الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن المقدور كقول القائل لما يشاهده من الآيات هذه قدرة عظيمة.
وكذلك لفظ العلم يعبر به عن العلم الذي هو الصفة ويعبر به عن المعلوم كما يقال: غفر الله لك علمه فيك، أي معلومه.
[المراد بكلام الله] :
وهكذا لفظ الكلمة والكلام يراد بهما الكلام الذي تكلم به وذلك صفة من صفاته قائمة بذاته ليس بمخلوق منفصل عن ذاته ولا بائن عنه فإن صفة الموصوف لا يجوز أن تفارق ذاته وتنتقل عنه وإن كان مخلوقًا فكيف في الخالق سبحانه وتعالى والكلام يتكلم به المتكلم فيقال: خرج منه الكلام، وبدأ منه الكلام، وهو لم يفارق ذاته وينتقل منه إلى غيره. قال تعالى:{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَاّ كَذِباً} .
فهذه الكلمة التي هي كلمة مخلوق وقد قيل إنها خرجت منه ومع هذا فلم تفارق ذاته وتنتقل إلى غيره فكلام الله تعالى أولى بذلك ولهذا قال السلف: القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود. وقولهم: منه بدأ، أي هو المتكلم به فمنه بدأ ليس بمخلوق في غيره حتى يكون قد بدأ من ذلك وسمع كما يقوله الجهمية المنتسبة إلى أهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى يقولون: إن الله لما كلم موسى لم يكن الكلام قائمًا بذات الله بل خلق كلامًا في الشجرة أو في الهواء فسمع موسى ذلك الكلام. وهؤلاء يكذبون الرسل لأنه قد علم أن الكلام إذا قام ابتداء بمحل كان كلامًا لذلك المحل وكذلك العلم والقدرة والسمع والبصر وسائر الصفات فمن قام به العلم فهو عالم ومن قامت به القدرة فهو قادر ومن قام به السمع والبصر فهو سميع بصير ومن قام به الكلام فهو متكلم فالكلام المخلوق في محل هو كلام لذلك المحل لا كلام الله كإنطاق الله للجلود وغيرها قال تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ