الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في "الغريب"(2/ 156) قال: "خير الناس هذا النمط الأوسط، يلحق بهم التالى، ويرجع إليهم الغالي". وتعمدت إثباته في هذا الموضع عسى أن تظهر له طرق أخرى تقويه بفضل الله عز وجل ومنه.
استدراك:
أثر مطرف بن عبد الله رواه أبو نعيم (2/ 209) من طريق ابن علية أيضًا عن إسحاق بن سويد قال: تعبد عبد الله بن مطرف، فقال له أبوه:"أي عبد الله العلم أفضل من العمل، والسيئة بين الحسنتين، وشر السير (في الأصل الشيئين، وهو تصحيف) الحقحقة" ورجاله ثقات لكنه مقلوب، والصواب "والحسنة بين السيئتين" كما هى رواية أبي عبيد.
وأثر وهب بن منبه: "إن لكل شئ طرفين ووسطًا .. " في "الحلية" أيضًا (4/ 45).
الحديث الثالث والعشرون:
" الدعاء سلاح المؤمن".
ضعيف جدًا. رُوِى من حديث على، وجابر.
1 -
حديث على:
رواه أبو يعلى (1/ 344) وابن عدى (6/ 2181) والحاكم (1/ 492) والقضاعي (143) من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي به مرفوعًا بزيادة: "وعماد الدين، ونور السموات والأرض". وإسناده ضعيف جدًا، الهمداني واه وكذبه ابن معين، ووهم الحاكم فقال:"هذا حديث صحيح، فإن محمد بن الحسن هذا هو التل، وهو صدوق في الكوفيين".
وقال الذهبي: "صحيح"، مع أنه أورد هذا الحديث بعينه في جملة مناكير الهمداني، في ترجمته من "الميزان"(3/ 514) وسبقه إلى ذلك ابن عدى ووهم الذهبي أيضًا، فأورده في جملة مناكير التل (3/ 513).
وقال الهيثمى (10/ 147): "رواه أبو يعلي، وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد، وهو متروك" وفى الإسناد أيضًا انقطاع بين على بن الحسين وجده على رضى الله عنه وانظر تفصيل ما تقدم - بأطول منه - في "الضعيفة"(179).
2 -
حديث جابر:
رواه أبو يعلى أيضًا (3/ 346) من طريق محمد بن أبي حميد المدني عن محمد بن المنكدر عنه به مرفوعًا، ولفظه:"ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم، ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن".
وقال الهيثمى (10/ 147): "وفيه محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف".
قلت: ووهاه كثير من الأئمة كابن معين والبخارى وأبو حاتم الرازى والجوزجاني والنسائى وغيرهم، وهو كما قال هؤلاء رحمهم الله فإن عامة أحاديثه مناكير لا يتابع عليها.
والحديث من هذا الوجه في "الضعيفة" أيضًا (180). واقتصر الشيخ الألبانى حفظه الله على تضعيفه. وقال - في آخر الكلام عن حديث على -: "والجملة الأولى من الحديث وردت من كلام الفضيل بن عياض، رواه السلفى في "الطيوريات" (64/ 1)، ورويت في حديث آخر ضعيف وهو
…
" فذكر حديث جابر.
قلت: (الأثر) عن الفضيل رحمه الله رواه أيضًا الشجرى في (48)"أماليه"(1/ 44)
(48) وفيها أخطاء وتصحيفات كثيرة، منها - على سبيل المثال - قوله في هذا الإسناد: "أخبرنا أحمد أبو الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد العقيقي قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن سفيان الموصلي المعلم. قال حدثنا أبو يعلى
…
" الخ. وإنما الصواب "
…
العتيقي قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي
…
" الخ.
من طريق الحافظ أبي يعلي رحمه الله قال: حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "الدعاء سلاح المؤمن، والصبر سلاح المؤمن، ولو كان مع علمائنا صبر، لما تمندلوا بهم هؤلاء" - يعنى الملوك - اهـ. وإسناده حسن.
الحديث الرابع والعشرون:
" الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه، من جاء بخاتم مولاه، قضيت حاجته".
ضعيف جدًا. رواه الطبراني في "الأوسط". قال السخاوى (ص 215، 216): "من حديث ابن عيينة وابن أبي فديك كلاهما عن محمد بن عمرو عن ابن أبي لبيبة عن أبي هريرة به مرفوعًا، وقال: "لا يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بهذا الإسناد".
وقال المناوى (3/ 544): "قال الهيثمى: وفيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس، وهو ضعيف وقال الذهبي: حديث ضعيف".
قلت: وأورد أحمد هذا في "المغنى"(1/ 57) وقال: "ضعفوه" وهو إلى الضعف الشديد أقرب، فقد أورده الدارقطني في "الضعفاء"(41) وسكت عنه، فهو متروك عنده وعند البرقاني وأبي منصور بن حمكان كما هو منصوص عليه في مقدمة الكتاب المذكور.
وقال ابن حبان في "المجروحين"(1/ 140): "منكر الحديث، يأتى بالأشياء المقلوبة التي لا يجوز الاحتجاج بها". وذكر له حديث الغار من طريق يونس عن الزهري عن أنس، وقال:"ما حدث الزهري بشئ من هذا قط، ولا يونس. إنما هو حديث ثابت عن أنس فقط، ولم يروه عن ثابت إلا همام وجعفر بن سليمان الضبعي" وقد أورد السخاوي لدى الكلام على حديث الترجمة حديثين آخرين:
الأول: رواه الطبراني أيضًا في "الأوسط" و "الصغير" عن المقدام بن معديكرب مرفوعًا: "يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر ولا أبيض لم يتهن بالعيش". قال: "ورواه أحمد بلفظ: "يأتي على الناس زمان لا ينفع فيه إلا الدرهم والدينار".
قلت: لفظه في "المسند"(4/ 133)"ليأتين على الناس زمان لا ينفع فيه إلا الدينار والدرهم" وهو أيضًا في "المعجم الكبير"(20/ 278، 279). وقال الهيثمي (4/ 65): "ومدار طرقه كلها على أبي بكر بن أبي مريم، وقد اختلط".
الثاني: رواه الديلمي عن جابر رفعه: "الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار مع المنافق، وهما زاده إلى النار".
قلت: وهو في "فردوس الأخبار"(4/ 512) بلفظ: "الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار ربيع المنافق، وهما زاداه إلى النار".
ورواه ابن الجوزى في "العلل المتناهية"(1480) من طريق الدارقطني قال. نا الحسين بن جعفر الكوكبى قال: نا أحمد بن عمر بن بشر البزاز قال: نا جدى إبراهيم بن فرقد قال: نا القاسم بن بهرام عن عطاء عن جابر به بلفظ: "
…
وهما زادان أهليهما إلى النار".
وقال: "تفرد به القاسم بن بهرام. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال".
قلت: لفظه في "المجروحين"(2/ 214): "يروى عن أبي الزبير العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وكذَّبه ابن عدى في "الكامل"(7/ 2749) والراويان دونه لم أقف لهما على ترجمة.
وأخيرًا (فالصواب) في حديث الترحمة أنه من قول وهب بن منبه رحمه الله كما رواه ابن عساكر (17/ 962) من طريق إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل عنه قال: "الدراهم والدنانير خواتيم الله في الأرض، فمن ذهب بخاتم
الله، قضيت حاجته" ثم وجدته في "تاريخ بغداد" (5/ 449، 450) من هذا الوجه.
ورواه أبو نعيم (4/ 53 - بمعناه - من وجه آخر فهو حسن. والله أعلم.
الحديث الخامس والعشرون:
" رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر جهاد النفس".
ضعيف - بغير هذا اللفظ - ولكن هكذا اشتهر على الألسنة في الآونة الأخيرة - ولم أقف عليه به مرفوعًا أو موقوفًا. وإنما رواه الخطيب (13/ 523، 524) وعنه ابن الجوزى في "ذم الهوى"(ص 39) من طريق يحيى ابن العلاء قال: حدثنا ليث عن عطاء بن أبي رباح عن جابر قال: "قدم النبى صلى الله عليه وآله وسلم من غزاة له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر". قالوا: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله؟ قال: "مجاهدة العبد هواه". وإسناده واهٍ جدًا.
ورواه البيهقى في "الزهد الكبير"(374) من طريق يحيى بن يعلى عن ليث به، ولفظه:"قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوم غزاة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "قدمتم خير مقدم، من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر". قالوا وما الجهاد الأكبر؟ قال:"مجاهدة العبد هواه".
وقال البيهقى: "هذا إسناد ضعيف".
قلت: لضعف ليث بن أبي سليم - كما تقدم في الحديث الثامن عشر - وبقية رجاله كلهم ثقات.
وحكى العجلوني في (كشف الخفاء)(1362) عن الحافظ رحمه الله أنه قال في "تسديد القوس": "هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة".
(قلت): رواه ابن عساكر (2/ 444) من طريق الإمام النسائي رحمه الله أخبرنا صفوان بن عمرو نا محمد بن زياد أبو مسعود من أهل بيت المقدس قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل، وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب".
وإسناده حسن ومحمد بن زياد ترجمه ابن أبي حاتم (7/ 258) وكناه أبا إسحاق وقال: "سألت أبي عنه فقال: أدركته ولم يقدر لي أن أكتب عنه، قلت: ما حاله؟ قال: صالح"(49) وهذا الأثر - وإن كان يوهم أن جهاد النفس أعظم من جهاد العدو - إلا أنه يشهد لفضيلته قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "
…
وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل". وقوله: "المجاهد من جاهد نفسه لله" أو قال: "في الله عز وجل" وهما مخرجان مع حديث "قدمتم خير مقدم
…
" في "البدائل" (23). والله أعلى وأعلم.
الحديت السادس والعشرون:
" الشتاء ربيع المؤمن. قصر نهاره فصامه، وطال ليله فقامه".
منكر. رُوِى من حديث أبي سعيد الخدرى، - وبلفظ آخر- من حديث ابن مسعود.
1 -
حديث أبي سعيد:
رواه أحمد (3/ 75) وابن عدى (3/ 981) وأبو نعيم (8/ 325) والقضاعي (142، 141) وابن الجوزى في "العلل"(501) - مختصرًا - من طريق عمرو
(49) وترجمه كذلك الدولابى في "الكنى"(2/ 114) فقال: "أبو مسعود محمد بن زياد المقدسى. روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، وروى عنه صفوان بن عمرو السكوني" فإما أنه له كنيتان أو الكنية الأخرى وهم. فالله أعلم.
ابن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به.
وقال ابن الجوزى: "قال الدارقطني: تفرد به عمرو عن دراج، قال أحمد: أحاديث دراج مناكير". وكذلك استنكره عليه ابن عدى والذهبي في "الميزان"(2/ 25).
وعزاه السخاوى (ص 250) - بتمامه - إلى أبي يعلى والعسكرى وما وجدته في "مسند أبي يعلى"(2/ 324، 325) إلا مختصرًا، فلعله بتمامه في "مسنده الكبير". والله أعلم.
ورواه البيهقي في "سننه"(4/ 297) من طريق أبي الأسود عن ابن لهيعة عن دراج به تاما بلفظ: "قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام".
2 -
حديث ابن مسعود:
رواه ابن عدى (3/ 1296، 1297، 7/ 2481) والديلمى في "مسند الفردوس"(50)(ق: 242) من طريق محمد بن موسى الحرشى عن نعيم بن عبد الحميد الواسطى عن السرى بن إسماعيل عن الشعبى عن مسروق عنه به بلفظ "مرحبا بالشتاء، فيه تنزل الرحمة، أما ليله فطويل للقائم، وأما نهاره فقصير للصائم"، وهو حديث منكر كما قال الساجى وابن عدى والذهبي في "الميزان"(4/ 270).
وإسناده ضعيف جدًا، والسرى بن إسماعيل هو الهمدانى الكوفي، وهو متروك الحديث كما في "التقريب" (2221). ونعيم بن عبد الحميد قال ابن عدى:"ليس بذاك في الحديث" وقال ابن حبان في "الثقات"(9/ 218): "ربما أغرب". والآفة من السرى كما قال الذهبي، وليست من نعيم - كما قال ابن عدى - فإن السرى بَيِّن الضعف.
ومحمد بن موسى الحرشى أيضًا مختلف فيه، فرجح الذهبي في "الميزان"(4/ 50)
(50) وقد أورد محققًا "الفردوس"(4/ 451) إسناده بتمامه.
توثيقه وقال: "صدوق" وقال في "المغنى"(2/ 637): "صدوق مشهور قال أبو داود: ضعيف". أما الحافظ فقال في "التقريب"(6338): "لين" هذا، (ولم أقف) على حديث الترجمة - بعين هذا اللفظ - عن أحد من السلف، ولكن أشبه شئ به ما رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص 379) وابن أبي شيبة (3/ 100، 13/ 438) - واللفظ له - وأبو نعيم (3/ 267) من طريق حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال: "كان يقال إذا جاء الشتاء: يا أهل القرآن، طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصيامكم، فاغتنموا". وإسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. والله أعلم.
الحديت السابع والعشرون:
" الصمت حكم، وقليل فاعله".
ضعيف. رُوِى من حديث أنس، وابن عمر.
1 -
حديث أنس: وله طريقان:
الأولى: عند ابن عدى (5/ 1816) من طريق أبي عاصم عن عثمان بن سعد الكاتب عنه. والظاهر أن البيهقي أخرجه أيضًا في "شعب الإيمان" من هذا الوجه، فقد قال الحافظ العراقي في "تخرج الإحياء" (3/ 108):"أخرجه أبو منصور - الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث ابن عمر بسند ضعيف، والبيهقى في "الشعب" من حديث أنس بلفظ: "حكم" بدل "حكمة" وقال: "غلط فيه عثمان بن سعد. والصحيح رواية ثابت". والصحيح عن أنس أن لقمان قال، ورواه كذلك هو وابن حبان في "روضة العقلاء" بسند صحيح إلى أنس" اهـ.
قلت: وعثمان بن سعد ضعيف كما في "التقريب"(4471) ورفعه معلول كما حكى العراقي عن البيهقي.
الثانية: عند القضاعي (240) من طريق زكريا بن يحيي المنقرى، ثنا الأصمعى،
ثنا على بن مسعدة عن قتادة عنه به مرفوعًا. وإسناده ضعيف، على بن مسعدة هو الباهلي مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب فهو - وإن وثقه الطيالسى وقواه ابن معين وأبو حاتم - فقد قال البخارى: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوى، وحكى أبو داود تضعيفه عن بعض شيوخه، وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 111):"كان ممن يخطئ على قلة روايته وينفرد بما لا يتابع عليه، فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار". ثم أورد له من مناكيره، حديثيه عن قتادة عن أنس مرفوعا:"كل بنى آدم خطاء، وخير الحطائين التوابون" وحديث: "الإسلام علانية، والإيمان في القلب، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا".
وكذلك أوردهما له ابن عدى (5/ 1850) وقال: "ولعلي بن مسعدة غير ما ذكرت عن قتادة، وكلها غير محفوظة".
وكذلك أوردهما (51) الذهبي في ترجمته من "الميزان"(3/ 156). وقد وهم الشيخ السلفي حفظه الله حيث قال - في تحقيق "مسند الشهاب" - "زكريا ابن يحيى ضعفه ابن يونس وفى "الميزان" و "اللسان": المقرى، وعلى بن مسعدة صدوق له أوهام فالحديث ضعيف
…
" الخ، فإن زكريا هذا هو ابن يحيى بن خلاد المنقرى أبو يعلى البصرى، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 255) وقال: "وكان من جلساء الأصمعي".
أما ذاك المترجم في "الميزان" و "لسانه" فهو السراج المقرئ المصرى أبو يحيى، وهو الذى ضعفه ابن يونس.
وقد غفل الشيخ - وكدتُ - عن العلة الحقيقية لهذا الإسناد، فإن شيخ القضاعي فيه هو محمد بن منصور التسترى، وقد سبق بيان أنه كذاب كما في طريق
(51) فالقول بحسنهما أو حسن الأول منهما - وإن اغتررت بذلك فترة من الزمان - قول غير سديد.
ابن مسعود من الحديث الخامس. فلعله من وضعه، والرجلان فوقه لم أقف لهما على ترجمة.
(والصحيح) عن أنس - كما تقدم - حكايته عن لقمان الحكيم، رُوِى عن أنس من قوله. وصح أيضًا عن أبي نجيح المكى عن لقمان، وصح بعضه عن أبي الدرداء.
1 -
فروى ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 41) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عنه أن لقمان قال: "إن من الحكم الصمت، وقليل فاعله". وإسناده صحيح على شرط مسلم، ولم يحتج مسلم بحماد إلا في حديثه عن ثابت البناني، مع أنه أثبت الناس - أيضًا - في خاله حميد الطويل. فمن صحح حديثه عن غير ثابت - على شرط مسلم - فقد وهم.
2 -
ورواه أبو يعلي موقوفًا على أنس، وسكت عنه البوصيرى. قاله الشيخ الأعظمى في حاشية "المطالب العالية" (3/ 190). وقال وكيع في "الزهد" (81): "حدثنا عمر بن سعد قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
…
" فذكره. كذا، وفي هذا الإسناد سقط كما قال محققه حفظه الله بناءً على كون عمر بن سعد هذا هو أبو داود الحَفْرى- وهو من أقران وكيع - ولم أجد لوكيع عنه رواية. أما إذا كانت متحرفة من: "حدثنا عثمان بن سعد" فهو إسناد متصل ضعيف، فالله أعلم.
3 -
وروى ابن المبارك (841) وابن أبي عاصم في "الزهد"(46) عن ابن عيينة قال: حدثني ابن أبي نجيح قال: سمعت طاووسًا يسأل أبي عن حديث، فرأيت طاووسًا كأنه يعقد بيده. وقال أبي: يا أبا عبد الرحمن. إن لقمان قال: إن من الصمت حكمًا، وقليل فاعله، فقال له طاووس: يا أبا نجيح، إنه من تكلم واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله". وإسناده صحيح على شرط مسلم، وأبو نجيح اسمه: يسار المكى، وهو ثقة من الثالثة كما في "التقريب" (7805).
4 -
وروى ابن عساكر (13/ 746) من طريق حريز بن عثمان عن أبي حبيب القاضى أن أبا الدرداء كان يقول: "تعلموا الصمت كما نتعلم الكلام، فإن الصمت حكم عظيم. وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم، ولا تتكلم في شئ لا يعنيك، ولا تكن مضحاكًا من غير عجب، ولا مَشَّاءً إلى غير أرب". وإسناده صحيح، وأبو حبيب القاضي اسمه الحارث بن مخمر، وهو ثقة وثقه أحمد وابن حبان وغيرهما.
وعزا المناوى (4/ 240) حديث الترجمة إلى العسكرى في "الأمثال" عنه قال: "وزاد: من كثر كلامه فيما لا يعنيه كثرت خطاياه". ولم أقف على سنده بهذا اللفظ، فالله أعلم.
الحديث الثامن والعشرون:
" الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة".
ضعيف. رُوِى من حديث عامر بن مسعود، وأنس، وجابر بن عبد الله.
1 -
حديث عامر بن مسعود:
رواه أحمد (4/ 335) وابن أبي شيبة (3/ 100)(52) والترمذى (794) وابن خزيمة (3/ 309) والبيهقى (4/ 296، 297) وأبو الشيخ في "الأمثال"(223) والقضاعي (231) وغيرهم من طرق عن سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب عنه به. وهذا إسناد ضعيف له علتان:
الأولى: جهالة نمير بن عريب. قال الذهبي في "الميزان"(4/ 273): "لا يعرف". وقال الحافظ (7191): "مقبول" أى إذا توبع، وإلا فهو لين الحديث.
(52) جاء في "المصنف": "عامر بن سعد" - وهو خطأ - ووقع في رواية ابن خزيمة: "عن مالك ابن مسعود". قال محققه: "في الأصل: عامر مشطوب، ثم كتب: مالك ابن مسعود".
الثانية: الإرسال. كما قال الترمذى: "هذا حديث مرسل. عامر بن مسعود لم يدرك النبى صلى الله عليه وآله وسلم. وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذى روى عنه شعبة والثورى". وقال أيضًا في "العلل الكبير"(1/ 371): "سألت محمدًا عن حديث أبي إسحاق
…
فذكره، فقال: هو حديث مرسل، وعامر بن مسعود لا صحبة له ولا سماع من النبى صلى الله عليه وآله وسلم".
وقال الحافظ (3109): "عامر بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي: يقال: له صحبة، وذكره ابن حبان وغيره في التابعين". وانظر "الإصابة"(2/ 260).
2 -
حديث أنس:
رواه الطبرانى في "الصغير"(716) وعنه الشجرى (2/ 111) وابن عدى (3/ 1210) من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عنه به. وهذا إسناد ضعيف له ثلاث علل:
الأولى: عنعنة الوليد بن مسلم، فإنه ثقة كثير التدليس والتسوية.
الثانية: ضعف سعيد بن بشير - وهو الأزدى الشامى - قال الحافظ (2276): "ضعيف" وقال السخاوى في "المقاصد"(ص 250): "وسعيد ضعيف عند أكثرهم".
الثالثة الوقف كما يأتي.
3 -
حديث جابر:
رواه ابن عدى (3/ 1075) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك البلخي عن الوليد ابن مسلم أيضًا فقال: "عن زهير بن محمد عن ابن المنكدر عن جابر". وهذا إسناد واهٍ جدًا له أربع علل:
الأولى: شدة ضعف عبد الوهاب البلخي، فإنه متروك، وكذبه أبو حاتم كما تقدم في الحديث الخامس عشر (التعليق رقم: 30).
الثانية: عنعنة الوليد بن مسلم.
الثالثة: ضعف زهير بن محمد التميمي في رواية الشاميين عنه، وهذا منها.
الرابعة: المخالفة في الإسناد، فإن الصحيح عن الوليد بن مسلم: عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس كما تقدم فيما قبله.
وبعد، (فالصحيح) وقف حديث الترجمة على أبي هريرة كما رواه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 177) وعنه أبو نعيم (1/ 381) عن هدبة بن خالد، والبيهقي (4/ 297) عن حجاج بن منهال وعفَّان - ثلاثتهم - عن همام ثنا قتادة حدثنا أنس قال: قال أبو هريرة: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قال: قلنا: وما ذلك يا أبا هريرة؟ قال: الصوم في الشتاء". وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقال البيهقى: "هذا موقوف". قال السخاوى: "وهو أصح" - يعنى من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعًا. وبيانه أن همام - وهو ابن يحيى العَوْذى - ثقة حافظ، معدود في كبار أصحاب قتادة، ومن الأثبات فيه - وله أوهام يسيرة - أما سعيد بن بشير - وإن وصفه بعضهم بالحفظ - إلا أنه كثير المناكير في قتادة خاصَّة، وليس أدل على ذلك من هذا الحديث. ولم يتفطن العلامة الألباني حفظه الله لهذه العلة، فحسَّن الحديث من مجموع طريقي عامر بن مسعود وأنس في "الصحيحة" (1922).
فائدة: وثبت أيضًا عن عمر الفاروق رضى الله عنه وصف الشتاء بأنه: (غنيمة). فقد روى الإمام أحمد في "الزهد"(ص 117، 118) وابن أبي شيبة (3/ 100، 13/ 272، 273) وأبو نعيم (1/ 51، 3/ 31، 8/ 133، 134) من طريق سليمان التيمي سمع أبا عثمان النهدى قال: قال عمر بن الخطاب: "الشتاء غنيمة العابدين".
وإسناده صحيح على شرطهما. ورواه أبو نعيم (9/ 20) من طريق ابن مهدى قال: قال عمر:
…
فذكره معضلًا. ولا يضر أن يعضله ابن مهدى أو غيره بعد ثبوته متصلًا من وجه آخر بإسناد على شرطهما كما قدمنا. والله أعلى وأعلم.
الحديث التاسع والعشرون:
" عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن".
ضعيف معلول. رواه ابن ماجة (3452) والحاكم (4/ 200، 403) وعنه البيهقي (9/ 344) وأبو نعيم (7/ 133) والخطيب (11/ 385) من طرق عن زيد بن الحباب عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعًا به.
ورواه الخطيب من طريق زيد بن الحباب أيضًا عن شعبة عن أبي إسحاق به.
ذكره في ترجمة "على بن الحسن بن جعفر" المعروف بـ "ابن كرنيب" و "ابن العطار". وقال "وكان يتعاطى الحفظ والمعرفة، وكان ضعيفًا".
وروى عن الحاكم - بلاغا - قال: ذكر للدارقطني ابن العطار فذكر من إدخاله على المشايخ شيئًا فوق الوصف، وأنه أشهد عليه واتخذ محضرًا بإدخاله أحاديث على دعلج وهذا في "سؤالات الحاكم" (54) - وسماه: على بن الحسين الرصافى-.
وروى عن أبي بكر الداودى أنه ذكر ابن كرنيب فقال: كان عندنا ها هنا في المخرم، وكان من أحفظ الناس لمغازى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسردها من حفظه، إلا أنه كان كذابًا يدعى ما لم يسمع، ويضع الحديث
…
".
قلت: وهذا من أكاذيبه فإن الحديث حديث الثورى، ولا يعرف لزيد بن الحباب رواية عن شعبة.
وقال الحاكم - في الموضع الأول -: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد أوقفه وكيع بن الجراح عن سفيان". ثم رواه من طريق ابن أبي شيبة: ثنا وكيع عن سفيان به بلفظ: "الشفاء شفاءان: قراءة القرآن، وشرب العسل". ثم روى من طريق محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن خيثمة والأسود قالا: قال عبد الله: "عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل". وقال في الموضع
الآخر (53): "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبى.
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث الثورى. تفرد به زيد بن الحباب" وقال البيهقى: "رفعه غير معروف. (والصحيح) موقوف. ورواه وكيع عن سفيان موقوفا" ثم روى (9/ 345) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق به موقوفًا: "في القرآن شفاءان: القرآن والعسل، القرآن شفاء لما في الصدور، والعسل شفاء من كل داء".
وقال: "هذا هو الصحيح موقوف. ورواه أيضًا الأعمش عن خيثمة والأسود عن عبد الله موقوفًا".
وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة"(3/ 120): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. رواه الحاكم
…
" حتى قال: "ورواه مالك في "الموطأ" من حديث عائشة موقوفًا".
قلت: بل هو معلول كما بين البيهقى رحمه الله، وزيد بن الحباب لا يبلغ حديثه - ولا سيما عن الثورى - مرتبة الصحة، فقد قال الحافظ في "التقريب" (2124):"وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري". ولا شك أن هذا من جملة أخطائه في حديث الثورى. وقد أوقفه أحد الثقات الحفاظ من أصحاب الثورى - وإن كان غيره أثبت منه - وهو وكيع - وكذلك أوقفه إسرائيل عن أبي إسحاق. وكذلك أوقفه الأعمش بسند آخر عن ابن مسعود وكل هذه الموقوفات صحيحة الأسانيد سوى الأخير، الذى يرويه محمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن خيثمة والأسود عن ابن مسعود، فإن الأعمش عن الأسود منقطع، وخيثمة عن ابن مسعود منقطع أيضًا، ولكن ورد متصلًا، فقد رواه ابن أبي شيبة (7/ 445) عن
(53) وقع فيه الإسناد هكذا "
…
عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق عن أبي الأحوص" والصواب: "ثنا عبد الله بن محمد عن زيد بن الحباب عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص".
أبي معاوية وابن نمير عن الأعمش فقال: "عن خيثمة عن الأسود قال: قال عبد الله: "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن".
وهذا إسناد صحيح متصل، وهو أرجح من الآخر لاجتماع ثقتين حافظين على روايته متصلًا هما: أبو معاوية - وهو أثبت الثلاثة في الأعمش - وابن نمير بل جاء عن محمد بن عبيد (54) نفسه كروايتهما عند أحمد بن الفرات الرازي في "جزئه" كما في "المنتقى منه" للذهبي (4/ 1 - 4) كما في "الضعيفة"(1514).
ورواه ابن أبي شيبة (10/ 485) عن أبي معاوية - وحده - عن الأعمش به، وعن وكيع عن سفيان بالسند الذى رواه به الحاكم من طريقه بلفظ:"العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور".
ورواه الطبراني في "الكبير"(9/ 252) من طريق أبي الأحوص - سلام بن سليم الحنفى - عن أبي إسحاق به، بلفظ:"القرآن والعسل هما شفاءان". وإسناده صحيح.
نعم، وجدت متابعة لزيد بن الحباب على الرفع لكنها واهية لا يلتفت إليها، فقد رواه ابن عدى (3/ 1253) من طريق سفيان بن وكيع، ثنا أبي عن سفيان، عن أبي إسحاق به مرفوعًا، وقال:"وهذا يُعرف عن الثورى مرفوعًا من رواية زيد بن الحباب، عن سفيان، وأما من حديث وكيع مرفوعًا لم يروه عنه غير ابنه سفيان، والحديث في الأصل عن الثورى بهذا الإسناد موقوف".
قلت: فالظاهر أنه من الأحاديث التي أدخلها عليه ورَّاقه - وراق السوء - أخزاه الله، كما أفسد هذا الشيخ الصالح الصدوق، وأسقط حديثه. وقد تقدم الكلام على هذا الأمر في الحديث العاشر بما يكفى إن شاء الله.
(54) وهو الأصح، فإن أحمد بن الفرات الرازى ثقة حافظ، أما الحسن بن علي بن عفان العامري - راويه عن محمد بن عبيد عند الحاكم - فهو ثقة فحسب. إلا أن يكون العامري قد توبع على روايته، فالله أعلم.
أما موقوف عائشة الذى عزاه البوصيري للإمام مالك في "الموطأ"، فلم أظفر به - بعد جهد - في مظانه منه، فلعله في رواية غير يحيى بن يحيى الليثي، والعلم عند الله تعالى.
الحديت الثلاثون:
" العلم خزائن، ومفتاحها السؤال".
موضوع. رواه أبو نعيم (3/ 192) وأبو عثمان البجيرمى في "الفوائد"(24/ 1) - كما في "الضعيفة"(278) - من طريق داود بن سليمان القزاز ثنا على بن موسى الرضا حدثنى أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن على عن أبيه على ابن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعًا بزيادة: "فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمجيب لهم".
ورواه أيضًا العسكرى - كما في "المقاصد"(ص 287) - والديلمى كما في "الفردوس"(3/ 95) - ولفظه هو و "الجامع الصغير"(5712): "والمحب لهم". وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد".
وقال الحافظ في "تسديد القوس": "أبو نعيم في "الحلية" بسند ضعيف".
وكذلك قال العراقي في "تخريج الإحياء"(1/ 9) والسخاوى، فوصفوه جميعًا بالضعف - وحده - والذى يسبق إلى الأذهان أنه ضعف يسير ينجبر بتعدد الطرق، ويجيز طوائف من العلماء الأخذ به في الفضائل.
وليس الأمر كذلك، فإن في إسناده أحد الكذابين، ألا وهو:"داود بن سليمان القزاز"، وهو الجرجاني الغازي. قال الذهبي في "الميزان" (2/ 8): "كذبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب، له نسخة موضوعة عن على الرضا رواها على بن محمد بن مهرويه القزويني الصدوق
عنه .. " ثم ساق له أحاديث هذا أحدها.
وأقره الحافظ في "اللسان"(2/ 417، 418) وزاد عليه أحاديث وقال في "المغني"(1/ 218): "داود بن سليمان الجرجاني، معاصر لابن المديني" قال ابن معين: "كذاب". وله عن على بن موسى الرضا". وأعاده ثانيًا فقال: "داود ابن سليمان الغازى، عن على بن موسى الرضا، لاشئ".
قلت: وتابعه وضَّاع آخر، فانظر التفصيل في "الضعيفة"(278).
أما (الصحيح) في حديث الترجمة، فإنه من كلام ابن شهاب الزهرى رحمه الله موقوفًا عليه - كما رواه أبو نعيم (3/ 36) والبيهقى في "المدخل"(429) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 89) من طريقين عن يونس بن يزيد الأيلي، وابن عبد البر - معلقًا - عن الحلوانى عن عبد الله بن صالح عن الليث ابن سعد كلاهما عن ابن شهاب قال:"العلم خزائن، وتفتحها المسائل".
وفى رواية: "إن هذا العلم خزائن، تفتحها المسألة". وروى ابن عبد البر من طريق نصر بن على الجهضمي قال: كان الخليل يقول: "العلوم أقفال، والسؤالات مفاتيحها". وإسناده منقطع، فإن على بن نصر بن على- الجهضمى الكبير والد هذا - هو الذى له رواية عن الخليل - وهو ابن أحمد الفراهيدي اللغوى المشهور صاحب العَروض - كما في "التهذيب"(7/ 390). والله أعلم.
الحديث الحادى والثلاثون:
" الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل".
ضعيف. رُوِى من حديث ابن مسعود، وجابر وأبي هريرة، وأنس.
1 -
حديث ابن مسعود:
رواه أبو داود (2/ 579) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" وعنه البيهقي (2/ 579)
وأبو الحسين بن المنادى في كتاب "أحكام الملاهي" كما في "إغاثة اللهفان"(1/ 248) للإِمام ابن القيم رحمه الله وابن بطة في "الإبانة"(932) وابن حزم في "المحلى"(9/ 57) من طريق سلام بن مسكين عن شيخ شهد أبا وائل في وليمة فجعلوا يلعبون، يتلعبون، يغنون، فحل أبو وائل حبوته وقال: سمعت عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب". لفظ أبي داود. وإسناده ضعيف لجهالة شيخ سلام بن مسكين، وبه أعله جماعة من الأئمة.
قال ابن حزم: "عن شيخ، عجب جدًا"! وقال ابن القيم: "فمداره على هذا الشيخ المجهول، وفى رفعه نظر، والموقوف أصح".
وقال ابن رجب الحبلى في "نزهة الأسماع"(ص 37): "وفى إسناد المرفوع من لا يعرف. والموقوف أشبه". وقال الغزالى في "الإحياء"(2/ 286): "
…
واحتجوا بقول ابن مسعود رضى الله عنه الغناء ينبت في القلب النفاق - وزاد بعضهم - كما ينبت الماء البقل. ورفعه بعضهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو غير صحيح" قال العراقى: "قال المصنف: والمرفوع غير صحيح لأن في إسناده من لم يُسَمَّ، رواه أبو داود، وهو في رواية ابن العبد ليس في رواية اللؤلؤى ورواه البيهقي مرفوعًا وموقوفًا".
قلت: وسأثبت صحته موقوفًا بعد استيفاء طرقه المرفوعة، والله المستعان. ثم وجدت له لفظا آخر رواه ابن صصرى في "أماليه" كما في "كف الرعاع" للهيثمي (2/ 271) مع الزواجر".
2 -
حديث جابر:
رواه البيهقي في "الشعب"(2/ 91/ أ - ب) من طريق محمد بن صالح الأشج نا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد نا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عنه، بلفظ:"كما ينبت الماء الزرع". وإسناده واهٍ جدًا.
3 -
حديث أبي هريرة:
رواه ابن عدى في "الكامل"(4/ 1590) وعنه ابن الجوزى في "العلل المتناهية"(1310) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله العمرى عن أبيه عن سعيد ابن أبي سعيد عنه به، ولفظه "إن الغناء ينبت النفاق في القلب" وإسناده ضعيف جدًا.
قال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح. قال أحمد: لا يساوى حديث عبد الرحمن شيئًا خرقناه.
وقال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي والدارقطني: متروك" ومن طريقه الديلمي في "الفردوس" (2/ 85) بلفظ: "حب الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء العشب".
4 -
حديث أنس:
رواه الديلمى من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود حدثنا هشام بن عمار حدثنا مسلمة بن على حدثنا عمر مولى غفرة عنه بلفظ: "الماء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب، والذي نفسي بيده، إن القرآن والذكر لينبتان الإيمان في القلب، كما ينبت الماء العشب"(55).
وإسناده واهٍ جدًا، وفيه أيضًا انقطاع. وتفصيل ما أجملت - مما تقدم - تجده في كتاب "أحاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان" (ص 59: 61) للأخ الشيخ عبد الله بن الجُديع، حفظه الله وأمتعنا بعلمه.
(والصحيح) في حديث الترجمة وقفه على ابن مسعود - كما تقدم - فإن له عنه طرقًا ثلاث إحداهن صحيحة.
الأولى: عند ابن أبي الدنيا وعنه البيهقي (10/ 223) وابن نصر في "تعظيم قدر
(55) كما في "أحاديث ذم الغناء"(ص 61) نقلا عن "زهر الفردوس"(2/ 322).
الصلاة" (680) من طرق عن غندر حدثنا شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم عنه قال: "الغناء ينبت النفاق في القلب".
وإسناده صحيح، وحماد هو ابن أبي سليمان وهو - وإن اختلط في آخر أمره - فقد قال الإمام أحمد:"مقارب ما روى عنه القدماء: سفيان وشعبة". وقال أيضًا: "سماع هشام - يعنى الدستوائى- منه صالح" كما في "التهذيب"(3/ 16). فيلحق بالقدماء أيضًا: الحكم بن عتيبة، فإنه من أقرانه، بل إنه توفى قبله بخمس سنين.
ورواية إبراهيم النخعى عن ابن مسعود - وإن كان ظاهرها الانقطاع - إلا أنها صحيحة، بل أصح مما لو أسند عنه، فقد قال الأعمش:"قلت لإبراهيم: أسند لى عن ابن مسعود. فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله، فهو الذى سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله" كما في "التهذيب"(1/ 177، 178). ووصله الترمذي في "العلل" - آخر "جامعه" - (5/ 411) قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "شرح العلل"(ص 231): "
…
وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعى خاصة، فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة
…
".
قلت: فمن الغريب قول أخينا الشيخ الجديع في كتابه المذكور (ص 58) - في هذا الأثر - "قلت: وهذا منقطع أيضًا، إبراهيم هو النخعي لم يدرك عبد الله". ثم ذكر نحوًا مما أسلفنا بشأن تقوية رواية الحكم عن حماد. فمثل هذا الأمر لا يخفى على مثله في تدقيقه وتحقيقه، ولكن الإحاطة لله وحده. ولم يتفرد الحكم بالأثر، فقد رواه ابن بطة في "الإبانة"(931) من طريق سفيان عن منصور عن حماد به ومنصور أيضًا من طبقة حماد، لكن ابن بطة رحمه الله فيه ضعف.
ورُوِى من طرق أخري عن حماد لا تقوى على إعلال الأثر، منها ما رواه ابن بطة (933) من طريق الإمام أحمد عن هشيم عن العوام عن حماد عن ابن مسعود به - بإسقاط إبراهيم بينهما - وهذا إسناد ضعيف، فإن هشيمًا مدلس وقد عنعنه،
والعوام هو ابن حوشب، وهو ثقة لكنه ليس من قدماء أصحاب حماد المنصوص عليهم، وما هو من طبقته أيضًا.
وذكر ابن حزم (9/ 60) أنه روى من طريق سعيد بن منصور عن أبي عوانة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم قال: الغناء
…
فذكره هكذا مقطوعًا. وهذا أيضًا مرجوح فإن أبا عوانة غير معدود في قدماء أصحاب حماد.
ورواه الخطيب من طريق شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم عن علقمة قوله كما في "تذكرة المؤتسى بمن حدث ونسى"(56) للسيوطى. ولكن لا ندرى من هم الرواة بين الخطيب وشعبة لعل في أحدهم مقالًا.
وقد رواه أثبت الناس مطلقًا في شعبة - ألا وهو محمد بن جعفر غُندَر- بهذا الإسناد عن إبراهيم عن ابن مسعود كما تقدم، على أنه لا مانع أصلًا أن يكون كل ذلك صحيحًا بأن يكون إبراهيم قد سمعه من جماعة عن ابن مسعود، وسمعه مرة أخرى عن علقمة - من قوله وفتواه - وأفتى هو به مرة ثالثة دون أن يسنده إلى قائله، فقد رواه عبد الرزاق (4/ 11) عن معمر عن مغيرة عنه. ومغيرة هو ابن مقسم الضبى، وقد تكلم الإمام أحمد في روايته عن إبراهيم لتدليسه عنه ما لم يسمعه منه ولكن بقيت طرق عن إبراهيم - موقوفًا عليه - لم يتيسر النظر فيها، وكذلك ما رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهى" عنه قال:"كانوا يقولون: الغناء ينبت النفاق في القلب".
الثانية: رواها ابن أبي الدنيا وعنه البيهقي من طريق محمد بن طلحة عن سعيد ابن كعب المرادى (57) عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عنه بزيادة: "كما ينبت الماء الزرع، والذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع". وإسناده منقطع بين
(56) مخطوط مكتبة الشيخ حماد الأنصارى ص 4 قاله محقق "تحريم النرد" للحافظ الآجرى في بحثه الخاص بالأغاني والمعازف وآلات الملاهى (ص 302).
(57)
وفى "إغاثة اللهفان": "الرازى" وهو خطأ.
محمد بن عبد الرحمن بن يزيد وابن مسعود، فإنما يروى عن ابن مسعود أبوه عبد الرحمن بن يزيد النخعى. وسعيد بن كعب المرادى فيه جهالة، فقد ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 57) برواية محمد بن طلحة وحده عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ولا يعله بالإعضال ما رواه ابن أبي زمنين في "أصول السنة"(169) من طريق عبد الملك بن حبيب عن أسد بن موسى عن محمد بن مطرف عن سعيد هذا عن ابن مسعود - بلا واسطة - بشطره الأول وذلك لأن عبد الملك بن حبيب - وهو الأندلسى المالكى - ساقط في الرواية كثير التصحيف والتخليط في الأسانيد، وقوله:"محمد بن مطرف" إن لم يكن خطأ من قبل النسخ صوابه: "محمد بن مصرف" - أعنى: محمد بن طلحة بن مصرف - فهو من تصحيفاته الكثيرة رحمه الله.
الثالثة: عند ابن أبي الدنيا من طريق ليث عن طلحة بن مصرف عنه كما في كتاب الجديع (ص 58). وإسناده أيضًا منقطع، وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف لكنه لا بأس به في الشواهد والمتابعات كما قدمنا في الحديث الثامن عشر.
وبعد، فإن أثر ابن مسعود هذا - وإن كان ظاهره الوقف - إلا أنه في حكم المرفوع إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم إذ لا مجال فيه للرأى والاجتهاد. قال ابن حجر الهيتمى الفقيه الشافعى رحمه الله:"ومثله لا يقال من قبل الرأى لأنه إخبار عن أمر غيبى، فإذا صح عن الصحابة فقد صح عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كما هو مقرر عند أئمة الحديث والأصول". كما في "كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع" له (2/ 279، مع الزواجر) وحكى عن الأذرعى رحمه الله الإشارة إلى ذلك والله أعلى وأعلم.
الحديت الثانى والثلاثون:
" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلعن القاشرة والمقشورة،
والواشمة والموتشمة، والواصلة والمتصلة".
ضعيف. رواه الإمام أحمد (6/ 250): "ثنا عبد الصمد قال. حدثتني أم نهار بنت رفاع، قالت: حدثتني آمنة بنت عبد الله أنها شهدت عائشة فقالت
…
الحديث.
قال الهيثمى في "المجمع"(5/ 169)(58): "رواه أحمد، وفيه من لم أعرفه من النساء".
قلت: يعنى أم نهار بنت رفاع، وآمنة بنت عبد الله. وأم نهار أغفلها الحافظ، فلم يترجمها في "تعجيل المنفعة" وكذلك أبو زرعة بن العراقى في "ذيل الكاشف". وآمنة بنت عبد الله هى القيسية.
قال الحسيني وأبو زرعة (2113): "لا تعرف". زاد الحافظ في "التعجيل"(ص 554): "قلت: قد رواه أحمد من طريق أم نهار عن آمنة بنت عبد الله عن عائشة حديثا آخر في لعن الواصلة، فيكون لها راويان".
وقد تساهل الحافظ السيوطى رحمه الله إذ أورد الحديث في "الجامع الصغير"(7263) بلفظ: "لعن الله القاشرة والمقشورة" وعزاه لأحمد ورمز لضعفه، ولم يتعقبه الألباني في "ضعيف الجامع"(5/ 15) مع أنه ليس عند أحمد إلا بذلك اللفظ المتقدم على أنه ذكره في "الدر"(2/ 224) بلفظه الصحيح.
وقد أحسن الحافظ المنذرى رحمه الله صنعا، فلم يورده في "الترغيب". (والأشبه) وقفه على عائشة، فقد روى الإمام أحمد أيضًا (6/ 210) من طريق على بن مبارك عن كريمة بنت همام قالت: سمعت عائشة تقول: يا معشر النساء إياكن وقشر الوجه. فسألتها امرأة عن الخضاب (59) فقالت: لا بأس بالخضاب
(58) أورده هو والألبانى في "الضعيفة"(1614) مختصرًا مقتصرًا علي الجملة الأولى، فأوهما أن هذا لفظه حَسْبُ.
(59)
قال أبو داود "تعنى خضاب شعر الرأس".
ولكنى أكرهه لأن حبيبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره ريحه" ورواته ثقات سوى كريمة هذه، فقد روى عنها جمع من الثقات ولم أرَ أحدًا وثقها.
وقد رواه أبو داود (2/ 395) والنسائى (8/ 142) من هذا الوجه - باختصار أوله - والسند المرفوع الذى قبله يدل على أن له أصلًا - في الجملة - عن عائشة والله أعلم.
أما سائر الحديث فثابت من طرق أخرى:
1 -
فعن عائشة أيضًا أن جارية من الأنصار زوجت، وأنها مرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوه، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الوصال، فلعن الواصلة والمستوصلة". رواه الشيخان والنسائي (8/ 146) وأحمد (6/ 111). وفي "الصحيحين" نحوه عن أسماء بنت أبي بكر.
2 -
وللنسائى (8/ 147) من طريق أبان بن صمعة عن أمه قالت: سمعت عائشة تقول: "نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الواشمة والمستوشمة، والواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة".
وأبان صدوق تغير آخرًا كما في "التقريب"(138) وأمه لم أجد لها على ترجمة لكن المتن محفوظ من طرق أخرى.
3 -
وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة مرفوعًا: "لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة".
4 -
وفيهما عن ابن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة".
5 -
ولأبى داود (2/ 396) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: "لعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء". وإسناده جيد.
6 -
وفي "الصحيحين" وغيرهما عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال: "لعن
الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات (زاد أحد شيخي أبي داود: والواصلات)، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله". فبلغ ذلك امرأة من بنى أسد يقال لها: أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغنى عنك أنك قلت: كذا وكذا .. وذكرته. فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في كتاب الله؟ فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحى المصحف، فما وجدته، قال: إن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} . قالت: إنى أرى شيئًا من هذا على امرأتك الآن. قال: اذهبي فانظري، فذهبت فلم تر شيئًا، فجاءت، فقالت: ما رأيت شيئًا، فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها".
وانظر شرح هذه الأحاديث في "جامع الأصول"(4/ 778، : 782) - بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرنؤوط، وكذلك في "الترغيب والترهيب" (3/ 223: 219) (60) - وفيه أحاديث أخرى في وصل الشعر.
(وصح) لعن المقشورة أيضًا عن الحسن البصرى رحمه الله، فقد أخرج ابن جرير الطبري رحمه الله في "تفسيره" (10486) من طريق أبي نعيم قال: حدثنا أبو هلال الراسبي قال: سأل رجل الحسن: ما تقول في امرأة قشرت وجهها؟ قال: "ما لها، لعنها الله، غيرت خلق الله" وإسناده جيد. وأبو هلال الراسبى اسمه: محمد بن سليم، وهو بصرى صدوق، في حديثه عن قتادة لين.
وقال الشيخ محمود شاكر - حفظه الله- تعليقا على الأثر: "قشر الوجه" دواء قديم بالغمرة تعالج به المرأة وجهها أو وجه غيرها وكأنها تقشر أعلى الجلد. و "الغمرة"(بضم فسكون)، قالوا: هو الزعفران، وقالوا: هو الجص. وقالوا: هو تمر ولبن يطلى به وجه المرأة ويداها، حتى ترق بشرتها ويصفو لونها.
(60) بتعليقات الشيخ محمد خليل هراس رحمة الله عليه، فإنها نفيسة تجد فيها الصدق والغيرة على الإسلام والمسلمين.