المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة ست وأربعين وأربعمائة: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٣٠

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثلاثون

- ‌الطبقة الخامسة والأربعون

- ‌أحداث سنة إحدى وأربعين وأربعمائة

- ‌أحداث سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة أربع وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة خمس وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ست وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة سبع وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثمان وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة تسع وأربعين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة خمسين وأربعمائة:

- ‌وفيات الطبقة الخامسة والأربعون:

- ‌الطّبقة السّادسة والَأربعين

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسين وأربعمائة على سبيل الاختصار

- ‌أحداث سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة:وقعة الفُنَيْدِق:

- ‌أحداث سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة:وزارة ابن دارست:

- ‌أحداث سنة أربع وخمسين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة خمس وخمسين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ست وخمسين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة سبع وخمسين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ثمان وخمسين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة تسع وخمسين وأربعمائة:

- ‌أحداث سنة ستين وأربعمائة:

- ‌وفيات الطبقة السادسة والأربعين

- ‌الفهرس العام للكتاب:

الفصل: ‌أحداث سنة ست وأربعين وأربعمائة:

‌أحداث سنة ست وأربعين وأربعمائة:

شغب الْأتراك على وزير السلطان:

فيها تفاوَضَ الْأتراك في الشكوى من وزير السلطان، وعزموا على الشغب،

فبرَّزوا الخيم وركبوا بالسلاح، وكثرت الْأراجيف، وغلِّقت الدروب ببغداد، ولم يُصلِّ أحدٌ جُمُعة إِلَّا القليل في جامع القصر. ونقل الناس أموالهم، فنودي في البلد: متى وُجد الوزير عند أحدٍ حَلّ ماله ودمُه.

وركبت الْأتراك فنهبوا دورًا للنصارى، وأخذوا أموالًا من البيعة وأحرقوها.

ودافع العوام عن نفوسهم، فراسل الخليفة الْأتراك وأرضاهم1.

وزارة أبي الحسين بن عبد الرحيم:

ثم إنَّ الوزير ظهر فطُولب، فجرح نفسه بسكّين، فتسلّمه البساسيري، وتقلّد الوزارة أبو الحسين بن عبد الرحيم.

أخذ ابن بدران الْأنبار:

وقصد قريش بن بدران الْأنبار فأخذها2.

عودة البساسيري إلى بغداد:

وردّ أبو الحارث البساسيري إلى بغداد من الوقعة مع بني خفاجة، فسار إلى داره بالجانب الغربي، ولم يلم بدار الخلافة على رسْمه، وتأخَّر عن الخدمة، وبانت فيه آثار النّفرة، فراسله الخليفة بما طيَّبَ قلبه، فقال: ما أشكو إِلَّا من النائب في الديوان. ثم توجَّه إلى الْأنبار فوصلها، وفتح وقطع أيدي طائفة فيها، وكان معه دُبيس ابن علي3.

انكسار جيش المعُز إلى القيروان:

وفي سنة ست ملكت العرب الذين بعثهم المستنصر لحرب المُعز بن باديس، وهم بنو زغبة، مدينة طرابلس المغرب، فتتابعت العرب إلى إفريقية، وعاثوا وأفسدوا، وأمَّروا عليهم مؤنس بن يحيى المرداسي، وحاصروا المُدن وخرَّبوا القرى، وحلَّ بالمسلمين منهم بلاء شديد لم يُعْهَد مثله قط.

1 المنتظم "8/ 159، 160".

2 البداية والنهاية "12/ 65".

3 الكامل في التاريخ "9/ 301، 302"، والبداية والنهاية "12/ 65".

ص: 10

فاحتفل ابن باديس وجمع عساكره، فكانوا ثلاثين ألف فارس، وكانت العرب ثلاثة آلاف فارس، فأرادت العرب الفرار، فقال لهم مؤنس: ما هذا يوم فرار. قالوا: فأين نطعن هؤلاء وقد لبسوا الكزاغندات1 والمغافر2؟ قال: في أعينهم. فسُمِّيَ أبا العينين". فالتحم الحرب، فانكسر جيش المُعز، واستحر القتل بجنده، ورُدَّ إلى القيروان مهزومًا، وأخذت العرب الخيل والخيام بما حوت3.

وفي ذلك يقول بعضهم:

وإن ابن باديسٍ لَأفضل مالكٍ

ولكن لعمري ما لديه رجالُ

ثلاثون ألفًا منهم غلبتهم

ثلاثة ألفٍ إن ذا المحال

انهزام المُعز للمرة الثانية:

ثم جمع المُعز سبعة وعشرين ألف فارس، وسار يوم عيد النحر، وهجم على العرب بغتة، فانسكر أيضًا، وقُتِلَ من جنده عالم عظيم، وكانت العرب يومئذٍ سبعة آلاف.

وثبت المُعز ثباتًا لم يُعهد بمثله، ثم ساق على حميّة.

وحاصرت العربُ القيروان، وانجفل الناس في المهديّة لعجزهم.

وشرعت العرب في هدم الحصون، وقطع الْأشجار، وإفساد المياه. وعمَّ البلاء، وانتقل المُعز إلى المهديّة، فالتقاه ابنه تميم واليها4.

انتهاب القيروان:

وفي سنة تسع وأربعين نهبت العرب القيروان5.

1 الكزاغندات: هي أردية محشوة من القطن أو الحرير يتدرع بها في الحرب.

2 المغافر: الخوذات الواقية للرأس.

3 إتعاظ الحنفا "2/ 214، 215".

4 دول الإسلام "1/ 262".

5 تاريخ ابن خلدون "6/ 159".

ص: 11

انهزام زناتة أمام بلكين:

وفي سنة خمسين خرج بُلُكِّين ومعه العرب لحرب زناتة، فقاتلهم فانهزمت زناتة وقُتِلَ منهم خلق.

قتل أهل نقيوس للعرب:

وفي سنة ثلاث وخمسين قَتَل أهل نقيوس1 من العرب مائتين وخمسين رجلًا، وسبب ذلك أنَّ العرب دخلت المدينة تتسوَّق فقتل رجل من العرب رجلًا محتشمًا مقدَّمًا؛ لكونه سمعه يُثني على ابن باديس، فغضب له أهل البلد، وقتلوا في العرب وهم على غفلة.

نقصان النيل وتزايد الغلاء والوباء:

وقال المختار بن بطلان: نقص النيل في هذه السنة، وتزايد الغلاء، وتبعه وباء شديد، وعَظُم الوباء في سنة سبع وأربعين2.

تكفين السلطان ثمانين ألف نفس:

ثم ذكر أنَّ السلطان كفَّن من ماله ثمانين ألف نفس، وأنه هلك ثمانمائة قائد، وحصل للسلطان من المواريث مال جليل.

تخريب الْأعراب سواد العراق:

وفيها عاثت الْأعراب وأخربوا أكثر سواد العراق، ونهبوا، وذلك لاضطراب الْأمور وانحلال الدولة.

استيلاء طغرلبك على أذربيجان:

وفيها استولى طغرلبك على أذربيجان بالصُلح، وسار بجيوشه فسبى من الروم وغَنِمَ وغزا3.

1 نقيوس: قرية بين الفسطاط والإسكندرية "معجم البلدان "5/ 303".

2 اتعاظ الحنفا "2/ 226".

3 الكامل في التاريخ "9/ 598، 599"، والبداية والنهاية "12/ 65".

ص: 12