الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأعانني الله وإياك لطاعته .. وعصمني وإياك من معاصيه ومساخطه ..
روح الدعاء المستجاب .. التذلل والافتقار
!
أخي المسلم: إذا أردت لدعائك أن يصعد حقًا! فتأمل في حالك وقت الدعاء، هل أنت ممن يدعون دعاء الراغب .. الراهب .. المستكين .. الخاضع .. المتذلل .. الفقير إلي ما عند ربه تبارك وتعالى؟ !
أم أنك أخي إذا دعوت دعوت دعاء غافلٍ .. لاه!
أخي: التذلل والخضوع والافتقار إلي الله أثناء الدعاء له مفعول عجيب في إجابة الدعاء!
وقد غفل الكثيرون عن ذلك، فتجد أحدهم إذا دعا أخرج كلمات جافة لا أثر للخضوع والتذلل فيها، وقد نسي هذا أنه يخاطب ملك الملوك .. المتفرد بالجلال والكبرياء ..
قال بعضهم: ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق!
أخي المسلم: إن أثر التذلل والخضوع على إجابة الدعاء سريع .. مضمون الفائدة! ولا يجد هذا إلا من جربه ..
وسأقص عليك أخي نماذج تبرهن لك أن أثر التذلل على إجابة الدعاء لا يتخلف ..
* قيل: أصاب الناس قحط على عهد داود عليه السلام فاختاروا ثلاثة من علمائهم فخرجوا حتى يستسقوا بهم.
فقال أحدهم: اللهم إنك أنزلت في توراتك: أن نعفو عمن ظلمنا، اللهم إنا ظلمنا أنفسنا فاعف عنا.
وقال الثاني: اللهم إنك أنزلت في توراتك أن نعتق أرقاءنا، اللهم أرقاؤك فاعتقنا.
وقال الثالث: اللهم إنك أنزلت في توراتك أن لا نرد المساكين إذا وقفوا بأبوابنا، اللهم إنا مساكينك وقفنا ببابك فلا ترد دعاءنا. فسقوا.
* وفي عهد عبد الرحمن الثالث ـ الخليفة الأموي ـ على بلاد الأندلس، أمسكت السماء ذات مرة عن المطر، فدعا الخليفة الناس إلي الاستسقاء، ـ وكان قاضي الجماعة يومها منذر بن سعيد رحمه الله ـ: فبعث إليه الخليفة أن يخرج الناس إلي صلاة الاستسقاء.
ولما جاء رسول الخليفة إلى منذر؛ قال له منذر: كيف تركت مولانا؟
فقال: تركته وقد نزل عن سريره وافترش التراب!
فقال منذر: أبشروا بالفرج، فإنه إذا ذل جبار الأرض رحم جبار السماء!
وخرج الناس بعدها للاستسقاء. فسقوا!
أخي المسلم: لذلك كان أرجى الدعاء بالاستجابة ما تضمن الخضوع والتذلل والاعتراف بالذنب ..
وإذا أردت أخي دعاء يجمع هذه الخصال؛ فقد أرشدك النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له! » [رواه الترمذي والحاكم/ صحيح الترمذي: 3505].