المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌طريق إجابة الدعاء

‌طريق إجابة الدعاء

أخي المسلم: دعنا نقف سويًا على معالم وأسباب إجابة الدعاء .. ولا تنس أخي أن تستصحب معك قلبك دائمًا .. فنحن في طريق لا يقطع بسير الأقدام أو غيرها! وإنما يقطع بسير القلوب! !

أخي: ها هي أسباب إجابة الدعاء أضعها بين يديك .. ولا تنس ما قلته لك: إن ذلك يحتاج إلي قلب حاضر ..

أخي: وأنت تلتمس إجابة الدعاء .. فلتدع دعاء واثق بما عند الله تعالى .. محسنًا الظن بمولاك تبارك وتعالى ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ» [رواه الترمذي والحاكم/ السلسلة الصحيحة: 594].

* وإذا دعوت أخي فلتتق الله في دعائك، فلا تدع بإثم أو قطيعة رحم .. فإن الدعاء الصالح المستجاب هو الذي يرجو به صاحبه خير الدنيا والآخرة، ولا خير في داعٍ يفكر في تحصيل شهوات النفس البهيمية! !

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم» [رواه مسلم].

* وعلى الداعي أيضًا أن يعلم أن من أسباب إجابة الدعاء: أن يكون الداعي ممن يحرصون على اللقمة الحلال .. فلا يدخل بطنه حرامًا .. وإذا اتصف العبد بذلك لمس أثر الإجابة في دعائه ووجد آثارًا طيبة لذلك ..

أخي: لقد عم البلاء بأكل الحرام أو المشتبه في حله! فكان ذلك سببًا في عدم إجابة دعاء الكثيرين .. فيا غافلين عن أسباب

ص: 9

إجابة الدعاء تنبهوا إلي ما يدخل جيوبكم من المال .. وتنبهوا إلي ما يدخل بطونكم من الطعام ..

ولا يقولن أحدكم: دعوت ولم أر إجابة للدعاء! وهو قد ملأ يده وبطنه من الحرام! ! وأتركك أخي مع هذه الوصية النبوية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إن الله طيب لا يقل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلي السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام! ومشربه حرام! وغذي بالحرام! فأنى يستجاب لذلك؟ ! » [رواه مسلم والترمذي].

قال سهل بن عبد الله رحمه الله: من أكل الحلال أربعين صباحًا أجيبت دعوته!

وقال يوسف بن أسباط رحمه الله: بلغنا أن دعاء العبد يحبس عن السماوات بسوء المطعم!

وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجب لإجابة الدعاء.

أخي المسلم: ولك في سلفك الصالح – رضي الله عنهم – قدوة صالحة ..

فهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه اشتهر بإجابة الدعاء .. فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه واخترق الحجب فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب!

ص: 10

فكان رضي الله عنه مثالاً حيا لمن أراد أن يعرف طريق إجابة الدعاء

وها هو رضي الله عنه يسأله بعضهم: تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقال: ما رفعت إلي فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها؟ ! ومن أين خرجت؟ !

أخي: ذاك هو سر استجابة دعاء سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – اللقمة الطيبة الحلال ..

أخي: فلنحاسب نفسك في أكلها وشربها وملبسها .. من أين هذا؟ ! وكيف جاء؟ !

فإذا كان حلالاً .. فكل وأنت معافىً .. وادع الله تعالى رازقك .. فأنت يومها القريب من طريق الإجابة!

* أخي: وأنت تلتمس إجابة الدعاء احذر أن تكون من المتعجلين لإجابة الدعاء .. فإن الكثيرين يستعجلون إجابة الدعاء كأنه لزامًا على الله تعالى أن يجيب دعاءهم! وقد نسي هؤلاء أن الله تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23].

فاحذر الاستعجال لإجابة الدعاء .. ولتعلم أن الدعاء عبادة .. فإنك إن أكثرت من الدعاء فأنت على خير عظيم، سواء رأيت أثرًا للإجابة أو لم تر ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي» [رواه البخاري ومسلم].

ولا يغيب عنك أيضًا أخي؛ أن من أسباب إجابة الدعاء: الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض.

ص: 11