الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[العبرة في خلق المسيح بدون أب] :
فالمسيح إذا خلقه بقوله {كن} فكان، لم يقتض ذلك أن يكون أفضل من إبراهيم، ومحمد، لمن خلق في الرح بسنة الله وعادته وإنما يدل ذلك على أن المسيح آية من آيات الله، وقد قال تعالى:{وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} .
ومعلوم أن الأنبياء وحمل مريم أفضل من مريم وخلق آدم من غير زوج آية كما أن المسيح من غير أب آية وما خلقه الله بغير
…
* من العجائب الخارقة للعادات فيها من الآيات ما ليس في غيرها وإن كان غيرها أفضل منها ولا يقول قائل إن القمر لما انشق كان أفضل من الشمس فقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ} بين بذلك أنه مخلوق بكلمته فإنه قادر على أن يخلقه على غير هذا الوجه المعتاد
[التعليق]
* بياض في الأصل.
بكلمته وكان في ذلك رد على من يقذف المسيح وأمه، ويزعم أنه ولد عنه أو يقول: إنه ابن يوسف النجار؛ لرشده، والنصارى الجهال يزعمون أن مريم تزوجت بيوسف النجار، وأنها ولدت المسيح؛ فيكون في هذا حجة للفلاسفة واليهود على أنه ابن يوسف، سواء كان لرشده أو لغيه، وهذا باطل؛ فإن مريم بتول لم تتزوج قط، فما يقوله المسلمون أعظم ببريته كما* تقوله النصارى.
[التعليق]
* كذا في الأصل المطبوع، والأصوب (مما) .