المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عاشرا: هل من توبة قبل الموت من سب الله رب العالمين والاستهزاء بدينه - تحذير المسلمين من السب والاستهزاء بالدين

[أبو عبد الرحمن المصري]

الفصل: ‌عاشرا: هل من توبة قبل الموت من سب الله رب العالمين والاستهزاء بدينه

‌عاشرا: هل من توبة قبل الموت من سب الله رب العالمين والاستهزاء بدينه

؟

فإن قلت: هل لي من توبة؟ وإذا كان لي توبة فما شروطها؟

اعلم - هداني الله وإياك - أن الله يقبل التوبة عن عباده وإن كان مشركا أو مرتدا عن الإسلام بل كما أخبر النبي أن الله يفرح بتوبة العبد ، ونوجز شروطها فيما يلي:

الإخلاص لله بالتوبة بحيث يكون الحامل عليها تقوى الله ، والخوف من عقابه ، ورجاء ثوابه لا رياء ولا خوف من مخلوق ولا لينال أمرا من أمور الدنيا.

الندم بحيث يجد في نفسه حسرة وحزنا على ما مضى.

ص: 44

الإقلاع عن الذنب وعدم الإصرار عليه فإن كان الذنب بترك واجب فعله وإن كان بإتيان محرم أقلع عنه ، وفي مسألتنا هنا هي الإقلاع عن سب الله ورسوله ودينه والاستهزاء بشئ من ذلك.

العزم على عدم العودة إلى سب الله ورسوله ودينه في المستقبل.

أن تكون التوبة قبل الموت.

فإن قلت: ماذا علي نحو من أسمعهم يسبون الله أورسوله أو دينه أو الاستهزاء بذلك؟

اعلم - وفقني الله وإياك - أن علينا أن نُبَيِّنَ للناس بالحسنى خطورة السب على دين العبد وكيفية التوبة منه وهو من أفرض الفروض

ص: 45

علينا ونُصْحَهم ، وإلا فلا تَقْعُدْ في مجلس فيه كلام من هذا ، مع استمرار النصح لمن يَصْدُرُ عنه ذلك مع سؤال الله عز وجل أن يهديه على يديك.

وأخيرا:

يا من تسب وتستهزأ بالله ورسوله ودينه ألم يأت الوقت الذي تتوقف فيه عن ذلك الفعل الشنيع وتتوب إلى ربك ، فورب العرش العظيم إن هذه الرسالة ما كُتِبَت إلا لك حتى تلقى الله على التوحيد الذي لن تدخل الجنة إلا به ، والذي يَنْقُضُه ذلك السب والاستهزاء ، وكذلك كُتِبَت

ص: 46

لكي تدعو من يسب ويستهزأ حتى يتوقف مثلك عن ذلك ، حتى ينصر الله بنا هذه الأمة ، وإذا قرأت هذه الرسالة فانشرها على من تعرفه ومن لا تعرفه؛ لكي تكون أنت سببا في المنع من السب والاستهزاء لترضي ربك ، وحتى تُتْبِعَ السيئة الحسنة تمحها.

يا من تسمع هذه الأقوال والتي فيها سب واستهزاء بالله ورسوله ودينه ولا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر إليك هذه الرسالة لكي تعينك في القيام بهذا الفرض.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلى الله وسلم على رسوله النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

ص: 47