الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فساد اعتقادهم بالأقانيم الثلاثة]
وسبب ذلك أن المذهب في نفسه باطل بصريح العقل وذلك أنهم يقولون: بسم الأب والابن وروح القدس إله واحد، ويقولون: الأحدي الذات الثلاثي الصفات، ويقولون: إن المتحد بالمسيح هو الابن، ويقولون: إن الرب هو جوهر واحد وله ثلاثة أقانيم، والأقنوم يفسرونه تارة بالشخص، وتارة بالصفة، إذ المذهب في نفسه متناقض، وقولون: الأب هو أقنوم الوجود، والابن أقنوم الكلمة، والعلم وروح القدس أقنوم الحياة، فيكون المراد: أنه موجود حي متكلم، ومنهم من يقول غير ذلك. وقد كان من طوائفهم المتقدمين من أنكر عليهم هذا وجرت بينهم مخاصمات ومنازعات ودخلت عليهم الملوك وصاروا يعاقبون من أمرهم بالتوحيد.
وأصل ضلالهم شيئان:
أحدهما: أنهم أرادوا الغلو في المسيح معاندة لليهود الذين كذبوه وظلموه فصارت اليهود في جانب وهم في جانب.
والثاني: أنهم وجدوا في الكتب ألفاظًا مشتبهة بعضها صح نقلها عن الأنبياء فحرفوا معناها وبعضها لم يصح نقلها.