر.
وتوفِّي رحمه الله في رجب.
227-
محمد بن إسحاق بن أبي حُصَيْن:
القاضي أبو الحسن، توفِّي بمصر، قال الحبَّال: عنده إسناد العراق.
228-
مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الليث:
أبو بكر الكَشّيّ1، ثُمَّ الشيرازيّ، ابن الْإِمام أبي عليّ.
سمع: ابن المقريّ، وابن منَدَه بأصبهان.
ومات في السّنة.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ.
والكَشيّ بالمُعجَّمة. ومات أبوه سنة خمسٍ وأربعين.
229-
محمد ذخيرة الدِّين2:
ولي عهد أمير المؤمنين أبو العبَّاس ابن أمير المؤمنين القائم بأمر اللَّه عبد اللَّه بن القادر باللَّه أَحْمَد.
قال ابن خَيْرُون: وُلِدَ سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وخُطِب له بولاية العهد سنة أربعين، ولقِّبَ ذخيرة الدّين، فأدركه أجله في ثامن عشر ذي القعدة.
وكان قد ختم القُرآن وحفظ الفقه والعربية والفرائض.
1 الكشي: نسبة إلى كش، قرية على ثلاث فراسخ من جرجان على الجبل "الأنساب "10/ 440".
2 تاريخ بغداد "12/ 115"، والكامل في التاريخ "9/ 615"، والعبر "3/ 214/ 215".
وقال ابن النجَّار: خلَّف جاريةً حاملًا، فولدت ابنًا وهو أمير المؤمنين أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد، المقتدي بأمر اللَّه.
230-
محمد بن عليّ بن يحيى بن سِلْوان المازنيّ1:
أبو عبد اللَّه بن القمَّاح الدّمشقيّ.
سمع نسخة أبي مُسْهِر وما معها من الفضل بن جعفر، وليس عنده سواهما.
روى عنه: الكتّانيّ، والخطيب، والفقيه نصر، وسهل بن بِشْر، ونجا بن أَحْمَد، وأبو طاهر الحِنَّائيّ، والنَّسيب وقال: هو ثقة، وأبو الحسن عليّ، وأبو الفضل محمد ابنا الموازينيّ، والحسن بن أَحْمَد بن أبي الحديد، وعبد المنعم بن الغمر الكِلابيّ.
وتوفِّي في ذي الحجّة.
ووُلِدَ في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
230-
"مكرر" محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن هشام:
أبو عبد اللَّه الأموي المروانيّ.
من أولاد أمير الأندلُس.
روى عن: أبيه.
وكان صاحب ديوان الْإِنشاء بطُلَيْطِلَة، لهُ يدٌ طولى في الرّسائل والَآداب، وشُهرة تامّة.
روى عنه: أبو بكر المُصْحفيّ.
231-
مُحَمَّد بن القاسم بن مَيْمون بن حمزة بن الحُسين بن محمد:
أبو الحسن العلويّ الحُسيْنيّ المصريّ.
أخو أبي إبراهيم أَحْمَد، من كبراء المصريين.
وجدّهما ميمون يروي عن أَحْمَد بن عبد الوارث العسَّال.
توفِّي محمد في ذي القعدة.
1 تاريخ دمشق "39/ 23، 24"، وسير أعلام النبلاء "17/ 647، 648"، وشذرات الذهب "3/ 277".
232-
محمد بن محمد بن عيسى بن حازم:
أبو طاهر البكريّ الكوفيّ، عُرِفَ بابن نفِّط.
قال أُبَيّ النَّرْسيّ: روى لنا كأخيه عن البكَّائيّ.
233-
محمد بن محمد1:
أبو الفضل الْإِسْفَرَائينيّ الرّافعيّ القاضي.
سمع: أبا الحسن بن جهضم بمكّة، ومحمد بن عبد الصّمد الزّرافيّ صاحب خيثمة بأطْرابُلُس، وتمَّام بن محمد بدمشق.
وولي قضاء إسفراين، وبها مات.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْجُرْجانيّ.
234-
محمد بن يحيى الكَرْمانيّ:
أبو عبد اللَّه، نزيل بغداد.
روى عنه: الخطيب.
وتوفِّي في ربيع الأول.
سمع من: أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصَّلت القُرَشيّ، وابن رَزْقُوَيْه، وابن بِشران، وخلق.
وقرأ الكثير.
وروى عنه أيضًا: طاهر بن محمد النيسابوريّ.
235-
منصور بن عمر بن عليّ2:
الْإِمام أبو القاسم البغداديّ الكَرْخيّ الفقيه الشّافعيّ.
ذكره أبو إسحاق في "الطَّبقات"3، فقال: ومنهم شيخنا أبو القاسم منصور الكَرْخيّ.
تفقّه على: أبي أَحْمَد الْإِسفرائينيّ، وله عنه تعليقه.
1 مختصر تاريخ دمشق رقم "235"، والمنتخب من السياق "49".
2 تاريخ بغداد "13/ 87"، والأنساب "479"، الكامل في التاريخ "9/ 616".
3 طبقات الفقهاء "108".
وصنَّف في المذهب كتاب "الغُنيّة".
ودرس ببغداد.
قُلْتُ: توفِّي في جُمَادَى الآخرة، وسمع: أبا طاهر المُخلّص، وأبا القاسم الصيدلانيّ.
وحدَّث.
روى عنه: الخطيب، وقال1: هو من أهل كَرْخ جدّان.
حرف الهاء:
236-
هاشم بن عُبَيْد الجابريّ، ثمّ المصريّ.
سمع كثيرًا، وحدَّث. قاله الحبّال.
الكُنَى:
237-
أبو بكر بن أَحْمَد.
عُرِفَ بابن الخيَّاط المنجِّم.
من تلامذة مسلمة المرحيطي.
برع في أحكام النُّجوم، وهو عِلمُ باطل.
وخدم الأمير المأمون يحيى بن ذي النّون.
وكان عارفًا أيضًا بالطّب.
عاش ثمانين سنة، وتوفِّي بطليطلة.
وفيَّات سنة ثمان وأربعين وأربعمائة:
من أعوام الوباء بمصر:
حرف الألف:
238-
أحمد بن الحَسَن بن عليّ:
1 في تاريخه "13/ 87".
أبو سعد الْأصبهانيّ الشَطَرَنْجيّ، الواعظ المعروف بابن البغداديّ، أخو الحسن وعليّ.
روى عن أبيه الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أحْمَد بْن سُلَيْمَان التَّاجر عن جدِّه عليِّ بن أَحْمَد صاحب أبي حاتم الرَّازيّ.
وعن أبيه، عن الفضل بن الخصيب، وابن أخي أبي زرعة، وجماعة.
وعن عبيد الله بن يعقوب راوي "مسند أحمد بن منيع".
وروى عنه: إسماعيل بن الفضل الإخشيد، وغيره.
وقع لنا من مجالسه.
توفِّي في جمادى الأولى.
239-
أحمد بن الحسين ابن الشيخ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بخيت1:
أبو الحسن المصري البغدادي.
سمع: جده.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وسمّع لنفسِه في بعض الأجزاء. مات في المحرَّم وهو في عَشْر التِّسعين.
وحدَّث عنه: شُجاع الذَهليّ.
240-
أَحْمَد بن الحسين:
أبو الحسين الفَناكيّ الرّازيّ، الفقيه الشّافعيّ.
تفقَّه على: أبي حامد الْإِسْفَرَائِينيّ.
ورحل إلى الْإِمام أبي عبد اللَّه الحليميّ في بُخارى فدرس عليه، وتصدَّر ببروجِرْد يفيد ويُعلّم، وعُمّر دهرًا.
241-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن يعقوب بْن قفرجل3:
1 تاريخ بغداد "4/ 111".
2 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 7"، ومعجم المؤلفين "1/ 207".
3 تاريخ بغداد "4/ 380، 381".
أبو الحسين البغداديّ الوزَّان.
سمع: جدّه لَأُمِه أبا بكر بن قَفَرْجَل، وعليّ بن لؤلؤ، وعمر بن شاهين.
قال الخطيب: كان صدوقًا.
مات في ربيع الآخر.
242-
أَحْمَد بن أبي عليّ محمد بْن الحُسين بْن داود بْن عليّ السّيِّد1:
أبو الفضل العلويّ الزَّاهِد المقرئ الحنفي الفقيه.
كان عديم النظير في العلويّة، وأفضل أهل بيته.
روى عن: عمِّه أبي الحسن العلوي، والخفاف، وأبي ذكريا الحربيّ، والطَّبقة.
روى عنه جماعة.
وتوفِّي في ذي الحجَّة.
243-
أَحْمَد بن محمد بن عليّ بن نُمَيْر2:
أبو سعيد الخوارزميّ الضرير الفقيه، العلَّامة الشافعيّ.
تلميذ الشّيخ أبي حامد.
قال الخطيب3: درس وأفتى، ولم يكُن بعد أبي الطّيّب الطّبريّ أحدٌ أفقه منه كتبتُ عنه، عن عبد الله بن أحمد ابن الصَيْدَلانيّ.
توفِّي في صَفَر. وكان يقدَّم على أبي القاسم الكَرْخيّ، وعلى أبي نصر الثابتيّ.
244-
أَحْمَد بن محمد بن عبد الوهاب بن طَاوان4:
أبو بكر الواسطيّ، يُعْرَف بشرارة.
245-
أَحْمَد بن محمد بن الواحد بن بابشاذ:
أبو الخطاب المقرئ البغدادي البزاز.
1 المنتخب من السياق "96".
2 تاريخ بغداد "5/ 71"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 33، 34".
3 في تاريخه.
4 الأنساب "8/ 280"، واللباب "2/ 270".
قرأ القُرآن على الحمَّامي، وسمع منه ومن: عبد القاهر بن عترة.
روى عنه: أبو طاهر بن سوَّار، والمُبارك بن عبد الجبّار الصَّيْرفيّ.
وثَّقه أبو الفضل بن خَيْرون، وقال: مات في ربيع الأوّل.
246-
إبراهيم بن محمد1:
أبو إسحاق الفهميّ الطُّليطُليّ.
روى عن: أبي محمد بن القشّاريّ، ويوسف بن أصْبَغ.
وكان متفنِّنًا في العلوم لُغَةً وعربيّةً وفرائض وحساب، ومُشوَّرًا في الأحكام، وتوفِّي في شعبان.
247-
إبراهيم بن سُليمان بن إبراهيم بن حمزة2:
أبو إسحاق البَلَويّ المالقيّ، صهر أبي عمر الطَّلَمَنْكيّ، فأكثر عن أبي عمر.
وكان مقدَّمًا في التّعبير.
248-
إسماعيل بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن داود بْن عليّ3:
النقيب أبو المعالي العلوي النيسابوري.
سمع جده، وأبا الحسين الخفاف، وجماعة.
وأملى، وله حشمة وجلالة.
توفِّي في ربيع الأول عن تِسْعٍ وخمسين سنة.
249-
إسماعيل بن عليّ بن الحسن بن بُنْدار بن المثنَّى4:
أبو سعد الْإِستِراباذيّ الواعِظ.
حدَّث عنه: الحاكم، وشافع بن محمد بن أبي عوانة، وجماعة.
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 94" رقم "308".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 94""رقم 309".
3 المنتخب من السياق "136، 137".
4 تاريخ بغداد "6/ 315، 316"، وميزان الاعتدال "1/ 239"، ولسان الميزان "1/ 422، 423"، وشذرات الذهب "3/ 273".
روى عنه: أبو بكر الخطيب، ومكّيّ الرُّمَيْليّ، وشيخ الإسلام الهكاري، وآخرون.
قال الخطيب1: ليس بثقة.
وقال ابن طاهر: بان كذِبُه ومزَّقوا حديثه2.
مات بالقُدس.
حرف الجيم:
250-
جعفر بن محمد بن الظفّر3:
أبو إبراهيم النيسابوري.
حدَّث ببغداد عن: الحسين الخفَّاف، والحاكم أبي عبد اللَّه.
قال الخطيب4: ثنا وكان إماميا.
حرف الحاء:
251-
الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن جابر5:
العلَّامة أبو محمد الدهَّان، اللّغَويُّ النُّحَويّ.
أحد الأعلام ببغداد.
قرأ بالرّوايات الكثيرة، ودرس فقه أبي حنيفة.
وقرأ النحو على الرُّمّانيّ وغيره، وروى عن أبي الحسين بن بشْران.
وكان مُعتزليا.
روى عنه: عزيزيّ الجيليّ، وأبو زكريا يحيى التبريزي، وعثمان بن علي الأديب.
1 في تاريخه "6/ 316".
2 لسان الميزان "1/ 422".
3 تاريخ بغداد "7/ 236"، والمنتخب من السياق "175".
4 في تاريخه "7/ 236".
5 بغية الوعاة "1/ 523، 524".
مات في جمادى الأولى.
252-
الحسن بن الحسين.
أبو عليّ الخلعي الفقيه الشافعي.
توفِّي بمصر في شوال.
وبإفادته سمع ابنُه القاضي أبو الحسن.
253-
الحسن بن عبد الواحد بن سهل بن خَلَف1:
أبو محمد البغداديّ.
توفِّي في ربيع الآخر.
سمع: الحربيّ، والدَّارَقُطْنيّ، وعيسى بن الوزير.
روى عنه: الخطيب2، وغيره.
254-
الحسن بن محمد بن الحسن3:
أبو محمد الصفَّار.
توفِّي بخراسان في سَلْخ شَوّال.
روى عن: أبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي محمد الخلديّ، والْجَوْزَقيّ، وأبيه عبد الله الصفار التاجر.
255-
الْحَسَن بْن أحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد بن حمشاذ4:
أبو علي السابوري.
شيخ ثقة. سمع: أبا طاهر بن خُزيْمَة، وأبا الحسن الماسَرْجِسيّ، وأبا الْجُوزقيّ، وأبا محمد المخلدي.
وتوفِّي في ربيع الآخر.
1 تاريخ بغداد "7/ 344"، والمنتظم "8/ 173".
2 في تاريخه "7/ 344".
3 المنتخب من السياق "184".
4 المنتخب من السياق "183".
256-
الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بن أَحْمَد1:
الَأنصاريّ البغداديّ أبو عبد اللَّه.
257-
الحسين بن عثمان2:
أبو عبد اللَّه البرداني، الفقيه الحنبليّ، نزيل مَيَّافارِقين.
كان إمامًا مُفتيا عالِمًا.
258-
الحسين بن عليّ بن عمرويه3:
الرمحاري الحنفيّ أبو القاسم الحاكم.
روى عن: أبي محمد المخلديّ، وأبي زكريا الحربيّ.
مات في شعبان.
259-
الحسين بن عليّ بن محمد بن الفرحان:
أبو طالب.
توفِّي في ذي الحجّة.
260-
حمزة بن محمد4:
أبو طالب الجعفريّ الطُّوسيّ الصُّوفيّ.
روى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وطُلْحة بن أسد، وأبي بكر بن مَرْدَوَيْه، وجماعته.
وعنه: شيخ الْإِسلام الأنصاريّ، وغيره.
ورَّخه ابن عساكر في هذه السّنة، وقد مرَّ.
261-
حُمَيْد بن المأمون بن حُمَيْد بن رافع:
أبو غانم القيسي الهمذاني الأديب.
1 ورد من غير ترجمة.
2 طبقات الحنابلة "2/ 191".
3 المنتخب من السياق "198".
4 تقدمت ترجمته برقم "201".
روى عن: أبي بكر بن لال، وأحمد بن تركان، وأبي بكر الشّيرازيّ -روى عنه الألقاب له، وعلي بن أحمد البيع، وأبي الحسن بن جهضم، وعلي بن أحمد بن عبدان الأهوازي، وأبي عمر بن مهدي الفارسي، وأبي الحسن ابن رزقويه، وأحمد بن محمد البصير الرازي، وجماعة.
وقال شيرويه: ما أدركته. وثنا عنه: أبو الفضل القومِسّانيّ، وابن ممَّان، والبزَّاز، وأحمد بن عمر البيِّع، وعامة مشايخي. وسمع منه كهولنا، وهو صدوق. تُوُفّي في ذي العقدة.
حرف الدَّال:
262-
داود بن الحسين بن غانم:
أبو الحسن البغداديّ، أصله من حلب.
وتُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
263-
داود بن سليمان:
أبو عمر الوكيل.
تُوُفّي في جمادى الأولى.
حرف السِّين:
264-
سعيد بن محمد بن جعفر1:
أبو عثمان الأمويّ، الطُّليطليّ الزَّاهد.
روى عن: محمد بن عيسى بن أبي عثمان، وإبراهيم بن محمد بن شَنْظير.
وكان ديِّنًا ثِقةً، فاضلًا مُنقبِضًا، كثير الصّلاة والصِّيام، قد نبذ الدُّنيا وأقبل على العبادة.
حرف العين:
265-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد الملك بن هاشم2:
1 الصلة لابن بشكوال "1/ 22".
2 الصلة لابن بشكوال "1/ 276، 277".
أبو محمد بن أبي عمر الْإِشبيليّ المكويّ:
سمع من أبي محمد بن أسد "صحيح البُخاريّ"، واستقضاه الأمير أبو الحزْم جهور بقُرْطُبَة بعد أبي بكر بن ذَكْوان، ولم يكُن من القضاء في وردٍ ولا صَدَر لقلة علمه، ثُمَّ عزله أبو الوليد محمد بن أبي حزم سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة، وبقي خاملًا إلى أن توفِّي في جُمَادَى الأُولى، وقد قارب السّبعين.
266-
عَبْد اللَّه بن أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بن أحمد بن رَزْقُوَيْه1:
البغداديّ أبو بكر.
سمّعه أبوه من: ابن عُبَيْد العسكريّ، وابن المُظفر، وعليّ بن لؤلؤ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا. سكن بقرية بحذاء النُّعمانية.
267-
عبد اللَّه بن الوليد بن سعيد بن بكر2:
أبو محمد الأندلُسيّ الأنصاريّ، نزيل مصر، أحد الفُقَهَاء المالكيّة. سمع بقُرْطُبَة قديمًا من إسماعيل بن إسحاق القطّان، ورحل سنة أربعٍ وثمانين، فأخذ عن أبي محمد بن أبي زيد كتاب "السيرة" بروايته عن ابن الورد البغداديّ، وكتاب "الرسالة"، وغير ذلك.
وأخذ عن: أبي الحسن القابسيّ، وأبي جعفر أَحْمَد بن دَحْمُون. وحجّ فأخذ عن: أبي العبَّاس أَحْمَد بن بُنْدار الرّازيّ، وأبي ذرّ. وولد سنة ستّين وثلاثمائة، وكان من سادات الأندلُسيين وفُضلائهم.
روى عنه: أبو الفضل جعفر بن إسماعيل بن خَلَف الأنصاريّ، ومحمد بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
قال أبو مروان الطَّبْنيّ الأندلُسيّ: روى عنهُ جماعة من أهل الأندلُس، وطال عمره، وخرج من مصر إلى الشّام في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وأربعين فتوفِّي بالشّام في شهر رمضان سنة ثمانٍ.
1 تاريخ بغداد "10/ 145".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 658، 659"، وشذرات الذهب "3/ 277".
268-
عبد الرّزَّاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه1:
أبو الفضل الْأصبهانيّ البقّال.
سمع: أبا بكر بن المقري، وغيره. وروى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وإسماعيل الْإِخشيد.
269-
عبد العزيز بن بُنْدار بن عليّ بن الحسن2:
أبو القاسم الشِيرازيّ، نزيل حَرَم اللَّه.
كان شيخًا صالحًا جليلًا صدوقًا مُكثِرًا، جاوَرَ مُدَّةً طويلة وحدَّث عن: عبد الكريم بن أبي جدار المصريّ، وأبي بكر ابن لال الهَمَذَانيّ، وأحمد بن فِراس العَبْقَسيّ.
روى عنه: عبد العزيز النَّخشبيّ وقال: ثقة صاحب حديث؛ ثُمّ ورَّخه.
روى عنه أيضًا: أبو شاكر بن محمد العثمانيّ.
270-
عبد العزيز بن أَحْمَد الحُلْوائيّ3:
شمس الأئِمّة الحنفيّ.
قيل: مات سنة ثمانٍ أو تسعٍ وأربعين، وسيأتي سنة ستٍّ وخمسين.
271-
عَبْد الغافر بْن محمد بْن عَبْد الغافر بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد4:
أَبُو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيسابوريّ.
قال في ترجمته حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: الشّيخ الجد الثِقة الأمين الصَّالح الصّيِّن الدَّيِّن المحظوظ من الدُّنيا والدِّين، الملحوظ من اللَّه تعالى بكل نُعْمَى، كان يُذكَر أيام أبي سهل الصُّعلوكي، ويذكره، وما سمع منه شيئاَ. وكذلك لم يسمع من أبي عمر وبن مطر، وابن نُجَيْد، مع إمكان السَّماع منهم.
1 التقييد لابن النقطة "350".
2 الأنساب "7/ 353".
3 الإكمال لابن ماكولا "1/ 30"، واللباب "1/ 311".
4 سير أعلام النبلاء "18/ 19-21"، وشذرات الذهب "3/ 277، 278".
وسمع "صحيح مُسلِم" من ابن عَمْرُويْه، وسمع "غريب الحديث" للخطَّابي بسبب نزول الخطَّابي عندهم حين حضر عندهم حين حضر إلى نيْسابور.
ولم تكن مسموعاته إِلَّا ملء كمَّين من الصّحيح والغرائب، وأعدادٍ قليلة من المُتفرِّقات من الأجزاء، ولكن كان محظوظًا مجدودًا في الرّواية. روى قريبًا من خمسين سنة منفردًا عن أقرانه، مذكورًا مشهورًا في الدُّنيا، مقصودًا من الآفاق.
سمع من الأئمّة والصُّدور1.
وقد قرأ عليه الحسن السَّمرقنديّ الحافظ "صحيح مسلم" نيّفًا وثلاثين مرّة.
وقرأه عليه الشّيخ أبو سعْد البحيريّ نيِّفًا وعشرين مرّة، هذا سوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئِمّة.
استكمل رحمه الله خمسًا وتسعين سنة، وطعن في السّادسة والتّسعين، وألحق الأحفاد بالَأجداد، وعاش في النّعمة عزيزًا مكرَّمًا في مروءةٍ وحشمة إلى أن تُوُفّي.
قلتُ: تُوُفّي في خامس شوَّال.
وحدَّث عن: ابن عموريه الْجُلُوديّ، وإسماعيل بن عبد اللَّه بن ميكال، وبِشْر بن أَحْمَد الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي سليمان حمد بن محمد الخطَّابيّ.
روى عنه: نصر بن الحسن التُّنكتي، والحُسين بن عليّ الطَّبَريّ المُجَاور، وعبيد بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وعبد الرّحمن بن أبي عثمان الصَّابونيّ، وإسماعيل بن أبي بكر القاري، ومحمد بن الفضل الفراويّ، وفاطمة بنت زَعْبَل العالمة، وآخرون.
وسماعه صحيح من الْجُلُوديّ في سنة خمسٍ وستّين وثلاثمائة.
272-
عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القاسم بْن إسماعيل المحامليّ2:
أبو الفتح، أخو الفقيه أبي الحسن.
سمع: أبا بكر بن شاذان، والدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعليّ بن عمر السُّكَّريّ.
1 التقييد لابن نقطة "347".
2 تاريخ بغداد "11/ 80".
قال الخطيب: كتبت عنه وكان ثقة.
مات في المحرَّم.
273-
عبد الملك بن محمد بن محمد بن سلمان البغداديّ1:
سمع: عليّ بن لؤلؤ، وابن المظفّر، والقاضي أبا بكر الأَبْهَريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا. مات في ذي الحجّة.
قلت: روى عنه وعن الذي قبله: النَّرسيّ، وابن الطَّيوري، وعدّة.
274-
عبد الملك بن عَمْر بن خَلَف2:
أبو الفتح الرَّزَّاز.
حدَّث عن: إسحاق بن سعد النَّسويّ، ومحمد بن إسماعيل الورّاق، والدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
قال الخطيب3: كتبنا عنه، وكان صالحًا، لكن رأينا له أصولًا محككة، وسماعاته ملحقة.
وحدَّثني أحْمَد بْن الْحَسَن بْن خَيْرُون قَالَ: كان عندي كتاب "المدبَّج" للدّارَقُطْنيّ، وفي بعضه سماع أبي الفتح الرّزاز، فاستعار الكتاب مِنِي ثُمّ ردّه عليَّ وقد سمَّع لنفسِه في ما ليس هو سماعه.
تُوُفّي فِي صَفَر.
275-
عليّ بْن أَحْمَد بْن عليّ بن سلِّك الفاليّ4:
أبو الحسن المؤدِّب. وفال بليدة قريبة من إيذَج.
أقام بالبصرة، وسمع القاضي أبا عمر الهاشميّ، وأحمد بن خربان النهاونديّ، وشيوخ ذلك الوقت.
1 تاريخ بغداد "10/ 434"، والمنتظم "8/ 174".
2 ميزان الاعتدال "2/ 660"، ولسان الميزان "4/ 76".
3 في تاريخ بغداد "10/ 433".
4 الكامل في التاريخ "9/ 632"، والبداية والنهاية "12/ 69".
ثم استوطن بغداد.
قال الخطيب1: كتبت عنه، وكان ثقة.
مات في ذي العقدة.
قلت: روى عن ابن خربان كتاب "المحدّث الفاصل" للرّامَهُرمُزيّ.
رواه عنه: الجلال بن عبد الجبّار الصيريّ.
ومن شعره:
تصدَّرَ للتدريس كلُّ مُهوَّسِ
…
بَليدٍ تَسَمّى بالفَقيهِ المدرّسِ
فَحَقٌّ لَأهلِ العِلْم أن يتمثَّلوا
…
ببيتٍ قديمٍ شاعَ في كلِّ مجلسِ
لقد هَزَلَتْ حتّى بدا من هُزَالها
…
كُلاها، وحتّى استامها كلُّ مُفْلسِ
276-
عليّ بن إبراهيم بن عيسى2:
أبو الحسن البغداديّ، المقرئ الباقلَّانيّ.
سمع: أبا بكر القطيعيّ، ومحمد بن إسماعيل الورَّاق، وحُسَيْنَك بن عليّ التميميّ.
قال الخطيب3: كتبنا عنه، وكان لَا بأس به.
قلتُ: وروى عنه: أُبَيّّ النَّرسيّ، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِي، وهو آخر من حدَّث عنهُ.
وهو راوي "أمالي القطيعيّ".
277-
عليّ بن عبد الواحد بن عيسى:
أبو القاسم النَّجيرميّ الكاتب.
بصريّ، روى عن: أبي بكر بن إسماعيل المهندس.
1 في تاريخه.
2 تاريخ بغداد "11/ 342، 343"، وسير أعلام النبلاء "17/ 662، 663".
3 في تاريخه.
روى عنه: الرّازيّ في المشيخة.
وتُوُفّي في ذي الحجّة. وكان من بيت حشمة.
يروي أيضًا عن أبي الحسن الحَلَبيّ.
278-
عليّ بن القاسم بن إبراهيم1:
أبو الحسين الأصبهانيّ المقري الخيّاط.
سمع: عُبَيْد اللَّه بن إسحاق بن جميل، وابن المقرئ، وأبا عبد اللَّه بن منده، وأبا الحسين بن فارس اللُّغويّ.
روى عنه: سعيد بن أبي الرّجاء الصَّيرفيّ، وعبد اللَّه بن محمد النِّيليّ، والحافظ أبو مسعود بن إبراهيم، وهادي ابن إسماعيل العلويّ، وغيرهم، وتُوُفّي في جمادى الأولى.
279-
عمر بن أَحْمَد بن عمر بن محمد بن مسرور2:
أبو حفص النَّيسابوريّ الزَّاهِد.
سمع: إسماعيل بن نجيد، وبشر بن أحمد الإسفرائيني، وأبا سهل بن سليمان الصُّعلوكيّ، والحسين بن عليّ التّميميّ حُسَيْنَك، ومحمد بن أَحْمَد بن حمدان، وأبا أَحْمَد محمد بن محمد الحاكم، وأحمد بن محمد بن أَحْمَد البالويّ، وأبا سعيد بن الحسين السَّمسار، ومحمد بن أَحْمَد المحموديّ، وأبا نصر بن أبي مروان الضَّبيّ، ومحمد بن عُبَيْد اللَّه بن إبراهيم بن بالوَيْه، وأبا بكر أَحْمَد بن الحسين بن مِهران المقرئ، وأحمد بن محمد البحيريّ، وأحمد بن إبراهيم العبدويّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خُزَيْمَة، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن حمدويه، وأبا منصور بن محمد بن سمعان، وجماعة سواهم.
روى عنه: عبيد اللَّه بن أبي القاسم القُشَيْريّ، وأحمد بن عليّ بن سلمُوَيْه الصُّوفّي، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، ومحمد بن الفضل الغراويّ، وإسماعيل بن أبي بكر القارئ، وتميم بن أبي سعد الْجُرجَانيّ، وهبة اللَّه بن سَهْل السّيّديّ، وآخرون.
1 غاية النهاية "1/ 561".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 10، 11"، وشذرات الذهب "3/ 278".
تُوُفّي في ذي القعدة.
وكان أسند من بقي بنَيْسابور مع زُهْدٍ وتصوُّف.
ذكره عبد الغافر1 فقال: أبو حفص الفاميّ الماروديّ الشّيخ الزَّاهِد الفقيه، كان كثير العبادة والمجاهدة، وكان المشايخ يتبرَّكون بدعائه.
وعاش تسعين سنة.
حرف الفاء:
280-
فرج بن أبي الحَكَم2:
أبو الحسن اليَحصُبيّ الطُّليطليّ.
روى عن: عبد اللَّه بن دنِّين، وعبد اللَّه بن يعيش، ومحمد بن عمر بن الفخّار، وكان قد فاق أهل زمانه في العلم والعقل والفضل، وكان يحفظ المستخرجة الكبيرة حفظًا جيّدًا ونُوظِر عليه. وكان حفيل المجلس.
تُوُفي في ذي الحجّة.
حرف القاف:
281-
قاسم بن محمد بن هشام الرُّعينيّ3:
أبو محمد، المعروف بابن المأمونيّ الأندلُسيّ.
من أهل المَرِيّة.
رحل وسمع من: أبي محمد بن أبي زيد، وعبد الغنيّ بن سعيد المصريّ، وعبد الوهّاب بن أَحْمَد بن مُنير.
روى عنه: ابنه حجّاج، وأبو مروان الطّبْنيّ، وأبو المطرّف الشَّعبيّ، وغيرهم.
أصله من سبتة.
1 في المنتخب من السياق "368".
2 الصلة لابن بشكوال "2/ 461".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 470".
وزاد القاضي عيّاض أنّه أخذ عن: عبد الرّحيم الكتاميّ ابن العجوز، وأبي عبد اللَّه بن الشيخ.
ورحل فسمع من أبي محمد الباجيّ بالَأندلُس.
وجلس بالمَرِيّة للإقراء والتّفقُّه.
روى عنه: الشّعبيّ فقيه مالقة، وأبو بكر ابن صاحب الأحباس قاضي المَرِيّة، وأبو محمد بن غانم المالقيّ الأديب.
قلت: وكان من كبار المالكيّة.
حرف الميم:
282-
محمد بن أيّوب بن سليمان1:
الوزير، عميد الرؤساء أبو طالب الكاتب البغداديّ.
أديب بليغ مُترسِّل متفنِّن، صنَّف كتاب "الخراج".
وزر للقائم قبل الخلافة، وعاش ثمانيا وسبعين سنة.
283-
مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بن أحمد بن السَّريّ2:
أبو الحسن النَّيسابوريّ، ثُمَّ المصريّ. المقرئ البزَّاز، التاجر المعروف بابن الطّفّال3.
وُلِِدَ سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة.
قال السَّلفيّ: كان بمصر من مشاهير الرُّواة، ومن الثقات الأثبات.
روى عَنْ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حَيَّوَيْه النَّيسابوريّ، وأبي الطاهر محمد بن أَحْمَد الذُّهليّ، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سَلَمَة الخيَّاش، وعبد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن قُتَيِبَة، وأحمد بن محمد بن هارون الأُسْوانيّ، وأبي الطِّيب العبَّاس بن أَحْمَد الهاشميّ الشّافعيّ، وغيرهم.
1 المنتظم "8/ 175".
2 سير أعلام النبلاء "17/ 664، 665"، وشذرات الذهب "3/ 278".
3 الطفَّال: نسبة إلى بيع الطفل، وهو الطين الذي يؤكل "الأنساب 8/ 243".
روى عنه: سهل بن بشر الإسفرائيني، وأبو صادق مرشد بْن يحيى المَدِينيّ، وأبو عبد الله بن أَحْمَد الرّازيّ، وآخرون.
وآخر من حدَّث عنه الخفرة بنت مبشّر بن فاتك، وتوفِّيت سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة.
تُوُفّي في صَفَرْ.
284-
محمد بن الحسين بن عليّ بن التَّرجمان1:
أبو الحسين الغَزّيّ الصُّوفيّ، شيخ الصُّوفيّة بديار مصر في وقته.
روى عن: أبي بكر بن أَحْمَد الْجُنَدِريّ المقرئ، وبكير بن محمد الطَّرسوسيّ المنذريّ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكِلابيّ، والحسن بن إسماعيل الضَّرّاب، وأبي سعْد المالينيّ، وعليّ بن أَحْمَد بن يوسف الْجُنْدَريّ، وجماعة.
روى عنه: أبو عبد اللَّه القُضاعيّ، ومحمد بن عمر بن أبي عقيل، وأحمد بن أسد الكَرَجيّان، وعبد الباقي بن جامع الدّمشقيّ، وسهل بن بِشْر الْإِسْفَرَائينيّ2.
وبالْإِجازة: أبو الحسن بن الموازينيّ، وغيره.
وآخر من حدَّث عنه بالسماع أبو عبد اللَّه محمد بن أَحْمَد الرّازيّ.
مات في جُمَادَى الأولى بمصر عند ذي النّون المصريّ بالقرافة.
وقد حدَّث بمصر والشَّام، وعاش خمسّا وتسعين سنة.
285-
محمد بن الحسين بن سَعْدون3:
أبو طاهر الموصليّ التاجر السّفّار. نشأ ببغداد وسمع بها: أبا عمر بن حَيَّوَيْهِ4، وأبا عبد اللَّه بن بطَّة، والدَّارَقَطْنيّ، وأبا الفضل الزهريّ، وأبا بكر بن شاذان، وجماعة، قال الخطيب: كتبتُ عنهُ وكان صدوقًا، وتوفِّي بمصر في ربيع الأول.
1 تاريخ دمشق "26/ 115-117"، والعبر "3/ 217".
2 تاريخ دمشق "46/ 19".
3 تاريخ بغداد "2/ 255"، والكامل في التاريخ "9/ 932".
4 في الكامل في التاريخ "ابن حبابه".
قلت: روى عنه الرازي في "مشيخته"، والخفرة بنت مبشّر وغيرها.
286-
محمد بن الحسين بن بقاء:
أبو الحسن المصريّ، سِبْط الحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
روى عن: جدّه.
وتُوُفّي في المحرَّم.
287-
مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن عُبَيْد اللَّه:
أبو الفضل البرجيّ الْأصبهانيّ.
روى عن: أبي بكر بن المقرئ، وعنه: أبو عليّ الحدّاد.
288-
مُحَمَّد بن عبد اللَّه1:
أبو عبد اللَّه بن الصَّنَّاع القُرْطُبيّ المقرئ.
قرأ القرآن وجوَّده على أبي الحسن الأنطاكيّ، وأقرأ النّاس عنه.
وروى عنه كتاب "قراءة ورش".
قال ابن بشكوال2: أنبا بهذا الكتاب أبو محمد بن عتاب عنه، ووصفه لي بالفضل والصَّلاح وكثرة التّلاوة.
وتوفي في المحرَّم، وأجمعوا أنَّهُ آخر من قرأ بقُرْطُبة على الأنطاكيّ، وعمِّر إحدى وتسعين سنة.
289-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان بن سعيد غلبون3:
أبو عبد اللَّه الخَوْلانيّ القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، وعمِّه أبي بكر محمد، وأبي عمر أحمد بن هشام بن بُكيْر، وأبي عمر بن الجسر، وأحمد بن قاسم التّاهَرْتيّ، وأبي محمد بن أسد، وأبي عمر أَحْمَد بن عبد اللَّه النّاجيّ، وأبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد الله بن أبي زمنين،
1 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 407"، وغاية النهاية "2/ 189".
2 في الصلة "2/ 535".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 535، 536".
وأبي المطرَف بن فُطَيْس، وأبي المطرِّف القَنَازِعيّ، وخلْق كثير.
وكان معنيًّا بالحديث وجمعه وتقييده، ثقةً ثبتًا ديّنًا مُتصاوِنًا.
تُوُفّي بإشبيليَّة في ذي الحجّة، وهو ابن ستِّ وسبعين سنة.
روى عنه ولده أحمد بن محمد الخَوْلانيّ.
290-
محمد بن عبد اللَّه بن مرثد:
أبو القاسم، مولى الوزير ابن كلَّس.
خبير بالحساب والهندسة والتنجيم والَأخبار، عمِّر دهرًا.
مات وقد نيَّف على التِّسعين بقُرْطُبة.
291-
محمد بن عبد الباقي بن الحسين بن فهم1:
أبو بكر الأنصاريّ البغداديّ.
قال الخطيب: كان صدوقًا، ثنا عن أبي الحسن بن الْجُنْديّ.
292-
مُحَمَّد بن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن بشْران2:
أبو بكر الأُمويّ البغداديّ.
سمع: أبا الفضل الزُّهريّ، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسن بن المُظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدَّارَقُطْنيّ، وطائفة كبيرة.
وكان أحد الثقات كأبيه.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأُبَيّ النَرسيّ،، وأبو طالب عبد القادر بن يوسف، وآخرون.
وروى عنه "سنن الدارقطني" أبو طاهر عبد الرَّحْمَن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف.
قال: السِّلفيّ: سألتُ عنهُ شُجاعًا الذُّهليّ فقال: كان شيخًا جيّد السَّماع، حسن
1 تاريخ بغداد "2/ 394".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 60"، وشذرات الذهب "3/ 278".
الأُصول، صدوقًا فيما يرويه من الحديث. قد سمعتُ منه1.
قال الخطيب2: وُلِدَ في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وتوفِّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وأربعين.
293-
محمد بن عبد الملك3:
أبو الحسين الفارسيّ، ثُمَّ النَّيسابوريّ التّاجر.
أكثر عن أبي أَحْمَد الحاكم.
294-
محمد بن عبد الواحد بن محمد4:
أبو طاهر البيّع البغداديّ، المعروف بابن الصبّاغ.
الفقيه الشافي.
سمع: ابن شاهين، وعليّ بن عبد العزيز بن مروان، وأبا القاسم بن حبابة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان ثقة، درس الفقه على أبي حامد الإسفرائينيّ، وكانت له حلقة للفتوى. ومات في ذي القعدة ببغداد.
وقال أُبَيّ النَّرسيّ: ثنا عن ابن طرار، وهو والد أبي نصر صاحب "الشّمائل".
295-
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن ميمون5:
أبو الفَرَج الدّارِميّ6 البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ، نزيل دمشق.
سمع: أبا عمر بن حيُّويه، وأبا الحسين بن المُظفّر، وأبا بكر بن شاذان، والدّارَقُطْنيّ، وجماعة قد حدَّث عنهم.
وسمع من أبي محمد بن ماسيّ، ولم نظفر بسماعه منه.
1 التقييد لابن نقطة "84".
2 في تاريخه.
3 المنتخب من السياق "39، 40".
4 تاريخ بغداد "2/ 362".
5 تاريخ بغداد "2/ 361، 362"، وسير أعلام النبلاء "18/ 52-54"، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 77، 78".
6 الدارمي: نسبة إلى بني دارم. "الأنساب "5/ 279".
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وقال: هو أحد الفقهاء، موصوف بالذَّكاء وحُسن الفِقْه والحساب والكلام في دقائق المسائل، ولهٍ شِعرٌ حسن، كتبتُ عنه بدمشق، وقال لي: كتبتُ عن ابن ماسيّ، وأبي بكر الورَّاق، وجماعة، وَوُلِدْتُ في سنة ثمانٍ وخمسين وثلاثمائة.
سكن الرَّحبة مُدَّة ثُمّ دمشق.
قال الخطيب1: حدَّثني أبو الفرج الدّارِميّ: سمعتُ أبا عمر بن حيُّويه: سمعت أبا العبَّاس بن سُريْج، وقد سُئِل عن القرد فقال: هو طاهر، هو طاهر.
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو عليّ الأهوازيّ وهو من أقرانه، وعبد العزيز الكتّانيّ، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحِنّائيّ.
وقال أبو إسحاق في "الطَّبقات"2: كان فقيهًا، حاسبًا، شاعرًا، متصرّفًا، ما رأيت أفصح منه لهجة.
قال لي: مرضت فعادني الشّيخ أبو حامد الْإِسفرائينيّ، فقلت:
مرضتُ فارتحتُ إلى عائدٍ
…
فعاودني العالم في واحدِ
ذاك الإمامُ ابن أبي طاهرٍ
…
أَحْمَد ذو الفضلِ أبو حامدِ
وروى عنه من شعره: أبو عليّ بن النّبا، وأبو الحسين بن النَّقُّور، وأبو عبد اللَّه الحسن بن أَحْمَد بن أبي الحديد3.
تُوُفّي ليلة الْجُمعة مُستَهَلّ ذي القعدة أيضًا، وشهده خلقٌ عظيم.
ودُفِنَ بمقبرة باب الفراديس.
وتفقَّه أيضًا على أبي الحُسين الأردَبِيليّ.
وله كتاب الاستذكار في المذهب كبيرٌ.
296-
محمد بن عُبَيْد الله بن أحمد4:
1 في تاريخه "2/ 361، 362".
2 طبقات الفقهاء "107".
3 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 78".
4 تاريخ بغداد "9/ 339".
أبو طالب البغداديّ الرّزّاز.
سمع عليَّ بن عمر الحربيّ، وابن فهد المَوْصليّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، قلت: روى عنه جماعة.
297-
محمد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن إسماعيل:
أبو طاهر بن الأنباريّ الواعظ.
حدَّث عن: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حمَّاد الموصليّ، والحسن بن العبَّاس الشّيرازيّ، ووُلِدَ سنة خمسٍ وسبعين وثلاثمائة.
298-
محمد بن عليّ بن يعقوب1:
أبو الحسين الْإِياديّ البغداديّ، من أولاد الشّيوخ.
سمع: أبا الحسن الدَّارَقُطْنيّ، وابن حبّابة، والسُّكَّريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات فِي ذي القِعْدَة.
299-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المظفّر2:
أبو الحسين البغداديّ ابن السّرّاج.
سمع: موسى بن جعفر السِّمسار، وأبناء الفضل الزُّهريّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقًا.
مات فِي ربيع الأوَّل.
300-
محمد بْن محمد بْن عمرو الحاكم:
أبو الزَّواهيّ الفقيه.
حدَّث بنيسابور غير مرَّة عن: ابن فراس العَبْقَسيّ، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ البغداديّ، وغيرهما.
1 تاريخ بغداد "3/ 106".
2 تاريخ بغداد "3/ 236، 237".
301-
المسلم بن عليّ بن طَبَاطَبَا:
أبو جعفر العلويّ الحَسَنيّ المِصريّ.
حرف الهاء:
302-
هلال بن المُحسِّن1:
أبو الحسين بن الصّابئ، البغداديّ الكاتب.
أخذ عن: أبي عليّ الفارسيّ، وعليّ بن عيسى الرُّمانّي، وغيرهما.
قال الخطيب2: كتبنا عنه، وكان صدوقا، أسلم بآخره، وسمع من العلماء في حال كُفْره؛ لَأنه كان يطلب الأدب. قال لي: ولدت سنة تسعٍ وخمسين وثلاثمائة. وجدُّه هو إسحاق إبراهيم بن هلال الصّابئ صاحب "الرّسائل"، ومات هو وابنه المحسِّن على الكفر.
وتوفي هلال في رمضان. وهو والد غرس النعمة محمد.
حرف الياء:
303-
يوسف بن سليمان بن مروان3:
أبو عمر الأنصاري الأندلسي المعروف بالرَّباحيّ.
أصله من قلعة رباح.
كان فقيها، إماما، ورِعًا، زاهدا، متقلِّلًَّا، جماعة للعلم، طويل اللسان، فقيه البدن، نحويًّا عروضيًّا شاعرًا، يسرد الصيام ويديم القيام، وينعزل عن النّاس، وتأسٍّ باللَّه، له مصنَّف في الرَّد على القبْريّ.
حدَّث عنه: أبو المطرّف بن البيْروله، وأبو محمد بن خَزْرَج وقال: كان مُجاب
1 تاريخ بغداد "14/ 76"، والبداية والنهاية "12/ 70".
2 في تاريخه.
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 676، 677".
الدّعوة، بصيرًا بالحجاج والاستنباط. سكن إشبيلية، وله ردٌّ على أبي محمد الأصيليّ، وكان صاحبّا لأبي عمر ابن عبد البَرّ.
وتُوُفّي بمرسية في آخر سنة ثمانٍ وأربعين.
ووُلِدَ في سنة سبعٍ وستين وثلاثمائة.
وفيات سنة تسع وأربعين وأربعمائة:
حرف الألف:
304-
أَحْمَد بن الحسن بن عنان:
أبو العبّاس الكنكشيّ الزَّاهِد.
كان من كبار مشايخ الطّريق بالدِّينور، له معارف وتصانيف.
وعاش تسعين سنة، ولقى الكبار وحكى عنهم.
روى عنه ابنه سعيد -أحد شيوخ السِّلفيّ- جزءًا فيه حكايات.
وقد صحِبَ أبا العبّاس أَحْمَد الأسود مُريد الشّيخ عيسى القصَّار. وعيسى من كبار تلامذة ممشاذ الدِّينوريّ. وذكر أن شيخه أبا العبّاس الأسود عاش مائة سنة.
قال السِّلفيّ: صنَّف أبو العبَّاس الكنكشيّ سِتّين مصنَّفًا، وقد رأيت بعضها، فوجدت كلامه في غاية الحُسن، وكان غزير الفضل، مُثَقّفًا، عارفًا، عابدًا، سُفْيَانيّ المذهب، لم يكن لهُ نظير بتلك النّاحية، ولهُ أصحابٌ ومُريدون، وبحكمه رُبُطٌ كثيرة.
ومن كلامه: حقيقة الأُنس باللَّه الوحشة مما سواه.
وقال: عمل السر سرمد، وعمل الجوارح منقطع.
وقال: من عرف قدر ما يبذله لم يستحق اسم السخاء.
وقال: وسمعت أَحْمَد الأسود يقول: السُّكون إلى الكرامات مكرٌ وخدعة.
305-
أَحْمَد بن عبد اللَّه بْن سُليمان بْن مُحَمَّد بْن سُليمان بْن أَحْمَد بن سليمان بن داود بن المطهّرين زياد بن ربيعة1:
1 تاريخ بغداد "4/ 240، 241"، والأنساب "3/ 90-93"، وسير أعلام النبلاء "18/ 23"، والبداية والنهاية "12/ 72-76"، ولسان الميزان "1/ 203-208"، وشذرات الذهب "3/ 280-282".
أبو العلاء التَّنوخيّ اللُّغويّ، الشاعر المشهور، صاحب التّصانيف المشهورة، والزَّندقة المأثورة.
له "رسالة الغفران" في مجلَّدةٍ قد احتوت على مزدكةٍ واستخفاف، وفيها أدب كثير، وله "رسالة الملائكة"، و"رسالة الطَّير" على ذلك الأُنْمُوذَج. ولهُ كتاب "سقط الزَّند" في شِعره، وهو مشهور؛ وله من النَّظم "لزوم ما لَا يلزم" في مجلَّدٍ أبدع فيه.
وكان عجبًا من الذَّكاء المُفرط والْإِطلاع الباهر على اللُّغة وشواهدها.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة، وجدِّر1 في السَّنة الثالثة من عمره فعمي منه، فكان يقول: لَا أعرف من الألوان إِلَّا الأحمر، فإنِّي أُلبِستُ في الْجُدريّ ثوبًا مصبوغًا بالعُصْفُر، لَا أعقِل غير ذلك2.
أخذ العربيّة عن أهل بلده كبني كوثر وأصحاب ابن خالَوْيه، ثمّ رحل إلى أطرابُلُس، وكانت بها خزائنُ كتبٍ مَوْقُوفَة فاجتاز باللّاذقيّة، ونزل ديرًا كان به راهبٌ له علم بأقاويل الفلاسفة، فسمع أبو العلاء كلامه، فحصل له به شكوك، ولم يكن عنده ما يدفع به ذلك، فحصل له بعض انْحلال، وأودع من ذلك بعض شعره، ومنهم من يقول: ارعوى وتاب واستغفر3.
ومِمّن قرأ عليه أبو العلاء اللغة جماعة، فقرأ بالمعرفة على والده، وبحلب على محمد بن عبد اللَّه بن سعد النَّحوي وغيره.
وكان قانِعًا باليسير، لهُ وقفٌ يحصل له منه في العام نحو ثلاثين دينارًا، قرَّر منها لمن يخدمه النّصف.
وكان أكْلُه العدس، وحلاوته التّين، ولباسه القُطْن، وفراشه لبّاد، وحصيرة بَرْدِيّة، وكانت له نفسٌ قويَّة لَا تحمِل منَّة أحد، وإلّا لو تكسَّب بالشِّعر والمديح لكان ينال بذلك دنيا ورئاسة.
واتَّفق أنّهُ عُورِض في الوقف المذكور من جهة أمير حلب، فسافر إلى بغداد
1 أي: أصابه الجدري "انظر سير أعلام النبلاء "18/ 24".
2 المنتظم "8/ 184"، معجم الأدباء "3/ 125".
3 إنباء الرواة "1/ 49".
متظلّمًا منه في سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة، فسمعوا منه ببغداد "سقط الزِّند"، وعاد إلى المعرّة سنة أربعمائة.
وقد قصده الطَّلبة من النّواحي.
ويُقال عنه إنّه كان يحفظ ما يمر بسمعه.
وقد سمع الحديث بالمعرَّة عاليًا من يحيى بن مسعر التَّنوخيّ، عن أبي عروبة الحرّانيّ.
ولزِم منزله، وسمّى نَفْسَهُ "رهين المحبسين" للزومه منزله، وذهاب بصره.
وأخذ في التّصنيف، فكان يُملي تصانيفه على الطَّلبة، ومكثَ بضعًا وأربعين سنة لَا يأكل اللَّحم، ولا يرى إيلام الحيوان مُطلَقًا على شريعة الفلاسفة.
وقال الشِّعر وهو ابن إحدى عشرة سنة.
قال أبو الحسين عليّ بن يوسف القفطيّ1: قرأت على ظهر كتابٍ عتيق أنَّ صالح بن مرادس صاحب حلب خرج إلى المعرَّة وقد عصى عليه أهلُها، فنازلها، وشرع في حصارها ورماها بالمجانيق، فلمَّا أحس أهلها بالغَلَب سعوا إلى أبي العلاء بن سليمان وسألوه أن يخرج ويشفع فيهم.
فخرج ومعه قائدٌ يقوده، فأكرمه صالح واحترمه، ثمّ قال: ألك حاجة؟ قال: الأمير أطال اللَّه بقاءه كالسّيف القاطع؛ لانَ مسّهُ، وخشُنَ حدُّه، وكالنّهار الماتِع؛ قاظ وسطهُ، وطاب بَرْدُهُ. {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] .
فقال له صالح: قد وهبتها لك.
ثُمَّ قال لهُ: أنشِدْنا شيئًا من شعرك لنرويه.
فأنشده بديهًا أبياتًا فيه، فترحَّل صالح.
وذُكِر أن أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكُل فيها، ويقول: الأعمى عورة، والواجب استتاره في كلِّ أحواله. فنزل مرّةً وأكل دُبْسًا، فنقّط على صدره منه ولم
1 في إنباء الرواة "1/ 53، 54".
يشعر، فلمَّا جلس للإقراء قال له بعض الطَّلبة: يا سيِّدي أكلت دُبْسًا؟ فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال: نعم، لعن اللَّه النَّهم. فاستحسنوا سرعة فهمه.
وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطَّلَبة، فإنّهُ كان ليس له سِعة، وأهل اليسار بالمعرَّة يُعرَفون بالبُخْل. وكان يتأوَّه من ذلك1.
وذكر الباخرزيُّ2 أبا العلاء فقال: ضريرٌ ما له في الأدب ضريب، ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألدّ محجوب، قد طال في ظِل الْإِسلام إناؤه، ولكن إنما رشح بالْإِلحاد إناؤه، وعندنا خبر بصره، واللَّه العالِم ببصيرته، والمُطّلع على سريرته، وإنَّما تحدَّقت الألسُن بأساته لكُتّابه الّذين زعموا أنّهُ عارض به القرآن، وعنونه:"بالفصول والغايات في مُحاذاة السُّور والَآيات".
قال القِفْطيّ: وذكرت ما ساقه غرّس النِّعمة محمد بن هلال المحسّن فيه فقال: كان لهُ شعرٌ كثير وأدبٌ غزير، ويُرمى بالْإِلحاد في شِعره، وأشعاره دالة على ما يزنُّ3 به، ولم يكُن يأكل لحمًا ولا بيضا ولا لبنًا، بل يقتصر على النبات.
ويحرّم إيلام الحيوان، ويُظهِر الصَّوم دائمًا.
قال: ونحنُ نذكر طرفًا مما أبلغنا من شعره لتعلم صحّة ما يُحكى عنه من إلحاده، فمنه:
صرفُ الزّمانِ مُفَرِّقُ الإلْفَيْنِ
…
فاحكُمْ إلهي بين ذاك وبيني
أَنَهَيْتَ عن قتْل النُّفُوس تعمُّدًا
…
وبَعَثْتَ أنتَ لقَبْضها مَلَكَيْنِ
وَزَعْمتَ أنّ لها مَعَادًا ثانيا
…
ما كان أغناها عن الحالَيْنِ4
ومنه:
قرانُ المُشْتَري زُحَلًا يُرَجَّى
…
لإيقاظِ النّواظِر مِن كَرَاهَا
تقضّى النّاسُ جيلًا بعدِ جيلٍ
…
وخُلِّفتِ النّجومُ كما تراها
1 إنباء الرواة "1/ 55".
2 في دمية القصر.
3 يزن: يُتَّهَم.
4 سير أعلام النبلاء "18/ 19"، والمنتظم "8/ 188".
تتقدَّم صاحبُ التُوراة موسى
…
وأوقعَ بالخَسَار مَن اقْتراها
فقال رِجالُه وَحْيٌ أتاهُ
…
وقال الآخرون: بلِ اقْتداها
وما حَجّي إلى أحجارِ بيتٍ
…
كئوسُ الخمرِ تُشْربُ في ذُراها
إذا رَجَعَ الحكيم إلى حجاه
…
تهاون بالمذاهب وازْدراها
ومنه فيما أنشدنا أبو علي بْن الخلال: أَنَا جعفر، أنا السِّلفّي: أنشدنا أبو زكريّا التِّبربزيّ، وعبد الوارث بن محمد الأسديّ لقِيُتُه بأَبْهَر قالا: أنشدنا أبو العلاء المعرّيّ بالمعرَّة لنفسه قال:
ضحِكْنا وكان الضّحكُ مِنّا سَفَاهةً
…
وحُقّ لسُكّان البسِيطةِ أن يبكوا
تُحَطِّمُنا الأيّامُ حتّى كأَنّنا
…
زُجاجٌ، ولكن لَا يُعاد له سَبْكُ1
ومنه:
هَفَتِ الحنيفةُ والنصارى ما اهتدتْ
…
ويهودُ حارتْ والمجوسُ مُضَلَّلَةْ
اثنانِ أهلُ الأرضِ: ذو عقلٍ بلا
…
دينٍ، وآخرُ دَيِّنٌ لَا عقلَ لَهْ
ومنه:
قلتم لنا خالقٌ قديمٌ
…
صدقتُمُ، هكذا نقول
زعمتموهُ بلا زمانٍ
…
ولا مكانٍ، ألا فقولوا
هذا كلامٌ له خَبِيٌّ
…
مَعناهُ ليستْ لكُم عُقُولُ
ومنه:
دِينُ وكُفْرٌ وأنباءٌ تقالُ وفُر
…
قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وإنجيلُ
في كل جيلٍ أباطيلٌ يُدانُ بها
…
فهل تفرَّد يومًا بالهدى جيلُ
قال الذّهبيّ:
نعمْ أبا القاسم الهاديّ وأمته
…
فزادك اللهُ ذُلًا يا دجَيْجِيلُ
1 المنتظم "8/ 187".
ومنه قوله:
فَلا تحسْب مَقَال أرُّسلِ حقًّا
…
ولكنْ قولُ زُورٍ سَطَرُوهُ
وكان النّاس في عَيْشٍ رغيدٍ
…
فجاءوا بالمُحالِ فكدّرُوهُ
ومنه:
وإنما حمّل التّوارة قارِئها
…
كسْب الفوائد لا حُبّ التّلاواتِ
وهل أُبِيحَتْ نساء الرّوم عن عرضٍ
…
للعُرب إِلَّا بأحكام النُّبوّات
أنبأتنا أمُّ العرب فاطمة بنت أبي القاسم: أنا فرقد الكنانيّ سنة ثمانٍ وستّمائة: أنا السِّلفيّ: سمعت أبا زكريا التّبْريزيّ قال: قرأت على أبي العلاء بالمعرَّة قوله:
يدٌ بخُمْس مِيءٍ من عَسْجَدٍ فُدِيَتْ
…
ما بالُها قُطِعَتْ في رُبع دينار؟
تَنَاقُضٌ مالنا إِلَّا السُّكُوتُ لهُ
…
وأن نَعُوذَ بِمَولانا مِن النَّارِ1
سألته عن معناه فقال: هذا مثل قول الفقهاء: عبادةً لَا نعقل معناها.
قلت: لو أراد ذلك لقال: تعبد مالنا إِلَّا السُّكوت له، ولما اعترض على اللَّه بالبيت الثاني.
قال السِّلفّي: إن قال هذا الشِّعر معتقدًا معناه فالنار مأواه، وليس له في الْإِسلام نصيب، هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب "الفصول والغابات"، وكأنَّهُ معارضةً منه للسُّور والَآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تَصْقُلُهُ المحاريب أربعمائة سنة.
إلى أن قال السِّلفيّ: أخبرنا الخليل بن عبد الجبَّار بقزوين، وكان ثِقة: ثنا أبو العلاء التَّنوخيّ بالمَعَرَّة، ثنا أبو الفتح محمد بن الحسنيّ، ثنا خيثمة2 فذكر حديثًا.
وقال غرس النّعمة: وحدَّثني الوزير أبو نصر بن جَهِير: ثنا أبو نصر المنَازِيّ3 الشاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء فقلت له: ما هذا الّذي يُروى عنك ويُحْكَى؟ قال: حَسَدوني وكذبوا عليَّ.
1 سير أعلام النبلاء "18/ 31"، والمنتظم "8/ 186".
2 هو الحافظ أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، مسند الشام، المتوفَّى سنة "343هـ".
3 هو أحمد بن يوسف المنازي، الكاتب الشاعر الوزير، المتوفَّى سنة "437هـ"، وسبق برقم "194".
فقلت: على ماذا حسدوك، وقد تركت لهم الدُّنيا والَآخرة؟ قال: والَآخرة: قلت: إي واللَّه.
قال غرس النّعمة: وأذكر عند ورود الخبر بموته، وقد تذاكرنا إلحاده، ومَعَنا غُلَام يُعْرَف بأبي غالب من نبهان من أهل الخير والفقه. فلمَّا كان من الغد حكى لنا قال: رأيتُ في منامي البارحة شيخًا ضريرًا، وعلى عاتقه أفعتان مُتَدَلّيتان إلى فَخِذَيْهِ، وكلُّ منهما فمه إلى وجهه، فيقطع منه لحمًا يزدرده وهو يستغيث.
فقلتُ وقد هالني: من هذا؟ فقيل لي: هذا المَعَرِّيّ المُلحد1.
ولَأبي العلاء:
أتى عيسى فبطَّلَ شرْعَ موسى
…
وجاء محمدٌ بصلاةِ خَمْسٍ
وقالوا: لَا نبيٌّ بعدَ هذا
…
فَضَلَّ القومُ بين غدٍ وأمسٍ
ومهما عشْتَ في دُنياك هذي
…
فما تُخْليكَ مِنْ قَمَرٍ وشمسِ
إذا قُلتُ المُحالَ رفعتُ صَوْتي
…
وإنْ قلتُ الصّحيحَ أطلَّتُ هَمْسي2
وله:
إذا مات ابنُها صرخَتْ بجهلِ
…
وماذا تستفيد من الصُّراخِ؟
ستتبعه كفاء العطف ليست
…
بمهلٍ أو كَثُمَّ على التراخي
وله:
لَا تَجْلِسْن حُرّةُ موفْقَةٌ
…
مع ابن زوجٍ لها ولا خَتَنٍ
فذاك خيرُ لها وأسلم للإ
…
نسانِ إنْ الفَتَى من الفِتَنِ
وله:
منكَ الصدُودُ ومنّي بالصُّدودِ رِضا
…
مَن ذا عليَّ بهذا في هواك قضا
بي منك ما لو غدا بالشّمسِ ما طَلَعَتْ
…
من الكآبة أو بالبَرْقِ ما وَمَضَا
جرَّبتُ دَهْري وأهليه فما تَرَكَتْ
…
لِيَ التّجاريبُ فيوُدّ امرئٍ غَرضا
إذا الفتى ذَمّ عَيْشًا في شَبِيَبِتِه
…
فما يقولُ إذا عَصْرُ الشَّباب مَضا
1 إنباء الرواة "1/ 80، 81".
2 سير أعلام النبلاء "18/ 39".
وقد تعوّضتُ عن كلٍّ بمُشْبهِه
…
فما وجدتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضا1
صفراءَ لون التَّبْر مثلي جليده
…
على نُوب الأيامُ والعِيشة الضَّنك
تُريك ابتسامًا دائمًا وتجلُّدًا
…
وصبرًا على ما نابها وهي في الهلكِ
ولو نَطَقَتْ يومًا لقالت أظُنّكم
…
تَخَالون أنيّ من حَذَار الرَّدى أبكي
فلا تحسبوا دمعي لوجعهِ وجدته
…
فقد تدمع العَيْنان من كثرة الضَّحكِ
وأنشدنا أبو الحسين ببعلبك: أنا جعفر، أنا السِّلفيّ، أنا أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأسدي رئيس أبْهَر: أنشدنا أبو العلاء بن سليمان لنفسه قطعة ليس لَأحد مثلها:
رغبتُ إلى الدُّنيا زمانًا فلم تَجُدْ
…
بغير عناءٍ والحياةُ بلاغُ
وألقى ابنه الرَّأس2 الكريمُ وبنتهُ
…
لديَّ فعندي راحة وفراغُ
وزَادَ فَسَادُ النَّاسِ في كُلِّ بلدةٍ
…
أحاديثُ ميتٍ تُفْتَرى وتصاغُ
ومن شرِّ ما أسْرَجْتَ في الصُّبح
…
والدُّجى كُمَيْت لها بالشارِبينَ مراغُ
ولمَّا مات أوصى أن يُكتب على قبره:
هذا جناهُ أبيْ عليَّ
…
وما جنيتُ على أحدْ
الفلاسفة يقولون: إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه؛ لَأنَّهُ يعرَّض إلى الحوادث والآفات3.
والّدي يظهر أنَّ الرّجل مات مُتحيِّرًا، لم يجزم بدينٍ من الأديان، نسألُ اللَّه تعالى أن يحفظ علينا إيماننا بكرمه.
أنبأتنا فاطمة بنت عليّ، أنا فَرْقَدُ بنُ ظافِر، أنا أبو طاهر بن سِلَفَة قال: من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كل مأكولٍ لَا تُنْبِتُهُ الأرض شفقةً بزعمه على الحيوان، حتى نُسِبَ إلى التَّبرهم، وأنّهُ يرى رأي البراهمة4 في إثبات الصّانع،
1 معجم الأدباء "3/ 138، 139".
2 في سير أعلام النبلاء "اليأس"، "18/ 34".
3 وفيات الأعيان "1/ 115".
4 البراهمة: طائفة دينية موطنها الهند تنتسب إلى إبراهيم. والبراهمة هم طبقة الكهنة والحكماء الفلاسفة "معجم الأدباء 3/ 125".
وإنكار الرُّسل، وتحريم الحيوانات وإيذائها، حتّى الحيات والعقارب.
وفي شِعره ما يدُل على غير هذا المذهب، وإن كان لَا يستقر به قرار، ولا يبقى على قانونٍ واحد، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء، لَا كما يجب، فأنشدني أبو المكارم الأَسَديّ رئيس أَبْهَر قال: أنشدنا أبو العلاء لنفسه:
أقرُّوا بالْإِله وأثبَتُوهُ
…
وقالوا: لا نبيَّ ولا كتابُ
ووطءُ بناتِنا حلٌّ مُباحٌ
…
رويدكمُ فقد بطُلَ العتابُ
تَمَادَوْا في الضّلالِ1 فلم يتوبوا
…
ولو سمعوا صليلَ السّيفِ تابوا
وبه قال: وأنشدني أبو تمّام غالبُ بن عيسى الأنصاريّ بمكّة: أنشدنا أبو العلاء المَعَرّيّ لنفسه:
أتتني من الأيّام ستُّون حجَّةً
…
وما أَمْسَكَت كفَّايَ بِثْنَى عنانِ
ولا كان لي دارٌ ولا ربعُ منزلٍ
…
وما مسّني من ذاك روعُ جنانِ
تذكَّرتُ أنّي هالكٌ وابنُ هالكٍ
…
فهانَتْ عليَّ الأرضُ والثقلانِ
إلى أن قال السِّلفيّ: ومما يدل على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بُختيار النُّميريّ بالسِّمسمانيّة -مدينة بالخابور- قال: سمعت القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أَحْمَد السَّروجيّ: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول: دخلت على أبي العلاء التَّنوخيّ بالمعرَّة ذات يومٍ في وقت خلوةٍ بغير علمٍ منه، وكنت أتردَّدُ إِلَيْهِ وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد من قيلهِ:
كم غُودِرَت غادةٌ كعاب
…
وعمرت أمها العجوزُ
أحرزها الولدان خوفًا
…
والقبرُ حِرزٌ لها حريزُ
يجوزُ أن تُبْطئُ2 المنايا
…
والخُلْدُ في الدَّهرِ لَا يجوزُ
ثم تأوَّه مرات وتلا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ، وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ، يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 103-105] .
1 سير أعلام النبلاء "18/ 32".
2 في سير أعلام النبلاء: "تخطئ""18/ 32".
ثم صاح وبكى بكاءً شديدًا، وطرح وجهه على الأرض زمانًا، ثم رفع رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلَّم بهذا في القِدَم، سبحان من هذا كلامه.
فصبرتُ سَاعةً، ثم سلّمت عليه، فردَّ وقال: متى أتيتَ؟ فقلت: السَّاعة. ثم قلت: يا سيِّدي، أرى في وجهك أثَرَ غَيْظ.
فقال: لَا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئًا في كلام المخلوق، وتلوت شيئًا من كلام الخالق، فلحِقَني ما ترى.
فتحقَّقتُ صحة دينه، وقوّة يقينه1.
وبالْإِسناد إلى السِّلفيّ: سمعتُ أَبَا بكر التِّبْرِيزيِّ اللُّغَويّ يقول: أفضل من رأيته ممّن قرأت عَلَيْهِ أبو العلاء، وسمعتُ أبا المكارم بأبهر، وكان من أفراد الزّمان، ثِقَةً مالِكيّ المَذْهب، قال: لمَّا تُوُفّي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعرًا، وخُتِم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة.
وبه قال السِّلفيّ هذا القدر الّذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار، مدحًا وقدحًا، وتقريظًا وذمًّا.
وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر، والَأدب الباهر، والمعرفة بالنَّسَبْ، وأيّام العرب، قرأ القرآن بروايات، وسمع الحديث بالشّام على ثِقات.
ولهُ في التَّوحيد وإثبات النُّبُوَّة وما يحضّ على الزَّهْد وإحياء طرق الفُتُوّة والمُرُوَءة شِعْرٌ كثير، والمُشكِل منه فله على زعمه تفسير.
قال القِفْطيّ2: ذِكر أسماء الكُتُب الّتي صنّفها. قال أبو العلاء: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدتُ أن أتوفّر على تسبيح اللَّه وتحميده، إِلَّا أن أُضطرّ إلى غير ذلك، فأمليت أشياءٌ تولّى نسخها الشّيخُ أَبُو الحَسَن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي هاشم، أحسن اللَّه توفيقه، ألزمني بذلك حقوقًا جمَّة؛ لَأنّهُ أفنى زمنه ولم يأخذ عمَّا صنع ثمنًا، وهي على ضروبٍ مختلفة، فمنها ما هو في الزُّهد والعِظات والتّمجيد.
فمن ذلك: كتاب "الفصول والغايات"، وهو موضوع على حروف المعجم، ومقداره مائة كراسة.
1 سير أعلام النبلاء "18/ 32، 33".
2 في إنباء الرواة "1/ 56"، ومعجم الأدباء "3/ 145".
ومنها كتاب أنشئ في ذِكْر غريب هذا الكتاب، لقبه "السّادِن".
وكتاب "إقليد الغايات" في اللُّغة، عشر كراريس.
وكتاب "الأَيْكُ والغُصُون" وهو ألف ومائتا كرّاسة.
وكتاب "مختلف الفصول" نحو أربعمائة كرّاسة.
وكتاب "تاج الحرة" في عظات النساء، نحو أربعمائة كراسة.
وكتاب "الخُطب" نحو أربعين كرّاسة.
وكتاب "تسمية خُطَب الخَيْل" عشر كراريس.
كتاب "خطبة الفصيح"1، نحو خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب يُعرَف "برَسِيلِ الرّامُوز" نحو ثلاثين كرّاسة.
كتاب "لُزُوم ما لَا يلزم" نحو مائة وعشرين كرّاسة.
كتاب "زَجْر النابح"2 أربعون كرّاسة.
كتاب "نجر الزَّجْر" مقداره كذا.
كتاب "راحة اللُّزوم في شرح لزوم ما لا يلزم" نحو مائة كرّاسة.
كتاب "مُلْقَى السبيل" مقداره أربع كراريس.
قلت: إنّما مقداره ثمان وَرَقات، فكأنَّهُ يعني بالكرَّاسة زَوْجَين من الورق، قال: وكتاب "خماسية الرَّاح" في ذَم الخمر، نحو عشر كراريس.
"مواعظ"، خمس عشرة كرّاسة.
وكتاب "وقفة الواعظ".
كتاب "الْجِلِّيّ والحِليّ" عشرون كرّاسة.
كتاب "سجع الحمائم"3 ثلاثون كراسة.
1 إنباء الرواة "1/ 59"، ومعجم الأدباء "3/ 158".
2 إنباء الرواة "1/ 60".
3 إنباء الرواة "1/ 61".
كتاب "جامع الأوزان والقوافي" نحو ستّين كرّاسة.
كتاب "غريب ما في هذا الكتاب"1 نحو عشرين كرّاسة.
كتاب "سَقْط الزِّند"، فيه أكثر من ثلاثة آلاف بين نُظِم في أوّل العُمْر.
كتاب "رسالة الصَّاهِل والشاحج" يكتمل فيه على لسان فَرَسٍ وبَغْل أربعون كرّاسة.
كتاب "القائف" على معنى كليلة ودمنة نحو ستّين كرّاسة.
كتاب "منار القائف" في تفسير ما فيه من اللغة والغريب، نحو عشرة كراريس.
كتاب "السَّجع السُّلطانيّ" في مُخاطبات الملوك والوزراء، نحو ثمانين كرّاسة.
كتاب "سجع الفقيه" ثلاثون كرّاسة.
كتاب "سجع المُضْطَّرين"3.
"رسالة المعونة".
كتاب "ذِكْرَى حبيب" تفسير شِعر أبي تمَّام، نحو ستّين كرّاسة.
كتاب "عَبَثُ الوَليد" يتصل بشعر البُحتُرِيّ.
كتاب "الريّاش" أربعون كرّاسة.
كتاب "تعليق الخُلَس"، كتاب "إسعاف الصدّيق".
كتاب "قاضي الحق"4.
كتاب "الحقير النّافع" في النّحو، نحو خمس كراريس.
كتاب "المختصر الفتحيّ".
كتاب "اللامع العزيزيّ"5 في شرح شِعر المتنبي، نحو مائة وعشرين كراسة.
1 معجم الأدباء "3/ 159".
2 إنباء الرواة "1/ 62".
3 معجم الأدباء "3/ 156"، وإنباء الرواة "1/ 63".
4 إنباء الرواة "1/ 64".
5 عمل للأمير عزيز الدولة "معجم الأدباء 3/ 162".
كتاب في الزُّهد يُعرف بكتاب "استَغْفِرْ واستغفِري" منظومٌ فيه نحو عشرة آلاف بيت.
كتاب "ديوان الرسائل"، ومقداره ثمانمائة كرّاسة.
كتاب "خادم الرّسائل".
كتاب "مناقب عليّ رضي الله عنه"1.
كتاب "العُصْفُوريْن"2.
كتاب "السّجعات العَشْر".
كتاب "عيون الْجُمَل".
كتاب "شرف السَّيف"، نحو عشرين كرّاسة.
كتاب "شرح بعض سيَبَوَيْه"، نحو خمسين كرّاسة.
كتاب "الأمالي"، نحو مائة كرّاسة.
قال: فذلك خَمْسَةٌ وخمسون مصنَّفًا في نحو أربعة آلاف ومائة وعشرين كرَّاسة.
ثم قال القِفْطيّ3: وأكثر كُتُب أبي العلاءُ عُدِمَت، وإنما وُجِدَ منها ما خرج عن المعرَّة قبل هجم الكُفّار عليها، وقَتْل أهلها.
وقد أتيت قبره سنة خمسٍ وستّمائة، فإذا هو في ساحةٍ بين دُور أهله، وعليه باب، فدخلتُ فإذا القبر لَا احتفال به، ورأيت على القبر خُبّازَى يابسة، والموضع على غاية ما يكون من الشَّعث والْإِهمال.
قلت: وقد رأيت أنا قبره بعد مائة سنة من رؤية القِفْطيّ، فرأيتُ نحوًا ممّا حكى، وقد ذكر بعض الفُضلاء أنَّهُ وقف على المُجلَّد الأوّل بعد المائة من كتاب "الأَيْك والغُصُون"، قال: ولا أعلم ما يعوزه بعد ذلك.
وقد روى عنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وهو من أقرانه، والخطيب أبو زكريا
1 إنباء الرواة "1/ 66".
2 هو كتاب "أدب العصفورين" كما في: معجم الأدباء "3/ 160"، وإنباء الرواة "1/ 66".
3 في إنباء الرواة "1/ 66".
التِّبْريزيّ أحد الأعلام، والْإِمام أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأَبْهَريّ، والفقيه أبو تمَّام غالب بن عيسى الأنصاريّ، والخليل بن عبد الجبَّار القزوينيّ، وأبو طاهر محمد بن أَحْمَد بن أبي الصَّقر الأنباريّ، وغير واحد.
ومرض ثلاثة أيام، ومات في الرابع ليلة جمعة، من أوائل ربيع الأوّل من السّنة.
وقد رثاه تلميذه أبو الحسن عليّ بن همّام بقوله:
إن كُنْتَ لم تُرِق الدّماءَ زَهَادةً
…
فَلَقَدْ أَرَقْتُ اليَوْمَ من جَفْني دَمَا
سَيَّرتَ ذِكْرَكَ في البلاد كأنَّهُ
…
مِسكٌ فسامِعُهُ يضمِّخ أو فما
وأرى الحَجِيجَ إذا أرادوا ليلةً
…
ذِكْرَاكَ أخرَجَ فِديةً مَنْ أَحْرَمَا
306-
أَحْمَد بن عليّ1:
أبو الفتح الْإِياديّ، أخو محمد المذكور في العام الماضي2.
سَمِعَ: أبا حفص الكتّانيّ، والمخلّص.
ومات في ذي القعدة.
قال الخطيب: صدوق.
307-
أَحْمَد بن عليّ بن عثمان:
أبو طاهر بن السوَّاق الأنصاريّ البغداديّ المقرئ.
أخو حمزة.
قرأ القراءات على الحماميّ.
وسمع من: عبيد اللَّه بن أَحْمَد الصَّيْدلانيّ، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ، وطائفة.
وعنه: أبو غالب عبد اللَّه بن منصور المقرئ، وعليّ بن المبارك بن سيف الدَّواليبيّ، وجعفر السرَّاج وآخرون.
وكان ثِقةً، صالحًا نبيلًا، فقيهًا مقرئًا -رحمه اللَّه تعالى.
1 تاريخ بغداد "4/ 325".
2 تقدَّم برقم "298".
308-
أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ العزيز بن شاذان1:
أبو مسعود البَجَليّ الرّازيّ، الحافِظ ابن المحدِّث الصالح.
وُلِدَ بنَيْسابور سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
قال: وأُمّي من طَبَرِسْتان، وأكثر مُقامي بجُرْجَان.
قلت: رحل وطوَّف وصنَّف الأبواب والشِّيوخ.
وسمع من الكبار: أبي عمرو بن حمدان، وأبي أَحْمَد حسين بن عليّ التميميّ، وأبي سعيد بن عبد الوهّاب الرّازيّ، وأحمد بن أبي عمران الهرويّ المجاور، وزاهر بن أَحْمَد، وأبي النّضر محمد بن أَحْمَد بن سليمان الشَّرْمَغُوليّ، ومحمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة، وأبي بكر محمد بن محمد الطرازي، وأبي الحسين الخفَّاف، وأبي محمد المّخلَديّ، وشافع الْإِسْفَرَائينيّ، وأبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي الحسن بن فراس العَبْقَسيّ، وأبي الحسين بن فارس اللُّغوي، وابن جهضم، وخلق كثير.
وكان جوَّالًا في الآفاق، وبقي في الآخر يسافر للتّجارة2.
روى عنه يحيى بن الحسين بن شراعة، وعبد الواحد بن أَحْمَد الخطيب الهمذانيان، وأبو الحسن عليّ بن محمد الْجُرْجَاني، وظريف النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بن الغافر، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن محمد التاجر.
وثَّقه جماعة.
وتوفِّي في المحرم بِبُخَارَى.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: كان ثِقةً جوّالًا، تاجرًا، كثير الكُتُب، عارفًا بالحديث، حَسَن الفَهْم.
309-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن النُّعمان بن المُنذِر3:
أبو العبَّاس الْأصبهانيّ الفضاض الذهبي.
1 سير أعلام النبلاء "18/ 62"، وطبقات الحفاظ "431"، وشذرات الذهب "3/ 282".
2 تاريخ جرجان "127".
3 التقييد لابن النقطة "171".
حدَّث عن: أبي بكر بن المقرئ، وعُبَيْد اللَّه بن يعقوب بن جميل، وأبي بكر محمد بن أَحْمَد بن جِشَنْش، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ، وأبي بكر مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن الفضل بْن شَهْرَيار، وجماعة.
روى عنه: أبو عليّ الحدّاد، وسعيد بن أبي الرجاء، وغيرهما.
وكان ثقةً جميل الطّريقة.
قال يحيى بن مَنْدَهْ: هو ثقة مأمون، صالح، قليل الكلام.
عاش ثمانين سنة.
وقال غيره: هو أبو بكر الفضَّاض، توفِّي ليلة عيد الفطر، روى عنه ابن المقريّ "مُسنَد العَدَنيّ".
310-
أَحْمَد بن محمد بن أبي عُبَيْد أَحْمَد بن عُرْوَة1:
أبو نصر الكَرْمِينيّ.
حدَّث في رمضان من السّنة ببلد كَرْمِينِيّة من ما وراء النّهر عن محمد بن أَحْمَد بن محفوظ الوَرْقُودِيّ، وسماعه منه في سنة بضعٍ وستين وثلاثمائة عن الفِرْبَرِيّ2.
311-
أَحْمَد بن مهلّب بن سعيد3.
أبو عمر البهرانيّ الْإِشبيليّ.
روى عن: أبي محمد الباجي، وأبي الحسن الأنطاكي المقرئ، وأبي عبد الله بن مفرج، وأبي بكر الزبيدي، وغيرهم.
ذكره ابن خزرج وقال: كان من أهل الذّكاء، قديم العناية بطلب العلم.
توفِّي في صفر وقد استكمل ستًّا وتسعين سنة.
قلت: هذا كان من كبار المُسْنِدِين بالَأندلُس.
312-
إبراهيم بن محمد بن علي:
1 الأنساب "12/ 249".
2 الفريري: نسبة إلى فربر، وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. "الأنساب "9/ 260".
3 الصلة لابن بشكوال "1/ 53، 54".
أبو نصر الكسائيّ الْأصبهانيّ.
روى عنه: الحدَّاد، وسعيد بن أبي الرّجاء، وغيرهما.
وكان ورَّاقًا، فسمع الكثير.
مات في ذي القعدة.
313-
إسماعيل بن عبد الرّحمن بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عابد بن عامر1:
أبو عثمان الصَّابونيّ النيسابوريّ الواعظ المُفسِّر، شيخ الْإِسلام.
حدَّث عن: زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ، وأبي سعيد عبد اللَّه بن محمد الرّازيّ، والحسن بن أَحْمَد المَخْلَديّ، وأبي بكر بن مهران المقرئ، وأبي طاهر بن خُزَيْمَة، وأبي الْحُسَيْن الخفّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُريْح، وطبقتهم.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الْعَزِيز الكتاني، وعليّ بْن الحسين بن صَصْرَى، ونجا بن أَحْمَد، وأبو القاسم المصّيصيّ، ونصر اللَّه الخُشْناميّ، وأبو بكر البَيْهَقِيّ، وخلقٌ كثير آخرهم أبو عبد اللَّه الفراويّ.
قال البَيْهَقيّ: أنبا إمام المسلمين حقًا، وشيخ الْإِسلام صِدْقًا، أبو عثمان الصّابونيّ، ثم ذكر حكاية2.
وقال أبو عبد اللَّه المالكيّ: أبو عثمان الصابونيّ ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال في الحفظ والتفسير، وغيرهما.
وقال عبد الغافر في "سياق تاريخ نَيْسابور"3: إسماعيل الصّابونيّ الأستاذ، شيخ الْإِسلام، أبو عثمان الخطيب المفسِّر الواعِظ، المحدِّث، أوحد وقته في طريقه4، وَعَظَ المسلمين سبعين سنة، وخطب وصلَّى في الجامع نحوًا من عشرين سنة، وكان حافِظًا كثير السماع والتصنيف، حريصًا على العلم.
1 الكامل في التاريخ "9/ 638"، وسير أعلام النبلاء "18/ 40-44"، والبداية والنهاية "12/ 76".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 31، 32".
3 في المنتخب من السياق "131".
4 في المنتخب "طريقته"، وفي سير أعلام النبلاء كما أثبتناه "18/ 41".
سَمِعَ بنيسابور، وهراة، وسرخس، والشّام، والحجاز، والجبال.
وحدَّث بخُراسان، والهند، وجُرْجان، والشّام، والثُّغور، والقُدس، والحِجاز، ورُزِق العزَّ والجاه في الدّين والدُّنيا، وكان جمالًا للبلد، مقبولًا عند الموافق والمخالف، مجمَع على أنه عديم النّظير، وسيف السُّنَّة، وقامع أهل البدعة.
كان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنَيْسابور، ففُتِكَ به لَأجل المذهب، وقُتِلَ وهذا الْإِمام صبيّ ابن تِسع سنين، فأُقْعِد مجالس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئِمّةُ الوقت مجالسَه، وأخذ الْإِمام أبو الطّيب الصُّعْلُوكيُّ في تربيته وتهيئة شأنه، وكان يحضر مجالسه، والَأستاذ أبو إسحاق الْإِسْفَرَائِينيّ، والَأستاذ أبو بكر بن فُورَك، ويتعجّبون من كمال ذكائه وحُسن إيراده، حتّى صار إلى ما صار إليه، وكان مُشتغِلًا بكثرة العبادات والطّاعات، حتَّى كان يُضرَب بِه المَثَل.
وقال الحسين بن محمد الكتبيّ في تاريخه: توفّيّ أبو عثمان في المُحرَّم، وكان مولده سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلسٍ عقده للوعظ بعد قتل والده في سنة اثنتين وثمانين.
وفي معجم السَّفر للسِّلفيّ: سمعتُ الحسن بن أبي الحُر بن مَصَادَة بثغر سلماس يقول: قدِمَ أبو عثمان الصّابونيّ بعد حجِّه ومعه أخوه أبو يَعْلَى في أتباعٍ ودواب، فنزل على جدّي أَحْمَد بن يوسف بن عمر الهلاليّ، فقام بجميع مُؤَنِهِ، وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن النّاس به، وكان أخوه فيه دعابة. وسمعتُ أبا عثمان وقت أن ودَّع النّاس يقول: يا أهل سَلَمَاس1، لي عندكم شهر أعِظُ، وأنا في تفسير آيةٍ وما يتعلّق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تَعَرضْتُ لغيرها والحمد لله.
قتل: هكذا كان واللَّه شيخنا ابن تَيْمية، بقي أزيد من سنةٍ يفسر في سورة نوح، وكان بحرًا لَا تُكَدِّرهُ الدِّلاء رحمه الله.
قال عبد الغافر2: حكى الثقات أن أبا عثمان كان يعِظ، فدُفِع إليه كتابُ ورد من بُخَارَى مشتَمِل على ذكر وباء عظيم وقع بها ليُدْعَى على رءوس الملَأ في كشف ذلك البلاء عنهم، ووصف في الكتاب أنّ رجلًا أعطى دراهم لخبّاز يشتري خبزًا،
1 سلمان: مدينة مشهورة بأذربيجان "معجم البلدان".
2 في المنتخب من السياق "135".
فكان يزِنُها والصَّانع يخبز، والمشتري واقف، فمات الثّلاثة في ساعة، فلمّا قرأ الكتاب هالهُ ذلك، فاستقرأ من القارئ:{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ} [النحل: 45] الآيات ونظائرها، وبالغ في التّخويف والتّحذير، وأثر ذلك في تغير في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأُنزِل من المنبر، فكان يصيح من الوجع، وحُمِل إلى الحمَّام، فبقي إلى قريب المغرب، فكان يتقَّلّب ظهرًا لبطنٍ، وبقي سبعة أيَّام لم ينفعه علاج، فأوصى وودَّع أولاده وتوفِّي، وصُلِّيَ عليه عصر يوم الْجُمعة رابع المُحرّم.
وصلَّى عليه ابنه أبو بكر، ثم أخوه أبو يَعْلى إسحاق.
وقد طوَّل عبد الغافر ترجمة شيخ الْإِسلام وأطنب في وصفه.
وقال في البارع الزّوْزَنيّ:
ماذا اختلاف النّاس في مُتفنِّنٍ
…
لم يبصروا للقدح فيه سبيلا
واللَّه ما رقي المنابر خاطف
…
أو واعظٌ كالحبر إسماعيلا1
وقال: قرأت في كتاب كتبه الْإِمام زين الْإِسلام من طُوس في تعزية شيخ الْإِسلام يقول فيه: أليس لم يجسُر مُفْتَرٍ أن يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وقته؟ أليست السُّنّة كانت بمكانةٍ منصورة، والبدعة لفَرْط حِشْمته مقهورة؟ أليس كان داعيا إلى اللَّه هاديا عباد اللَّه، شابًّا لَا صبوة له، ثم كلهلًا لَا كبوة له، ثم شيخًا لَا هفوة له؟ يا أصحاب المحابر، حطُّوا رحالكم، فقد استتر بحلال التّراب من كان عليه إلمامكم، ويا أرباب المنابر، أَعْظَم اللَّه أُجُورَكُم، فقد مضى سيّدكم وإمامكم.
وقال الكتّانيّ: ما رأيت شيخًا في معنى أبي عثمان الصّابونيّ زُهْدًا وعِلْمًا، كان يحفظ من كل فنٍّ لَا يقعد به شيء، وكان يحفظ التّفسير من كُتُب كثيرة، وكان من حُفّاظ الحديث2.
قلت: ولَأبي عثمان مُصنَّف في السُّنة واعتقاد السَّلف، أفصح فيه بالحقّ، فرحمه اللَّه ورضي عنه.
1 المنتخب من السياق "135".
2 تهذيب تاريخ دمشق "3/ 35".
وقال الحافظ ابن عساكر: سمعتُ مَعْمَر بن الفاخر: سمعت عبد الرَّشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سمعتُ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الفارسي يَقُولُ: سمعت أبا المعالي الْجُوينيّ قال: كنت بمكَّة أتردّد في المذاهب، فرأيت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابونيّ.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقرئ الصّالح محمد بن عبد الحميد الأَبِيَوَرْدِيّ عن الْإِمام أبي المعالي الجوينيّ أنّه رأى في المنام كأنَّه قيل له: عُد عقائد أهل الحقّ، قال: فكنت أذكرها؛ إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أنِّي أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: ألم تقل إنَّ ابن الصّابونيّ رجل مسلم؟ قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الْإِمام أبي الحسن عبد الرَّحمن بن محمد الدّاووديّ:
أودى الْإِمام الحَبْرُ إسماعيلُ
…
لَهْفي عليهِ ليس منه بديلُ
بكتِ السّماء والَأرض يوم وفاتِهِ
…
وبكى عليه الوحْيُ والتَّنْزِيلُ
والشّمس والقمر المُنِيُر تَنَاوَحَا
…
حُزْنًا عَلَيِهِ وللنُجومِ عَوِيلُ
والَأرضُ خاشِعةٌ تبكِّي شجوَها
…
ويلي تُوَلوِلُ: أَيْنَ إسماعيلُ؟
أين الْإِمامُ الفَرْدُ في آدابه
…
ما إنْ له في العالمَينَ عَدِيلُ
لَا تَخْدَعَنْك مُنَى الحياة فإنها
…
تلهي وتنسي والمنى تضليل
وتأهبت للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ
…
فالمَوْتُ حَتْمٌ والبَقَاءُ قَليلُ1
حرف الحاء:
314-
الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عليّ2:
أبو عامر النَّسَويّ النّحَويّ الزَّاهِد الشّاعِرْ، وصنَّف الدّيوان المعروف، كان كثير التّطواف، جمَّ الفوائد، دائم العبادة والصّوم والتّهجُّد، يقال: أنّه من الأبدال.
ترجمه عليّ بن محمد الْجُرْجَانيّ وقال: سمع بالعراق وأصبهان، وذهب أكثر سماعه إِلَّا من جزءٍ من "مَسْنَد أبي يَعْلى الموصليّ"، سمعه من أبي بكر بن المقريّ، وأجزاءٌ أخر عن شيوخ.
1 مختصر تاريخ دمشق "4/ 365".
2 الأنساب "10/ 263، 264"، والمنتخب من السياق "184، 185".
ولد سنة ستين وثلاثمائة، وتوفِّي في رَمَضَان بِنَسَا.
وقال ابن السَّمعانيّ1: هو ثِقة، عالم باللغة، فقير.
سمع بِنَسا: أبا القاسم عبد اللَّه بن محمد صاحب الحسن بن سُفْيَان.
روى عنه: عبد المنعم بن القُشَيْريّ2.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا أَبُو رَوْحٍ فِي كِتَابِهِ، أَنَا زَاهِرُ، أَنَا أَبُو عَامِرٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أنا أبو بكر محمد ابن إبراهيم، أبنا أَبُو يَعْلَى، ثَنَا عَبْدُ اللَّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، ثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نضَّر الله اللَّه امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا، فَإِنَّهُ ربَّ حَامِلِ فقهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فقهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ"3.
315-
الحسين بن محمد بن عثمان4:
ابن النَّصيبيّ البغداديّ.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان يذهب إلى الاعتزال.
316-
الحسين بن محمد بن القاسم5:
أبو عبد اللَّه بن طَبَاطَبَا العلويّ النسَّابة.
قال الخطيب: كان متميّزًا بعلم النَّسب ومعرفة أيّام العرب، وله حظٌّ من الأدب والشِّعْر، وكان كثير الحضور معنا في مجالس الحديث.
ذكر سماعه عن ابن الْجُنْديّ، وأبي عبد اللَّه الضّبيّ. علَّقت عنه أشياء.
ومات في صفر.
1 في الأنساب "10/ 263".
2 الأنساب "10/ 264".
3 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2658"، وابن ماجه "232"، والشافعي في مسنده "1/ 14"، وأبو داود "3660" صححه الألباني في سنن الترمذي، وابن ماجه، وأبي داود.
4 تاريخ بغداد "8/ 109"، والمنتظم "8/ 188".
5 تاريخ بغداد "8/ 108".
حرف الشِّين:
317-
شيبان بن محمد بن جعفر الجوقوهي الْأصبهانيّ:
روى عن: أبي بكر بن المقري، وعبد الرّحمن بن الخصيب.
وعنه: أبو عليّ الحدّاد، وغيره.
مات في جمادى الآخرة.
حرف العين:
318-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن ذكريا1.
أبو محمد الطُّلَيطُليّ، يُعْرَف بابن راها.
كان نبيلًا فصيحًا إخباريًّا.
سمع من: عَبْدُوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخُشَنيّ.
319-
عبد الواحد بن الحسين بن قُرْقُر2:
أبو طاهر البغداديّ الحذاء.
سمع: أبا الحسن الدراقطني، وأبا حفص بن شاهين، وجماعة.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وله حانوت في الحذّائين.
320-
عبد الغفَّار بن محمد بن عمر بن العُزيْز.
أبو سعد الهَمَذَانيّ التِّككيّ3.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وأبي أَحْمَد الفَرَضيّ.
روى عنه: العلويّ، ومحمد بن عثمان.
تُوُفّي في ذي القعدة.
321-
عبد الوهاب بن أحمد بن هارون4.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 335، 336".
2 تاريخ بغداد "11/ 16".
3 التككي: نسبة إلى تكك، وهي جمع تكة. "الأنساب "3/ 68".
4 مختصر تاريخ بغداد لابن منظور "15/ 270".
أبو الحسين ابن الجنْديّ الشَّاهد، أخو القاضي أبي نصر بن هارون.
من كبار شهود دمشق.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد.
روى عنه: أبو طاهر الكتّانيّ، وأبو القاسم النّسيب.
توفِّي في جمادى الأولى من السَّنة.
322-
عُبَيْد اللَّه بن الحسين بن نصر العطّار1:
روى ببغداد عن: محمد بن المظفَّر الحافظ، وأبا عمر بن حَيَّوَيْهِ، والدَّارقُطْنيّ، وغيرهم.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا.
وتوفِّي في صَفَر.
قال النَّرْسِيّ: سمعنا منه.
323-
عليّ بن أَحْمَد بن إبراهيم بن غريب البزَّار2:
بغداديّ، سمع: عليّ بن حسَّان الدِمميّ، وعليّ بن عمر الحربيّ.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السَّماع.
وغريب هو خال الخليفة المقتدر.
قلت: حدَّث بدمشق فروى عنه: محمد بن عليّ الحدّاد.
324-
عليّ بن الحسن السّقلاطونيّ3:
بغداديّ صدوق.
سمع ابن شاهين.
أرَّخه الخطيب وحدَّث عنه.
1 تاريخ بغداد "10/ 387"، والمنتظم "8/ 189".
2 تاريخ بغداد "11/ 334".
3 تاريخ بغداد "11/ 390، 391".
325-
عليّ بن خَلَف بن عبد الملك بن بطَّال1.
أبو الحسن القُرْطُبيّ، ويُعْرَف أيضًا بابن اللّجّام2.
روى عن: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وأبي محمد بن بنوش، وأبي عمر بن عفيف، وغيرهم.
قَالَ ابن بَشْكُوال: كَانَ من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط، عُنِيَ بالحديث العناية التامَّة وأتقن ما فيه، وشرح "صحيح أبي عبد الله الخلال" في عدة مجلدات، رواه النّاسُ عنه.
وولي قضاء لُورقَة.
وقد حدَّث عنهُ جماعة من العلماء.
توفِّي في سَلْخ صَفَرْ.
قلتُ: وكان ينتحِل الكلام على
…
3
حرف الميم:
326-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن4:
أبو عبد اللَّه الخبّازيّ المقرئ.
وُلِدَ بنيسابور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وقرأ القرآن عَلَى أَبِيهِ وعلى أبي بكر محمد بن محمد الطّرازيّ.
وسمع من: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي محمد الحسن المَخْلَديّ، وأبي الحسن الماسرجسيّ. وتصدَّر للإقراء، وصنَّف في القراءات.
ذكره عليّ بن محمد الزِّنْجيّ في "تاريخ جُرْجَان" فقال: تخرَّج على يده أُلُوف بِنَيْسَابُور.
1 الصلة لابن بشكوال "2/ 414"، وسِيَر أعلام النبلاء "18/ 47".
2 في الصلة "اللحام"، وفي ترتيب المدارك "النجام".
3 بياض في الأصل.
4 المنتخب من السياق "43"، وتذكرة الحفاظ "3/ 1127".
ودخل غزنة أيَّام السُّلطان محمود، وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام.
سمعته يقول: أوَّل ما وردت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين. فقلت: ثلاث مواضع: {غَافِرِ الذَّنْبِ} [غافر: 3] ، واثنان مُخْتَلَفٌ فيهما، الكوفيّ يعدَّهما، والبَصْريّ لَا يعدَّهما:{غُلِبَتِ الرُّوم} [الروم: 2] ،، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] .
قلت: قرأ عليه جماعة منهم: أبو القاسم الهذليّ، وتوفِّي بنَيْسابور في رمضان.
وقال عبد الغافر الفارسيّ1: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدِّمين بنَيْسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المُبجّل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكة معاذ، وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئِمة وقرأوا عليه، وتبرَّكوا بالعقود بين يديه، وكان عارفًا بالقراءات ووجوهها2.
وصنَّف كتاب "الأبصار" محتويا على أصول الرّوايات وغرائبها. وكان لهُ صيتٌ لتقدُّمه في علم القراءات، وله جاهٌ وقدر عند السّلاطين، استحضره يمين الدّولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدِّين إلى غَزَنَة، وسمع قراءته، وأكرم مورده وردَّه إلى نيسابور.
وقد رحل إلى الكُشْمَيْهَنيّ لسماع "صحيح البخاري" فسمعه منه وحدَّث به، وكان يُحيي الليل بالقراءة والدُّعاء والبُكاء.
حتَّى قيل: أنَّهُ مُستجاب الدَّعوة، لم يُرَ بعده مثله. ثنا عَنْه أبو بكر محمد بن يحيى المُزكّيّ، ووالدي، ومسعود بن ناصر الرَّكاب، وطاهر الشّحّاميّ.
قلت: وآخر من روى عنه الفَرَاويّ3.
327-
أبو بكر محمد بن الحسن بن عليّ الخبّازيّ المقرئ الطّبريّ:
فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القُشَيْرِيّ.
328-
محمد بن عليّ بن إبراهيم4:
1 في المنتخب من السياق "43".
2 زاد في المنتخب "مكثرًا في الروايات".
3 التقييد لابن نقطة "90".
4 تاريخ بغداد "3/ 106".
أبو بكر الدَّينوريّ القارئ، نزيل بغداد.
حدَّث عن: أبي بكر بن لال الهَمَذَانيّ، وأبي عمر بن مهدي.
قال الخطيب: كتبت عنه، وكان صالحًا وَرِعًا، توفِّي في شوَّال.
329-
محمد بن عليّ1:
أبو الفتح الكراجكي شيخ الشيعة.
والكراجكي هو الخيمي، مات بصور في أربع ربيع الآخر، وله عِدَّة مصنَّفات.
وكان من فُحُول الرّافضة، بارِع في فقهِهِم وأُصُولهم، نحويّ، لُغَويٌّ، منجِّم، طبيب، رحل إلى العراق، ولقي الكبار كالمرتَضَى.
وله كتاب "تلقين أولاد المؤمنين".
وكتاب "الأغلاط مِمَّا يرويه الْجُمْهُور".
وكتاب "موعظة العقل للنفس"، وله كتاب "المنازل" قد سيّره إلى أن بلغ سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وكتاب "ما جاء على عدد الاثني عشر".
وكتاب "المؤمن" إلى غير ذلك من هذيانات الْإِماميّة.
330-
محمد بن ميمون بن محمد النِّرسِيّ الكوفيّ:
عم الحافِظ أُبيّ سمع من الشّريف أبي عبد اللَّه الكوفيّ.
حرف الواو:
331-
وليد بن عبد اللَّه بن عبّاس3:
أبو القاسم الأصبحي القرطبي، ويُعْرَف بابن العربي.
1 تذكرة الحفاظ "3/ 1127"، وسير أعلام النبلاء "18/ 121، 122"، ولسان الميزان "5/ 300"، وشذرات الذهب "3/ 283".
2 الكراجكي: نسبة إلى كراجك، وهي قرية على باب واسط "الأنساب "10/ 372".
3 الصلة لابن بشكوال "2/ 644، 645".
روى عن: سليمان بن الغمّاز المقرئ.
وولي خطابة قُرْطُبة بعد مكيّ، وكان حَسَن الخطابة، بليغ الموعظة، طيِّبَ الصَّوت، عذب اللَّفظ.
قرأ عليه: أبو محمد بن عَتّاب.
وتوفِّي في رمضان، وهو في عشر التسعين.
وفيَّات سنة خمسين وأربعمائة:
حرف الألف:
332-
أحمد بن الحسين بن علي بن عمر الحربيّ:
أبو منصور. روى عن جدّه عليّ السّكري.
333-
أَحْمَد بن سليمان1:
أبو صالح النّيْسَابوريّ الصوفيّ الزّاهِد.
حجَّ نيِفًا وثَلاثِينَ مرَّة، وكان سُنيًّا مُنِكرًا على المتكلّمين. لقي بمكة شيخ الحرم السَّيْرَوَانيّ.
روى عنه: إسماعيل الفارسيّ، وغيره.
وتوفِّي فِي جُمَادَى الأولى.
334-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن هامُوشة:
أبو جعفر الأَبْرِيَسميّ2 التّاجر.
عن شيوخ إصبهان.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن المقري.
1 المنتخب من السياق "99".
2 الأبريسمي: نسبة لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها "الأنساب "1/ 116".
وعنه: سيّد بْن أَبِي الرجاء.
335-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حسين1:
أبو طاهر بن الخفَّاف.
عن: أبي القاسم بن الصيدلاني، وجماعة.
وعنه: الخطيب، وقال: ومات في آخر السّنة.
حرف الحاء:
236-
الحسين بن محمد بْن عَبْد الواحد2.
أَبُو عَبْد اللَّه البغداديّ، الفقيه الفَرَضيّ المعروف بالوَنيّ.
انتهت إليه معرفة الفرائض.
قُتِلَ ببغداد شهيدًا في فتنة البساسيريّ ووثوبه على بغداد، ضُرِبَ بدبُّوس فمات.
وكان أحد الأذكياء المذكورين، وله يد في علوم متعدّدة.
قال ابن ماكولا3: سمعت الخطيب يقول: حضرنا مجلس شَّيْخ ومعنا أبو عبد اللَّه الونيّ فأملى الشّيخ: فلمّا قُمنا إذا الونيّ قد حفظ من الْإِملاء بضعة عشر حديثًا.
وقد سمع عَن أصحاب الصّفار، وابن البَخْتَريّ.
سمع منه: أبو حكيم الخَبْريّ.
337-
الحسين بن محمد بن طاهر بن مهديّ البغداديّ4:
أخو حمزة. حدَّث عن الدَّارَقُطْنيّ، وجماعة.
338-
حمزة بن أَحْمَد بن حمزة5:
1 تاريخ بغداد "4/ 436".
2 الكامل في التاريخ "9/ 651"، وسير أعلام النبلاء "18/ 99، 100"، والبداية والنهاية "12/ 85".
3 في الإكمال "7/ 401".
4 تاريخ بغداد "8/ 109"، والمنتظم "8/ 198".
5 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "7/ 256".
أبو يعلى القلانسيّ الدّمشقيّ السبعيّ، الرَّجُل الصالِح.
حدَّث عن: أبي محمد بن أبي نصر، وعبد الواحد بن مشماش، ومنصور بن رامش.
روى عنه: عبد اللَّه بن الحسن البعلبكيّ.
قال الكتلنيّ: كان يحفظ معاني القرآن للناس، وكان عبدًا صالحًا أقام بالجامع أربعين سنةً بلا غطاءٍ ولا وطاء -رحِمَه اللَّه تَعَالَى.
حرف الطاء:
339-
طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر بن عمر1:
القاضي أبو الطيِّب الطَّبري، الفقيه الشّافعيّ، أحد الأعلام.
سمع بجُرْجَان من أبي أَحْمَد الغِطْريفيّ.
وبِنَيسابور من الفقيه أبي الحسن الماسَرْجَسيّ، وبه تفقَّه.
وسمع ببغداد من: أبي الحسن الدّارَقُطْنيّ، وموسى بن عرفة، والمُعافى بن زكريا، وعليّ بن عمر الحربيّ.
واستوطن بغداد، ودرَّس وأفتى، وولي قضاء ربع الكرخ بعد موت القاضي الصّيمريّ.
وكان مولده بآمُل طَبْرِستان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
قال: وخرجت إلى جُرْجَان للقاء أبي بكر الْإِسماعيليّ فقدِمتُها يوم الخميس، فدخلت الحمَّام، فلمَّا كان من الغد لقيت أبا سعد ابن الشّيخ أبي بكر، فأخبرني أنّ والده قد شرب دواءً لمرضٍ كان به، وقال لي: تجيء في صبيحة غدٍ لتسمع منه. فلمَّا كان في بكرة السّبت غدوتُ للموعد، فإذا النّاس يقولون: مات أبو بكر الإسماعيليّ2.
1 تاريخ بغداد "9/ 255"، وسير أعلام النبلاء "17/ 668-671"، والبداية والنهاية "12/ 79، 80"، وشذرات الذهب "3/ 284، 285".
2 تاريخ بغداد "9/ 359".
قال الخطيب1: وكان أبو الطّيِّب ورِعًا عارِفًا بالَأصول والفروع، محققًا، حسن الخُلُق، صحيح المَذْهَب، اختلفت إِلَيْهِ وعلّقت عنه الفقه سنين.
من "المرآة"2 قيل: إنّ أبا الطّيّب دفع خفَّه إلى من يُصْلحه، فكان يأتي يتقاضاه، فإذا رآه غَمَسَ الخُفَّ في الماء وقال: السَّاعة أصلحه، فلمّا طال على أبي الطّيّب ذَلِكَ قال: إنّما دفعته إليك لِتُصْلِحُهُ، لم أدفعه لتعلِّمه السِّباحة3. قال الخطيب4: سمعت أبا بكر محمد بن أَحْمَد المؤدِّب: سمعت أبا محمد البافي يقول: أبو الطّيّب الطَّبريّ أفقه من أبي حامد الْإِسفرائينيّ، وسمعت أبا حامد يقول: أبو الطِّيب أفقه من أبي محمد البافيّ.
وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ: قلت للقاضي أبي الطّيِّب شيّخنا، وقد عمِّر: لقد مُتِّعت بجوارحك أيُّها الشّيخ.
فقال: ولِم لَا، وما عصيت اللَّه بواحدة منها قط؟ أو كما قال.
وقال غير واحدٍ: سمعنا أبا الطّيِّب الطَّبريّ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النوم فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت من روى عنك أنّك قلت: "نضّر اللَّه امرءا سمع مقالتي فوعاها
…
" الحديث5. أحقٌّ هو؟ قال: نعم.
وقال أبو إسحاق في "الطّبقات"6: ومنهم شيخنا وأستاذنا أبو الطِّيّب، تُوُفّي عن مائةٍ وسنتين، لم يختلّ عقله، ولا تغيَّر فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات.
تفقَّه بآمُل على أبي عليّ الزَّجّاجيّ صاحب ابن القاصّ، وقرأ عَلَى أبي سعد الإسماعيليّ، وعلى القاضي أبي القاسم بن كجّ بجُرْجَان.
ثم ارتحل إلى نَيْسَابُوُر، وأدرك أبا الحسن الماسَرْجَسيّ، وصحبه أربع سنين، ثمّ
1 في تاريخه.
2 أي: "مرآة الزمان".
3 طبقات الفقهاء "114"، والمنتظم "8/ 198".
4 في تاريخه "9/ 359".
5 "حديث صحيح": وسبق تخريج "صححه الألباني في السنن".
6 طبقات الفقهاء "106، 107".
ارتحل إلى بغداد، وعلَّق عن أبي محمد الباغيّ الخوارزميّ صاحب الدّاركيّ، وحضر مجلس الشّيخ أبي حامد، ولم أرَ فيمن رأيت أكمل اجتهادًا، وأسدُّ تحقيقًا، وأجود نظرًا منه. شرح "المزنيّ"، وصنَّف في الخلاف والمذهب والَأصول والجدل كُتُبًا كثيرة، ليس لَأحدٍ مثلها، ولازمت مجلسه بضع عشرة سنة، ودرَّست أصحابه في مسجده سنين بإذنه، ورتَّبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مسجَدٍ للتّدريس، ففعلت في سنة ثلاثين. أحسن اللَّه تعالى عنِّي جزاءه ورضي عنه.
قلت: وأبو الطَّيّب صاحب وجهٍ فِي المذهب، فمن غرائبه أنَّ خروج المنيِّ ينقض الوضوء1.
ومنها أنّه قال: الكافر إذا صلّى في دار الحرب كانت صلاته إسلامًا2.
وقد روى عنه: الخطيب، وأبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو محمد بن الأَبَنُوسيّ، وأبو نصر أَحْمَد بن الحسن الشّيرازيّ، وأبو سعد أَحْمَد بن عبد الجبّار بن الطُّيوريّ، وأبو عليّ محمد بن محمد بن المهديّ، وأبو المواهب أَحْمَد بن محمد بن مُلُوك، وأبو نصر محمد بن محمد بن العُكَبَريّ، وأبو العِز أَحْمَد بن عُبَيْد اللَّه بن كادش، وأبو القاسم بن الحُصَيْن، وخلقٌ آخرهم موتًا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ.
قال الخطيب3: مات أبو الطَّيّب في ربيع الأوّل، صحيح العقل، ثابت الفهم، وله مائة وسنتان.
حرف الظّاء:
340-
ظَفْر بن الفرج بن عبد اللَّه بن محمد4.
أبو سعد البغداديّ الخفّاف.
روى عن: ابن الصَّلت الأهوازيّ.
توفّي في رمضان.
1 بل يوجب الغسل.
2 قال الإمام النووي: والصحيح المنصوص للشافعي وجمهور الأصحاب أنها ليست بإسلام، إلّا أن تسمع منه الشهادتان "تهذيب الأسماء "2/ 248".
3 في تاريخه "9/ 360".
4 تاريخ بغداد "9/ 368".
حرف العين:
341-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بن محمد بن حسْكان1:
الحاكم أبو محمد القُرَشيّ النَّيسابوريّ الواعظ، المعروف بالحذّاء.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وستّين وثلاثمائة.
وحجَّ مع أبيه سنة ثلاثٍ وثمانين، فسمع من مشايخ الرَّيّ وبغداد.
فسمع بالرَّي من عليّ بن محمد بن عمر الفقيه.
روى عنه: ابنه القاضي أبو القاسم عبيد اللَّه الحشكانيّ.
تُوُفّي في شوَّال.
342-
عبد اللَّه بن عليّ بن عَيّاض بن أبي عَقِيل2:
أبو محمد الصُّوريّ، القاضي عين الدّولة3.
سمع: أبا الحسين بن جُمَيْع، وغيره.
رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الخطيب، وسهل بْن بِشر الْإِسفرائينيّ، وغَيْث الأَرْمَنَازيّ.
توفِّي فَجْأَة بين عكّا وصُور.
343-
عبد العزيز بن أبي الحسين عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بشران البغداديّ4:
أبو الطّيِّب.
سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا عمر بن حيُّويه، وأبا بكر بن شاذان، وأبا الفضل الزُّهري.
قال الخطيب5: كتبنا عنه، وكان سماعه صحيحًا. تُوُفّي في صَفَر، وكان مولده سنة ثمانٍ وستين.
1 المنتخب من السياق "279".
2 تاريخ بغداد "1/ 256"، والكامل في التاريخ "9/ 651".
3 انظر معجم الألقاب "2/ 1127".
4 تاريخ بغداد "10/ 469"، والمنتظم "8/ 199".
5 في تاريخه.
344-
عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن المُظفّر1:
أبو بكر الدّمشقيّ الورّاق، الحنبليّ المعروف بابن حَزَوّر.
حدَّث عن: تمّام الرّازيّ.
روى عنه: ابنه عبد الواحد، ونجا بن أَحْمَد، وأبو طاهر محمد بن الحسين الرّازيّ.
345-
عبد الوهّاب بن عثمان2:
أبو الفتح ابن المخبزيّ.
بغداديّ صدوق.
روى عن: ابن حُبَابَة، وعيسى بن الوزير.
وعنه: أبو بكر الخطيب.
وهو أخو أبي الفرج.
346-
عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا3:
أبو الفتح، مقرئ العراق، ومصنَّف كتاب "التّذكار في القراءات".
سَمِعَ: محمد بن إسماعيل الورَّاق، وابن معروف القاضي، وعيسى بن الجرَّاح، وابن سُوَيْد المؤدِّب.
قال الخطيب4: كتبنا عنه، وكان ثقةً عالمًا بوجوه القراءات، بصيرًا بالعربيّة.
تُوُفّي في صَفَرْ، ومولده في سنة سبعين وثلاثمائة.
قلت: قرأ عَلَى أَحْمَد بن عبد اللَّه بن الخَضِر السَّوسنجرديّ، وعبد السّلام بن الحسين، وأبي الحسن بن العلاف، والحماميّ، وطبقتهم.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "15/ 281".
2 تاريخ بغداد "11/ 34".
3 تاريخ بغداد "11/ 16، 17"، والعبر "3/ 222، 223"، وشذرات الذهب "3/ 285".
4 في تاريخه.
قرأ عليه بالرّوايات جماعة منهم: أبو الفضل محمد بن محمد بن الصّبَّاغ، وأبو غالب محمد بن عبد الواحد القزَّاز.
وروى عنه كتاب "التّذكار" الحسن بن محمد الباقَرْحيّ.
247-
عُبَيْد اللَّه بن عليّ1:
الْإِمام أبو القاسم الرَّقّيّ.
روى عن: أبي أَحْمَد الفَرَضيّ.
قال الخطيب2: كان أحد العلماء بالنَّحو واللغة والفرائض، كتبت عنه.
348-
علي بن بقاء بن محمد3:
أبو الحسن المصري الوراق الناسخ.
روى عن: القاضي أبي الحسن عليّ بن محمد الحلبيّ، وأبي عبد اللَّه التَّنُوخيّ اليمنيّ، وأبي مسلم الكاتب، والحافظ عبد الغنيّ بن سعيد.
ولم يزل يكتب لنفسِهِ ويورِّق لغيره إلى حين موته.
وكان مفيد مصر في وقته، ثقةً مُرضيًّا.
قال أبو عبد الله الرازي في "مشيخته": ثنا عليّ بن بقاء، ثنا محمد بن الحسين بن عمر التّنوخيّ اليمنيّ إملاءً بانتقاء خَلَف الواسطيّ، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رشْدين، ثنا أبو الطاهر بن السَّرح، ثنا رشيد بن سعد، فذكر حديثًا.
توفِّي في ذي الحجة.
349-
عَليّ بْن الحُسَيْن بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمر بْن الرفيل4:
المعروف بابن المُسلمة.
الوزير رئيس الرؤساء أبو القاسم البغدادي.
1 تاريخ بغداد "10/ 387، 388"، والمنتظم "8/ 199".
2 في تاريخه.
3 العبر "3/ 223"، والإعلام بوفيات الأعلام "186".
4 تاريخ بغداد "11/ 391، 392"، والبداية والنهاية "12/ 80"، المنتظم "8/ 196، 197، 200، 201"، وسير أعلام النبلاء "8/ 216-218".
استكتبه الخليفة القائم بأمر اللَّه، ثم استوزره. وكان عزيزًا عليه إلى الغاية، وهو لقّبه رئيس الرّؤساء، ورفع من قدره.
وكان من خيار الوزراء.
وُلِدَ سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة.
وسمع من جدِّه أبي الفرج المعدّل، ومن أبي أَحْمَد بن أبي مسلم الفَرَضيّ، وإسماعيل الصَّرصريّ.
وحدَّث.
روى عَنْه: أبو بكر الخطيب، وكان خصِّيصًا به.
قال1: كتبت عنه، وكان ثقة، قد اجتمع فيه من الآلات ما لم يجتمع في أحدٍ قبله، مع سداد مذهب، ووفور عقل، وأصالة رأي.
وقال أبو الفرج بن الجوزيّ2: وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة في ربيع الآخر رُسِمَ لَأبي القاسم عليّ بن المُسْلمة النَّظر في أمور الخليفة، وتقدَّم إلى الحواشي بِتَوْفِيَة حقوقه فيما جُعِلَ إليه، فجلس لذلك على دِهْلِيز الفِرْدَوْس، وعليه الطَّيلسان، وبين يديه الدَّواة، وهنَّاه الأعيان، واستُدعي إلى حضرة أمير المؤمنين، ثم خرج فجلس في الدّيوان في مجلس عميد الرّؤساء ودَسْتِه، وحُمِلَ على بَغْلِه بمركب، ومضى إلى داره ومعه القضاة والَأشراف والحُجَّاب.
وقال3 في سنة ثلاثٍ وأربعين: وفي عيد الأضحى حضر النّاس في بيت النّوبة، واسْتُدعي رئيس الرّؤساء، فخلع عليه، ولُقِّب جمال الورى شرف الوزراء.
قلت: ولم يبقَ له ضِدٌ إِلَّا البساسيريّ، وهو الأمير المظفَّر أبو الحارث أرسلان التُّركي، فإنَّهُ عظم قَدْرُهُ ببغداد، وبَعُدَ صِيُتُه، ولم يبق للملك الرحيم ابن بُويهْ معه إِلَّا مجرَّد الاسم.
ثُمّ إنَّ المذكور خلع الخليفة، وتملَّك بغداد، وخطب بها للمستنصر العبيدي، وقتل
1 في تاريخ بغداد "11/ 391".
2 في المنتظم "8/ 200".
3 في المنتظم "8/ 200".
رئيس الرّؤساء1 كما ذكرناه في ترجمة القائم وغير موضِع.
وقال أبو الفضل محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ في "تاريخه": إنَّ البَسَاسِيريّ حبس رئيس الرُّؤساء ثم أخرجه وعليه جبَّة صُوف وطرطور أحمر، وفي رقبته مِخْنَقَةُ جُلُود، وهو يقرأ:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: 26] ، الآية، وهو يُرَدّدها، وطِيفَ بِهِ على جَمَلٍ، ثم نصب له خشبة بباب خُراسان، وخِيطَ عليه جلد ثَوْر سُلِخَ في الحال.
وعلِّق في فكَّيه كلّابان من حديد، وعلِّق على الخشبة حيًّا، ولبث إلى آخر النّهار يضطّرب، ثم مات -رحمه اللَّه2.
قلت: ما أتت على البَسَاسِيريّ سنة حتّى قُتِلَ وطِيفَ برأسِهِ.
وكان صَلْبه في ذي الحجّة ببغداد.
350-
عليّ بن الحسين بن صَدَقَة3:
أبو الحسن بن الشَّرابيِّ الدِّمشقيّ المعدّل.
روى عن: أبي بكر بن أبي الحديد، وعبد اللَّه بن محمد الحِنّائيّ.
روى عنه: عليّ بن طاهر.
ومضى على سدادٍ وأمرٍ جميل.
توفِّي في جُمَادَى الأُولى.
351-
عليّ بن عمر بن أَحْمَد بن إبراهيم4:
أبو الحسن البرمكيّ، أخو إبْرَاهِيم وأحمد، وكان عليّ أصغرهم.
سمع: أبا الفتح القوّاس، وأبا الحسين بن سمعون، وابن حُبَابَة.
قال الخطيب5: كتبت عنه، وكان ثقة.
1 في الكامل في التاريخ "9/ 640".
2 المنتظم "8/ 197".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "17/ 228".
4 تاريخ بغداد "12/ 43"، والمنتظم "8/ 200".
5 في تاريخه.
درس على أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ مذهب الشَّافعيّ.
وتوفِّي فِي ذي الحجّة.
352-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب1:
القاضي أبو الحسن البصْريّ الماوَرْديّ الفقيه الشّافعيّ.
صاحب التّصانيف.
روى عن: الحسن بن عليّ الجيليّ صاحب أبي خليفة الجُمحيّ، وعن: عمر بن عَدِيّ المِنْقَريّ، ومحمد بن المعلَّى، وجعفر بن محمد بن الفضل.
روى عنه: أبو بكر الخطيب ووثَّقه، وقال: مات في ربيع الأوّل وقد بلغ سِتًّا وثمانين سنة.
وولي القضاء ببلدان كثيرة، ثمّ سكن بغداد.
وقال أبو إسحاق في "الطَّبقات"2: ومنهم أقضى القُضاة أبو الحسن الماوَرْديّ البصْريّ، تفقَّه على أبي القاسم الصَّيمريّ بالبصرة، وارتحل إلى الشّيخ أبي حامد الْإِسْفَرَائينيّ.
ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة.
وله مصنَّفات كثيرة في الفِقْه والتّفسير، وأصول الفِقْه، والَأدب. وكان حافظًا للمذهب.
قال: وتُوُفّي ببغداد.
وقال القاضي شمس الدين في "وفيَات الأعيان"3: من طالع كتاب "الحاوي" شهد له بالتبحُّر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة.
وله تفسير القرآن سمّاه "النُّكت"4، وله "أدب الدّنيا والدّين"5، و"الأحكام
1 تاريخ بغداد "12/ 102، 103"، وسير أعلام النبلاء "18/ 64-68".
2 طبقات الفقهاء "110".
3 ج "3/ 382".
4 ويسمَّى: "النكت والعيون".
5 ويسمَّى: "البغية العليا في أدب الدين والدنيا".
السُّلطانية"1، و"قوانين الوزارة وسياسة الملك"2، و"الإقناع في المذهب" وهو مختصر.
وقيل: إنَّه لم يُظْهِر شيئًا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلمَّا دَنَت وفاتُهُ قال لمن يثق به: الكُتُب الّتي في المكان الفُلانيّ كلها تَصْنِيفي، وإنَّما لم أُظْهِرها لَأنّي لَمْ أَجِدْ نِيَّةً خالِصَة، فإذا عايَنْتُ الموت ووقعْتُ في النَّزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضتُ عليها وعصرتُها، فاعلم أنَّهُ لم يُقْبَل منِّي شيءٌ منها، فاعمد إلى الكُتُب والْقها في دِجْلَة، وإن بسطت يدي ولم أقبضْ على يدك، فاعلم أنَّها قُبِلت، وأنِّي قد ظفرْتُ بما كنتُ أرجوه من اللَّه.
قال ذلك الشّخص: فلّما قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمتُ أنّها علامة القبول، فأظهرتُ كُتُبُه بعدَه.
قلت: آخِر من روى عَنْه أبو العز بن كادش.
وقال ابن خَيْرُون: كان رجُلًا عظيم القدر، متقدِّمًا عند السُّلطان، أحد الأئمَّة، لهُ التَّصانيف الحِسَان في كل فنٍّ من العلم، بينه وبين القاضي أبي الطَّيّب في الوفاة أحد عشر يومًا3.
قال أبو عَمْرو بن الصّلاح رحمه الله: هو متَّهم بالْإِعتزال، وكنتُ أتأوَّل له وأعتذِر عنه، حتّى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم.
قال في تفسيره في الأعراف: لَا يُساء عبادة الأوثان.
وقال في قوله: {جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا} [الأنعام: 112] على وجهين، معناه: حكمنا بأنهم أعداء، والثّاني: تركناهم على العداوة فلم نمنعهم.
قال ابن الصّلاح: فتفسيره عظيم الضَّرر، لكونه مشحونًا بتأويلات أهل الباطل، تدسيسًا وتلبيسًا.
وكان لَا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة حتى يُحْذَر، بل يجتهد في كِتْمان موافقته لهم، ولكن لَا يوافقهم في خلق القرآن ويوافقهم في القدر4.
1 ويسمَّى: "الأحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية".
2 في سير أعلام النبلاء "18/ 65": "قانون الوزارة".
3 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي "3/ 303".
4 طبقات الشافعية الكبرى "3/ 304".
قال في قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] يعني بِحُكْمٍ سابق، وكان لَا يرى صحّة الرّواية بالإجازة.
وذكر أنه مذهب الشَّافعيّ، وكذا قال في المكاتبة: أنَّها لَا تصحّ.
ثم قال ابن الصَّلاح: أنا عزّ الدّين بن الأثير، أنا خطيب الموصِل، أنا ابن بدران الحُلْوانيّ، أنا الماوَرْديّ، فذكر حديث:"هل أنت إِلَّا إصْبَع دميت؟ " 1 قلت: وبكلِّ حالٍ هو مع بدعةٍ فيه من كبار العلماء. فلو أنَّنا أهدرنا كلَّ عالمٍ زلَّ لما سَلِمَ معنا إِلَّا القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقًا، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقًا، وأسأل اللَّه أن يتوفاك على التّوحيد.
353-
عمر بن الحسين بن إبراهيم2:
أبو القاسم الخفَّاف، أخو محمد.
بغداديّ صدوق. سمع: أبا الحسين بن المظفّر، وأبا حفص الزَّيّات، وأبا الفضل الزُّهريّ، وطبقتهم.
روى عنه: الخطيب، وجماعة.
وآخر من روى عنه قاضي المرسنان.
354-
عمر بن محمد بن عليّ بن مَعْدان:
أبو طاهر الْأصبهانيّ الأديب الورَّاق.
قال ابن السَّمعاني: توفِّي في حدود سنة خمسين.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهَّاب السُّلمي، وأبي عبد اللَّه بن مَنْدَهْ.
حرف الميم:
355-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن ملهب بن جعفر:
أبو بكر القرطبيّ الأديب.
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "2802"، ومسلم "1796"، وأحمد "4/ 312، 313".
2 تاريخ دمشق "11/ 376"، والعبر "3/ 223".
قال أبو عبد اللَّه الأَبَّار: سمع الكثير من أبي الوليد بن الفَرَضيّ، وأبي عبد اللَّه بن الحذّاء، وجماعة.
وكان من أهل الكتابة والبلاغة، له تعليق على تاريخ ابن الفَرَضيّ، وكان ذا حظوةٍ عند الملوك، وهو من بيت وزارة.
توفِّي في حدود الخمسين.
356-
محمد بن أَحْمَد بن الحسين:
ابن المُسْنِد المشهور عليّ بن عمر الحربيّ السكَّري البغداديّ أبو الحسن، الشّاعر المعروف بالخازن.
من أعيان الشُّعراء.
روى عنه: أبو الفضل بن خَيْرُون، وشُجاع الذُّهليّ، وغيرهما.
وتوفِّي في رابع شوَّال.
قلت: ولو سبَّح اللَّه لكان خيرًا له.
ومن شِعره:
وقالوا: غداة البَيْنِ دَمْعُكَ لم يفِضْ
…
وقد شطّ بالَأحباب عنك مزارُ
فقلت: حَذَار البَيْن أَفْتَيْتُ أَدْمُعي
…
وفي القلب من ذِكْرِ التَّفَرُّقِ نارُ
357-
محمد بن الحسن بن المؤمّل النَّيسابوري:
ويُعْرَف بشاة الموصليّ.
من بيت الرّواية والصّلاح.
روى عن: أبي أَحْمَد الحاكم، وأبي سعيد بن عبد الوهَّاب الرّازيّ.
وسكن بَيْهَق.
358-
محمد بن عبد الجبّار بن أَحْمَد1:
القاضي أبو منصور السّمعانيّ المَرْوَزِيّ الفقيه الحنفيّ.
وسمعان بطن من تميم.
1 العبر "3/ 223، 224"، وشذرات الذهب "3/ 287".
كان أبو منصور إمامًا ورِعًا نَحْوِيًّا لُغَوِيًّا، لهُ مصنَّفات.
وهو والد العلّامة أبي المُظفّر منصور بن محمد السَّمعانيّ مُصنف "الاصْطِلام"، ومصنّف الخلاف الّذي انتقل من مذهب الوالد إلى مذهب الشّافعيّ.
توفِّي أبو منصور بمرو في شوَّال.
359-
محمد بن عُبَيْد اللَّه بن محمد بن إبراهيم:
أبو الوفاء بن أبي مَعْشَر الهَمَذَانيّ الواعِظ.
روى عن: القاضي أبي عمر الهاشميّ، ويحيى بن عمَّار السَّجستاني، والمظفّر بن أَحْمَد.
قال شِيرُوَيْه: كان متعصِّبًا للسُّنّة وأهلِها. ثنا عنه أبو الوفاء محمد بن جابار، وكان كثير البكاء في وعظه.
توفِّي في شَوّال.
360-
محمد بن الفضل بن محمد بن محمد1:
الحافظ أبو عليّ الهرويّ جهاندار.
لهُ "وفيَّات على السنين" من سنة أربعمائة إلى قريب وفاته.
توفِّي في المُحَرَّم.
وقد حدَّث بجامع التِّرمذي بنَيْسَابُور.
سمع: أبا عليّ منصور بن عبد اللَّه الخالديّ، وطبقته.
361-
محمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم2:
أَبُو عَبْد اللَّه الهاشميّ البغداديّ.
قال الخطيب: ثنا عن أبي القاسم بن حَبَابَة.
وكان صدوقًا.
1 المنتخب من السياق "48، 49".
2 تاريخ بغداد "3/ 237".
362-
محمد بن همَّام بن الصَّقر1:
أبو طاهر الموصليّ البّزّاز.
سمع: أَبَوَيِ الحَسَن الدَّارقطني والسُّكري.
قال الخطيب: صدوق.
363-
مقلد بن نصر بن منقذ2:
الَأمير مخلِّص الدّولة أبو المتوَّج الكِنَانيّ، صاحب شَيْزَر.
كان رئيسًا سعيدًا، نبيل القدْر، مدحهُ الشُّعراء، وخرج من ذرِّيته أُمراء وفُضلاء.
364-
منصور بن الحسين3:
أبو الفوارس الأَسَديّ، صاحب جزيرة ابن عُمَر، ولَقَبُه شهاب الدَّولة.
مات بناحية خُوزستان؛ واجتمعت عشيرته بعده على ولده صَدَقَة.
365-
منصور بْن الْحُسَيْن بْن عليّ بْن القَاسِم بْن محمد بن روَّاد4:
أبو الفتح التّانيّ5 الْأصبهانيّ.
ذكره يحيى بن مَنْدَهْ في "تاريخه"، وقال: صاحب أُصول كُتُب الحديث، وكان من أروى النّاس عن ابن المقرئ.
ومات في ذي الحجّة.
قال ابن نُقْطة: روى "معجم ابن المقرئ"، و"مسند أبي حنيفة" جمع ابن المقرئ.
روى عنه سعيد بن أبي الرّجاء هذين الكتابين.
قلت: روى عنه "تهذيب الآثار" للطّحاويّ السّرّاج، جماعة من ابن المقرئ.
1 تاريخ بغداد "3/ 365".
2 تاريخ حلب للعظيمي "344".
3 الكامل في التاريخ "9/ 650"، والبداية والنهاية "12/ 81".
4 سير أعلام النبلاء "18/ 152، 153"، وشذرات الذهب "3/ 287".
4 التاني: نسبة إلى التنائية وهي: الدهقنة، ويقال لصاحب الضياع والعقار: التاني "الأنساب "3/ 13".
حرف النُّون:
366-
نَصْر بْن عليّ بْن محمد بْن عبد العزيز:
أبو القاسم الهَمَذَانيّ الفقيه.
روى عن: أبي بكر بن لال، وأبي الحسن بن جَهْضَم، وأبي الحسن بن فراس العَبْقَسيّ، ومحمد بن عبد اللَّه الْجُعْفيّ الكوفيّ، وأبي عليّ حَمْد بن عبد اللَّه الْأصبهانيّ، وخلق سواهم.
قال شِيُروَيْه: كان صدوقًا فقيهًا وَاعِظًا، قانِعًا باليسير، مقبولًا عند النّاس.
توفِّي في شعبان.
حرف الهاء:
367-
هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد المأمونيّ1:
أبو الفضل البغداديّ.
توفِّي في ربيع الآخر.
الكنى:
368-
الملك الرحيم أبو النصر2:
ابن الملك أبي كاليجار ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة ابن بُوَيْه آخر ملوك بني بُوَيْه.
مات في الحبس بقلعة الرّيّ، وانتزع المُلك منه السُّلطانُ طُغْرُلْبك سنة سبعٍ وأربعين كما هو في الحوادث مذكور.
1 تاريخ بغداد "14/ 72".
2 الكامل في التاريخ "9/ 650"، والعبر "3/ 224".
المتوفّون تقريبًا:
حرف الألِف:
369-
أَحْمَد بن رشيق1.
أبو العبّاس الأندلُسيّ الكاتب، مولى ابن شهيد.
نشأ بمرسية وتحوَّل إلى قُرْطُبَة، وطلب الآداب فبرع وبسق في التَّرسُّل وحُسْن الحظ، وتقدَّم فيهما إلى الغاية، وشارك في العلوم. وأكثر من الفقه والحديث، وبلغ من الرئاسة ما لا مزيد عليه، فقدَّمه الأمير مجاهد العامري على كُلِّ من في دولته، وكان من رجال الدَّهر رأيا وحزْمًا وسُؤْددًا وهيبةً ووقارًا. بالغ في إطرائه الحميدي وقال2: مات بعيد الأربعين وأربعمائة عن سنٍّ عالية.
وله رسائل متداولة، وله مؤلَّف على تراجم صحيح البُخاريّ وبيان مُشكِله.
وقد سمعت منه شِعرًا.
370-
أَحْمَد بن محمد بن حُمَيْد بن الأشعث3:
القاضي أبو نصر الكُشاني، وكُشانية على اثني عَشَر فرسخًا من سَمَرْقَند.
روى عن: أَحْمَد بن محمد بن إسماعيل البخاريّ.
روى عنه: إسحاق بن عمر الخطيب.
قال ابن السَّمعانيّ: عاش مائة وعشرين سنة مُمَتّعًا بحدّة بصره.
مات بعد سنة ثلاثٍ وأربعين.
371-
أَحْمَد بن زكريّا:
أبو نصر الضَّبيّ النَّيسابوري الزَّاهِد.
ذكره عبد الغافر فقال: رجل معروف من أصحاب أبي عبد اللَّه.
1 معجم الأدباء "3/ 33، 34"، ومعجم المؤلفين "1/ 223".
2 في الجذوة.
3 الأنساب "10/ 432".
صحِب الأستاذ أبا جعفر محمد بن أَحْمَد بن جعفر، من قدمائهم وزُهّادِهم، ثم صحب الْإِمام محمد بن الهَيْصَم، وأخذ العِلم عنه، وتخرَّج به، وكان ينوب عنه في بعض المدارس، وقد بلغ من الزُّهد والقنَاعة ومُصابرة الفقر الدّرجة القُصوى، وظهرت عليه كرامات.
وحكى عنه أصحابه حكايات في المجاهدات.
372-
إدريس بن اليمان بن سام1:
أبو عليّ العبدريّ، المعروف بالشّينيّ الأندلُسيّ الشَّاعِر.
قال ابن الأبّار: روى عن أبي العلاء صاعِد بن الحسن اللُّغَويّ.
وعنه: خَلَف بن هارون.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا2، لم يكُن بعد أبي عمرو بن درَّاج من يجري عندهم مجراه.
وتوفِّي في نحو الخمسين وأربعمائة.
373-
إسماعيل بن المؤمّل بن حسين:
أبو غالب الْإِسكافيّ النَّحوي الضَّرير، أحد الشُّعراء الكِبار النُّحاة المُحقّقين ببغداد.
روى عن مِهْيار الدَّيلمي "ديوانه".
روى عنه: عزيزيّ بن عبد الملك الجيليّ، وأبو القاسم عبد الله بن ناقيا الشّاعر، والمبارك بن فاخر النَّحوي.
ذكر محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ أنَّ الوزير أبا القاسم بن المسلمة ذكر إسماعيل الضرير فقال: ما أرى مفتوح العين في النَّحو إِلَّا هذا المُغمِض العين.
وقد مات في صفر سنة ثمانٍ وأربعين.
1 جذوة المقتبس للحميدي "170" رقم "313".
2 انظر بعضه في "الجذوة 170"، و"بغية الملتمس للضبي "236، 237".
ومن شِعره:
سَرَت ومطايا بَيْنِها لم ترحلِ
…
وزارت وحادي رَكْبِها لم يَحْمِلِ
مُنَعّمةً تفترُّ إمّا ابتَسَمَتْ
…
عن الدُّرّ أو نُورِ الأَقَاحِ المُظلَّل
نعَمِنْا بها دَهْرًا، فَمِنْ لَثْمِ أَحْمَرٍ
…
ومِنْ رَشْفِ مسكيٍّ وتَقْبيِلِ أَكْحُلِ
كأنَّ العبيرَ الغضَّ علَّ سحيقُهُ
…
بمشمولةٍ من خَمْرِ بابِلَ سَلْسَلِ
تعلّ به وَهْنًا مجاجة رِيقِها
…
وقد لحِقَت أُخْرى النُّجوم بأوَّلِ
374-
إشراق السَّوداء:
العَرُوضيّة، مولاة أبي المطرِّف عبد الرّحمن بن غَلْبُون القُرْطُبيّ الكاتب، سكنت بَلَنْسِية، وكانت قد أخذت عن مولاها النَّحو واللُّغة، ولكنَّها فاقته في ذلك، وبرعت في العروض.
وكانت تحفظ "الكامل" للمبرّد، و"النّوادر" للقالي، وتشرحهما.
قال أبو داود سليمان بن نجاح: قرأت عليها الكتابين، وأخذت عنها علم العَرُوض.
تُوُفّيت بدانية بعد سيّدها، وموته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ذكرها ابن الأبّار.
حرف الحاء:
375-
الحسين بن أَحْمَد بن بكّار بن فارس:
أبو عبد اللَّه الكِنديّ المقرئ.
روى جزءًا عن عبد الوهّاب الكِلابي بمصر.
سمعه منه: القاضي أبو الفضل السَّعدي، وعليّ بن بقاء الورّاق، وحدَّث عنه: محمد بن أحمد الرازي في مشيخته.
حدَّث سنة أربعين.
376-
الحُسَين بْن عَبْد اللَّه بن محمد بن المرزبان بن منجويه:
أبو عليّ الْأصبهانيّ.
عن: أبي بكر بن المقري، وابن مَنْدَهْ.
وعنه: سعيد بن أبي الرّجاء، وحبيب بن محمد الطّهْرانيّ.
حرف العين:
377-
عليّ بن الحسين بن عليّ بن شعبان:
أبو الحسن الخولانيّ المصريّ.
سَمِعَ: القاضي أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن الحسن بن عليّ بن الدقاق، وأحمد بن عبد اللَّه بن زريق المخزوميّ، وغيرهما.
روى عنه: أبو عبد اللَّه الرازي في "مشيخته".
378-
عليّ بن طاهر1:
أبو الحسن القُرَشِي المَقْدسيّ الصُّوفيّ الحاجّ:
حجّ قريبًا من أربعين مرّة.
وروى عن: عبد الوهّاب الكِلابيّ، وأحمد بن فارس العَبْقَسيّ.
روى عنه: نصر المقدسيّ، وإبراهيم بن يونس، وعليّ بن محمد بن محمد بن شجاع، وغيرهم.
379-
عليّ بن عبد الغالب بن جعفر2:
أبو الحسن البغداديّ الضرّاب الحافظ. المعروف بابن الفتيّ، وبابن أبي معاذ.
سمع: أَبَا أَحْمَد الفَرَضيّ، وابن الصَّلت المُجَبِّر، وأبا عمر بن مهديّ.
ورحل إلى خُراسان مع الخطيب.
وسمع من: أبي بكر الحِيريّ، وأبي سعيد الصَّيرفي.
1 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "18/ 99، 100" رقم "3".
2 الأنساب "8/ 105".
وسمع بمصر من: أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس، وبدمشق من: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب، وعمر بن أَحْمَد الآمدي، وعليّ بن أَحْمَد بن ثابت العثمانيّ، وأبو عبد اللَّه القُضاعي، وعليّ بن محمد بن شُجاع، وأبو الوليد سليمان بن خلف البَاجيّ.
وقال الباجيّ: شيخٌ ثِقة، لهُ بعض المِيز.
حرف الميم:
380-
محمد بن عليّ بن حسّول:
أبو العلاء الكاتب الهَمَذَانيّ.
صدر نبيلٌ عالم، له النَّظم والنَّثر.
سمع من الصّاحب إسماعيل بن عبّاد، وسمع من: أبي الحسين أَحْمَد بن فارس "مجمله في اللُّغة".
وروى عنه: شجاع الذُّهليّ، وأبو عليّ الحدّاد.
وروى شيئًا من كتب الأدب ببغداد وأصبهان، وروى أيضًا بهمذان عنه: أَحْمَد بن سليم المقرئ.
قال الذُّهلي: قَدِمَ علينا سنة سبعٍ وأربعين وأربعمائة.